عنوان الموضوع : شخصيات الجزائر - مجموع من مختلف المنتديات
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم و رحمة اللله و بركاته
جمعت لكم اهم الشخصيات الجزائرية التي كان لها أثر كبير و صدى واسع على الجزائر للصعود بها نحو المجد و العلو
أرجو ان لا اكون مقصرا في بعض الشخصيات
الامير عبد القادر:
الامير عبد القادرأعضم شخصية في الجزائر شهد له العالم باسره حتى الفرنسين انذاك
حاز على العديد من الاوسمة من روسيا بريطانيا من نابليون الثالث و..........
الامير عبد القادر السيد الجليل العارف بالله والناسك والعالم والمقاتل ،الخطيب كان كلامه يشد العقول فاذهل العالم بحنكته أول من اسس الدولة الجزائرية واول من صك النقود ونضم الجيش والضرائب............و و و
هوالامير عبد القادربن محي الدين بن مصطفى بن محمد بن أحمد بن المختار بن عبد القادر بن محمدبن عبد القوي بن خالد بن يوسف بن احمد بن بشار بن احمد بنمحمد بن مسعود بن طاووس بن يعقوب بن عبدالقوي بن احمد بن محمد بن ادريس الاصغربن ادريس الاكبر بن عبد الله بن الامام موسى الجوني بن الحسن المثني بن الامام الحسن السبط بن الامام علي بن ابي طالب وام الحسن فاطمة الزهراءبنت الرسول صلىالله عليه وسلم يقول الامير في النسب
ابونا رسول الله خير الورى طرا *** فمن يبغي يطأ ولنا قدرا
ولد الامير يوم23رجب1222الموافق ل1807 في قرية القيطنة بسهل غريس قرب مدينة معسكرالواقعة جنوب شرق وهران ،تربى في عائلة دينية متصوفة ، حفظ القران في سن مبكر ،حج وفي عمره 14سنة والتقى مع فطاحل العلم انذاك ،اتجه الىدمشق ومنها بغداد فاخذ الطريقة النبقشدية على يد العالم الجليل خالد المجددي والطريقة القادرية عن محمود الكيلاني
ولما اشتدت الحاجة الى قائد فحل يخلص الجزائريين من لعنة المستعمر ،اتجهت الانضار الى محي الدين الى ان المرض والكبر حال دون ذالك ،فاشار لهم على ابنه عبد القادر ،وحظي اقتراحه بالقبول ،فاجتمع اعيان القبائل وتمت مبايعة الامير يوم 27نوفمبر 1832تحت شجرة الدردراة اقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم سميت بالمبايعة الاولى وبعدها قام بمكاتبة القبائل حيث قدم روساء القبائل من كل فج يباركون وسميت المبايعة الثانية يتبع قريبا انشاء الله
الموضوع طويل جدا لكني انصح القراء بالعودة الى تاريخ الامة فالماضي يبني امجاد المستقبل
المصادروالمراجع
حياة الامير عبد القادر شارل هنري تشرشل
الاميرعبد القادر ناصر الدين والوطن سليمة كبير
واخرون امثال زكريا صيام وجواد مرابط وصالح فؤاد السيد.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الشاعر مفدي زكرياء:

ولد الشاعر مفدي زكريا عام 1909م بقرية بني يزغن جنوب الجزائر تلقى تعليمه الاول بمسقط رأسه ثم قصد تونس كطالب علم,غير أنه لم يكن كغيره من الاطفال بل كان رجلا في سن الطفولة,وكان رجلا لم تخفه يوما كلمات التهديد ولا التعذيب والسجن ولا حتى الموت من أجل الوطن,كمل نظاله بالشعر والقلم والمجاهدون بالسلاح والمدفع وقد نجح بتوصيل أفكاره عن طريق شعره الحماسي
-
في 17-أوت-1937م حكم على الشاعر مفدي بالسجن بتهمة التآمر واما أطلق سراحه واصل نشاطه الفكري,وبعد أن نالت الجزائر استقلاله إنشغل بالتجارة .....
مؤلفاته: اللهب المقدس,من وحي الاطلس,الياذة الجزائر,تحت ضلال الزيتون,دليل المغرب العربي الكبير.
وفاته:كانت وفاته اثر سكتة قلبية يوم17-أوت-1977م بعد ادئه لفريضة الحج مع زوجته ودفن بمقط رأسه
.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

عبد الحميد بن باديس :

هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة قسنطينة يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 4 من ديسمبر 1889 م على الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 5 ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية التي أصبحت منظمة وفي أرقى صورة بالنسبة لذلك العهد كون الفرنسيين أتموا ضبطها سنة 1886 م.

كان عبد الحميد الابن الأكبر لوالديه، فأمه هي : السيدة زهيرة بنت محمد بن عبد الجليل بن جلول من أسرة مشهور بقسنطينة لمدة أربعة قرون على الأقل، وعائلة "ابن جلول من قبيلة "بني معاف" المشهورة في جبال الأوراس، انتقل أحد أفرادها إلى قسنطينة في عهد الأتراك العثمانيين وهناك تزوج أميرة تركية هي جدة الأسرة (ابن جلول) ولنسبها العريق تزوجها والده محمد بن مصطفى بن باديس (متوفى 1951 م) الذي شغل منصب مندوبا ماليا وعضوا في المجلس الأعلى وباش آغا شرفيا، ومستشارا بلديا بمدينة قسنطينة ووشحت فرنسا صدره بميدالية Chevalier de la légion la légion d’honneur، وقد احتل مكانة مرموقة بين جماعة الأشراف وكان ذوي الفضل والخلق الحميد ومن حفظة القرآن الكريم، ويعود إليه الفضل في إنقاذ سكان منطقة واد الزناتي من الإبادة الجماعية سنة 1945 م على إثر حوادث 8 ماي المشهورة، وقد اشتغل بالإضافة إلى ذلك بالفلاحة والتجارة، وأثرى فيهما.

أما اخوته الستة : الزبير المدعو المولود، العربي، سليم، عبد المليك، محمود وعبد الحق، والأختين نفيسة والبتول، فقد كانوا جميعا يحسنون اللغة الفرنسية باستثناء الأختين، وكان أخوه الزبير محاميا وناشرا صحفيا في صحيفة "صدى الأهالي" L'Echo Indigéne ما بين 1933 – 1934 م. كما تتلمذ الأستاذ عبد الحق على يد أخيه الشيخ عبد الحميد بالجامع الأخضر وحصل على الشهادة الأهلية في شهر جوان سنة 1940 م على يد الشيخ مبارك الميلي بعد وفاة الشيخ بن باديس بحوالي شهرين.

ومن أسلاف عبد الحميد المتأخرين جده لأبيه : الشيخ "المكي بن باديس" الذي كان قاضيا مشهورا بمدينة قسنطينة وعضوا في المجلس العام وفي اللجنة البلدية، وقد احتل مقاما محترما لدى السكان بعد المساعدات المالية التي قدمها لهم خاصة أثناء المجاعة التي حلت بالبلاد فيما بين 1862 – 1868 م ودعي إلى الاستشارة في الجزائر وباريس، وقد تقلد وساما من يد "نابليون الثالث" (تقلد رئاسة فرنسا من 1848-1852 م وإمبراطور من 1852-1870 م)، وعمه "حميدة بن باديس" النائب الشهير عن مدينة قسنطينة أواخر القرن التاسع عشر الذي اشترك مع ثلاثة من زملائه النواب في عام 1891 م في كتابة عريضة بأنواع المظالم والاضطهادات التي أصبح يعانيها الشعب الجزائري في أواخر القرن التاسع عشر الميلاد من الإدارة الاستعمارية والمستوطنين الأوروبيين الذي استحوذوا على الأراضي الخصبة من الجزائريين وتركوهم للفقر والجوع وقاموا بتقديمها إلى أحد أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي الذي حضر إلى الجزائر من أجل البحث وتقصي الأحوال فيها كي يقدمها بدوره إلى الحكومة الفرنسية وأعضاء البرلمان الفرنسي في باريس وذلك بتاريخ 10 أفريل سنة 1891 أي بعد ولادة عبد الحميد بن باديس بحوالي ثلاثة سنوات فقط.

أما من قبلهم من الأسلاف الذين تنتمي إليهم الأسرة الباديسية فكان منهم العلماء والأمراء والسلاطين، ويكفي أن نشير إلى أنهم ينتمون إلى أسرة عريقة في النسب كما يقول مؤلفا كتاب أعيان المغاربة المستشرقان Marthe et Edmond Gouvion والمنشور بمطبعة فوناتانا في الجزائر 1920, بأن ابن باديس ينتمي إلى بيت عريق في العلم والسؤدد ينتهي نسبه في سلسلة كعمود الصبح إلى بني باديس الذين جدهم الأعلى هو مناد بن مكنس الذي ظهرت علامات شرفه وسيطرته في وسط قبيلته في حدود القرن الرابع الهجري, وأصل هذه القبيلة كما يقول المستشرقان من ملكانة أو تلكانة وهي فرع من أمجاد القبيلة الصنهاجية العظيمة "البربرية" المشهورة في الجزائر والمغرب الإسلامي. ومن رجالات هذه الأسرة المشهورين في التاريخ الذين كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يفتخر بهم كثيرا "المعز لدين الله بن باديس" (حكم: 406-454 هـ/1016-1062 م) الذي قاوم البدعة ودحرها، ونصر السنة وأظهرها، وأعلن مذهب أهل السنة والجماعة مذهبًا للدولة، مؤسس الدولة الصنهاجية وابن الأمير "باديس بن منصور" والى إفريقيا والمغرب الأوسط (حكم: 373-386 هـ/984-996 م) سليل الأمير "بلكين بن زيري بن مناد المكنى بأبي الفتوح والملقب سيف العزيز بالله الذي تولى الإمارة (361-373 هـ/971-984 م) إبان حكم الفاطمين.

وفي العهد العثماني برزت عدة شخصيات من بينها قاضي قسنطينة الشهير أبو العباس حميدة بن باديس (توفى سنة 969 هـ/1561 م) قال عنه شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون : "هو من بيتات قسنطينة وأشرافها وممن له الريّاسة والقضاء والإمامة بجامع قصبتها، وخَلَفُ سلف صالحين علماء حازوا قصب السبق في الدراية والمعرفة والولاية، وناهيك بهم من دار صلاح وعلم وعمل". وأبو زكرياء يحيى بن باديس بن الفقيه القاضي أو العباس "كان حييا ذا خلق حسن، كثير التواضع، سالم الصدر من نفاق أهل عصره، كثير القراءة لدلائل الخيرات ذا تلاوة لكتاب الله".

وأبو الحسن علي بن باديس الذي اشتهر في مجال الأدب الصوفي بقسنطينة إبان القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي وهو صاحب القصيدة السينية التي نظمها في الشيخ "عبد القادر الجيلاني" مطلعها :

ألا سر إلى بغداد فهي مني النفس وحدق لهمت عمن ثوى باطن الرمس

والشيخ المفتي بركات بن باديس دفين مسجد سيدي قموش بقسنطينة في الفترة نفسها. وأبو عبد الله محمد بن باديس قال عنه الشيخ الفكون : "كان يقرأ معنا على الشيخ التواتي (محمد التواتي أصله من المغرب كانت شهرته بقسنطينة وبها انتشر علمه، كانت له بالنحو دراية ومعرفة حتى لقب بسيبويه زمانه، وله معرفة تامة بعلم القراءات) آخر أمره، وبعد ارتحاله استقل بالقراءة عليّا وهو من موثقي البلدة وممن يشار إليه". والشيخ أحمد بن باديس الذي كان إماما بقسنطينة أيام "الشيخ عبد الكريم الفكون" خلال القرن الحادي عشر الهجري، السابع عشر الميلادي.

من هذه الأسرة العريقة انحدر عبد الحميد بن باديس، وكان والده بارًا به يحبه حبا جما ويعطف عليه ويتوسم النباهة وهو الذي سهر على تربيته وتوجيهه التوجيه الذي يتلاءم مع فطرته ومع تطلعات العائلة، كما كان الابن من جهته يجل آباه ويقدره و يبره. والحق أن "عبد الحميد" يعترف هو نفسه في آخر حياته بفضل والده عليه منذ أن بصر النور وذلك في حفل ختم تفسير القرآن سنة 1938 م، أمام حشد كبير من المدعوين ثم نشر في مجلة "الشهاب"، فيقول : "إن الفضل يرجع أولاً إلى والدي الذي ربّاني تربية صالحة ووجهني وجهة صالحة، ورضي لي العلم طريقة أتبعها ومشرباً أرده، وقاتني وأعاشني وبراني كالسهم وحماني من المكاره صغيراً وكبيراً، وكفاني كلف الحياة... فالأشكرنه بلسانه ولسانكم ما وسعني الشكر. ولأكلُ ما عجزت عنه من ذلك للَّه الذي لا يضيع أجر المحسنين.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

العربي التبسي:
المولد والنشأة:
اسمه فرحاتي العربي أو العربي بن بلقاسم المعروف بالتبسي نسبة إلى مسقط رأسه مدينة تبسة التي ولد بأحد قراها
" ولد بقريةاسطح " سنة 1891تلقى تعليمه الأول بزاوية نفطة بتونس، ثم انتقل إلى جامع الزيتونة و منه إلى مصر لمواصلة دراسته حيث نال شهادة العالمية من الأزهر، وبعد عودته إشتغل بالتدريس في الغرب الجزائري بمدينة سيق، ثم عاد إلى تبسة و أنشأ مدرسة حرة.
نشاطه الإصلاحي:
بعد استقراره بتبسة و تولّيه وظيفة التّعليم بالمدرسة الحرة بدأ الشيخ العربي التبسي نشاطه الإصلاحي و الدّعوى من المدرسة و المسجد و عند تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كان من بين ابرز أعضائها وأصبح كاتبا عاما لها سنة 1935، ثم نائبا لرئيسها البشيرالابراهيمي بعد وفاة ابن باديس
تكفل التبسي بالتعليم المسجدي و الإشراف على شؤون الطلبة ممّا أكسبه تجربة سمحت له بتولي إدارة معهد عبد الحميد بن باديس بعد تأسيسه بقسنطينة سنة 1947م.
وكان للشيخ العربي التبسي منهجه في الدعوة للإصلاح و الذي يعتمد على الإسلام الحركي والتطور الاجتماعي، ويرى أن التغيير الحقيقي لن يكون دون نشر الثقافة والعلوم، وتهذيب النفس والفكر معا وان ّ السياسة وحدها لا تكفي للوقوف في وجه الاستعمار.
ترأس الشيخ التبسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد سفر البشير الابراهيمي إلى المشرق العربي، مما جعله عرضة لمضايقات السلطة الاستعمارية التي عملت كلّ ما في وسعها لإسكات صوته و لما فشلت قامت باختطافه بداية سنة 1957 واغتياله بعد ذلك في ظروف غامضة ولا يزال قبره مجهولا لحدّ الآن.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

محمد ديب :
عرف القراء العرب خصوصاً الفرنكوفونيين محمد ديب (1920 – 2003) روائياً أكثر منه شاعراً. ودمغ نتاجه النثري والسردي، في فترة شهدت الجزائر الإرهاصات الأولى لبداية احتضار الاستعمار الفرنسي، الأدب الجزائري ببصمات بارزة وعبر نصوص لم تفقد من راهنيتها مثل «الحريق» و «في المقهى» و «صيف إفريقي» و «من يتذكر البحر» أو «الطلسم»، أي ما مجموعه 43 نصاً نثرياً، نشرت لدى كبريات الدور الفرنسية مثل غاليمار وسوي وآكت سود. وهكذا تبوأ ديب بنتاجه الروائي مكانة مفضلة فيما لم يعرف عن شعره إلا ما عرفه الأصدقاء والدارسون لنتاجه لغايات أكاديمية أو جامعية. لكن هذا التصور تبدّد على اثر صدور الأعمال الشعرية الكاملة حديثاً عن منشورات لاديفيرانس في 536 صفحة. بعض من هذه الأشعار منشور، فيما الأكثرية تنشر هنا للمرة الأولى. وكان لا بد لشاعر من أن يقوم بعملية التجميع والقراءة والاختيار والتنقيح، كي يوفر منتوجاً شعرياً متناسقاً ومحكم القوام. وهذا ما أنجزه الشاعر والروائي حبيب طنغور الذي اشتغل مدة أربع سنوات لاستكمال مبنى المتن الشعري لمحمد ديب. وأن يقدم شاعر شاعراً آخر، بل ان يقدم التلميذ أستاذه فهو أمر يدل على الأثر الذي خلفه ديب في جيل بأكمله عاين البعض منه الاستعمار فيما اعتبر البعض الآخر جيل الاستقلال الخائب، مع العلم أن الشاعر -الروائي اجتاز عصره الموسوم بالحروب والانتكاسات التي ألهمته أسئلة عميقة عن ماهية العنف وقوته المدمرة.

ولد محمد ديب عام 1920 في مدينة تلمسان. قبل الحرب العالمية الثانية، عمل أستاذاً في مدرسة تقع على الحدود المغربية - الجزائرية. اشتغل مصمماً للسجاد ورساماً، قبل أن يعمل في الصحافة وتحديداً في «ألجيه ريبيبليكان»، التي غادرها عام 1951. في 1959 طردته السلطات الفرنسية من الجزائر، فاستقر في الجنوب الفرنسي، قبل أن يقيم في الجهة الغربية من باريس. قام بأسفار إلى المغرب وبلدان أخرى. عمل أستاذاً زائراً في كاليفورنيا ثم فنلندا عام 1975. حصل على جائزة الفرنكوفونية وجائزة مالارمي عام 1998.

تتضمن الأعمال الشعرية الكاملة نصوصاً نشرها محمد ديب وهو على قيد الحياة إضافة إلى مجموعتين لم يسبق نشرهما لكنهما موزعتان في أعماله النثرية. عرف عن محمد ديب أنه الشاعر المغلق والمعقد. ولكن لا تتم مقاربة عالمه الشعري إن لم نعقد قرابته بالشاعر مالارمي. القول الشعري تجربة، امتحان ومحنة ولا يمكن التعاطي بالشعر كيفما اتفق.

حرص ديب على نسج سلالته الشعرية مع شعراء «الجاهلية» ( الأسلاف) حتى أراغون وغيلفيك، اللذين كانت تربطه بهما صداقة قوية. يستحم شعر ديب في ضياء أرض الطفولة والأصول، ينهل من ينابيعها وشفافيتها. هذا الشعر الإروسي والمقاوم لكل تصنيف، يستكشف الجسد، يسائل الذاكرة، يبجل لحظات الطفولة الحاملة أحلام المستقبل. لهذا يستعصي شعر ديب عن أي مقاربة ذهنية فيما تجب قراءته في شكل مفتوح وعفوي من دون تكلف. ترك ديب القول الشعري يصدح ويفصح عن حثيثه وأصواته.

البعد الصقيل لشعر ديب يتأتى أيضاً من كتابته الروائية. يدين الشعر للكتابة الروائية في انتقاء الكلمات المتقشفة، في تقاطع الظرفي بالعابر والأبدي... نداء الصحراء قوي، لكن الصحراء استعارة للمرآة، الجنون، التيه، المهجر... في هذا الترحال، يحتفظ الشاعر بلغته الأصل، لكنه يكتب ويعبر بلغة أخرى. ثمة غرابة يشعر بها الشاعر تجاه اللغة الفرنسية التي تبناها في لغته. الانزياح اللغوي هو ما يمكّن الشاعر من تسجيل أو نعت أو توصيف أشياء العالم. اختيار اللغة الفرنسية، التي يقول عنها محمد ديب، إنها تتضمن «شفافية مظلمة» تناسب طبعه، وفيها يتعرف إلى ذاته. عرف هذه الحالة كتّاب حلوا في ضيافة الفرنسية بعادات وقواعد عاثت في نسق اللغة المضيافة. ولنا في بيكيت، ميلان كونديرا، إسماعيل قدري وغيرهم أفضل مثال. وعلى رغم تهجمات الحركة الوطنية على الكتاب الفرنكوفونيين، فإن محمد ديب، فتح الطريق لجيل بكامله كي يكتب بالفرنسية من دون عقد.
تركيبة القصيدة لدى محمد ديب تعطينا فكرة عن علاقته باللغة الفرنسية: كطفل في القسم لمّا يحاول المعلم تلقينه صحيح الآداب، ينطق بالحروف إما معكوسة وإما خاطئة. أثر الاستعمار هنا واضح وكان لا بد من التخلص من هذا الثقل.
بيد أن تيه الطفل في فيافي وقفار مهجورة ما لبث أن أفضى إلى عالم جديد يثير اكتشافه الدهشة والغرابة.
ينتمي محمد ديب إلى الشعراء الذين تتغذى كتابتهم من الأساطير ومن ماديتها الأوقيانوسية والعجائبية. يتجلى في نصه «هابيل» هذا البعد الأسطوري لما يعيد قص أو مسرحة أسطورة قابيل وهابيل. رافق محمد ديب الكتابة إلى حد الإنهاك والاستنزاف، إلى درجة إحساس الشاعر بالحرمان بل بالإحباط. «لم تجلب لي تجربة الكتابة سوى الحرمان، خيبات الأمل، الندم، إن على مستوى الشكل أو المضمون...». إنها تجربة الأقاصي التي جعل منها هنري ميشو لبّ الفعل الشعري. وفي هذا المشوار ومساربه الملتوية مشى محمد ديب.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

أحمد باي:
ولد حوالي عام 1786 بقسنطينة تربى يتيم الأب، و (يكنَّى) باسم أمه ،فيقال له الحاج أحمد بن الحاجة الشريفة.بعد أن مات والده مخنوقًا وهو في سنّ مبكرة، وكان لزامًا على أمه وفي ظروف قاسية أن تفر به من قسنطينة إلى الصحراء بعيدا عن الدسائس، خوفًا من أن يلقى نفس المصير الذي لقيه أبوه. وجد أحمد باي كل الرعاية من طرف أخواله في الزيبان ، وحظي بتربية سليمة ، حفظ أحمد باي القرآن منذ طفولته وتعلم قواعد اللغة العربية، مما زاد لسانه فصاحة، وتكوينـــه سعة حيث أخذ خصال أهل الصحراء من كرم وجود وأخلاق، فشب على ركوب الخيل ،و تدرب على فنون القتال فانطبعت على شخصيته صفة الفارس المقدام. ومثل أقرانه، كما ازداد حبه للدين الحنيف وهو ما بدا واضـحا في بعض ما نسب إليه من كتابات و قصائد شعرية، سيما بعد أدائه فريضة الحج وهو في الثانية عشرة من عمره - ومنذ ذاك أصبح يلقب بالحاج أحمد - ثم مكوثه بمصر الذي اكتسب من خلاله المعارف و التجارب بما كان له الأثر البارز في صناعة مواقفه.
توليه المناصب الإدارية
تولى منصب قائد قبائل العواسي - والعواسي كلمة تطلق على القبائل التي كانت تقطن منطقة عين البيضاء وما جاورها - أما رتبة قائد فهي وظيفة حكومية لا تسند إلاّ للذين يحظون بثقة من الشخصيات المرموقة في المجتمع، ويخوّل له هذا المنصب لأن يضطلع برتبة أكبر ضابط قي القصر ، يتولى مهمة رقابة الجزء الشرفي لإقليم قسنطينة، وله حق الإشراف على قوة عسكرية قوامها 300 فارس بمساعدة أربعة مساعدين يعينهم الباي وهم الشاوش والخوجة والمكحالجي والسراج. وبعد تخليه عن هذا المنصب لمدة من الزمن ،استدعاه نعمان باي وعيّنه مرة أخرى قائدًا للعواسي لخبرته في الميدان. و لما زار أحمد باي مصر ، اجتمع بمحمد علي حاكم مصر ووقف على منجزاته، خاصة في جانبها العسكري وتعرف على أبنائه إبراهيم باشا وطوسون وعباس.
ترقى الحاج أحمد إلى منصب خليفة على عهد الباي أحمد المملوك ، واستطاع المحافظة على هذا المنصب إلى أن نشب خلاف بينه بين الباي إبراهيم حاكم بايلك الشرق الجزائري ما بين 1820 و1821، مما أدى إلى عزل الحاج أحمد. وخوفا من المكائد والاغتيال غادر قسنطينة في اتجاه الجزائر خاصة وأن إبراهيم هو الذي دبّر لأحمد باي المكيدة واتهمه بتعامله مع باي تونس ضد الجزائر، إلا أن الداي حسين كشف الحقيقة وأمر بقتل إبراهيم باي عام 1821. بينما بقي الحاج أحمد في العاصمة ثم أبعد إلى مليانة ومنها انتقل إلى البليدة حيث عاصر الزلزال الذي خرب المدينة وهدّمها في 2 مارس 1825، لعب أثناءها دورا هاما في عملية الإنقاذ إلى درجة أن أعجب الآغا يحي- قائد الجيش - بخصاله الحميدة ونقل هذا الإعجاب إلى الداي حسين.
تعينه بايا على بايليك الشرق الجزائري
وبوساطة من الآغا يحي ، عينه الداي حسين بايا على بايلك الشرق في عام 1826حيث شهدت قسنطينة استقرارا كبيرا في عهده ابتداء من توليه منصب الباي إلى غاية عام 1837 تاريخ سقوط قسنطينة. تمكن خلالها من توحيد القبائل الكبيرة والقوية في الإقليم الشرقي عن طريق المصاهرة، فلقد تزوج هو شخصيًا من ابنة الباي بومزراق باي التيطري ومن ابنة الحاج عبد السلام المقراني، كما شجع كثيرا ربط الصلة بين شيوخ القبائل أنفسهم بالمصاهرة. مما جلب إليه أولاد مقرآن (مجانة)، وأولاد عزالدين (زواغة)، وأولاد عاشور(فرجيوة) …إلخ. أثبت الحاج أحمد باي كفاءاته العسكرية و السياسية، وحتى إن كان يؤمن بالتبعية الروحية للباب العالي ، إلا أنه لم يفكر في إعلان الاستقلال عنها، وذلك لم يمانعه من الإخلاص لوطنه الجزائر، فلم تثن الظروف التي آل إليها الوضع في الجزائر بعد الاحتلال من عزيمته ولم تنل منه تلك الإغراءات و العروض التي قدمتها له فرنسا قصد استمالته قاد معركة قسنطينة الأولى و معركة قسنطينة الثانية أكتوبر1837. لقد بقي مخلصا حتى بعد سقوط قسنطينة حيث فضل التنقل بين الصحاري والشعاب والوديان محرضا القبائل على المقاومة إلى أن وهن ساعده وعجز جسده ، فسلم نفســه في 5 جوان. 1848 فأحيل إلى الإقامة الجبرية في العاصمة
إستراتيجية أحمد باي في المقاومة
اعتمد أحمد باي إستراتيجية محكمة ،مكنته من تنظيم المقاومة ضد الفرنسيين، فاحاط نفسه برجال ذوي خبرة ونفوذ في الأوساط الشعبية من قبائل وأسر عريقة في تحصين عاصمته قسنطينة. وبناء الخنادق و الثكنات ،وأمر بتجنيد الرجال للمقاومة من جيش نظامي ثم أعاد تنظيم السلطة فنصب نفسه باشا خلفا للداي حسين ، ثم ضرب السكة باسمه وباسم السلطان العثماني ، محاولا بذلك توحيد السلطة التشريعة والتنفيذية خدمة للوحدة الوطنية و تمثل ذلك فيمايلي :
-حاول الحاج أحمد باي أن يجعل من الشعب الجزائري والسلطان العثماني مرجعا لسلطته حيث انتهج مبدأ استشارة ديوانه المكون من الأعيان والشيوخ، ومراسلة السلطان العثماني واستثارته قبل اتخاذ أي موقف مصيري.
-رفض كل العروض المقدمة له من قبل الحكام الفرنسيين في الجزائر.
-
محاصرة القوات الفرنسية داخل المدن الساحلية المحتلة مثل عنابة.
-
مجابهة خصومه في الداخل وإحباط مؤامراتهم .
سياسة فرنسا في مجابهة أحمد باي
انتهجت فرنسا في مجابهتها للحاج أحمد باي سياسة مبنية على المزج بين المناورات الدبلوماسية ، و القوة العسكرية منها.
-
اللجوء إلى التفاوض مع الحاج أحمد باي و محاولة الافتكاك منه الاعتراف بالسيادة الفرنسية مقابل ابقائه بايا على قسنطينة ،و قد تكررت هذه المساومة في عهد كل من الجنرالات دي بورمون ، كلوزيل ، الدوق رو فيقو و دامريمون ، إلا أن الباي أصر على رفض تلك العروض .
-
تآمر الجنرال كلوزيل مع باي تونس ضد الحاج أحمد باي .
-
التحالف مع خصوم أحمد باي من أمثال إبراهيم الكريتلي في عنابة ، فرحات بن سعيد في الزيبان .
-
تركيز القوات الفرنسية في جبهة واحدة ، بعد أن تلقّت ضربات موجعة على يد الأمير عبد القادر ، وفشلها في محاولتها الأولى في احتلال قسنطينة في نوفمبر 1836، مما دفعها إلى عقد معاهدة التافنة ،لتتفرغ إلى الجهة الشرقية .
-
شنت فرنسا سلسلة من الهجمات على المدن الساحلية لبايليك الشرق منذ 1830 تمكنت خلالها من الاستيلاء على مدينة عنابة سنة 1832 رغم استماتة قوات الحاج أحمد في الدفاع عنها.
-
الاستيلاء على بجاية سنة 1833 .
-
احتلال قالمة سنة 1837 .
-
قطع المدد على بايليك الشرق من الناحية البحرية و الحيلولة دون وصول الذخيرة و الأسلحة من السلطان العثماني إلى قسنطينة .
-
شن حملتين عسكريتين أسفرتا على على وقوع معركتين معركة قسنطينة الأولى نوفمبر1836 و معركة قسنطينة الثانية 1837 ، وفي هذه الأخيرة شن القائد الفرنسي دامريمون حملة لاحتلال قسنطينة و فيها لقي مصرعه ،فخلفه الجنرال فالي على رأس الجيش الفرنسي ، لكن عدم تكافؤ القوتين هذه المرة أضعف دفاعات المدينة و أدى إلى سقوطها
وفاته
بعد أن حوصر في حصن يقع بين بسكرة و جبال الأوراس استسلم بسبب استحالة المقاومة هذه المرة، بقي تحت الإقامة الجبرية إلى أن وافته المنية في ظروف غامضة حيث ترجح إحدى الروايات أنه تم تسميمه عام 1850، و يوجد قبره بسيدي عبد الرحمن الثعالبي بالجزائر العاصمة.