عنوان الموضوع : خصائل أهل منطقة مسعد خاصّةً ... و الجلفة عامّةً ثقافة جزائرية
مقدم من طرف منتديات العندليب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نواصل بحول الله تعالى بعض ما جاء في كتاب "الهائل في نسب وعادات وتقاليد أولاد نائل " لصاحبه الأستاذ مباركي بلحاج بن أحمد ، شاعر وباحث في التراث الشعبي للمنطقة ....و نورد مقتطف حول خصائص أهل المنطقة.
التكافل الاجـتماعي :
ما زالت بعض العائلات ، بل أغلبها متمسكة بروح التماسك و التكافل الاجتماعي ، إذ ما زال العم يعيش عند ابن أخيه أو قريبه أو العمة أو الخالة عند ابن أختها ، والأخ عند أخيه ، والأب عند ابنه من الواجبات بل من المقدّسات و كذا الأم عند ابنها(واجب مقدس هي والأب) .
إذ لا يمكن للابن أن يخرج من بيت أبيه بعد زواجه إلا بإلحاح من أبيه ، إذ يَعُدُّ الناس خروج الابن من بيت أبيه و ابتعاده عنه عقوقاً ، وتمرُّداً عن الأعراق و التقاليد .
بل و ما زال القريب يبقى لدى قريبه ما شاء ، منفقاً عليه ، كافلاً له ، غير مانٍّ و لا مضايق له ( طبعا في حدود العادات و التقاليد و الشريعة ) طبائع العائلات الكافلة .
بل حتى أنك تلاحظ بعض المعوزين و من لا عائلات و لا كافل لهم ، يقيمون عند أناس لا صلة قرابة تربطهم بهم ، إلاّ لوجه الله .
ولذا ترى المتسوّلين و المترددين على المدينة من المتشردين بكثرة ، ويمكثون طويلاً ، لوجود الجو الملائم ( طعاما و شرابا وإيواءً ومعاملة ) .
وقد كان قديما و ما زال رمز هذا الجو المشار إليه من إيواء المحتاجين و المشردين و الزُّهاد و الدراويش ( علي بن القايد ) ، وكذلك الحرزلي أحمد الذي آوى ومازال ياوي حتى الأجانب (كرماً)
- الـكرم و الـجـود :
إذا كان ما ذكرناه من إيواء و إطعام ، و اعتناء بالفئات المذكورة شيئا عاديا ، لدى المثال الآنف الذكر ، لعله يُعدّ ضرباً من التبرك و التقرّب إلى الله ، وقد يوجد في مدن أخرى غير مسعد .
فإن إكرام الضيف و الزائر و الاعتناء به ، ولو لم يكن ذا قربى يُعد واجبا بل فرضاً ، يعاقب تاركه معاقبة أدبية من المجتمع المسعدي ، فقد توارثه هذا المجتمع أباً عن جد .
فكلمة : أتشرب قهوة .. تسمعها من كل لسان ، ولو كان صغير السن ، فإنه يقولها بعفوية وتلقائية ، ناهيك عن قولهم : (( تتعشى معانا ؟؟ تتغدى معانا ؟ )) .، وقد تقال لكل عابر سبيل وخاصة لمارٍّ غريب ، توقّف سائلاً عن شئ ما ، ملفتا للانتباه .
- الهمـِّة والعزة و الـنّـيف :
لا تكاد تجد بين بني نائل وخاصة أبناء المنطقة ( مسعد ) من يقبل بدوس كرامته أو إهانته أو قبوله بالتعسف و الحقرة له أو لأهله أو ذويه ، أو المساس بأعراقه و تقاليده أو انتمائه ، وقد يصبر النائلي أو المسعدي عن ذلك إلى أبعد حد ممكن لطيبة نفسه وعراقة أصله من باب التجاوز .
كما أنك تجده قد لا يملك شيئا ، و لا يمدُّ يده و لا يحط من كرامته ، ويتظاهر بعلو الهمّة و بعزة النفس ، رافعاً أنفه شامخا ، اللهم إلا نادراً .
- صدق الـحـديـث و المعامـلة و الأمانة :
و من العادات و التقاليد المعروفة لدى سكان المنطقة ، الصدق في الحديث و الإخلاص في المعاملة والأمانة فلا تكاد تجد إلا نادراً كاذبا أو مرابيا أو خادعاً ، و إذا وجد فإن الملفت إليه و المحذر منه و النابذ له ، ملاصق له و لو كان قريبا له ، فقد يدلّك أو يُحذّرك منه أقرب الأقربين إليه .
ولذلك فإن أغلب الناس هنا يعيشون بمعاملة الثقة بينهم بيعا و شراء ، ودليلنا ظاهرة التداين ( الكريدي ) ، وقد يداين صاحب المحل من لا يعرفه ، ثقةً وأمانةً .
- المحافظة على الجار و الجوار :
مـمـّا عُرف أيضاً عن أهل المنطقة المحافظة على الجار و الإحسان إليه ، وتفقده ومواساته وخاصة إذا كان غريباً ، إذ يجد نفسه من أهل المنطقة ، وربما من أول يوم يحلُّ بها ، إن لم يكن في ثانيه ، وكثيرٌ مـمـّن رحـلوا عنها وما زالوا يـذكرون ذلك ، ويترددون هم وأولادهم و عائلاتهم على المنطـقة .
- الـحياء و الحـشمة :
وهو سلوك مشترك بين النساء و الرجال ، كباقي السلوكات الأخرى حيث لا يقابل الصغير الكبير برفض أو معارضة أو كلام .. ، خاصة إذا كان قريبه ، وإلى الآن لا يحمل الابن أو البنت أولادهما أمام والديهما ( و خاصة أمام الأب ) ، ولا يتناول ( شمة ولا دخانا ، سيجارة ) ولا أمام كبير .
- الـتـسامح
إلى جانب العادات و التقاليد و المناقب المذكورة فإن سمة التسامح و الصفح و العفو كانت و مازالت منتشرة ، سائدة بكثرة ، ويوميا تقريباً ، وكثير من القضايا و المشاكل و النزاعات تعالج و بسهولة ، وبتدخل كبار العروش ، وأهل التُقى و الخير ، و هذا حتى في الأرواح (( وهو ما يسمى القتل الخطأ أو العمدي )) تسوّى بالتسامح و الرضا مقابل - طبعًا - حضور جماعة وتناول الطعام ، ودفع مبلغ متعارفا عليه ، عادة ما يجمعها العرش أو القبيلة تسمى (( الدِيّة )) (( فديّـة مسلّمة إلى أهله )) .
ويقع الرضا و القبول و التسامح بين أطراف النزاع و تسود المودة والمحبّة و التآخي ، وتدفن الأحقاد.
- المساعدة ( الـتّويـزة ) :
كانت في القديم تقام على شكل بناء بيت لفقير بالمشاركة الفعلية ( عملاً ) و المادية ، أو لمن أصيب بكارثة ، أو لمسجد أو لوقف عام ، وقد أصبحت اليوم تتجلى في المساهمة المالية ( أتبوريك ) لحاج أو لمتزوج أو لمسؤول أو لغريب ملهوف أو لمريض لم يطلبها أو طلبها ، وقد تميّزت بها بعض العائلات عن غيرها ، بدرجات متفاوتة من عرش لآخر ، و من قبيلة لأخرى بل من عائلة ( نكوة ) لأخرى .
- زيارة الأولياء و الصالحين ( لركاب ) :
كان الأولون يقيمونها على شكل ركب ، وتعني جماعة من الرجال من مختلف الأعمار ، ومعهم عجائز ( قواعد ) يتنقلون على ظهور الأنعام لزيارة زاوية أو شيخ صالح ، أو ضريحه بعد جمع الزيارة ، نقودا و حبوبا وما وُجد ، وقد تستغرق المدة أياماً و ليالي للتنقل ، يرافقهم بندار وقصَّاب ، ومتخصصون في الذكر و القادرية ، وبعد وصولهم يكون شيخ الزاوية في استقبالهم أو مقدمه ( خادمه ) ، وعادة ما يكون من أولاده ، فيسلمون على الشيخ مقبّلين رأسه ، ويسلمه كبيرهم أو مقدمهم المعروف سابقاً لديهم ولدى شيخهم ، يسلمه ما جمع طالباً الدعاء لهم و يتناولون ما أُعدّ لهم أو يُعدُّ ، ثم يمرون إلى القبة أو الضريح و الجبانه ( المقبرة ) مترحمين على الموتى ، متبركين بالأضرحة كل حسب طريقته .
و خلال الإقامة تكون الصلاة جماعية ، بإمامة الشيخ عادة أو أحد أبنائه أو مقدمه ، وهناك تذبح الذبائح ، وتقام الحفلات و الولائم ، وألعاب الفروسية ، ويحلى السهر دونما إخلال بالشريعة ، أو تجاوز حدود الآداب العامة و الضوابط ، وقد لا يكون الإذن لهم بالانصراف من طرف الشيخ أو المقدّم إلا بعد ثلاثة أيام ، ولا ينصرفون أبدا إلاّ بعد إذن أحدهما .
وقد كانت وما زالت هذه العادة ، ولكنها خفّت قليلاً في السنوات الأخيرة .
وقد كانوا يتوجهون وما زالوا لزاوية سيدي يوسف بالقاهرة ، وزاوية سي المصفى ( بالدويس ) وزاوية الهامل ببوسعادة ، وزاوية طولقة ، وزاوية أولاد جلال ، وزاوية لمقدّم الزبدة بالفيض و ما زالوا يزورون زاوية سيدي يوسف موسميا وزاوية سي المصفى ، وأما زاوية سي على بن الحاج برابح بالصحراء ، وسي بن عثمان بصدود في الصحراء فقد كان زوارها يزورونها إلى أن توفي شيوخها ، وقد كان البعض من سكان منطقة مسعد يزورون حتى الشّنوفه ببوكحيل ( بحريات كحيل ) .
ولا يمكن حصر كل الزوايا و الجهات التي كانت وما زالت محج الوفود إلى الآن وما أكثرها وإنما عيّنات ذكرناها فقط كأمثلة لسائل يسأل فلكل عرش ولكل قبيلة صالح أو مكان تزوره أو زاوية ومن الزوايا التي كانت و ما زالت معروفة و التي كانت تنشط في تعليم أبناء المنطقة وغيرهم القرآن الكريم ، ومبادئ الفقه ، فبعد البحث و التحرّي ثبت أن الزوايا التي كانت و مازال بعضها بالمنطقة .
- الزيارات و الولائم :
ما زالت لحد اليوم العائلات المسعدية تلتقي على الأقل أسبوعياً ، وفي المناسبات و الولائم و الأعراس والحفلات ، ومتبادلة للزيارات ، لـمًّـا لشمل العائلة ، وتعريفا للصغار بالكبار وللصغار ببعضهم بعضاً ، محافظة على التماسك الأسري ، وغرساً للمحبة و الألفة ، وما يحدث في الزيارات يحدث في الولائم والأعراس تقريباً .
[align=center]- الفروسية : [/align]
و هي أهم العادات و التقاليد وأعرقها إذ يمتد امتلاك العربي الأصيل للجواد أو الفرس إلى أقدم جيل عربي بل إلى أوله .
و ما زال سكان المنطقة يملكون الفرس أو الحصان قصد الفروسية أو الزينة و خاصة بدوهم .
إلا أن استعماله يبقى مقتصراً على التنقل عبر الصحراء ( الترحال ) و الصيد و المتعة ، فكثيراً ما اقترن اسم الجواد بالبادية و الشعر و البطولة ، وقد كان يستعمل للحفلات و الأعراس و الولائم ( الزردات ) و التسابق و الوعدات ، وفي أعراس العظماء خاصة إلى اليوم .
و قد اعتنى البعض من أهل الحضر بالمنطقة بتربية الخيول للفروسية و الزينة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر أذكر :
- ابن دراح الحاج عبد الله بن لمبارك بمسعد .
- الحاج الطيب خمخام ( رحمه الله ) بمسعد .
- سي بلخير طاهيري ( رحمه الله ) بالزاوية .
- محمود الـدمـدي ( بمسعد ) .
الصـيد:
كان الصيد وما زال الهواية المفضلة والمنعة الممتعة للنائلي عموماً وللمسعدي خصوصاً: (بدواً وحضراً ) .
فأجمل يوم هو ذلك اليوم الذي يحمل فيه النائلي أو المسعدي بندقيته ، متجولاً في أعماق صحرائه مستنشقاً هواءها النفي ، مستمتعاً بما زخرت به من صيد ، فقد عُرفت المنطقة وما زالت بوفرة صيدها وتنوعه ومنه:
الحبار ، الأرنب البَّـريُّ ، الحجل ، الذئب ، الثلعب ، الحمام البَّـريُّ ، الغزلان ، وأنواع أخرى من الطيور ، و هو ما جعلها مقصد الصَّيَّادين من داخل الوطن وخارجه ، وخاصةً الخليجيِّين : ( سعوديين وكويتيين …) .
ناهيك عن أبناء المنطقة الذين يخرجون لصيد والتفسح والترفيه عن النفس كلما صفا الجو ، وكلما زهت الطبيعة .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
نحن لا نشك في خصال ناس مسعد خاصة واهل الجلفة عامة ..بارك الله فيك الامير على الموضوع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
شكرا لك يالامير أنا من الجلفة لكن أعيش في وادي سوف أشكرا 100000000 مرة
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
جميل جدا
لكن الأحوال تغيرت كثيرا بعد العشرية السوداء
بارك الله فيك أخي الأمير
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
الاخ الامير ...حييت ملء السموات والارض
موضوع جميل ..فعلا مسعد ..مدينة عريقة ...تحياتي لكل أهل مسعد ..ليس من راى كمن سمع...محبتي لك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
هذه المدينة لا أعرفها جيدا عرفنا عليها أكثر