۞ الشيخ عبد الرحمن جيلالي ... حتى لا ننسى ۞ جزئاري
عنوان الموضوع : ۞ الشيخ عبد الرحمن جيلالي ... حتى لا ننسى ۞ جزئاري
مقدم من طرف منتديات العندليب
الشيخ عبد الرحمان الجيلالي
مولده ونسبه
ولد الشيخ العلامة عبد الرحمان الجيلالي سنة 1908 بالجزائر العاصمة من
عائلة شريفة تخضبت حذورها بأثر سيدنا عثمان رضي الله عنه كما أخبر
بذلك هو شخصيا.و تعطرت سلالتها بهذا الشرف الرفيع.
تتلمذعلى يد مجموعة من الشيوخ منهم العلامة المقدم الشيخ عبد الحليم بن
سماية و الشيخ المولود الزريبي الأزهري و كذلك الشيخ الحفناوي صاحب
"تعريف الخلف" كما درس أيضاعلى الشيخ محمد بن أبي شنب أيضا.
و واضب على التحصيل و نهل العلوم والمعرفة حتى صار أحد أقطاب هذه
الأمة و أعلامها ممن يشار لهم بالبنانن يرجع إليه الباحثون و الدارسون في
حميع المعارف و العلوم.
نشاطاته و أعماله
حبا الله شيخنا النحرير -رحمة الله عليه- بشخصية متعددة الفضائل والكمالات
في شتى الميادين و المجالات. فكان عبر مسيرته مؤلفا، أديبا، فقيها، واعظا
مرشدا، مؤرخا وصحفيا. فجمع بين علوم القرآن والتفسير والفقه والتاريخ
و تولى تدريسها.
سلك ميدان التعليم و سبر أغواره ابتداء بمدرسة الشبيبة الإسلامية تحت إدارة
الشاعر الكبير محمد العيدآل خليفة -رحمة الله عليه- ثم مدرسة "التربية والتعليم"
اين تتلمذ على يديه الشهيد ديدوش مراد ثم انتقل للتدريس في مساجد و مدارس
أخرى كمدرسة الإحسان ومدرسة الهداية.
احتكّ شيخنا الجليل -رحمة الله عليه- كلما نزل زائرا على نادي الترقي بصفوة
المجتمع و خياره من رواد جمعية العلماء المسلمين و نوابغ الأمة و مثقفيها كما
استفاد في صقل بعض مواهبه و تهذيبها مثل المسرح ممن كان لهؤلاء الفضل
في انتشار الحركة المسرحية في أرجاء كثيرة من الجزائركالمحامي الطاهر بن
علي الشريف الذي أنشأ جمعية المهذبية الجزائرية وأحمد توفيق المدني وغيرهما.
وغداة الإستقلال، حاز الشيخ عضوية المجلس الإسلامي الأعلى في لجنة الفتوى
التي كان يشرف عليها إذذاك الشيخ أحمد حماني رحمه الله. كما عمل مع نخبة
من العلماء على إنشاء وتنظيم نِظَارات الشؤون الدينية بمختلف ولايات القطر.
بالإظافة إلى ذلك، كان عضوا فعالا في الديوان الوطني لحقوق التأليف.
نشاط الشيخ الجيلالي الإذاعي
لقد كانت الإذاعة الوطنية، بلا منازع الفضاء المحبب لدى الشيخ والمنبر الأهم
لعرض أعماله و تقديمها للمستمعين. فانبرى لتقديم أعماله المسرحية الهادفة
و برامجه التوجيهية المحببة فحوّل بذلك الإذاعة إلى مدرسة للتربية و التعليم
بلمسة دينية ترشيدية مسجلة بغسمه إلى يوم الدين. و لعلّ من اهم أعمال الشيخ
الإذاعيةو أنجحها على الإطلاق و التي قدّمها باقتدار لا يختلف فيه اثنان:
برنامج "لكل سؤال جواب" و برنامج "رأي الدين في أسئلة المستمعين". إذ
كان يعتمد فيهما أسلوبا متميزا سهل الفهم بعيدا عن التعقيد، فكان لهما صدى
كبيرا و أثرا ملحوظا في توعية الناس و نقويم سلوكاتهم.كانت اسئلة المستمعين
تنهال على بريد الإذاعة في تلك الفترة بلا هوادة، إذ كانت تصلها يوميا عشرات
الرسائل، حتى صارت برامجه أسبوعية قارّة يجد فيها المستمعون الإجابة عن
تساؤلاتهم الدينية والدنوية على أساس شرعي معتدل. وقد ابتدأت برامجه تلك
منذ سنة 1940، ويحتفظ أرشيف الإذاعة إلى اليوم بكمية هائلة من تسجيلات
تلك البرامج إلى اليوم.
مؤلفاته
ساهم الشيخ عبد الرحمان الجيلالي بقلمه في الصحف والمجلات الجزائرية.
كما ساهم في تزويد المكتبة الجزائرية بالعديد من العناوين الهامة، منها:
كتاب تاريخ الجزائر العام المنشور في جزئين، والذي يعتبر مرجعا لا يمكن
لدارسي تاريخ الجزائر الاستغناء عنه، وهو الآن في طبعته الثامنة.
كتاب تاريخ المدن الثلاث: الجزائر، المدية، مليانة
كتاب خاص بذكرى العلامة الدكتور بن أبي شنب
كتاب حول العملة الجزائرية في عهد الأمير عبد القادر
كتاب ابن خلدون في الجزائر.
كما تمكن الشيخ عبد الرحمان الجيلالي من إنتاج عشرات الأعمال في مختلف
الميادين الدينية، الأدبية، الفنية والتاريخية، جعلته يتحصل على أوسمة استحقاق
من مؤسسات علمية متخصصة. و لعلّ التكريم الذي اعتبره من أهم المحطات
في حياته في سلسلة عمره الطويل هي نيله لدكتوراه شرفية من جامعة الجزائر
بتوصية من الرئيس بوتفليقة.
وفاته
توفي رحمه الله صبيحة يوم الجمعة 6 ذي الحجة 1431هـ الموافق 12 نوفمبر
2016 بالجزائر العاصمة في مستشفى عين طاية، ودفن في مقبرة سيدي امحمد
و صلى عليه الأستاذ الدكتور عمار طالبي في مسجد النجاح بالمحمدية في جمع
غفير من الناس.
فالله تعالى نسأل أن يرزقه الدرجات العلى مع الصدّقين والشهداء والأبرار
و يجعل أعماله منارة للمعرفة، وزهرة للمجالس، ومجدا للوطن و العروبة
و الإسلام.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
