عنوان الموضوع : سجال ثنائي بين متبن لأزمة الوضع التربوي القائم"صلاح" وناف لذلك"الجيلالي" بيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

ج توطئة:الموضوع عبارة عن سجال ثنائي بين متبن لأزمة الوضع التربوي القائم"صلاح" وناف لذلك"الجيلالي". يحاول كل طرف طرح الأدلة التي تعضد وجهة نظره.
الجيلالي: - ماذا؟ جودة...مردودية؟!! تقصد أن يكون أداء تلاميذي أجود؛ وأن يتحسن تحصيلهم واستيعابهم وأن تتطور مهاراتهم، و ردود فعلهم و استجاباتهم. وأن ينعكس كل ذلك على سلوكهم و إنتاجهم... هذا ما تقصد بكل تأكيد أو أشياء من هذا القبيل أليس كذلك ؟
صلاح: ـ بكل تأكيد، فالجودة هي دليل تحقق الإفادة والاستفادة، وعلامة من علامات الإتقان والنجاح والتطور، ولا يمكن الحديث عن النجاعة والكفايات والمردودية في غياب رهان قوي على قيم الجودة..
الجيلالي: - لكن حسب علمي فإن المردودية تستلزم ،سلفا، إصلاحا اعتباريا ومعنويا وماديا...والحديث عن الجودة الآن حديث سابق لأوانه...
صلاح:-نعم، ويكفيك دليلا أن الوزارة منهمكة في إطلاق سلسلة من الإصلاحات عبر مشاريع مخططها الاستعجالي الطموح، كل ما هنالك هو هذه الممانعة الممنهجة التي يبديها رجال ونساء التعليم، وهذا التعنت في مقاومة التجديد والتشبث بالراهن.
الجيلالي:- سبحان الله، بناء على افتراضك هذا إذن، فتلاميذي هم ضحية تقصير وممانعة رجال ونساء التعليم بالأساس .
صلاح:- لم أقل ذلك، لكن في نفس الوقت أحمل رجل التعليم قسطا كبيرا من حجم التردي والقصور الذي تعرفه المدرسة المغربية. وأنا لا ألقي بكل اللائمة على رجل التعليم و لا أكيل له انتقادات مجانية في نفس الوقت ...
الجيلالي:-مجرد تحامل مغرض لاغير، وبحث عن مشجب تعلق عليه كثير من الإخفاقات وأشكال الفشل والقصور السياسي والاقتصادي والاجتماعي..ولنفترض أنك على صح، ما قولك إذن في هذين المعولان الهدامان اللذان يتربصان بمدارسنا و يصيبان أداءها مقتلا؛ أقصد الشارع و الإعلام... علما أنني تجاوزت الأسرة لدورها السلبي و المحايد ؟
صلاح:- أنا لا أنفي تأثير أجهزة أخرى، لكن لا تنسى أن الإعلام بدوره يتجند في كثير من الأحيان لعضد ومؤازرة دور المدرسة، ودون جدوى.
الجيلالي:- اسمع عزيزي، نظريتك هذه قاصرة و متحاملة على رجال التعليم، ويلزمها مزيدا من التدقيق والتمحيص والمراجعة، أتعتقد أن برمجة مهرجانات غنائية ومسابقات تلفزيونية بالتزامن مع فترات الإمتحانات النهائية لمختلف الأسلاك الدراسية عضد للمدرسة؟ وهل التصدي لتشويه سمعة رجل التعليم والتطاول على شرفه وأدائه مؤازرة لمعاناة رجال ونساء التعليم في القفار والفيافي والسهول والجبال...
صلاح:- لا تنسى أيضا أنني ابن المهنة وأنني لا أمثل مسؤولا سياسيا حكوميا يدافع عن منصبه، ويختلق التبريرات ليصور الفشل نجاحا. أعلم جيدا طبيعة أداء رجال ونساء القطاع و"حجم انخراطهم" في إنجاح المشاريع المتهاطلة من المركز، ولست مضطرا لكي أسرد عليك أشكال التفريط والتقصير والقصور واللامبالاة التي يقترفونها يوميا داخل أقسامهم أو في ساحات مؤسساتهم...
الجيلالي:- لا تعتبر موقفي دفاعا عن النفس، لكن صدقني إن قلت لك أنني أعاني أحيانا أنا الآخر من الحيرة و التعب، و تنتابني لحظات من الارتباك و الاستسلام. غير أنني سرعان ما أعود للمسك بزمام الأمور.وبالتالي فالقضية ليست بالتصور والبشاعة والتعميم الذي تطرح لكون الأداء المهني مسألة إرادة ومسؤولية وإيمان و إخلاص قبل أن تحكمه كل هذه الاتهامات و النظريات التي عددتها.
صلاح:- أوافقك، لكنني أعكس لك تجربة معاينة يومية لأشكال العبث الذي يقترفه الطاقم التعليمي الذي أشتغل معه، والذي لا ينم عن أي رغبة أو إرادة في تصحيح ومعالجة الوضع والانخراط في مسلسل الإصلاح الطويل...
الجيلالي:- طيب؛ و هذا الجيش من الأساتذة الذين يعكسون الأمل و الثقة و ينسلخون من جلودهم بمآسيها و إحباطاتها ويقطعون الوديان ويركبون كل اصناف وسائل النقل لصنع أجواء مفعمة بالمتعة والتنافس الفضول المعرفي ، لم يظهر لك إلا هذا الذي يعكس الفقر والإحباط و يركن للتقصير والتمارض وينشر اليأس والملل ...
صلاح:- شخصيا أعتقد أننا بحاجة إلى التزام و ميثاق نوقعه قبل توقيع محاضر الالتحاق، أقصد قسما فرديا أو جماعيا حول المبادئ المهنية و الأخلاقية والسلوكية لمهنتنا النبيلة، يمكن اعتباره بمثابة مدونة سلوك ووثيقة أخلاقية مكملة للأنظمة و القوانين الأساسية المنظمة. وهو في نفس الوقت قسم وعهد للإستئناس و التذكير نصيغه على غرار قسم أبيقراط وعهود كثيرة أخرى.
الجيلالي:- ماذا؟ مدونة سلوك يوقع عليها الكل؟ هل نحن في سجن؟ إنها مدرسة يا أخي، مدرسة. فضاء شاسع ينطلق فيه الجميع للتعبير عن أرائهم بحرية و ديمقراطية وتلقائية، دون قمع أو رقابة ... فضاء لغرس شتائل الحجاج والتفاوض والتسامح . نعم هي مؤسسة ذات نظام قائم تؤطرها ضوابط معينة، لكن حذار أن نبالغ في تسييج هذا الوطن الصغير، لأننا وقتها لن نُوَفَّق إلا في تسييج العقول ووأد الهمم.
صلاح:- أبدا، أبدا، كل المهن تخضع لقوانين أساسية وأخرى داخلية، والوضع الأمني والأخلاقي الدولي والوطني باتا يقتضيان مزيدا من الضبط والإحكام، ولا ضرر أن تضاف لقائمة القوانين الكائنة قسم للتخرج يزيد المهنة ألقا وقدسية...
الجيلالي:- اسمع، و مطط أذنيك ما استطعت، مدارسنا وجدت لتربي الناشئة على قيم الحرية والتحرر والإبداع، ولعلك سجلت معي لقد في الآونة الأخيرة طغيان الهاجس الأمني على لغة كل المذكرات والمراسلات الواردة على المدارس. حيث صار الهم التربوي هما حمائيا رادعا... و يبدو لي أن الفاعلين الحقيقيين ينزعون لتكوين مواطن خاضع صنم، متسامح حد الخنوع، متفتح حد التخنث، وأنت تطالب بقسم يسيج المخيلة الإبداعية لرجال ونساء التعليم، ويقضي على آخر هوامش تحركهم...
صلاح:- ألا ترى حجم تخوفك من التجديد؟ المسألة بسيطة وهي مجرد حائط صد صغير للتصدي لبؤر الوهابية ال****ية ومخاطر التشيع والتنصير والشذوذ التي تسللت لمؤسساتنا التربوية وأعتقد أن الموقع لن ينكث العهد ولن يحنث القسم الذي يلتزم فيه بعدم تعبئة ناشئته إيديولوجيا أو دينيا ...
الجيلالي:- لن أعارضك، ولن أوافقك، لكن في منظوري المتواضع تبقى محاربة الفقر والأمية أولى من محاربة أوهام بؤر الإرهاب والتزمت ، ما دامت أغلب رؤوس المنفجرين تنضح بالجهل الأبجدي و تصدر صريرا بطعم صدى القتامة والتخلف. كما أن محاربة لصوص المال العام وناهبو خيرات البلاد والمرتشون والمتملصون من أداء الضرائب ووائدو الكفاءات والمخلون بمبدأ تكافؤ الفرص والمفوتون للامتيازات وللمناصب لغير أهلها أولى من محاربة بعض قناعات يكفيها برنامجا مائعا واحدا أو حلقة من مسلسل مدبلج لمحوها محوا... نعم يلزمنا الرهان على الإصلاح، ولكل إصلاح تكلفة مادية ومعنوية، لكن تأكد أن بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه يكلف الدولة أكثر.
صلاح:- صدقت، وفي كلامك الكثير من الموضوعية. لكن لا تتجاهل ـ أرجوك ـ الأدوار الخطيرة للأقسام الدراسية، شخصيا أرى في كل فصل دراسي حزبا مستقلا وطائفة سياسية معزولة، ولأجل هذا يلزم الكثير الكثير من الضبط وتتبع الوضع عن كثب...
الجيلالي:-ربما لكن المُسَلمة الأكثر رواجا أن المدرسة ليست سجنا ولا إصلاحية ولا ديرا أو زاوية تنمط القيم والأفكار... كما أنها ليست حاوية لتنفيس الأطفال
والمراهقين عن شعبهم و مكبوتا تهم... وأنت أدرى مني أن الأستاذ ليس قسيسا ولا دكتورا متعدد الاختصاصات ولا مولدا وجدانيا للتعصب وللشرارات الانفعالية والتدميرية... إنه قليل من كل ما ذكرت، وكثير من الخبرات والمعارف البناءة والسلوكيات الحميدة والنبيلة والقويمة، فلماذا كل هذا التخوف من أستاذ هو الآخر نتاج مكرر وغير منقح لنفس المدرسة...
صلاح:- التجارب أثبتت أن رجل التعليم مصدر لكل الانقلابات السياسية، وسبب مباشر لكل الاختلالات الأخلاقية سواء الحميدة منها أو الذميمة.. ولعل حجم الإحباط الذي بات يتخبط فيه بسبب أزماته المادية وأوضاعه الاجتماعية القاسية وديونه المتراكمة جعلت منه خطرا محذقا يلزم تسييج تحركاته وتأطير مهنته أكثر فأكثر...
الجيلالي:- أبدا، على العكس التاريخ والواقع يثبتان أنه خير مؤطر وموجه وقدوة وقائد تاريخي ونموذج ديني وسياسي يحتذى به ... وهذه الصفات و أخرى لا يمكنها البتة أن تلهم بالانحراف والتعصب.
صلاح:- واقع المدارس يفند صحة ادعاءاتك، فداخل نفس الإبتدائية أو الإعدادية أو الثانوية يمكنك أن تجد مناصرين لكل التيارات السياسية والإسلامية الراديكالية والمحظورة، بل ومنهم من يشغل مناصب قيادية غاية في الحساسية، فأين القدوة والنموذج هنا؟
الجيلالي:- تتحدث عن المدرس وتنسى المدرسة التي يمكن اعتبارها امتداد طبيعي لمؤسسات الدولة المركزية ونسخة طبق الأصل لأطيافها وأشكال اشتغالها، أنا لا أدافع ولا أبرر، بل سأذهب معك أبعد من ذلك، مدرستنا المغربية بواقعها الكئيب الحالي، ونظمها المؤطرة ومناهجها المستوردة عوض أن تقلص من الفوارق التربوية فإنها تعمقها من حيث لا تدري. مدرستنا المغربية يا أخي مقصرة حد الإفراط في لعب أدوارها عبر التقليص من هول الفوارق، و متخاذلة حد التواطؤ في تمرير تعليم غير ديمقراطي، و أستطيع أن أقول أنها مساهمة لدرجة الضلوع في جريمة وطنية بادية للعيان في صنع الإقصاء والعطالة والتباين الاجتماعي المهول، أقول المدرسة، و لا أقول المدرس، فهلا وعيت ما أقصد.
صلاح:- نظريا تبدو أقوالك معقولة، لكن يبدو أنك تنظر إلى المدرسة في معزل عن باقي المؤسسات الرسمية الأخرى، وواضح أنك تحمل مفهوما متطرفا عن العدل والديمقراطية. لاتكن مغاليا ولا تنسى أن الله سبحانه وتعالى هو العدل العادل الوحيد.
الجيلالي:- نعم، أعترف أن لعبة التعليم لعبة غير عادلة. وحقيقة أن للسياسة والاقتصاد
ولمؤسسات المجتمع الدولي دور في تكريس الجور والتباين ... لكن دعنا نعترف بمسؤولية رجال القرار ومهندسي خطط الإصلاح في حفر مستنقعات الوضع الذي نتخبط فيه حاليا...
صلاح:- لا تطعن أرجوك في مجهودات رجال أكفاء يشهد لهم القاصي والداني بالإنجازات العظيمة التي حققوها في حقل التربية والتكوين، بصمات إصلاحاتهم الجبارة لازالت عالقة على أسوار مدارسنا..
الجيلالي:- أسوار مدارسنا المتداعية والآيلة للانهيار، لماذا لم تتمم جملتك؟ كن واقعيا وتأمل معي هذا الوضع الذي انحدرت إليه المنظومة التربوية، فمن المطالب الخالدة بمغربة وتعميم وتعريب وتوحيد التعليم، إلى هذه الذخيرة التي لا تنضب من مستجدات الحرفة؛ بيداغوجيا الأهداف، بيداغوجيا الكفايات والإدماج، الشراكة البيداغوجية، و ربما بيداغوجيا الانحلال والتفسخ ...و دقق معي في هذه المخططات المتهاطلة لإنقاذ التعليم، إصلاح تربوي فإعادة إصلاح، لجان لإعادة النظر والتقييم فميثاق وطني للتربية، مخطط استعجالي يراهن على مدرسة النجاح والبقية تأتي... و تأمل معي أيضا هذه الفضيحة القائمة لمسلسل تحرير الكتاب المدرسي، فبدءا من موسوعة اقرأ وصولا إلى هذا العبث من الكتب الذي ابتدعت له أسماء من قبيل الديناصور في النشاط العلمي، الآلة الحاسبة في الرياضيات و البوصلة في الاجتماعيات...
صلاح:- أرجوك لا تجعلني أشك في عدميتك وظلاميتك، قناعتك تعكس تطرفا غير مسبوق في مقاومة الإصلاح وتبخيس جهود الآخرين...
الجيلالي:- أنا لاأملك قناعة وحيدة ، بل مسلمات مفادها أن مدارسنا و مدرسينا و متمدرسينا و المادة المدرسة لم تشخص أحوالهم بعد و لم تقيم و بالتالي يصعب في الوقت الراهن الحديث عن المعالجة ،والتقويم، والإصلاح.
صلاح:- بالله عليك كل هذه الأرقام والمؤشرات والإحصاءات المنشورة هنا وهناك وتقول أن الوضع التعليمي لم يشخص بعد. الحكومة والوزارة تشتغل ليل نهار من أجل تحقيق تكافؤ الفرص وإيصال المدرسة لأبعد المداشر والدواوير وأنت تنفي وجود الإصلاح من أساسه.
الجيلالي:- أوافقك، لكن هل تستطيع أن تنكر مثلا أن إمكانات طفل البادية غير إمكانات طفل المدينة. تلميذ المناطق الجبلية يختلف في استعداداته عن تلميذ المناطق الساحلية أو الصحراوية أو السهلية...أبناء الفقراء لا يستوعبون بنفس منطق أبناء الأغنياء. فابن الدر كي مثلا غير ابن الخزفي، و الجالس في الصف الأول تختلف درجة تركيزه وانتباهه عن القابع خلف الصفوف... أجواء الحصص الصباحية تختلف عن أجواء الحصص المسائية... هذا الأستاذ غير ذاك... وهذا الكتاب المدرسي أقل جودة من الكتاب الآخر والمدرسة العمومية في واد و المدارس الخصوصية ومدارس البعثات في واد آخر... ما يعني صديقي أن تعليمنا غير عادل و غير ديمقراطي...
صلاح:ـ هذه مجرد بنات أفكار لا ترتكز على أي أساس علمي، المعلم الكفأ هو من يتحدى الصعاب ويقوم بمهامه على أكمل وجه أمام كل الصعاب.
الجيلالي:- دوما تجادلني بالتُّرهات و تحاججني بمبررات و أدلة و معطيات واهية
لتحاول – عبثا – إقناعي بنقيض ما يوجد على ارض الواقع .
صلاح:ـ وما الذي يوجد على أرض الواقع؟
الجيلالي: - تريد أن تعرف ماذا يوجد على أرض الواقع؛ وضع تربوي منفر
ومظاهر قبح ورداءة متعددة : العنف، العقاب النفسي و الجسدي، الاكتظاظ، الإهمال، الرتابة، غياب التكوين المستمر، بطالة الأجيال السابقة، سوء سمعة المؤسسة شعبيا ورسميا وإعلاميا والإمعان في تناول سيرتها بالازدراء
والإنتفاص،الهدر المدرسي، هشاشة البنية التحتية، عدم جاذبية و نجاعة المقررات،الأمية... طرائق تدريس مستوردة ومشبوهة... أتريد المزيد من مظاهر التنفير والإحباط والرداءة؟
صلاح: ـ يمكنك الاستمرار فللتشخيص حسناته.
الجيلالي:- الغش في الامتحانات، الارتجالية والاستعجالية في تأصيل وتقعيد مخططات الإصلاح، تخريب بنيات المؤسسة و تجهيزاتها، عقم اجهزة التأطير والتفتيش...
صلاح: ومن يتقاسم مسؤولية هذه الأوضاع في نظرك، وحاول أن تكون موضوعيا في إجابتك.
الجيلالي:- بالطبع نتقاسم جميعا مسؤولية هذا الوضع/الكارثة نحن– بدءا- بانعدام باعث حقيقي و ذاتي لدينا يحفزنا على الإبداع والإخلاص. ثم الإدارة بشيخوختها، وبسوء تدبيرها، وتسييرها، وارتجالها وحساباتها الضيقة، وبافتقارها لمبادئ حكامة رشيدة وجيدة.. وأخيرا النظام برمته بضبابية مشروعه التنموي المجتمعي وبافتقاره لرؤية شمولية تحكم برامجه ومخططاته وغاياته وأولوياته وبهرولته لتبني كل الصيحات الإصلاحية الملغومة الحديثة... و لعلني أسهبت معك في تناول هذه النقطة آنفا ...
صلاح: ـالوزارة تبحث عن الجودة ولاشيء غير الجودة، وهي من أجل ذلك تضحي ببعض الثوابت العتيقة التي أثبت التاريخ عقم مردوديتها ومخاطر نتاجاتها.
الجيلالي:- أرجوك لا تتمم.. أي جودة بالله عليك؟ تلك مجرد إشاعة... تحدث معي عن كلفة اللاجودة وعن ثمن الرداءة طالما قطاعنا لم تلتفت وتلتف حول إكراهاته و مثبطاته كل الأطراف والفرقاء والشركاء بإرادة حقيقية فلا حديث عن أي جودة في الوقت الراهن...طالما تضحي الدولة بقيم إسلامية مجيدة من أجل بضعة أرقام تطبل لها خلال عرض إنتاجاتها فالوضع ينبئ بكارثة أخطرمن مجرد تدني مؤشرات النجاح والجودة والمردودية، إنها مسألة قيم وثوابت يا أخي..
صلاح: ـالوضع بات مقلقا وأحيانا تجد المرء مستعدا للتضحية بمكسب من أجل تجنب مضار كثيرة
الجيلالي:- هنا أتفق معك ... الوضع هش للغاية. والهشاشة طالت القيم، والأخلاق والثوابت، والإرادات، قبل أن تطال الاقتصاد و السياسة و النظام التربوي...
وجرس الإنذار بات يدق بأعلى جهده... وعليه يلزم إعادة النظر في الغايات الكبرى المسطرة...
صلاح: ـ الغايات الحالية التي أجمع الكل على تبنيها هي من بوأتنا مراتب مشرفة في سلاليم التنمية وجعلتنا نرتقي في تصنيفاتنا السنوية.
الجيلالي:- ماذا تصنيفنا؟ شخصيا لا أثق كثيرا في تقارير و تصنيفات الهيئات و المنظمات الدولية...غير أنني أكاد أجزم أننا نمثل النموذج المعياري الحي لكل قياس أقل من المعدل العالمي، و مؤشرات نتائجنا يضرب بها المثل في التردي و الانحطاط .. فأساتذتنا ليسوا بالنماذج المثالية ،وفصولنا ليست بالفضاءات الأنسب، ومناهجنا لم تكن موفقة في اختيارها ،وتلاميذنا ليسوا بالعينة المنسجمة، المنتقاة، المفيأة.. وبالتالي فالتصنيفات والقياس لاينطبقان علينا... نحن نمثل اللامدرسة
واللاجودة واللامردودية واللاأساتذة واللاتلاميذ داخل فلك اللاقيم واللاتعليم...
وبالتالي يصعب الحديث عن الجودة و الكفايات.
صلاح: على ذكر مقاربة الكفايات، أليست رجة بناءة حلت بمؤسساتنا التعليمية؟ ألم تختصر بيداغوجيا الإدماج الطريق على التلميذ المغربي لاكتساب المعارف والمهارات في كليتها؟
الجيلالي:-الإدماج؟؟ الكفايات؟؟ مسكين أنت، مدارسنا بحاجة إلى طاولات وسبورات ومسطرات ومنقلات وأنت تتحدث عن الكفايات... الكفايات أيها اللبيب جاءت لتئد الوعي والمعارف ولتنتصر للمهارات وللمؤسسات الاقتصادية الكبرى التي تستهدف تسليع تعليمنا وتنميط خريجيه لاغير،وكل ادعاء آخر سيثبت المستقبل هشاشته .
صلاح: ـ أنت يا أخي، صراحة، نموذج حي للعدمية والقفز على الحقائق، تنتقد كل شيء وأي شيئ وترفض الجديد وتشك في التجديد، ممانعتك وممانعة أمثالك هي سبب كارثتنا التعليمية.
الجيلالي:- الحقائق هي التي أعاينها يوميا عند أبواب المؤسسات، والممانعة الحقيقية هي التي يبديها أهل القرار وهم يماطلون ويسوفون من أجل تحسين وضعية رجل التعليم وإطلاق سراح ملفات مطالبه


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========