عنوان الموضوع : منظومات الدفاع المضادة للصواريخ الباليستيكية خبر
مقدم من طرف منتديات العندليب

منظومات الدفاع المضادة للصواريخ الباليستيكية


يوليو 2016
1
منظومات الدفاع المضادة للصواريخ الباليستيكية
المصدر: السياسة الدولية
بقلم: حسام سويلم

شهدت الشهور القليلة الماضية، سباقا محموما بين الدول الكبرى وغيرها على الحصول على منظومات مضادة للصواريخ البالستية، سواء العابرة للقارات أو التكتيكية وقد تمثل ذلك بوضوح فى مطالبة الولايات المتحدة روسيا بإعادة النظر فى معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ (إيه بى إم) الموقعة فى عام 1972، وذلك بهدف إقامة نظام دفاع صاروخى مضاد للصواريخ (NMD)، كذلك فى تطوير روسيا فى المقابل لنظام متكامل للدفاع المضاد للصواريخ أطلقت عليه (انتى 2500) أما فى منطقة الشرق الأوسط فقد انعكس هذا السباق فى قيام إسرائيل بإدخال نظامها الصاروخى المضاد للصواريخ (آرو/السهم/حيتس) فى الخدمة لأول مرة بعد نجاح تجاربه، والإعلان عن موافقة الجيش الأمريكى على أن يبيع لإسرائيل منظومة ليزرية (THEL) مضادة للصواريخ التكتيكية قصيرة المدى ـ مثل الكاتيوشا التى تطلقها المقاومة اللبنانية على المستعمرات بشمال إسرائيل وفى المقابل تسعى عدد من الدول العربية وإيران لامتلاك منظومات مضادة للصواريخ مثل النظام الأمريكى (باتريوت) أو النظام الروسى (S300) كما بدأت الهند جهودا مماثلة لنشر شبكة من الصواريخ المضادة للصواريخ تعتمد على التكنولوجيا الروسية فى مواجهة تصاعد الترسانة الصاروخية البالستية لكل من الهند والصين، وذلك حول نيودلهى والجنوب أما فرنسا وإيطاليا وبريطانيا فقد اتفقت على تبنى مشروع مشترك يلبى حاجاتهم فى المستقبل فى مجال أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات ليكون جوهر النظم الدفاعية الجوية المقبلة لأساطيلهم وقد واكب بروز هذه الجهود انعقاد مؤتمر المراجعة السادس لمعاهدة حظر الانتشار النووى NPT فى 24 أبريل الماضى ولمدة شهر تحت رعاية الأمم المتحدة، وشاركت فيه وفود 187 دولة، والذى ناقش سباق التسلح النووى فى شبه القارة الهندية، والتطوير الذى شهدته السنوات القليلة الماضية للصواريخ البالستية، والوضع النووى فى الشرق الأوسط، والقرارات والمبادرات الدولية المتعلقة بالأسلحة النووية وعلى رأسها مبادرة الرئيس مبارك لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية كما ناقش المؤتمر مدى التنفيذ الدقيق لبنود والتزامات المعاهدة التى سرى مفعولها منذ ثلاثين عاما، وانضمت إليها معظم دول العالم باستثناء إسرائيل والهند وباكستان وكوبا، والخلاف بين الدول النووية الخمس الكبرى والدول غير النووية حول التخلص الكامل من الأسلحة النووية فى ظل الاستقرار الاستراتيجى السائد عالميا بين الدول الكبرى، إلا أن أهم قضيتين اجتذبتا الاهتمام هما:ـ خطط الولايات المتحدة لبناء درع مضاد للصواريخ البالستية، وحملة الدول العربية لإجبار إسرائيل على فتح منشآتها النووية أمام المراقبة الدولية، وهو ما ترفضه إسرائيل بمساندة الولايات المتحدة التى طالبت بعدم طرح المسألة النووية الإسرائيلية للنقاش، الأمر الذى وضع الولايات المتحدة فى مأزق لأنها وجدت نفسها فى موقف لا تستطيع الدفاع عنه أو تبريره، فى ذات الوقت الذى تسعى فيه إلى دفع الهند وباكستان لمناقشة سباقهما النووى كما رفضت الدول العربية الفكرة التى تروج لها الإدارة الأمريكية بإقامة نظام دفاعى ضد الصواريخ الحاملة لرؤوس نووية فى الشرق الأوسط، ذلك لأن جميع دول هذه المنطقة باستثناء إسرائيل انضمت إلى معاهدة الحد من الانتشار النووى، وبالتالى لا أحد فى داخل الإقليم يهدد بأى ضربات نووية عدا إسرائيل، وهو ما يفرض أن يكون التوجه نحو إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها الأسلحة النووية وتعتمد فكرة الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ على إقامة درع من وسائل إيجابية وانذارية تقى المنطقة المطلوب حمايتها من قصف الصواريخ المعادية، وذلك باعتراضها فى الفضاء أو فى الجو وتدميرها قبل وصولها إلى أهدافها لذلك تتكون هذه الأنظمة من عدة منظومات فرعية كالآتى:ـ أ ـ منظومة استطلاع وإنذار مبكر واتصالات:ـ تعتمد على عدد من أقمار التجسس والإنذار والاتصالات وطائرات استطلاع وإنذار مبكر وقيادة وسيطرة ـ مثل الأواكس و E2C ـ تقوم بما تحمله من مستشعرات باستطلاع كل ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل ووسائل إطلاقها فى المنطقة المعنية، وذلك بناء على معلومات مخابراتية مسبقة وفرتها وسائل تجسس واستطلاع أخرى لأماكن المستودعات التى تخزن فيها الصواريخ المعادية والرؤوس النووية والكيميائية والبيولوجية التى ستحمل بها، ومواقع إطلاق هذه الصواريخ، والمصانع والمعامل التى يتم صناعتها فيها، والمراكز البحثية الخاصة بتطويرها، والطرق المتوقع أن تتحرك عليها من مستودعات تخزينها إلى مواقع إطلاقها، وأماكن الوحدات العسكرية الميدانية المسلحة بهذه الأنظمة الصاروخية ويمكن لهذه المنظومة بما تحويه من مستشعرات حرارية وضوئية ورادارية ذات مدى كشف بعيد أن تحدد هذه الأهداف وتتابعها، كما يمكن أن تكشف لحظة إطلاق الصاروخ المعادى ومكانه، ومن خلال الاتصال القائم بين أقمار الإنذار وأقمار الاتصالات، وبين الأخيرة ومراكز الإنذار الأرضية والمربوطة مع وسائل الاستطلاع والإنذار المبكر والقيادة والسيطرة الجوية ووسائل الدفاع الصاروخية والجوية الإيجابية، يتم اعتراض الصواريخ المعادية فى الجو، كما يتم توجيه أسراب المقاتلات المخصصة لقصف مواقع إطلاق هذه الصواريخ وتدميرها قبل أن تنتقل منها إلى مواقع أخرى وكما يتم الاستطلاع والإنذار بالنسبة للصواريخ المعادية، يتم كذلك بالنسبة للطائرات المعادية قبل وأثناء شن هجماتها الجوية سواء الحاملة لذخائر تقليدية أو ذخائر دمار شامل، وذلك من خلال الرصد والمتابعة المسبقة للقواعد والطائرات الجوية المعادية، وتحركات الأسراب الجوية منها واليها، وحالات الاستنفار فيها، ومراقبة اتصالات مراكز القيادة والسيطرة المعادية سواء على المستوى الاستراتيجى أو التكتيكى وتعطى منظومة الاستطلاع والإنذار المبكر اهتماما كبيرا لمناطق إجراء التجارب على أسلحة الدمار الشامل ووسائل إطلاقها (صاروخية، جوية، أو مدفعية)ـ ـ حيث يعتبر الرصد المبكر لعمليات التجارب المعادية فى هذا المجال من الدلائل القوية على مدى التطوير الذى استحدثه الخصم فى ترسانته من هذه الأسلحة، سواء فى قوتها أو مداها أو نوعيتها كما يمكن لوسائل الاستطلاع الجوى والأرضى (مجموعات مخابرات خلف خطوط العدو) إلقاء وبث نوعيات من المستشعرات التى تحدد نوعية أسلحة الدمار الشامل التى يمتلكها الخصم، ومكان تواجدها وتوقيت استخدامها وبالتالى فإنه بواسطة هذه المعلومات يمكن شن عمليات إجهاض مبكرة لبرامج الخصم فيما يتعلق بما يمتلكه من أسلحة دمار شامل ووسائل إيصالها، سواء بضربات وقائية أو استباقية، أو بالعمليات التحتية الخاصة ب ـ منظومة قيادة وسيطرة وتحكم:ـ وأبرز وأحدث الأمثلة على هذه المنظومة، مركز القيادة والسيطرة والتحكم الموجود فى (باكلى) بولاية كولورادو بالولايات المتحدة، والمتصل بأقمار الاتصالات التى تنقل عن أقمار الإنذار جميع المعلومات التى تحصل عليها، لاسيما لحظة ومكان إطلاق الصواريخ المعادية، حيث تصل المعلومة إلى مركز الإنذار الأرضى الرئيسى والذى ينقلها إلى مراكز قيادة وسيطرة وتحكم أخرى فرعية قادرة على تنفيذ الرد الإيجابى بالوسائل المختلفة فيما لا يزيد عن 6ر1 دقيقة من لحظة إطلاق الصاروخ المعادى وأحد هذه المراكز النوعية يوجد فى تل أبيب بإسرائيل ويتلقى الإنذار فى نفس توقيت حصول مركز (باكلى) عليه ومن المنتظر أن يشمل مشروع الدفاع الصاروخى الأمريكى NMD والمتوقع أن يصدق عليه الرئيس الأمريكى كلينتون فى يونيو 2016 ـ إنشاء مراكز قيادة وسيطرة أخرى فرعية فى آسيا والخليج حيث توجد المصالح الأمريكية فى اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان ودول مجلس التعاون الخليجى ومن أهم وأبرز البرامج الجارى تطويرها بالولايات المتحدة فى هذا المجال، والتى تحوى أجهزة رصد واستشعار متعددة، بجانب الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة الأحدث تكنولوجيا، ما يعرف ب (مركز القيادة المتكامل المتعدد الاستشعار المحمول جوا) والمحمل فى طائرة بوينج 777 مزودة أيضا بوسائل متعددة للحرب الإلكترونية فى مجال الاستطلاع والإعاقة اللاسلكية والرادارية ج ـ منظومات اعتراض إيجابية:ـ تعتمد على أساليب إيجابية مختلفة تستهدف اعتراض الصواريخ المعادية فى الفضاء والجو وتدميرها قبل أن تصل إلى أهدافها ومن هذه المنظومات الآتى:
ـ 1 ـ الصواريخ المضادة للصواريخ:ـ تكتشف الصواريخ المعادية بواسطة أنظمة الرادار الملحقة بوحداتها الميدانية، بعد تزويدها بالمعلومات من مراكز الإنذار والقيادة والسيطرة وبعض هذه المنظومات قادر على اعتراض الصواريخ عابرة القارات، وبعضها مخصص لاعتراض الصواريخ البالستية متوسطة المدى ففى الولايات المتحدة تم تطوير نظام الدفاع الصاروخى (إكسو أتموسفريك كيل فيهيكل) ـ مركبة النقل خارج الغلاف الجوى ـ الذى أجريت تجربته بنجاح فى الثانى من أكتوبر 1999 من قاعدة أتول فى كواجالين بجزر مارشال، ونجح فى اعتراض صاروخ استراتيجى نووى طراز دمينوتمان) ـ بدون رأس نووى ـ أطلق من قاعدة اندنبرج الجوية فى كاليفورنيا على مسافة 225كم فوق المحيط الأطلنطى، وذلك عن طريق الارتطام المباشر بسرعة قدرها نحو 26 ألف كيلومتر/ساعة ويزن الصاروخ الدفاعى 54 كيلوجراما وطوله 140سم، ومن المفترض أن ينجح هذا الصاروخ فى اعتراض الصاروخ المعادى خلال ست دقائق فقط من إطلاقه وتدميره وطبقا لتقديرات البنتاجون فإن الخطة التى تستهدف نشر 100 صاروخ مضاد للصواريخ فى قاعدة واحدة فى (الاسكا) ستتكلف 30 مليار دولار ولكن تقديرات الكونجرس تشير إلى أن تكلفة النظام المتكامل للدفاع الصاروخى NMD الذى تعتزم الولايات المتحدة نشره بهدف بناء درع يحميها من هجمات الصواريخ المعادية، ومن خلال قاعدتين فى (الاسكا) بهما ـ 250 صاروخا مضادا للصواريخ، تبلغ 60 مليار دولار حتى عام 2015 مع وضع معدلات التضخم فى الاعتبار لذلك تتجه الإدارة الأمريكية إلى دول الخليج لتمويل هذه الخطة من أجل إقامة نظام الدفاع الصاروخى الفرعى فى منطقة الخليج ب 10 مليارات دولار كما تبذل الولايات المتحدة جهودا لتطوير أنظمة دفاع صاروخية ضد الصواريخ متوسطة المدى البالستية التى تهدد مصالحها فى مناطق مختلفة من العالم مثل الخليج من قبل إيران والعراق، وفى شرق آسيا من قبل كوريا الشمالية، وذلك بواسطة الصواريخ المضادة للصواريخ (باتريوت) لاسيما الجيل الأحدث منه (PAC ـ 3) ، والنظام الدفاعى الآخر تحت التطوير (ميادس) أما إسرائيل ـ ـ وبمساعدة تكنولوجية وأموال أمريكية ـ فقد نجحت أخيرا فى إدخال صاروخها المضاد للصواريخ (آرو/حيتس/السهم) إلى الخدمة، ويتوقع أن تحصل الولايات المتحدة على أعداد منه للخدمة فى الجيش فى دوائر إقليمية معينة ويستطيع هذا الصاروخ اعتراض الصواريخ المعادية على الارتفاعات المتوسطة وبعيدة المدى فى منطقة تتراوح مساحتها ما بين 50 ـ 60كم2، وهو يتكون من مرحلتين لزيادة مدى الاعتراض، كما يعمل بواسطة محركى دفع، ويحمل رأسا متفجرة تعمل بالنظام الطرقى ويمكن له مطاردة الهدف بواسطة نظام رصد إلكترونى متقدم، وبه ذاكرة للمعلومات وتتكون بطارية الصواريخ (آرو) من ثلاثة قواذف، والقاذف عبارة عن قاطرة متحركة محمل عليها وحدة حفظ 6 صواريخ بإجمالى 18 صاروخ مع البطارية أما جهاز الرادار العامل مع هذا النظام فهو من النوع بعيد المدى طراز (Green ـ Pines) من إنتاج شركة (ايلتا) الإسرائيلية لصناعة الإلكترونيات فى أشدود حيث يقوم هذا الرادار بتحديد موقع الصاروخ المعادى ونقطة وتوقيت اعتراضه بواسطة الصاروخ (آرو) ، وبما يساعد إلى حد كبير فى توجيه المقاتلات نحو الموقع الذى انطلق منه الصاروخ المعادى لتدمير الوحدة التابع لها قبل أن تغادره إلى موقع إطلاق آخر ويصل مدى الكشف الرادارى إلى 80كم كما يوجد مع بطارية الصواريخ (آرو) وحدة قيادة وسيطرة داخل مركبة مجهزة بحاسب إلكترونى ووسائل اتصال لإدارة نيران البطارية، بالإضافة لوحدة مراقبة القواذف داخل مركبة خفيفة لمتابعة أعمال تجهيز القواذف وإطلاق الصواريخ وتستهدف خطة الدفاع الصاروخى الإسرائيلية المعروفة ب (حوما/الجدار الحامى) إنتاج 240 صاروخ (آرو) يتم توزيعها بمعدل ـ 60 صاروخا على كل من الجبهات الثلاثة المحيطة بإسرائيل (مصر، سوريا، والأردن)، والاحتفاظ ب 60 صاروخا كاحتياطى استراتيجى وذلك حتى عام 2015 وفى روسيا، حيث بدأ السوفيت فى الستينات بإقامة نظام دفاعى صاروخى مضاد للصواريخ عابرة القارات حول موسكو أطلقوا عليه الاسم (جالوش)، وقد تم تطويره لاسيما فى الدفاع عن صوامع الصواريخ الروسية عابرة القارات، فقد اهتمت بعد توقيع اتفاقية 1972 مع الولايات المتحدة، والتى تحد من أنظمة الدفاع المصممة لإسقاط الصواريخ المعادية ـ بتطوير أنظمة مضادة للصواريخ متوسطة المدى، فأنتجت النظام الصاروخى (أس ـ 300) المضاد للصواريخ، ثم طورته بعد ذلك إلى النظام ـ (أنتى 2500)، والذى يمكنه إصابة 24 هدفا طائرا و 16 هدفا بالستيا فى وقت واحد بنظام تحكم ذاتى كامل وقد أثبتت التجارب الأولية فعاليته بنسبة لا تقل عن 98% ـ 2 ـ صاروخ الطاقة الكامنة: يتوقف النجاح فى اعتراض الصواريخ البالستية متوسطة المدى على القدرة فى تحقيق الاشتباك على مسافة لا تزيد عن 50كم من لحظة انطلاق الصاروخ المعادى وذلك يعنى أن الاشتباك مع صاروخ مثل (سكود) الذى يتراوح مداه ما بين 300 ـ 600كم ـ طبقا للتطوير ـ ينبغى أن يكون على مسافة 250كم أما الصاروخ الذى يقوم بعملية الاعتراض فى هذه المرحلة فإن سرعته لا ينبغى أن تقل عن 5.5كم/ثانية، كما أن سرعة اندفاعه أثناء المرحلة الأولى لا ينبغى أن تقل عن 8كم/ثانية ولأن جميع الصواريخ المضادة للصواريخ المتاحة حاليا ـ مثل الباتريوت ـ لا تحقق أى من مستويات السرعة المطلوبة، فإن جهود البحوث لتحقيق اشتباك ناجح ضد الصواريخ البالستية فى مرحلة الانطلاق المبكرة تم تركيزها على تطوير ما يطلق عليه (صاروخ الطاقة الكامنة) ، حيث سرعة الطيران أثناء فترة احتراق الوقود لابد أن تكون أكثر من 5ر3كم/ثانية، وأن يعتمد على قاذف إطلاق دائرى (360 درجة) وبما يمكنه من الانطلاق فى أى اتجاه محتمل للاشتباك، وأن تكون زاوية ارتفاع الإطلاق للقاذف فى حدود 30 درجة، وأن يصل زمن طيرانه إلى 70 ثانية ولتحقيق القدرة المطلوبة على الاشتباك فإن الصاروخ المضاد للصواريخ ينبغى أن يزود بنظام يمكنه اكتشاف الصاروخ المعادى على مسافة لا تقل عن 40كم وبزاوية تركيز للرؤية أقل من 10 درجات، وبسرعة اشتباك بعد التعرف على الهدف ما بين 1 ـ 3.5كم/ثانية، وأن يتم الاشتباك على ارتفاع لا يقل عن 15كم من سطح الأرض وقد وضعت الولايات المتحدة بالفعل تصميما لهذا الصاروخ تقترب مواصفاته العملياتية من هذه المواصفات، يبلغ وزنه 33كجم، ولديه باحث عن الأهداف يمكنه التعرف على الهدف على مسافة 44كم، وتنفيذ الاعتراض عند سرعة تتراوح بين 2 ـ 5كم/ثانية، وعلى ارتفاعات من 10 إلى 60كم ومزود بمنظومة مستشعرات يعمل بجانبها عدد من محركات الدفع الصاروخى صغيرة الحجم تتولى تحويل أوامر المستشعرات إلى حركة تتحكم فى اتجاه طيران الصاروخ وزاوية طيرانه، وعن طريق المستشعرات ومحركات الدفع صغيرة الحجم يكتسب الصاروخ قدرته على المناورة أثناء الطيران ويمكن لهذا الصاروخ المضاد للصواريخ أن يطلق من منصة إطلاق محمولة جوا، حيث يحقق معدل مناورة موازيا للهدف تصل إلى 11كم فى مرحلة طيران طولها ما بين 65 و 70 ثانية فى مواجهة صاروخ معاد مداه 900كم ـ 3 ـ أسلحة الطاقة الحركية (KEW) Kinetic Energy Weapons وتطلق من قواعد أرضية أو فضائية، وتقوم فكرتها على قذف مقذوفات فى مسار الصواريخ المعادية بواسطة مدفع أو قضبان يعمل بالطاقة الكهرومغناطيسية، وهذه المقذوفات مجهزة بنظام توجيه ذاتى Homing Terminal Guidance يوجه المقذوف نحو الهدف ويتجه التطوير نحو جعل هذه المقذوفات تنطلق منها مقذوفات فرعية كتلتها فى حدود 10كجم لكل منها وبسرعة تصل إلى 40كم/ثانية نحو الصواريخ المعادية وذلك قبل أن يدخل الصاروخ المعادى فى مرحلته النهائية نحو الهدف لذلك يفضل استخدام هذه المنظومة من محطات فضائية، وقد نجحت إسرائيل فى إجراء تجربة على هذه المنظومة ضد صاروخ معاد وأسقطته، ولكن ليس من المتوقع أن تدخل هذه المنظومة الخدمة قبل عام 2016 ـ 4 ـ أسلحة الطاقة الإشعاعية (DEW) Directed Energy Weapons، تعتمد على أنظمة أشعة موجهة عالية الطاقة مثل أشعة (ليزر إكس)، وأشعة الجسيمات المشحونة، وأشعة الجسيمات المتعادلة ويتم توليد أشعة الليزر بالوسائل الكيميائية أو الميكانيكية، وذلك بعد نجاح الأبحاث الخاصة بإنتاج ليزر الإلكترون الحر، واستقرار تكنولوجيا إنتاج أشعة الجزيئات المحايدة حيث أصبح بالإمكان تطوير نظام تسليح شعاعى محمول جوا يمكنه اعتراض الصواريخ المعادية فى الجو وقد كانت الولايات المتحدة رائدة فى هذا المجال عندما تمكنت من تطوير مولد الشعاع عالى القدرة بقوة 2 ميجاوات فى عام 1991 تقترب قدراته من الشعاع المطلوب كسلاح مضاد للصواريخ وباستكمال خطوات التطوير أصبحت هذه المنظومة تتكون من سبع طائرات نقل جوى بوينج 747 أو ما يعادلها تحلق على ارتفاع يتراوح ما بين 12016 ـ 13500 مترا تحمل معدات إنتاج شعاع ليزر عالى القدرة، وذلك بالإضافة لمعدات توجيه، ويمكنها الاشتباك مع أهداف على مسافة أكثر من 450كم بواسطة شعاع ليزر كيميائى تزيد قدرته على 3 ميجاوات يتم تسليطها على أجزاء معينة من جسم الصاروخ لمدة تتراوح بين 3 ـ 5 ثوان وبما يؤدى إلى صهرها وأتلاف المكونات الداخلية فيها، خاصة الأجزاء الخاصة بالوقود للإسراع فى تفجير الصاروخ أثناء تحليقه فى الجو، وكذلك منظومة التوجيه ويتميز هذا النظام بقدرته على العمل وإنتاج الشعاع المطلوب بكفاءة عالية على الارتفاعات المتوسطة معظم أوقات السنة إلا أن مثل هذه المنظومات لإنزال فى حاجة إلى الكثير من التجارب العملياتية حتى تصبح قادرة على العمل بكفاءة كاملة ومن المتوقع أن تستمر هذه التجارب إلى ما بعد عام 2016 وكان السلاح الجوى الأمريكى قد أجرى فى أكتوبر 1998 أول اختبار ناجح لمركبة جوية ذات طاقة ليزرية عالية ضمن برنامجه المسمى (الليزر المحمول جوا) وقد ذكرت مجلة (بوبيولار ساينس) الأمريكية نقلا عن (ويليام مارتل) رئيس فرع القوات الجوية فى كلية الحرب بمونتجومرى ألاباما أن الجيش الأمريكى يعكف حاليا على تطوير أنظمة أسلحة الليزر الفضائية لتدمير الصواريخ عابرة القارات ـ وهو ما يعد إحياء لبرنامج حرب النجوم الذى تم تجميده فى التسعينات بعد توقيع الاتحاد السوفيتى على معاهدة ـ (ستارت ـ 1) وأفادت المجلة أن قيادة سلاح الفضاء الأميركى أن المنظومة الجارى تطويرها تضم 20 قاعدة إطلاق عبر أقمار صناعية تدور فى مسارات فضائية تبعد حوالى 800 ميل من سطح الأرض وقادرة على إصابة وتدمير صواريخ بالستية عابرة للقارات على بعد 2500 ميل فى أقل من 10 ثوان، وبإمكانها تدمير 100 صاروخ باليستى معادى فيما بين 200 إلى 500 ثانية ـ 5 ـ أنظمة إشعاعية مضادة للصواريخ قصيرة المدى:ـ برزت أهمية هذه الأنظمة أخيرا بسبب تعرض شمال إسرائيل لقصف الصواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى بواسطة المقاومة اللبنانية وهو ما لا تستطيع الوسائل المضادة للصواريخ السابق الإشارة لها فى التصدى لها لذلك حرصت إسرائيل على طلب مساعدة الولايات المتحدة للحصول على نظام تسليحى قادر على ذلك، وجاءت الاستجابة الأولى فى عام ـ 1995 بواسطة نظام إشعاعى أطلق عليه (نوتيلوس) من إنتاج شركة (TRW) فى كليفلاند بولاية كاليفورنيا، وكان قد تم وضعه على الرف منذ السبعينات بسبب مبادرة (حرب النجوم) التى غطت عليه ويعتمد نظام نوتيلوس على إنتاج شعاع ليزر (فلورايد دوتر) ـ الهيدروجينى الثقيل ـ من مصدر محمول جوا يتم توجيهه على الصاروخ كاتيوشا المعادى وبتركيز لمدة 15 ثانية خلال تحليقه، مما يتسبب فى صهر الجزء المعرض من جسم الصاروخ وتفجيره وقد أجريت فى فبراير 1995 تجربة بولاية فلوريدا حضرها عدد من العسكريين الإسرائيليين ونجحت فى تسليط شعاع الليزر لمدة 15 ثانية ـ نصف زمن طيران الصاروخ ـ وبما أدى إلى تفجيره فى الجو ثم تجدد الحديث عن هذه الأنظمة أخيرا ـ أبريل 2016 ـ عندما أعلنت قيادة الدفاع الفضائى والصاروخى التابعة للجيش الأمريكى أن الولايات المتحدة تستعد خلال السنة المالية المقبلة التى تبدأ فى أكتوبر القادم لشحن منظومة مضادة للصواريخ قصيرة المدى تعمل بأشعة ليزر عالية القدرة إلى إسرائيل وأن هذه المنظومة تم تطويرها فى إطار مشروع مشترك مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، ويطلق على هذه المنظومة (THEL) ، وأن التجارب على هذه المنظومة قد تمت بنجاح مع أهداف متحركة، وتبلغ قيمة العقد 200 مليون دولار تتكفل الولايات المتحدة بدفع 60% منهم وإسرائيل بالباقى، وأوضح الجنرال (جون كاستيللو) رئيس هذه القيادة أن هذا السلاح يمكنه أن يحدث ثورة فى مجال حماية الجنوب من الصواريخ وقذائف المدفعية والمورتار، لكن استخدامه فى المطر والضباب ما يزال يحتاج إلى تجارب خاصة وتستطيع أشعة الليزر عالية القدرة أن تخترق ألواح الصلب التى يتراوح سمكها ما بين 5ر1 ـ 2مم، وفى حالة اصطدام هذا الإشعاعات بمخزن الوقود فى الصاروخ، فإن ذلك يؤدى إلى رفع درجة حرارة الوقود وتفجيره مع الصاروخ كله ويتم توليد شعاع الليزر من خليط من اليود والأكسجين كيميائيا، وهذا النوع من أشعة الليزر يتميز بإمكانية إنتاجية فى ظروف الضغط العالى الموجود فى طبقات الجو العليا، كما يتميز باستمراره لفترات طويلة ويعمل شعاع الدايو أوكسيد ليزر فى الطول الموجى 3ر1 ميكرون وهو ما يساعد على توليد شعاع جيد لمسافة طويلة تخدم أغراض استخدامه من منصات محلقة جوا وتعتبر منظومة الليزر المحمولة جوا ABL بمثابة الأساس الذى يجرى تطويره حاليا لصالح إنتاج قدرات إشعاعية ضد الصواريخ البالستية على المستوى الاستراتيجى أيضا، وكذلك الصواريخ الطوافة (كروز) ، وذلك من خلال التعرف عليها وتسديد أشعة الليزر عالية القدرة إليها لتدميرها كما يمكن لهذه الأشعة تدمير وسائل الدفاع الجوى الموجودة على الأرض، بتدمير هوائيات الرادارات والصواريخ الموجودة على منصات الإطلاق، واستخدامه ليلا ونهارا ـ 6 ـ أساليب أخرى مضادة للصواريخ:ـ لجأت إسرائيل إلى تطوير أساليب أخرى لمواجهة التهديد الصاروخى الذى تشعر به، فبجانب الوسائل السابقة تبحث إسرائيل فى إمكانية الاعتماد على الصواريخ جو/جو ـ مثل باثيون 4 ـ الذى انتجته فى مصانعها ويتميز بسرعة عالية وقدرات مناورة فائقة لتعترض الصاروخ المعادى وتدمره فى الجو بعد إطلاقه من مقاتلة ف ـ 15 أو ف ـ 16، كذلك النظام الصاروخى جو/جو (دو آف) ورغم أن مثل هذه الصواريخ جو/جو مزودة بمحرك دفع صاروخى متطور يمكنه أن يزيد من سرعة اندفاع الصاروخ إلى ما بين 5ر1 ـ 2كم/ثانية، إلا أن إمكانية الاشتباك بها ستكون محدودة للغاية لوجود أكثر من عامل متداخل فى حسابات السرعة والمسافة، كذلك الحسابات البالستية ونظرا لقصر الزمن المتاح للاشتباك فى هذه الحالة، فإن أى حاسب إلى مهما بلغت سرعته فى معالجة البيانات لن يكون قادرا على حل مسائل الاشتباك كما أن القدرة على توقع المسار المحتمل للصاروخ المعادى لتوجيه المقاتلة الحاملة للصاروخ جو/جو المضاد تعتبر محدودة ولأن للطائرة دائرة عمل ذات نصف قطر محدود، ومع السرعة البطيئة نسبيا للطائرة مقارنة بالصاروخ، فإنها لن تستطيع أن تناور للحاق بالصاروخ فى منطقة عمله الحقيقية، وذلك كله يجعل نجاح هذا الأسلوب محدودا فى مجال التطبيق عمليا كما بحثت إسرائيل أيضا فى إمكانية الاعتماد على الطائرات بدون طيار التى تشتهر بتصنيعها فى تزويدها بصواريخ بالغة الصغر لاعتراض الصواريخ المعادية، وهو المشروع الذى عرف باسم (أبيس) ، ولأن تكلفته المبدئية تصل إلى 200 مليون دولار، وإجماله فى النهاية 2 مليار دولار، وهى تكلفة باهظة بجميع المقاييس، فإنه يصادف معارضة قوية من جانب كل من إسرائيل والولايات المتحدة ـ ولأن الصواريخ قصيرة المدى ـ مثل الكاتيوشا ـ تشكل تهديدا واقعيا وفاعلا للمستعمرات الإسرائيلية فى الجليل، وبسبب وجود شكوك حول فاعلية أنظمة الأسلحة الإشعاعية المضادة لها فى حماية الحدود الشمالية لإسرائيل، وبما يشكل درعا واقيا يصعب اختراقه حيث سيتطلب الأمر نشر العديد من الأنظمة التسليحية لتحقيق هذا الهدف لاسيما بعد انسحاب إسرائيل المقرر فى يوليو القادم من جنوب لبنان، وهو ما يعنى اقتراب الكاتيوشا أكثر من المستعمرات الإسرائيلية، فقد قامت الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بسلاح آخر مضاد للصواريخ (فلانكس) وهو عبارة عن مدفع ذى ست فوهات إلى عيار 20مم يوجه ذاتيا بالرادار ضد الصاروخ المعادى الموجه ضد قطع البحرية فى الأصل، ويمكنه التعامل مع الصواريخ قصيرة المدى لكن على الرغم من كل هذه الجهود التى تبذلها الدول المعنية بمواجهة ما تتعرض له من صواريخ بالستية ـ سواء كانت عابرة للقارات أو متوسطة أو قصيرة المدى ـ فستبقى المشكلة قائمة، حيث لا يمكن أن تزعم أى من هذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة أن هذه الجهود يمكن أن توفر لها درعا واقيا تماما يمنع نفاذ أى صاروخ معاد إلى داخل أراضيها والتحدى الهائل الذى تواجهه أشبه بإطلاق النيران على رصاصات منطلقة نحوها بسرعة رهيبة بهدف منعها من الوصول إلى أهدافها وستظل المشكلة الأكبر التى تواجهها هذه الدول ـ وعلى رأسها إسرائيل ـ هى صعوبة أو استحالة التصدى لقصف مكثف وفى أكثر من اتجاه بواسطة الصواريخ البالستية متوسطة أو قصيرة المدى، لاسيما إذا أطلقت فى وقت قصير جدا، وهو ما يخشاه قادة إسرائيل ويطلقون عليه (استراتيجية الإغراق الصاروخى) حيث يقدرون أن الدول العربية وإيران يمتلكون ما بين 1500 ـ 2016 صاروخ تستطيع الوصول إلى أراضى إسرائيل، ولو تمكنت هذه الدول من تحقيق تنسيق فيما بينها أثناء أى صراع مسلح فى المستقبل، ووجهوا ما يملكونه من صواريخ ضد إسرائيل فى توقيتات متزامنة، فإن جميع الأنظمة المضادة للصواريخ التى سبق الإشارة إليها، لن يكون بإمكانها إسقاط أكثر من خمس (20%) مما ستتعرض له إسرائيل، ويزداد الأمر سوءا بالنسبة لإسرائيل إذا كانت هذه الصواريخ أو نسبة منها محملة برؤوس ذات دمار شامل (كيميائية أو بيولوجية) ، حيث يمكن ـ طبقا للتقديرات الإسرائيلية ـ لحوالى 500 صاروخ سكود محملة بمثل هذه الرؤوس أن تلوث مساحة من إسرائيل تقدر ب 25000 هكتارا، باعتبار أن بإمكانية الصاروخ الواحد تلويث 50 هكتارا وهو ما لا تستطيع تحمله، لاسيما وأن معظم أهدافها السكانية والاستراتيجية متجمعة فى مناطق محدودة من شمال ووسط إسرائيل لذلك فهى إلى جانب الأساليب الإيجابية المضادة للصواريخ السابق الإشارة لها، وبالإضافة لاستراتيجية الردع الجسيم المتمثل فى الحتكار النووى الذى تملكه والتفوق فى الميزان العسكرى التقليدى وفوق التقليدى، فإنها تتخذ العديد من إجراءات الوقاية السلبية لحماية سكانها من احتمالات تعرضهم لهجمات صاروخية، وهو ما يتمثل فى توزيع 5ر4 مليون قناع واقى على الإسرائيليين ـ بنسبة 85% من إجمالى السكان ـ بالإضافة لتجهيز الملاجئ المحصنة والمزودة بمرشحات واقية، وتحصين السكان ضد غازات الحرب الكيميائية والأمراض البيولوجية بالأمصال الواقية، إلى جانب تكثيف أعمال الدفاع المدنى على جميع المستويات


ما يدعو الى الضحك أن نظام thel على سبيل المثال لاعتراض صواريخ المقاومة يعمل بالليزر عالي الطاقة و كلف الملايير و لكن حيلة بسيطة تساوي دنانير تستطيع التغلب عليه فبجعل سطح الصاروخ عاكس للأشعة مثل المرآة يشتت ذلك الشعاع و يجعل من هذا النظام الذي كلف الملايير لعبة تافهة


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :