عنوان الموضوع : خلق المرأة الزوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب الذي كرم المرأة وفضلها حمداً كثيراً والصلاة والسلام على من أعطى المرأة حقوقها وأمر بإكرامها ونهى عن ظلمها وسلم تسليماً كثيراً أما بعد :
فالواجب على المرأة المسلمة أن تتحلى بالأخلاق الكريمة والسجايا الحميدة والأفعال الفاضلة لتنال رضا ربها وتفوز بجنته ونعيمه وتسعد في الدنيا وتعظم قيمتها ويزدادا بهاؤها وتعلو منزلتها في الخلق .
وقد اهتمت الشريعة بجانب الأخلاق قال رسول الله  (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). رواه أحمد. والخلق بمعناه الواسع يشمل العقيدة والعبادة والسلوك والاجتماع وغيرها من أبواب الدين وفروعه.
فإليكِ أختي الكريمة بيان كل ما يتعلق بخلق المرأة المسلمة في جميع الدين فإن عملت به حصل لك خير عظيم في الدنيا والآخرة وكنت في عداد الصالحات القانتات, وقد جعلت ذلك في وصايا جامعة وحرصت على التنبيه على بعض الأخطاء والتصرفات المخالفة للشرع المنتشرة في واقعنا . والله يحفظك ويرعاك ويوفقك لما يحبه ويرضاه.
خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
الرياض: 1/11/1430



أخلصي في عباداتك كلها وليكن هدفك منها وجه الله والدار الآخرة ولا يكن همك نيل الشهرة والصيت الحسن والمنصب أو المال أو شيئاً من أغراض الدنيا قال تعالى: }وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (1) وقال رسول الله  إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى). متفق عليه . فإن أردتِ بعمل الآخرة شيئاً من الدنيا حبط عملك. ولا حرج عليك إن عملت خيرا وأحسنت للخلق وأنت محتسبة للثواب ثم أثنى الناس عليك وذكروك بخير لأن ذلك عاجل بشرى المؤمن في الدنيا كما جاء في الخبر. ووحدي الله في جميع أنواع العبادة وتوجهي له وحده دون ما سواه ولا تشركي به أحداً مهما كان قل أو كثر قال تعالى { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً } ( ) . وقال رسول الله  (من مات وهو يشرك بالله دخل النار). رواه مسلم. ولتكن حياتك وحركاتك وسكناتك متعلقة بالله تقدست أسماؤه قال تعالى { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ } ( ).



اعتقدي بوحدانية الله في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وألوهيته اعتقاداً جازماً لا شك فيه وآمني بأصول الإيمان الستة بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره . قال تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ).(1) , وقال رسول الله  (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره من الله تعالى). رواه مسلم.. واعلمي أنه لا يصح إيمانك إلا بالإيمان بجميع هذه الأصول واحرصي على تصحيح عقيدتك وتنقيتها من جميع وسائل الشرك والشوائب والبدع فإنه لا يصح العمل ولا يقبل عند الله إلا إذا صحت العقيدة فهي أساس الدين وبها تنجين من خزي الدنيا وعذاب الآخرة فأكثري من البحث والقراءة والسؤال عنها ولا تقنعي بالتقليد والاكتفاء بمحفوظاتك في الصغر بل تعلمي تفاصيل العقيدة وتبصري بها. وإذا نزل بك أمر فافزعي إلى الله وتوكلي عليه وعلقي قلبك به ولا تتوجهين في دفع كربك وتفريج همك إلى طلب مخلوق وإغاثة غائب مهما كانت منزلته لأنه عاجز عن دفع الضر عن نفسه فكيف عن غيره كما قال تعالى: (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّك).(2) وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وشدد فيه في أخبار صحيحة وأحاديث مستفيضة ، بل لم يعرف أنه شدد في شيء كما شدد في صرف العبادة لغير الله واتخاذ أنداد لله.

(1):سورة البقرة الآية (285).
(2): سورة يونس الآية (106).




أيقني بالقضاء والقدر واعلمي أن النفع والضر بيد الله وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنه لا حول ولا قوة في دفع القدر إذا نزل قال تعالى {إنا كل شيء خلقناه بقدر} (1) وقال رسول الله  (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف) رواه أحمد. فإن أصابك القدر فارضي وسلمي الأمر لله واصبري واحتسبي الأجر عند الله وتعاطي الأسباب النافعة لتخفيفه أو رفعه وأكثري من التوبة والاستغفار والصدقة ولا تجزعي ولا تسخطي على قدر الله فتقعي فيما حرم الله من لطم الخدود وشق الجيوب والنياحة والعويل والصياح فإن ذلك من كبائر الذنوب وأمر الجاهلية ولن ينفعك شيئاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية). رواه البخاري. وقال أبو موسى رضي الله عنه: (أنا بريء مما برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة ، والحالقة ، والشاقة). رواه مسلم.. ولا حرج عليك أن تبكي وتحزني بلا رفع الصوت ولا تسخط فإن ذلك دليل الرحمة والإنسانية وقد أباحه الشرع وفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما توفى ابنه إبراهيم. وإياك والتعمق والتفكير في هذا الباب الخفي فإن القدر سر الله في خلقه لا يحيط به أحد والسلامة فيه تسليم الأمر لله.

_______________________
(1): سورة القمر الآية (49).



إياكِ والذهاب إلى السحرة والكهان والعرافين مهما حصل لك من البلاء والفتنة فإن هذا العمل كفر في الدين ونقص في العقيدة وسوء ظن برب العالمين قال تعالى { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ}(1) .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أتى عرافا فسأله عن شيء ، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة). رواه مسلم. فلا تقتدي بهم وأيقني أنهم لا يدفعون عنك ضراً ولا يجلبون لك نفعاً إنما الأمر بيد الله واعلمي أن مطيتهم الكذب والافتراء والتمويه على الناس فأسيئي بهم الظن وثقي بالله وأحسني التوكل عليه ولا تصدقي كل من يثني عليهم ويدعي فيهم الصدق. واعلمي أن رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم ابتُلى بالسحر في أمر الدنيا فصبر وعلق الأمر بالله وطلب الرجاء منه فكشف الله ما به. ومهما عظم مصابك ومرضك فلا تخالفي الشرع فإن الدين أغلى ما عندك فلا تضيعيه لأجل الدنيا فاصبري فربما كان هذا من أعظم أسباب دخولك الجنة وأرجى عملك وأوثقه لك عند الله ففي الحديث الصحيح : (أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : إني أصرع وإني أتكشف ، فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ، قالت : أصبر ، قالت : فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها). متفق عليه.



_______________________
(1) سورة البقرة الآية (102).


كوني متبعة للسنة في جميع شؤونك معظمة لها تقدمينها على كل ما سواها من آراء الناس وأعرافهم قال تعالى { وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }(1) , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم). رواه مسلم. وتشرفي بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى صورها فإن تمام المحبة دليل على كمال الإيمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين). متفق عليه. ومحبته تقتضي تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه . وليست محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالأماني والدعاوي المجردة والتباكي عليه فحسب في مناسبات وأماكن خاصة بل هي سلوك وعمل وأتباع تتحلى به المرأة المسلمة. فتمسكي بسنته وانشريها بين النساء وانصريه وذبي عنه وابذلي الغالي والرخيص في سبيل ذلك ، وأكثري من ذكره والصلاة عليه في المجالس العامة والخاصة فإن من أحب أحدا أكثر من ذكره ، وقد ورد فضل عظيم في الشرع للصلاة على النبي يقول صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي واحدة ، صلى الله عليه عشرا). رواه مسلم.




________________________
(1): سورة الحشر الآية (7).


كوني مقتدية بالسلف الصالح رضوان الله عليهم وسيري على منهجهم في جميع أعمال الدين وشعبه من اعتقاد وعبادة وسلوك وتعامل وغيره فإن طريقهم أيسر الطرق للجنة وأقربها وأصوبها لأن الله أثنى عليهم بقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}(1) . وحث النبي صلى الله عليه وسلم أتباعهم ومدح منهجهم بقوله : (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة). رواه أبو داود. وقال صلى الله عليه وسلم (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن). متفق عليه. فاحرصي على تحري منهجهم وأقوالهم وعظميهم ووقريهم واجعليهم قدوة لك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإذا بدا لك عمل أو عبادة أو مسألة فلا تدخلي في شيء منها إلا إذا توثقت وتأكدت أنها موافقة لمنهج السلف جارية على أصول مذهبهم ولا يكفي في ذلك حسن النية وإرادة الخير فكم من مريد للخير لم يبلغه. ولقد ضل أقوام عبدوا الله بالجهل وأتوا من قلة بصيرتهم واعتمادهم فقط على مطلق المحبة.




________________________
(1): سورة التوبة الآية (100).


اعتني بتحصيل العلم الشرعي وتفقهي في دين الله ولا تقصري في هذا الأمر فإن العلم نور يبصرك في دين الله ويذكرك بالآخرة ويعرفك بالله وينفي عنك الجهل والشكوك والعصيان ويسلمك ويقوي صحتك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ). متفق عليه. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }(1) .ومن أعظم ما يعينك على ذلك حضور مجالس العلم وحلق القرآن الكريم والمواظبة على ذلك. وطلب العلم من أعظم الأعمال ونوع من أنواع الجهاد فارتبطي بالعلماء الموثوق بهم فإن أشكل عليك أمر فاسأليهم وارجعي إلى فتواهم وليكن مرجعيتك الشرع في جميع شؤون حياتك. وإياك أن تكوني عالمة في أمور الدنيا جاهلة في علم الشريعة يخفى عليك أوضح المسائل والأحكام فإن هذا قبيح بالمرأة المتعلمة وفيه نوع إعراض عن طلب الحق وإتباعه ولقد ذم الله الكفار بقوله تعالى: }يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {. ومن المؤسف أن ترى نساء حصلن على أعلى شهادات الدنيا يجهلن أوضح المسائل وأشهر الأحكام.




_______________________
(1): سورة فاطر الآية (27).


أدي الفرائض جميعها في أوقاتها ولا تتساهلي في ذلك فإنها صلتك بالله ولا سعادة لك إلا بها وتنهاك عن الفحشاء والمنكر ويحصل لك بها الاطمئنان والأنس والرضا قال تعالى { إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}(1) وقال رسول الله صلى الله عليه سلم : (قال الله تعالى: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه). رواه البخاري. فلا تضيعي شأن الصلاة وتستخفين بها فتكوني داخلة في هذا الوعيد قال تعالى: } فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا { (2)ومن المؤسف أن بعض النساء يصلين صلاة الليل بالنهار وصلاة النهار بالليل وهذا من الكبائر الخطيرة. وحافظي على فعل السنن الرواتب والنوافل فإنها تجبر ما حصل لك من نقص أو تفريط وتكفر خطاياك وتزيد من حسناتك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة ، إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة). رواه مسلم. وإن فاتك شيء منها فاقضيه كما كان رسولك صلى الله عليه وسلم يقضي ولا تضيعيه وفضل الله واسع.



__________________________
(1): سورة النساء الآية (103).
(2): سورة مريم الآية (59).


ازهدي في الدنيا ولا تحرصي على كل ما لا ينفعك في الآخرة ولا تكن الدنيا مبلغ علمك وأكبر همك بل خذي منها ما يكفيك ويكون عوناً لك على إصلاح دينك ودنياك واستغنائك عن الخلق ولا تسرفي في الكماليات ومظاهر الزينة إلا ما يقتضيه العرف ويدخل السرور على زوجك قال تعالى : { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا} (1) .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل) ، وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. ويروى (ازهد في الدنيا يحبك الله , وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك). رواه ابن ماجه.فلا يليق بك أختي المسلمة الركون إلى الدنيا والاستكثار منها وأنت مفارقتها عما قريب. ومما يلاحظ أن ترى بعض النساء تلهث وراء الدنيا ليل نهار وتستولي على فكرها وقلبها ومشاعرها وأحاديثها في الوقت الذي أعرضت عن الدين إعراضا شديدا بل ربما تركته بالكلية فلا تسمع في مقالها خيرا ولا ترى في فعالها طاعة والله المستعان. فلا تغتري بالدنيا وتبصري حقيقتها ومآلها وزوالها وبقاء الآخرة قال تعالى: }وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ{ (2).



_________________________
(1): سورة القصص الآية (77).
(2): سورة الأنعام الآية (32).


احرصي على المداومة على أذكار الصباح والمساء وسائر الأذكار المشروعة ترفع درجتك وتحصنك من الشيطان وحزبه وتقوي صلتك بالله وتكفر خطاياك وتزيد حسناتك قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} (1) .وقال تعالى : { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ} (2) وقال صلى الله عليه وسلم: (سبق المفردون " ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " ). رواه مسلم. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على الأذكار المقيدة والمطلقة. وليكن لك ورد من كتاب الله في ساعة من الليل أو النهار تتلين فيها كتاب الله وتناجيه وتخلين به فلا تكوني من الغافلات الساهيات فإن الحياة تطيب بذكر الله وتشقى بدونه. وكوني كحال أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم قانتات ذاكرات مواظبات على فعل الخير والإحسان والطاعة. قالت جويرية بنت الحارث رضي الله عنها : (أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة وأنا أسبح ، ثم انطلق لحاجة ، ثم رجع قريبا من نصف النهار ، فقال : " ما زلت قاعدة ؟ " , قلت : نعم ، فقال : " ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن ، عدلتهن أو لو وزن بهن وزنتهن يعني بجميع ما سبحت : سبحان الله عدد خلقه ، ثلاث مرات ، سبحان الله زنة عرشه ، ثلاث مرات ، سبحان الله رضا نفسه ، ثلاث مرات ، سبحان الله مداد كلماته ، ثلاث مرات). رواه مسلم.


________________________
(1): سورة الأحزاب الآية (41)
(2) :سورة الأحزاب الآية (35).

صوني سمعك وبصرك وجميع جوارحك عن الحرام ولا تداومي على فعل المعاصي والذنوب فإن الذنوب أخاذة والهوى غلاب والشيطان يوثق العبد بالشهوات فلا تستمعي للصوت الحرام من الأغاني والكلام الماجن فإنه ينبت النفاق في القلب ويزين المعصية ولا تنظري إلى الصورة الحرام فإنها تذهب الورع وتفسد القلب ولا تستعملي يدك وجوارحك في الفعل الحرام فإنه يجعلك أسيرة للخطايا ولا تبيحي عرضك للمتعة الحرام عياذا بالله. فإن ألممت بشيء من ذلك فعودي واستغفري واقلعي وأصلحي حالك بسماع الحق والنظر إلى الحق وفعل الحق لتطهري جوارحك وتغسلي حوبتك وتمحي خطاياك. قال تعالىوَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ). وقال صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل: (أذنب عبد ذنبا ، فقال:اللهم اغفر لي ذنبي،فقال تبارك وتعالى:أذنب عبدي ذنبا،فعلم أن له ربا يغفر الذنب،ويأخذ بالذنب ثم عاد، فأذنب ، فقال:أي رب اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد ، فأذنب ، فقال : أي رب اغفر لي ذنبي،فقال تبارك وتعالى:أذنب عبدي ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب،ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت،فقد غفرت لك)رواه مسلم. وحذار من ألفة الذنوب والرضا بها فإن القلب يصدأ ويضعف فيه نور الإيمان حتى يموت والعياذ بالله فيصبح لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً كما قال صلى الله عليه وسلم(تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا،فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء،وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء،حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا،فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا ،لا يعرف معروفا ،ولا ينكر منكرا ، إلا ما أشرب من هواه). رواه مسلم.

تحلي بالأخلاق الفاضلة والسجايا الحسنة من صدق الحديث وأداء الأمانة والحلم والأناة والتؤدة وحسن الوفاء وحفظ السر وحفظ الجميل والمكافأة على المعروف وغير ذلك من مكارم الأخلاق. قال تعالى { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}(1)وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن). رواه الترمذي. وإياكِ أن تكوني سيئة الخلق ينفر الناس منك ويتقون شرك ويحرصون على مجافاتك والابتعاد عنك . وإن أعظم حسن الخلق كف الأذى عن الناس وطلاقة الوجه وحسن التحفي. ولا تتصوري أن حسن الخلق محصور فقط في البذل والإحسان بل كذلك هو في احتمال أذى الناس والصبر عليهم وعدم مقابلة السيئة بالسيئة ولذلك لما استوصى رجل النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (لا تغضب فردد مرارا ، قال : لا تغضب). رواه البخاري. ويظهر حسن خلق المرأة عند مضايق الأمور والخصومات والمشاحنة على الدنيا واعلمي أن حسن الخلق عبادة جليلة لا يفطن لها كثير من الناس. وإن من أقبح ما يكون بالمرأة أن تكون ذا دين وعلم وخلقها سيئ تنفر الناس عن دين الله وتصدهم عن التمسك بالشرع. وأحسن ما يكون فيها أن تجمع بين الدين وحسن الخلق تحتمل أذى النساء وتلاطفهن وتراعي مشاعرهن في سبيل ترغيبهن في الدين وهدايتهن للحق.




_____________________
(1): سورة البقرة الآية (83).


التزمي لبس الحجاب الشرعي الكامل من تغطية الوجه وسائر البدن عند خروجك من المنزل وافعلي هذا الأمر طاعة لله ورسوله لا مجاراة لأعراف الناس ولا تتساهلي في هذا الأمر فإن حجاب المرأة دليل على صدقها وإيمانها وعفتها. ولا تتركيه خشية ملامة الناس وانتقادهم فإن من ترك طاعة لأجل سخط الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن فعلها لأجل رضا الله رضي الله عنه وأرضى عنه الناس واحترمي الحجاب وعظميه وقومي بأخلاق الحجاب من الحياء والعفة ولا تسيئي له بوجه من الوجوه قال تعالى
{ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (1) وقال تعالى {إِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} (2) وقالت عائشة رضي الله عنها ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه). رواه أبو داود. وإياك أن تصدقي الفرية في هذا الباب قول من يقول أن الحجاب هو ليس بالمظاهر وإنما هو عفاف القلب واستقامة الجوارح فلا يضر المرأة كشف وجهها وبدنها ما دامت صالحة المخبر ، ولا تغتري بقول من يرخص في كشف الوجه فإنه قول مخالف للكتاب والسنة وعمل نساء الصحابة. ولا تخدعي نفسك بالخروج بلباس الزينة والمكياج ثم تضعي منديلا خفيفا على رأسك وتظني أنك متحجبة فهذا تلاعب بالشرع واستخفاف بالدين ومخادعة لله وسبيل للفتنة.


___________________________
(1) :سورة النور الآية (31).
(2) :سورة الأحزاب الآية (53).


إياكِ والخلوة برجل أجنبي لا يحل لك وليس من محارمك فصوني نفسك ولا تتهاوني في هذا الأمر الخطير واعملي بالحذر وسوء الظن في هذا الباب فإن الخلوة سبيل الشيطان وأعظم وسيلة للوقوع في الفاحشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان). رواه الترمذي. يعني كانت الخلوة بها أعظم فتنة لهما ووسيلة للفساد. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدخول على المغيبات في بيوتهن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان). رواه مسلم. وتعظم الفتة على المرأة بدخول أحد أقارب الزوج عليها وخلوته بها فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمو قريب الزوج فقال: (الحمو الموت). متفق عليه. وتتحقق الخلوة بوجود الرجل والمرأة في مكان خاص مستور عن الناس بحيث يطلع على محاسنها ويمكنه مراودتها وإغرائها بالفاحشة وتنتفي الخلوة بوجود امرأة أو ولد قارب البلوغ .








لا تختلطي بالرجال الأجانب اختلاطك بالمحارم وتجنبي الذهاب إلى الأماكن المشبوهة التي تلحق بك التهمة والريبة فإن الاختلاط من أعظم وسائل الفتنة وإقامة العلاقات المحرمة وإن المرأة مهما كانت فهي ضعيفة تتأثر بالإعجاب والمدح والثناء وحسن المعاملة وإذا خالطت المرأة الرجال اطلعوا على محاسنها وخصوصياتها وأحوالها الشخصية وقد حرم الشرع الاختلاط في جميع صوره حتى في مكان العبادة والذهاب إليها ، وكم من فتاة ضاعت وضحية سقطت وعرض انتهك من جراء الاختلاط المشبوه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (شر صفوف النساء أولها وخيرها آخرها). رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تركنا هذا الباب للنساء قال نافع فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات). رواه أبو داود. ولما رأى النبي مزاحمة النساء الرجال واختلاطهن بهم في الطريق قال صلى الله عليه وسلم: (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به). رواه أبو داود. واعلمي أن باب الاختلاط كله شر يؤدي إلى الفتنة والفساد وذهاب الحياء والعفة والتخلي عن القيم في جميع المجالات ومهما كانت النية حسنة والدعاوى ظاهرها الصلاح فلا تغتري بمن ينادي بالاختلاط ويرخص فيه ويدعي إباحته فإن الأمم هلكت وضاعت أخلاقها حين حل الاختلاط بها.





لا تتزيني عند خروجك من المنزل أو بحضرة الرجال الأجانب فلا تضعي أصباغ الزينة والكحل والطيب وغير ذلك من أنواع الزينة التي تفتن الناس بك وتدعوهم إلى المعصية. قال تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (1) .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا قال قولا شديدا يعني زانية). رواه أبو داود. فتنهى المرأة عن ذلك ولو كانت ذاهبة لمكان العبادة وبعض النساء هداهن الله يتعطرن وهن ذاهبات للمسجد وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: (إذا شهدت إحداكن المسجد ، فلا تمس طيبا ). رواه مسلم. أما إذا كنت عند المحارم فتزيني بما جرت العادة به وبالغي بالزينة إذا خلوت بزوجك لتعفيه وتقصري نظره عن الحرام . وإذا ذهبت إلى مناسبات النساء والأفراح فلا تتبرجي ولا تلبسي لباس التصابي الذي يكشف جسمك ويظهر محاسنك بصورة فاتنة فإن ذلك يوقع في الإعجاب والفسق وربما سبقت إليك عين حاسدة فأفسدت دنياك ودينك كما يقع ذلك كثيراً فلا تبالغي بالزينة بل تزيني بما يليق بعمرك وعرفك بما يتناسب مع آداب الشرع واحرصي على لباس الحشمة والوقار.




___________________________
( ): سورة النور الآية (31)


اعتزي بحجابك ودينك واثبتي على طريق الاستقامة وكوني على حذر شديد مما ينادي به دعاة التحرر والفتنة ولا تغتري بشبهاتهم وأباطيلهم التي يلبسون بها على نساء المسلمين تارة بالتجرؤ على نصوص الشرع وتارة بمواكبة العصر ومستجداته وتارة بإثارة قصص الظلم والتعدي على المرأة والكثير منها ملفق أو مزيد فيه. واعلمي أن الله أعلم وألطف وأحكم بمصالحك من آراء البشر الفاسدة فاحذريهم فإن لهم نوايا سيئة وإن تظاهروا بالوجه الحسن ومقاصد فاسدة وإن تظاهروا بالإصلاح قال تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ }(1) . وهم ساعون في إشاعة الفاحشة والرذيلة في المجتمع المسلم قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}(2) . وهم حريصون على فتنة المؤمنين وميلهم إلى الشهوات والملذات المحرمة. قال تعالى {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}(3) فهدفهم الأكبر إخراج المرأة المسلمة من الحجاب إلى التبرج ومن القرار في البيت إلى التسكع بلا قيود ومن الخصوصية إلى مخالطة الرجال فاسألي الله أن يبطل سعيهم ويكبت شرهم ويذهب كيدهم ويجعل الدائرة عليهم.


________________________________
( ) :سورة البقرة الآية (11)
(2) :سورة النور الآية (19)
(3) : سورة النساء الآية (27)

واحذري الاستماع لطائفة أخرى ينتسبون للدعوة والفضيلة ميعوا الدين وغيروا معالمه الواضحة ورخصوا للناس في ارتكاب الحرمات والوقوع في الشبهات باسم التيسير والتسهيل والتمشي مع طبيعة العصر والقضايا المستجدة فكل مسألة عندهم فيها خلاف ولو كان قولا شاذا ومذهبا مهجورا. ومن المؤسف أن ترى بعض النساء المفتونات الجاهلات المتصدرات للفتوى وهن لسن من أهلها يرخصن في الاختلاط ويسهلن في الحجاب ويتمادين في التجرؤ على قواعد وآداب القوامة التي منحها الشرع للزوج.













أطيعي زوجك امتثالاً لأمر الله واخلصي له في ذلك واعلمي أن طاعته أعظم طريق لك إلى الجنة فلا تفرطي فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها دخلت الجنة). رواه أحمد. وقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم شأن الزوج وعظم طاعته فقال : (لو كنت آمر أحدا أن يسجد لأحد ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، ولا تؤدي المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدي حق زوجها عليها كله ، حتى لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لأعطته إياه). رواه أحمد. واعلمي أن بره وطاعته مقدمة على طاعة كل مخلوق حتى الوالد غير الرسول صلى الله عليه وسلم فأطيعيه بالمعروف ولا تسخطيه أبداً فيما تقدرين عليه ولا مشقة عليك في فعله أو ضرر فاخفضي له الجناح وتبعلي له ولا تعصيه في أمر وأكرمي شأنه ولا تذيعي سره ولا تغتابيه عند النساء أو تكيدي له ولا تخرجي إلا بإذنه ولا تدخلي بيته من يكره إلا بإذنه ولا تشتغلي بأمر يفوت مصلحته منك إلا برضاه وإذا دعاك للفراش في أي ساعة فأجيبيه من غير تبرم أو تلكأ فإن معصيته في ذلك من الكبائر المتوعد عليها بسخط الله ولعنته كما قال رسولك الكريم: (والذي نفسي بيده ، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها ، فتأبى عليه ، إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها). متفق عليه. وفي رواية: (فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح). ولا تستمعي إلى الأصوات التي تحرض المرأة على زوجها وتخبيها عليه وتفسد بينهما المحبة والمودة من بعض الإعلاميين وصويحبات السوء فإنهم لن يغنوا عنك شيئاً يوم القيامة.



احرصي على تربية أولادك تربية إيمانية واغرسي فيهم حب الله ورسوله ونشئيهم على الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة والحرص على أداء الطاعة والصدق والأمانة والوفاء قال لقمان لابنه يوصيه كما ذكر الله: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ). (1)وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على توجيه الصغار وتأديبهم في سائر المناسبات كما قال لعمرو بن سلمة لما أتي بطعام: (سم الله ، وكل مما يليك يا غلام). رواه البخاري. وقال لابن عباس: (يا غلام إني معلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف). رواه أحمد. فكوني لهم قدوة حسنة تتمثل فيها الصدق والأمانة وحب الخير فإن ذلك له تأثير عظيم على استقامتهم أبلغ بكثير من الكلام والوعظ المباشر وإذا وقعت منك هفوة أو تقصير فاعترفي بذلك أمامهم وأظهري الندم والتوبة واحرصي على تعويدهم على الإلتزام بالآداب الإسلامية في جميع الأحوال سواء كانت الشخصية بهم كالأكل والنوم وغيره أو العامة كالاستئذان والمخاطبة والاحترام ومن أعظم القيم التي يجب أن ينشأ عليها الصغار وتغفل عنها كثير من الأمهات احترام حقوق الآخرين والعدل معهم وترك ظلمهم وعليك أختي الكريمة بالعدل والمساواة فيما بين أولادك في النفقة والمعاملة حتى في القبلة وإظهار المشاعر فإنه بالمحافظة على ذلك تسود المحبة بين أفراد الأسرة وبتضييع ذلك تسود الكراهية بينهم.
____________________________
(1): سورة لقمان الآية (17) و (18).

احرصي على فعل النوافل والمستحبات والإكثار من الصالحات فإن العمر يمضي والشباب يبلى والدنيا زائلة عما قريب ولا يبقى للمرء إلا ما قدمه من الأعمال الصالحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة). رواه البخاري. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ، ويمسي كافرا ، أو يمسي مؤمنا ، ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا). رواه مسلم. فارفعي رصيدك بالحسنات والدرجات واغتنمي شبابك وصحتك وفراغك قبل هرمك ومرضك وشغلك ولا تكوني بطالة فارغة بلا عمل صالح ولا قلب خاشع ولا دعاء مستجاب فأكثري من التنفل بالصلاة وواظبي على الضحى والسنن الرواتب وصلاة الليل ودوامي على ختم القرآن وليكن لك حظ وافر من صوم التطوع ست شوال وعرفة وعاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر واحرصي على متابعة الحج والعمرة ومجاورة البيت العتيق حتى إذا قدمت على الجبار يوم القيامة وإذا أعمالك أمثال الجبال. وإياك والغفلة وطول الأمل حتى إذا انصرف العمر وبلغت الكبر نظرت في حالك فوجدت التفريط والغبن وشعرت بالخسارة والهوان. فإذا بلغت الأربعين فأقبلي على طاعة ربك واستقبلي الآخرة بكثرة العلم والعمل والاستغفار والاحسان فإن العاقل يسابق بالخيرات إذا دنا أجله ويتفكر في حاله ويتذكر وقوفه بين يدي الله. قال تعالى: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ).(1) قال مسروق: (إذا بلغ أحدكم أربعين سنة, فليأخذ حذره من الله عز وجل).

__________________________
(1): سورة فاطر الآية (37).


أدي حقوق الجيران وتعاهدي حسن الجوار والقيام بما يجب ويستحب لهم فقد أوصى بهم الشرع الحكيم في قوله صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه). رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك). رواه مسلم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس جواراً حتى مع الكفار فتفقديهم بالسلام والسؤال والزيارة المتعددة وإهداء الطعام لهم وستر عوراتهم والتغافل عن عيوبهم واحتمال أذاهم وبذل الإحسان لهم وإجابة دعوتهم وإرشادهم وتعليمهم والسعي في صلاحهم.
والمرأة في تعاملها مع الجيران على ثلاثة أقسام:
1- من تبالغ في صلتهم ومحبتهم وتنزلهم منزلة الأهل فتسقط الآداب والضوابط وتطلعهم على أسرار بيتها وحياتها الخاصة وتدخلهم في شؤون أسرتها وتستشيرهم في كل صغيرة وكبيرة وتفرط في واجبات بيتها لأجلهم.
2- من تبالغ في الجفاء والقطيعة وسوء الظن بهم واعتزالهم فتسقط حقوقهم وتقصر في معاملتهم.
3- من تصلهم باقتصاد وتقوم بحقوقهم وفق الشرع دون مبالغة أو جفاء وتجعل في التعامل معهم آداباً وضوابطاً لا تسمح لهم بمجاوزتها وإسقاطها كالإذن عند الدخول وعدم المساس بمصلحة أسرتها وحقوق زوجها وعدم إفشاء سرها لهم وغير ذلك من التصرفات التي تضمن دوام العشرة دون أضرار بأسرتها وهذا هو حسن الأقسام فكوني في تعاملك مع الجيران على هذا النحو واجتنبي حالي المغالاة والجفاء المخالفين للشرع والمروءة.


اقتصدي في الإنفاق على نفسك وولدك وأهلك وإياك والإسراف والتبذير في الإنفاق فإنه مسلك للشيطان مجلبة الإثم مفسدة للمال مدعاة للندم قال تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}(1) وقال تعالى { وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً}(2) وقال صلى الله عليه وسلم: (كلوا وتصدقوا ، والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة). رواه النسائي. فلا تبالغي في تتبع الموضات والزينات التي تفتتن فيها المرأة غالباً فإن ذلك دليلاً على نقص الإيمان وقلة العقل وضعف الشخصية ولا حرج عليك في التجمل والزينة بما يليق بمثلك في المجتمع واعلمي أن الله سيحاسبك حساباً شديداً يوم القيامة في وجوه إنفاقك فعليك بالعقل والتدبير في المال الذي استودعك الله إياه وكوني حازمة في هذا الأمر واعلمي أن الدنيا قد لا تدوم على مثل هذه الحال فاعدي ليوم الشدة والضيق ما يقوتك ويغنيك عن الخلق ويصون ماء وجهك فاحرصي على ادخار المال لتستعيني به في وجوه الخير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى ، فاليد العليا هي المنفقة ، والسفلى هي السائلة ). متفق عليه. وعليك بالصدقة والبذل والإحسان في سبيل الله ولو باليسير لتتقي به حر جهنم وشدة الموقف وهول الحساب فإن المرأة العاقلة الحصيفة هي من جعلت مالها طريقاً إلى الجنة منجاة من النار لا مكسبة للإثم وحسرة وندامة يوم القيامة كما هو حال كثير من النساء اليوم اللاهثات وراء مظاهر الدنيا وزخارفها الزائلة.


_____________________________
( ) : سورة الفرقان الآية (67).
(2) :سورة الإسراء الآية (26).

التزمي العدل في نفسك وغيرك وسائر شؤونك وقولي الحق دائماً ولو على نفسك وحكمي عقلك ومنطقك لا عاطفتك في تعاملك مع الآخرين مع صديقك وعدوك فلا تحملنك المحبة والمودة على السكوت عن الأخطاء والمداهنة ولا تحملنك البغضاء والجفوة على عدم الاعتراف بالفضيلة. قال تعالى (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبى) (1) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حكمتم فاعدلوا ، وإذا قتلتم فأحسنوا ، فإن الله عز وجل محسن يحب الإحسان). رواه الطبراني. وإن كان بينك وبين أحد عداوة أو خصومة أو غيره فلا يحملنك ذلك على الظلم وترك العدل وإيصال الحقوق لأهلها قال تعالى {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(2) ولما وقعت حادثة الإفك كان بين زينب وعائشة ما يقع بين الضرائر من الغيرة فلما تكلم الناس في عائشة أمسكت زينب عن الكلام في ضرتها عائشة ولم تخض في عرضها خشية لله فحجزها الورع عن ذلك فقالت رضي الله عنها حين سألها رسول الله عن أمر عائشة: (يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيراً ، قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فعصمها الله بالورع). متفق عليه . وإن وقع منك مظلمة لأحد فارجعي إلى الإنصاف من نفسك وتراجعي عن الباطل وتحللي منه قبل أن لا يأتي يوم لا تحلل فيه ولا تسامح واحذري أن تبخسي الناس حقوقهم وتنكري فضائلهم ولو كانوا أعداء لك أو بينك وبينهم موقف شخصي ولا تكوني كبعض النساء هداهن الله إذا وقع عليهن الطلاق والفراق يفجرن في الخصومة ويلحقن العيب والنقص كله بالزوج وقد يكون الخلل والتقصير أتى من قبلهن.
_____________________________
(1): سورة الأنعام الآية (152).
(2): سورة المائدة الآية (2).


احفظي لسانك من جميع الآفات والشرور من كذب وغيبة ونميمة وشتم ولعن وهمز ولمز ولا ترسلي لسانك إلا فيما هو خير أو مباح لا شبهة فيه لقول الله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). (1) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت). متفق عليه. وقد حذر الشرع من آفات اللسان وخطره وبين أنه سبب من أسباب دخول النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثكلتك أمك , وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم). رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا ، يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم). رواه البخاري. واعلمي أن حبس اللسان وضبطه يحتاج إلى جهاد كبير ومران طويل واستعانة بالمولى عز وجل واعلمي أن هذا شاق على المرأة غالباً لأن فتنتها في لسانها وحبب لها كثرة الكلام ولهذا كان اللعن والكفران سبباً لكثرة دخول النساء النار كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك . فاجتهدي في حفظ لسانك وترك مجالس الغيبة والنميمة التي قل من يسلم منها وإياك أن تتمادي في ذلك وتتساهلي في ذكر الغير إلا بخير لأنه من الكبائر المتوعد صاحبها بالنار وإذا ذكرت أحداً بسوء فتحللي منه إن تيسر لك وإلا فأثني عليه خيراً في المواضع التي اغتبتيها فيها واستغفري ربك عسى ربك أن يغفر لك.


_____________________________
(1): سورة ق الآية (18).

إياك والتدخل في شؤون الغير لا سيما الأسر فإن ذلك يحرم عليك وهو من باب تتبع العورات والتماس الزلات ولا يحق لك ذلك كما أنك لا تأذنين لأحد أن يتدخل في حياتك الشخصية ويقرر مصيرك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم محذراً: (يا معشر من أسلم بلسانه ، ولم يفض الإيمان إلى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ، ولا تعيروهم ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله). ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة ، فقال : (ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك). رواه الترمذي. وإن اطلعت على عيب أو عورة أو سوء في أحد بغير قصد فاستريه وامسكي ولا تتكلمي فربما قلت كلمة خاطئة أو توجيهاً أحمقاً فتسببت في شتات هذه الأسرة وتفرق أفرادها وقد ورد فضل عظيم في الستر عن المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة). متفق عليه. وإنما يحق لك أن تبدي رأياً أو تطرحي حلاً عملياً إذا استنصحت وطلب منك النصيحة والمشورة وتكلمت بعدل وإنصاف ومراعاة لتحقيق المصلحة العامة في جمع شمل الأسرة وتأليف القلوب بين الزوجين وكان رأيك في حدود المأذون فيه شرعاً. وبعض النساء هداهن الله يتدخلن في كل شاردة وواردة وتتكلم إحداهن في بيوت المسلمين وأحوالهم من غير إذن أو مشورة وتنصب نفسها حكما بين الأزواج وهي ليست أهلا لذلك ولم يطلب منها شرعا وعرفا.






سلي الله دائماً العفو والعافية في الدنيا والآخرة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدعو. قال ابن عمر: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عورتي). رواه أبو داود. وسليه الستر في نفسك وأهلك ومالك ولا تغتري بما أنت فيه من الصحة والغنى والحظوة فإن الله يغير الأحوال ويجري المحن على بعض عباده لحكمة يعلمها وإذا بلغك بلاء أو مصيبة أو مقت على مسلم فلا تفرحي بذلك ولا تشمتي به ولا تنشريه فإن ذلك ظلم وأذى منهي عنه وفرح بحصول الضرر للمسلمين وسوء ظن بالله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله). رواه الترمذي. وقال (لا تظهر الشماتة لأخيك , فيرحمه الله عز وجل ويبتليك). رواه الترمذي. وقال ابن سيرين : عيرت رجلا بالإفلاس فأفلست.
ومما يؤسف له أن بعض النساء هداهن الله يكثرن الشماتة بالمسلمين ويفرحن بذلك ويكثرن من اللائمة والنقد في المجالس العامة للأسر التي تبتلى بمصيبة أو بلاء والله المستعان ، فلا يحل للمرأة العاقلة أن تشمت بمن كانت معها في خصومة من ضرة وكنة وحماة وقريبة إذا نزلت بها مصيبة. وقد جرت سنة الله في عقوبة الشامت في الدنيا بابتلائه بالذنب الذي عير أخاه به في نفسه أو ماله أو ولده وقد رأينا قصصا عجيبة في هذا الباب نعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وشماتة الأعداء ونزول البلاء.




احرصي على إصلاح باطنك كما تصلحين ظاهرك فعليك بتطهير قلبك من الأمراض والأدناس والآفات الخطيرة التي تجتمع على المرء حتى تهلكه وتفسد دينه ، واعتني بقلبك عناية فائقة فإن القلب من أشرف الأعضاء والجوارح تابعة له في الصلاح والفساد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب). متفق عليه. واجتهدي على أن تلقي ربك عز وجل بقلب سليم من الشبهات والشهوات قال تعالى { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}(1) . فتوقي سائر الذنوب الخفية والأمراض القلبية من شرك ونفاق وكبر وعجب وحسد وغش وحقد وسوء ظن بالرب وغير ذلك من الموبقات المهلكات واعمري قلبك بالرضا واليقين والثقة بالله والإخلاص والحمد والقناعة والتواضع والافتقار لله والتذلل له والانصراف بالكلية له ، فإنك إن اجتهدت في هذا الباب وبذلت وسعك في العمل والفكرة والتأمل والتجرد من حظوظ النفس ووساوس الشيطان وفتنة الدنيا فتح الله عليك من الإنس به والفرح بوعده والاحتساب لموعودة ولذة مناجاته ورزقك الدخول في جنة الدنيا التي من دخلها في الدنيا دخلها في الآخرة. قال ابن تيمية رحمه الله: (إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها؛ لم يدخل جنة الآخرة). وقال بعض السف: (مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله، ومعرفته، وذكره).



________________________________
( ) : سورة الشعراء الآيات (88-89).


عليك بصلة الرحم لذويك وأقاربك الذين أوجب الله عليك صلتهم وبرهم والإحسان إليهم فابذلي لهم كل معروف وإحسان من سؤال وسلام وهدية وزيارة وتفقد وعيادة ومواساة في الأحزان ومشاركة في الأفراح وكف الأذى عنهم واحتماله منهم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).(1) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله). متفق عليه. ويتأكد حق القريب منهم من أبوين وإخوة فإن حقهم عظيم لا يسقط في حال من الأحوال قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ).(2) . واحرصي على أن تمارسي هذا السلوك الاجتماعي طاعة لله واحتساباً للثواب وطمعاً فيما عند الله لا عادة ومجاراة للعرف. فاستمري على صلتهم وإن قطعوك وأحسني لهم وإن أساؤا إليك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل لما قال: (يا رسول الله ، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي ، فقال : لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك). رواه مسلم.. واعلمي أن الواصل حقا هو الذي يصل حال القطيعة أما الواصل لمن يصله فهذا مكافئ ليس له فضل تام وثواب كامل.

________________________________
( ) : سورة النحل الآية ( 90).
(2): سورة النساء الآية (36).

وإياك والعقوق والقطيعة فإنها من الكبائر ممحقة للرزق مجلبة للهم سبب للتعاسة والأحزان لبيتك وولدك ولها آثار سيئة عليهم في المستقبل قال تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ). (3) وإذا حلت القطيعة في بيت محقت بركته وانقطع ذكره وذهب فضله وشرفه. وبجدر التنبيه على أن بعض النساء هداهن الله إذا تزوجن قطعن أرحامهن من صلة عم وخال ونحوه فينبغي للمرأة أن تجتهد بعد زواجها وإنجابها على الصلة فإن تيسر لها الزيارة فالحمد لله وإلا فعن طريق الهاتف والسؤال ويكفي ذلك إن شاء الله.












_______________________________
( ) : سورة محمد الآية (22).


عليك بحسن الظن في أخواتك المسلمات وأحسني العشرة في تعاملك مع الآخرين واجعلي قلبك واسعاً يحتمل الزلات والهفوات واكسبي الناس بعطائك وتفاؤلك ومعروفك وحسن خلقك وليكن شعارك في هذه الحياة السماحة والتصافي والتجاوز فإن هذه الدنيا لا تخلو من النزاعات والخصومات والإساءات ولن تستطيعي أن تغيري طباع الناس وأخلاقهم فإن توقفت عند كل مشكلة وهفوة وطالبت بحقك وخاصمت الخلق وكنت صريحة في نقد الآخرين فلن يسلم لك أحد ولن يبقى لك صديق وسيجفاك الناس ويتقون صحبتك وتعيشي في وحدة ووحشة وغربة وإن جاملت الناس وتجاوزت عن الهفوات وتغافلت وقابلت الإساءة بالإحسان ولم تستقصي وتحصي طاب مجلسك وكثر أصحابك وخطبوا الناس ودك وأثنوا عليك خيراً وحمدوا سيرتك قال تعالى {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(1) .وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه ويصفح ويعفو ويتجاوز ويحسن لمن أساء إليه ولا يحمل في قلبه غل ولا حقد على أحد من المسلمين وإن كرهت أحداً أو لم ترتاحي إليه فاجتنبي صحبته وأعرضي عنه بلا غل ولا عداوة ولا اعتداء على شيء من حقوقه. وإياك أن تبيتي على فراشك وأنت في قلبك غل أو حقد أو حسد أو مكر لمسلم من المسلمين فإن ذلك يجلب لك الهم والحسرة والألم فاجتهدي على التجاوز والتطهير لقلبك قبل الاستغراق في النوم.


___________________________
( ) :سورة فصلت الآية (34)


قري في بيتك ولا تخرجي منه إلا لحاجة وإذا خرجت فاقتصدي ولا تسرفي قال تعالى {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}(1) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان). رواه الترمذي. وإياك أن تكوني ولاجة خراجة في كل ساعة من ليل أو نهار فإن ذلك له آثار سيئة على شخصيتك ورعاية زوجك وولدك ويترتب عليه مفاسد كثيرة ويعرضك للفتن والشرور. وقرار المرأة في بيتها يتحقق فيه مصالح كثيرة من ستر المرأة والتبعل للزوج وإضفاء السكينة والأمان والحنان على الأولاد وهو دليل على كمال عقل المرأة وورعها ولذلك رغب الشارع في تعبد المرأة في بيتها وعدم خروجها للمسجد وجعل له فضلا عظيما قال أنس: (أتت النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: يا رسول الله: ذهب الرجال بالفضل بالجهاد في سبيل الله، فما لنا عمل ندرك به عمل الجهاد في سبيل الله؟ قال: مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله). رواه أبو يعلى. ومن أسباب السعادة والاستقرار والسكن الأسري كثرة بقاء المرأة في بيتها. ومن المؤسف أن ترى بعض النساء هداهن الله في هذا الزمن يخرجن كالرجل تمضي عليهن الساعات الطويلة في المطاعم والأسواق بشكل دائم فلا يمضي عليهن يوم من غير خروج فلا تسأل عن أخلاق أولادهن وبناتهن يفقدون التربية الحسنة والتوجيه الصحيح ناهيك عن فتور علاقتهن وضعفها بأزواجهن وتقصيرهن في خدمة الزوج وإذا نشأت الأم على هذا النمط كانت ابنتها تسير على نفس المنوال.

_________________________________
(1): سورة الأحزاب الآية(33).


تخلصي من الهموم والأحزان وتجاوزي جميع مشاكلك الاجتماعية والصحية والمالية وغيرها ولا تكوني أسيرة لها يتلاعب بك الشيطان يخذلك ويحزنك ويقعدك عن العمل الصالح ، وابحثي عن أسباب السعادة ووسائل الفرح المحمودة شرعاً فإن فقدت زوجاً أو ولداً أو كتب عليك العقم أو ابتليت بمرض أو فقد عزيز فاعلمي أن هذه الدنيا دار أحزان وأكدار لا تصفو لأحد. قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ). (1) قال الحسن: (يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة). واعلمي أن الله يغير الأحوال من حال إلى حال وأن النعيم المقيم والسعادة التامة في دار الكرامة في يوم الآخرة وهي التي تستحق السعي والعمل لها. ومما يسليك أيضاً ويهون عليك المصاب أن ما أصابك كفارة لخطيئتك ورفعة لدرجاتك وسبب لدخول الجنة فافرحي بذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ، ولا وصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أذى ، ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه). رواه البخاري. واعلمي أن هذا القدر كتب عليك لحكمة قد تخفى عليك وأن أعظم منة عليك في هذه المحنة أن ينكسر قلبك لله ويتوجه بكليته له ويتجرد من حظوظ الدنيا ورجاء المخلوقين ويفتح عليك في الدعاء والمناجاة ولذة العبادة ما يفوق ما فقدتيه من الدنيا. وأخيراً يجب أن توقني أن السعادة كلها ليست محصورة في هذا الأمر الذي فقدتيه فافتحي باب الرجاء عليك وأحسني الظن بالله.


_________________________________
(1): سورة البلد الآية (4).

كوني معتدلة في مشاعرك كلها مقتصدة في إظهارها لا إفراط ولا تفريط فلا تكوني جامدة الإحساس لا تتأثري بالأحداث والمواقف لا تبالين أبداً جافة الطبع فإن ذلك نقص وعيب في شخصيتك مثار ومرتع لنقد الآخرين وكلامهم فيك ، ولا تكوني أيضاً كذلك في النقيض لديك غلو في إظهار المشاعر تبالغين في التفاعل مع الحدث والاهتمام به والحكم المتعجل على المواقف والأشخاص فإن ذلك يعد تهوراً وسطحية في الشخصية وهشاشة في العواطف ، بل كوني متعقلة معتدلة وسطية في عواطفك سواء كان ذلك في شعور الفرح أو الحزن أو الحب أو البغض ، فإذا فرحت لأمر في الدنيا فلا تتجاوزي الحد الشرعي ولا يحملنك هذا الفرح على البطر والفخر والكفر بنعمة الله والوقوع في المعاصي والذنوب كحال كثير من الناس اليوم ، وإذا حزنت فلا يحملنك الحزن على الاكتئاب والسخط لقضاء الله وقدره والقعود عن العمل الصالح وسوء الظن بالله ، وإذا أحببت شخصا ً أو أمراً فلا يكن حبك عمى وكلفاً يحملك هذا الحب إلى الغلو والتقديس واعتقاد العظمة والكمال والصواب في المحبوب ، وإذا أبغضت شخصاً أو أمراً فلا يكن بغضك صلفاً يحملك هذا البغض على الحقد والغل والظلم والفجور في الخصومة قال تعالى { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}(1) وقال علي رضي الله عنه: (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما). وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو (اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى). رواه النسائي.

____________________________
(1): سورة الأحزاب الآية(70).


كوني وثابة طموحة ذا همة عالية متشوفة إلى بلوغ الثريا رضا الله ودخول الجنة باذلة وقتك وشبابك في اكتساب كل علم وفائدة ساعية لتحصيل كل ما يعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة لك هدف عظيم في حياتك وآمال مثلى تسعين وتجتهدين لتحقيقها ولا تكوني تافهة الاهتمام تعيشين بلا أهداف ولا عمل ولا علم همك الوحيد تتبع الموضات والحرص على اللقاءات السطحية وتحصيل اللهو والترف والدعة ليس لك أثر مشاهد ولا بصمة ظاهرة في بيتك وأهلك وعملك ومجتمعك لا يقترن اسمك بعمل له قيمة وفائدة. وإن من أعظم الرزايا أن نجد الفتاة عطلاً فارغة لا دنيا أصلحت ولا دينا أقامت لا تقضي وقتها في طلب العلم الشرعي والدعوة إلى الله أو العمل الخيري ولا تقضيه في التفوق في الدراسات الدنيوية والحصول على المركز الناجح والوضع الاجتماعي المناسب وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ). رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناءك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك). رواه الحاكم. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شي من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة).






تشرفي بالدعوة إلى الله والتحقي بركب الداعيات المصلحات فإن وظيفة الدعوة إلى الله من أجل الأعمال وأشرف العبادات التي يتعدى نفعها إلى الآخرين قال تعالى: }وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ}(1) وقال تعالى: { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}(2) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم). متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً). رواه مسلم. وكانت أمك عائشة رضي الله عنها شمعة تضيء للناس تهديهم إلى معرفة الحق والفقه والسنة تفتي وتعلم وترشد وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فاقتدي بها. واحرصي على أن يكون لك أثر عظيم في إصلاح نفسك وزوجك وأهلك وولدك وعملك ومجتمعك الخاص والعام ، كوني هادية مهدية مباركة أينما كنت وحللت بالكلمة الطيبة والابتسامة المؤثرة والأفعال المشرفة والقدوة الحسنة كل ذلك برفق ولين وتؤدة وصبر وطول نفس لا بالعنف والشدة والمغاضبة والمخاصمة . واعلمي أنك متى ما كنت صادقة في دعوتك متفاعلة في خطابك مشفقة ناصحة في كلماتك كنت مؤثرة على الآخرين وصار لديك حضور وجاذبية تأسرين بها الأنفس التائهة والقلوب الحيرانة بإذن الله. فكم من امرأة صالحة مباركة غيرت واقعاً وبيتاً ومجتمعاً إلى الأصلح والأفضل والقصص والشواهد كثيرة في القديم والحديث.

_______________________________
(1) :سورة فصلت الآية (33).
(2) :سورة آل عمران الآية (104).

فلا تيأسي من إصلاح زوجك وولدك وابنتك وأخواتك مهما طال الزمان وواصلي في العطاء وإياك إياك أن تكوني صالحة في نفسك فقط لا تكترثين بإصلاح غيرك ولا تأبهين بذلك ترين المنكر حولك والغفلة والتقصير في أهلك ولا تبذلين أدنى جهد سلبية دائماً فإن من البلاء أن تكون المرأة صالحة في نفسها وبيتها فاسد وهي قادرة على التغيير والإصلاح فسكوتها وإقرارها نوع عقوبة وحرمان ويدل على ضعف الغيرة والله المستعان.



















عليك بالصحبة الصالحة من رفقة أخوات الصدق والأمانة والاستقامة ولو كلفك ذلك الشيء الكثير من جهد ومال ، فإن صحبة الصالحات تصلح القلب وتسر الخاطر وتهذب الروح وتحمل المرأة على التمسك بالشرع ولزوم الاستقامة ولذلك بين رسولك صلى الله عليه وسلم فضل الصحبة الصالحة بقوله: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة). متفق عليه. وحث الله عليها بقوله سبحانه: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا). (1) ولا شك أن الصاحب له تأثير عجيب على المصاحب إيجابا وسلبا فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالط). رواه أبو داود والترمذي. واعلمي أن صحبة صويحبات السوء والهوى والمفتونات بالدنيا تمرض المؤمنة وتقسي القلب وتصد عن ذكر الله وتجعل المرأة تعيش حالة من الغفلة والفوضى وطول الأمل فاحذري صحبتهن والانبساط معهن. وأما صديقات العمل والمهنة اللاتي جمعتك بهن الظروف والمصلحة فعامليهن بعدل واحترام ورعاية على حسب ما تقتضيها أخلاقيات المهنة ولكن لا تعتمدي بهن ولا تعولي عليهن الشيء الكثير لأنهن اجتمعن على أمر الدنيا. وهناك صنف ثالث من الصديقات تجمعك بهن مراعاة الواجب والحقوق الخاصة والعامة من جارة وقريبة ونحوها ويغلب على مجالسكن الأنس والمودة والاسترواح والثقافة فلا حرج عليك في صلتهن ولكن لا تكثري من خلطتهن لقلة الفائدة وكثرة المفاسد.
_______________________________
(1) :سورة الكهف الآية (28).

فاجتهدي على البحث عن الأخت الصالحة التي تعينك على طلب العلم وحفظ القرآن والدعوة والاشتغال بالنوافل وغير ذلك من أبوب الخير. فإن وجدت أختا صالحة كريمة ذات مروءة وعقل وأدب فهي والله الكنز في هذا الزمان فعضي عليها بالنواجد واستمسكي بها ولا تفرطي فيها مهما تغيرت الأحوال وصليها وبريها وأكرميها واحتملي زلتها وغضي عن مساوئها فإنه لا يكاد يسلم أحد. واعلمي أنها من أعظم المنن والعطايا من الرب ومن توفيق الله للعبد.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على أزكى البريات وعلى صحبه وآله المؤمنين والمؤمنات.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

بوووووووووووووووووركت
مع أنه.................
المواضيع الطويلة ما نقدرش نقراها كامل
نحب الاختصاااااااااااااااااااااار

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :