>>>> الرد الخامس :
19 رجب 1435همن الهجرة النبوية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا الأخت الكريمة أرجو منك زيارة هذا الرابط ففيه مشكلة شاركت فيها فأتمنى أن تقرئي ما ذكرته هناك
وأضيف لك: لا تجعلي نفسك رهينة لشيء إن لم يتحقق قتلتها ..فالزواج شيء مهم في الحياة لكنه ليس كل شيء فيها .. فهناك الكثير من الأشياء التي تجعلنا مبتهجين وراضيين منها : الصحة والأمن والكفاف .. هي نِعم تنقص الكثيرين فلماذا نطالع بأعيننا ما ينقصنا ونغمضها عما نملكه ؟
قد يملك المتزوجات أشياء نحن لا نملكها لكن في الوقت ذاته نحن نملك أشياء هن لا يمتلكنها
وهكذا جميع البشر : الغني والفقير ، السقيم والصحيح ، الطويل والقصير ..ثم أنت تنظرين لمن هن أصغر منك وقد تزوجن أنهن امتلكن السعادة : صحيح أن هناك الكثيرات من يسعدن بزواجهن لكنها ليست سعادة دائمة ولا أبدية فسرعان ما سيأتي هادم اللذات ويبدأ الحساب على ما امتلكن . وبالمقابل هناك من كان زواجهن بداية لمآسي لا تنتهي ..
فلابد أن تكوني حكيمة وتنظري للحياة ببصيرة وبعدل وإنصاف ..وأيضا أن تكوني أكثر قوة وصلابة وقدوة لشقيقاتك
ومن الخطوات التي تساعدك على ذلك:
حاولي إشغال نفسك وتلهيتها بشيء مفيد تعلمي دينك وشيئا من الفقه قومي ببحث صغير في الطهارة في الصلاة في أبواب الفقه وحاولي مبادلتها مع الأخوات مثلا ..
حاولي تعلم أشياء لم تكوني تعرفينها من قبل فهذا سيحفز عقلك ويفتح لك آفاقا جديدة وسيعطيك شعورا مريحا : التطريز ،التريكو، الكروشي، الماكرامي .. ما رأيك مثلا بفن (الأوريجامي )
أنا أتعلمه لأمتع أطفال الأسرة به ربما قد يكون صعبا إن كنت كما ذكرت أنكن جميعا غير متزوجات لكنه شيء مبهج حقا وسيترك لمسة لطيفة على نفسك فأنا اقوم بتشكيل القوارب وألعب بها حقا بمفردي ...( واخجلاهhttps://3andlib.xplainer.net/images/smilies/1.gif ) دون أن أنسى أن أنبهك إلى عدم تشكيل ذوات الأرواح للنهي الوارد في السنة والأشياء المباح تشكيلها كثيرة وكثيرة جدا ولله الحمد سبحانه ما أرحمه : ما أغلق بابا إلا وفتح أبوابا كثيرة
هذه بعض الاقتراحات فقط
روّحي عن نفسك وأطلقي سراحها بعض الشيء لأن تعبك من تعبها وكما قلت سابقا إن بقيت كل يوم تقومين بمراثي لنفسك وتندبين حظك فهذا سيتعبك حقا لكن إن حاولت تحويل أفكارك نحو الأشياء الجيدة والمفيدة والنعم الظاهرة والباطنة التي حباك الله بها فلا شك أنك سترتاحين بعض الشيء
استشعري يا أختي أن الحياة ليست لتحقيق ما نريد بل هي لتحقيق ما يريده الله منا لأننا خلقنا لطاعته وعبادته والحق أن جميع الابتلاءات التي يتعرض لها العبد هي لتحقيق هذه الغاية فنحن يجب أن نعبد الله في الرخاء ونعبده في الشدة ومن عبادته في الشدة : أولا وقبل كل شيء حسن الظن به واعتقاد عدله ورحمته
وثانيا الصبر على الشدة وعدم القنوط من رحمته
فعليك بهذه العبادة الجليلة أختي لا يفوتنها عليك الشيطان !
أقول هذا وأسأل الله أن ييسر لك ما ترجين أنت وشقيقاتك وأن يفرج همك ويرزقك السكينة
أتمنى لك التوفيق