عنوان الموضوع : لدعوة إلى تيسير الزواج
مقدم من طرف منتديات العندليب
التيسير من مبادئ الإسلام العظيمة، ومقاصده الجليلة التي شملت جوانب متعددة، ومنها هذا الجانب المهم في الحياة، بل هو السبيل الصحيح لاستمرار الحياة على الوجه القويم، لذلك جاءت النصوص الشرعية والقواعد العظيمة التي تحثُّ على التيسير، وتؤصِّله تأصيلاً محكمًا لا تترك بذلك مجالاً للتعسير والتضييق والحيلولة دون ممارسة ما أحل الله.
والتيسير يشمل الزواج وكل الأمور المرتبطة به من خلال العناصر التالية:
أولاً: تيسير حكم الزواج نفسه: فقد جاءت الشريعة بتيسير حكم الزواج حسب حال الرجل؛ حيث إنه تجري فيه الأحكام الخمسة، فيكون فرض كفاية لبقاء النسل، وفرض عين لمن خاف العنت، ومندوبًا لمحتاج إليه واجد أهبته، ومكروهًا لفاقد الحاجة والأهبة، أو واجدهما وبه علة كهَرَم أو عنَّة أو مرض دائم، ومباحًا لواجد أهبة غير محتاج ولا علة، وحرامًا لمن عنده أربع، أو لمن يعلم من نفسه أنه لو تزوَّج فسوف يظلم زوجته ولا يوفيها حقها[1].
ثانيًا: تيسير الخِطْبة: فهو من بركة المرأة وسعادتها: ((إن من يُمنِ المرأة تيسير خِطْبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها)) [2].
ثالثًا: تيسير النظر إلى المرأة المخطوبة: فعن أبي هريرة قال: "كنتُ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنظرتَ إليها؟))، قال: لا، قال: ((فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئًا))[3].
وفي الحديث: ((إذا خطب أحدُكم امرأة، فلا جناح عليه أن ينظر إليها، إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم))[4].
وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: "فلقد خطبتُ امرأة من بني سلمة، فكنت أتخبَّأ في أصول النخل حتى رأيتُ منها بعض ما أعجبني، فتزوَّجتها))[5].
وأحيانًا يستعان بالنساء لمعرفة بعض أمور المرأة ومواصفاتها؛ فعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل أمَّ سُلَيم تنظر إلى جارية، فقال: ((شمِّي عوارضها، وانظري إلى عُرْقُوبِهَا))[6].
ويستحبُّ - قبل الخطبة - النظر إلى ما يظهر غالبًا؛ كرقبة وقدم, وقيل: ورأس وساق[7].
رابعًا: تيسير المهر والصداق: فعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أعظم النساء بركةً أيسرُهن صداقًا))[8]، وفي رواية: ((أيسرهن مؤنة))[9].
وعنها قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من يُمنِ المرأة تسهيل أمرها، وقلة صداقها))، قال عروة: "وأنا أقول من عندي: ومن شؤمِها تعسير أمرها، وكثرة صداقها"[10]، فلا ينبغي للإنسان أن يغالي في المهر، فلا خير في المغالاة، ولا خيرَ في المرأة التي يتعسَّر أمر الزواج منها.
خامسًا: تيسير أمر الزواج لصاحب الدِّين والخُلق: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))[11].
ولا بد من المسارعة بتزويج البنات وعدم تأخيرهن، وقد ورد عن علي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا عليُّ، ثلاث لا تؤخِّرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيِّم إذا وجدت لها كفؤًا))[12].
سادسًا: تيسير الوليمة للعرس: فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض أصحابه وكان قد تزوج: ((فبارك الله لك، أَولِم ولو بشاة))[13]، تيسيرًا عليه، وفي زواجه - صلى الله عليه وسلم - من زينب بنت جحش - رضي الله عنها - يقول أنس - رضي الله عنه -: "ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أَولَم على أحدٍ من نسائه ما أَولَم عليها، أوْلَم بشاةٍ" [14].
وقد أَولَم النبي - صلى الله عليه وسلم - على نسائه بما تيسر؛ فعند زواجه من صفية بنت حُيَي قال: ((مَن كان عنده شيء فليَجِئ به))، وبسط نطعًا، فجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسَّمْنِ، فحاسوا حَيْسًا[15]، فكانت وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم" [16].
وعن أنس: "فبنَى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم صنع حيسًا في نطع صغير، ثم قال: ((آذِن مَن حولك))، فكانت تلك وليمته على صفية"[17].
و"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية وتزوَّجها، وجعل عتقها صداقها، وأَولَم عليها بحَيْس"[18], وفي رواية: "أولَم على صفية بسَوِيق[19] وتمر"[20]، و"أولَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم سلمة بتمر وسمن"[21]، وعن أبي هريرة "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أولَم على بعض من نسائه بقدر من هريس"[22]، بل إنه - صلى الله عليه وسلم - "أولَم على بعض نسائه بمُدَّينِ من شعير"؛[23].
فهذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - تفاوتَت به الأحوال في الوليمة، وكلها مما يتيسر له، فلا معنى للمغالاة والإسراف الذي عليه واقع كثير من الناس اليوم.
سابعًا: تيسير المطلوبات والالتزامات: من المتاع ونحوه من نفقات الزواج، فقد رغَّب الشرع في تقليلها، وبيَّن أن هذا مما يكثر بركته[24].
وعند زواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أم سلمة - رضي الله عنها - قال لها: ((أما إني لا أنقصُك شيئًا مما أعطيت أختك فلانة رَحَيَين وجرَّتين ووسادة من أدمٍ حشوها ليف))[25].
ومن حديث علي - رضي الله عنه - لما زوَّجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة - رضي الله عنها - بعث معها بخميلة[26] ووسادة أدم حشوها ليف، ورَحَيَين وسقاء وجرَّتين[27].
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
بارك الله فيك اختي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
وفيك بــــــــرك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
وفيك برك شكرا على مرور
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
اللهم زوج شبابنا من شاباتنا وأصلحهم وسدد رميهم ووفقهم لمرضاتك يا رب