عنوان الموضوع : حصــونـنا مـخـتـرقــة مــــن الــداخـــل( من هو قدور بن غبريط) التاريخ الجزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب
لقد أثيرت في الفترة الأخيرة نقاشات جدلية حادة حول إحدى شخصيات الفريق الحكومي، بل بلغت حتى قبة البرلمان، حينما تعرض نائب من الحزب العتيق إلى محامد الحكومة في تغليب الكفاءة على الأصل مما جعل الوزير الأول ينتفض ويشير بيده إلى رئيس البرلمان ليوقف ممثل الشعب عن كلامه، وفعل ولد خليفة ما طلب منه بل وعقّب أن إسلام....... أفضل من إسلام بعض الجزائريين وفي رواية والعهدة على الصحف أنه قال: أن إسلام............... أفضل من إسلام البعض، وربما يتقصد من التبعيض جلساؤه وهم ممثلي الشعب.
وأيضا تكلم الشخص المعني ودافع عن نفسه، وقال أنه من أسرة بن غبريط ذلك العظيم الذي أسس مسجد باريس ولم يرتض أن يوارى إلا بالقرب منه.
إلى هنا الكلام عادي وقابل للأخذ والرد السطحي العابر، لكن لكتب التاريخ حكمها، وحكمها يحوز قوة الشيء المقضى فيه بلغة أهل القانون، وثمة شخصيات كثيرة لا نعرف عنها شيئا، ولها أدوار خطيرة في تاريخ الجزائر، ومن هؤلاء شخصية مصطفى بن إسماعيل المزاري وهو من عائلة كانت تعمل عند الاتراك فجل كبرائها أغوات، حاول الأمير عبدالقادر معه لينظم للمقاومة والجهاد، لكنه تماطل ودارى واتصل بالجنرال دي ميشل بوهران عارضا عليه العمالة، فرفضها دي ميشال فاتجه هذا الشخص بمن معه إلى منطقة "الحناية" ناحية تلمسان واشتبك مع الأمير عبد القادر ليثبت لفرنسا أنه رجل المرحلة، ثم أرسل مبعوثيه من تلمسان إلى وهران وفاتحوا دي ميشيل من جديد، فأسرهم، وبعد اشتداد المعارك الأميرية وصعوية فهم فرنسا لحرب العصابات، استنجدت بمصطفى بن اسماعيل وانظم لجيشها باكرا (ديسمبر 1935) وصار مع خاصة بيته وأبناء عمومته العين الساهرة واليد الطولى في حرب الأمير، وشهد كل المعارك التي قادتها فرنسا ضد الأمير عبدالقادر، وشاء الله له أن يجازى بما يستحق، حيث كان يقود جيشا في نجدة الفرنسيين نواحي وادي مينا ( غيليزان ـ تيارت)، وتربص به أبطال قبيلة فليتة (خمس أخماس) المجاهدين مع الأمير عبد القادر في معقلهم بمنداس، وقتلوا هذا الخائن وهو في عمر الـ80 عاما يوم23 أو24 ماي 1843 وجزوا رأسه وقطعوا يده اليمنى وحملوهما إلى الأمير. وقد تم نقل جثمانه من هناك وتمت موارته من قبل ابن أخيه الحاج المزاري في مقبرة سيدي البشير بوهران، والذي ولته فرنسا أيضا ليكون في محل خيانة الهالك.
لكن كل هذا لا يهم، ما يهم هو أن الدكتور يحي بوعزيز وقف على مخطوط كتبه أبو اسماعيل أبن عودة بن الحاج محمد المزري وكان ىغا بالغرب الجزائري، لكن الدكتور يحي بوعزيز رحمه الله لما حاول الاقتراب من هذا المخطوط تحركت أياد خفية لمنعه منه، ولم يقو على الحصول عليه (من متحف أحمد زبانة بوهران) سوى بالاستعانة بأحد رجال الجيش الشعبي من الضباط الكبار النافذين، والمصيبة أنه لما تسلم المخطوط وجد عشرة صفحات بترت منه، وهذه الصفحات بها تعريف تام وواف بهذه العائلة، يمكن أن يؤدي إلى كشف الأقاب التي تنتحلها حاليا. وهذا دل الدكتور بوعزيز على ان هذه العائلة نافذة ولها دراية تامة بالمخطوط وبما يمكن أن يفضحه.
ولأني كنت منذ سنوات قد قرأت مقالا للدكتور الهادي الحسني يعرف فيه بالجنرال بن غبريط ويشير فيه أيضا إلى الشبه مع مصطفى بن اسماعيل، ثم رأيت اليوم ردا على الشخص المعني في أول المقال نشرته جريدة الشروق اليومية، فأحببت أن نتعرف معا على الحقيقة من مظانها، حتى نعرف هل حصوننا مؤمنة أم مخترقة.
وإليكموا المقالين.
"الجنرال" ابن غبريط
لا أعلم إن كان ذلك الكائن المسمى قدور بن غبريط حمل رتبة جنرال، بل ولا أعلم إن كان حمل حتى رتبة "كابورال"، ولا أعلم أحدا من أراذلنا أنعمت عليه فرنسا برتبة جنرال إلا ذلك الخائن الأكبر مصطفى ابن اسماعيل، الذي أتبعه شياطين الإنس من الفرنسيين، واتخذوه سخريا...
فحقّ أن يطلق عليه لقب "أبا رغال الثاني" تشبيها له بأبي رغال، الذي كان دليل أبرهة الحبشي في سيره نحو ابيت العتيق. وقد شفى المجاهدون صدورنا، فأذاقوا ذلك الخائن الموت الزّؤام في عام 1843(❊)، ويا ليتنا نعرف الجحر الذي دسّ فيه، لنذهب إليه ونرجمه كما رجمت العرب قبر أبي رغال في المغمّس.
لكن الذي أعلمه هو أن ذلك الكائن المسمى قدور ابن غبريط كان عبدا لفرنسا، استخدمته في أقذر المهمات، فكان عينا لها وأذنا ضد إخوانه في الدين والوطن، فاستحق ما يستحقه كل خوّان أثيم، من لعنة الله - عز وجل- والملائكة، والناس أجمعين.
ولسائل أن يسأل: إذا كانت فرنسا لم تمنح ابن غبريط رتبة جنرال فمن منحها له؟
إن الأمر الذي أعلمه هو أنني قرأت هذه الرتبة مقرونة باسمه في مقال كتبه الشيخ المولود الحافظي (❊❊) في جريدة الشهاب تحت عنوان: "بحث حول جمعية الحرمين (1)"، وجمعية الحرمين هي جمعية أنشأتها فرنسا، وأوكلت إليه إنشاء مسجد في باريس، والإشراف عليه، "اعترافا" منها بفضل الجنود المسلمين عليها في الحرب العالمية الأولى، ولكن ذلك المسجد "صار محلّ لهو وطرب، ثمن الدخول إليه بخمس فرنكات، يتردّد عليه عدد وافد من "الرّوامة"، ولا يزوره المسلمون (2)".
ولد قدور في سيدي بلعباس في 1868 أو 1873، وقد يكون ممن تعلموا في "مدرسة تلمسان (❊❊❊)، وقد وجدت فيه فرنسا "قابلية الاستخدام" فبعثته في سنة 1893 إلى المغرب الأقصى كمترجم في بعثتها في طنجة، وفي 1902 عين عضوا في لجنة تعيين الحدود بين الجزائر والمغرب.. وقد ظهر دوره الخسيس في المغرب عندما بدأت فرنسا تطبيق في احتلال المغرب، فكان ابن غبريط إحدى وسائلها للضغط على السلطان المغربي عبد الحفيظ للتوقيع على "معاهدة الحماية" التي فرضتها فرنسا على المغرب الأقصى في 30 مارس 1912(3).
وفي سنة 1916 عندما قام عميل آخر في المشرق العربي بإعلان ما يسمى "الثورة العربية الكبرى" ضد الدولة العثمانية، حليفة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، بعثت فرنسا وفدا كبيرا من "مسلمي إفريقيا" إلى "الشريف" حسين لتشجيعه على مواصلة جريمته (4)، وكان يرأس هذا الوفد ابن غبريط، الذي صرح قائلا: "إن المسلم الحقيقي لا يتردد في الاشتراك في رأي شريف مكة المكرمة،الذي يصرح جليا بأنه يحارب بجانب بريطانيا وحليفاتها في سبيل الحق، وقد سها الألمان عن الحقيقة عندما ظنوا أن الأتراك والمسلمين يندمجون معا في اعتقاد واحد، وأوضح أن العرب فصيلة مستقلة، وأما الترك فكثير منهم متسلسلون من أشخاص لا يعرف أصلهم (5)".
وكان الثمن البخس الذي قبضه هو تعيينه في السنة الموالية (1917) رئيسا لجمعية أحباس الحرمين الشريفين، التي جمعت أموالا طائلة من شتى أنحاء العالم الإسلامي لبناء "مسجد" باريس، كما زُعم. وقد حدّثنا الشيخ العباس ابن الحسين - رحمه الله - أن الجزائريين فُرضت عليهم في العشرينيات ضريبة سمّوها تهكما وسخرية "غرامة ابن غبريط"، كما "أنعمت" عليه فرنسا في سنة 1925 بلقب "وزير شرفي" كأنها تعوضه عن الشرف الذي باعه بثمن بخس، دراهم معدودة.. ثم عيّن على رأس مسجد باريس حتى هلك في 1954 فما بكت عليه السماء والأرض. وقد اعتبر مالك ابن نبي ذلك المسجد "إقطاعا لـ ابن غبريط (6)".
وبما أن العبد هو صوت سيده؛ فقد كان العبد ابن غبريط أمينا على مصالح فرنسا، بل وأشد حرصا عليها من الفرنسيين أنفسهم، حيث كان يصف دعاة الإسلام الصحيح في باريس بـ "المغرضين"، وصرح بأنه"يتشرف بمنعهم من جامع باريس،.. ويردد عبارات الشكر والثناء للحكومة التي أيّدته ضد دعاة الإسلام (7)"، حتى شبهه الإصلاحيون بـ "فردناند ميشال"، الذي أصدر قرارا في16 فبراير 1933 يمنع بموجبه أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من إلقاء الدروس في المساجد..
لقد أشرب ذلك الكائن، الذي لا ندري من أي شيء خُلق، أشرب "حب فرنسا"، وكان يفتخر بهذا الحب، ويرفع به خسيسته، وجهل ذلك الكائن قوله تعالى: "ومن يٌهِنِ الّلهُ فَمَا له من مُكرِم" (الحج 18). ويأبى الله - العزيز الحكيم - إلا أن يبقي هذه الإهانة الصغرى حية في انتظار الإهانة الكبرى - إن شاء الله - لهذا "العبد" الذي رفض تكريم الله - عز وجل - ولهث كـ (....) وراء تكريم فرنسا، حيث ذكر الأديب أحمد حسن الزيات أنه حضر تدشين "مسجد" باريس في 1926، واتّسخت أذناه مما سمع من التزلف والتملث لفرنسا فلما جمعه لقاء بذلك الكائن (...) سأله: "كيف يبتهج العرب بعيد الحرية وهم عبيد؟" ويفتخرون بمجد فرنسا وهم أذّلة؟"، فلم يدعني أتمّ كلامي وإنما قاطعني محتدّا بقوله: "لا ياسيدي، ليس الفرنسيون بأكثر فرنسية منا، نحن نتمتع في ظلال الجمهورية بالإخاء الصحيح، والرخاء الشامل. وإن الجنود الجزائريين في الجيش والشرطة، والعمال المراكشيين والتونسيين في المصانع والمزارع يُعاملون بما يعامل به الفرنسي القحّ. أدام الله نعمة فرنسا على شعوب العرب، ونفع بعلومها وحضارتها أمم الإسلام (8)". اللهم، إننا نشهدك - وأنت العلاّم - أن هذا الكلام كذب، ومنكر، وزور، فاحشر صاحبه مع أمثاله في سقر، واجعله وقودا لها جزاءً هذا الإفك المبين.
وليعلم أذناب فرنسا الحاليين أن التاريخ لا يحرم، ولئن سترتهم الظروف اليوم فستكشفهم الأيام في المستقبل، وسنلعنهم كما لعنّا مصطفى بن اسماعيل بعد قرن وسبع وستين سنة من هلاكه، وكما لعنا ابن غبريط بعد ست وخمسين سنة من هلاكه، ولعنة الآخرة أشد وأخرى، وفي الوقت نفسه نذكر بالفخر والاعتزاز، ونستمطر شآبيب الرحمة على أرواح شهدائنا ومجاهدينا من الأمير المجاهد عبد القادر إلى العالم المجاهد عبد الحميد بن باديس، إلى شهداء ومجاهدي ثورة أول نوفمر.
مما يؤسف له أن هذا الخائن أدرج ضمن كتاب "موسوعة أعلام الجزائر" الذي صدر عن "المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر" صص 468 - 471. وإذا كنا نلتمس العذر أو بعضه لإدارة المركز لانشغالها بالجوانب الإدارية، فإنه لا عذر للأساتذة الذين أعدوا هذا الكتاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
**) عن المولود الحافظي، غفر الله له، انظر كتاب: "منهج الشيخ المولود الحافظي في التربية والتعليم"، للأستاذين عبد الحليم وعبد السميع بوبكر.
1) جريدة الشهاب. ع 13 في 4 / 2 / 1926. ض.5
2) جرسذة الشهاب. ع 96 في 13 / 05 / 1927. ص 15. وهي تنقل عن جريدة "لوكري دو باري" (صرخة باريس).
*** هي ثالثة ثلاث مدارس أنشأتها فرنسا لتخريج من تحتاجه في شؤون الجزائريين في النواحي الدينية.
3) انظر بهيجة سيمو: الإصلاحات العسكرية في المغرب (1844 ـ 1912) وآسيا ابن عدادة: الفكر الإصلاحي في عهد الحماية.
4) انظر تفاصيل هذه الزيارة في كتاب: "على خطى المسلمين، حراك في التناقض" للأستاذ الدكتور أبي القاسم سعد الله. عالم المعرفة. صص 66 - 135.
5) حسن صبري الخولي: سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين... ج1. ص 162. وهو ينقل عن جريدة الكوكب. ع 17. في 21 نوفمبر 1916.
6) مالك بن نبي: مذكرات شاهد للقر. ج2. ص 93. ط 1984
7) جريدة البصائر ع 99. في11 فبراير 1938 . ص 2
8) أحمد حسنالزيات: وحي الرسالة. ج 4. ص 168
المصدر: ظ‡ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ†ط§
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
ومقـــــال اليــــوم
الشيخ الهادي الحسني يكتب عن أصول وزيرة التربية:
"هذا ما قاله الإمام ابن باديس عن جد الوزيرة بن غبريط"
من مبادئ ديننا أنه "لا تزر وازرة وزر أخرى"، وأنه "ليس للإنسان إلا ما سعى"، والأمر من قبل ومن بعد إلى الله، يُعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء.
لقد سبق لي أن كتبتُ في جريدة الشروق(28 / 04 / 2010) مقالا عنوانه "الجنرال ابن غبريط"، أوردت فيه حقائق لا تُشرفه، وما أعادني إلى الكتابة عنه، إلا ما جاء على لسان حفيدته نورية ابن غبريط في حوارها الذي نشرته جريدة الشروق في 29 ماي 2014، حيث ردت على منتقديها بأنها "حفيدة ابن غبريط"، وقالت عنه إنه "مُؤسس ومنشئ مسجد باريس، ووصفته بأنه "كان رجلا عظيما".
لقد استوقفني هذا الكلام وذكرني بقول شاعر أندلسي:
ما كلُ ما قيلَ كما قِيلا فقد مارس الناسُ الأبَاطِيلا
ومن هذه الأباطيل أن ابن غبريط أسس مسجد باريس، والحقيقة هي أن فرنسا ـ العدوة الأبدية والأزلية للإسلام والمسلمين الحقيقيين ـ هي التي أسست على غير تقوى ذلك "المسجد" باقتراح من أحد طغاتها، الجنرال "ليوتي" ذو الجرائم الكثيرة في منطقة عين الصفراء، ومحتل المغرب الأقصى، وما بَنَتْ فرنسا ذلك "المسجد" إلا لتُضلل المسلمين، وتُبيِض به وجهها الأسوَد، وأما المال الذي بُنيَ به فقد جُمِع أكثره من الجزائريين، وكم حدثنا الشيخ عباس ابن الحسين عما كان يسمى "غرامة ابن غبريط".
وأما وصفها لجدها بالعظمة فإن العارفين بحقائق التاريخ لا يُقرون لها بذاك. ومع ذلك فإننا نقول إن كانت "نورية" تريد بعظمة جدها عظمة علمية فما قرأنا له لفظا مفيدا ـ فضلا عن جملة ـ يدل على شبه عظمة، بل الذي قرأناه هو ما كتبه الإمام ابن باديس عندما قارن بين المستشرق الفرنسي "بيرشي" ذي اللغة العربية الفصيحة والكلام البليغ، والأداء المتقن وبين "ابن غبريط" الذي ألقى كلمة بعد ذلك المستشرق، قال ابن باديس:"وقام على إثره... ابن غبريط... فألقى خطابا كأنما أراد مدير المذياع أن يُريَنا به بعد خطاب "بيرشي" التباين بين الضدين المتعاقبَيْن"، وأسمح لنفسي أن أفسر كلام إمامنا ابن باديس بالقول إن كلام "قدور" لا يفوقه سوءا إلا كلام "نورية"، لأنه ليس معقولا أبدا، أبدا، أبدا، أبدا... أن تعيش نورية معنا نصف قرن وتكون "لغتها" بهذه الرداءة مبنى ومعنى.
ويُضيف ابن باديس معلقا على عمل لابن غبريط فقال: "وعلى ذكر ابن غبريط فإنني لا أنسى له ذلك الإمام الذي اختاره ـ بموافقة الإدارة ـ من إحدى مدن الجزائر الساحلية ونصبه إماما بجامع باريس، فكان فضيحة للجزائر، وسُبة مُعلنة في كل جمعة من فوق المنبر أمام أصناف الأمم الإسلامية". (جريدة البصائر عدد 144. في 16/12/ 1938ـ ص1) ولو كان حظ ابن غبريط من العلم معقولا لوجد في الجزائريين أئمة أفضل من ذلك الشخص ولو كانوا من "أحباب فرنسا" كما كانوا يُسمون أنفسهم، و "خدام فرنسا" كما كانت تسميهم.
وأما إن كانت "نورية" تريد العظمة الوطنية فلتسمح لنا بالإحالة إلى مراجع تُثبت عكس ذلك، ومنها كتاب "فرنسا ومسلموها" للباحث "صادق سلاّم"، والجزء الثاني من مذكرات "شاهد القرن" لابن نبي، و"وحي الرسالة" (ج4 ـ ص 168) للزيّات، وكتاب "على خطى المسلمين" لسعد الله ( ص 66 ـ 135).
وإذا كانت ابن غبريط قالت بأن مُنتقديها لا يُعقدونها فإننا نقول لها بأنها "ما تخلعناش" بما سمته "الكفاءة" التي على أساسها اختارها من اختارها لهذا المنصب الذي تحتله.
المصدر: هـــــــــــــــــــــــــــنا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
شكرا جزيلا لك ..........
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
شكرا جزيلا لك حمانا الله من كيد الأعادي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
وهذا ماقاله العلامة محمد رشيد رضا عن ابن غبريط
الكاتب : محمد رشيد رضا
__________
جامع باريس
قضت سياسة فرنسة الاستعمارية أن ينشأ جامع للمسلمين في عاصمتها
(باريس) يكون حجة لها على ما تدعي من حب المسلمين وحسن معاملتهم من حيث
يكون مثابة لمسلمي مستعمراتها وغيرهم ومجتمعًا عامًّا لهم يمكن عيونها (البوليس
السري) من الوقوف على جميع شئونهم وأفكارهم ومقاصدهم، فقامت أولاً بالدعاية
(البوربغندة) له والتنويه بشأنه ثم رسمت له رسمًا نشرته في مشارق الأرض
ومغاربها، وعُرض علينا في تلك الأثناء أن ننشره في المنار في مقابلة مال ننقده
فامتنعنا، ثم عهدت إلى أخلص خدم سياستها وأشهرهم في البلاد العربية الإفريقية
وهو الحاج قدور بن غبريط بجمع الأموال له من الأوقاف الإسلامية التي يتولى هوإدارتها أو مراقبتها في تونس والجزائر والمغرب الأقصى ومن مسلمي هذه الممالك
الثلاث ففعل فأخذ من تلك الأوقاف ما شاء من مبالغ عظيمة وقرضت الحكومة
الفرنسية من الإعانة للجامع على أهل تلك البلاد ما كانوا يئنون من ثقله ويشكون من غرمه. ولم يشبع المشروع كل هذا، بل استجدى القائمون به ملوك المسلمين
وكبراءهم في جميع الأقطار، وقد بني المسجد، وبني له مقهى وملهى ومطعم
متصلة به فيجتمع هنالك الرجال مع النساء بصفات منكرة يحرمها الشرع الإسلامي
كما روى لنا الكثيرون، وقد انتقدها كل من رآها من المسلمين ومن غيرهم، ولا
يزال الوزير الفرنسي قدور بن غبريط يسعى لجمع المال له فقد زار في العام
الماضي مصر وسورية لهذا الغرض فلم يستفد من مصر ما كان يؤمل؛ لأن أهل
مصر يعرفون حقيقة هذا المسجد، ولا يعتقدون أن في بذل المال له قربة ولا
يرجون منه مثوبة عند الله تعالى، بل منهم من يعتقد أن البذل له من إضاعة المال التي لا ترضي الله تعالى.
ولكن رأينا في بعض الصحف السورية أن رئيس حكومتها الجديد السيد الشيخ
تاج الدين الحسني بذل من خزينة البلاد مبلغًا عظيمًا لإعانة هذا المسجد إرضاء
لولية نعمته فرنسة لا لله تعالى، فأنكر المسلمون عليه ذلك وعدوه من تزلفه للدولة
الفرنسية التي نصَّبته رئيسًا لهذه الحكومة لثقتها بإخلاصه لها، وذكرت الصحف من حاجة البلاد وأهلها المنكوبين إلى مثل هذا المال ما يجب تقديمه على إعانة ذلك
المسجد السياسي الغني الجشع النهم الذي لا يشبع، ولا يعلم أحد أين تنفق الأموال
العظيمة التي لا تزال تُجمع له.
وإننا نقترح على حضرة الرئيس الحاج قدور بن غبريط أن ينشر في الجرائد
العربية والمصرية والسورية والإفريقية ما جمع من أموال الأوقاف ومن الضرائب
القهرية والإعانات الاختيارية لهذا الجامع بالتفصيل وما أنفق على بنائه ووجه
الحاجة إلى استمرار هذه الإعانات الدائمة، فإنني ما رأيت أحدًا واقفًا على أمر هذا
الجامع ممن رأوه ولا من غيره إلا وهو منتقد ضربًا من ضروب الانتقاد.
ونحن على هذا كله نقول: إن وجوده لا يخلو من فوائد للمسلمين الذين
يجتمعون هنالك من زائري تلك العاصمة العظيمة، ومن المقيمين فيها وحسبك من
ذلك تعارفهم واستفادة بعضهم من بعض وإقامة شعائر صلاة الجماعة وصلاة العيدين
التي يحضرها فيما بلغنا سفراء الدول الإسلامية وكثير من كبراء سياحي المسلمين
فيتعارفون ويتآلفون، وإن كانت إقامة الجمعة يشترط فيها عند بعض الأئمة أن
تكون في مِصْر من دار الإسلام تقام فيه أحكامه، وينفذ سلطانه. وحسبنا أن تصح
عند آخرين منهم .
المصدر: جـــريـدة المـنـــار
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
نبذة عن مسجد باريس:
كانت نقطة انطلاق هذه المؤسسة بمبادرة فرنسية في شكل مشروع تقدمت به لجنة «أفريقيا الفرنسية» سنة 1895م لم يجد صدى، ثم تبلور مع بداية القرن العشرين وتحديداً بعد الحرب العالمية الأولى التي دفع فيها 70 ألف مسلم حياتهم ثمناً للدفاع عن فرنسا وتحريرها من النازية. وتحمس مجدداً لنفس المشروع المفكر والصحفي الفرنسي «بول بورداري» Paul Bourdarie صاحب مجلة «السكان الأصليون» Indigène مبرراً ذلك بالاعتراف بالجميل لما قدمه المسلمون لفرنسا، وأهمية التواصل الحضاري بين العالمين الغربي والإسلامي، وأسس من أجل ذلك «لجنة المؤسسة الإسلامية» سنة 1916م، وأدت هذه الجهود ثمارها بتزايد مؤيدي المشروع من المثقفين والسياسيين، مما جعل البرلمان الفرنسي يصادق عليه في يوليو 1920م بأغلبية ساحقة (247 صوتاً ضد 11)، ورصدت ميزانية 500 ألف فرنك للبناء، كما تبرعت بلدية باريس بالمكان، على الرغم من أن قانون 1905م - الحجر الأساس للعلمانية الفرنسية - يمنع دعم وتقديم أي مساعدة لأي دين. دشّن مسجد باريس، وفتح أبوابه للمصلين والزائرين في 15 يوليو 1926م الموافق لسنة 1344 هـ بحضور «جاستون دومارج» Gaston Doumergue والسلطان المغربي يوسف ابن الحسن الأوّل، ومدير المسجد قدور بن غبريت. وكان العالم أحمد بن الحاج العياشي سكيرج - وهو أحد أقطاب الطريقة الصوفية التيجانية بالمغرب - أول من خطب وصلى بالناس في أول جمعة في هذا المسجد، الذي يعتبر أول مسجد على التراب الفرنسي يبنى في بداية القرن العشرين.