تضاربت الأنباء حول طبيعة الحرائق التي شهدتها قطر مؤخرا، خصوصا بعد ان لحظت تسريبات تفيد حول وجود جهات تقف وراء ما حدث، عللها بعض المراقبين بعمليات انتقامية لسياسة قطر في بعض دول المنطقة ودور النظام الحاكم المشبوه في اثارة العنف والصراعات.
وتسعى قطر الصغيرة الى التعتيم قدر الامكان على بعض الاضطرابات الداخلية التي تسبب بها صرعات سياسية داخل اروقة البلاط الاميري، خصوصا بعد ان كشفت بعض وسائل الاعلام الغربية عن فشل محاولة انقلاب دامية تم احباطها بمعونة القوات الامريكية الرابضة على ارض تلك الدولة.
فيما نشر بيان تبنته جماعة تطلق على نفسها معارضة تعلن مسؤوليتها عن اعمال العنف المتكررة في داخل قطر، متوعدة ما اسمته السلطة الغاشمة بتسديد ضربات موجعة للسلطة حتى تتمكن من اسقاطها، فيما التزمت الدوحة الصمت حيال ذلك البيان.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد توعد أمير قطر في رسالة مسربة بإشعال الارض تحت قدميه ان لم يكف عن دعم الجهات الارهابية التي تقاتل الجيش السوري بحسب ما نقل، مؤكدا على امتلاك سوريا لمقاتلين اشداء داخل قطر.
وفيما تعم قطر حالة من الذهول، بدأ التحقيق في ملابسات المأساة وسط تساؤلات حول معايير السلامة والشفافية في هذا البلد الغني الذي يسعى الى مركز عالمي.
وعاشت قطر ساعات طويلة من الغموض بعد اندلاع الحريق، وسط تعتيم شبه كامل على المعلومات ما فتح الباب واسعا امام انتشار الشائعات.
والغالبية العظمى من سكان قطر البالغ عددهم 1,7 مليون نسمة من الوافدين. وفتحت الكارثة الباب واسعا امام تساؤلات حول معايير السلامة في هذا البلد الذي يحقق معدلات نمو مذهلة وتعلو فيه الابراج بسرعة ويستعد لاستقبال كاس العالم لكرة القدم في 2022.
وكتب صالح بن عفصان الكواري رئيس تحرير صحيفة الراية "حقيقة فان الحادث مؤسف، وينم عن قصور فاضح في إجراءات السلامة والأمن بالمجمعات التجارية التي يتوجب عليها أن تتخذ من وسائل الحيطة والسلامة ما يجنب زوارها والمترددين عليها من المتسوقين مثل هذه الحوادث الاليمة ويجنبها هي نفسها الخسائر المادية والمساءلة القانونية والنيل من سمعتها".
و اضاف "انه الاهمال الذي يشبه القتل العمد".
.......
حريق كلية الطيران.
كما اندلع حريق في كلية للطيران ومدرسة للفتيات في قطر بعد يوم من حريق بمركز تجاري مما. وقال مسؤولون إن حريقا صغيرا اندلع في كلية قطر لعلوم الطيران وقالت رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي إن حريقا آخر أخمد في مدرسة فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بالدوحة.
وقال ممثل لكلية الطيران "كان هناك حريق ولكنه كان محدودا.. تم إطفاؤه" مضيفا أن سبب الحريق هو تماس كهربائي فيما يبدو.
وقال مدير الكلية اللواء علي المالكي إنه لم تقع إصابات في الحريق الذي اندلع في الطابق الأرضي.
وأثارت تلك الحرائق تساؤلات بشأن حقيقة اسباب تكرار الحرائق في الدوحة، وقال مقال افتتاحي في صحيفة جلف تايمز اليومية التي تصدر بالانجليزية "الحريق... واحد من أسوأ المآسي التي تشهدها قطر التي تعيها الذاكرة وتبرز ضرورة أن تكون للسلامة أولوية قبل أي شئ عندما يتعلق الأمر بطموح البلاد في المستقبل."