بعد قرار دولة قطر مؤخرا بعدم منح التأشيرات للجزائريين لدخول أراضيها، والذي تلاه رد فعل رسمي جزائري بحر الأسبوع الماضي باستدعاء السفير القطري بالجزائر للاحتجاج والذي ناب عنه القائم بالأعمال بذات السفارة، لم تحسم الجزائر بعد في كيفية الرد سواء بالتعامل بالمثل أو متابعة الملف عبر القنوات الدبلوماسية.
ولحد الساعة لم تتخذ الجزائر أي قرار أو إجراء فيما يخص هذه القضية، إلا أن مصادرنا أكدت أن الحكومة الجزائرية تنتظر توضيحات من الجانب القطري قبل أن تدرس كيفية الرد وتصدر قرار بشأن منح التأشيرات للقطريين.
وتعتبر قطر قبل ظهور هذه القضية من بين الحلفاء الأساسيين للجزائر، وكان الأمير القطري يقوم بزيارات عمل مستمرة للجزائر، وحتى في الجامعة العربية فقد كانت كل من الجزائر وقطر تتحدثان بصوت واحد فيما يتعلق بالقضايا الكبرى على غرار قضية فلسطين.
ما هو السبب الذي أدى بقطر إلى تغيير موقفها اتجاه الجزائر فجأة ؟ مع العلم أنه لا يمكن للحكومة القطرية أن تتجاهل بأن قضية التأشيرات حساسة في الجزائر،فهي سبب رئيسي لحالة التوتر القائمة بين الجزائر وباريس ، و بين الجزائر و المغرب أيضا.
نظام يدافع عن الضحية و نظام يدعم الجلاد كيف يتفقان ؟
أعتقد أن السبب في ما يحدث بين الجزائر و قطر بداهة هو اختلاف وجهة نظر البلدين للأزمة الليبية ففي الوقت الذي تقوم فيه قطر الصغيرة بمساحتها الكبيرة بمواقفها بدورها كاملا في دعم الشعب الليبي لنيل حريته من الطاغية القذافي و نظامه الإجرامي الذي جثم على صدره طيلة 40 سنة و دعم الشعوب العربية المنتفضة ضد نظم القمع و الطغيان ، نجد النظام الجزائري و لسبب ما يواصل دعم القذافي( في معركته الخاسرة) و هو أمر يجد تفسيره المنطقي في خوف النظام الجزائري أن ينتفض الشعب الجزائري لإسقاطه كما حدث في ليبيا و مصر و تونس و سوريا و اليمن . و يبدو أن القطريين قد ضاقوا ذرعا بالدعم السياسي و الإعلامي و ربما العسكري الذي يقدمه النظام عندنا للقذافي و قد نفذ صبرهم أخيرا فقرروا إرسال إشارة واضحة للنظام عندنا بأنهم غير راضين عن موقف الجزائرالداعم لنظام يقتل شعبه .
شكرا قطر على دعم الشعب الليبي البطل ،
شكرا قطر على دعم الشعب السوري الباسل ، بالتأكيد شكرا قطر على قناة الجزيرة