عنوان الموضوع : نحن بحاجة اليه اليوم في الجزائر خبر
مقدم من طرف منتديات العندليب

هذا الإسلام العظيم
22-08-2016 بقلم عبد العزيز غرمول

لا يزال الإسلام كما هو معروف تاريخيا، حيويا، ثائرا، مؤججا لطاقات المسلمين الرافضين للمهانة والظلم والاستعباد... لا يزال في مقدمة الثورات مرفوعا كراية يستدل بها الثوار على أهدافهم ومواقعهم في معركة تحرير الإنسان... لا يزال هذا الإسلام، الذي تعرّض للكثير من محاولات التشويه، هو القائد الروحي لكل الثورات التي تجتاح حاليا الدول العربية.
هذا الإسلام ليس إسلام السلطة ولا التسلط، ليس إسلام التقتيل وفتاوى إرضاع الكبير، ليس إسلام هذا ما وجدنا عليه آباءنا... بل هو إسلام ''الكلمة الطيبة صدقة''.. إسلام ''متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا''.. إسلام ''انثـروا القمح في أعالي الجبال حتى لا يقال مات طائر جوعا في بلاد المسلمين''... إسلام أبو ذر الغفاري، وعمر بن عبد العزيز، وصلاح الدين الأيوبي... إسلام قول كلمة الحق في وجه حاكم ظالم.. إسلام الدفاع عن الأرض والعرض...
هذا الإسلام، وهو الإسلام الشعبي، إذا لاحظتم، هو الذي وقف مع الشعوب الثائرة في تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا... ومنه استمد أولئك الثوار الممجدون شعاراتهم وقوة مقاومتهم، ومن ثم انتصارهم، وكانت جُمعات ''الله معنا'' و''لن نركع إلا لله''... هي التي أججت حماس وصبر وأمل الشعوب الثائرة من أجل حقها في الحياة الكريمة.
هذا الإسلام لا يقتل الناس، وإنما يقاتل معهم من أجل حريتهم وكرامتهم.. هذا الإسلام لا يغتال الخصوم، وإنما يواجههم بالتي هي أحسن.. هذا الإسلام لا يفتي ويرقص مع الدراويش، وإنما يمنح الناس قوة لمواجهة شؤون حياتهم.. تلك الشؤون التي أراد بعض الدراويش أن يخرجوها من روحه ويحولوها إلى إسلام الآخرة والطقوس والركوع للسلطة الحاكمة.
نعم، إنه الإسلام الذي أخرج مجموعة بشرية صغيرة من أعماق صحراء منسية في التاريخ والجغرافيا، وجعلهم سادة العالم لألف سنة أو يزيد، ليس بقوة سيوفهم، وإنما بقوة أخلاقهم، بقوة المبادئ الإنسانية التي حملوها حيثما ذهبوا، بقوة تحريرهم لشعوب ذلك العصر من طغيان حكامهم ورهبانهم.. إسلام السلام والتسامح و''الابتسامة في وجه أخيك صدقة''...
ذلك الإسلام الذي ساهم في العصور الحديثة في تحرير الكثـير من الشعوب من الاستعمار والوصايات الأجنبية، والذي منذ أن تنكر المسلمون لقيمه الإنسانية السامية، أو تجاهلوها أو جهلوا بها، أصبحوا هم بدورهم عبيدا لحكامهم ودراويشهم، ومضحكة لشعوب العالم...
أعتقد أن هذا الإسلام العظيم هو الإسلام الذي نحن بحاجة إليه اليوم في الجزائر، الإسلام العارف، المتفتح على انشغالات الناس واهتماماتهم، المستوعب لمعطيات عصره، المتعاون مع الشعب في تحقيق رفاهيته وسلامه الاجتماعي وقيمه الدنيوية، التي جعلت منه شعبا متميزا وحيويا ومبدعا وداريا بشؤون دنياه.
هذا الإسلام هو الذي من المفروض أن نجده في الشارع الجزائري، مساهما في تحرير هذا الشعب من تخلفه ومخالفاته وخلافاته، وليس إسلام الدراويش الذي يبحث عن الوصول إلى السلطة، سواء كمرتزق أو متسلط، مهما كان الثمن.
إنني كثـيرا، والحق يقال، ما أعود إلى إسلام أسلافنا في هذا البلد، وأبحث من أين جاءنا هذا التعصب وهذه العصبيات، فلا أجد لها أثرا عندهم. وكثيرا ما أتساءل كيف لم يستطع الجيل الجديد من الإسلاميين الاستفادة من تاريخهم الإسلامي، وهو تاريخ مجيد، ويتبعوا بعض الدراويش المنتشرين إعلاميا وسلطويا، والذين أدخلوا البلاد في مآزق وحرائق لا يمكن الشفاء منها بسهولة، بينما الإسلام الحقيقي، الفاعل والمتفاعل مع اهتماماتهم وهمومهم، هو قرب أيديهم؟
أعتقد أن الكثـير مما يجب فعله في الجزائر التي نحلم بها سيكون منطلقه من ذلك النبع الصافي الذي تبناه ورعاه أجدادنا، وإلا سيكون طريقنا إلى الحرية وعرا وطويلا..


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

ردها للشكارة أخر إهتمامات هذا دعاة التغيير في الوطن العربي الإسلام

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :