عنوان الموضوع : أسود مغرب الإسلام الإخوة باربروسا من تاريخ الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب

اسود مغرب الاسلام (2) : خير الدين بربروس

--------------------------------------------------------------------------------

الأخـوة بـاربـروســــا




سلوا عنهم :


تونس والجزائر ..........
بجاية ، تلمسان ، جيجل ،تنس ، معقل الصخرة ،وغيرهم كثير ...............
مسلمي الشمال الإفريقي ، مسلمي الأندلس ، وسكان أوروبا قاطبة .........
فرنسا ، إيطاليا ، اسبانيا ،البرتغال وسائر مدن وجزر البحر المتوسط ............



شارلكان ملك إسبانيا ، و أندريا دوريا البطل القومي للبحرية الأوروبية ......







بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)وبعد :




أهدي هذه الكلمات إلى :



كل مسلم غيور على دينه وعلى تاريخ أمة الإسلام والمسلمين


كل أجدادنا العظماء من قادة وعلماء وفاتحين وربانيين


الدولة العثمانية


المجاهدين العظماء الأتقياء الأنقياء الذين باعوا الثمين بلا ثمن


الأخوة باربروسا ( رحمهم الله )




وأخيرا إلى :



كل مزيفي التاريخ من ( مستشرقين ، ومستخربين ، وكل رويبضة ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا )









* توطئـــــــــة *



.... ظن الكثير من الناس وكنت واحد منهم أن اضطهاد الأسبان والبرتغاليين لمسلمي الأندلس قد ظل مقصورا على الأندلس فقط ، هذا ما وقر في ذهني ، ولكن الأمر كان غير ذلك فلم يقتصر اضطهاد كل من أسبانيا والبرتغال على مسلمي الأندلس فقط وإنما امتد ليشمل دول الشمال الإفريقي المسلمة ( المغرب – الجزائر – تونس ) ، واستطاع الأسبان أن يكونوا قواعد متقدمة لهم في بلاد الشمال الإفريقي ، وأن يكون لهم حلفاء فيها.....


وقد قام الصليبيون بممارسة شتى أنواع القمع والاستعباد والاضطهاد للمسلمين هناك ، وظل الأمر كذلك حتى قيض الله لإخواننا في الله من ينصرهم على عدو الإسلام ويطهر ديارهم منه ويرده على عقبيه خاسرا ، وكان من أول من جعل الله على يديه النصرة والسؤدد لإخواننا :





" عروج " وخير الدين بارباروس"


سيفان من سيوف الإسلام


مثلان مضيئان للبحرية الإسلامية


منجدي مسلمي الأندلس والشمال الإفريقي





" باربوس " أي" ذوي اللحى الحمراء " وما أدراك من هم ؟!


في وقت تألب فيه الصليبيون ضد المسلمين في الأندلس ، وأخرجوهم من ديارهم ، وشددوا عليهم الخناق ، وعملوا فيهم تقتيلا وتشريدا وسبيا ونهبا حتى ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت ، يظهر الأبطال المنقذون كما يبزغ الشهاب في السماء المظلمة ، فمدوا أيدي العون لمن امتنع عنهم كل عون وقدموا المساعدة عندما عزت المساعدة على أحوج الناس إليها .



عروج بن يعقوب بن يوسف التركي ، وخسرف ( خير الدين ) بن يعقوب ، ومحمد بن يعقوب بن يوسف ، أو الأخوة باربروسا "، أي ذوي اللحى الشقراء – كما سماهم الإفرنج - من جزيرة (مدلي ) من بحر الأرخبيل ، ووالدهم يعقوب بن يوسف ، كان تركيا تزوج من سيدة أندلسية .



- أسر الأعداء " عروج بارباروس " في بحار الشرق ، فعمل في المجاديف والقيد في رجله مدة سنتين ، وتمكن من الفرار من الأسر ، وانضم إليه أخوه " خير الدين " وانضم إليهما المجاهدون الأشداء ، وركبا البحر على سفن لهم ، واتخذوا من جزيرة جربة قاعدة لنشاطهم ، وانطلقا من هناك إلى ناحية الأندلس ينصران الإسلام ، وينقذان اللاجئين الأندلسيين إلى العدوة المغربية ، ويمعنان في أساطيل النصارى تدميرا وأسرا .


- هنالك أطلق النصارى لقب " بربروس " على كل من الأخوين " عروج وخسرف " وهنالك أيضا اقترح بعض الأندلسيين على خسرف أن يغير اسمه ، وأطلقوا عليه اسم " خير الدين " .





* ( 918هـ - 1512م ) " عروج وخير الدين " يهاجمان الأسبانيين في " بجاية الجزائر " انتقاما لما ارتكبوه من مذابح ضد المسلمين *




خرج الأخوان من قاعدتهما في مرفأ " حلق الوادي " ومعهما قوة من ثلاث سفن صغيرة ، واصطدما بسفينة حربية كبيرة كانت تنقل 300 جندي اسباني من " نابولي " إلى " برشلونة " وكانت السفينة أقوى بحجمها وبنيران مدفعيتها من مجموع السفن الثلاث .



- اندفعت السفن في محاولة لأسر السفينة ، وأحبطت محاولات السفن الإسلامية سبع مرات متتالية ، وفي الهجوم الثامن – وبعد أن أصيب عروج بجرح بليغ – نجح " خير الدين " بالوصول إلى السفينة المعادية ، وقذف بنفسه فوقها ، ولحق به المجاهدون بسرعة ، وأمكن لهم الاستيلاء على السفينة بعد معركة عنيفة ، واسروا كل من فيها ، واقتادوها إلى مرسى " حلق الوادي " تلك كانت بداية البطلين .... فما ظنك بالخاتمة .




- وفي سنة ( 920هـ ) يهاجم الأخوة " بربروس " " بجاية " للمرة الثانية دعما للمجاهدين ونجح " عروج " في الاستيلاء على سفينة من سفن الأسطول الأسباني ، وأغرق أخرى في معركة رهيبة أصيب فيها بكسر في ذراعه ، ولم يجد الأطباء يومئذ لها علاجا إلا البتر .



- ولما سقطت " جيجل " في قبضة المغامر " أندريا دوريا " وأسطوله بعد معركة وحشية وطرد المسلمون منها ، استنجد أهل " جيجل " المشردون بعروج ، وقاد عروج قوته البحرية ومعه إخوته ، واتصل بمجموعات المجاهدين من أهل جيجل ، وبعد معركة عنيفة استطاع عروج اقتحام المدينة وإبادة حاميتها إبادة تامة ، ووفقه الله لطرد الصليبيين من بلدة إسلامية ، وكانت أول بلدة ينقذها على ساحل البلاد .



- ولما ارتفعت الاستغاثات من أهل الأندلس طالبة الإنقاذ ،توجه عروج وخير الدين على رأس قوة بحرية ملبيا أصوات الاستغاثة من المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال الذين نكث الأسبان بوعودهم تجاههم ، وأصبحوا يرغمونهم على اعتناق النصرانية تحت تهديد الإبادة .



- وأنقذ خير الدين ما يمكن إنقاذه ، وانقض على " جزائر البليئار " التي أصبحت تحت سيطرة الأسبان ، واحتل " مينورقة " وأخذ أسرى من أهلها ، ثم رجع إلى قاعدته في مدينة " جيجل " .




* سقوط عروج بارباروس شهيدا وهو يدافع عن تلمسان بيد واحدة لله دره *



في عام ( 924 ، 1518 ) قام عروج بتحرير تلمسان من أيدي حكامها الخونة الموالين للأسبان ، ولكن ذلك لم يدم طويلا حتى قام الخونة بمساعدة الأسبان بهجوم مضاد تقدموا فيه حتى قاموا بحصار تلمسان وظل عروج والحامية التركية يدافعون عنها حتى آخر رجل فيها ، وسقط عروج شهيدا بعد أن تبادل هو وقائد الأسبان ( غارسيا دي لابلازا ) طعنتين قاتلتين مات هو على إثرها مع العلم أنه كان يقاتل بيد واحدة ( رحمه الله ) .



وكان من غل وحقد الأسبان عليه أن قاموا بقطع رأسه وساروا بها إلى إسبانيا ، حيث طيف بها على أكبر مدنهم ، وذهبوا بها بعد ذلك إلى أغلب المدن الأوروبية التي كانت فرائصها ترتعد من مجرد ذكر " بربروس " .





* خير الدين ينتقم لأخيه ، ويدمر الأسطول الأسباني أمام الجزائر في عام ( 925هـ ، 1519م ) *




- عندما توفي عروج في عام ( 925هـ ، 1519م ) ، وأسندت إلى خير الدين القيادة ، استدعى رجاله ليتهيئوا للحرب ضد الأسبان الصليبيين ، وبينما هو يعمل من أجل إخراج هذه الفكرة من حيز القول إلى حيز العمل ، إذ جاءه رسول من ملك إسبانيا ( شارلكان ) يأمره بالتخلي عن الجزائر لأنها كانت تحت تصرف الأسبان ، ويستطيع الأسبانيون أن يخرجوها من أيدي العثمانيين وخير ملك أسبانيا ( خير الدين ) بين أمرين :

أولهما : أن يسلمها دون قتال


وثانيهما : أن يستعد للقتال .



وذكر له بأنه يجب ألا ينسى أن الأسبان لم يخذلوا في معركة ، وأنهم قتلوا أخويه إلياس وعروج ، وإن تمادى فيما هو عليه وركب رأسه فإن عاقبته ستكون كعاقبة أخويه فأجاب خير الدين :



" سترى غدا ، وإن غدا ليس ببعيد ، أن جنودك ستتطاير أشلاؤهم ، وإن مراكبك ستغرق ، وإن قوادك سيرجعون إليك مكللين بعار الهزيمة " .



- فقام ملك أسبانيا بإرسال أسطول مكون من أربعين سفينة تحمل على متنها خمسة آلاف من المقاتلين الأسبانيين والأوروبيون ، وانضمت إليها قوة ضخمة في " بجاية "، وفي 20 أغسطس ( 925هـ - 1519م ) ينتصر المسلمون انتصارا كاملا .



- وتغرق مياه البحر أربعة آلاف من المقاتلين الاسبانيين ، ويقع في قبضة الأسر ثلاثة آلاف مقاتل ، وقد حاول هؤلاء تنظيم صفوفهم والانقضاض على المسلمين ، فتمت إبادتهم إبادة كاملة ، وبذلك دمرت الحملة تدميرا كاملا .



- وفي سنة ( 936هـ - 1530م ) ينتصر خير الدين على الحملة الصليبية الاسبانية ، ويدمر 11 سفينة حربية تدميرا كاملا ، ولم ينج من الأسطول الاسباني إلا سفينة واحدة فقط استطاعت الفرار لتلم الأسبان بالمجزرة الرهيبة التي قضت على الأسطول في جزر " البليئار " .



- وفي سنة ( 937هـ ) يصل الأدميرال " أندريا دوريا " على رأس أسطول يضم عشرين سفينة تحمل ألفا وخمسمائة من المقاتلين الأشداء لتدمير الأسطول الإسلامي ، ودارت معركة " شرشال " ، ولم تغرب شمس يومها إلا وقد انتشرت جثث ألف وأربعمائة من الأسبانيين ، بالإضافة إلى ستمائة أسيرا وقعوا في قبضة المجاهدين .






* أهل الأندلس يستغيثون بخير الدين بربروس ، فينقذ سبعين ألفا منهم ، ولو لم يكن له في التاريخ إلا هذا لكفاه *



- بعد هزيمة " شرشال " تعرض المسلمون في الأندلس لمزيد من القهر والاضطهاد ، وارتفعت أصوات الاستغاثة من أهل الأندلس بخير الدين ، فمضى ومعه 36 سفينة حتى بلغ السواحل الأسبانية التي التجأ إليها المسلمون ، وبم يجرؤ الأسطول الاسباني للتعرض لأسطول خير الدين ، فأخذ هذا على سفنه أكبر عدد من الراغبين في الحفاظ على دينهم ، وكان يترك أكبر عدد من بحارته الجزائريين فوق أرض الأندلس حتى يحمل مقابلهم عددا من النازحين ، حتى إذا ما أوصلهم إلى الجزائر ، عاد إلى اسبانيا ليأتي بغيرهم .


- وكرر غدوه ورواحه بين الساحلين سبع مرات متوالية حتى تمكن من إنقاذ سبعين ألفا من رجال الأندلس ونسائهم وأطفالهم .


لله دره من مجاهد عظيم استجاب لنداء إخوانه ، وكان غصة مؤلمة في حلوق الكافرين !!!




عرف السلطان العثماني " سليمان القانوني " فضل هذا المجاهد الفذ ، فعينه أميرا للبحر سنة ( 939هـ ) مع بقائه على رأس دولة الجزائر .



- جاء في رسالة بعث بها أهالي " غرناطة " إلى السلطان سليمان القانوني سنة ( 1541م ) : " قد كان بجوارنا الوزير المكرم المجاهد في سبيل الله خير الدين وناصر الدين وسيف الإسلام على الكافرين ، علم بأحوالنا وما نجده من عظيم أهوالنا لما كان بالجزائر ... فاستغثنا به فأغاثنا ، وكان سبب خلاص كثير من المسلمين من أيدي الكفرة المتمردين ، نقلهم إلى أرض السلام وتحت إيالة طاعة مولانا السلطان " .



* خاتمـــــــة *


. إخواني في الله إن تاريخ أمتنا مليء بالأمجاد والبطولات في كل وقت وكل زمان ، وفوق كل أراضي العالم كان هناك من أبطال الأمة وقادتها وعلماؤها وربانيوها من يكتبون تاريخنا بمداد من الذهب على صفحات من النور ، يسطرون أروع التضحيات والبطولات ، يسطرونها بدمائهم وأرواحهم وأشلائهم ، إنه لحري بنا أن نطلع على تاريخنا فكله



مجد وفخار


وعزة وكرامة


ومنعة وسؤدد وبطولة


وفداء وشجاعة
وإقدام وشهامة
ومرؤة وكرم
وعطف وبر

وخير كثير لم تتحلى به أمة ممن كانت قبلنا






اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين



اللهم أذل الشرك والمشركين



اللهم عليك بمن حارب الدين



اللهم استعملنا لنصرة لدينك



اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك



آميييييييييييين










المصادر والمراجع :




1-خير الدين بربروسة والجهاد في البحر . ( بسام العسلي ) طــ دار النفائس ( الطبعة الأولى / 1400هـ - 1980م ) .

2- سياسة خير الدين في مواجهة المشروع الأسباني لاحتلال المغرب الأوسط – ( كليل صالح ) رسالة ماجستير طـ جامعة العقيد الحاج خضر / كلية الآدابوالعلوم الإنسانية قسم التاريخ ( العام الجامعي 2016 – 2016 ) .


3- تاريخ الدولة العثمانية . ( د/ محمد على الصلابي )طــ دار الفجر والتراث ( 1425ه – 2016م ) .


4- القانوني القائد . ( بسام العسلي ) طــ دار النفائس ( الطبعة الأولى / 1406هـ - 1986م ) .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا لك.......................

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :