عنوان الموضوع : معالم مستغانم....المسجدالمريني لعشاق السياحة
مقدم من طرف منتديات العندليب

سجد المحال العتيق.......معلم أثري في حاجة الى عناية واهتمام

هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 800x600 .
عند تتبعنا لأبرز المعالم الأثرية بمستغانم نجد مسجد المحال العتيق الذي شيد على هضبة صخرية كلسية بحي الطبانة أعالي وادي عين الصفراء من قبل السلطان عبد الله بن الحسن بن ابي سعيد ابو يوسف عبد الحق المريني. فالمسجد العتيق منارة للعلم ومقصد للعلماء في ازهي عصور إسلام المغرب الكبير أهداه عبد الله بن الحسن بن أبي سعيد أبو يوسف عبدالحق المريني والذي استغرق في بنائه حوالي سنة كاملة أي من 17 جوان 1340 م إلى 5 جوان 1341الموافق لي 742 هـ وليس ببعيد عن تاريخ تشييد مسجد سيدي بومدين بتلمسان الذي يعود الى سنة 739 هـ .

يتربع مسجد الطبانة على مساحة تفوق 1200 م² حيث يشير تيرو الى 12016 م² وان يكن الرقم كبير ، تيرو الذي ترجم النص العربي المغربي المنقوش على الصفيحة الرخامية العربية المعلقة على يمين المحراب إلى الفرنسية والتي اكتشفت مرمية في حمام بن برنو سنة 1920 م وتحمل تلك الصفيحة الرخامية من خلال نصها أكثر من دلالة ـ دينية تاريخه اجتماعية ـ وقد تزيد مساحة المسجد عن ذلك خاصة إذا ضمت مكتبة التوثيق التي تقع في شرقه والتي تحولت إلى سكن تعاقبت عليها اسر استفادت من سكنات جديدة وأهملت وظيفتها العلمية والتعليمية.

يحتوي المسجد على قاعة للصلاة تؤدي إليها ثلاثة أبواب مقوسة ،فالرئيسي منها يقع في الجهة الغربية ذو مصرعين، والى الغرب من هذا الأخير بابان احدهما يؤدي الى قاعة الوضوء والآخر يؤدي الى قاعة لتعليم القرآن الكريم ، أما الجهة الشرقية يعلوها بابان احدهما يؤدي الى مصلى خاص بالنساء والباب الثاني صغير يؤدي الى جوار المحراب، محراب ذو قبة نصف دائرية والذي حفر في الصخر .

غطى المسجد بسقف من الخشب الأحمر يرفعه أربعة وخمسون عمودا مضلعا فقدت أصالتها بحيث لم يحافظ المشرفون على الدراسة التقنية الخاصة بالترميم على الآجر الأحمر الذي تتكون منه تلك الأعمدة و الذي انطمس تحت الخزف الصحي العصري. يتخلل قاعة الصلاة 52 سارية أما جدار الوجه البحري تعلوه ثمان نوافذ يهب منها نسيم البحر ، تشرف على منحدر صخري الذي ينتهي عند سرير وادي عين الصفراء الذي شطر مدينة مستغانم إلى ضفتين غربية وشرقية .

تنزوي مقصورة الإمام بين قاعة الوضوء وقاعة الصلاة أم المئذنة المضلعة الشكل الشامخة قبالة الوجه البحري يعلو في جوفها سلم يرتفع في شكله الحلزوني و المتكون من تسع وسبعين عتبة .

من ابرز التحف الأثرية بمسجد المحال المعروف بالحي الشعبي الذي يتربع فيه أي مسجد الطبانة التسمية التركية طب هانه المعروفة ببطارية المدفعية التي طور سلاحها الباي محمد الكبير الى العيار الكبير .

هذه التحفة الأثرية صفيحة رخامية طولها لايتعدي 60سم وعرضها 40 سم كتب عليها نص بالخط العربي المغربي والتي أنقذها من التلف امام المسجد الحالي السيد مجدد عبدالله الذي وجدها مرمية في البلدية واعادها لتثبت على يمين المحراب بعد تنظيفها لقد ترجم نصها الى الفرنسية السيد تيرو ، اذ سبق له وان ترجم نصوص اثرية بفاس من خلال كتابه

Les inscriptions Arabe de FES page 393,395 édition 1919

والصحيفة الرخامية هذا نصها :<< أمر ببناء هذا الجامع المبارك وشيده مولانا السلطان الأعدل عبد الله أمير المسلمين والمجاهد في سبيل ربي العالمين، ابن الحسن ابن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل ربي العالمين، أبي سعيد ابن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل ربي العالمين، أبي يوسف عبد الحق ، وصلى الله على نبيه وبلغه من فعل الخير بعينه ومقصوده ، وذلك في عام اثنين وأربعين وسبعمائة 742هـ ، وحبس عليه خلد الله مفاخره وأيد ثراه ، حانوتين كبيرين بالسوق الكبير فتح بابها قبلة ، وهما الملاصقان لدار أبي عزوز، و فرنين اثنين أحدهما قبلي هذا الجامع المبارك والآخر عن يمين الجامع من باب البلد وثلاث جرار من الزيت المصفى في العشر ، لتصرف غلات الريع المذكور في مرتب الإمام الخطيب وقراء الحزب والمؤذنين والحصر بعد الرق والإصلاح ....>

نستنبط من هذا هذا المقتطف من النص أن مستغانم نعمت كبعض مدن المغرب و الأندلس إلى جانب الازدهار المادي بحركة فكرية جلبت إليها طلبة العلم ورجال الصوفية وعلماء الشريعة فغدت قبلة لهم وساهم رجالها في الحفاظ مقومات الشخصية العربية الإسلامية التي حاول الاستعمار طمسها .كما نستنبط من هذا النص الزيادة عل الدور الديني للمسجد ، دوره الاجتماعي بحيث يتكفل بأجر من يقوم على نظامه وذلك من خلال استقلاليته المالية...

وعندما وقعت مستغانم في أيادي الغزاة الفرنسيين في 28 جويلية 1833 م استولى عساكر الإستدمار على المسجد العتيق مسد المحال أو مجسد الطبانة كما هو معروف اليوم وحولوه إلى مخزن للذخيرة وقاعات أخرى مراقد للحراس والصومعة برجا للمراقبة كما تشير بعض الدراسات انه اتخذ كمربط للخيول، وأمام هذا الطغيان، لجأ السكان إلى اتخاذ مسجد سيدي يحي بن ستي الراشدي مصلى لتأدية الصلوات الخمس وصلاة الجمعة الذي يوجد بأعالي هضبة حي الدرب ،إلى أن حل نابليون الثالث بمستغانم 14 /6/1865 فاستقبله سكان الأحياء العربية منها حي الطبانة والمطمر بقوس نصر كتب عليه بالعربيةـ من بنى مسجدا بنى الله له قصرا في الجنة ـ فأمر نابليون مقربيه بترجمة ما كتب ،ولما تيقنا بأن أعيان المدينة طالبوه بإعادة المسجد للمسلمين فدعا عساكره إلى فك الحصار عن هذا المعلم التاريخي العتيق الفكرة مستنبطة من الفرنسي مارسيل بودان .

للإشارة سعت السلطات إلى ترميمه لكنه لازال فريسة للرطوبة و التآكل ومكتبته مأوى لعائلات بعد عوض تحويلها الى فضاء بيداغوجي تربوي تعليمي متجهيزها بوسائل المعلوماتية لإمتصاص البطالة وتقويم النفوس التي تزاد انحرافا من يوم الى آخر

عن فاضل عبدالقادر استاذ التاريخ






>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :