وحكى ذلك الخطيب المُفَوه عن شخصاً مسلماً زار داراً لرعاية المسنين فى بلدٍ غربى غير مسلم وسأل عشرةٌ من المسنين هناك عن أمنيتهم ، فكلهم قالوا : الموت !!وما لذلك سبب إلا تخلى فلزات أكبادهم عنهم .
تأوهت الام المسكينة وقالت فى نفسها : أنا المخطئة ! أنا التى ربيتهم على هذه العادات المستوردة ، أنا التى لم أرب ِ أولادى على الإسلام الصافى وعلى هدى سيد العالمين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذى لم يحتفل أبدا بعيد يسمى عيد الأم ولكنه علم البشر كلها كيف يكون حق الام ، وقد جاءه رجل فسأله:
يَا رَسُولَ الله ، من أَحق الناس بحُسن صَحابَتى ؟
قال : أمُك .
قال : ثم مَن .
قال : ثم أمُك .
قال : ثم مَن .
قال : ثم أمُك .
قال : ثم مَن .
قال : ثُم أبوك .
فنحن عندنا البديل لعيد الأم ، فقد كان سلفُنا الصالح بارين بِأمهاتِهم دائما حتى أن أحدهم عندما يكون عند امه يبدوا وكأنه مريض من شدة أدبه عندها ، وكان (حَيَوة بن شُريحٍ ) ، وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين ، يقعد فى حلقته يُعلِمُ الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا منه ، فتقول له أمه وهو بين طلابه : قم يا (حيَوة ) فاعلف الدجاج ، فيقوم ويترك التعليم !! وقد بينَ أهل العلم خطر عيد الأم ، فقال الشيخ على محفوظ (عضو هيئة كبار علماء الأزهر ) رحمه الله تعالى : (وبياناً لخطورة الإحتفال بغير الأعياد الإسلامية : قد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن أقواما أو فئةً ما من أمتِه سيتَبِعونَ أهل الكتاب فى بعض شعائرهم وعاداتهم ، كما جاء فى حديث أبى سعيد الخضرى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " لتتبعُونَ سننَ مَن قَبلِكُم شِبراً بِشبر وذراعاً بِذراع حتَى لو سَلَكُوا جحر ضب لَسَلَكتُمُوه" قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ !" أخرجه البخارى ومسلم ... ولما ضَعُفَ المسلمون فى هذا الزمان ، إنتشرت كثير من المظاهر الغربية ، ومن هذه المظاهر الإهتمام بعيد الأم .
إن الأعياد الشرعية هى – فقط – عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعيد الإسبوع " يوم الجمعة " ، وكل أعياد أحدثت غير ذلك فإنها مردودة على محدِثيها ، وباطلة فى شريعة الله سبحانه وتعالى لقول النبى صلى الله عليه وسلم : "مَن أحدَثَا فِى أَمرِنَا هَذَ مَا ليس مَنهُ فهو رد ". أى مردود وباطل ...
من أجل كل ما سبق : فإن ما يسمى بعيد الأم ليس عيدا ، ولا يجوز تميز أو تخصيص هذا اليوم عن باقى الأيام بأى مظهر من مظاهر العيد (كتقديم الهدايا والتهانى ) حتى ولو كان الإبن باراً بِأُمه طوال العام .
وعلى الإبن الذى يرغب حقا فى إرضاء الله تعالى وإرضاء امه ليفعل مثل سلفنا الصالح ويستمر فى برها والإحسان إليها كل يوم وكل ساعة ، ويقنع أمه بمنتهى الأدب والرفق واللين بأن حقها أكبر بكثير من تخصيص يوم للإحتفال بها ، وأن هذا الإحتفال من البدع المحدثَة ، وأن الخير والسعادة كلها فى إتباع شرع نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم