عنوان الموضوع : محاكمة مبارك... هل ستكون درسا للبقية؟ اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

محاكمة مبارك... هل ستكون درسا للبقية؟
عبد الستار العياري
\15q-0.htm



أخيرا، ولأول مرة في تاريخ مصر المعاصر وبعد رؤسائها الأربعة، الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجلاه في قفص الاتهام، أخيرا ثورة 25 يناير حققت خطوة مهمة نحو نتائج، وأهداف انتفاضة الشعب. أخيرا سقط طاغية من كبار 'أباطرة' الفساد بأنواعه، وبعد أن كان سجانا للشعب المصري بمختلف مكوناته، والسد العالي أمام جملة من الحلول للقضايا العربية والإسلامية.
اكثر من 30 سنة من حكم بلاد الفراعنة.. سيطر خلالها على كل منافذ الدولة وترأس كل مجالسها المدنية والأمنية والعسكرية واختزل 80 مليونا من الشعب المصري في نفسه وهو يتصور أنه ولي نعمة هذا الشعب وبدونه ليست هناك مصر... وليس بها شعب، وطغى في الأرض وأخذته العزة بالإثم حتى خيل له خطأ وواهما أن 'ربي خلقه ورفع يده' وبعده سيحل الطوفان.
نسي الله فنساه الله، وخسف به الأرض وحوله عند أرذل العمر إلى سجين.. وهذه عاقبة كل من تخول له كبرياؤه احتقار شعبه والاستهانة به وبعصيانه. ولا تعل في الأرض.. الآن تلاحقه لعنة الشعب المصري، وضحايا القضية الفلسطينية التي تآمر عليها مع الصهاينة لعقود من الزمن، وتواطأ مع المحتلين القتلة فأصبح بمثابة حارس البوابة الأمنية والسياسية للقادة الصهاينة وحفنة اللقطاء في الأراضي المحتلة وهم ينعمون بخيرات الزيتون والبرتقال في بلاد الأنبياء والرسل.
كان حسني مبارك ونظامه صرحا فهوى... سقط عرشه الكرتوني وتحول بقدميه من القصر إلى الزنزانة التي عذب ونكل فيها بخلق الله وشرفاء الأمة . مارس طوال حياته أبخس السياسات في الشأن الداخلي والإقليمي والعربي، نسج المؤامرات وعطل عجلة الحلول العادلة لأزمات عربية أرقت الشعوب العربية وبددت عزائمها وأحلامها وأمانيها.. أضعف الجامعة العربية وحولها إلى مقبرة لدفن القرارات العربية، وهمشها وجعل منها هيكلا من هياكل نظامه البائد.. بث الفرقة بين الأنظمة العربية الفاسدة مثله من أجل تفكيك وحدة الشعوب وتناحرها على غرار ما حصل بين الشعب الجزائري والمصري خلال التصفيات النهائية لكأس العالم، بعد نهاية المباراة بين الفريقين المصري والجزائري لكرة القدم.. تآمر على المقاومة في فلسطين ولبنان وحرض على احتلال العراق، في مناسبتين سنة 1991 و2016 وشجع الأمريكان على تدمير أفغانستان بعد أحداث 11 ايلول/سبتمبر.. ابتكر أقذر الأساليب السياسية التي تسببت في انشقاق وخلافات بين سورية والسعودية، وبين مصر وسورية، وبين إيران والسعودية ومعظم دول الخليج.. والقائمة حبلى بالفتن التي أتاها عن قصد. محاكمة هذا الرجل ستكون لها انعكاسات إيجابية على كل من الشعبين المصري الذي سيطوي تدريجيا صفحة سوداء طويلة من تاريخ أم الدنيا وأرض الكنانة مصر. ستهدأ الأمور شيئا فشيئا ولن تقدر إسرائيل، التي أعتبر بيريز رئيسها أن رحيل مبارك بمثابة زلزال ضرب إسرائيل وأمنها، على العودة بعلاقاتها مع مصر إلى ربيعها الماضي ومهما طال الارتباك ستستقر الأمور هناك، رغم المصاعب المنتظرة والخلافات الداخلية التي تشرف على تغذيتها أطراف إمبريالية خارجية من أجل أن يتسلم السلطة في مصر من هم اكثر قربا وولاء لهؤلاء 'مجانين الحروب والفتن' في إسرائيل والأم الحنونة لها أمريكا.
أما على الشعب التونسي فهي خطوة ستدفع بأحرار الثورة نحو تكثيف الضغوطات على كل الجهات من أجل تسليم الرئيس بن علي المخلوع وعصابة الطرابلسية الذين فروا إلى خارج البلاد بأموال الشعب التونسي، وستقع المملكة العربية السعودية في إحراج أكبر أمام عملية محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك.
لكن الأهم في محاكمة حسني مبارك هو الانعكاسات التي ستلقي بظلالها على دول عديدة شعوبها على طريق الانتفاضة والثورة، على غرار ما يحدث في الشقيقة ليبيا وسورية واليمن، والبحرين وكذلك على الوضع الداخلي في الدول العربية التي تستعد شعوبها لقلب الطاولة على حكامها، كالجزائر والمغرب وموريتانيا، ودول الخليج التي تعيش في حالة خوف هستيرية من الأحداث المتسارعة، التي لا تخدم استقرار عروشها، حيث ستتمسك هذه النظم بكراسيها ولو بالحديد والنار ضد شعوبها، خوفا من نفس مصير حسني مبارك لأن كل الأنظمة العربية أفسدت وأجرمت بحق شعوبها التي ذاقت عصا البوليس وتعذيب مواخير الداخلية، وعانت من الفقر والحرمان وانعدام العدالة الاجتماعية... كما مارس حكام هذه الانظمة سياسة الاستقواء بالخارج على شعوبهم وبالتفريط في ثروات بلدانهم وتقديمها على طبق من ذهب لصناع السلاح والحروب، مقابل حماية كراسيهم واستمرارهم في الحكم وذلك بتوفير الغطاء من الدول الإمبريالية لهم.
إن حكام العرب إذا كانوا يمتلكون ذرة واحدة من الكرامة وحفظ ماء الوجه عليهم أن يرحلوا هذه الساعة، لأن الوضع العربي تتقاسم وتشترك شعوبه في الفقر والتعاسة والقمع والترهيب واجتمعت منذ 14 كانون الثاني/يناير تاريخ نجاح ثورة تونس حول هدف واحد هو ترحيل الأنظمة الفاسدة واقتلاعها من جذورها، وهذا لا رجوع عنه، لأن شعرة معاوية بين هذه الشعوب وأنظمتها قطعت وانتهى الأمر... وانتهت اللعبة القديمة. وعلى حكام بعض الأنظمة الذين مازالوا يمتلكون حيزا ولو ضئيلا من المساحة التي تسمح لهم بإجراءات إصلاحية جذرية تجنبهم المخاطر، عليهم أن يشمروا عن سواعدهم وينزلون من بروجهم العالية ويقدمون لشعوبهم ما تطلبه، وإن هم غير قادرون على ذلك ليس أمامهم إلا توجيه خطاب مشرف يعلنون فيه تسليم السلطة للشعب بطريقة سلمية تجنب البلاد الدخول في المجهول وربما في حمام دم، كما يحدث الآن في ليبيا واليمن وسورية.

' إعلامي تونسي


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الله أكبر

يمهل و لا يهمل

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

لن تكون لانها اقل من درسصدام لكن لم يفهموا الدرس و لن يفهموه ،،،، واش يجيك من الغبي اهدروعاود و لا فايدة

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :