يعد" القبر الملكي الموريتاني" - اْو كما يحلو للبعض تسميته ب "قبر الرومية"- معلما تاريخيا شاهدا على عبقرية الإنسان القديم في فن العمارة كما يعد أيضا من أبرز المعالم التي تزخر بها ولاية تيبازة الجزائرية .
يقع القبر على رأس ربوة بالساحل الغربي للجزائر العاصمة، يعلو سطح البحر بمقدار 261 مترا.
يعود تاريخ هذا القبر إلى القرن الاْول ميلادي على حد قول ابعض المؤلفات الرومانية حيث دفنت به "كليوباترا سيليني" و هي ابنة الملكة الفرعونية الشهيرة "كليوباترا" من زوجها "انطوان" .
أول ما يلفت انتباهك وأنت تستعد للصعود الى الضريح ذلك الجمال الطبيعي الخالص الذي يحيط بالمكان من كل الجوانب، بحيث تنعكس أشعة الشمس على مياه البحر على طول الشريط الساحلي، فتزيدها بريقا وجاذبية، أما الاشجار الكثيفة التي تشكل الغابة وتلطف المكان، فتسمح لزائر المكان باستنشاق الهواء الصحي النقي الذي يمتص الهموم ويقتلع التعب.
إذا بلغ زائر الربوة المكان، تراءى له القبر الضخم على شكل أسطواني ذي صفائح يعلوه مخروط مدرج، ويتزين في دائرته بـ60 عمودا مرضوما مميزا بتيجان إيوانية يحمل كل واحد منها إفريزا. ويتربع هذا الشكل الهندسي على قاعدة مربعة ضلعها 63.40 متر. ويوجد أمام باب القبر، آثار بناية يبلغ طولها 16 مترا وعرضها 6 أمتار، كانت في الزمن الغابر معبدا. ويتكون القبر من 4 صفائح حجرية، عبارة عن أبواب وهمية علو الواحد منها 6.90 متر يحيط بها إطار من نقوش بارزة يتراءى منها رسم شبيه بالصليب، مما جعل بعض الباحثين في الآثار يعتقدون أنه مبنى مسيحي، ومنه جاء اسم «قبر الرومية» المأخوذ من مفردة «الرومي» العربية أي البيزنطي أو الروماني.