عنوان الموضوع : شهداء حرب 'البوتاغاز' وحديث قنديل الذي أزعج القوم!
مقدم من طرف منتديات العندليب

شهداء حرب 'البوتاغاز' وحديث قنديل الذي أزعج القوم!
سليم عزوز


13/02/2016

معذرة يا قراء.. فاليوم لست في كامل لياقتي، فقد فقدت منذ قليل عزيزة علينا، لقيت حتفها في ظروف غامضة، بعد ان مارست الدلال على أسرتي الصغيرة، وفي لحظة التقاط أنفاسها الأخيرة ظننت أنها تختبر قدرها عندنا، لكني اكتشفت أنها 'حشرجة الموت'.. سعيت الى إفاقتها بتدليك عضلة القلب، لكنها انسحبت من حياتنا في هدوء يليق بكبريائها، وتركت في النفس لوعة، وفي القلب مرارة، وفي القفص الصدري ضيقا وحزنا.. فقد كانت 'المرحومة' غالية علينا.. عليّ أنا شخصيا!
الفقيدة هي 'أنبوبة البوتاغاز'، ومصر تعاني الآن أزمة أنابيب، نتج عنها حرب ضروس، ومعارك ضارية، يستخدم فيها السلاح الأبيض، ودفعت النائب العام الى التدخل والأمر بمحاكمة 'تجار البوتاغاز'، وقد سقط أول شهيد في هذه الحرب، لقي حتفه بعد معركة ضارية أمام احد المستودعات للفوز بأنبوبة، على النحو الذي ذكرته جريدة ' المصري اليوم'
الأنبوبة الواحدة ارتفع سعرها الى عشرة أضعاف السعر المتداول، ان وجدت، والمسؤولون يقولون ان المشكلة في تجار السوق السوداء، ومهما يكن الأمر فان هذا لا يمنع من وجود أزمة، أرجعتها جريدة ' الشروق' المصرية، إلي ان مصر تستورد غاز 'البوتاغاز' من الجزائر والسعودية، وقد توقف البلدان عن تصديره لمصر، لان جماعتنا ومنذ عامين، لم يفوا بما عليهم من مستحقات مالية.. هكذا قيل لكن دعك من حجة الديون، فهذه 'تلاكيك'، فالدافع الحقيقي هو القصف الإعلامي العشوائي بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة القدم بين منتخب البلدين.. اللعنة على كرة القدم.. لكن مال السعودية، وهي على ما اعتقد لا يوجد بها فريق لكرة القدم، أو الكرة الطائرة لديه القدرة على المنافسة، و'كيد العواذل'؟
هذا فضلا عن ان المملكة العربية السعودية كان إعلامها في موقعة كأس العالم يقف على الحياد الايجابي، فمن خلال احدى الفضائيات السعودية ظهر نافخ الكير هاتفا: لماذا يكرهنا الجزائريون، فإذا هي الحرب، وإذا بفضائيات الغباء المتوارث تعيدنا الى ايام الجاهلية الأولى.. يضرب بعضنا رقاب بعض.
'الشروق' حرصت على التأكيد بأن ما ذكرته ليس 'نكتة'، لكني تعاملت معه على انه كذلك، وذهبت ابحث عن سبب هذه المشكلة. أخبرني مشاهد ان برنامج ' العاشرة مساء' يناقش هذه القضية التي غطت على الفرحة بفوز المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية، كان ثلاثة يجلسون في حضرة منى الشاذلي: المهندس ممدوح حمزة، ومحمد عصمت السادات، وثالث يبدو انه من المسؤولين. الثلاثة كانوا يتحدثون في وقت واحد، وعجزت مقدمة البرنامج عن السيطرة على الموقف، ولم أتمكن من معرفة ما إذا كان القوم يناقشون أزمة 'أنابيب البوتاغاز'، ام يبحثون أسباب ظاهرة العنوسة في الوطن العربي.
استبعدت ان يكون البرنامج يناقش مشكلة الأنابيب، فإذا كنت لا اعرف الثالث فان حمزة وعصمت السادات ليسوا خبراء في هذه القضية، فجلست استمع لهما ولم افهم شيئا فقد كنا نشاهد 'خناقة'، وتداخلا للأصوات.. يبدو أنهم كانوا يعالجون مشكلة ' ثقب الأوزون'، على طريقة المطرب الشعبي الخالد: 'كوز المحبة اتخرم.. اديله بنطة لحام'.
ممدوح حمزة، ومنذ ان تم اعتقاله في بريطانيا بتهمة التخطيط لاغتيال وزير الإسكان المصري السابق، أصبح من نجوم الفضائيات، وقيل ان الوزير وشى به لخلاف بينهما باعتبار ان حمزة صاحب شركة مقاولات.
ما علينا، فمصر التي تعاني الآن من أزمة أنابيب هي نفسها التي تصدر الغاز الطبيعي لإسرائيل، ولو تم توصيل هذا الغاز للبيوت، ما جرت هذه الحرب، ولما تحسر واحد مثلي على الفقيدة الغالية 'الأنبوبة'، ولما غنى لها وهي تعالج سكرات الموت: 'ست الحبايب يا حبيبة'.. للفنانة الراحلة فايزة احمد.
والأهم من هذا كله انه لولا هذا ما تبددت فرحتنا الكروية بسبب أزمة 'أنابيب البوتاغاز'، صحيح ان البعض يحاول الاستمرار في الفرحة، لكنها محاولات باءت بالفشل، وكان الإخراج باهتا، بالشكل الذي ظهر به حفل المغني عمرو دياب، الذي قال هو ان الحاضرين تجاوزا المليونين، وقال موقع ' اليوم السابع' انهم لم يتجاوزوا الخمسين ألفاً.

استثمار الفوز

عمرو دياب سعى لاستثمار الفوز، بعد ان أوشك نجمه على الأفول.. يتفاءل هو بالدورة الأفريقية، فشهرته الحقيقية كانت في افتتاح هذه الدورة بالقاهرة منذ سنوات، عندما رفض أكثر من فنان ان يغني مجانا، بينما هو بحس فطري عرض القيام بهذه المهمة بمفرده، وبمقابل تبرع كريم، واستفاد من الأضواء المسلطة على الافتتاح وبالنقل التلفزيوني لها.
وفي هذه المرة قرر استثمار النصر، بإقامة حفل يخصص ريعه للمنتخب، وجعل ثمن التذكرة عشرة جنيهات، أي اقل من دولارين، وأرخص من تذكرة دخول حديقة الحيوانات، ليضمن حضورا غفيرا له، هذا ناهيك عن ان الحفل بثته القناة 'الأولى'، والفضائية 'المصرية'.. والهدف ان يحافظ على تواجده، ويبدو في السنة الأخيرة وقد 'راحت عليه'!
كان أعضاء المنتخب بطبيعة الحال حاضرين، وكذلك جمال مبارك وشقيقه الأكبر علاء، وتقرب اليهما عمرو بالنوافل.. كان جمال قد أنتج هتافا، أثبت به تفوقه على كمال ابو عيطة وكمال خليل، وهما يفاجآن المتظاهرين بقدرتهما على إبداع هتافات رنانة في المظاهرات هي وليدة اللحظة او وليدة الموقف.
هتف جمال مبارك: 'زي ما قال الريس منتخبنا كويس'.. وذلك في محاولة الاستثمار السياسي .. الحزبي أدق، لهذا الانتصار الكروي.. وهذا الاستثمار يأتي ليوحي كما لو كان المنتخب المصري هو في الأصل والفصل منتخب لجنة السياسات بالحزب الحاكم، معلوم ان نجل الرئيس هو رئيس هذه اللجنة.
التلفزيون المصري احتفى بهتاف مبارك الابن، وهذه اول مرة يهتف، فقد كانت محاولة منه لتعويض ما فاته، فالجزيرة الرياضية المحتكرة لبث المباريات لم تركز عليه، وذلك في معرض تآمرها على مصر، وسعيها لسحب الريادة الإعلامية منا.. اللعنة على المتآمرين.
قال احدهم لماذا لا تهاجم 'الجزيرة'؟.. ها أنا ذا أهاجمها، فالجزيرة ليست حرم السيد والدي، وقبل أيام انتقدت وقف برنامج 'أكثر من رأي'، لسامي حداد.. وصاحب القرار بالقطع لا يصلح لان يكون تلميذا في مدرسة حداد.. وعندما يحدث مع سامي ما حدث في وقت يتم فيه تهميش جميل عازر، فلا بد من ان يلفت هذا انتباه واحد مثلي متآمر بالفطرة..'أي خدمة'.
كان جمال مبارك يسعى جاهدا لتعويض ما فاته بهتافه.. وما فاته هو بسبب التآمر القطري.. ومن قبل صرح مسؤول مصري 'طول في عرض' انه يرفض تدخل قطر في الشؤون الداخلية لمصر.. فهتف: 'يا لهوي'.
وعلى الرغم من احتفاء تلفزيون البلاد بهتاف: (زي ما قال الريس)، فقد فشل القوم في سرقة الفرح او استثمار النصر سياسيا. عمرو دياب في حفله.. غنى قليلا، وخطب كثيرا.. وجامل كافة 'المعازيم'.. يقال ان بداياته كانت في 'الأفراح الشعبية'.. وها هو 'يتسير'.. أي يذكر سيرته.. وتحية 'المعازيم' من ثقافة هذه الافراح. وقبل هذا وبعده فان عمرو دياب هتف في حفله المنقول تلفزيونيا على الهواء مباشرة وقال: زي ما قال ( الأستاذ) جمال و( الأستاذ) علاء.. وزي ما قال الريس منتخبنا كويس.. 'رشة جريئة' على كل الأساتذة.
هذا الاستثمار من قبل دياب هو من وجهة نظري وثيق الصلة، بما كنت افعله مع 'الأنبوبة الفقيدة' من تدليلك لعضلة القلب.. لدفعها للتنفس الصناعي.. ومع هذا فانني لم استطع ان أبقيها على قيد الحياة، وقد تركت دنيانا الفانية بعد حياة حافلة بالكفاح والمثابرة.
لا أراكم الله مكروها في 'أنبوبة' لديكم.

المحطة الجديدة

يقولون ان القوم في وزارة الإعلام المصرية، لا يزالون عند قرارهم القديم بتدشين محطة فضائية ينافسون بها قناة 'الجزيرة'.. وهو ما صرح به وزير الإعلام انس الفقي قديما، وظننت بعد صمت طويل وعريض ان الرجل يفكر بصوت مسموع.
'هم يضحك .. وهم يبكي'..فالإعلام المكبل بالأغلال لن يقوي على المنافسة، وعندما يتم الآن الحديث عن فضائية تنافس 'الجزيرة' فلا بد لمثلي أن يضحك ملء فيه، على الرغم من أجواء الحزن المنصوبة في منزلنا بعد رحيل خالدة الذكر 'الأنبوبة'، ثم سرعان ما يركبه الهم، ليس لمصابنا الفادح في 'الأنبوبة' التي لفظت أنفاسها الأخيرة بين ذراعي، في لحظة وداع أليمة ونادرة، ولكن لان إطلاق هذه الفضائية سيمثل تبديدا لمال الشعب المصري (وأنا واحد منه) في مشروع فاشل ابتداء!
فالإعلام يحتاج لينافس الى مهنيين والى سقف للحرية مرتفع، والقوم لا يستطيعون ان يتحللوا من نظرية أهل الثقة المقدمون على أهل الخبرة، وكل خيارات انس الفقي وزير الإعلام تؤكد انه يدير التلفزيون بمنطق الشلة، أما عن الحرية فحدث ولا حرج.
مؤخرا قامت الدنيا وقعدت لان عمرو الليثي في برنامجه 'واحد من الناس' استضاف الإعلامي المرموق حمدي قنديل، فتدخلت الرقابة بالوقف ثم الحذف لبعض ما قاله.. ويندهش المرء لان هناك جهات تتدخل في شؤون القنوات الخاصة، فمعلوماتنا ان جهاز الرقابة يتبع التلفزيون الرسمي أما برنامج الليثي فيذاع على قناة 'دريم'.. ويبدو ان المقصود بالرقابة هنا هي الرقابة الأمنية..التي يقال انها تتدخل في تحديد أسماء الضيوف، وتفرض مقدمي برامج على هذه القنوات.. والله اعلم.
مما حُذف هو حديث قنديل عن التوريث، وحديثه عن خلافه مع النظام المصري والذي ترتب عليه خروجه من تلفزيون الحكومة في عام 2016 وكذلك قوله ان هناك زنا سياسيا بين السلطة والثروة. في تقديري ان التوفيق خانه في الأخيرة، لان الحاصل هو زواج متعة، حلال عند البعض ومحرم عند البعض الآخر.
وعندما تهب العواصف لحذف مثل هذا الكلام، ويقولون ان فضائية جديدة سوف تنطلق من القاهرة، تتمتع بسقف للحرية مرتفع، فلا يلام مثلي ان لطم الخدود ليس حزنا على رحيل 'الأنبوبة الغالية'، ولكن على مالنا الذي سيتبدد في تجارب محكوم عليها بالفشل مقدما.
أمري غريب؟ .. اعلم ذلك.. فأنا أتصرف كأن مالنا في الحفظ والصون!

أرض جو
تعاقدت الإعلامية اللبنانية ماريا معلوف مع فضائية 'الليبية' فأُغلقت.. وأذاعت برنامجا على فضائية 'المتوسط' فتوقفت بعد أيام من البث.. وها هي تتعاقد مع فضائية 'المحور' المصرية .. ربنا يستر.

صحافي من مصر


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

مشكورة على المقال اخي الكريم وقرعة البوتاغاز البداية وماهو قادم اعطذظم وهذا ليس تشفيا ولكن مبارك يحارب في الله ونسي من هو.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

اللهم لا شماتة...







و الآتي أعظم....



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

سبحان الله بجد
بجد حسبى الله ونعم الوكيل
حسبى الله ونعم الوكيل
حسبى الله ونعم الوكيل
حسبى الله ونعم الوكيل

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و براكته
ندعوا الله ان يفرج كرب المسلمين اين ما كانوا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

لا يخلسوها السياسيون والاعلاميون والفنانين لشتمونا اما المواطنين لا مشي هكذا حتى هما كانو ضحية الاعلام الذي لفق اكاذيب و هم يحبون وطنهم ايضا لا محبيناش الشعب هو ليخلاص لا