عنوان الموضوع : موسوعة وادي سوف حصريا على منتديات العندليب سياحة جزائرية
مقدم من طرف منتديات العندليب
هذه بعض صفحات عن مدينة وادي سوف التي أنتمي اليها
وادي سوف مركبة من كلمتين "وادي" و"سوف"، ويعطي هذا الاسم عدة دلالات تتوافق مع طبيعة المنطقة وخصائصها الاجتماعية والتاريخية.
- ومعناه وادي الماء الذي كان يجري قديما في شمال شرق سوف، وهو نهر صحراوي قديم غطي مجراه الآن بالرمال،
وقد ذكر العوامر أن قبيلة "طرود" العربية لما قدمت للمنطقة في حدود 690هـ/ 1292م أطلقوا عليه اسم الوادي،
والذي استمر في الجريان حتى القرن 8هـ/ 14م.
- وقيل أن قبيلة طرود لما دخلت هذه الأرض وشاهدت كيف تسوق الرياح التراب في هذه المنطقة،قالوا: إن تراب هذا
المحل كالوادي في الجريان لا ينقطع.
- كما أن أهل الوادي يتميزون بالنشاط والحيوية، وتتسم حياتهم بالتنقل للتجارة في سفر دائم، فشبهوا بجريان الماء في
محله الذي يدعى الوادي.
- يربط بعض الباحثين بين سوف وقبيلة مسوفة التارقية البربرية، وما ذكره ابن خلدون، يفيد أن هذه القبيلة مرت
بهذه الأرض وفعلت فيها شيئا، فسميت بها، وتوجد الآن بعض المواقع القريبة من بلاد التوارق تحمل اسم سوف أو أسوف
و"وادي أسوف" تقع جنوب عين صالح.
- وتنسب إلى كلمة "السيوف" وأصلها كلمة سيف أي "السيف القاطع" وأطلقت على الكثبان الرملية
ذات القمم الحادة الشبيهة بالسيف.
- لها دلالة جغرافية لارتباطها ببعض الخصائص الطبيعية للمنطقة، ففي اللغة العربية نجد كلمة "السوفة والسائفة"
وهي الأرض بين الرمل والجلد، وعندما تثير الريح الرمل تدعى "المسفسفة" وهذا ما جعل أهل سوف يطلقون على الرمل "السافي".
- وقيل نسبة إلى "الصوف" لأن أهلها منذ القدم كانوا يلبسون الصوف، وقد كانت مستقرا للعبّاد من أهل التصوف
يقصدونها لهدوئها، إضافة إلى أنها كانت موطنا لرجل صاحب علم وحكمة يدعى "ذا السوف" فنسبت إليه.
وأول من ذكره بهذا الجمع "وادي سوف" هو الرحالة الأغواطي في حدود 1829، وانتشر على يد الفرنسيين بعد دخولهم للمنطقة.
منذ آلاف الملايين من السنين، كانت منطقة وادي سوف تنتمي جيولوجيا إلى الكتلة القديمة البلورية التي تكونت أثناء العصور الأولى
من تاريخ الأرض الجيولوجي، وتتألف هذه الكتلة القديمة من الجرانيت والنيس والميكاشيست والكوارتزيت، وبعد تعرض سلاسلها الجبلية
للتعرية اجتاحتها مياه البحار القديمة، فكادت تغمر كامل الرقعة الصحراوية الحالية، ولكن انحسرت المياه أثناء العصر الفحمي. وأثناء
عصر الأيوسين(بدء الحياة الحديثة) خلال الزمن الجيولوجي الثالث تعرضت الصحراء لعوامل التعرية الجوية التي أثرت على
تضاريسها فطبعتها بطابعها المميز الحالي. وأهم البراهين الدالة على وجود مظاهر الحياة بالصحراء في العصور القديمة:
* وجود الماء والأعشاب الذي وفر أسباب الحياة لعيش الحيوانات مثل فرس الماء والزرافة والفيل، وقد عثر في عام 1957 في شرق
حاسي خليفة على هيكل عظمي لفيل الماموث في حالة جيدة.
* وجود غطاء نباتي كثيف في الصحراء بصفة عامة، ويؤكد ابن خلدون في بعض العصور أنهم كانوا يستظلون في ظل الأشجار عند تنقلاتهم
من طرابلس إلى الزيبان، ولعل حرق الكاهنة لتلك المناطق إبان الفتح الاسلامي يشير إلى ذلك.
وما يشهد على العصر الحجري في سوف وجود الصوان المسنون والأدوات المختلفة الأنواع والأحجام كرؤوس السهام المصنوعة بدقة ومن
مختلف العصور.
وفي 2016 ق.م أخذت المنطقة الهيئة التي نعرفها بها الآن من حيث المناخ باختفاء بعض النباتات والحيوانات ماعدا الجمل، الذي
بقي يجوب المنطقة طولا وعرضا.
إن ظهور البربر "الأمازيغ" تحدد تاريخيا بنحو 2600 قبل الميلاد، حيث عاشوا في الشمال الافريقي والحدود المتاخمة للصحراء،
وقد كان يعيش في الجنوب الشرقي الليبيون الذين تحولوا بمرور الزمن إلى جيتولين، ويضيف إليهم المؤرخون قبائل الزيفون"Ziphones"
والافوراس "Iforaces"وماسوفا "Massoufa" ،إضافة إلى شعب الغرامانت الذي عاش في شمال شرق الصحراء حيث أسس
مملكة "غراما" (غدامس) بداية من الأراضي الطرابلسية.
وقد كان لقبيلة زناتة الانتشار الواسع في جنوب الصحراء المغربية، وهم معروفون بالبداوة والترحال يعتمدون في عيشهم على سكن الخيام واتخاذ الإبل،
وقد شيد الزناتيون في سوف عدة مساكن منها الجردانية والبليدة وتكسبت القديمة، وبعد رحيلهم في بداية القرن 15م بقيت بعض آثارهم ومنها التسميات
مثل تغزوت، ودريميني وبعض أسماء التمور مثل تكرمست، تفازوين، تافرزايت وغيرهم.
ينتسب الفنيقيون إلى موطنهم الأصلي فينيقيا ببلاد الشام، وكانوا أمة تمارس التجارة البحرية ووصلوا في ذلك إلى البحر الأبيض المتوسط،
فانتشروا في شمال إفريقيا، وأسسوا به نحو 300 مركز تجاري و200 مدينة.
وكانت تربط القرطاجيين علاقات تجارية برية مع بلاد السودان، وكان الطريق يمر بالعرق الشرقي الكبير في الناحية الشرقية من سوف، فكانت
القوافل تنقل السلع الافريقية مثل العاج والزمرد والذهب وريش النعام والعبيد، وكانت هذه القوافل خاضعة لمراقبة قبائل الغرامانت، فيقتطعون
منها الضرائب، واتخذ التجار لأنفسهم وكلاء في غدامس، وهذا ما جعلهم يتعاملون مع سوف واستقر بعضهم في أرضها، فسكنوا الجردانية في
الشمال الشرقي لسوف، وفي البليدة القديمة قرب سيف المنادي في الجهة الشمالية لسوف على مسافة يومين، وطالت إقامتهم في المنطقة وهم
يمارسون الرعي والتجارة.
جاء في الصروف: "أتى الرومان إلى هذه الأرض( أرض الوادي) منذ دهر طويل لا نعلم أوله، وقاتلوا من فيها وأخرجوهم منها، فتفرقوا
في إفريقيا وسكنوا الجردانية والبليدة، وجددوا ما تهدم منها وتعمقوا في أراضيها". وقد عثر على آثارهم في عدة مناطق مثل قمار والرقيبة
وغرد الوصيف، كما توجد تحت كثبان الرمال في عميش (الواقعة على بعد 20 كلم جنوب شرق المنطقة) مكان يدعى زملة سندروس
(ZemletSendrous) التي يوجد بها آثار الرومان، كما أن بئر رومان (الواقع على بعد 180 كلم جنوب شرق سوف)
بني من الحجارة المنحوتة، ومن تسميته يعتقد أنه حفره الرومان لتأمين قوافلهم في طريقها إلى غدامس.
ومن أهم الدلائل المادية التي تبرهن على التواجد الروماني بسوف، القطع النقدية التي عثر عليها، احداها بها صورة الامبراطور قسطنطين،
وهي تثبت خضوع المنطقة لهم في القرن الرابع، وعثر على كثير من القطع في غرد الوصيف (جنوب غرب الوادي 40 كلم)، كما عثر
في قمار على قطع تعود إلى عهد ماسنيسا، وإلى عهد الجمهورية الرومانية (نايرون) وأخرى للعهد النوميدي، يوغرطا ويوبا الثاني
وهذا ما يدل على استقرار هذه الشعوب في منطقة وادي سوف.
الوندال شعب ينحدر من السلالة الصقلية السلافبة، سكنوا جرمانيا ثم استقروا باسبانيا سنة 409م، ونزلوا بالشمال الافريقي واحتلوا
قرطاجنة سنة 439م بقيادة ملكهم "جنسريق"، فقتلوا كثيرا من الرومان، وهدموا الصوامع والكنائس وأجلوا أصحابها من الرهبان
إلى جهة الجنوب. واستقر بعضهم في أرض سوف، في منطقة سحبان الواقعة جنوب غرب الوادي بحوالي 26 كلم وفي جلهمة
بين قمار وتغزوت.
كانت سياسة "جنسريق" مع البربر قائمة على ارضائهم والتحكم فيهم بشتى الطرق، ولكن بعد وفاته لم يحسن خلفاؤه معاملة البربر،
فأعلنوا الثورة عليهم. يقول المؤرخون أنه لا يستبعد مشاركة اللاجئين بالصحراء في هذه الثورات كرد فعل وانتقاما ممن قهرهم وشردهم.
والجدير بالذكر أنه وإن لم يصل الوندال بأنفسهم للمنطقة فإن الفاررين والمطرودين واللاجئين كانت سوف خير مستقر لهم.
بعد إبادة الوندال واحتلال الأمبراطور البيزنطي "جستنيان" للجهات الشرقية من إفريقيا، أوجب الأمبراطور البيزنطي على السكان
الذين كانوا يعتنقون المذهب الأرثوذكسي(كانت المسيحية سائدة في منطقة سوف في تلك الفترة) اعتناق المذهب الكاثوليكي.
جاء في الصروف: "ومن الروم ذهب جماعة من الرهبان إلى جهة الجنوب ومنها أرض سوف فنزلوا عند من سبقوهم من الرومان
بجلهمة وسحبان وبنوا أمكنة سواها للعزلة والعبادة والاستيطان"،وقد وجدت العديد من الأديرة بسحبان وجلهمة التي كانت مقر أسقفية.
وقد شهدت منطقة سوف انتشار القطع النقدية البرونزية البيزنطية، ولم ينقطع أثرها إلا خلال الحرب العالمية الأولى بسبب تحويلها من طرف الصائغين.
ورغم محاولة البيزنطيين إحكام سيطرتهم على السكان فإن قبائل نوميديا فجرت الثورة ، وقد شارك فرسان سوف في المقاومة
الشعبية ضد خط الدفاع البيزنطي الذي كان ممتدا من قفصة إلى تبسة ولامبيز. وقاد الثورات زعماء من البربر الذين أضعفوا الحكم
البيزنطي فتهاوى بسهولة وسقط لما قدم الفاتحون المسلمون.
وصلت جحافل الفتح الإسلامي إلى إفريقيا في وقت مبكر، حيث وصل عقبة بن نافع (في ولايته الأولى 46هـ) ففتح غدامس، وتوجه
نحو اقليم الجريد ففتحه، والمسافة بين الجريد وسوف لا تتجاوز 90 كلم آنذاك، وهذا ما يفيد كما قال صاحب الصروف أن عقبة أو جنوده
وصلوا إلى سوف وفتحوا قراها.
وفي ولايته الثانية (63هـ) وصلت قواته إلى بلاد الزاب المحاذية لسوف، ولكنه استشهد في تاهودة سنة 64هـ (683م).
وقد تعرضت المنطقة الصحراوية كغيرها من الجهات الجنوبية الشرقية إلى الظلم والاضطهاد الذي سلطته الكاهنة على الناس، ولما ولي
حسان بن النعمان الغساني، تصدى لقتال الكاهنة، ولكنه تراجع واستقر في برقة مدة خمس سنوات بداية من عام 78هـ، وفي تلك المدة
خربت الكاهنة البلاد المجاورة لها ومنها سوف، ظنا منها أن المسلمين قدموا إلى المكان طمعا في المدائن والذهب والفضة. وأعاد حسان
الكرة وحارب الكاهنة وهزم جيوشها ولاحق فلولها إلى منطقة بئر العاتر وقضى عليها، لكنه في المقابل عقد لولديها على 12ألفا من البربر
الذين أسلموا وبعث بهم إلى المغرب يجاهدون في سبيل الله وكان ذلك عام 84هـ(703م). وبذلك استحق حسان بن النعمان أن يلقب
بالفاتح الحقيقي وناشر الاسلام في تلك الربوع. وكانت سوف يومئذ عامرة بالبربر الذين يعيشون حياة البدو الرحل، وكان العرب من بقايا
الفاتحين الأوائل أو المهاجرين من المشرق يمرون بسوف ويستقرون لبعض الوقت، فيحدث التأثر بين الطرفين في الأخلاق والمعاملات.
وقد مرت وادي سوف بمراحل متنوعة عاشت فيها تحت ظل الدويلات الإسلامية نذكر منها:
وهي أول دولة قامت للمسلمين بالمغرب الأوسط بعد حركة الفتح الاسلامي (160هـ - 776 م)، وقد امتد نفوذها إلى جنوب
بلاد الجريد، وكانت سوف ضمن نفوذها، وتأثرت بسياستها، حيث بدأ انتشار المذهب الاباضي بصفة محدودة، وقد تزامن ذلك مع وجود
دولة الأغالبة التي كانت تحيط بها الدولة الرستمية من جميع الجهات.
وقد تأسست عام 184هـ (800م)، وكانت رقعتها لا تتجاوز في الربع الأول من القرن 3هـ الشمال التونسي وجزء صغير من الشمال
الشرقي الجزائري. وقد نجح الأغالبة في تحطيم الحصار المضروب عليهم وذلك باحتلال المضيق الذي يربط تيهرت بطرابلس، ويمثل منطقة
قفصة وبلاد الجريد، وفي عهد هذه الدولة أصاب البربر في سوف ضرر من سلطتها، ففر بعض الروم المسيحيين وأصحاب المذاهب الاسلامية
المخالفة للأغالبة إلى الصحراء القبلية، وخاصة أتباع المذهب الشيعي.
أسسها عبيد الله المهدي سنة 297هـ (910م) بعد قضائها على الدولة الرستمية والأغلبية، ودانت لها بلاد المغرب كلية، ووقع اختيارهم
على قبيلة صنهاجة لتكفيهم أمر زناتة، ولما أحس الخليفة الفاطمي في مصر بعصيان صنهاجة وتمردها على الخلافة الفاطمية، أرسل إليهم الأعراب
من بني هلال وسليم. وكانت الصحراء المحاذية لسوف أحد المنافذ التي عبرت منها الحملات الهلالية، ودامت حركة الهجرة الهلالية نحو نصف
قرن. وخلال تلك الفترة انتشرت القبائل العربية المهاجرة بمنطقة سوف. كما هاجر إليها كثير من قبائل زناتة وأقروا القرى، ومنها تكسبت القديمة.
قامت هذه الدولة سنة 524هـ (1130م)، وكانت سوف في الحدود الجنوبية لهذه الدولة، فكثر عدد الوافدين على سوف من قسطيلية
(الجريد)، والزاب، وورقلة ووادي ريغ بداية من سنة 530هـ(1136م). وفي سنة 600هـ(1204م) بدأ الانحطاط يدب
في كيان الدولة الموحدية، فهاجرت قبيلة "بني عدوان" العربية واستقرت في الجردانية بعد إخراج بربر زناتة منها.
وبعد تفكك الدولة الموحدية إلى ثلاث إمارات متنازعة وهي دولة بني حفص شرقا، وبني مرين غربا، وبني زيان بالمغرب الأوسط، ونتيجة
للقلاقل، نشطت حركة الهجرة وأخذت القبائل تتوافد على سوف آتية من تونس ومنها قبيلة "طرود" التي لعبت دورا في الصراع بين الأمراء
المتنازعين على الحكم، إلى أن سقطت على يد الأتراك سنة 981هـ (1574م).
خلال العهد العثماني بالجزائر (1518-1830)، كانت العلاقة بين الباي في عاصمته "قسنطينة"، ومناطقه التي تضم وادي سوف،
تدار بواسطة "شيخ العرب" الذي يشرف على عملية الضرائب، وفي حالة العصيان يرسل البايلك حملات عسكرية تأديبية لأخذ الضرائب عنوة.
كانت منطقة سوف تابعة صوريا لسلطان تقرت "إمارة بني جلاب" فبعض القرى تدفع الضرائب سنوية رمزية، بينما امتنعت قرى أخرى
عن دفعها مما دفع سلطان تقرت إلى إرسال حملتين الأولى بقيادة الشيخ أحمد بن عمر بن محمد الجلابي، والثانية بقيادة الشيخ فرحات بن عمر بن محمد الجلابي.
ونظرا للصراعات الكثيرة من جهة بين عائلتي بن قانة وبوعكاز على منصب شيخ العرب ومن جهة أخرى بين أسرة بن قانة وبني جلاب على
حكم تقرت، كانت قرى سوف في تجاذب بين هذه الصفوف تؤازر طرفا ضد الآخر بحسب الولاء الذي اختارته تلك القرى والمصالح التي تنتظرها قبائلها.
وتوالت الحملات إلى وادي سوف من طرف سلطان تقرت، وبايلك قسنطينة الذي يكلف سلطان تقرت بجمع الضرائب، وقد يأتي الباي بنفسه
أحيانا مثل ما فعل باي قسنطينة "أحمد المملوك"سنة 1821م. وقد جمع أموالا كثيرة، وقد عرفت بعض الأماكن في سوف باسم الأتراك
بسبب تمركز قواتهم بها أثناء حملاتهم للمنطقة مثل وادي الترك التي تبعد عن الوادي بنحو 33كلم بالجهة الغربية. ولقد كان الأتراك يظنون أنهم
بعد كل حملة يتمكنون من بسط نفوذهم النهائي على وادي ريغ ووادي سوف، إلا أنهم بمجرد رجوعهم يظهر لهم تخلخل ذلك الولاء وتراجعه بسبب:
بعد اقليم سوف عن البايلك، وعدم اهتمام السلطة التركية بتطوير هذه المناطق.
ارهاق السكان بالضرائب، ومحاربتهم عند رفض تقديمها.
وجود خلافات، وسيادة الطابع القبلي الذي يفضل التحرر والاستقلالية.
وبقيت وادي سوف على استقلالها لا تخضع فعليا لأي حاكم -كما قال الأغواطي في رحلته- إلا في فترات قصيرة عندما تجتاح المنطقة
قوات قبائل المخزن لجمع الضرائب. وفي هذا الوقت كانت شؤون سوف منظمة من طرف"الجماعة" التي يتم اختيار أفرادها من الشيوخ
الأكثر حضوة ومكانة لدى قبائلهم، فكل قرية كانت تدار من طرف كبير من الوجهاء، وعند بروز قضايا هامة يجتمعون في مدينة الوادي عاصمة
الاقليم، يضمهم مجلس الوجهاء الذي يفصل في القضايا السياسية كإعلان الحرب، أو القضائية كالخصومات بين القبائل، وبقيت سوف على هذه
الحال إلى دخول القوات الفرنسية للمنطقة.
في ديسمبر 1854م وصل العقيد الفرنسي"ديفو" بقواته الهائلة إلى وادي سوف مستطلعا الوضع العام، ثم رجع إلى تقرت ليعلن يوم 26 ديسمبر
1854 على أن "علي باي بن فرحات" ممثل فرنسا وقايد على تقرت ووادي ريغ ووادي سوف. وعمل ديفو على مراقبة منطقة
وادي سوف، وحاول إضفاء نوع من الاستقرار عليها عن طريق المراسيم والأوامر، وفرض الضرائب وحث السكان على العمل تحت أوامر "علي باي"،
إلا أن المنطقة بقيت مجالا للاضطرابات، وبدأت تحركات رجال المقاومة الشعبية وخاصة سي النعيمي ومحمد بو علاق اليعقوبي وبن ناصر بن شهرة
ومحمد بن عبد الله، وحينئذ عمل الفرنسيون على تحقيق نوع من الهدوء في المنطقة، فشيدوا عدة أبراج للمراقبة في الجهات الأربعة لسوف لتأمين
القوافل والمحافظة على الأمن، ولكن المقاومة ظلت مشتعلة بوادي سوف وما جاورها وامتدت من عين صالح إلى ورقلة وتقرت وسوف وتبسة ونقرين
وبلاد الجريد ونفطة التونسية.
قاد هذه المقاومة محمد التومي بوشوشة، الذي استولى على ورقلة في 5 مارس 1871، وعيّن عليها بن ناصر بن شهرة آغا، وكانت ورقلة
تابعة لعلي باي، فاتصل جماعة من شعانبة الوادي ببشوشة وأخبروه بأن "علي باي" أودع أمواله وعياله ببلدة قمار، التي هاجمها بوشوشة
يوم 8 مارس 1871 فاحتمت عائلة على باي بالزاوية التجانية، وبعد مفاوضات مع أعيان الوادي، رجع بوشوشة وسلمت عائلة "علي باي"،
لكن آغويته لم تسلم من سطوة بوشوشة الذي استولى على تقرت في 13 ماي 1871 وعيّن عليها بوشمال بن قوبي آغا، فصارت وادي سوف
تابعة لسلطة بوشوشة.
ولما تأكد للفرنسيين عجز "على باي" أعدوا جيشا بقيادة الجنرال "لاكروا فوبوا" الذي أعد خطة استطاع بها انتزاع ورقلة وتقرت
من أنصار بوشوشة في جانفي 1872 واتجه نحو سوف فأخضعها للسلطة الفرنسية وعيّن عليها حاكما من جنود الصبايحية يدعى"العربي المملوك".
والجدير بالذكر أن وادي سوف ما بين 1837 - 1872 كانت ملجأ آمنا للمقاومين، تدعمهم بالمال والسلاح والرجال، ولما انتهت
فترة السبعينات من القرن 19 بتصفية فلول المقاومة الشعبية بالجنوب، بدأ الفرنسيون يهيئون الظروف للاستقرار في الجنوب الجزائري، قريبا
من الحدود التونسية التي كانت فرنسا بصدد التخطيط لاحتلالها، وتعتبر سوف أهم موقع يمكن استغلاله لتأمين ظهر الفرنسيين.
وتمكنت فرنسا من فرض الحماية على تونس في 12 ماي 1881 وفي مقابل ذلك كُلف الضابط "ديبورتار" - الذي سبقت له
المشاركة في احتلال تونس - بتأسيس أول مكتب عربي بالدبيلة القريبة من الحدود التونسية، فكانت المركز الأول للاستقرار الفرنسيين في سوف.
ثم أخذت القوات الفرنسية في التزايد بالدبيلة واستمر إلى سنة 1887، وبعد ذلك بدأ العدد يتناقص لأن الإدارة الفرنسية بدأت الاستقرار
بقوة في مدينة الوادي عاصمة الاقليم منذ سنة 1882، ويعتبر النقيب "فورجيس" (1886-1887) ثاني حاكم عسكري لملحقة
الوادي، والذي خلف الضابط "جانين".
واستعان الفرنسيون بالقياد وشيوخ القبائل لادارة شؤون السكان، وصارت الوادي ملحقة منذ 1885 تابعة لبسكرة ثم حُولت إلى دائرة تقرت
عام 1893، وشهدت الملحقة بعد ذلك تغيرات مستمرة في حكامها العسكريين.
وفي عام 1902 حدث تغيير في التقسيم الإداري بالجنوب فأصبحت سوف تابعة لإقليم الصحراء، وطُبق عليها الحكم العسكري الذي
ضيق الحريات، إلا أن الوعي الوطني برز جليا في ثنايا الطرق الصوفية وخاصة الشيخ الهاشمي وابنه عبد العزيز الذي تأثر برحلاته إلى
الزيتونة والمشرق العربي، وتحول من شيخ للزاوية إلى داعية للأفكار الاصلاحية في صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكلفه
ذلك النفي والتشريد من طرف السلطات الاستعمارية، ومهد ذلك لبروز الحركة الوطنية الاستقلالية بعد الحرب العالمية الثانية، والتي شرعت
في بث الوعي الوطني وتجنيد المناضلين وجمع الأسلحة والتهيئة للثورة التحريرية.
يقع إقليم وادي سوف جنوب شرق الجزائر، وينتمي إلى العرق الشرقي الكبير.
يحده من الشمال بلاد الزاب (بسكرة والزرايب)ويمتد حتى جبال الأوراس، والنمامشة، وإلى منطقة نقرين.
يحده من الشرق الحدود التونسية من نفطة ونفزاوة، مرورا ببير رومان حتى غدامس.
يحده من الجنوب واحات غدامس.
يحده من الغرب وادي ريغ (تقرت وتماسين) وورقلة.
وتمتد أراضيها من الجنوب إلى الشمال بين خطي عرض 31° - 34° شمالا وبين خطي طول 6° - 8° شرقا، وتبلغ
المسافة من اسطيل في الشمال إلى غدامس جنوبا حوالي 620كلم، ومن وادي ريغ بالجهة الغربية إلى الحدود التونسية بالشرق
حوالي 160كلم، وتبلغ مساحة وادي سوف 82.800 كلم2 والاقليم محاط طبيعيا بثلاث شطوط وهي شط وادي ريغ بالغرب،
وشطوط مروانة وملغيغ وشط الغرسة من الشمال، وشط الجريد من الجهة الشرقية.
تقع ولاية الوادي في الجنوب الشرقي من الوطن، وتبلغ مساحة ولاية الوادي حوالي 44.585 كلم2.
يحدها من الشمال ولايات تبسة وخنشلة وبسكرة.
يحدها من الجنوب ولاية ورقلة.
يحدها من الغرب ولايات الجلفة وبسكرة وورقلة.
يحدها من الشرق الجمهورية التونسية.
تتوزع ولاية الوادي على 12 دائرة إدارية، وتنقسم إلى واديين مختلفين:
- منطقة وادي سوف وتقع وسط العرق الشرقي وتضم 22 بلدية
- منطقة وادي ريغ وتقع في الأراضي المنبسطة وتضم 8 بلديات
يسود وادي سوف عدة مظاهر منها:
ينتمي السطح إلى العرق الشرقي الكبير إذ تغطي الرمال معظم الأراضي(ثلاثة أرباع المساحة)وهي رمال ناعمة ذات ألوان بيضاء وصفراء،
تتقاذفها الرياح في كل اتجاه، وقد نتج عن ذلك شكلين :
الأول هو الكثبان الرملية التي تتواجد بصورة كبيرة في جنوب سوف، وتختلف ارتفاعاتها حيث يصل أحدها 127م، أما الثاني، فهو المنخفضات
والأودية، فتعتبر سوف أخفض نقطة في العرق الشرقي الكبير ، حيث ينخفض دون مستوى سطح البحر بـ 25م عند شط ملغيغ.
وتغطي المنطقة الشمالية لسوف، وهي طبقات حجرية متنوعة تحت الرمال، ومن تلك الطبقات "الترشة" وتستعمل لصناعة الجبس،
أما "اللوس" فهي حجارة صلبة متشابكة تستعمل في البناء لصلابتها، وتوجد بغمرة والمقرن وشرق الزقم، أما"الصلصالة" أو "السميدة"
فتوجد في غمرة والدبيلة والمقرن وتستعمل للبناء.
تبعد الوادي (عاصمة وادي سوف) عن البحر بـ 390 كلم، ويبلغ متوسط ارتفاع المنطقة عن سطح البحر 80م.
الحرارة: يصل المتوسط الحراري في فصل الصيف إلى 34° وقد يتعدى في بعض الأحيان 50° حيث تكون الرمال شبه ملتهبة،
وفي فصل الشتاء يكون المتوسط الحراري 10°، وعندما تشتد البرودة وخاصة ليلا تنخفض إلى ما دون الصفر.
الرياح: تمتاز منطقة وادي سوف بحركة هوائية نشطة على مدار السنة
- فتهب رياح شمالية، وشمالية غربية (الظهراوي)من فيفري إلى أفريل
- وتهب رياح شرقية (وتسمى البحري) وهي منعشة من أوت إلى أكتوبر
- وتهب رياح جنوبية (وتسمى الشهيلي) وهي حارة ويكون ذلك خلال الصيف
الأمطار: هي قليلة ونادرة بسبب بعد المنطقة على البحار، ويصل المتوسط السنوي للتساقط بالمنطقة إلى 80.3 ملم.
الغطاء النباتي: يتميز الغطاء النباتي بسوف بالجفاف وكثرة الرمال، ومع ذلك توجد نباتات طبيعية متنوعة ذات جذزر طويلة
تنمو في الأودية وأطراف الكثبان الرملية، ويعتمد عليها البدو في رعي حيواناتهم، وقد ذكر منها صاحب الصروف أكثر من 80 نوعا أهمها:
الحلفاء، البشنة، العضيد، السعد، الشيح، إضافة إلى أشجار من الحطب كالازال، العلندي، الزيتاء، المرخ، الرتم، الطرفاء وغيرها.
تعتبر ولاية الوادي منطقة ذات أهمية إستراتيجية في ما يتعلق بالثروات فهي:
- تضم أكبر ثروة للنخيل على المستوى الوطني وأكبر منتوج.
- تحوي أكبر احتياطي وطني من المياه الجوفية.
- تربتها صالحة للزراعة والبناء وصناعة الآجر والجبس.
- بها أكبر منجم أفريقي من ملح المائدة والملح الصناعي ( شط ملغيغ وشط مروان) .
- بها مساحة معتبرة غابورعوية، تضم أكبر عدد من الإبل على المستوى الوطني.
- تنتج 25 % من المنتوج الوطني من التبغ ( المرتبة الأولى) .
- أول منتج وطني للفول السوداني ولها إنتاج معتبر من البطاطا .
- تحتوي على احتياطي معتبر من البترول.
- أراضيها تستوعب زراعة 10 ملايين نخلة وأكثر تربة وماء.
- تتميز بموقع مهم لوجود 300 كلم حدود خارجية (مع الجارتين تونس وليبيا).
كان يرعى شؤون العائلة ويقودها "الأب" ويخلفه عند غيابه أو موته أكبر أبنائه، و يعتبر الأب الرئيس الذي يتحكم في كل
الأمور داخل العائلة، فيحتفظ بمفتاح "دار الخزين" التي تحتوي على المؤونة، فيرشد الإنفاق بنفسه مخافة الإسراف والتبذير في
المواد الغذائية التي تعتبر عزيزة في مجتمع يعيش ظروفا إقتصادية صعبة، كما لا يجوز التصرف في أي أمر مهم إلا باستشارته وبإذنه.
وعند زواج الأبناء يبني كل منهم أسرته لكن يبقى الجميع يظلهم سقف المنزل الواحد، فتتضخم العائلة ويعيشون في وضعية صعبة جدا،
يتناولون غذاؤهم بصفة جماعية، ويستعملون أغراض البيت ومكان الراحة "الساباط" بشكل جماعي، وكل أسرة داخل البيت الكبير تملك
حجرة واحدة يأوي إليها الرجل وزوجته وأبناؤه، أما النفقة فيتحملها أب العائلة وليس لأبنائه المتزوجين إدخار خاص بهم، ولا يملكون حرية
التصرف قي الأموال التي يوفرونها من أعمالهم، لأن الأب هو المسؤول الوحيد والأساسي للمالية وتبقى العائلة متماسكة مدة طويلة ولا تنفصم
وحدتها إلا بعد وفاة "رب العائلة" أو عجزه، حينئذ يعطي الإذن لأبنائه بالانتقال إلى منازل تقام بمساعدته في أغلب الأحيان فيكونون
أسرهم التي تكون نواة لعائلة جديدة بعد مدة زمنية محددة.
حدث تطور كبير في تركيبة العائلة السوفية التي بدأت تعيش الاستقلالية، فبمجرد زواج الابن يمكث مدة في بيت والده ثم ينتقل إلى بيت
خاص به بصفة اختيارية أو اضطرارية، وبعد أن كان الأمر والرأي كله لرب العائلة (السيطرة الأبوية) بدأت المرأة تشارك الرجل في
حياته الاجتماعية وصار لها دورا في توجيه الأسرة وإدارتها، كما أصبح الأبناء كلهم يشاركون بكل حرية في النقاش الداخلي، وهذا التطور
له أسبابه المختلفة منها:
الاحتكاك بالمجتمعات في الشمال الجزائري (الهجرة المتبادلة).
الاحتكاك بالمجتمعات المجاورة خاصة المجتمع التونسي بعد رجوع المهاجرين "اللواجي"بعد الاستقلال من تونس.
انتشار الوعي الثقافي ومحو الأمية.
دور الإعلام في تغيير السلوكيات.
وبالرغم من هذا التطور الإيجابي فقد برزت بعض الأخلاقيات والعادات السيئة الدخيلة على المجتمع السوفي وأسرته المحافظة مثل:
ضعف الحياءـ الاختلاط ـ التبرج ـ عقوق الوالدين ـ الانحراف الأخلاقي ـ الآفات الاجتماعية ـ ظاهرة الانتحار ـ المخدرات...
وبعد تطور الحياة وتكاليفها ومشاكلها التربوية وجدت الأسرة السوفية نفسها مضطرة إلى اتخاذ إجراءات مثل: تنظيم النسل وتباعد الولادات ،
واضطرار كثير من أرباب الأسر إلى البحث عن عمل إضافي لتوفير احتياجات أسرهم المتجددة والمكلفة، خاصة وأن أغلبهم يضطرون إلى بناء
بيوتهم بمجهوداتهم الخاصة في غياب المساعدات الخارجية ، مما يدفعهم للتقتير وترشيد الاستهلاك وربما الاستدانة.
كان بناء الأسرة السوفية يقوم أولا بالزواج، وعندما يتكاثر الأولاد تستقل الأسرة في سكن مستقل لتكون نواة لعائلة جديدة تحت سيادة الزوج،
ويمر الزواج بمراحل، أولها خطبة الشاب لزوجة المستقبل، إما برؤيتها عند الآبار، عند خروجها لملء قِرب الماء، فيقابلها ويجادلها، ويحدث
هذا في المجتمعات البدوية، وفي بعض الأماكن العريقة كالزقم وقمار، وكانوا يسمونه "التغرزين" أو يتم اللقاء بطريقة أخرى وهي أن يلمح
الشاب الفتاة في حفل زواج في الحي. ولكن بالرغم من هذا فإنه في أغلب الأحيان تتم الخطبة بين الأولياء دون علم أصحاب الشأن، بل هم آخر
من يعلم ، وليس للفتى أو الفتاة حق الاعتراض على هذا الاختيار، وقد عرف قديما "التهريب" ويكون عند رغبة الشاب في فتاة ويرفض أهلها
تزويجه إياها، فيلجأ الشاب إلى خطفها واللجوء بها إلى زاوية دينية أو أسرة أحد الوجهاء، فيضطر ولي الفتاة في أغلب الأحيان للإستسلام
والموافقة على الزواج مخافة الفضيحة والعار.
وقد يكون الزواج رغم بساطته مكلفا بالنسبة للفقراء، لأنه يحتاج إلى بذل المال أيام العرس، وقد يطول انتظار أهل الفتاة في فترة الخطوبة
فيخافون على ابنتهم، ويطلبون من الرجل (الفقير) الإسراع في إتمام الزواج أو فسخ الخطوبة، وعند المماطلة واسترساله في التسويف يفسخونها
بأنفسهم، وتُعطى الفتاة لشاب من أبناء عمومتها أو لرجل ميسور الحال، ولأنهم يخافون على بناتهم "البوار" (العنوسة) فإنهم يزوجونها في
سن متقدمة عند البلوغ أو قبله بقليل في سن الحادية عشر، وقد يكون زوجها شابا أو كهلا يكبرها بمرحلة هامة من العمر وخاصة إذا كان تاجرا موسرا.
أما هدية العرس فكانت بسيطة تتمثل في بعض الألبسة أو الخضر والحيوانات أو بعض النقود ويختلف ذلك حسب المستوى المعيشي للزوج.
والمهر قد يكون مالا أو مرفقا بأشياء أخرى غير المال، وليس هناك فرق كبير بين المرأة البكر أو الثيب، وقبل الزواج يتم حمل "قفة العُطرية"
إلى بيت الزوجة، وتشمل إضافة إلى المواد الغذائية والخروف مواد العطرية التي تتزين بها الزوجة من خضاب (الحناء) والعطور والكحل
والجوز (الزوز) لتجميل الفم، والفتول وهو مسحوق يخفف حدة زيت الشعر وتدهن بها البشرة لتصبح ناعمة، والبوش وهو الزيت الذي يدهن به
الشعر ليصير ناعما به بريق، والجاوي وهو ومادة تضعها المرأة في "البخارة" أو "المجمرة" الطينية لتطيب نفسها أو المكان ويدعى "بخورا"،
كما تشمل أيضا بعض الألبسة مثل الحولي والملحفة والقميص الذي ترتديه ليلة الزفاف، إضافة إلى المجوهرات الفضية مثل الخلّة والخلخال والمقاوس
والمْشرّف، كما يجلب البعض من ميسوري الحال "زوج ذهب" ويحمل لها صندوق صغير يدعى"ربعة" تضع فيه العطور والمجوهرات، وتتم
مراسيم العقد أمام القاضي أو الجماعة ويتولى ذلك إمام المسجد، وحينئذ تبدأ أيام الأفراح ويدوم العرس مدة أسبوع كامل، وتحمل المرأة يوم "الرواح"
فوق ظهر بغل بعد حلول الظلام وخصوصا في المدينة، ونهارا عند البدو وتحمل فوق الجحفة "الهودج" الذي يحمله الجمل وعند وصول المركب
إلى بيت العريس يحملها أحد أقاربها ويدخلها حتى لا تصاب بالسحر أو نحوه من الأذى.
أما يوم العرس فيتزين الضيوف، ويجتمع الرجال مع العريس في مكان خاص يسمى "الحجابة" ويرافق العريس أحد أصدقائه المتزوجين
يدعى "المزوار" فيسهر على رعايته وتوجيهه، وفي مجتمع النساء تلتف النسوة حول العروس التي تجلس في وسط الحوش وفي كلا الطرفين
يسود المرح والغناء والرقص، وتوزع الأطعمة على الحاضرين وخاصة التمر والخبز في منتصف النهار، والكسكسي باللحم ليلا، إضافة إلى الشاي،
ويستمر ذلك إلى ساعة متأخرة من الليل، وبدخول العريس إلى مخدعه ينفض جميع الناس إلى منازلهم.
والجدير بالذكر أن العائلة السوفية، يسودها الحياء المفرط، فالابن في أيام زواجه الأولى يحتجب عن والده لمدة سبعة أيام، ولا يلتقي بزوجته
إلاّ بعد حلول الظلام، ويغادر حجرته قبل الفجر، وعندما يُرزق بالأولاد فيستحي من حملهم أو تقبيلهم في حضرة والده، أما زوجته فتمتنع بتاتا
عن بعض التصرفات في حضرة الرجال وخاصة زوجها، فتعتبر الأكل أمامه عيبا، وترتكب جريمة نكراء إذا تجرأت وطلبت منه أن يُحضر
لها بعض الأغراض في البيت، وقد يكون سببا في طلاقها.
الاختيار الحر للأبناء في الزواج.
تكاليف الزواج الباهظة، كالوليمة، وبالرغم من أن المهر ليست له قيمة إلاّ أن المال الذي يُدفع للزوجة لتجهيزها مكلف جدا.
تأخر سن الزواج وخصوصا الذكور لعدة أسباب أهمها الدراسة، البطالة، التكاليف الباهظة للزواج.
ظهور بعض العادات الغريبة في كثير من الزواجات كموكب العرس cortège الذي تظهر في العروس متبرجة أمام الناس في الشارع،
والتصوير بالكاميرا.
استئجار طباخ لتحضير وليمة العرس.
الفرقة المويسقية التي غالبا ما تكون ليلة الزواج ويومه.
يتميز اللباس التقليدي بوادي سوف بخصوصيات ميّزته عما هو موجود في المناطق الأخرى من الوطن، فروعي في هذا اللباس الذوق
العام للمنطقة والظروف الطبيعية الخاصة بها.
القدوارة: الجبة البيضاء وتلبس في الصيف.(ص)
الصدرة: بُنيّة اللون شتاءْ.
السروال العربي: أو الدلدولة ويلبس أيضا في الصيف.(ص)
القشابية: وتصنع من الصوف أو الوبر وتلبس شتاء.(ص)
البرنوس: ويصنع من الصوف أو الوبر ويلبس شتاء ويوضع على الأكتاف.(ص)
الشاش والعراقية: ويلبسان صيفا وشتاءْ.(ص)
العفّان: ويلبس شتاء وصيفا.(ص)
ملحفة: وهي فستان واسع يسبل إلى الكعبين يصنع من أنسجة حريرية أو صوفية.
الحولي: "الجلوالي" ويُلبس فوق الملحفة ويوضع على الكتفين.(ص)
البخنوق: يُصنع من الصوف ويوضع على الرأس ويكون مصبوغا بالأحمر والأصفر، ويغلب عليه عموما السواد.
الحلي: تكون من الفضة غالبا أما الذهب فعند الأغنياء ومنها:
الخُلة: تُلبس على الصدر ويتكون من خُمستين تعلقان على الكتفين ومنتصف الخُلة يكون على صدر المرأة.
السْخاب: (المعرقة) يصنع من البخور والعطور، ويشكل منه حصيات هرمية ويوضع كالعقد الطويل على الصدر.(ص)
الخلخال: وبه نقوش دقيقة وتلبس في الأرجل.(ص)
المقواس: أو المقياس وهو نوع من الأساور التي توضع في المعصم وينقش عليها شكل هندسي يمثل المُعيّن بالإضافة إلى شكل الدوائر الملونة(ص)
الخُمسة: توضع فوق الجبهة وهي في اعتقادهم تطرد العين والحسد.(ص)
المْشرّف: وهو حلقات توضع في الأذن يبلغ قطرها 14 سم.(ص)
وقد تغيرت أكثر هذه العادات وأصبح الرجال والنساء يلبسون اللباس العصري على حد سواء إلاّ بعض الشيوخ الكبار والعجائز
مع بقاء اللباس الرجالي كالقدوارة والقشابية نظرا لأداء الشعائر الدينية كالصلاة أو بسبب الظروف الطبيعية.
الكحل: وهو مادة تحضّر محليا للعين، وذلك بتغميس عود رقيق من العظم "المرود" ثم تمريره على الجفنين.
البوش: زيت يعطي بريقا للشعر.
الجوز: (الزوز) وهو لحاء شجرة الجوز، تمضغه المرأة فيزيد من بياض أسنانها واحمرار لثتها.
الجاوي: مادة تُرمي في الجمر الذي يكون في البخارة لتحسين رائحة المكان ولتعطير الجسد.
الفتول: عبارة عن غبرة تزيل الزيت الإضافي من الشعر، وتدهن به المرأة بشرتها لتكون أكثر نعومة.
الحُمّير: وهي كويرات دهنية حمراء توضع على الخدود.
يتميز البيت السوفي قديما ببساطته وبساطة محتوياته التي لا تتعدى الحاجيات الضرورية وأهمها:
قصعة العود، الطاجين، القدرة والكسكاس، القنينة، الرحى، الحلاّب، المهراس، الغربال، القربة، الشكوة، الشواري، المزود، الغرارة،
الطاوة، الزير، القُلة، السبّالة، السدّة، المنسج...
والآن أصبح البيت السوفي العادي يحتوي على وسائل العصر الحديثة من تلفاز وثلاجة وآلات كهرومنزلية، إضافة إلى البيوت
العصرية الغنية فتحتوي على كل ما أنتجته الصناعة العصرية المتقدمة.
يتميز الطبخ السوفي عن غيره من مناطق الوطن حيث تُحضّر الأطباق من مواد غذائية موسمية والمادة الأساسية لهذه الأطباق القمح
بعد طحنه وغربلته. وأهم هذه الأطباق:
السفة: وتتكوّن من الكسكسي ذو الحبات الكبيرة مع صلصلة من خليط البصل والفلفل والطماطم أو تُفوّر هذه المواد مع الكسكس ويضاف إليها التوابل.
المطابيق: وتُسمى في منطقة وادي ريغ بالمختومة، وتُحضّر كريات السميد بعد عجنه وتُحل هذه الكريات بالسراج (عود الرشتة) ،
ثم توضع بين الطبقة والأخرى صلصة خاصة بالمطابيق، وتتكون هذه الصلصة حسب خضروات الفصل، إما بالبصل والطماطم والفلفل
الأخضر والتوابل أو يضاف إليها السنارية (الجزر) ثم توضع الخبزة المُكوّّّنة من طبقتين على صفحة فوق النار تسمُى "الطاوة".
البرطلاق: وهو منتشر كثيرا في منطقة وادي ريغ، وتُسمى البندراق، وهو نوع من الكسكس حيث يتم تحضير الصلصة من مادة
البرطلاق يُضاف إليها البطاطا والجزر والكابو والبصل ويستحسن أن يكون فيه اللحم المجفف "القديد" .
البطوط: وهو عبارة عن خليط من الصلصة والكسرة ويكون مذاقه حار جدا.
كما توجد أكلات أخرى مثل كسرة وشحمة، رقاق، كسرة زيت"ملاوي" ، بركوكش، دشيشة، مرفوسة....
وإن تغيّرت عادات البيت السوفي، وابتعدت عن كثير من العادات المتوارثة إلاّ أن المرأة السوفية ما زالت تحضر الأطباق
الشعبية كالكسكس بأنواعه، والسفة والمطابيق والبركوكش إضافة إلى الأكلات العصرية التي ظهرت بشكل ملفت للانتباه.
وما تزال المرأة في بعض القرى والمداشر محافظة على التقاليد الشعبية في الأكل، فلا يخلو اليوم من وجبة دسمة ثقيلة.
عيد الخريف: ويصادف اليوم الأول من الخريف أي الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر أوت، ويشترك فيه سكان الحي بذبح ناقة أو جمل.
عيد الربيع: "تقطيوط" ويصادف منتصف الربيع وتحضر فيه أكلة الكسرة بالدهان.
عيد العنصلة: ويصادف منتصف الصيف حين يعنصل البصل وينضج.
وقوف العرجون: ويصادف الأيام الأوائل من الصيف حيث يكتمل العرجون ويتوقف عن النمو.
المايوات: مايو الصيف وهو أول يوم في الصيف ـ مايو الربيع في 15 يوم الربيع.
وقد اختفت هذه الأعياد الشعبية كليا ولم يبق إلاّ البعض منها والذي يظهر في المهرجانات الرسمية لإبرازها كتراث ثقافي أصيل.
الزواج: في يوم العطرية وهو اليوم قبل الزفاف، تقدم العطرية بالزرنة والبندير، وكل عرس له مهرجان إحتفالي يدعى "المحفل"
ويحضره الرجال والنساء والعجائز وصغيرات السن والشباب يرقصون على وقع الدفوف "البنادير" والمزمار "الزرنة"
ويصاحب ذلك إطلاق البارود، ويقام هذا المحفل في الشارع، وترقص الشابات الصغيرات بشعورهن المتدلية التي يحركنها يمينا
وشمالا وتدعى هذه الرقصة "رقصة النخ" ويصاحب ذلك زغردة النساء وغناء الشعراء.
الطهور (الختان): يكون مهرجانا نسويا غنائيا (هزان الصوت)، يرددن فيه قصيدة مطلعها:
طهّر يا لمطهر صحّحله يديه لا تحرق وليدي ولا نغضب عليك
وتستدعى الحضرة، وتكون حسب الطريقة الصوفية التي ينتمي إليها أهل الطفل، وتقام وليمة الطهور أو العقيقة، وترفع فيه
الراية التي تتكون من خيوط حمراء وخضراء وبيضاء على سقف المنزل، ويلبس الطفل المختون قدوارة بيضاء بها "سفايف"
من نفس لون الراية وهي خاصة لهذا الغرض.
الحج: ويكون الاحتفال عند قدوم الحاج من رحلة الحج، وتقام الحضرة على حسب الطريقة الصوفية المنتمي إليها الحاج
إذا كان لديه انتماء، وتقام أيضا وليمة قدوم يستدعى إليها الأهل والأصحاب و فقراء الحي.
ختم القرآن: ويقام فيه وليمة يستدعى إليها معلم القرآن والطلبة إضافة إلى شيوخ الحي وأقرباء المعني.
مهرجان سيدي مرزوق: ويقوم به الوصفان في الربيع، وذلك بالتجوال في أحياء القرى مصطحبين معهم تيسا "عتروس"،
ويكون مصحوبا بالغناء والرقص على آلة البنقة والطبل، يجمعون الهدايا من البيوت، وفي الليل يقام مهرجان كبير في ساحة،
يتقاسمون فيه ما جمعوه خلال تجوالهم.
الحضرة: وهي فرق للمدائح ذات الطابع الديني، ولكل طريقة صوفية أكثر من فرقة، وخاصة الطرق المشهورة بوادي
سوف كالعزوزية والقادرية والتجانية، وتدعى بعضها حزب النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك حضرة سيدي بوعلي، وتظهر
عند بعضها مظاهر الشعوذة ببروز خوارق للعادات مثل التهام النار، وإدخال آلات حادة في البطن، وإخراج مواد (كالجاوي)
من الحائط، وتستدعى في مختلف الاحتفالات كالطهور ، والزواج، وقدوم الحاج،وختم القرآن والنجاح ...
فرق المدائح و الأناشيد الإسلامية: وظهرت في بداية الثمانينات من القرن العشرين من طرف شباب الصحوة الاسلامية،
الذين تأثروا بالمنشدين في العالم الاسلامي وخاصة من مصر وسوريا، وتقام هذه المدائح والأناشيد في الأعراس أو في
المناسبات الدينية، في المساجد أو في الجمعيات الثقافية.
لقد برع سكان سوف في تنويع الألعاب فمنها ما هو للصغار و ما هو للكبار و منها ما هو للرجال و منها ما هو للنساء،
بعضها ألعاب فكرية و بعدها الآخر بدنية. نذكر أشهرها :
لعبة القوس: تلعب في فصل الخريف في منتصف النهار، و تجرى بالهواء الطلق خارج العمران بين فريقين من الرجال.
و تصنع الكرة من خرق القماش الملفوفة بالصوف، أما القوس فهو من جريد النخل، و هي تشبه لعبة الهوكي المعروفة،
و لهذه اللعبة قواعد هامة يمكن تطويرها لتنافس الرياضات الحديثة.
الخربقة وبعض الألعاب الفكرية: الخربقة و هي لعبة فكرية تلعب في كل وقت، و كثيرا ما نجدها في القعدات العامة
و أمام الدكاكين، و هي شبيهة بلعبة الشطرنج، و هناك عدة ألعاب فكرية أخى مثل السديدة، الخطيوة، الربيعة، الحويرة،
اللقفة، الطسة، الشيكة...
السرسيبة: و هي طريقة للتزحلق على الرمل تمارس على الكثبان الرملية الكبيرة.
المشاية: ويستخدمها الأطفال من عصي النخل، و هي لعبة تضاعف طول اللاعب الذي سيدخل بها منافسة الجري.
الغطيسة: وتلعب في الغوط أثناء فصل الصيف حيث يوجد البلح في الماء، و يتبارى كل لاعب بجمع أكبر كمية من البلح
غطسا بالرأس فقط وعن طريق الفم.
الشويكة: طمر كمية من البلح تحت الأرض و يتبارى اللاعبون على أخذ أكبر كمية من البلح عن طريق رمي الشوكة.
الدرنجح: أو الدرجيحة، و تلعب في الغوط بربط جريدتين لنخلتين متقاربتين فتشكل أرجوحة يتداول عليها الشباب.
شايب عاشورة: و هي عبارة عن مهرجان شعبي يقام في العشر الأوائل من شهر محرم، وأشهر ما يميزها هو نوع من المسرح
الفكاهي الشعبي المتضمن عدة إنتقادات لاذعة و ألعاب وحركات مرفوقة بغناء النسوة الخاص بعاشوراء.
ألعاب أخرى: ومنها الطرباقة، طقزن، الحليلة، شيتة حامية، الغميضة، رمي البهروس، السيق، سباقات تسلق النخيل، صيد
الطيور (النصبان)، سباق الحمير...
ورغم اندثار بعض الألعاب الشعبية إلاّ أن السوفي بقي محافظا على بعضها إلى اليوم ومنها: الخربقة ( يلعبها خاصة الشيوخ )
والديميني، والكارتا، ولكعاب، النحلة، والبيس... وقد استهوت الشباب السوفي كغيره من الشباب الألعاب الحديثة مثل:
كرة القدم، والألعاب الإلكترونية، والدراجات..
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
تتميّز زراعة النخيل في المجتمع السوفي عن باقي المناطق الصحراوية بخصائص فريدة من نوعها، وخاصة دقلة نور
التي كان لها الأهمية البالغة، وتحتل المرتبة الأولى من حيث النوعية بين نخيل الجزائر بأسرها، كما كانت من أهم
الموارد الاقتصادية لسكان المنطقة منذ القديم. ويمكن تحقيق عملية زرع النخيل بالمراحل التالية :
عملية انجاز الغوط أو الهود:
وهو حفر حوض ذو امتدادات واسعة تبلغ مئات من الأمتار طولا وعرضا، وتصل أعماقه إلى 16م، ولا يستطيع
الفرد السوفي حفرها إلاّ عند تحليه بكثير من الصبر واستخدام الذكاء والفطنة رغم قلة الوسائل وبساطتها، مع اختيار
المكان المناسب من استواء الأرض وقربها من الماء.
رفع الرملة:
وهي العملية الأساسية عند الشروع في إنجاز غوط جديد أو أثناء توسيع غوط قديم، ويستمر المالك للغوط في هذه
العملية بنفسه أو استئجار عمال يُسمّون "الرّمّالة"، ويستعملون في عملهم القفة والزنبيل والعبانة والمكرة.
القفة الزنبيل
غراسة الغوط:
عند الانتهاء من حفر الغوط، يُشرع في غرس"الحشّان" (وهي غرسة فتية يتراوح عمرها ما بين 3 إلى 6 سنوات)
على مستوى يبعد عن الماء بحوالي مترين تقريبا، وبعد أيام من انتهاء العمل والإعداد والسقي تمتد جذور الحشانة في
الماء عشرات السنتيمترات وحينئذ تستقر، ويتركها الفلاح تحت رعاية الله إذ تشرب النخلة دون أن يبذل أي عناء في
سقيها.
والجدير بالذكر أن زراعة النخيل كانت في ازدياد مستمر عبر السنين، فقد بلغ العدد 60 ألف نخلة عام 1860م،
وارتفع العدد إلى 154 ألف نخلة عام 1883م، ووصل إلى 160 ألف نخلة عام 1887م، وبلغ آخر القرن التاسع عشر
إلى أزيد من 202 ألف نخلة عام 1900م ووصل سنة 1960م إلى حوالي 450 نخلة. ولكن يلاحظ نقص
في سنة 1982 حيث بلغ عدد النخيل إلى 151 ألف نخلة فقط.
--------------------------------------------------------------------------------
خدمات رعاية الغواطين بوادي سوف:
يتطلب النخيل المغروس أعمالا ضخمة ويومية لا تنقطع في أي وقت من السنة، وتتمثل هذه الخدمات في:
مكافحة الرمال:
وهي المعركة المستمرة بين الطبيعة والفلاح السوفي، وتقتضي الحكمة متابعة الرياح واتجاهاتها
لتساعد الفلاح على حمل الرمال عوض دفن الغوط، وما يستخدمه في ذلك المضمار هو "الزرب"(ص)(وهو سور
أو حاجز من جريد النخيل) أو الحواجز الحجرية.
علف النخيل:
وتسمى هذه العملية "العلْفان" وهي تزويد النخلة بالأسمدة اللازمة، والمواد العضوية الضرورية،
وتبدأ العملية ب"العزق" وهو تهيئة الأرض لجعلها ميسرة لسيران الجذور بسهولة وراحة، ويستعمل في هذه العملية
الأدوات الحديدية مثل العتلة والجهارة والمجرفة والمسحاة. وتتم عملية العلفان على ثلاث مراحل وتستمر سنوات عديدة.
تذكير النخيل:
وهي عملية تلقيح وتبدأ هذه العملية في شهر فيفري حين ينتج الطلع ويستطيع الفلاح أن يقوم اليوم
الواحد بتلقيح ما بين 30 إلى 40 نخلة أي ما يقارب 130 إلى 140 عرجون. والجدير بالذكر أن ثمار النخيل
تمر بعدة مراحل عند نضجها وهي البْزير ثم البلح ثم البسر وأخيرا يتحول إلى تمر ناضج.
جني التمور:
ويبدأ هذا الموسم عند السوافة في منتصف شهر سبتمبر عند نضوج التمر، فتُعلن حالة الاستنفار
القصوى في كل البيوت، ويكون شهر أكتوبر بأكمله شهر عمل وجد، تُقطع فيه العراجين بعد تسلق الشجرة، وتنزل
بواسطة حبل حتى لا يصيبها الضرر، ثم تُأخذ إلى البيوت فيُخزن التمر المعد للاستهلاك الذاتي، بينما يوضع المعد
للبيع في أكياس خاصة.
أنواع التمور:
تشتهر مدينة الوادي بالتمور الجيّدة وخاصة دقلة نور التي تعتبر مصدرا هاما للعملة الصعبة
في البلاد، وهو محبوب في جميع أنحاء العالم، ويأتي تمر الغرس في الدرجة الثانية والذي يدخل في صناعة
الحلوى. ومازال التمر إلى اليوم من أفضل المأكولات عند الفرد السوفي لاحتوائه على 48 مادة غذائية ومعدنية
ودوائية، فيحتوي على مادة قابضة للرحم تساعد على الولادة وتساعد أيضا على منع النزيف بعد الولادة وهذه
المادة تشبه مادة الأكسيتوسين ( OXYTOCINE )، ويمكن انتاج الكثير من الأدوية والمواد الكيماوية من
التمور كالبنسلين والأرومايسين والعديد من المضادات الحيوية وفيتامين B12 وحامض الستريك الصناعي وحامض
التارتريك وبعض الهرمونات، كما يحتوي التمر على حوالي 13 مادة معدنية، و6 انواع من الفيتامينات،
وحوالي 13 حمض فعال، و5 أنواع من السكاكر فضلا عن البروتينات والدهون، كما يعتبر التمر مصدرا
أساسيا لدواء جديد يدعى (ديوستوانس) لمعالجة الروماتيزم وأمراض العيون، وكل هذه المواد تتوفر في كل
أنواعه التي نذكر منها : دقلة نور، الغرس، فطيمي، دقلة بيضاء، تكرمست، حمراية، علي وراشت، تفرزايت،
تاشرويت، تمرزيت، مسوحي، بوفقوس، تاوراخت، أضفار القط، تانسليط، صفراية، عمارية، تنسين، تافزوين،
طانطابوشت، ورشتي، قطارة، الغدامسية، قصبي، اصباع عروس، فزاني، كبول فطيمي، ليتيّم، كسباية، تاسلويت،
الشواكة، عبدالعزاز، الجايحة، الشهباء، الهتيلة، العجرونة، صبري، لولو، أم الفطوشة، الكركوبية، البلوطية، المفتولة ...
بدأت زراعة التبغ في وادي سوف في القرن الثامن عشر في منطقة قمار، إذ كان لهم دور في جلب بذوره
من نواحي باجة التونسية، وقد تطورت زراعته وصار انتاجه يُصدّر نحو شمال الجزائر. وقد تركزت زراعته
عموما في المنطقة الشمالية لسوف وذلك لأن هذا النوع من الزرع لا يحتاج إلى أرض غنية بقدر ما يحتاج
إلى أرض ذات سطح قريب من الماء.
ويُزرع التبغ في مناطق تسمى "الرابعة" أو الغابة، وتمر زراعته بعدة مراحل أولها شتل
البذور في أحواض مستطيلة الشكل وعندما تصبح مهيأة للغرس تُنقل إلى "الميزاب" المُعد للغرس، وعندما
تصبح أوراقه صفراء قوية يبدأ حصاده في أوائل جويلية، وبعد الحصاد يُجفف في الظل وفوق الأرض،
ثم يوضع في الشمس لمدة أسبوع، وحينئذ يكون في متناول الصناعة والتجارة.
كان الفلاح السوفي يهتم بزراعة النخيل بالدرجة الأولى وبصفة أساسية، ولكن يضيف إليها بعض المنتوجات
الفلاحية التي يخصّصها للاستهلاك العائلي أو بيعها في الأسواق المحلية، وهي زراعة ثانوية ذات مردود
ضعيف من الناحية الاقتصادية، ولكنها هامة لغذائه اليومي. ولأن الظروف المناخية كانت شديدة القساوة بسبب
الجفاف والرياح الرملية وندرة الأمطار، فقد كانت هذه الزراعة تتطلب مجهودات كبيرة وسقي يومي ورعاية
مستمرة، ومع ذلك تمكّن الفلاح من تخطي هذه الصعوبات. وقد وفّر كل الظروف المناسبة لزراعتها في
الغواطين قرب النخيل في مكان يُدعى "الحرث" أو " الفلاحة" أو " الجنان" ويحاط بزرب من الجريد
ولابد أن تتوفر عدة متطلبات لخدمة هذه الزراعة كالبئر والخُطّارة والماجن، والسواقي، والميزاب، وتتم الزراعة
المعاشية في مختلف فصول السنة.
ففي الشتاء ينتج الخردل والسنارية (الجزر) واللفت والبليدة والبصل.
في فصل الربيع ينمو الخردل المؤخر والدنجال والفول والكابو..
في فصل الصيف تنمو الخضر مثل الطماطم والكابو والقرعة والكْرُمْ والمعدنوس والبرطلاق والفقوس والبطيخ
والدلاع والفلفل.
في فصل الخريف فينشغل الفلاح بقطع التمر، ولكن ذلك لا يمنعه من زرع بعض الخضروات من منتصف
شهر سبتمبر إلى منتصف نوفمبر.
وقد عرف الانتاج الفلاحي اليوم تطورا ملحوظا بفضل السياسة القائمة على برامج التنمية الفلاحية
والاستصلاح الزراعي وذلك ما ساعد على ظهور منتجات أخرى كالكوكاو والحبوب والزيتون والبطاطا التي
اشتهرت ولاية الوادي في السنوات الأخيرة بانتاجها، والذي يتميز بوفرته وجودته.
ملاحظة: هذه إحصائيات سنة 2000.
تقلص عدد المواشي من سنة إلى أخرى. حيث نلاحظ الفرق جليا في هذا الجدول بين سنة 1920 وسنة 1985.
وقد شهدت منطقة الوادي جفافا شديدا من سنة 1937 إلى سنة 1947، وقد ضربت المنطقة سنة 1947
عاصفة رملية رهيبة قلصت من عدد الحيوانات، حيث أودت بحياة 1.500 عنزة و2.000 كبش. كما كانت
حرارة صيف 1961 الشديدة مسؤولة عن موت 20 % من القطعان وأيضا جفاف سنة 1973 كان مهلكا
للكثير منها. ولم تستمر تربية المواشي كما كانت في السابق نظرا للظروف المناخية التي تمر بها المنطقة.
أما تربية الجمال فهي الوحيدة وإن لم تبق بنفس الوتيرة إلاّ أنها استطاعت أن تصمد أمام هذه العقبات.
وتعتبر تربية المواشي في سوف القاعدة التي يعتمد عليها النسيج حيث يستعمل الصوف كمادة أساسية فيه،
ولكن منذ 1951 لم تعد المواشي تلبي إلاّ نصف المطلوب.
وقد عرف قطاع الرعي وتربية المواشي تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة نظرا للبرامج التنموية التي أولتها
الجهات المعنية الاهتمام .ففي سنة 2000 كانت إحصائيات الثروة الحيوانية والانتاج الحيواني كالتالي:
ملاحظة: هذه إحصائيات سنة 2000.
ملاحظة: هذه إحصائيات مديرية الفلاحة بالوادي إلى غاية 31/12/1997.
اتسمت الصناعة التقليدية في المجتمع السوفي في القديم بطابع البساطة، ولكن مع مرور الزمن بلغت مستوى عال من
الرقي، فتعدّت بعض المنتوجات الصناعية حدود وادي سوف. وقد لعبت هذه المصنوعات دورا فعالا في الخدمات المحلية
المنزلية والتي كانت تستمد موادها الأولية من غيطان المنطقة ونباتاتها وحيواناتها وصخورها. فمن النخلة تُصنع الأواني
والآلات ومواد البناء، ومن أصواف الأغنام وأشعار الماعز وأوبار الجمال يتم نسج الملابس والأفرشة وإعداد الخيام، ويتم
دبغ الجلود لتصير جاهزة لمختلف الصناعات الجلدية، أما الحجارة الباطنية فهي أساس الجبس الذي يعتبر المادة
الأساسية لتشييد المباني والمنشآت العمرانية.
يصنع من السعف الزنبيل والقفة والملاية والشارية والزمور ولعلاقة والمظلة والمنشة.
يصنع من التيق مع السعف كثير من الأواني المنزلية كالطبق والمثرد والقنينة.
يصنع من عصي الجريد قوائم المنسج "القوايم" وعصاة النيرة والحُمّارة والسدة والدّوح(المهد).
يصنع من الليف الحبال التي تستعمل للخُطارة وحبال حزم الحلفاء والحطب فوق ظهور الجمال، كما يصنع منه
العراوي(المقابض التي تُحمل بها القفة ولعلاقة والملاية).
يصنع من الكرناف(قاعدة ساق الجريدة) أقواس للعب الأطفال وآلة لحكّ المنسوجات الصوفية ويستعمل أيضا
كوقود في الطهي والتدفئة.
يصنع من جذور النخلة عند هرمها وقطعها عرضيا، فيستخرج عصيرا يُسمى "اللاقمي"، كما يستفاد من الجذع
في شؤون المنزل المختلفة كصنع قوائم الخطارة وتسقيف المباني وأعمدة لحمل العراجين في فصل الخريف، كما
يستعمل لحرق حجارة الجبس ووقودا للطهي والتدفئة. كما يوجد كثير من المصنوعات الأخرى مثل الأرائك والمنسج
وبعض ألعاب الأطفال والألعاب الشعبية.
التمر: يصنع منه العسل و التميرة و حلويات أخرى كالرفيس.
الحليب: و يصنع منه الدهان و الزبدة و الجبن...
الطين: يصنع منه البرمة والكسكاس والزير والقلة والدقوجة والمثرد والطاجين.
ترجع الصناعات النسيجية في وادي سوف إلى قرون عديدة، وقد اشتغل بها الرجال والنساء على حد سواء،
وتعتبر هذه الصناعة من أهم الصناعات السوفية وخاصة خلال القرن التاسع عشر، فلا يكاد يخلو بيت سوفي
من مكان مخصص للمنسج،(ص) الذي هو آلة تتكوّن من القوايم والخشب والطّوّاي والعفّاس وملحقاته كالذبّال (المسلة)
والخْلالة (التي تُدق بها الخيوط ويكون ذلك إما للاكتفاء الذاتي أو للتجارة حيث تقام سوق أسبوعية للكسوة، والمادة
المستعملة في هذا النوع من الصناعة هو الصوف والشعر والوبر.
وأهم الصناعات النسيجية:
صناعة الزرابي:
وقد أثبتت الزربية السوفية(ص) جدارتها على المستوى المحلي والوطني، بل والعالمي،
وأصبحت تنافس الزرابي العريقة التي اشتهرت بها مدينة القيروان، وذلك بسبب متانتها وتنوع ألوانها وتميزت
بصوفها الرفيع الذي هو خليط من الصوف ووبر الجمال وذلك ما سمح بإعطاء التدرج في الألوان من الأبيض
إلى الأسود مرورا بالبني والرمادي، كما يتميز النوع الكلاسيكي منها باللون الأحمر الذي يحتوي على شكل مركزي
مربع بخيوط شريطية مزخرفة متقاطعة بمسافات حمراء، وتُصنع أيضا بيضاء اللون ومركزها أحمر وشرائط مزخرفة
متقاطعة بخطوط حمراء عريضة، ويُعتبر اللون الأحمر والأبيض من الألوان الأساسية وتُستعمل ثلاثة ألوان ثانوية
لتزيينها وهي اللون الأسود والأبيض والأصفر.
- صناعة البرنوس:
وهو لباس خاص بالرجال، وصناعة نسائية خالصة، وله أنواع مختلفة، فمنها الأبيض المصنوع
من الصوف، ومنها البني (الوبري) المصنوع من وبر الجمال، وله أنواع منها الرفيع والمتوسط والوضيع.
صناعة القندورة:
وهي صناعة ذات انتشار واسع بالمنطقة، ويتم انجازها من طرف النساء في البيوت، وهي لباس
خاص بالرجال وتُصنع من الصوف وحده، أو تكون مزخرفة بالوبر أو الحرير.
صناعة الحايك( الحولي):
وهي الحوالى الحسنية، وهي من الصوف وخاصة بالرجال أما الحوالي القطنية فتكون
مصنوعة من الصوف المُعلَّم بالقطن وتكون لكلا الجنسين وتُصبغ بالسواد أو الحمرة.
كما توجد صناعات نسيجية أخرى كصناعة القشابية (ص) والعرّاقية (ص) والعفان (ًص) وصناعة مستلزمات
الخيام كالأفلجة والطرايق والحنبل (الحبل الغليظ)، كما توجد مستلزمات أخرى للسوفي في البدو والحضر مصنوعة
من الشعر والوبر والصوف كالعزارة والقطيعة، والمحزمة، والمخلاة، والعبانة وغيرها.
وتكون المادة الأساسية في الصناعات الجلدية جلود الحيوانات خاصة الجمال والضأن والماعز، وتُعالج هذه الجلود
بدباغتها، وتُصنع منها السيور، والأكياس المختلفة الأنواع والأشكال مثل القربة، والركوة، والرقعة، والعمورة وغيرها.
كما كانت هناك بعض المصنوعات الأخرى من النحاس و الحديد وغيرها التي تغطي كل حاجياتهم تقريبا، بحيث أنهم
كانوا لا يشترون من المناطق الأخرى إلا أشياء قليلة، كالقمح مقايضة بالتمر أو ألبسة وأواني يقتنيها خاصة الناس.
(الجبس كمادة بناء)
تطورت الصناعة بوادي سوف وأصبح هناك مصانع عديدة لمختلف المواد الإستهلاكية واشتهرت بعض المنتوجات حتى
وصلت إلى العالمية، ومن أشهر الصناعات:
صناعة العطور ومواد التجميل.
صناعة مواد التنظيف.
صناعة الألمنيوم.
الصناعات البلاستيكية.
الصناعات النسيجية العصرية.
صناعة الملابس الجاهزة.
صناعة البلاط والآجر والخزف.
الصناعة الاسفنجية.
صناعة المواد الغذائية (سميد، عجائن ...).
صناعة الملح.
صناعة التجهيزات الخشبية.
الصناعة الحديدية.
صناعة المشروبات الغازية.
كان الفرد السوفي يمارس التجارة في أبسط صورها وأشكالها، والتي كانت ترتبط ارتباطا وثيقا بحياته الاقتصادية
والاجتماعية، فالفلاح يحمل إلى السوق انتاجه من الغيطان والبساتين من تمور ومزروعات معاشية، ومن بيته يحمل
المنسوجات المنجزة من طرف النساء، وكانت هذه الأشياء تلقى رواجا كبيرا في الأسواق المحلية والخارجية، وكان
سوق الوادي له شهرته، وعُرف في القرن التاسع عشر كأكبر سوق يؤمه التجار من مختلف الواحات والبلدان.
يمثل سوق الوادي المركز الاقتصادي الأساسي، ويقع في قلب مدينة الوادي، ومركزها مسجد سيدي المسعود الشابي
العتيق "جامع السوق" الذي شُيّدت على أطرافه الدكاكين، وخُصصت فيه مساحات لبيع السلع مثل:
رحبة القمح: وخصصت لبيع الحبوب.
بلاصت اللحم: لبيع اللحوم.
سوق الجمال: لبيع الحيوانات من الجمال والبغال والحمير .
سوق الغنم: لبيع الغنم والماعز.
سوق الجلّة: (فضلات الجمال) والحطب.
سوق الحشّان.
سوق التمر .
سوق الخضر.
سوق الكسوة.
سوق السعف والأواني الخزفية المستوردة والخردوات
أما الحوانيت فهي مخصصة لبيع القماش والتوابل والصناعات التقليدية، كما كان سوق الوادي ملتقى ثقافيا و إعلاميا
يتعرف فيه الناس عن أخبار بعضهم بعضا ويلتقي فيه العلماء للاستفتاء و غيره.
تعتبر وادي سوف منطقة عبور للقوافل التجارية حيث كانت القوافل التجارية تنطلق من هناك تجوب كل الإتجاهات،
إلى تقرت وبسكرة وخنشلة وتبسة كما كانت تتصل بالدول المجاورة تجاريا عبر طريق سوف نحو بلاد الجريد ونفطة
وغدامس وغات بليبيا والسودان، وقد استخدمت القوافل العلامات التي وضعتها السلطات الفرنسية للاسرشاد بالطريق
كالقماير والأبراج والآبار.
يُعتبر سوق وادي سوف من أكبر الأسواق الوطنية حيث يأتيها الناس من كل مكان، وذلك نتيجة للأسعار المناسبة
التي فرضها توفر السلع بكثرة وما يلاحظ عن سوق وادي سوف إضافة إلى كبرها وتنوعها وكثرة الازدحام بها
لاستقطابها عددا هائلا من المشترين والبائعين من داخل الولاية وخارجها:
تعدّد الأسواق واستعمال الوسائل الحديثة.
ازدهار النشاط التجاري مع الجارتين تونس وليبيا وكذلك دُبَيْ حتى سُمّيت أسواق باسمهم.
ترويج البضائع بأسلوب شعبي بسيط مبني على الدعاية باختيار أسماء ملفتة للإنتباه ذات طابع سياسي أو إعلامي
أو ثقافي ...
أسواق شعبية أسبوعية داخل القرى..
إلا أنه مؤخرا يلاحظ تراجع في التجارة بالوادي وضعف سوقها، وذلك يرجع إلى غياب التحفيزات، والتشدد
في تطبيق بعض القرارات الإدارية من المصالح المختصة، مع فتح أسواق أخرى خارجية كسوق العلمة وتاجنانت وعين
امليلة وغيرهم.
تحتوي الوادي على بعض المناطق الرطبة والتي من أبرزها:
شط مروانة ببلدية المغير ويتربع على مساحة 8534 كلم2.
شط وادي خروف ببلدية سطيل.
شط ملغيغ بين الوادي وبسكرة.
شط التاجر.
شط عياطة ببلدية سيدي عمران.
مع الإشارة إلى أن هناك الكثير من الأحواض والشطوط التي لم يتم إحصاؤها بعد.
أما الأحواض والشطوط المعروفة فتتميز بتدهور الوسط البيولوجي لها من نباتات وحيوانات نتيجة لتلوثها
بمياه التشحيم ومياه الصرف القذرة وعمليات الصيد المحضورة.
توجد ثلاثة طبقات للمياه:
الأولى توجد على عمق حوالي 20م، وتحمل كميات كبيرة من الفليور تصل إلى 3 ملغ في اللتر الواحد.
الثانية وهي الوسطى وتوجد على عمق حوالي 350م، وتصل نسبة الفليور بها إلى 2,3 ملغ في اللتر الواحد.
الثالثة وهي السفلى وتوجد على عمق ما بين 1500م إلى 1700م، وتنخفض في هذه الطبقة نسبة الفليور.
أضرار المياه
إن الذين يتجاوزون الأربعين من العمر يشتكون من وجع في العمود الفقري في جزئه الأسفل بسبب الفليور.
تسبب المياه نسبة 96% من مرض الأسنان وخاصة الاصفرار المعروف بـ " خط العرجون ".
الفليور يزاحم الكلسيوم في العظام مما يجعلها جافة وقابلة للانكسار.
ظاهرة صعود المياه في مدينة الوادي ظاهرة خطيرة مست حوالي 4000 غوط نخيل. وتظهر في
وادي سوف ووادي ريغ بشكلين مختلفين.
ففي وادي سوف حدث صعود المياه بسبب الاستغلال المفرط لمياه الطبقات المتوسطة والعميقة،
وهذه المياه كلها تصب في المنطقة السطحية، إذ لا يوجد شبكة قنوات تصريف المياه المستعملة،
مع عدم وجود مصبات طبيعية كالوديان والشطوط، مما يؤدي إلى تشبعها وانفجارها خاصة في
المنخفضات (كالغيطان) حيث أصبحت بركا مائية.
أما في وادي ريغ فالسبب هو مياه السقي السطحية التي ضغطت على سطح التربة بسبب
انسداد مساماتها، فشكّلت مستنقعات وبرك.
وكانت نتيجة هذه الظاهرة:
- إفساد ثروة معتبرة من النخيل الموجودة داخل الغيطان.
- تشكل محيط يسهل فيه نمو وانتشار الحشرات.
- تدهور البنايات في المناطق المنخفضة.
- انتشار الروائح الكريهة.
- تلوث الطبقة السطحية.
- تشكل خطر على صحة الأطفال وتهدد حياتهم.
ولاية الوادي بواديها وادي سوف ووادي ريغ لكل منهما تربة تختلف عن الأخرى تماما.
فوادي سوف تربتها رملية وحصياتها كبيرة ومساماتها واسعة مما يجعلها نفوذة جدا للماء،
ويوجد بعض المسطحات الكلسية والحجرية في بعض المناطق.
أما تربة وادي ريغ فهي تربة طينية حصياتها صغيرة، ومساماتها ضيقة، فهي غير نفوذة للماء.
وتربة ولاية الوادي عموما من أهم التّرب اقتصاديا
فمنها المساحات الزراعية الواسعة.
ومنها المساحات الغابورعوية.
مساحات طينية صالحة لصناعة الآجر.
مساحات كلسية صالحة لصناعة الجبس.
ويوجد على ضفاف الوديان التربة الصالحة للبناء.
ويوجد بالوادي الشطوط الملحية الكثيرة.
تعيش بسوف حيوانات برية كثيرة عدد صاحب الصروف منها أكثر من 50 نوعا منها:
الغزال(وقد أصبح نادرا حاليا)، الفنك، القنفذ، الذئب، الجربوع، الخنزير(الحلوف)،
وكثير من العصافير ، ويزيد عددها على 60 نوعا مشهورا وأهمها "الزاوش"، وبوبشير،
والخرطيفة، وطوير الليل... وبعض الحشرات السامة كالأفاعي والعقارب، والزواحف مثل
سمك الرمل" الشرشمان"، الزرزومية، والورن.
يعود تاريخ بداية الارصاد الجوية بالوادي إلى شهر جانفي 1913م، وبعد الاستقلال
استقرت محطة الرصد الجوي بمطار قمار ، وموقعها هو 33° و30° خطوط عرض شمالي و6° و7°
خطوط طول شرقا وارتفاعه 63.52 متر على مستوى سطح البحر.
معدل درجة الحرارة:
الصيف 31.6° ، الخريف 22° ، الشتاء 12° ، الربيع 20.30°.
معدل تساقط الأمطار:
الصيف 1 مم ، الخريف 7.5 مم ، الشتاء 9.5 مم ، الربيع 7.5 مم.
أقصى درجة حرارة:
47.9° في جويلية 1977.
أدنى درجة حرارة:
2.1° في ديسمبر 1980.
رغم الظروف القاسية التي عانى منها الفرد السوفي خلال الفترة الاستعمارية إلاّ أنه أقبل على العلم من مصدرين
مختلفين:
وتسمى المدارس الأهلية الفرنسية، وكانت تحت إِشراف إدارة الاحتلال، وقد اعتمد على نشر اللغة والثقافة الفرنسية ،
وعملت على فتح أول مدرسة بمدينة الواد وسميت " مدرسة الأهالي بالوادي " واستقبلت أول فوج من التلاميذ
في الموسم الدراسي 1886 / 1887. وتم تعيين أول معلم فرنسي بها وهو " Gry Thire Sylla "
وأول معلم جزائري هو " عبد القادر بن طالب السعيد " من تقرت، وقد كان حاصلا على الشهادة الابتدائية ولكنه
عُزل عن طريق الاقصاء الاجباري قبل اتمام السنة الدراسية في 1900 لأسباب لم تفصح عنها السجلات المدرسية.
وكانت المدرسة الثانية التي فتحها الاستعمار ببلدة كوينين بعد ثمانية أعوام من مدرسة الوادي في سنة 1893م.
لقد كان الغرض من مدرسة الأهالي هو التكفل بأبناء الموظفين في الإدارة الفرنسية للملحقة أولا،
وإيجاد طبقة من أهالي وادي سوف تدين بالولاء لفرنسا ثانيا، وتتقن اللغة الفرنسية، وإذا تم إعداد هذا الجيل
المتشبع بالقيم الفرنسية فإنه يكون السند القوي للاستعمار. ولكن الأهالي كانوا يتهربون من هذه المدارس
ويرسلون أبناءهم إلى الغواطين والرعي لأنها تمثل لديهم شبهات يجب اتقاؤها، ويرجع ذلك إلى أسباب أمنية
وعقائدية، وكان الاقبال عليها من طرفهم قليلا إلا أن السلطات الفرنسية كانت تفرض عليهم ذلك، وفي حالة
الرفض تقدم غرامة مالية مقابل إعفائها. وكان غالبية التلاميذ لا يتجاوزون العام الواحد، وخاصة أبناء الفلاحين
والتجار وملاك الأراضي وهم يمثلون جل التلاميذ. ويوجد كذلك العنصر اليهودي وقد بلغ عددهم 24 تلميذا
وهم يبقون مدة أطول من السوافة، والعنصر الثالث هم أبناء الموظفين في المكتب العربي كالقياد والمترجمين
والدوائر والخواجات، والشواش المنتمين للجيش الفرنسي كالضباط والجنود، كما انضم إليها أبناء الذين يمتهنون
مهنا حرة كالخياطين والاسكافيين والجزارين وحتى أبناء بعض معلمي القرآن، أما عدد أبناء المعمّرين الفرنسيين
فكان قليلا لأنهم يتجهون إلى المدارس المنظمة والمتواجدة خارج اقليم سوف حيث يتم التكفل بهم بصفة جيدة،
ويكون تكوينهم قائما على قواعد ثابتة ومراحل دراسية متوازنة.
فتحت السلطات الفرنسية سنة 1960 مركزا لتكوين الكبار وكان يسمى
FPA" Formation Professionnelle des Adultes "
وكانت تعلم فيه أساسيات الكهرباء واللحام، كما فتح الآباء البيض سنة 1963 مركز للكبار
" Préformation Professionnelle pour les Adultes "
كان هدفه الأساسي المحافظة على قيم المجتمع السوفي وعقيدته وبث الروح الوطنية، وكان الاقبال عليه كبيرا،
وقد أرسلت بعثات إلى جامع الزيتونة، واتجهت وفود طلابية للجامعات العربية، وقد ساهمت في تكوين الطلبة
وتخريج الأئمة الذين انتقلوا إلى كل مناطق الوطن شمالا وجنوبا. وقد تمثل هذا التعليم في عدة مدارس هي:
* المدارس القرآنية بالمساجد في كل القرى والمدن السوفية.
* مدارس الزوايا : العزوزية والقادرية والتيجانية.
* المدارس الخاصة في بيوت العلماء: فقد كان بعض العلماء يفتحون بيوتهم للطلبة لتدريسهم
مبادئ العلوم الدينية واللغوية التي كانت تفتقد إليها المدراس القرآنية في المساجد، كمدرسة الشيخ:
ابراهيم العوامر، الشيخ المداني موساوي، الشيخ الهاشمي حسني، الشيخ الأزهاري حرزولي وغيرهم...
* مدارس جمعية العلماء وخاصة في الوادي وقمار والزقم.
أول متوسطة فتحت بمدينة الوادي هي متوسطة بن باديس (سميت بهذا الاسم بعد الاستقلال)
والتي فتحت أبوابها سنة 1955 ثم متوسطة الأمير عبد القادر سنة 1971، وكانت المؤسسات
في ذلك الوقت تُسمّى College d'Enseignement General " CEG "
وبعد ذلك أصبحت تسمى " CEM " College d'Enseignement Moyen
وقد كان عدد المتوسطات سنة 1983بالوادي:
في سنة 1980 وُجدت 4 ثانويات بالوادي.
الثانوية المختلطة بالوادي " ثانوية عبد العزيز الشريف حاليا " فتحت سنة 1974 (أُنشئت سنة 1971)
ثانوية بوشوشة المختلطة وكانت قبل ذلك معهدا إسلاميا.
ثانوية سعيد عبد الحي سنة 1980.
ثانوية قمار.
ملاحظة: تعرّب التعليم الرياضي والعلمي في السنة السادسة في 1982م، وفي السنة الخامسة في 1983م،
وفي السنة الرابعة في 1984م، وفي السنة الثالثة في 1985.
ملاحظة: إحصائيات مديرية التربية للسنة الدراسية 98/99.
ٍ
ٍتم إنشاء الملحق الجامعي بموجب قرار وزاري مشترك مؤرخ في 03/06/95 وقرار تنظيمي رقم 164 في 14/01/97
حيث انطلق الموسم الجامعي خلال 95/96 كأول سنة جامعية على مستوى ولاية الوادي وذلك لتحضير شهادة الليسانس
في العلوم التجارية مدة 04 سنوات مقسمة إلى قسمين : سنتين جذع مشترك وسنتين تخصص في فرع إدارة الأعمال
كأول اختصاص، وتخرجت من الملحق أول دفعة (دفعة التحدي) سنة 99 للموسم 98/99 وتم زيادة تخصص تجارة دولية
خلال الموسم الجامعي 98/99 ليصبح بالملحق تخصصان : - تخصص إدارة أعمال - تخصص تجارة دولية.
انطلقت الدراسة به خلال الموسم الجامعي 98/99 وكان عدد الطلبة على مستوى الملحق 71 طالبا و هذا الجدول
يوضح زيادة عدد الطلبة:
انطلقت الدراسة به خلال الموسم الجامعي 1999/2000 ، وكان عدد الطلبة 56 طالبا، والجدول التالي يوضح
زيادة عدد الطلبة على مستوى الملحق:
انطلقت الدراسة به خلال الموسم الجامعي 2000/2001 بـ 12 طالبا
وعلى اثر المرسوم رقم : 01/277 المؤرخ في : 18/09/2001 تحول الملحق الجامعي إلى مركز
جامعي يضم ثلاثة معاهد:
العلوم القانونية والإدارية.
العلوم التجارية.
الآداب واللغات.
وفي المنشور رقم 01 المؤرخ في 24/04/2002 تم إضافة التخصصات التالية:
علوم التسيير.
العلوم الاقتصادية.
المحاسبة والضرائب.
جذع مشترك تكنولوجيا وإعلام آلي.
الإعلام الآلي للتسيير.
ويتوزع عدد الطلبة بالمركز كما في الجدول التالي:
من ضمن الهياكل البيداغوجية التي يحتوي عليها المركز:
02 مدرجان، بطاقة استيعاب 160 طالبا.
03 مدرجات، بطاقة استيعاب 120 طالبا.
17 حجرة تدريس، بطاقة استيعاب 40 طالبا.
02 مخابر، بطاقة استيعاب 30 طالبا.
01 قاعة إعلام آلي، بطاقة استيعاب 50 طالبا.
01 قاعة مطالعة، بطاقة استيعاب 150 طالبا.
01 قاعة مكتبة تحتوي على 4648 كتابا.
01 قاعة انترنت تحتوي على 15 جهاز كمبيوتر.
الهياكل المبرمجة في طريق الإنجاز: 2000 مقعد بيداغوجي.
طاقة استيعاب لإقامة الذكور 200 سرير.
طاقة استيعاب لإقامة الإناث 200 سرير.
الهياكل المبرمجة في طريق الإنجاز: إقامة جامعية تتسع اـ : 1000 سرير.
للاستفادة من خدمات النقل الجامعي يدفع الطالب مبلغا رمزيا يقدر بـ 150 دج سنويا، وتسلم له بطاقة نقل.
بإمكان الطالب الاستفادة من خدمات المطعم إذا كان مسجلا بصفة منتظمة وحاملا لبطاقة طالب.
يوجد بالمركز الجامعي عيادة طبية، مهمتها تقديم العلاج الضروري والفحوصات اللازمة والمساهمة في الوقاية من
الأمراض والأوبئة، وتقوم بـ:
مواجهة الحالات الإستعجالية.
تقديم العلاج الأولي.
ضمان متابعة العلاج.
يتواجد على مستوى ولاية الوادي تسعة مراكز وستة ملحقات ومعهد متخصص في التكوين المهني، وهي كالتالي:
وأثناء التكوين يتلقى الطالب تكوينا نظريا وتطبيقا يتوج بالحصول على دبلوم دولة:
شهادة التكوين المهني المتخصص (ش ت م م) مستوى 01.
شهادة الكفاءة المهنية (ش ك م) مستوى 02.
شهادة التحكم المهني (ش ت م) مستوى 03.
شهادة الأهلية المهنية (التقني) مستوى 04.
شهادة تقني سامي(تقني سامي) مستوى 05.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
معلومات قيمة مشكور
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
مممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممششششش شششششششششششششششششششككككككككككككككككككككككككووووووو وووووووووووورررررررررررررررررررييييييييييييييييييي يييييينننننننننننننننننننن
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
شكرا جزيلا .كيما يقول محمد محبوب انا سوفي وجدودي سوافة
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
بارك الله فيك على المعلومات القيمة