عنوان الموضوع : هل كان علي بن حاج يصبح رئيسا للجزائر ؟! للجزئار
مقدم من طرف منتديات العندليب
الرجل المشاغب لا يتعب و لا يمل: لو ترشح، هل كان علي بن حاج يصبح رئيسا للجزائر ؟!
بالنسبة لشاب جزائري يدرس في الأولى جامعي أو ينهي تعليمه الثانوي، قد لا يعني له اسم علي بن حاج الشيء الكثير، و ربما لا يعني له أي شيء، لكن باقي الجزائريين يعرفون جيدا أن علي بن حاج، ليس الرقم الثاني فحسب في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلّة، و إنما هو أيضا و خصوصا الرجل الذي كان ذات يوم من عام 1991 على بعد أمتار معدودة من الحكم، حينما قرّر الحزب الذي كان يتزعمه بالاشتراك مع عباسي مدني، الشروع في عصيان مدني لا يتوقف إلا بعد الإطاحة برئيس جمهورية آنذاك الشادلي بن جديد.
حتى و هو سجين في زنزانة عسكرية، ظل علي بن حاج على مرمى حجر من سدّة الحكم، نهاية عام 1991، عندما فاز حزبه بالأغلبية الساحقة لمقاعد البرلمان في الدور الأول من انتخابات تشريعية أُلغيت، و لا داعي للعودة إلى قصتها، لأن القصة يُفترضُ أنها تُعدُّ اليوم واحدة من كلاسيكيات الأدب السياسي الجزائري.
علي بن حاج الذي قد لا نتفق معه لا عموديا و لا أفقيا، هو أيضا اليوم، رجل ترفض أغلبية الصحف الجزائرية، نقل تصريحاته، و نشر و لو ملخصات مقتضبة عن بعض بياناته، كان الصحفيون ما بين 1989 و 1991 يحتاجون إلى وساطات من الوزن الثقيل، كي يتمكنوا من الاقتراب منه، و الظفر ببضع كلمات يتفوّه بها لهم... وقتها كان بن حاج نجما.
حاليا، علي بن حاج لا يمثل أكثر من سجين سابق، مشاغب يظهر هنا و هناك و في كل مكان، و جزائري مجرّد من عدة حقوق آخرها، حق الترشح لانتخابات أفريل الرئاسية، حيث حاول الرجل سحب الاستمارات الضرورية للعملية، و لكنه أُبلغ من قبل المصالح المعنية بأنه لا حق له في الترشح لأنه ممنوع من الممارسة السياسية بموجب أحكام قانون المصالحة الوطنية، التي تحرم " من كانوا سببا في المأساة الوطنية" من ممارسة العمل السياسي أيا كان شكله.
لكن، أجمل ما في هذا الرجل - و الإعجاب هنا لا يعني مطلقا التزكية- أنه لا يتعب و لا ييأس و لا يمل. ففي بيان له تلقته أسرار، يقول بالحرف الواحد: " ... سوف أواصل الطريق في المطالبة بالحقوق الشرعية و السياسية و المدنية و الاجتماعية، و لو كلّفني ذلك السجن أو القتل أو النفي من الأرض".
الرجل لم يتغيّر إذن، و هو لا يزال عنيدا بتعبيرنا نحن، مصرّا على عدم التخلّي عن المطالبة بحقوقه بالنسبة إليه هو. و لكن عن أي حقوق يتحدث علي بن حاج ؟
في ذات البيان الذي حرّره بن حاج للرد على التصريحات التي صدرت عن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، لدى مشاركته في البرنامج التلفزيوني الجزائري " منتدى التلفزيون" يوم 21 فيفري، حيث كان بلخادم قد ردّ عن سؤال طرحه عليه أحد الصحفيين، طالبا منه أن يكشف عن رأيه بخصوص عودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ للعمل السياسي، فردّ عليه حسب ما سجّله بن حاج حرفيا، على النحو التالي: " عودة قادة جبهة الإنقاذ للعمل السياسي.. القانون واضح.. قانون المصالحة الوطنية واضح .. القانون يمنع عودة هؤلاء للعمل السياسي ". بن حاج لم يكن حاضرا في ذلك المنتدى، و سوف لن يمكنه أن يُوصل صوته عبر التلفزيون كي يرد عل ذلك الكلام الذي قاله عبد العزيز بلخادم، و هذا ما يحز في قلب بن حاج، الذي رد على ذلك الكلام في بيانه. بن حاج يقول بأن " المادة 26 من ميثاق السلم و المصالحة و التي جاء فيها: - تُمنعُ ممارسة النشاط السياسي بأي شكل من الأشكال على كل شخص مسؤول عن الاستعمال المغرض للدين الذي أفضى إلى المأساة الوطنية...- هي مادة مخالفة للشرع و الدستور و المواثيق الدولية و تخالف - حسب بن حاج- حتى اليمين الدستوري الذي ينص على حماية الحريات و الحقوق السياسية للإنسان و المواطن، و تخالف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و المعاهدة الدولية للحقوق المدنية و السياسية، التي وقّعت عليها الجزائر عام 1989.
لماذا ؟ لأن هذه المادة برأي بن حاج " قلبت الحقائق، فمنعت الذين فازوا بالانتخابات بطريقة شرعية و دستورية ( إشارة إلى فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بأغلبية المقاعد البرلمانية في الدور الأول من انتخابات ديسمبر 1991) و قامت بتجريمهم، و في الوقت ذاته و يا للعجب منحت الحصانة للمجرمين...". هنا نضطر إلى بتر الفقرة كما كتبها السيد بن حاج، لأنه عندما يتكلم عن المجرمين فانه يحصرهم فقط في من يسميهم الانقلابيين أي أولئك الذين ألغوا انتخابات 1991 التشريعية و أوقفوا المسار الديمقراطي، بينما كنا نتوقع من بن حاج أن يتساءل كيف يُحرمُ هو الذي كان رجلا سياسيا و لم يرفع السلاح في وجه أحد إلى أن يُثبت العكس، من ممارسة حقوقه، بينما تُمنحُ الحصانة للمجرمين الحقيقيين الذي قتّلوا و ذبّحوا الأبرياء من أبناء هذا الوطن. و لا شك أن بن حاج يعرف أولئك المجرمين و أمرائهم جيدا، لكنه يجد نفسه محرجا عندما يتعلق الأمر بـ " الإخوة" فلا يجرؤ على ذكرهم بسوء، بينما لا يتردّد في استعمال ما تيّسر له من مفردات قبيحة عندما يتحدث عمن يعتبرهم انقلابيين.
لا أحد ينكر أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ فازت في الدور الأول من تشريعيات ديسمبر 1991 بأغلب المقاعد البرلمانية بقوة أصوات الناخبين الجزائريين و حسب قوانين اللعبة الانتخابية التي حدّدتها السلطة و السلطة وحدها، دون غيرها. فهذه حقيقة تاريخية لا يجرؤ على القفز عليها إلا مجنون، و لكن في المقابل يجب أن نقرّ كذلك بأن غلو رجال ذلك الحزب الاسلاموي و تطرّف مواقفهم، و تبطين خطبهم بالتشدّد و التهديد، هي التي زرعت الذعر و الرعب و قادت من لا يعرفهم أحد بالأسماء، إلى اتخاذ قرار إنهاء تلك اللعبة التي رأوا فيها نسفا حتميا لشيء اسمه الجمهورية. هنا، قد ننصح السيد علي بن حاج بالعودة إلى أرشيف الصحف الوطنية،حيث سيستطيع الاطلاع على فحوى ما قاله أحد رجال الجبهة الإسلامية للإنقاذ داخل أحد مساجد العاصمة في خطبة أول جمعة أعقبت تلك الانتخابات التشريعية، حيث طلب من الجزائريين أن يستعدوا " منذ الآن" و أن يهيئوا أنفسهم لتغيير عاداتهم في كل شيء !
الخوف مما كانت ستُقدمُ الجبهة الإسلامية للإنقاذ على فعله من سلوكات " طالبانية" ( نسبة لطالبان بأفغانستان ) هو الذي قاد إلى وقوع ما وقع، و هو الذي جنا على الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
الآن، و حتى لا نطيل الحديث عن الماضي، لنتكلم عن الحاضر. ماذا لو أقرّت السلطات العمومية، حق علي بن حاج في ممارسة حقوقه المواطنية كأي جزائري، و سمحت له بالترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، أي نتيجة كان يمكن لهذا الرجل أن يحقّقها أمام منافسيه، و على وجه التحديد أمام المرشح عبد العزيز بوتفليقة ؟! سؤال عبيط كما قد يبدو للكثيرين، مع أنه في الحقيقة سؤال، في غاية الأهمية، لأن ترشح علي بن حاج لذلك الاستحقاق الانتخابي، كان كفيلا بأن يكشف ليس حجم الرجل كشخص في جزائر 2016 فحسب، و إنما كان كفيلا أيضا بأن يجعلنا جميعا نقيس إلى أي حد تغيّر المجتمع الجزائري اليوم، عما كان عليه قبل حوالي 20 سنة.
فخلال الفترة الممتدة بين 1990 و نهاية 1991، يقول المحلّلون أن الشعب الجزائري انتقم من نظام الحكم، في الانتخابات المحلية و التشريعية ( الملغاة) و ذلك من خلال منح صوته للحزب الذي كان يتزعمه بن حاج إلى جانب عباسي مدني. و لا شك أن الكثيرين لا يزالوا يتذكرون كيف أن بعض الجزائريين كانوا داخل خمّارات قبل توجههم إلى مكاتب الانتخاب، حيث صوّتوا للجبهة الإسلامية للإنقاذ ثم عادوا إلى نفس الخمّارات لمواصلة النشوة ! ما يؤكد أن الجزائريين - أو أغلبهم على الأقل- في تلك الحقبة من القرن الماضي، لم تكن توجهاتهم اسلاموية بالضرورة، و إنما كل ما في الأمر أنهم وجدوا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ وسيلة الانتقام المثلى من نظام حكم كرهوه و لم يبقوا يحتملون بقاءه و كفروا به. فهل جزائريو اليوم، أصبحوا يعشقون نظام الحكم الحالي ؟! لو الأمر أصبح كذلك، لسُمح لعلي بن حاج بالترشح للانتخابات الرئاسية، هكذا يعرف الرجل حجمه الحقيقي في جزائر 2016، لكن لا أحد يشك في كون قادة البلد يدركون أيما إدراك أن الجزائريين رغم كل سنوات الدم و الدموع التي عاشوها و لا يزالوا يعيشونها بفعل العمليات الإرهابية، قد يعيدون الكرّة و يمنحون أصواتهم لرجل مثل علي بن حاج، لا حبّا له و لا تزكية لإيديولوجيته، و إنما فقط انتقاما من نظام الحكم. فمن يستطيع أن يراهن على ألا يضطرّ الولاة بإيعاز من وزارة الداخلية إلى إنقاذ المرشح بوتفليقة و جعله يخرج فائزا من الانتخابات بشق الأنفس، لو نافسه في السباق شخص بسيط مثل علي بن حاج ؟!السلطة تعلم جيدا أنها " لا تعلم الكثير " عن توجهات الجزائريين و مواقفهم منها و من رموزها، و لذلك، هي غير مستعدة للمغامرة. و السماح بترشح رجل مثل علي بن حاج يُعدُّ في نظرها مغامرة المغامرات، لأن الشعب قد يفاجئها من حيث لا تحتسب، و يتكرّر السيناريو ذاته الذي حدث في تشريعيات ديسمبر 1991 الملغاة، مع أن التقارير " الخاصة جدا" التي كان يتلقاها الرئيس الشادلي بن جديد عشية تلك الانتخابات كانت تقول له بأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الحضيض، و السلطة تحتل قلوب الجزائريين.
المصدر
https://asrarlhebdo.blogspot.com/
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
سلام عليكم انا عمري ولا انتخبت حتى الانتخاب تاع لبارح لم انتخب ولكن لو يرشح روحو علي بن حاج نوعدكم بلي نشارك ونفوطي عليه الوحيد لي عرفتو عندو كلمة وعندو مبدا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
خلوه يترشح مرة باش يبانوا أتباعوا ويلاحقوهم ، ماراحش يعاودولوا .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
والله انا شخصيا اعتبره مجرم وارهابي محمي سياسيا ........بل انه كان السبب في مقتل الدبلوماسيين الجزائريين في بغداد........ومادا ننتظر منه وهو يشجع من في الجبال على عدم النزول ....فهو من دعاة الفتن ...كما اني لاحظت انه يحب الظهور الاعلامي كثيرا ........وليحمد الله انه في في الجزائر لانه لو كان في دوله اخرى لتم محوه من احصاء السكان.....شكرا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
حتى و لو ترشح
جيل جديد مايعرفوش و ما يفوطوش عليه
و الجيل القديم النصف من انصار بن حاج ما عندوش الحق في الانتخاب
و النصف الباقي الكثير منه بدل جلده و تنكر لقناعاته
فمن بقي اذا لعلي بلحاج ......الا اذا اراد الشعب انتخابه تشفيا في الدولة و النضام
و تلك مغامرة لن تتيحها له لا السلطة و لا احزابها
..................
و كما ذكرت في موضوعك علي بن الحاج او الرجل الثاني في الفيس يحترمه كل الجزائريين اعداؤه قبل اصدقائه
و الاحترام لا يعني التزكية كما قلت في موضوعك ...
.لسبب واحد لأنه صمد ايام العاصفة على مواقفه و مبادئه
و لم يبع كما باع غيره و لم يخف كما خاف غيره و لم ينافق كما نافق غيره
و بقي كماهو بلباسه بخطابه بتمرده بعنده بخرجاته
و عكس بحق شخصية الجزائري الذي ان مات يموت واقفا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
شكرا أخي حازم .