عنوان الموضوع : بحث حول عبد الحميد بن باديس ابتدائي
مقدم من طرف منتديات العندليب

عبد الحميد بن باديس

هو العلاّمة الإمامعبدالحميد بن باديس(1889-1940م) من رجالات الإصلاح فيالجزائرو مؤسسجمعية العلماء المسلمينبالجزائر
رائد النهضة الجزائرية، وأحد رجالات الجزائر الصامدة وعظمائها
.
الحمدللهالذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ، أحمده سبحانه وأشكره على ماأولانا من كثير الهبات والنعم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك لهعظيم الرحمة شديد النقم ، وأشهد أن محمداً عبدا لله ورسوله أوتي جوامعالكَلِمْ فبلغ عن ربه شريعته بأفصح لسان وهدى وعلم فصلى الله عليه وعلىآله وصحبه وسلم .أما بعد:

جدير بنا أن نذكر عبد الحميد بن باديس كلما أظلنا يوم 16 أفريل[نيسان]، فلقد كان رحمه الله أمة وحده،وقد وهب حياته في خدمة الجزائر وكرس حياته في العلم والمعرفة وبإتصالاته بكبار العلماء ،عاملاًعلى نشر العربية والإسلام وجميع مقومات الشخصية الجزائرية، ولقي في سبيلذلك جفاء الأقربين، وحرب الأبعدين، فما كلَّ ولا ملَّ ولا استسلم حتى فارقالحياة. لذلك أرى من واجب الوفاء تجديد ذكراه وتقديم لمحات من حياته للجيلالصاعد المعتز بالعروبة والإسلام عساه أن يتخذ من حياة هذا الرجل العظيممثال احتذاء ومنار اقتداء.

ولادته ونشأته:

هو عبدالحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بنمحمد بن محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينةقسنطينةعاصمة الشرق الجزائري يوم الأربعاء11 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ4 ديسمبر1889م على الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 هـالموافق لـ 5 ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية التي أصبحت منظمة وفيأرقى صورة بالنسبة لذلك العهد كون الفرنسيين أتموا ضبطها سنة 1886 م. نشأابن باديس في بيئة علمية، فقد حفظالقرآنوهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخأحمد أبو حمدان الونيسي،فكان من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الـديـنـي، ولاينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: "اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة"،بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عندفرنسا. وقد عرف دائماً بدفاعه عن مطالب السكان المسلمين فيقسنطينة. عبد الحميد ابن باديس ظاهرة عرفها التاريخ وعرفتها الجزائر،وهكذاترعرع في أسرة لها تالد من علم وفضل يشهد به تاريخ الجزائر من عهد المعزبن باديس الصنهاجي إلى العهد العثماني، حيث كان أبو العباس أحميدة بنباديس من أشهر قضاة قسنطينة وأفاضل علمائها، غير أن العصور المظلمة قضتعلى ما كانت تتمتع به هذه الأسرة وغيرها من الأسر الجزائرية من علم ومجدوبطولة ورجولة، وكمنت تلك الخصائص والميزات إلى أن تجلت في عبد الحميدفكان همزة وصل ربطَ الأواخر بالأوائل، وجدد أمجاد الجزائر وأزال عنها غبارالخمول والنسيان.

تعلمه:

حفظالقرآن على الشيخ محمد بن الماداسي، وتلقى مبادئ العلوم على الشيخ حمدانالونيسي بجامع سيدي محمد بن النجار بقسنطينة وقد أخذ عليه عهداً بأن لايعمل عملاً للحكومة ولا ينخرط في وظائفها، ووفى عبد الحميد بهذا العهدوأخذه على بعض تلامذته الذين توسم فيهم خدمة الصالح العام.

هجرته في طلب العلم:

هاجرشيخه حمدان إلى الحجاز فتاقت نفس عبد الحميد إلى جامع الزيتونة فذهب إليهسنة 1908 فتلقى العلم على علمائه حتى أحرز على شهادة التطويع في العلوم ،وهي من أكبر الشهادات العلمية في ذلك العهد، وكان من شيوخه الذين لهم أثرفي توجيهه العلمي الشيخ محمد النخلي رحمه الله ، والشيخ الطاهر بن عاشورحفظه الله.

سفره إلى الشرق:

ماكاد يستقر بقسنطينة بعد عودته من تونس سنة 1912 حتى تحركت في نفسه دواعيالتشوق إلى البقاع المقدسة، فحج واعتمر وجدد العهد بشيخه حمدان وزوده هذابرسالة إلى الشيخ محمد بخيت أحد علماء عصره في مصر، فاتصل به وبكبارالشيوخ، ورجع من هنالك بإجازات وأسانيد.

مباشرته للتدريس:

عادإلى قسنطينة ورابط بمسجد سيدي قموش يقضي بياض يومه في تعليم الشبان مبادئالعلوم والإسلام الصحيح، ويوجههم التوجيه الحسن. وعند إقبال الليل يلتفتإلى الكهول والشيوخ الملتفين حوله بالجامع الأخضر يدعوهم إلى الله علىبصيرة ويذكرهم بأيام الله. فكانت مجالس دروسه كثيرة الزحام، تخرجت عليهطبقة من العلماء والأدباء امتازوا بعمق التفكير وصدق التعبير فكانوا بحقرواد النهضة الجزائرية في العلم والأدب والوطنية.

اشتغاله بالصحافة:

كانمن مؤسسي جريدة النجاح، ثم تخلى عنها، وأسس سنة 1925 جريدة المنتقِد،وتولى رئاسة تحريرها وأسند إدارتها للشهيد أحمد بوشمال، وكان من كتابهاالشيخ مبارك الميلي، والشيخ الطيب العقبي، رحمهما الله، وقد نشرت في عددهاالسادس مقالاً للميلي تحت عنوان «العقل الجزائري في خطر»، كما نشرت فيعددها الثامن قصيدة للعقبي تحت عنوان «إلى الدين الخالص» ومثل هذه القصيدةوذلك المقال يعد جراءة كبرى في ذلك العهد لتناولهما العادات المألوفةبالنقد والتجريح. وسارت على خطتها حتى عُطلت بقرار بعدما برز منها ثمانيةعشر عدداً؛ فأصدر بعد ذلك جريدة الشهاب على خطة المنتقد ومباديه، فلاقت فيسبيل ذلك ما لاقت من العناء والصعوبات قلم تلن قناتها لغامز، وتحالفت قوىالرجعية وكل هامز لامز على عبد الحميد حتى أصبح مهدداً في حياته.

محاولة اغتياله:

ففيسنة 1927 بينما هو متوجه إلى سكنه بعد خروجه من درس التفسير ليلاً، إذابأحد الجناة يحاول اغتياله، فاستغاث الشيخ فألقى الناس القبض على الجانيقبل إتمام الجريمة، فهنأ الشعراء الشيخَ بالنجاة، وما زلت أذكر طالعَقصيدة محمدالعيد:

حمتْكَ يدُ المولى وكنتَ بها أولى * فيا لك من شيخ حمته يدُ المولى

مكانة الشهاب:

للشهابمكانة مرموقة في الشمال الإفريقي ، فما زلتُ أذكر أن الشيخ مصطفى بن شعبانبتونس رحمه الله كان يكتب في جريدة الشهاب ويعمل على نشرها كان يكتب فيهامن المغرب الأقصى ويعمل على نشرها الأستاذ علال الفاسي والفقيه غازيوغيرهم من شباب الأمس وشيوخ اليوم، وأذكر أن مما نشرتْه الشهاب إذ ذاكالشاب السيد علال قصيدة طالعها:

أبعد مرور الخمس عشرة ألعبُ

وذلكفي سنة 1927، وقد استحالت الشهاب من جريدة أسبوعية إلى مجلة شهرية فكانتسجلاً لتاريخ الجزائر العلمي والسياسي في عصر الانبعاث أو في الفترة التيكانت بين الحربي الحرب الكبرى والحرب الأخيرة ، وكان يحرر فيها فصل : (فيالمجتمع الجزائري) أحمد توفيق المدني عالباً ويحرر فصل : (الشهر السياسي) دائماً، ويحرر عبد الحميد القسم الديني والقسم العلمي من المجلة وأهمهامجالس التذكير التي تسعى وزارة الأوقاف حالياً في جمعها ونشرها كما تولتطبع ونشر مجموعة دروسه في علم التوحيد على الطريقة السلفية.

عبد الحميد ونادي الترقي:

فيسنة 1927 أسس السادةُ الحاج مماد المنصالي ، محمود بن ونيش ، عمر الموهوب، أحمد توفيق المدني ، وبعض الإخوان نادي الترقي ، فكان النادي ملتقىالنخبة المفكرة سواء من كان منهم مقيماً بالعاصمة أو من كان وافداً عليهامن الخارج. وكانت تلقى فيه المحاضرات والمسامرات ، وتقام فيه الحفلات ،فكان عبد الحميد كلما جاء إلى الجزائر يحاضر فيه أو يسامر أو يجمتع فيهبالشباب الناهض المتوثب من طلبة العلم والمفكرين ، فكان النادي بذرة صالحةللنهضة الجزائرية.

ولقدتكونت لجنة تحضيرية فيه انبثقت عنها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ،وكان كاتب اللجنة الشيخ أحمد توفيق المدني ورئيسها السيد عمر إسماعيل رحمهالله.

عبد الحميد رئيس جمعية العلماء:

تأسستجمعية العلماء بعد الاحتفال بمضي قرن على احتلال الجزائر فكان ذلك رداًعملياً على المحتفلين الذين كانت أصواتهم تردد الجزائر فرنسية وكان شعارالعلماء المصلحين "الإسلام ديننا ، العربية لغتنا ، الجزائر وطننا" ، وقدظهر هذا الشعار أول ما ظهر مكتوباً على كتاب الجزائر للشيخ أحمد توفيق ،ثم تناولته الألسنة والأقلام ولقن للتلامذة في المدارس وذلك سنة 1931، وفي 5 ماي [أيار] من هذه السنة اجتمع علماء القطرالجزائري بنادي الترقي فأسسواجمعية العلماء وأسندوا رئاستها إلى عبد الحميد بن باديس بإجماع ، وكانغائباً حيث لم يحضر معهم في اليوم الأول ولا في اليوم الثاني ، وفي اليومالثالث جاء إلى الاجتماع وألقى كلمة جاء فيها:

"إخواني، إنني قد تخلفت عن جمعكم العظيم اليوم الأول والثاني فحرمت خيراً كثيراً،وتحملت إثماً كبيراً، ولعلكم تعذرونني لما لحقت في اليوم الثالث، وأذكرلحضراتكم ما تعلمونه من قصة أبي خيثمة الأنصاري لما تخلف عن النبي صلىالله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك ثم لحقه فقال الناس هذا راكب يرفعه الإلويضعه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كن أبا خيثمة ، فقالوا: هو أبو خيثمة ، فاعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل عذره ودعا لهبخير . ومثلكم من كان له في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة." هكذا كان يستلهم أقواله وأفعاله من السنة النبوية.

وألقى خطاباً آخر في ذلك الاجتماع عندما باشر مهام الرئاسة ، هذا نصه:

"الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. إخواني، إنني ماكنت أعد نفسي أهلاً للرئاسة لو كنتُ حاضراً يوم الاجتماع الأول ، فكيفتخطر لي بالبال وأنا غائب ؟ لكنكم بتواضعكم وسلامة صدوركم وسمو أنظاركمجئتم بخلاف اعتقادي في الأمرين فانتخبتموني للرئاسة.

إخواني ، كنت أعد نفسي ملكاً للجزائر أما اليوم فقد زدتم في عنقي ملكية أخرى ، فاللهَ أسأل أن يقدرني على القيام بالحق الواجب.

إخوانيإنني أراكم في علمكم واستقامة تفكيركم لم تنتخبوني لشخصي، وإنما أردتم أنتشيروا بانتخابي إلى وصفين عرف بهما أخوكم الضعيف هذا: الأول إننيقَصَرْتُ وقتي على التعليم فلا شغل لي سواه فأردتم أن ترمزوا إلى تكريمالتعليم اظهاراً لمقصد من أعظم مقاصد الجمعية وحثاً لجميع الأعضاء علىالعناية به كل بجهده ، الثاني: أن هذا العبد له فكرة معروفة ، وهو لن يحيدعنها ولكنها يبلغها بالتي هي أحسن ، فمن قبلها فهو أخ في الله ، ومن ردهافهو أخ في الله، فالأخوّة في الله فوق ما يقبل وما يرد ، فأردتم أن ترمزوابانتخابي إلى هذا الأصل ، وهو أن الاختلاف في الشيء الخاص لا يمس روحالأخوة في الأمر العام."

هذامبدأ عبد الحميد في الحياة. فالرجل قرآني ورباني استمد هذا من قول اللهتعالى : (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلتم بالتي هيأحسن). وهذه الطريقة كان يسلكها مع جميع الناس سواء أكانوا من تلامذتهومريديه ، أم من خصوم فكرته ومناوئيه، ورغم هذا فلم تمضِ سنة على تأسيسجمعية العلماء حتى دخلت في معارك حامية مع أذناب الاستعمار ومع أصحابالبدع والخرافات، وأخذت تؤسس المدارس الابتدائية لتعليم الدين واللغة،وترسل وفود الوعاظ يجولون المدن والقرى، وكان عبد الحميد أسس بقسنطينةمدرسة التربية والتعليم وجعل لها فروعاً في القطاع القسنطيني وكاد التعليميعم المداشر والقرى ، فأوجست الحكومة الفرنسية خيفة في نفسها فعطلت غالبيةالمدارس، وزجت ببعض المعلمين في السجون وحاكمتهم محاكمة المجرمين، فكانعبد الحميد يشجع أبناءه المعلمين على المقاومة ويثير حماس الجماهير، ويحتجعلى هذه المعاملة.

طريقته في الاحتجاج على الحكومة:

لهفي الاحتجاج طريقتان: الأولى باسمه رئيس جمعية العلماء وهي الاحتجاجاتالتي لا تخرج عن دائرة القانون ، الثانية باسمه الخاص وهي الاحتجاجاتاللاذعة التي يصف فيها الاستعمار بكل نقيصة، ويفضح فيها مكائده ويكشفمخازيه. وسألناه مرة لماذا هذه التفرقة في الاحتجاجات؟ فقال: الاحتجاجاتالتي أمضيها باسم جمعية العلماء أحافظ فيها على الجمعية، والاحتجاجات التيأمضيها باسمي لا أحافظ فيها على شخصي. ولمح إلى هذا في خطاب ألقاه في 27سبتامبر [أيلول] 1936 إثر اجتماع الجمعية العامة حيث قال:

"إنهذا العبد الضعيف يقدم بلسان العجز الشكر لأعضاء الإدارة إخوانه أن قدموهللرئاسة وجددوا له ثقتهم به هذا مع علمه بعبء الرئاسة الثقيل وما يلزم لهامن التضحية التي هي أول شروط الرئاسة. ولقد قال الهذلي:

فإن رئاسة الأقوام فاعلم * لها صعداء مطلعها طويل

وإنهذا العبد الضعيف لثقته في الله وقوته بالله واعتزازه بقومه واعتماده بعدالله على إخوانه لمستعد لهذه الصعداء وإن طال مطلعها وطال." ثم قال: "إنميدان العمل في هذه الجمعية لميدان واسع وهنالك للعمل ميادين أخرى لاأدخلها باسمها. ولكن (إن كان فيها منفعة) أدخلها باسمي إن كان عند قوميقيمة لاسمي، وأرجو أن يعينني الله عليها. أيها الإخوان! إن على كل رئيسحقاً وقد قال الأحنف بن قيس:

إن على كل رئيس حقاً * أن يخضب الصعداء أو تندقا

والصعداءهي الرمح يريد أنها تخضب بالدماء أو تنكسر وتندق في يده أثناء محاربتهالأعداء. ولكن صعدتنا نحن التي نخضبها هي القلم (وخضايه الحبر) ولكنه لايندق هذاالقلم حتى تندق أمامه جبال من الباطل.

وإن من الحق أن نتأدب بالأدب النبوي ومنه أن لا نتمنى لقاء العدو فإذا لقيناهم فلنصبر والله معنا.

عبد الحميد بن باديس والمؤتمر الإسلامي:

تهاتفكثير من رجال السياسة على الاندماج ورأوا أنه الطريقة الوحيدة التي تصلبها الجزائر إلى حقوقها المسلوبة ، ومن بين هؤلاء نواب يرون أن لا حق لأحدأن يتكلم في السياسة الجزائرية سواهم وان لهم البت في مصير الأمة، والأمةغائبة عن الميدان، فنشر عبد الحميد أراء له في السياسة الجزائرية في جريدة (لادفانس) "الدفاع" التي كان يصدرها الأستاذ العمودي رحمه الله باللسانالفرنسي وذلك في عدد 2جانفي [كانون الثاني] 1936، وكان من تلك الآراء عقدمؤتمر إسلامي جزائري لأن المرجع في مسائل الأمة هو الأمة، والواسطة لذلكهي المؤتمرات ، فبقيت الفكرة تتردد في النوادي حتى فازت الجبهة الشعبيةبفرنسا في تلك الانتخابات فتأسس المؤتمر الإسلامي الجزائري يوم 7 جوان [حزيران] سنة 1936 وكان غالبية من به من دعاة الاندماج وأنصار مشروع بلومفيوليت.وقرر العلماء أن يشارك فيه الشيوخ عبد الحميد بن باديس، الطيبالعقبي، البشير الإبراهيمي، محمد خير الدين وغيرهم من العلماء باسمهمالخاص، وقد كان لمشاركة العلماء أثر فعال في تعطيل الاندماج وإبرازالذاتية الإسلامية العربية الجزائرية، حيث جاء في مطالب المؤتمر ما يلي:

- المحافظة على الحالة الشخصية الإسلامية مع إصلاح هيئة المحاكم الشرعية بصفة حقيقية ومطابقة لروح القانون الإسلامي.

- فصل الدولة عن الدولة بصفة تامة وتنفيذ هذا القانون حسب مفهومه ومنطوقه.

- إرجاع سائر المعاهد الدينية إلى الجماعة الإسلامية تتصرف فيها بواسطة جمعيات دينية مؤسسة تأسيساً صحيحاً.

- إلغاء كل ما اتخذ ضد اللغة العربية من وسائل استثنائية وإلغاء اعتبارها لغة أجنبية.

حينئذعلم دعاة الاندماج أنهم أخِذوا على غرة، وأن هذه المطالب التي قدمهاالعلماء وأيدها الشعب قد أفسدت عليهم تدبيرهم. وقالوا: العلماء يجهلونالسياسة فما معنى مشاركتهم فيها؟ إنهم لرجعيون وو.. فأجابهم الأستاذالإبراهيمي حفظه الله إذا ذاك على صفحات الشهاب، وكان مما قاله لهم:

"فويحكم.. إن العلماء الذين تعنون من الأمة في الواقع والحقيقة في حال أنكم لا تعدونمنها إلا على الزعم والدعوى، وأن العلماء يمثلون الوصف الذي ما كانت الأمةأمة إلا به وهو الإسلام ولسانه. وأن مطالب الأمة التي رفعت صوتها بها فيالمؤتمر ترجع إلى أصول أربعة: الدين والسياسة والاجتماع والاقتصاد ، وأنلكل مطلب من هذه المطالب فروعاً متشابكة وأن كل أصل من هذه الأصول يحتاجإلى بحوث ودراسات تفتقر إلى كفايات واختصاصات، وإذا كان في نواب الأمةومفكريها من فيه الكفاءة والمؤهلات لدراسة المطالب السياسية ووصل مقدماتهابنتائجها وإعطاء رأي ناضج فيها، أو كان في فلاحينا وتجارنا من نعتمد عليهوعلى رأيه في المطالب الاقتصادية مثلا، فمن للمطالب الدينية وما يتبعها مناللغة العربية غير العلماء؟"

وفد المؤتمر إلى باريس:

شكلالمؤتمر وفداً إلى فرنسا لتقديم المطالب إلى الحكومة الفرنسية، وكان عبدالحميد من أعضاء الوفد. ذهب الوفد يوم 18 جوليت (تموز) 1936 وشرح القضيةفي النوادي السياسية واتصل بالوزراء ورؤساء الأحزاب، وصارحه م. دالاديوزير الحربية إذ ذاك أنه لا يمكنه أن يوافق على إعطاء المسلمين الجزائريينالنيابة في البرلمان مع محافظتهم على الشريعة الإسلامية في الحقوقالشخصية، وقال لهم إن فرنسا معها مدافع، فقال له عبد الحميد: والجزائرمعها الله. فقفل الوفد إلى الجزائر وهو بين اليأس والرجاء، بل هو إلىاليأس أقرب. وكتب عبد الحميد مقالاً في الشهاب وصف فيه تلك المقابلات ختمهبقول الشاعر:

إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته * على طرف الهجران إن كان يعقل

ويركب هذا السيف من أن تضيمه * إذا لم يكن عن شفرة السيف مزجل

- الحرية الكاملة في تعلم اللغة العربية. وبهذا أخفق المؤتمر الإسلامي،ومرجع إخفاقه إلى مشاركة العلماء فيه، فلجنة قسنطينة طلبت من عبد الحميدأن يضع لها من المطالب ما لا ينافي الإسلام فوضع مطالب منها: "المساواة فيالحقوق السياسية مع المحافظة على جميع الذاتية، وهذا الذي أقره المؤتمربإجماع، وبه سقطت جميع المشاريع "الأبروجيات" كما قال عبد الحميد رحمهالله.

شبح الحرب الأخيرة، وأثره في نفس عبد الحميد:

فيسنة 1937 تكاثفت السحب في سماء السياسة العالمية فظن الناسُ أنهم من الحربقاب قوسين أو أدنى، فبعثت جمعية الميعاد الخيري (هيئة متكونة من الأغواتوالقياد) وبعثت جماعة اتحاد الزوايا وغيرها من الهيئات برقية ولاء وتأييدللحكومة الفرنسية، وشذت جمعية العلماء عن ذلك فكبر ذاك على الإفرنسيين،فأوعزوا إلى من يعد العلماء ويمنيهم ويرغب منهم إرسال برقية ولاء ليُظهرالمسلمون الجزائريون مظهر اتحاد ووفاق في موالاة فرنسا، وخاطبوا في ذلكالشيخ الطيب العقبي رحمه الله فعرض القضية على الشيخ عبد الحميد فقالسينعقد الاجتماع العام للجمعية في هذه الأيام، وطبعاً يتقدم ذلك اجتماعالمجلس الإدراي، وسأضع هذا الاقتراح في اجتماعه ليقول الأعضاء الإداريونكلمتهم.

وفيالاجتماع الإداري طرح عبد الحميد القضية بهدوء وطلب من الأعضاء إبداءآرائهم فكانت غالبية الآراء ضد كتابة البرقية واستصوب العقبي إرسالها وقالالحرب على الأبواب وإرسال البرقية يخفف من حدة الفرنسيين فتسلم مدارسناونوادينا ومشاريعنا الخيرية، ونبقى على اتصال بأمتنا ولو في زمن الحرب،وأخذ يدافع عن نظريته، فعارضه كثير من الأعضاء، وعبد الحميد معتصمبالسكوت. ولما طالت المناقشة طلب عبد الحميد من الأعضاء التصويت برفعالأيدي، فكانت النتيجة أربعة أصوات منهم العقبي يقولون بإرسالها، واثنيعشر يقولون بعدم إرسالها، واحتفظ عبد الحميد بصوته، ولما انتهت المناقشةحمد الله وأثنى عليه، وكان مما قاله:

"لوكانت أغلبيتكم تؤيد إرسال البرقية ما كنتم ترونني في مجلسكم هذا بعداليوم." وانتقلت القضية من الاجتماع الإداري الخاص بالأعضاء الإداريين إلىالاجتماع العام الذي تحضره الجماهير، فقال عبد الحميد على رؤوس الملأ: "أقول صراحة –واجتماعنا هذا لا يخلو من جواسيس رسميين أو غير رسميين- إنيلن أمضي البرقية ولن أرسلها ولو قطعوا رأسي، وماذا تستطيع فرنسا أن تعمل؟إن لنا حياتين حياة مادية وحياة أدبية روحية، فتستطيع القضاء على حياتناالمادية بقتلنا ونفينا وسجننا وتشريدنا، ولن تستطيع القضاء على عقيدتناوسمعتنا وشرفنا فتحشرنا في زمرة المتملقين، إننا قررنا السكوت."

نتجعن هذه الحادثة استعفاء الشيخ الطيب العقبي من العضوية الإدارية لجمعيةالعلماء. وقال المسؤولون الفرنسيون ما معنى السكوت؟ السكوت دعوة صارخة إلىعدم التأييد، وقال الخصوم: هل أصبح العلماء دولة فهم محائدون؟ وغير ذلك منعبارات التهكم والتحريش. فاشتدت معاكستهم للجمعية وحربهم لها حتى اندلعتالحرب الثانية، وبعد أسبوعين من اندلاعها فرضت الإدارة الإقامة الجبريةعلى الحميد في قسنطينة ومنعوه من مغادرتها.

تفكيره في الثورة:

أيامَاشتعال الحرب اجتمعتُ به لآخر مرة بنادي الترقي وكان حاضر الاجتماع تلميذهالشيخ محمد بن الصادق الملياني ليس غير، وبعدما تحادثنا معه في مواضيعخاصة وعامة انتفض رحمه الله وقال: "هل لكم أن تعاهدوني؟" فقال له الشيخمحمد الملياني: "لا أستطيع قبل أن أعرف" ثم توجه إلي وقال: "وأنت؟" فقلت: "إذا كان على شيء أنت فيه معي فإني أعاهدك"، قال: "طبعاً أنا لا أكلف غيريبما لا أكلف به نفسي". فمددتُ يدي وصافحته وقلت: إني أعاهدك ولكن علىماذا؟ قال: "إني سأعلن الثورة على فرنسا عندما تشهر عليها إيطاليا الحرب". ثم افترقنا ولم يعد بعدها إلى الجزائر. وهكذا كانت نيته. ولست أدري كيفتكون الحالة لو عاش فينا إلى ذلك الحين.

طريقته في العمل:

يطوفببعض أنحاء الجزائر للوعظ والتذكير وتفقد الرفقاء وتوجيههم كل أسبوع. والنظام الذي كان يسير عليه هو: أن دروسه تبتدئ صباح السبت وتنتهي مساءالأربعاء، وفي ذلك المساء يغادر قسنطينة وما يعود إليها إلا صباح السبتحيث يستأنف التدريس، فتارة يقضي يومي عطلة الأسبوع بالجزائر، وتارةبتلمسان وتارة ببسكرة أو غيرها من البلدان. فكانت أيام الأسبوع بالنسبةإليه أيام عمل لا تخلو من مفيد أو جديد، بالإضافة إلى ما يقوم به منمشاركة أعضاء جمعية العلماء في تحرير الجريدة التي تصدرها الجمعية بلسانها.

صموده وثباته إلى أن مات:

حاولالفرنسيون أيام الحرب أخْذ مدرسة التربية والتعليم وإحلال اللغة الفرنسيةفيها محل اللغة العربية، فقال لهم: لا أسمح بهذا حتى أموت دونه. فحاولواالحصول منه على كلمة يشم منها رائحة تأييد في حربهم مع الألمان فمااستطاعوا، حتى أسلم الروح لباريها يوم16 أفريل [نيسان] 1940أثر مرض لازم فيه الفراش اياماً معدودات، وحامت الأقاويل حول موته، فمنقائل مات مسموماً ومن قائل أنه مات موتة طبيعية –ولا يعلم الحقيقة إلاالله- وذلك شأن الناس عند موت كل عظيم.







في جامع الزيتونة

في عام1908م قرر ابن باديس -وهو الشاب المتعطش للعلم- أن يبدأ رحلته العلمية الأولى إلىتونس، وفى رحابجامع الزيتونةالذي كان مقراً كبيراً للعلم والعلماء يُشبه فيذلكالأزهرفيمصر. وفي الزيتونة تفتحت آفاقه، وعبّ من العلم عبًّا، والتقى بالعلماء الذين كان لهم تأثير كبير في شخصيته وتوجهاته، مثل الشيخمحمد النخليالذي غرس في عقل ابن باديس غرسة الإصلاح وعدم تقليد الشيوخ، وأبــان لــه عـــن المنهج الصحيح في فهم القرآن. كما أثار فيه الشيخمحمد الطاهر بن عاشورحب العربية وتذوّق جمالها ، ويرجع الفضل للشيخالبشير صفرفي الاهتمام بالتاريخ ومشكلات المسلمين المعاصرة وكيفية التخلص من الاستعمار الغربي وآثاره.

تخـرج الشيخ منالزيتونةعام1912م وبقي عاماً آخر للتدريس حسب ما تقتضيه تقاليد هذه الجامعة، وعندما رجعإلى الجزائر شرع على الفور بإلقاء دروس في الجامع الكبير فيقسنطينة، ولكن خصوم الإصلاح تحركوا لمنعه، فقرر القيام برحلة ثانية لزيارة أقطار المشرق العربي.

في المدينة النبوية

بعد أداء فريضة الحج مكث الشيخ ابن باديس فيالمدينة المنورةثلاثة أشهر، ألقى خلالها دروساً فيالمسجد النبوي، والتقى بشيخه السابق أبو حمدان الونيسي وتعرف على رفيق دربه ونضاله فيما بعد الشيخالبشير الإبراهيمي. وكان هذا التعارف من أنعم اللقاءات وأبركها، فقد تحادثا طويلاً عن طرقالإصلاح في الجزائر واتفقا على خطة واضحة في ذلك. وفي المدينة اقترح عليهشيخه الونيسي الإقامة والهجرة الدائمة، ولكن الشيخحسين أحمد الهنديالمقيم في المدينة أشار عليه بالرجوع للجزائر لحاجتها إليه. زار ابن باديس بعد مغادرتهالحجازبلاد الشامومصرواجتمع برجال العلم والأدب وأعلام الدعوة السلفية، وزارالأزهرواتصل بالشيخبخيت المطيعيحاملاً له رسالة من الشيخ الونيسي.

العودة إلى الجزائر

وصل ابن باديس إلى الجزائر عام1913م واستقر في مدينةقسنطينة،وشرع في العمل التربوي الذي صمم عليه، فبدأ بدروس للصغار ثم للكبار، وكانالمسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه، ثم تبلورت لديه فكرة تأسيس جمعيةالعلماء المسلمين، واهتماماته كثيرة لا يكتفي أو يقنع بوجهة واحدة، فاتجهإلى الصحافة، وأصدرجريدة المنتقدعام1925م وأغلقت بعد العدد الثامن عشر؛ فأصدرجريدة الشهابالأسبوعية، التي بث فيها آراءه في الإصلاح، واستمرت كجريدة حتى عام1929م ثم تحولت إلى مجلة شهرية علمية، وكان شعارها: "لا يصلح آخر هذه الأمةإلا بما صلح بها أولها"، وتوقفت المجلة في شهر شعبان 1328 هـ (أيلول عام 1939 م) بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وحتى لا يكتب فيها أي شيءتريده الإدارة الفرنسية تأييداً لها، وفي سنة1936م دعا إلى مؤتمر إسلامي يضم التنظيمات السياسية كافة من أجل دراسة قضية الجزائر، وقد وجه دعوته من خلال جريدةلاديفانسالتي تصدر بالفرنسية، واستجابت أكثر التنظيمات السياسية لدعوته وكذلك بعضالشخصيات المستقلة، وأسفر المؤتمر عن المطالبة ببعض الحقوق للجزائر،وتشكيل وفد سافر إلى فرنسا لعرض هذه المطالب وكان من ضمن هذا الوفد ابنباديس والإبراهيمي والطيب العقبي ممثلين لجمعية العلماء، ولكن فرنسا لمتستجب لأي مطلب وفشلت مهمة الوفد.

العوامل المؤثرة في شخصية ابن باديس

لا شك أنالبيئة الأولى لها أثر كبير في تكوين شخصية الإنسان، وفي بلد كالجزائرعندما يتفتح ذهن المسلم على معاناته من فرنسا، وعن معاناته من الجهلوالاستسلام للبدع-فسيكون هذا من أقوى البواعث لأصحاب الهمم وذوي الإحساسالمرهف على القلق الذي لا يهدأ حتى يحقق لدينه ولأمته ما يعتبره واجباًعليه، وكان ابن باديس من هذا النوع. وإن بروز شخصية كابن باديس من بيئةثرية ذات وجاهة لَهو دليل على إحساسه الكبير تجاه الظلم والظالمين، وكانبإمكانه أن يكون موظفاً كبيراً ويعيش هادئاً مرتاح البال ولكنه اختار طريقالمصلحين.

وتأتيالبيئة العلمية التي صقلت شخصيته وهذبت مناحيه والفضل الأكبر يعود إلىالفترة الزيتونية ورحلته الثانية إلى الحجاز والشام حيث تعرف على المفكرينوالعلماء الذين تأثروا بدعوة الشيخمحمد بن عبد الوهابوما دعا إليه من نقاء العقيدة وصفائها. وكانلمجلة المنارالتي يصدرها الشيخرشيد رضاأثر قوي في النظر لمشكلات المسلمين المعاصرة والحلول المطروحة.

ومما شجعابن باديس وأمضى عزيمته وجود هذه العصبة المؤمنة حوله-وقد وصفهم هوبالأسود الكبار-من العلماء والدعاة أمثال الإبراهيمي والتبسي والعقبيوالميلي. وقد عملوا معه في انسجام قلّ أن يوجد مثله في الهيئات الأخرى.

آثار ابن باديس

شخصيةابن باديس شخصية غنية ثرية و من الصعوبة في حيز ضيق من الكتابة الإلمامبكل أبعادها و آثارها ؛ فهو مجدد و مصلح يدعو إلى نهضة المسلمين و يعلمكيف تكون النهضة. يقول:

إنماينهض المسلمون بمقتضيات إيمانهم بالله و رسوله إذا كانت لهم قوّة ، و إذاكانت لهم جماعة منظّمة تفكّر و تدبّر و تتشاور و تتآثر ، و تنهض لجلبالمصلحة و لدفع المضرّة ، متساندة في العمل عن فكر و عزيمة.




الشّيخ عبد الحميد ابن باديس (يسارا) و الشّيخ الطيّب العقبي ( يمينا)

وهو عالم مفسّر ، فسّر القرآن الكريم كلّه خلال خمس و عشرين سنة في دروسه اليومية كما شرحموطأ مالكخلال هذه الفترة ، و هو سياسي يكتب في المجلات و الجرائد التي أصدرها عنواقع المسلمين و خاصة في الجزائر و يهاجم فرنسا و أساليبها الاستعمارية ويشرح أصول السياسة الإسلامية ، و قبل كل هذا هو المربي الذي أخذ على عاتقهتربية الأجيال في المدارس والمساجد، فأنشأ المدارس واهتم بها، بل كانت منأهم أعماله ، و هو الذي يتولى تسيير شؤون جمعية العلماء المسلمينالجزائريين ، و يسهر على إدارة مجلة الشهاب ويتفقد القاعدة الشعبيةباتصالاته المستمرة. إن آثار ابن باديس آثار عملية قبل أن تكون نظرية فيكتاب أو مؤلَّف ، و الأجيال التي رباها كانتوقود معركة تحرير الجزائر، و قليل من المصلحين في العصر الحديث من أتيحت لهم فرص التطبيق العمليلمبادئهم كما أتيحت لابن باديس ؛ فرشيد رضا كان يحلم بمدرسة للدعاة ، ولكن حلمه لم يتحقق ، و نظرية ابن باديس في التربية أنها لا بد أن تبدأ منالفرد ، فإصلاح الفرد هو الأساس .

و طريقتهفي التربية هي توعية هذا النشء بالفكرة الصحيحة كما ذكر الشّيخ الإبراهيميعن اتفاقهما في المدينة: "كانت الطريقة التي اتفقنا عليها سنة 1913 فيتربية النشء هي ألا نتوسع له في العلم و إنما نربيه على فكرة صحيحة"

و ينتقدابن باديس مناهج التعليم التي كانت سائدة حين تلقيه العلم و التي كانتتهتم بالفروع و الألفاظ - فيقول: "و اقتصرنا على قراءة الفروعالفقهية،مجردة بلا نظر ، جافة بلا حكمة ، وراء أسوار من الألفاظ المختصرة ، تفنيالأعمار قبل الوصول إليها" المصدر السابق ص141. أما إنتاجه العلمي فهو ماجمع بعد من مقالاته في "الشهاب" و غيرها و من دروسه في التّفسير و الحديث




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا بارك الله فيك على البحث أخي الكريم
تحياتي


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========