عنوان الموضوع : المولود بن الموهوب مفتي قسنطينة جزئاري
مقدم من طرف منتديات العندليب
من اعداد الطالبين:بشينية احمد و حفيان رشيد عمل الاستعمار الفرنسي منذ بداية احتلاله للجزائر على طمس ملامح المجتمع الجزائري،فسعى جاهدا و بعد نجاحه في إحداث تغيير جذري في السلطة بعد احتلاله للأرض،سعى إلى تمرير مشروع آخر يندرج فيما يسمى بالاحتلال المعنوي،و الذي يتجلى في تشويه صورة المجتمع من نواح عدة ،فقد استهدف البنية الأساسية له و المتمثلة في العرش أو القبيلة،وعمل جاهدا على إحداث تغييرا داخلها فاستهدف عبر تشريعاته القانونية و ممارساته الردعية خصوصيات ذلك المجتمع و هويته،و جعله أمام حتمية الانسلاخ من شخصيته أو الاندثار،فقد كانت بذلك شدة الصدمة الاستعمارية عنيفة على الجزائريين ،الذين لم يذعن الكثير منهم لتلك الحتمية الاستعمارية،بل عملوا جاهدين على مقاومة السياسة الفرنسية ،و تباينت ردود أفعالهم بين العسكرية و السياسية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن العشرين ،و لكن نجاح السلطــة الفرنسية في السيطرة عليها و إفشالها ،أربك الكثير من أفراد المجتمع و شكك في قدراتهم حول مدى جدوى مسعاهم في إبطال المشروع الاستعماري الفرنسي سواء كان ذلك في صورته المادية أو المعنوية.ملخص المذكرة الموسومة بـالمولود بن الموهوب و دوره الثقافي و الاصلاحي.
انه في ذلك الإطار ظهرت بعض الجهود الإصـــلاحيـة التي حاولت النهــوض بمجتمعــــها و انتشاله من الوضع الذي أوقعه فيه الاستعمار الفرنسي،و يمكن القول أن تلك الجهود و على الرغم من الطابع الفردي الذي تميزت به،فإننا نعدها كحلقة من حلقات المقاومة الجزائرية للسياسة الفرنسية،و قد تميزت تلك الحركة الإصلاحية التي ظهرت مع بدايات القرن العشرين، بنظرتها الواقعية لمجتمعها،فقد أدركت انطلاقا من التجربة صعوبة إجبار المستعمر على مغادرة الأرض،فحاولت مهادنته حتى تتمكن من تحقيق مبتغاها،و قد رأت في إصلاح مجتمعها و العمل على النهوض به الأرضية الأنسب لذلك.
لقد كان "المولود بن الموهوب" (1866‒1939) أحد أبرز الذين حملوا لواء هذه التجربة الإصلاحية بالجزائر خلال تلك الفترة، ومن الذين مهدوا بحق للدور الباديسي فيما بعد، فقد كانت لأسرته ذات الوزن الثقافي و السياسي ،و نشأته بقسنطينة ذات العبق التاريخي،الأثر الحسن في ميله نحو هذا الاتجاه،كما كان شاهدا على شدة الصدمة الاستعمارية على مجتمعه،و الأوضاع السيئة التي بات يحياها من إعراض الكثيرين عن العلوم؛و تخليهم عن هويتهم؛و دخولهم في مرحلة الإذعان المطلق للاستعمار الفرنسي منتظرين التغيير السماوي،و لما كان من الجزائريين القلائل الذين سنحت لهم الفرصة للجمع بين الثقافتين العربية و الفرنسية انطلاقا من دراسته و تدريسه بالمدرسة الفرانكو إسلامية بقسنطينة، فقد كان ذلك أمرا مساعدا له و محفزا على القيام بعمل إصلاحي يحاول من خلاله تقويم حالة مجتمعه و الوضع الذي بات يحياه ،خاصة بعد نجاحه في الظفر بمناصب جد حساسة ،تعتبر في تلك الفترة البوابة لمخاطبة المجتمع فقد كان أستاذا،خطيبا مفتيا و صحفيا.
تميزت الحركة الإصلاحية التي قادها "المولود بن الموهوب" بالجـرأة و الواقعية، مما جعل الكثير من الباحثين و على رأسهم "أبو القاسم سعد الله" يعده زعيما لفـئة المحافظين خلال تلك الفترة، فقد جاءت حركته تلك في شكل تقويمي، و قد تجلت في مخاطبة مجتمعه انطلاقا من المنابر التي أتيحت له بتذكيره بالواقع الذي وصل إليه و خطورته، و تبيان موطن الداء ،مقدما بعد ذلك وصفته الإصلاحية كعلاج لذلك الواقع .
تجلت الجهود الإصلاحية للمترجم له و التي كانت محور دراستنا في هذا البحث في الميدان التربوي، التعليمي، الاجتماعي و الديني ،و لم تخرج في مجملها عن برنامج كتلة المحافظين،و لكن ما يحسب للمولود بن الموهوب أنه أخرجها من القول إلى الفعل،مستغلا في ذلك وظائفه الرسمية،إذ لم تمنعه مباشرة مهامه تلك و شدة الرقابة الاستعمارية الفرنسية، لم تمنعه دون السير في برنامجه التقدمي، وكان بذلك ذكيا في التعامل مع السلطة الفرنسية إذ خاطب للإصلاح من على منبرها، و يمكن القول أن فحوى برنامجه الإصلاحي جاء تحت شعار أن العلم هو السبيل الأمثل للخروج من جميع الأزمات التي أوقع فيها الاستعمار الفرنسي مجتمعه، فقد جعل من المدرسة طريقه الأمثل في الإصلاح،وأبدى رغبة كبيرة في المحافظة على شخصية مجتمعه و هويته.
إن الطرح الذي قدمه "المولود بن الموهوب" في دعوته الإصلاحية يتجلى لنا في ظاهره أمرا غير مقلق للإدارة الفرنسية ،لذلك لم تحل دون استمراريته، فقد كان المترجم له يدعو إلى العلم و النهضة،و المحافظة على الشخصية أو الهوية الجزائرية، دون أن يغفل عن الدعوة إلى الأخذ بمحاسن الحضارة الغربية الأوروبية ،و هذا ما لم يحرج الإدارة الفرنسية، و لكن الواقع أن ذلك الطرح بتلك الطريقة له عظيم الأثر في خلق الـوعي و الاستعداد النفسي في صفوف الجزائريين تمهيدا لمرحلة أخرى من المقاومة لم يحن موعدها بعد، فقد أثبتت التجربة فشل المقاومة العسكرية و حتى السياسية لما تفتقد إلى أرضية لها.
إن الدارس بإمعان لجهود "المولود بن الموهوب" الإصلاحية ،يجد أنها مقدمة بحق للحركة الإصلاحية التي تزعمها "عبد الحميد بن باديس" فيما بعد، و هناك تشابها كبيرا بين الرجلين،فيكفي أن محاولاتهما لم تخرج عن السياق العام و المتجلى في الإصلاح الاجتماعي و الثقافي، و كما افتقدنا لمواقف المترجم له السياسية (أملت طبيعة الموضوع ذلك) ، فقد حاول "ابن باديس" أيضا تجاوز الطرح السياسي رغبة في التعايش و الاستمرارية أكثر.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
ி ιllιl رمضًــــآن كــَريـــمَ (( ^_^ ))
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :