عنوان الموضوع : امة لا تتعلم من أخطائها خبر مؤكد
مقدم من طرف منتديات العندليب
اخواني اود الاشارة الى نقطة هامة في هذا الموضوع والذي هو منقولا شكلا ومضمونا. ويتعلقالامر بالتركيز على التحليل الموضوعي لتاريخ ودراسة السنن الكونية في النصر والهزيمةوالتي لا تحابي أحد ولست ضد او مع اي طرف كان واقصد الجهات المذكورة في المقال وكل ما هنالك اننا نسعى لتعلم والااستفادةالمجردة من كل نزعة حزبية اونظرةعرقيةونترك الحكم لتاريخ لقول كلمته الاخيرة.........صلاح الدين المسيفييقول المثل الدارج: "الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه" بمعنى أن الإنسان، في معترك الحياة، يقابل صعوبات وضربات كثيرة، يتعلم منها ليقوى على مواجهة غيرها، إذا لم تكن هذه الضربات قاصمة وموجهة له في الصميم.وعلى هذا الأساس نستطيع أن نقول: إن ضربة 1967، والتي أسميناها النكسة، كانت ضربة قاصمة للظهر، ولم تفق منها الأمة حتى الآن، وهي مستمرة في دفع فاتورتها شديدة الكلفة والارتفاع. لقد فقدت الأمة في ستة أيام: القدس الشرقية، وكل الضفة الغربية لنهر الأردن، ومرتفعات الجولان السورية، وقطاع غزة الفلسطيني، وسيناء المصرية. خسرت هذه الأرض على يد كيان صغير مزروع، لا يمكن مقارنته بإمكانات الأمة بحال. وما يحز في النفس أن الأنظمة السياسية الحاكمة في ذلك الوقت ابتهجت لأنها لم تسقط، وكان ينبغي لها أن تسقط، لتقام على أنقاضها حياة سياسية عربية جديدة، مغايرة تماماً لحياتنا السياسية قبل 1967. هزيمة يونيو 1967 لم تكن إلا تعرية لنكستنا وهزيمتنا قبلها، ورغم اعترافنا بالدور الوطني الذي لعبته ثورة يوليو 1952 في تحقيق الاستقلال وجلاء البريطانيين عن مصر، ثم في الدور الاجتماعي الذي أدته بنجاح داخل المجتمع المصري، إلا أننا لا يمكن أن نتساهل فيما اقترفته الثورة وعبد الناصر من خطايا تستحق عليها المحاكمة. بداية الغرس المر كانت بداية أخطاء الثورة هي تلك الشهوة الجامحة للحكم والتمتع به إلى أقصى درجة، فحينما نجحت الثورة بقيادة الرجل العاقل المحبوب، اللواء محمد نجيب، الحاصل في نفس الوقت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي، دعا نجيب زملاءه إلى الانسحاب إلى ثكناتهم العسكرية وتسليم أمور البلاد السياسية إلى أهل الاختصاص والسياسة، فهم أجدر بقيادتها، وأن الجيش قد قام بواجبه عند هذا الحد، ولا يحق له القفز على وظيفة مدنية غير وظيفته العسكرية.هنا رفض عبد الناصر وزملاؤه من صغار الضباط، الذين كانوا ينظرون للأمر على أنه مغنم لا ينبغي التنازل عنه، وحاكوا المؤامرات للرجل الفاضل محمد نجيب، الذي لولاه لفشلت حركتهم العسكرية، حيث كان هو الواجهة المحترمة والمقبولة، على مستوى الجيش المصري، وعلى مستوى المجتمع المصري ككل.ووصلت المؤامرة إلى ذروتها بتحديد إقامة القائد الفاضل، أي اعتقاله في منزله طيلة حياته، بأسلوب صبياني رخيص. وقد ذكّرنا ما فعله محمد نجيب بما فعله بعد ذلك الفريق عبد الرحمن سوار الذهب في السودان، وما فعله الموريتاني المحترم أعلى ولد محمد فال مؤخراً.وكأنهما قد تعلما من أستاذهما محمد نجيب، فهنيئاً للأستاذ، ورحمة الله عليه، وهنيئاً للتلميذين، قدوة فاضلة لعالم عربي يفتقد القدوة الفاضلة. وابتدعت الثورة بدعة غير مباركة في الحياة السياسية العربية الحديثة، وهي الاعتماد على أهل الثقة ونبذ أهل الخبرة والاختصاص. وهكذا وجدنا ضابطاً صغيراً برتبة رائد يتم ترقيته لرتبة لواء ليصبح قائداً أعلى للجيش المصري العريق، متخطياً في ذلك المئات والآلاف من كبار الضباط وخبراء العسكرية المصرية. ليقود هذا الضابط عديم الخبرة والعلم الجيش المصري ليهزمه شر هزيمة في حربي 1956، 1967. وسنت الثورة سنة سيئة بأن كانت أول من شكّل المحاكم العسكرية لمحاكمة الخصوم، خاصة من الإخوان المسلمين، وتحكم على الواحد منهم خلال نصف ساعة، تتخللها مرافعة هزليه. ويكون مصير الضحية المسكين إما الإعدام أو السجن المؤبد، والسعيد من كان ينال حكماً بعشر سنوات (فقط).يكفي أن نذكر أن أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة ورئيس إحدى المحاكم العسكرية طلب من قيادي إخواني أثناء محاكمته أن يقرأ فاتحة الكتاب بالمقلوب.وفي مرة أخرى كان ضابط يترأس إحدى المحاكمات، فوجد أن المحامي قد نسي نفسه وصدق أنه محامي فعلاً وأخذ يترافع بحرارة، هنا خاطبه القاضي الضابط بخطاب سجله التاريخ قائلاً له: (حينما أتكلم عليك أن تصمت، وحينما أصمت عليك أن تصمت أيضاً، فربما أتكلم أنا!!!). نواميس الكون لم تتخلف وحولت الثورة مصر إلى سجن كبير، لا أحد ينتقد، ولا أحد يتكلم، ومن يرفع صوته فمصيره المعتقل والتعذيب والإهانة. وكانت الثورة هي التي سنت إهانة القضاة وجعلهم أذناب وأتباع للسلطة التنفيذية، ومن يعترض يضرب ويسحل، وسجل التاريخ ما فعله الضباط بالسنهوري باشا رئيس مجلس الدولة من ضرب وسحل وإهانة أمام زملائه، وكان ذلك مقدمة لمذبحة القضاة عام 1969، وهي أغرب ما يمكن أن يعرفه إنسان، فقد تم فصل كل قضاة مصر ثم أعيد تعيينهم ماعدا المغضوب عليهم، الذين تجرءوا على أن يقولوا لا ويعترضوا على المسار المعوج. وإذا كان عبد الناصر قد رفع راية الوحدة العربية، وأقام وحدة فاشلة مع سوريا، فإنه هو وزملاؤه الضباط، مسئولون عن ضياع السودان من مصر، وهو الإقليم الذي ظل ملازماً لمصر تاريخياً، ولم يفلح البريطانيون أنفسهم في فصله عن مصر، لكن ضباط يوليو بجهلهم وقصر نظرهم أضاعوا السودان للأبد. كانت النكسة إذاً محصلة لكل ذلك، ولم تكن مفاجأة لأهل الخبرة والاختصاص، فهي نتيجة طبيعية لما سبقها من سياسات وأحداث وإجراءات، حيث كان كل ذلك رحماً منطقية للهزيمة، ولو كنا انتصرنا، لكان معنى ذلك أن هناك خللاً كبيراً في نواميس الكون، وهو ما لا يمكن أن يحدث، لأن هذه النواميس تسير وفق ترتيب إلهي، فهي لا تحابي أحداً، ولكنها تنطبق على الجميع.وحسب هذه النواميس فإن هناك أسباباً إذا تخلفت حدثت الهزيمة، وإذا تحققت جاء النصر. تحطيم مجتمعاتنا من الداخل قبل هزيمة 1967 تمكنت الأنظمة العربية من القضاء قضاء مبرما على التشكيلات الداخلية، في كل بلدانها. فقد كانت هناك قوى مجتمعية لا تزال تحاول أن تبقى جزءً من الوطن، بكل تعدده وأحلامه، وأيضا جزءً من المعركة ضد الصهاينة، فعملت الأنظمة العربية على تفكيك هذه القوى، وإضعاف وكسر حركة المجتمع المدني بصفة عامة. فرأينا مثلاً أن حالة الطوارئ الاستثنائية تحولت إلى قانون دائم ما يزال سارياً في بعض دولنا حتى الآن، وباتت المحاكم العسكرية هي الحل السريع والمريح لأهل الحكم في مواجهة شعوبهم، وخاصة الحركات الإسلامية.وحلت أجهزة الأمن بعد أن تعددت وتضخمت محل الأحزاب والتكوينات السياسية والاجتماعية. وبات كل منتج، في الصناعة والزراعة والفكر، خاضعاً لأحد هذه الأجهزة، وباتت المجتمع المدني بأطيافه وتكويناته موظفاً لخدمة فرد واحد. لم تكن حرب 1967 مجرد احتلال أراض عربية وتمدد لإسرائيل، بل كانت امتداداً وتبريراً للاستبداد السياسي، وقمع الحركة الإسلامية، ومبرراً للقضاء على المجتمع العربي من الداخل، فالأنظمة العربية بعدها رفعت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وبالتالي تم إيقاف كل تطور سياسي يؤدي إلى المشاركة الشعبية في دولنا العربية، وكبح جماح السلطات التنفيذية الحاكمة، بدعوى أن الأولوية الآن هي لحشد الطاقات من أجل مواجهة إسرائيل. مثار الدهشة هنا أن الأنظمة السياسية العربية عقدت العزم، بعد 1967، على محاربة أكبر مصدر للخطر واجه إسرائيل في أعقاب انتصارها الكبير، باعتراف الإسرائيليين أنفسهم. وكما يقول المؤرخ الإسرائيلي الشهير بني موريس، فإن (أكبر مصيبة واجهت إسرائيل في أعقاب انتصارها في حرب الأيام الستة، كان بلا شك تولي الحركات الإسلامية قيادة النضال ضد إسرائيل والمشروع الصهيوني). أما المستشرق الإسرائيلي شاؤول مشعال، فيقول إنه يتوجب على قيادات دولة إسرائيل (أن تشعر بالامتنان للأنظمة العربية التي تتولى محاربة الحركات الإسلامية بلا هوادة، معتبراً أن حرب الأيام الستة أسقطت الخيار القومي العلماني العربي، ليحل محله الخيار الإسلامي الذي يرفض التوافق بحال من الأحوال مع بقاء المشروع الصهيوني). تفسيرات مضللة لقد قام النظام السياسي العربي بتفسير الهزيمة المدوية باعتبارها حدثا طارئا أو عارضا لا يشير لأي عيوب أو مثالب جوهرية في بنية مجتمعاتنا ودولنا، وتناست هذه الأنظمة وأجهزة إعلامها أن الهزيمة وقعت، لا بسبب قصور في أداء أشخاص، وإنما بسبب الطبيعة الخاطئة في بنية الأنظمة السياسية، فلم يكن الزعماء مختارين بحرية من جانب الشعب في انتخابات حرة نزيهة برغم أن الشعب كان مستعدا تماما لانتخابهم في انتخابات نزيهة، ولم تكن هناك مراجعة أو محاسبة سياسية وشعبية مباشرة وغير مباشرة لمن يتولون وظائف السلطة العليا، بل لم يكن هناك إمكان المحاسبة لأن الصحافة لم تكن حرة، والأفكار محبوسة في الصدور والعقول، والأحزاب السياسية ممنوعة، والجمعيات الأهلية مقيدة ومحاصرة. متى نتعلم؟ الكيان الصهيوني، بعد فشله في تحقيق أغراضه من حرب 2016 على لبنان، كلف لجنة "فينوغراد" لتبحث في المسئولين عن الفشل، حتى يراجع المجتمع نفسه ولا يفشل بعد ذلك، أما على المستوى العربي فإن هزيمة 1967 الساحقة لم يتبعها اعتراف رسمي بالهزيمة، ولم تشكل لجان لمحاسبة المخطئين وحسابهم، ولم يقم السياسيون بتقديم استقالاتهم، ولا أجبرتهم مجتمعاتهم على ذلك، ولم تقف أجهزتنا الرسمية مع نفسها لتصحيح الأخطاء، واستمرت الحياة كما كانت قبل الهزيمة، في نظامنا السياسي والإعلامي والتعليمي وكل السياسات الخاطئة التي كانت تدير حياتنا. لم يتغير شيء في نظام الحياة في العالم العربي منذ هذه الهزيمة الكبرى حتى اليوم، فالهزيمة مستمرة في حياتنا وممارساتنا كلها ولم يحقق أحد فيها، ولا مع قادتها، وبقي كل شيء مكانه، واستمرت رموز هزيمة 1967 يحتفي بها، ولا يزال كثير منهم يقودون حياتنا السياسية والإدارية والإعلامية. لقد تصرفت الأنظمة السياسية العربية علي عكس المعروف عالمياً بالنسبة للهزائم السياسية الكبرى في التاريخ، فهزيمة1967 لم تنتج إصلاحات كبري من الناحية السياسية والدستورية، ولذلك استمرت الهزيمة وترسخت في كل المجالات، في حين أن ما يحدث في العالم من حولنا يؤكد أن الأمم المهزومة عادة ما تمر بتغيير كامل في كل شيء فيها، كما حدث لليابان وألمانيا، حيث تم تغيير كل شيء. إن التجاوز الحقيقي للهزيمة يجب أن يقوم علي عملية إعادة بناء كاملة للمجتمع السياسي، يكون التحول الديمقراطي هو أساسه، نعيد خلال هذه العملية الاعتبار لشعوبنا، وما فيها من تكوينات اجتماعية مدنية، وتصبح المشاركة هي الأصل، ويكون ولاؤنا هو لأوطاننا وليس لأعدائنا، ونعيد اعتبار لمؤسسات العدالة، ونقيم سياسات اقتصادية وطنية تنحاز للفقراء والمعدمين، وتكون الراية الكبرى هي الهوية الإسلامية الجامعة، التي على أساسها تنبثق الخطط والبرامج.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :