عنوان الموضوع : الثابت المطلق اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

الثابت المطلق
الثابت المطلق في العلاقات الجزائرية الفرنسية، عبر كل المراحل، هو عدم خلوّها من الأزمات والتأزم بين الفينة والأخرى. إذ لم تكد تخلو أي عشرية من العشريات المنقضية من عمر الدولة الجزائرية المستقلة من محطات التوتر الحاد بين طرفي المعادلة، لكن في المظهر فقط، أما في العمق فلم يكن متصورا ولا يمكن أن نتصور، لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل، أن تصل التشنجات إلى المستوى الذي عرفته مثلا العلاقات الجزائرية المغربية في ظروف التأزم المعروفة.
هذا يعني بالضرورة أن هذه الخلافات تبقى دائما دون مستوى القطيعة الحادة، أو بمعنى أدق، تبقى دائما حبيسة الخطاب الإعلامي والتصريحات السياسية النارية خاصة من الطرف الجزائري، وهو ما يعني في المحصلة النهائية أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد زوبعة في فنجان، كما يقال، أو مجرد مناورات سياسية وإعلامية، تنتهي دائما بعودة الوصال وزوال الخصومة والخصام وكأن شيئا لم يكن.
الثابت المطلق كذلك، هو أن فرنسا وبحكم المقاييس العالمية المتعارف عليها، تبقى الدولة الكبرى في المجالات العسكرية والاقتصادية والصناعية، وواحدة من القوى التي لها كلمتها في صناعة القرارات الدولية لأنها وببساطة من الدول المتمتعة بحق النقض في مجلس الأمن الدولي ''الفيتو''، وبالمقابل نحن الطرف الأضعف لأننا وببساطة دولة من العالم الثالث... لكن هذا لا يعني كذلك أن ضعفنا في المجالات المذكورة، أننا ضعاف بالضرورة في المواجهة السياسية مع مستعمر الأمس، لأن بدائل تجاوز هذا الضعف وإسقاطه من حسابات المواجهة ممكن جدا، بل وفي متناول أضعف صانع قرار حكم الجزائر في الماضي أو الحاضر أو سيحكمها في المستقبل... غير أن هذا التجاوز والإسقاط مرهونان بتوفر إرادة سياسية مستقلة، وهو العامل الغائب من قاموس وفلسفة وثقافة ونفسية صانع القرار الجزائري للأسف الشديد.
بقي أن نقول بأن مسؤولي الجزائر ليسوا مرتبطين بفرنسا ماليا ومصلحيا، بل ووجدانيا كذلك، كون حساباتهم البنكية مفتوحة هناك في باريس، وفرنسا حجهم وحاجتهم، فهناك يقضون هم وبناتهم وأبناؤهم عطلهم السنوية وغير السنوية وهناك يدرسون، وبمستشفياتهم يستأصلون حتى زوائدهم الدودية وليس إجراء العمليات الجراحية المستعصية على أطبائنا ومستشفياتنا هنا في الجزائر فقط، فهل يعقل والحال هذه، أن ننتظر من مسؤولين، من هذه الطينة، أن يذهبوا بعيدا في خصام الجزائر مع فرنسا... وعليه فالثابت المطلق هو أن خطاب السلطة ''الصدامي'' مع فرنسا، كما هو الحال هذه الأيام، غير صادق، وكوشنير يعرف هذه الحقيقة معرفة يقينية.
أخيرا... الثابت المطلق أن ما يقال عن حلول الولايات المتحدة الأمريكية محل فرنسا في الجزائر غير وارد وغير صحيح، لأن مسؤولينا مرتبطون وجدانيا بفرنسا وسيحافظون على فرنسا، لأن في ذلك حفاظا على مصالحهم... ولمنتسبي الأسرة الثورة أن يجتروا خطاباتهم ويعيشوا في أوهامهم من اليوم إلى يوم يبعثون.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

سلام عليكم
شكرا على الموضوع

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :