عنوان الموضوع : أمير البيان و الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يعتبر شكيب أرسلان الملقب بأمير البيان العربي من أكثر الدعاة إلى الوحدة الاسلامية و العربية حماسًا، ومن أشدهم إيمانًا بأهميتها وضرورتها لمواجهة الهجمة الاستعمارية الشرسة على العالم العربي والإسلامي، وللخروج بالأمة العربية من حالة التفكك والتشرذم والضياع التي أرادها لها المستعمر الدخيل؛ حتى يسهل له السيطرة على أهلها والاستيلاء على خيراتها ومقدراتها.
وقد تعرف خلال رحلاته و تنقلاته و مراسلاته بمعظم رجال الفكر و أعلامه في العالم الاسلامي و العربي ، و من بينهم زعماء الإصلاح و علماء المغرب العربي، ومنهم رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، و مصالي الحاج ، وسأنقل لكم هنا بعضا من مواقفه عن الجزائر و الجزائريين ، وكذلك مواقف العلماء الجزائريين و زعمائها معه ، و بعض كتاباتهم عنه:
** كتب إلى الباب العالي ( السلطان العثماني ) كتابا يقترح فيه تعيين الأمير علي بن الأمير عبد القادر نائبا عن دمشق في المجلس العثماني ( البرلمان ) ، مع الثناء عليه و على علمه و أخلاقه و حسن سيرته ، فصدر الأمر بتعيينه مندوبا في سنة 1914 م.
ذكر في مذكراته هذه الحادثة:
** " ... أثناء الحرب العالمية الثانية توجه الأمير علي إلى ألمانيا وقابل أمبراطورها ، وحرر مناشير موجهة إلى المغاربة عموما و الجزائريين بصفة خاصة في الجيوش الفرنسية و قد ألقت الطائرات الألمانية هذه المناشير في جبهات القتال ، فكان لها الصدى الكبير حتى أن القادة الفرنسيين و خوفا من الجنود المغاربة و الجزائريين قامت بنقلهم الى الصفوف الخلفية بعد أن كانت تدفعهم إلى الصفوف الأمامية " وقودا للنار " كما يقول أرسلان وكانت المناشير تحث الجنود الجزائريين على الفرار من الجيش الفرنسي و الالتحاق بالجيوش العثمانية أو الألمانية المتحالفة معها".
** تدخل لدى السلطات العثمانية في سبيل تخليص الضابط سليم بن محمد بن سعيد الحسني الجزائري (ت. 1334هـ - 1916 م) حفيد الأمير عبد القادر من حكم الإعدام الذي أصدره ضده جمال باشا، ولكنه لم يفلح.
** ألف كتابه " حاضر العالم الإسلامي " و خصص الصفحات من ( 166 إلى ص 187 ) للجزائر فتحدث عن الاحتلال الفرنسي لها ، وفضح أساليبه الوحشية وكشف زيف إدعاءاته بأنهم جاؤوا لتمدين و نقل الحضارة إلى الشعب الجزائر ، كما نقل صفحات ناصعة من جهاد الشعب الجزائري ومقاومته الباسلة له و أسهب في ذكر المقاومات الشعبية لكل من المقراني بوعمامة و الأمير عبد القادر و غيرهم.
** أصدر في مارس 1930 م جريدة" الأمة العربية" la nation arabe باللغة الفرنسية في مدينة جنيف ( سويسرا) ولم يخلو أي عدد منها عن ذكر الجزائر و الدفاع عن قضيتها و فضح المستدمرين الفرنسيين و لذلك فقد تجند لنشرها و توزيعها نخبة من المثقفين الجزائريين منهم اهمحمد توفيق المدني و محمد السعيد الزاهري و الطيب العقبي فكانوا يجمعون لها الاشتراكات و التبرعات و الإعلانات .
** ذكر أرسلان في مراسلة له إلى الحاج عبد السلام بنونة بان هؤلاء الثلاثة توفيق المدني قد جمع للمجلة اشتراكات بثلاثة الآف فرنك سويسري الطيب العقبي قد جمع مئتي فرنك سويسري لمشتركين جدد من مدينة بسكرة لوحدها، و كذا الزاهري بقريب من هذا المبلغ
كما كتب أن " الجريدة رائجة في المغرب الأوسط " .
** في معرض حديثه عن نهضة الجزائر العلمية و الأدبية كتب أرسلان : " ... فالميلي وابن باديس والعقبي والزاهري حملة عرش الأدب الجزائري الأربعة ".
يتبع إن شاء الله
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يُعدّ الشيخ الطيب العقبي من روّاد الحركة الإصلاحية في الجزائر،بل هو عمودها الأساسي في عاصمة الجزائر من خلال خطبه في نادي الترقي أو كتاباته في صحف جمعية العلماء المسلمين و قد أشتهر بمواقفه الصلبة و شدته على أذناب الاستعمار الذين حاربهم دون هوادة.
** من المحتمل – و الله أعلم - أن يكون لقاء الشيخ الطيب العقبي بأمير البيان خلال إقامته بتركيا لمدة أكثر من سنتين بعد نفيه من المدينة النبوية ، يقول الطيب العقبي :
" ... تناولت الكتابة في الصحف الشرقية قبل الحرب العمومية أمدا غير طويل فعدني بعض رجال تركيا الفتاة من جملة السياسيين، وأخرجوني في جملة أنصار النهضة العربية مبعدا من المدينة المنورة على إثر قيام " الشريف حسين بن علي" في وجوههم بعد الحرب إلى المنفى في أرضهم " الروم ايلي" أولا فالأناضول ثانيا، وهناك بقيت أكثر من سنتين مبعدا في جملة الرفاق عن أرض الحجاز وكل بلاد العرب" -----------
** كتب الأمير شكيب أرسلان في مراسلة للشيخ الطيب العقبي يخبره فيها بأنه قد رزق بمولود له سماه "غالبا" رجاء أن يكون له الغلب في تلك الحرب، وقال له: " فأنا ـ والحمد لله ـ "أبو غالب" من الآن"
فضمن الشيخ الطيب العقبي هذا المعنى في قوله:
"أبا غالب" لا زلت في الناس غالبا ** ونجم العدى للشؤم والنحس غاربا
ولا زلت ترقى في المعالي بهمة ** بها تمتطي من صهوة المجد غاربا
---------------
** في سنة 1935 م أرسل شكيب أرسلان إلى الشيخ الطيب العقبي رسما صغيرا ـ لعله صورة ـ قائلا: " هذا رسم صغير أرسله لك تذكار حب وود ".
فكتب له الشيخ الطيب هذين البيتين على ذلك الرسم قائلا:
رسم صغير الحجم لكنه ** شكل "أبي غالب" الأكبر
ذكرني لما بدا قولـه : ** " ليس على الله بمستنكر"
و شطر البيت الأخير مأخوذ من قول أبو نواس:
وليس على اللّه بمستنكر ** أنْ يَجْمَعَ العالَمَ في واحد
-------------
** بعد حادثة الاغتيال التي كان ضحيتها مفتي الجزائر العاصمة ،الشيخ محمود كحول بن دالي و كان تنفيذ هذه الجريمة في اليوم الذي عقد فيه المؤتمر الإسلامي تجمعا كبيرا بملعب 20 أوت في العناصر حاليا.
و اتهام الشيخ العقبي بها أو بالتحريض عليها، رغم اعتراف الجاني بأن الشيخ ليس له أي دخل من قريب و لا من بعيد بهذه القضية ، لكن السلطات الاستدمارية و بتحريض من اليهود الصهاينة ادخلوا الشيخ السجن .
** لما وصل الخبر إلى الأمير شكيب ، شن حملة من خلال الصحف و المجلات و النوادي الدولية مطالبا بإطلاق سراحه، و تبرئة ساحته ، و متهما الدوائر الصهيونية بأنها هي السبب وراء اتهام الشيخ الطيب العقبي بالتحريض على اغتيال محمود كحول ، و هدفها من وراء ذلك هو اسكات صوت الشيخ العقبي و توقفه عن مهاجمة السياسة الصهيونية في فلسطين.
ومما كتبه الأمير : " ...بدأت اهتمامات الطيب العقبي بالقضية الفلسطينية مبكرا من خلال ما كانت تنشره جريدته الأولى الإصلاح سنة 1929، ومن خلال كتاباته في جرائد الجمعية ـ بعد ذلك ـ مستنكرا وعد بلفور سنة 1917 م وقرارات سان ريمو سنة 1920م القاضي بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، منبها في مناسبات عديدة أن الوجود البريطاني في فلسطين يهدف أساسا إلى خدمة الحركة الصهيونية، التي وصفها بنفاية العالم، وكتب مقالا هاما في جريدة البصائر بعنوان" لبيك، لبيك يا فلسطين فما أنت لأهلك فقط ولكنك للعرب كلهم وللمسلمين أجمعين".-------------
** في إحدى رسائله الى الشيخ الطيب العقبي كتب الأمير شكيب أرسلان يشكو من إرجاع بريده المرسل إلى الجزائر أو مصادرته في كثير من المرات من قبل مصالح البريد الفرنسية.
-------------
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- مما ذكره أمير البيان شكيب أرسلان عن جهاد الشعب الجزائري عموما و عن جهاد التجانيين ( أتباع الزاوية التيجانية ) و دورهم في في إفريقيا لرفع راية الإسلام وإدخال عشرات الملايين في ديننا الحنيف فهذا أمر متفق عليه من
المؤرّخين، فنقل بالحرف الواحد في كتابه (حاضر العالم الإسلامي) : " ... وزاد قلق الكنيسة والاستعمار من التجانيين وكيف أن ضابطاً كبيراً في الجيش الفرنسي ـ بوحي من حقده الصّليبي الأعمى ـ كتب إلى حكومته تقريراً يشير فيه بأنّه: " لولا وقف الزّحف التجاني لكانت إفريقيا تكون كلّها إسلامية ".
- كتب ارسلان تقريضا لكتاب توفيق المدني " تاريخ الجزائر " قال فيه : " أنه جمع كل ما تلزم معرفته من شؤون الجزائر بحيث لا يصح أن يخلو منه أحد ممن يريدون حق الاطلاع على أحوال المغرب الأوسط " و نقل منه في عدة مناسبات .
- كانت الشهاب تكتب و تعرف بالمجلة ففي إحدى أعدادها [ ماي 1930 م ، مما يدل على أن الاهتمام بمجلة الأمة العربية بدأ مبكرا عند قادة الإصلاح إذ ظهر عددها الاول في مارس 1930 م ، كما تدل أيضا على قدم العلاقة بين عبد الحميد بن باديس و ارسلان] نشرت صفحتين على شكل إعلانا تعرف فيه بالجريدة و بخطها الافتتاحي و بأهدافها و بمحرريها و معلومات كثيرة عنها ، و ذكرت أن محرر الجريدة من اكبر زعماء العالم الإسلامي و المدافعين عن القيم العربية و الإسلامية ، وان الهدف من الكتابة باللغة الفرنسية هي أن يطلع الغربيون و المغتربون ( أي المسلمين الذين تأثروا بالحضارة الغربية و تعلموا بلغات الأوروبيين ) ليتعرفوا على ماضي و أمجاد الأمة العربية الإسلامية و حضارتها.
ولم يكتفي بالإعلان و التعريف بالمجلة بل انه دعا " كل من يمت للإسلام و العروبة بعرق أن يشترك فيها بنفسه و أن يهديها إلى غيره من المتغربين من أبناء جنسه " ، وأضاف إلى هذا الشيخ عبد الحميد بن باديس فأعلن عن إهدائه لإشتراكا سنويا في الجريدة لشخصيتين من المتغربين هما : الزبير بن باديس المحامي بقسنطينة ، و الهادي مصطفاي المحامي بسطيف ، وانتهى الإعلان بذكر العنوان بالفرنسية في جنيف و كأنه دعوة إلى مراسلة الجريدة و الاتصال بها.
- حفل عدد سبتمبر 1930 من الشهاب بأثرين لارسلان:
أولهما رسالة منه إلى المجلة حول الجزء الأول من كتاب " تاريخ الجزائر" تأليف الشيخ مبارك الميلي، وحول اتصاله بأعداد الشهاب نفسها ، وقد أثنى ارسلان عن الكتاب و المجلة وتحدث عن نهضة الجزائر الأدبية و ربط بين هذه النهضة و الإسلام و الأخلاق قائلا: " لا رقي بدون أخلاق و لا أخلاق بدون مدنية روحية تكون فيها الروح محركا و المادة آلة..."
و يختتمها بالدعاء للشيخ عبد الحميد بن باديس قائلا: " الله يأخذ يبدكم و يفتح عليكم ، ويجعلكم علما منيرا ، و يهدي بكم كثيرا ..."
وكان عنوان هذه المراسلة في الشهاب " درة غالية "
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته يا عمي صالح و بارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا
بامثالك من المشرفين ارتقى هذا المنتدى و شرف الجزائر و الجزائريين
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
نعم الرجل و المصلح هو . رحمة الله عليه