السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وفقا لـ: Sénatus Consult المأخوذ من المرسوم الصّادر في 22 مارس 1863 النبذة التّاريخيّة الواردة فيه هي:
بني غّدو يرفعون نسبهم إلى بني توجين، بطن من بني بادين (قبيلة زناتيّة).
استنادا إلى بعض الوثائق المكتوبة من قبل "الطُلْبة"، فقد عمّروا لفترة طويلة مدينة البطحا، وكانت قد انتزعت منهم من طرف سُوَيد (عرب زُغبة) حواليّ 1366م. أطلال هذه المدينة تقع بين يلّل (هيلّيل) ووادي مينا بسيدي عبد الهادي. أتوا إذن واستقروا على حوّاف وادي يلّل وتركوا العيش تحت الخيم. في زمننا هذا، أخوين يقتسمان رئاسة القبيلة، هما بوحلوان وفارس، هما جدّي الذين يحملون اليوم أسماءهما وهما أولاد بوحلوان وأولاد فارس.
من بني حلوان خرج أولاد عمّار، أولاد عيسى يقال لهم العويسات وأولاد يعلى.
من فارس انحدر السبابنة (الصبابنة؟) أبناء سبّان، أولاد بوغنّي وأولاد عامر.
الفرق الأخرى من القبيلة لها أصول أجنبيّة. أولاد أُوعليّ ينحدرون إذا رجعنا إلى أساطير هذه المواطن من رجل يدعى أوعلي (ابن عليّ)، أمازيغي قدم من الواد لا ندري في أيّ زمن. الحجاجرة (الهجاجرة؟) أصلهم من أولاد عبّاد فرقة من الحشم الغرّابة (بين تيزي وغريس). كانوا قد شكّلوا تجمّعا من بضع عائلات من الذين غادروا وطنهم منذ حواليّ ثلاثين أو أربعين سنة (بين 1833-1823)، ليأتوا ويستقرّوا في بلاد الحمّاد التّي كان قد اشتراها الباي محمّد الكبير في 1792، الغنايسّية يدّعون أنّهم ينحدرون من محمّد بن بوغنيسة، أصله مجهول، خادم سيدي عبد الهادي والذي له قبّة بين يلّل ومينا.
هؤلاء الأهالي باستثناء الحجاجرة، حملوا في ما سبق اسم البطحا، فقط بعد القرن 15 حملوا اسمهم الحالي بني غدّو، فرقة "مرابطين" الوحيدة من أولاد سيدي سعادة المنحدرة من مولاي إدريس، العدد الأكبر يعتقدون أنّها من أصل أمازيغيّ، ما يعطي مصداقيّة لهذا القول. الإسم الذي عادة ما كان يشار إليه به هو دادّة سعادة (دادّة بالأمازيغيّة مرادفة للشيخ بالعربيّة).
سيدي سعادة له ثلاثة أبناء:
1- سيدي القاسم: تابع الإبن الأصغر لسيدي قاسم سيدي عويس أعطى اسمه لفرقة أولاد سيدي عويس.
2- سيدي قدّور: سيدي قدّور كان له ابن والذي كان يلقّب بالهدري، لأنّه كان يرتدي شاشيّة على طريقة الهدّارة، ومن هنا جاء لقب الهدّارة الذي كان يطلق على أبناءه.
- دحو: جدّ الدحاحوة.
- أحمد بن سكران: جدّ السكارنة.
- بن شعيب: جدّ الشعيبيّة.
3- سيدي بن فاطمة: الإبن الأصغر لسيدي بن فاطمة سيدي سعادة بلعربيّة، أعطى اسمه لأولاد سيدي عربيّة.
في الأزمان السحيقة، بني غدّو كانوا يحضون بسمعة أنهم أناس مضطربون ولا يدخلون تحت الطاعة، يعيشون من عائدات السطو وقطع الطريق.
وطنهم في زمن الأتراك كان بحقّ مقطعة للرقاب، حيث لا أحد يجرؤ على المغامرة حتّى مع توفرّ حراسة أو رفقة على الرغم من أنّه كان جزءا من المخزن، وقد استخدمت التدابير الأكثر صرامة ضدّهم، السجن، قطع الرأس كانت قد طبّقت تباعا، ولكنهم لم يتمكّنوا من إلحاق الهزيمة بهم وبروحهم الشريرة. قدوم الحاج عبد القادر منحهم الفرصة لإطلاق العنان لميولهم للكراهيّة ووضع علامة عليها، كما في أول صرخة للجهاد ( الحرب المقدّسة) التّي دوّت في البلاد، اندفعوا بشكل جماعي في صفوف السلطان الشّابّ.
ليس من الواضح إلى أي فرع من بني توجين ينتمي إليه حلوان وفارس، استنادا إلى الروايات الشّعبيّة في هذه المواطن، غلبة اسم بني غدّو، لم تكن موجودة في زمنهم. هذه هي واحدة من بين العديد من التعليلات التّي تقدّم له: عندما استقرّ بمستغانم حميد العابد الذي جاء حواليّ نهاية القرن 15م على رأس المحال، أراد أن يبنيّ أسوار المدينة، فطالب بالعديد من الرجال والبهائم من جميع القبائل التّي كانت خاضعة له. حدث أن أولاد بوحلوان وأولاد فارس تلقّوا الأمر بأن يزوّدوه في آن واحد، وبعمل البهائم واليد العاملة والدّفة من أجل العاملين. سخطوا على المساهمة المزدوجة التّي فرضت عليهم في وقت واحد، وذهبوا ليحتجّوا لدى حميد العابد الذي لم يقبل حجّتهم ورفض بقوله ابنوا وغدّوا (معنى غدّوا حضّروا الدّفة)، وابتداءا من هذا الوقت العرب سخروا منهم.
استنادا إلى الإدريسي، مدينة اسمها غدّة موجودة في زمنه بجوار الموطن المُحتلّ اليوم من قبل بني غدّو، بالرّغم من أنّ السكّان لا يحتفظون بأيّة ذكرى حول هذا المكان، وأنّ الرواية السابقة تبدو محتملة ومرجّحة.
من وجهة نظرنا سيكون هنالك أيضا ما يدعونا للإعتقاد، بأنّ أجداد بني غدّو كانوا يقطنون المدينة التّي ذكرها الإدريسي، وأنّ اسمهم مشتق من غدّة.
قبيلة بني غدّو تغطّي ثلاثة مناطق من ثلاثة ولايات "الغمري (معسكر) سيدي سعادة (غليزان) بوگيراط (مستغانم)"، تحدّها من الشّمال قبيلة أولاد سيدي عبد الله (مجاهر) وأولاد حمدان، من الشرق واد يلّل الذي يفصلها عن قبيلة گربوسة عكرمة والمجاهر، من الجنوب إقليم القلعة والسمّار، من الغرب بُرجيّة الذين بسهل سيرات أو الألب وسجرارة.
هي تنقسم إلى ثمانيّة فرق، سبعة عشرة دوّارا وموزّعة:
1- أولاد بوحلوان: "دوّار أنتاع أولاد عمر- دوّار العويسات- دوّار أولاد يعلى رقم1- دوّار أولاد يعلى رقم 2".
2- أولاد فارس: "دوّار السبابنة- دوّار أولاد بوغني- دوّار أولاد عامر".
3- أولاد أوعليّ: "دوّار أولاد أوعليّ".
4- الحجاجرة: "دوّار الحجاجرة رقم 1- دوّار الحجاجرة رقم 2".
5- الغنايسيّة: "دوّار الغنايسيّة".
6- الهدّارة: "دوّار الدهّاوة- دوّار سكارنيّة- دوّار الشعايبيّة- رقم1- دوّار الشعايبيّة رقم 2- ".
7- أولاد سيدي عويس: "دوّار سيدي عويس".
8- أولاد سيدي بلعربيّة: "دوّار عربيّة".
إنتهـــــــى.
ثانيا: ملاحظات واستقراءات:
يسوق لنا هذا التقرير، مجموعة من المعلومات البالغة الأهميّة، ستمكّننا اذا استعنّا بالمصادر من التعرّف على تاريخ هذه القبيلة بشكل أكثر دقّة وأكثر وضوحا، وستفيدنا أيضا في كشف الكثير من الغموض الذي يكتنف تاريخ بعض القبائل الأخرى، من اللواتي انقطعت عنهنّ كلّ الأواصر، بحيث أنّهنّ لا تتوفّرن على نصوص أو إشارات أو روايات أو غير ذلك نتتبّع مسالكها لنستطيع ربط ماضيها بحاضرها ولجمع أطراف الجسد الواحد.
1- أصل قبيلة بني غدّو:
العجيب فيما يخصّ هذه القبيلة، أنّ هناك إجماع على أصلها الأمازيغي من طرف أفراد القبيلة أنفسهم، ولا يوجد أي اختلاف تقريبا في ذلك حول أيّ من الفرق المشكّلة لها، وهو وضع غريب حقّا، لأنه من المعروف أن جلّ القبائل الأمازيغيّة تدّعي لنفسها نسبا عربيّا أو شريفا، وتنتفي من النّسب الأمازيغي، على الأقل في جزء منها، فيما أفراد هذه القبيلة يجمعون قبل غيرهم على أنّهم من أصل أمازيغي، بل ويحدّدون الفرع الذي ينتمون إليه وهو بني توجين. وكما جاء في التقرير فهم يملكون أدلّة مكتوبة، توثّق نسبهم بالأحداث والتواريخ، أي أنّهم يملكون سندا قويّا ومتينا، ومنه فنحن نجزم بصحّة انتماء هذه القبيلة إلى بني توجين.
2- القبائل المنحدرة من بني توجين:
1-2- بني توجين (بصفة عامة):
* مواطنهم الأولى:
كانت مواطنهم (أي: جميع قبائل بني توجين) حفافي وادي شلف قبلة جبل وانشريس من أرض السرسو (تيارت)، وهو المسمّى لهذا العهد نهر صا (واصل)... ثم صارت أرض السرسو لبني توجين هؤلاء واستضافوها الى مواطنهم الأولى وصارت مواطنهم ما بين موطن بني راشد (جبل لعمور) وجبل دراك في جانب القبلة إهـ.
* ولما تغلّبوا على الأوطان والتلول، وأزاحوا مغراوة عن المدية ووانشريس وتافركينت، واستأثروا بملكها وملك الأوطان عن غربيها مثل: منداس (غليزان) والجعبات وتاوغزوت (قلعة بني سلامة بالقرب من فرندة)... ينتابون في مشاتيهم إلى مصاب (مزاب) والزاب (بسكرة) إهـ.
* في زمن ابن خلدون:
ثم غلبه العرب (أي: السلطان أبو حمو) على عامّة المغرب الأوسط، وأقطع القلعة (قلعة بني سلامة) وبني يدللتن لأولاد عريف استئلافا لهم. ثم أقطعهم بني مادون ثم منداس، فأصبحت بطون بني توجين كلّها خولا لسويد وعبدا لجبايتهم إلّا جبل وانشريس فإنه لم يزل لبني تيغرين والوالي عليهم يوسف بن عمر منهم كما قلناه. ونظّم أبو حمو أولاد سلامة في جنده وأثبتهم في ديوانه وأقطعهم القصبات من نواحي تلمسان في عطائهم. وهم على ذلك لهذا العهد إهـ.
1- بني مدن:
* مواطنهم الأولى:
ثم تغلبوا (أي: بني توجين) على منداس وأوطنها أحياء بني مدن جميعا.
* في زمن ابن خلدون:
كان العرب من سويد قد تغلّبوا على جميع أحياء بني مدن.
أ- بنو يدللتن:
* مواطنهم الأولى:
وجاء بنو يدللتن على أثرهم (أي: على أثر بني قاضي وبني مادون)، فأوطنوا الجعبات وتاوغزوت إهـ.
* في زمن ابن خلدون:
ثم غلبه العرب (أي: السلطان أبو حمّو) على عامّة المغرب الأوسط، وأقطع القلعة وبني يدللتن لأولاد عريف استئلافا لهم إهـ.
- بني سلامة:
كانوا رؤساء بني يدللتن، ويُعتقَد أنّ اسمهم (بني سلامة) قد غلب على اسم القبيلة (بني يدللتن)، وأصبحوا يعرفون بإسم رؤساهم، مثل بني عبد الواد الذين غلب عليهم اسم رؤساءهم بنو زيّان.
مواطنهم اليوم:
- عرش أولاد سلامة بنواحي مازونة (ولاية غليزان).
ب- بني قمري (نمزي):
قد يكون صحّف اسم هذه القبيلة إلى: بني گمري أو: بني غمري مثلما هو الحال بالنسبة لقبيلة غمرة من زناتة، والتّي ينطق اسمها في بعض المناطق: قمرة أو: گمرة، ونحن نفترض أنّ بلديّة الغمري بولاية معسكر ربمّا تكون أخذت اسمها من: بني قمري هؤلاء والموطن يشهد بذلك، واليوم نجد أنّ هذه البلدية تابعة لعرش بني غدّو المنحدر من بني توجين ممّا يقوّي من هذا الرأي.
ونلحظ أيضا تواجد قرية بمستغانم تسمّى غمرة يسكنها عرش غمرة، فلعلّهم يكونون من بقايا بني قمري من توجين أو من بقايا غمرة (واغمرت) إحدى قبائل زناتة.
ج- بني مادون:
يشير ابن خلدون، إلى أنّ مدينة البطحاء التّي يذكر بني غدّو أنّهم كانوا يحملون اسمها قبل أن يحلّ محلّه اسمهم الحاليّ، كانت من مواطن ومجالات بني مدن حينما قال: فعدا عليه زكراز بن أعجمي شيخ بني مادون (احدى فرق بني مدن) وقتله بـ: البطحاء في إحدى غزواته لسبعة أشهر من ملكه إهـ.
أمّا قبيلة بني مادون فلا زالت إلى اليوم بنفس الإسم وموطّنة بنواحي تنس (ولاية الشلّف).
د- بني قاضي (بني ماضي):
يفترض الشيخ مبارك الميلي أنّ الإسم الصحيح قد يكون "بني ماضي". وظنّه ربّما هو في محلّه، خصوصا إذا علمنا أنّ مدينة عين ماضي، والتّي تقع بالقرب من جبل العمور (الأغواط)، قد تمّ تأسيسها على يديّ بني توجين، وهم الذين اختطوا قريتها، حيث تذكر الروايات أنّ التجاجنة (تصحيف لتوجين) قدموا من الشلّف وهم أول من عمّر عين ماضي. وجبل العمور كما هو معلوم كان في مجالات بني توجين منذ القدم، وللإشارة فإن الزاوية الشهيرة وطنيّا وعالميّا ألا وهي الزاوية التيجانيّة، والتّي مركزها بعين ماضي، أخذت اسمها هذا (التّيجانيّة) عن بني توجين، وإلى اليوم لا يزال عرش التجاجنة موجودا بعين ماضي، وعلى ضوء ما سبق فنحن لا نستبعد أن تكون تسميّة عين ماضي مأخوذة عن القبيلة التّي سكنتها بني ماضي، وأنّ التجاجنة ينحدرون منهم.
هـ- بني مامت.
و- بني وسيل.
2- بني سرغين (رسوغين):
أ- بني يزناتن (يرناتن):
* مواطنهم الأولى:
ما بين واضون وزينة. ثم يعودون من القبلة يجولون جانبي نهر واصل من أعلى وادي شلف إهـ.
* في زمن ابن خلدون:
وقد غلب العرب لهذا العهد على وطن بني يزناتن، وملكوا عليهم يعود ماحنون. وبقيت صبابتهم بجبل وزينة (ورينة، ورنيد). وعليهم لهذا العهد سعيد بن عمر من ولد نصر بن عليّ بن نصر بن مهيب، يعطون المغرم للسلطان ويصانعون العرب بالإتاوة إهـ.
* مواطنهم اليوم:
يلفظ اسم هذه القبيلة بالأمازيغيّة بعدّة صيغ من بينها: "يزناتن، إيزناتن، إيزناطن، إيزنتين، إيزنطين...". وإذا تمّ نقل هذا الإسم إلى الصيغة العربيّة فغالبا ما تحذف الياء للثّقل فتصبح الكلمة: "زناتن أو زناطن...". وهذا الإسم يقترب بشكل كبير من: "زنتيس أو زنطيس أو زنطاس"، هذا الأخير إمّا أنّه اسم أمازيغي ملفوظ بصيغة عربيّة، أو أنّه قد صحّف نظرا لتطاول الأزمنة التّي غيّرت بعضا من بنيته الأصليّة، حيث أنّ النطق الأمازيغي الصحيح لهذا الإسم هو: "يزنتيسن أو يزنطيسن أو يزنتاسن أو يزنطاسن"، وإذا أخذنا بعين الإعتبار العوامل الأخرى التّي قد تؤثّر على بنية الإسم مثل: الإختلافات في النطق وفي مخارج الحروف بين لكنة وأخرى، وكذلك الأخطاء المستشريّة في لفظ وكتابة أسماء القبائل والأماكن وخاصة الأعجميّة منها، وكذا تصحيفها أو تحريفها، فعندئذ يمكننا أن نقول أنّ اسم هذه القبيلة لم يتغيّر كثيرا عمّا كان عليه بادئ الأمر، وأنّ بني يزناتن هي نفسها بني زنتاس أو بني زنطاس بدون شكّ، وهي قبيلة أمازيغيّة معروفة في شماليّ ولاية غليزان في الحدود مع مستغانم ولهم بلدّية بإسمهم (بني زنطيس)، وتجاورهم قبيلة أولاد سلامة (بني يدللتن) من إخوانهم في الشرق، والموطن والجوار يؤكّدان صحّة هذا النسب والله أعلم.
ب- بني تيغرين:
* مواطنهم الأولى:
واستقرّ في ملكهم (أي: الونشريس) وأوطنه بنو تيغرين وبنو منكوش من أحيائهم إهـ.
* في زمن ابن خلدون:
وقام من بعده بأمرهم أخوه يوسف بن عمر (أمير بني تيغرين) متقبّلا مذاهبه. وهو لهذا العهد وهو سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة صاحب جبل وانشريس، وحاله مع أبي حمّو مختلف في الطاعة والخلاف إهـ.
* مواطنهم اليوم:
لا يزالون يحملون اسمهم القديم إلى اليوم، وموطّنين بنواحي عمي موسى (ولاية غليزان).
- أولاد عزيز بن يعقوب (الحشم):
* مواطنهم اليوم: عرش الحشم بولاية معسكر.
ج- بني منكوش:
* في زمن ابن خلدون:
واستقرّ في ملكهم (أي: الونشريس) وأوطنه بنو تيغرين وبنو منكوش من أحيائهم إهـ.
* مواطنهم اليوم:
توجد بقيّة منهم اليوم بجبل ونشريس وبنفس الإسم (بني منگوش).
3- بني دافلتن:
* مواطنهم اليوم: مندرجة ضمن حلف بني وراغ.
2-2- قبائل بني توجين الأخرى:
بني غدّو:
يزوّدنا التقرير السّابق بمعلومات، تكمن أهميّتها في تطابقها مع الوصف الذّي صوّره لنا ابن خلدون، حول وضعيّة قبائل بني توجين في عصره، وطبيعة علاقتهم مع القبائل العربيّة، حيث أنّ العرب من سويد كانت لهم الغلبة على قبائل بني توجين ما عدا تلك التّي جبل ونشريس، هذا الأخير الذّي بقي في ملك بني تيغرين، ويسكنه معهم إخوانهم من بني منكوش وبني يزناتن (أي: قبائل سرغين)، ونفهم من ذلك أنّ القبائل التّوجينيّة التّي وقعت عليها الغلبة في عصر ابن خلدون هي أحياء بني مدن، من بني قمري وبني مادون وبني وسيل وبني قاضي وبني مامت.
ونقرأ في تقرير sénatus consult أنّ قبائل سويد، هم من قاموا بطرد بني غدّو من مدينة البطحاء، التّي كانت في حوزة بني مدن. وبالتاليّ فهم من بين تلك القبائل التّي وقعت عليها الغلبة والتّي أشار إليها ابن خلدون بذلك. وعلى هذا، فالمرجّح أنّ بني غدّو ينحدرون من أحد أحياء بني مدن الستّة التّي غلب عليها العرب.
البطحاية:
يذكر بني غدّو أنّ الإسم القديم للقبيلة هو: البطحا، والملفت أنّ هذا الإسم لا تزال تحمله إحدى القبائل بجبل الونشريس (قبيلة بطحاية)، وهي موطنّة بنواحي عين الدفلى، ولهم دائرة مسمّاة بإسمهم (دائرة بطحية). ويعلّق الباحث René BASSET على اسمهم بالقول: ((بدون شكّ هو نفسه الذي تحمله مدينة البطحاء))، وهذا سيجعلنا نفترض أنّه بعد أن أصبحت قبائل بني توجين خولا لسويد كما قال ابن خلدون، وغلبوهم على أمرهم، بعدئذ افترقت قبائل بني توجين وانتشرت في مختلف الأصقاع، ومن بين تلك الفرق قبيلة البطحاية، والذّين ربّما يكونون من أصل واحد مع بني غدّو الذين كانوا يحملون نفس الإسم، وانتقلوا إلى الونشريس، وهذا الوطن (جبل ونشريس)، يشهد لهم كذلك أنّهم من بني توجين، والله أعلم ؟.
3-2- خلاصة قبائل بني توجين المعروفة اليوم من خلال ماسبق:
* أولاد سلامة -- بني مادون -- التجاجنة -- بني زنطيس -- بني تيغرين -- الحشم -- بني منگوش -- بني غدّو -- البطحاية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* خريطة القبائل الجزائريّة: https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv...zoom.r=carette
ملاحظة: لا تنسونا من صالح دعائكم.
