ردً على أخي سعيد 1981( أنظر لاحقًا ماذا قال إبن خلدون عن مواطن بني سنجاس ،بني ريغة، لغواط وبني ورا وعن مواطن وجديجن وغمرة أو واغمرت حتى تتحرى الإفتراء المضلل قصدًا في التقليل من الأمازيغ من ظلام ظلام؟؟؟؟!!!!).
للحديث بقية في إن شاء الله.
الريغي
ال
خبر عن بني سنجاس وريغة والأغواط وبني ورا من قبائل مغراوة
من أهل الطبقة الأولى وتصاريف أحوالهم هذه البطون الأربعة من بطون مغراوة وقد زعم بعض الناس أنهم من بطون زناتة غير مغراوة.أخبرني بذلك الثقة عن إبراهيم بن عبد الله التيمزوغتي قال وهو نسابة زناتة لعهده: ولم لزل هذه البطون الأربعة من أوسع بطون مغراوة.فأما بنو سنجاس فلهم مواطن في كل عمل من إفريقية والمغربين فمنهم قبلة المغرب الأوسط بجبل راشد وجبل كريكرة وبعمل الزاب وبعمل شلف.ومن بطونهم بنو غيار ببلاد شلف أيضاً وبنو غيار بعمل قسنطينة.وكان بنو سنجاس هؤلاء من أوسع القبائل وأكثرهم عدداً وكان لهم في فتنة زناتة وصنهاجة آثار بإفريقية والمغرب وأكثرها في إفساد السبيل والعيث في المدن ونازلوا قفصة سنة أربع عشرة وخمسماية بعد أن عاثوا بجهات القصر وقتلوا من وجدوا هنالك من عسكر ملكاتة وخرجت إليهم حامية قفصة فأثخنوا فيهم ثم كثر فسادهم وسرح السلطان قائده محمد بن أبي العرب في العساكر إلى بلاد الجريد فشردهم عنها وأصلح السابلة.ثم عاثوا إلى مثلها سنة خمس عشرة فأوقع بهم قائد بلاد الجريد وأثخن فيهم بالقتل وحمل رؤوسهم إلى القيروان فعظم الفتح فيهم.ولم تزل الدولة تتبعهم بالقتل والإثخان إلى أن خضدوا من شوكتهم.وجاء العرب الهلاليون وغلبوا على الضواحي كل من كان بها من صنهاجة وزناتة وتحيز فلهم إلى الحصون والمعاقل وضربت عليهم المغارم إلا ما كان ببلاد القفر مثل جبل راشد فإنهم لبعدهم عن منازل الملك لا يعطون مغرماً إلا أنهم غلب عليهم هنالك العمور من بطون الهلاليين ونزلوا معهم وملكوا عليهم أمرهم وصاروا لهم فيئة.ومن بني سنجاس من نزل بالزاب وهم لهذا العهد أهل مغارم لمن غلب على ثغورهم من مشايخهم.وأما من نزل منهم ببلاد شلف ونواحي قسنطينة فهم لهذا العهد أهل مغارم الدول وكان دينهم جميعاً الخارجية على سنن زناتة في الطبقة الأولى ومن بقي اليوم منهم بالزاب فعلى ذلك.ومن بني سنجاس هؤلاء بأرض المشنتل ما بين الزاب وجبل راشد أوطنوا جباله في جوار غمرة وصاروا عند تغلب الهلاليين في ملكهم يقبضون الأتاوة منهم.ونزل معهم لهذا العهد السحارى من بطون عروة من زغبة وغلبوهم على أمرهم وأصاروهم خولا.وأما بنو ريغة فكانوا أحياء متعددة.ولما افترق أمر زناتة تحيز منهم إلى جبل عياض وما إليه من البسيط إلى نقاوس وأقاموا في قياطنهم: فمن كان بجبل عياض منهم أهل المغارم لأمراء عياض يقبضونها منهم للدولة الغالبة ببجاية وأما من كان ببسيط نقاوس فهم في أقطاع العرب لهذا العهد.ونزل أيضاً الكثير منهم ما بين قصور الزاب وواركلا فاختطوا قرى كثيرة في عدوة واد ينحدر من الغرب إلى الشرق ويشتمل على المصر الكبير والقرية المتوسطة والأطم قد رف عليها الشجر ونضدت حفافيفها النخيل وانساحت خلالها المياه وزهت بنابعها الصحراء وكثر في قصورها العمران من ريغة هؤلاء وبهم تعرف لهذا العهد وهم أكثرها ومن بني سنجاس وبني يفرن وغيرهم من قبائل زناتة.وتفرقت جماعتهم للتنازع في الرياسة فاستقلت كل طائفة منهم بقصور منها أو بواحد.ولقد كانت فيما يقال أكثر من هذا العدد أضعافاً وأن ابن غانية المسوفي حين كان يجلب على بلاد إفريقية والمغرب في فتنه مع الموحدين خرب عمرانها واجتث شجرها وغور مياهها ويشهد لذلك أثر العمران بها في أطلال الديار ورسوم البناء وأعجاز النخل المنقعر.وكان هذا العمل يرجع في أول الدولة الحفصية لعامل الزاب وكان من الموحدين وينزل بسكرة يتردد ما بينها وبين مقرة.وكان من أعماله قصور واركلة أيضاً.ولما فتك المستنصر بمشيخة الدواودة كما قلناه في أخباره وقتلوا بعد ذلك عامل الزاب ابن عتو من مشيخة الموحدين وغلبوا ضواحي الزاب وريغة وواركلة وأقطعتهم إياها الدول بعد ذلك فصارت في إقطاعهم.ثم عقد صاحب بجاية بعد ذلك على العمل كله لمنصور بن مزني واستقر في عقبه.فربما يسومون بعض الأحيان أهل تلك القصور الغرم للسلطان بما كان من الأمر القديم ويعسكر عليهم في ذلك كتائب من رجالة الزاب وخيالة العرب ويبذرق عليها الأمر الدواوة ثم يقاسمهم فيما يمتريه منهم.وأكبر هذه الأمصار تسمى تقرت مصر مستبحر العمران بدوي الأحوال كثير المياه والنخل ورياسته في بني يوسف بن عبد الله كانت لعبيد الله بن يوسف ثم لابنه داود ثم لأخيه يوسف بن عبيد الله.وتغلب على واركلة من يد أي بكر بن موسى أزمان حداثته وأضافها إلى عمله.ثم هلك وصار أمر تقرت لأخيه مسعود بن عبيد الله ثم لابنه حسن بن مسعود ثم لابنه أحمد ين حسن شيخهما لهذا العهد.وبنو يوسف بن عبيد الله هؤلاء من ريغة ويقال إنهم من سنجاس.وفي أهل تلك الأمصار من مذاهب الخوارج وفرقهم كثير وأكثرهم على دين العزابة ومنهم النكاريه أقاموا على انتحال هذه الخارجية لبعدهم عن منال الأحكام.ثم بعد مدينة تقرت بلد تماسين وهي دونها في العمران والخطة ورياسته لبني إبراهيم من ريغة وسائر أمصارهم كذلك: كل وأما لقواط وهم فخذ من مغراوة أيضاً فهم في نواحي الصحراء ما بين الزاب وجبل راشد ولهم هنالك قصر مشهور بهم فيه فريق من أعقابهم على سغب من العيش لتوغله في القفر وهم مشهورون بالنجدة والامتناع من العرب وبينهم وبين الدوسن أقصى عمل الزاب مرحلتان وتختلف قصودهم إليه لتحصيل المرافق منه.والله يخلق ما يشاء ويختار.وأما بنو ورا فهم فخذ مغراوة أيضاً ويقال من زناتة وهم متشعبون ومفترقون بنواحي المغرب: فمنهم بناحية مراكش والسوس ومنهم ببلاد شلف ومنهم بناحية قسنطينة.ولم يزالوا على حالهم منذ انقراض زناتة الأولين وهم لهذا العهد أهل مغارم وعسكرة مع الدول.وأكثر الذين كانوا بمراكش قد انتقل رؤساؤهم إلى ناحية شلف نقلهم يوسف بن يعقوب سلطان بني مرين في أول هذه الماية الثامنة فلما ارتاب بأمرهم في تلك الناحية وخشي من فسادهم وعيثهم فنقلهم في عسكر إلى موطن شلف لحمايته فنزلوا به.ولما ارتحل بنو مرين بعد مهلك يوسف بن يعقوب أقاموا ببلاد شلف فأعقابهم به لهذا العهد وأحوالهم جميعاً في كل قطر متقاربة في المغرم والعسكرة مع السلطان.ولله الخلق والأمر جميعاً.سبحانه لا إله إلا هو الملك العظيم.
الخبر عن وجديجن وواغمرت من قبائل زناتة ومبادىء أحوالهم وتصاريفها
قد تقدم أن هذين البطنين من بطون زناتة من ولد ورتنيص بن جانا وكان لهم عدد وقوة ومواطنهم مفترقة في بلاد زناتة: فأما وجديجن فكان جمهورهم بالمغرب الأوسط ومواطنهم منه منداس ما بين بني يفرن من جانب الغرب ولواتة من جانب القبلة في السرسو ومطماطة من جانب الشرق في وانشريش.وكان أميرهم لعهد يعلى بن محمد اليفرني رجلاً منهم اسمه عنان وكانت بينهم وبين لواتة الموطنين بالسرسو فتنة متصلة يذكر أنها بسبب امرأة من وجديجن نكحت في لواتة وتلا جامعها نساء قيوطنهم فعيرنها بالفقر فكتبت بذلك إلى عنان تدمره فغضب واستجاش بأهل عصبته من زناتة وجيرانه فزحف معه يعلى في بني يفرن وكلمام بن حياتي في مغيلة وغرابة في مطماطة ودارت الحرب بينهم وبين لواتة ملياً.ثم غلبوا لواتة في بلاد السرسو وانتهوا بهم إلى كدية العابد من آخرها.وهلك عنان شيخ وجديجن في بعض تلك الوقائع بملاكو من جهات السرسو.ثم لجأت لواتة إلى جبل كريكرة قبلة السرسو وكان يسكنه أحياء من مغراوة يعرف شيخهم لذلك العهد علاهم ربيب لشيخهم عمر بن تامصا الهالك قبله ومعنى تامصا بلسان البربر الغول.ولما لجأت لواتة إليه غدر بهم وأغرى قومه فوضعوا أيديهم فيهم سلباً وقتلاً فلاذوا بالفرار ولحقوا بجبل لعود وجبل دراك فاستقروا هنالك آخر الدهر.وورثت وجديجن مواطنهم بمنداس إلى أن غلبهم عليها بنو يلومي وبنو ومانو كل من جهته ثم غلب الآخرين عليها بنو عبد الواد وبنو توجين إلى هذا العهد.والله وارث الأرض ومن عليها.وأما واغمرت ويسمون لهذا العهد غمرت وهم إخوة وجديجن ومن ولد بن جانا كما قلناه فكانوا من أوفر القبائل عدداً ومواطنهم متفرقة وجمهورهم بالجبال إلى قبلة بلاد صنهاجة من المشنتل إلى الدوسن.وكان لهم مع أبي يزيد صاحب الحمار في الشيعة آثار وأوقع بهم إسماعيل عند ظهوره على أبي يزيد وأثخن فيهم وكذلك بلكين وصنهاجة من بعده.ولما افترق أمر صنهاجة بحماد وبنيه كانوا شيعاً لهم على بني بلكين.ونزع عن حماد أيام فتنته ابن أبي جلى من مشيختهم وكان مختصًا به فنزع إلى باديس فوصله وحمل أصحابه وعقد له على طبنة وأعمالها.حتى إذا جاء الهلاليون وغلبوهم على الضواحي اعتصموا بتلك الجبال قبلة المسيلة وبلاد صنهاجة وصدوا بها عن الظعن وتركوا القيطون إلى سكنى المدن.ولما غلب الدواودة على ضواحي الزاب وما إليها اقطعتهم الدولة مغارم هذه الجبال التي لغمرت.وهم لهذا العهد في سهمان أولاد يحيى بن علي بن سباع من بطونهم.وكان في القديم من هؤلاء كاهن زناتة موسى بن صالح مشهور عندهم حتى الان ويتناقلون بينهم كلماته برطانتهم على طريقة الرجز فيها أخبار بالحدثان فيما يكون لهذا الجيل الزناتي والدولة والتغلب على الأحياء والقبائل والبلدان.شهد كثير من الواقعات على وفقها بصحتها حتى لقد نقلوا من بعض كلماته تلك ما معناه باللسان العربي أن تلمسان ينالها الخراب وتصير دورها فدنا حتى يثير أرضها حراث أسود بثور أسود أعور.وذكر الثقات أنهم عاينوا ذلك بعد انتشار كلمته هذه أيام لحقها الخراب في دولة بني مرين سني ستين وسبعماية وأفرط الخلاف بين هذا الجيل الزناتي في التشييع له والحمل عليه: فمنهم من يزعم أنه ولي أو نبي وآخرون يقولون كاهن.ولم تقفنا الأخبار على الجلي من أمره.والله أعلم