عنوان الموضوع : أكد أن البرادعي متورط في سقوط بغداد.. الأشعل: أميركا خيّرت مبارك بين بقائه بالسلطة وحرب العراق
مقدم من طرف منتديات العندليب
في حوار خاص ومسجل مع "إيلاف" تحدث السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق عن فترة حكم الرئيس المخلوع مبارك، وترشحه لانتخابات الرئاسة، وحزبه الجديد الذي يقوم بتأسيسه راهنًا.
كشف السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق المخلوع عن أن الرئيس مبارك متورط في حرب أميركا العراق، موضحًا أن الولايات المتحدة خيّرت مبارك بين استمراره في الحكم وحرب العراق، فضلاً عن إيهامها له بأن الخطوة الأخيرة خطر على أمن مصر ومنطقة الخليج.
وقال الأشعل في حواره مع إيلاف إن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى جزء من النظام السابق، كذلك الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي تورّط في حرب العراق، مبديًا مخاوف من تحكم الولايات المتحدة وإسرائيل في اختيار الرئيس المقبل لمصر، وهذا نص الحوار.
*ما هي المبادئ التي يقوم عليها حزب مصر الحرة الذي تقوم بتأسيسه راهنًا؟
**الحزب يهدف إلي قيام دولة مدنية حديثة، تقوم على الديمقراطية والائتلاف الوطني بين كل تيارات الشعب وقواه، بحيث يشعر المواطن في بلده بالأمن والاطمئنان الذي افتقده سنوات طويلة، سياسيًا، نهدف إلى أن تكون مصر دولة عربية ذات ثقل في المنطقة العربية، ويكفى ما تعرض له المواطن المصري من إهانة وإذلال نتيجة تخلي الدولة عنه، لاسيما خلال فترة سفره إلى الخارج للبحث عن فرصة عمل.
*لكن أكثر من حزب أعلن عن تأسيسه خلال الفترة الماضية في أعقاب الثورة، كيف ترى فرصة حزبك في إيجاد فرصة لنفسه للوجود؟
**هذا جزء من الديمقراطية التي نتطلع إليها لأن المهم أن هدف هذه الأحزاب واحد وهو بناء دولة للشعب، لكن اختلاف الآليات وطرق التنفيذ والجدول الزمني أمر محمود حتى نصل إلى الرؤية الأفضل، التي يحددها الشعب، والمهم في هذه المرحلة إحباط محاولة الالتفاف على الثورة وتطهير البلاد من الفساد والفاسدين.
*كيف ترى الـ30 عامًا التي قضاها الرئيس المخلوع مبارك في الحكم؟
**مبارك فقد السيطرة على البلاد منذ سنوات طويلة، ودمّر البلاد تدميرًا شديدًا، لم يكن أشد أعداء مصر ليفعله، الحكومة عملت تحت إمرة الرئيس، ومجلس الشعب جاء بالتزوير الواضح البين، واندمج رأس المال مع السلطة، فوصل الفساد إلى درجات كبيرة في أرجاء المجتمع كافة.
يستطرد "مبارك اخترق القضاء وتم الضغط على القضاة، ورفض تنفيذ أحكامهم، واعتمد سياسية ضغط الأمن على المواطنين حتى يخضعوا له، لذا زاد من قوات الأمن المركزي، لدرجة إنها أصبحت تمثل 4 أضعاف أعداد قوات الجيش، التي من المفترض أن مهامها أكبر بكثير من مهام الأمن المركزي.
*لكن العالم أجمع كان يعترف به كرئيس شرعي ومنتخب؟
**الحزب الوطني فصل مصر إلى دولتين، الأولى هي دولة الحزب الوطني وباقي الشعب دولة أخرى، لدرجة إن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كان عضوًا في الحزب الوطني، فهل يعقل هذا بأن يكون إمام المسلمين عضوًا في الحزب الحاكم في بلده، فالدين وظّف لمصلحة النظام طوال الفترة الماضية لدرجة جعلت مفتي مصر يحلّل الرشى بشروط.
*لا يمكن أن يكون الرئيس المخلوع بهذه الدرجة من السوء التي تتحدث عنها، مؤيدوه والمتعاطفون معه يؤكدون أنه حمى مصر من مخاطر كثيرة؟
**مبارك كان يعمل لتخريب مصر من أجل أجندات أجنبية، ونجح في تنفيذها بالدعم الغربي والأوروبي، لا أخفيك سرًا بأن لدي مخاوف كبيرة من أن تتحكم الولايات وإسرائيل في اختيار الرئيس المقبل لمصر لأنها نجحت في أن يكون لها أعين في النظام المصري السابق، ولن تتخلى عن ذلك بسهولة.
*لكنك كنت جزءًا في فترة من الفترات من النظام الذي تتحدث عنه، فقدت شغلت منصب مساعد وزير الخارجية السابق؟
**شغلت المنصب خلال تولي الوزير السابق أحمد ماهر الوزارة، وقدمت استقالتي منها بسبب رفضي لسياسية الوزارة وسياسة النظام بصفة عامة، لاسيما الموقف المخزي في الحرب الأميركية على العراق، والذي تورط فيه مبارك، النظام اضطهدني خلال عملي لأن صوتي عال وناقد الانحرافات، ولا أسمح بالفساد، وكنت مسؤولاً عن ملف العلاقات القانونية بين مصر وإسرائيل، وهو ملف حيوي وحساس جدًا في الوزارة، لذا لم يكن أمامها سوى الضغط علي لتقديم استقالتي حتى يتخلصوا مني.
*تتحدث عن تورط مبارك في حرب العراق، كيف ذلك على الرغم من كل التصريحات الرسمية وقتها تؤكد رفضه للحرب على نظام الرئيس الراحل صدام حسين؟
**ما حدث من مبارك موقف مخز جدًا، حقيقة ما حدث أن الرئيس الأميركي السابق بوش حصل على موافقة مبارك على حرب العراق وساومه على استمراره في الحكم والتستر على قضايا فساده ومساندته في القضاء على الحركات الاحتجاجية التي بدأت في الظهور في هذا العام، وهو ما جعله يوافق، لاسيما بعدما أوهمه بوش الابن بأن العراق سيكون خطرًا على مصر ومنطقة الخليج بصفة خاصة، وهو ما حمّس مبارك على الموافقة أكثر.
*كيف ترى الدور الذي لعبه الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال هذه الفترة؟
**الحرب تمت بمباركة البرادعي أيضًا، لماذا يلتقي مدير الوكالة بالرئيس الأميركي أكثر من مرة خلال هذه الفترة، المفترض أن دور البرادعي ليس تقديم مبررات، سواء بالنفي أو بالإيجاب لأي رئيس، وإنما دوره يقتصر على الهيئة الدولية والجهات الدولية فحسب، هل يمكن أن تفسّر لي كيف يحصل البرادعي على جائزة نوبل للسلام في الوقت الذي "احتلت" فيه العراق، البرادعي ساهم في حرب العراق والجائزة كانت نوبل وغيرها.
*لكنه وعمرو موسى من أكثر المرشحين احتمالاً لخوض الانتخابات الرئاسية؟
**فليتقدم من يشاء للانتخابات، ليس لديّ مشكلة في ذلك، المهم أن تكون المنافسة شريفة، وبيننا المناظرات والشعب هو الحكم، لكن قبل أن يفتح الباب لترشّح أي شخص، سأقترح أن يكون رئيس الجمهورية من المقيمين في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، وأن يكون ساهم في تنمية الفكر الثوري لدى الشباب.
*بهذا إن استبعدت البرادعي، ماذا عن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى؟
**عمرو موسى متورط مع النظام السابق، وتعامل معه سنوات طويلة، وهو ابن هذا النظام، أساله ألم تعرف أن الحزب الوطني فاسد، فالبلاد وصل فيها الفساد إلى أن أصبح سلوكًا معتادًا، أسال الأمين العام كيف تتولّى منصبًا وأنت تعلم أنك تتعامل مع أكثر من ديكتاتور في الوطن العربي، وتعلم أنهم يحكمون شعوبهم بالقوة والعنف، أين هو مما يحدث في العراق وفي الدول العربية التي تريد التخلص من حكامها الظالمين.
*ما موقفك في حال نجاحك في الانتخابات من اتفاقية كامب ديفيد؟
**هناك قضايا عامة لو عرضت على الناس كافة يساء فهمها، بمعني أنك لو قلت إنك ستلغيها سيرحّب بك الجماهير، وإذا رفضتها فسترفضك الجماهير، العيب ليس في كامب ديفيد، وإنما في تطبيقها، وانسحاب مصر من تطوير منطقة سيناء بالكامل، اتفاقية السلام بحاجة إلى معالجة، أمتلك هذه المعالجة، لكن ليس وقتها الآن، وفي النهاية نحن نتطلع إلي دولة ديمقراطية، فرئيس الجمهورية لن يتخذ قرارًا من دون الرجوع إلى البرلمان وموافقته.
المصدر: القدس
عبدالله الأشعل: الصلاحيات المطلقة للرئيس تصنع منه "فرعوناً"
المختصر / * مصر تتجه للمجهول والتصميم علي إجراء انتخابات برلمانية يثير الشكوك
* التخلص من بقايا عصر مبارك أمر شديد الصعوبة ويحتاج لسنوات
* مغادرة مبارك وأسرته لمصر الضمان الوحيد لأمن مصر واستقرارها
أجري الحوار: عبد الرحمن أبو عوف
لا يخفي السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق ووكيل مؤسسي حزب "مصر الحرة" قلقه الشديد من تطور الأحداث في مصر في ظل الارتباك الشديد داخل الساحة السياسية وتربص بقايا النظام السابق بالثورة وسعيهم للقيام بثورة مضادة، لافتاً إلى أن مصر لن تعرف الاستقرار ما دام مبارك وأبناءه مقيمون في شرم الشيخ.
ولفت الأشعل إلي حاجة مصر الشديدة إلي نظام برلماني ديمقراطي يؤسس لحماية الحريات وتداول السلطة، معتبراً أن الصلاحيات المطلقة الممنوحة للرئيس وفقا للدستور الحالي هي المسئولة عن خلق "الفرعون" وهي حقبة طواها المصريون ولا يرعبون في عودتها أبدا.
وأبدى الأشعل انزعاجه الشديد من حالة الفوضى التي تعاني منها مصر باعتباره تحمل تداعيات سلبية علي المصالح الاستراتيجية واصفاً حكومة أحمد شفيق بـ "البطة العرجاء" وطالب بضرورة استقالتها وتشكيل حكومة تكنوقراط وطني قادرة على مواجهة التحديات وتقديم رموز عهد مبارك للفساد وعدم الاكتفاء بملاحقة بعض الوجوه ككبش فداء.
ويفضل الأشعل تقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية في ظل المخاوف من أن تعطي الانتخابات البرلمانية المبكرة الفرصة لبقايا العهد السابق للعب دور في الحياة السياسية، مشدداً على ضرورة قيام الرئيس القادم بالدعوة لصياغة دستور جديد وانتخاب جمعية تأسيسية تكون قادرة علي نقل مصر لنظام ديمقراطي حديث.
هذه كانت بعض مقتطفات الحوار مع الأشعل والسطور التالية تحمل التفاصيل ..
* أبدي الكثير من السياسيين والحكماء وشباب الثورة قلقهم الشديد على مسار الأحداث في مصر فكيف تقرأ هذا الأمر؟
- تحديد مسار الأحداث في مصر أمر شديد الصعوبة فقد كانت البلاد ترقد طوال ثلاثين عاماً على جبل من الفساد وصل لجميع مرافق الدولة وأغلب مؤسسات المجتمع بشكل وبائي متعفن لذا فتخليص البلاد من تبعات نظام حكم أمسك بتلابيب البلاد طوال هذه المدة أمر شديد الصعوبة، بل أن هناك احتمالات بقيام فلول النظام البائد بثورة مضادة تفرغ ثورة شباب 25 من يناير من مضمونها خصوصاً أن هناك شكوكاً عديدة بين شباب الثورة وبين من يديرون البلاد حالياً تظهر من خلال تحفظ جهة الإدارة عن اتخاذ إجراءات صارمة ضد عدد من رموز النظام ومنهم مثلاً صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور رغم ما يتردد عن تورط هؤلاء في مخالفات مالية بالإضافة لإفسادهم للحياة السياسية والحزبية في مصر.
فضلاً عن بقاء الرئيس مبارك وأبنائه في شرم الشيخ في وقت لم تخرج وثيقة رسمية تعلن تنحيه عن السلطة أو ينشر قرار تخليه عنه الحكم في الجريدة الرسمية كما أن إصرار جهة الإدارة على التمسك بوجوه موالية للنظام السابق مثل أحمد شفيق وأبو الغيط ووزير العدل يؤكد الشكوك في رغبة البعض في عدم ملاحقة بعض رموز النظام مع الاكتفاء بتقديم العادلى وعز وجرانة والمغربي لمحاكمات مثيرة كأنه يريد شغل الناس عن شخصيات أولي بالمحاكمة من هؤلاء.
بذور الشك
* لا تخفي توجسك الشديد مما يحدث في شرم الشيخ وبل أن حديثك عن الثورة المضادة يزرع بذوراً لشك في قلوب ملايين المصريين؟
- وجود الرئيس المخلوع في شرم الشيخ أمر شديد الخطورة علي استقرار الأوضاع بل أن الأخبار التي تتواتر والتسريبات عن وجود اتصالات بين بعض المسئولين والرئيس المخلوع لا تؤشر لإمكانية حدوث أي استقرار في البلاد خلال المرحلة القادمة والأولي أن تقوم القوات المسلحة بمطالبة مبارك بمغادرة البلاد بشكل تام هو وعائلته بدلاً من تردد حديث استفزازي عن تحركات تتم لإعادة الروح للحزب الوطني المرفوض من جميع المصريين من قبل بعض السياسيين ورجال الأعمال وبل الحديث عن إمكانية ترشح جمال مبارك خلال الانتخابات الرئاسية القادمة وهي كلها أنباء قد تعرض الوضع في البلاد للانفجار فإما أن يبقي مبارك وتتم محاسبته وعائلته على الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب المصري أو يغادر البلاد فوراً.
* لكن الأمر تجاوز المخاوف إلي الحديث عن عدم وجاهة الدعوة لرفع حالة الطوارئ وبل ووقوع تحرش بين السلطة والمعتصمين في ميدان التحرير؟
- لا أرى أي وجاهة في الإبقاء علي حالة الطواريء قائمة في البلاد فهذه الحالة هي من أوصلت البلاد للانفجار بل أراها محاولة للالتفاف على الثورة فالشباب الذين دفعوا حياتهم كي تعيش مصر لم يقدموا هذه التضحية كي تستمر حالة الطوارئ بل وتخرج تصريحات متتالية لوزير الداخلية ومساعدين له عن أن الشرطة تعرضت للاستفزاز من قبل المتظاهرين وعناصر مندسة وهي من يثبت أن بقايا النظام لا زالوا يصرون علي نفس النهج في التعامل مع المواطنين مما قد يعرض البلاد لخطر الانفجار في ظل التساؤلات عن عدم إقالة رئيس جهاز مباحث أمن الدولة حتى الآن رغم تورطه في استباحة دماء المصريين خلال الثورة، وهو أمر يكرس حالة الشك بين الثوار وجهة الإدارة بل قد يفتح الباب لتساؤلات حول نوايا هذه الجهات في المرحلة القادمة.
مجلس رئاسي
* ولكن برأيك ما هي الإجراءات التي يمكن أن تلجأ إليها جهة الإدارة في مصر حالياً لتخفيف هذه الأجواء؟
- الإجراءات التي يمكن أن تخفف من هذا الاحتقان وتبدد الشكوك بين مختلف الأطراف تتمثل في ضرورة الإعلان وبشكل سريع عن تشكيل مجلس رئاسي يضم أربع شخصيات مدنية وشخصية عسكرية يفضل عدم شغلها أي منصب وزاري في العهد السابق وتشكيل حكومة مكونة من شخصيات تكنوقراطية شريفة تستبعد أي عناصر ترتبط بصلات مع نظام مبارك السابق وإلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين وعدم التمسك بإجراء انتخابات برلمانية قبل الانتخابات الرئاسية وإدخال تعديلات علي الدستور فيما يخص هذا الأمر بل أن إلغاء المنصب الرئاسي في مصر غدا مطلباً لكل المصريين الشرفاء باعتبار أن الصلاحيات المطلقة التي يوفرها المنصب لرئيس الجمهورية هي من تصنع "الفرعون" وهي حقبة انتهت لا نريد عودتها أبداً.
* لم تتطرق لمسألة إعادة صياغة دستور جديد للبلاد رغم أنه يشكل مطلباً حثيثاً لملايين المصريين الرافضين لترقيع الدستور الحالي؟
- مسألة صياغة دستور جديد لمصر أمر ملح لاسيما أن الدستور الحالي يشكل سبة في جبين البلاد لكن الأمر يتطلب وجود جمعية تأسيسية منتخبة تضم شخصيات مصرية عامة وقانونية تتولي صياغة دستور حديث يكرس الديمقراطية وتداول السلطة وهو ما يتطلب البدء بانتخاب رئيس يدعو لصياغة دستور جديد.
وأنا هنا أرفض التذرع بوجود نصوص دستورية تشدد علي ضرورة أن يؤدي الرئيس اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب وكان الأولي القيام بتغيير هذه المادة كأن يحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية أو مجلس القضاء الأعلى بدلاً من تسريع إجراء انتخابات برلمانية قد تسمح بعودة أذناب النظام السابق للحكم لاسيما أنها ستجري وفق الدستور الحالي ونصوصه الغامضة.
محاكمة ثورة
* ولكن كيف يتم التعامل مع هذه الأذناب لمنع التفافها علي الثورة بأي شكل من الأشكال؟
- يتطلب الأمر إنشاء ما يمكن أن نطلق عليه محاكم ثورة تتولى محاكمة جميع رموز النظام السابق والضباط المتورطين في جرائم التصفية الجسدية للمصريين خلال الثورة ومن سفكوا دماء الثوار فيما أطلق عليه "موقعة الجمل" وإذا تمت هذه الخطوات فإن البلاد تكون قد انطلقت في الطريق الصحيح وطويت صفحة سوداء من تاريخه.
* ولكن برأيك ما قدرة حكومة الوفاق الوطني الحالية علي تسيير الأوضاع في مصر واستعادة جزء من الزخم الداخلي والخارجي للبلاد؟
- لا أرى للترقيع الأخير الذي جري في حكومة أحمد شفيق أي تداعيات إيجابية فالحكومة بتشكيلتها الحالية "بطة عرجاء" وغير قادرة على التعامل مع أي من قضايا وحاجيات الوطن الواضحة فهي عاجزة عن ضبط الأوضاع الأمنية وإعادة الشرطة والأجهزة الأمنية إلي الشارع بفكر جديد يحترم القانون وحقوق المصريين أو تطبيع الحياة في مفاصل الدولة، فالأوضاع المعقدة تتطلب حكومة تحظي بتوافق ودعم من قبل المجتمع المصري وليست محاصرة بمطالب إسقاطها كون بعض أعضائها من المحسوبين علي نظام مبارك وأعتقد أن من يرتبط بهذا النظام لا يمتلك أي شعبية أو قدرة علي العمل والبناء بعد سقوط النظام من ثم فيجب التأكيد أن حالة الفراغ الذي تعاني منه مصر حالياً يُشكل خطورة علي مصالحها لاسيما فيما يتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية أو الصراع على مياه حوض النيل وهي قضايا لا تتطلب حكومة قوية قادرة علي الدفاع عن مصالح مصر.
تحديات جسام
* ولكن باعتقادك لماذا يبدو المجلس المنوط بإدارة السلطة في مصر متحفظاً علي حيال اتخاذ قرارات جذرية؟
- لا أري مبرراً لهذا الموقف فلديهم صلاحيات مطلقة لاتخاذ خطوات إصلاحية عميقة تخلص مصر نهائياً من ممارسات العهد البائد ولكن يبدو أن هناك أشياء لا نعرفها تقف وراء هذا الموقف ولكني أوجه نداءً للقوات المسلحة أن تقر خطوات متقدمة تؤسس لدولة مدنية قوية يكون الجيش فيها هو حامي الشرعية والدستور وهو أمر سيكون محل تقدير كبير من المصريين التواقين بشدة لذلك ونتمنى أن يقر المجلس الأعلى هذه الخطوات ويسلم السلطة للمدنيين ويعود إلي ثكناته فلديه تحديات شديدة يجب عليه أن يتفرغ لها.
* هناك مخاوف شديدة تبديها عدد من القوى السياسية من هيمنة الإخوان المسلمين على المشهد السياسي في مصر في حال إجراء انتخابات برلمانية بصورة متعجلة؟
- الإخوان المسلمون جزء من الجماعة الوطنية المصرية ولديهم كافة الحقوق الدستورية للعمل السياسي وقد لعبوا دوراً مهماً في الثورة وفي اعتقادي أن الإخوان لا يرغبون في الهيمنة علي الساحة السياسية ولن يقدموا مرشحين في أكثر من 30% من الدوائر الانتخابية بالإضافة إلي أن أي انتخابات حرة وشفافة لن تؤمن لفصيل مهما كانت قوته في مصر الفوز بأكثر من 25% من الأصوات ومن ثم فلا أري سبباً وجيهاً لتوجس أي فصيل من الإخوان إلا إذا كان البعض يصر علي التعامل معهم وفق نفس نسق تعامل النظام السابق معهم.
* إذا كان الإخوان سيلعبون دوراً مهماً في التركيبة السياسية القادمة فأي دور سيلعبه حزب الشباب؟
- أعتقد أن شباب 25 يناير قد لعبوا الدور الأهم في تفجير ثورة الغضب وسيكون لهم دورهم لكن هؤلاء الشباب مطالبون بتوحيد صفوفهم وتشكيل كيان موحد للحديث عنهم وتحديد مواقف واضحة لهم من مستقبل الأوضاع في مصر وعدم السماح بتفتت كيانهم واعتقد أنهم متنبهون لهذا الأمر جيداً وعليهم كذلك الارتباط بمجموعة من سياسيين مصريين وأكاديميين شرفاء يتولون صياغة برنامج سياسي واضح للشباب يكون قادراً على مخاطبة للشعب وتأمين دور لهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.
* غير أنهم مصممون حتى الآن علي استمرار وجودهم في ميدان التحرير بشكل منتظم أسبوعياً رغم مطالبة البعض لهم بالكف عن هذا الأمر؟
- هذه الخطوة تنم عن وعي سياسي لدي هؤلاء الشباب ولدي الشعب الذي يتعاطى بشكل إيجابي على استمرار الاحتفالات بنجاح الثورة وأعتقد أن استمرار هذه الفاعليات مهم جداً لإيصال رسالة للمسئولين مفادها عدم القبول بأي التفاف علي الثورة ورفض أي سياسات قد تؤمن دوراً لبقايا عهد مبارك خلال الفترة المقبلة ومن ثم فإن استمرارهم يؤمن نجاح الثورة ويعرقل أي خطوات لقيام البعض بثورة مضادة.
تداول السلطة
* أعلنت خلال الفترة الماضية عن اعتزامك تأسيس حزب سياسي أطلقت عليه حزب "مصر الحرة " فهل تطلعنا علي أهم ملامح هذا الحزب؟
- أهم ملامح الحزب أن بابه مفتوح لجميع التيارات السياسية مادامت تنطلق من أجندة وطنية مصرية ويكرس الحريات العامة ولا يضع أي قيود علي حرية المعتقد والعمل على تأسيس نظام سياسي ديمقراطي وشفاف يؤمن جميع الحقوق ويعيد الاعتبار لدور الدولة على كافة الأصعدة سياسي اقتصادي اجتماعي ويتضمن برنامج أن تكون مصر دولة لكل المصريين وليس الحزب الوطني السابق يقوم فيها الحكم علي تداول السلطة وعلي نظام برلماني قوي يضمن محاسبة البرلمان للحكومة والفصل بين السلطات والأهم في البرنامج تضمنه خطوطاً عريضة تؤشر لضرورة استعادة مصر لدورها كقوة إقليمية وكعضو فاعل في الأسرة العربية وفي الكيان المتوسطي بشكل يحافظ علي مصالح مصر ويؤمن لها الوضع الذي تستحقه.
* ولكن التعديلات الدستورية لم تتضمن رفع القيود علي العمل الحزبي وكرست عملها حول التعديلات التي طلب المجلس الأعلى منها القيام به؟
- رغم تحفظي على التعديلات الدستورية وتمسكي الدائم بحاجة مصر لدستور جديد إلا أنني أحيي المهنية العالية التي تمتع بها من تولوا صياغة هذه المواد في ظل المتاح أو المطلوب منهم لاسيما من جهة حظرهم ترشح من حصل علي جنسية أجنبية أو متزوج من أجنبية فنحن لا نجتاح لحكمنا في المستقبل وفق شخصيات مرتبطة بقوي خارجية كفانا ما خلال العقود الماضية أما فيما يتعلق بمسألة رفع القيود عن الأحزاب فأنا لست قلقاً فهذه الخطوة قادمة أن عاجلا أو آجلاً.
المصدر:مفكرة الإسلام
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
هي الأيام كما شاهدتها دُول *** من سره زمن ساءته أزمان
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
سبحانك ربى و بحمدك العظيم
أختى الكريمة صبح الامة فى منعطف خطير
و الجميع مسؤول امام الله
و الله العظيم اذا تجاهلنا الحدث و سكتنا سنندم فى الاخير العالم فى تحول
و لابد لنا ان نتحول معه و لكن بطريقتنا الا و هى الرجوع الى دستورنا الحقيقى و هو الاسلام
و كل واحد بما يقدر عليه
شكرا اختى لمرورك الطيب
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك على الموضوع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
البركة فيك اختى الكريمة شكرا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
الكل يذم الكل وكل أمة تلعن الأمة التى سبقتها