عنوان الموضوع : بن لادن: مسار حياة مقاتل مبدئي.. ستالين لاعدائه وتشي غيفارا لاتباعه اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

بن لادن: مسار حياة مقاتل مبدئي.. ستالين لاعدائه وتشي غيفارا لاتباعه
ابراهيم درويش
2016-05-02




لندن ـ 'القدس العربي': قتلت امريكا اشهر رجل في العالم، اسامة بن لادن، وقالت انها القت جثته في البحر تماما كما كان يفعل القراصنة في زمن بعيد وهم ينقلون العبيد الى امريكا الجديدة. قالت انها دفنته في البحر حسب الشريعة الاسلامية.
وهذا الفعل خلاف ما فعلته فرنسا عندما اخذت جثة سليمان الحلبي بعد ان اعدمته بطريقة بشعة الى فرنسا ولا زالت عظامه محفوظة هناك في متحف الانسان في باريس، بعد ان قتل الحاكم الفرنسي كليبر على مصر اثناء الحملة الفرنسية.
اسئلة ستجيب عليها امريكا في الايام القادمة، فحتى الآن لم تتكشف عن العملية معلومات كثيرة غير ما قاله اوباما وما نشرته قناة جيو الباكستانية.
وايا كان فامريكا تريد التخلص من بعبع وظل بن لادن الذي سيواصل حضوره حتى بعد موته، فهو الرجل الذي شغل العالم وستظل صورته حاضرة لاجيال قادمة، هذا الرجل الذي جر اكبر قوة في العالم الى حربين في العراق وافغانستان، اسامة بن لادن، سيصبح تشي غيفارا المسلم، صورته بعينيه المشوهتين، ستتحول الى ايقونة مثل تلك الصورة التي نشرتها سي اي ايه للمقاتل الارجنتيني تشي غيفارا.
والسؤال الآن الذي يطرحه الالاف المعلقين عن ماذا بعد بن لادن؟ هل ستموت القاعدة، الكثيرون قالوا انها ميتة منذ 10 اعوام يوم خرجت من تورا بورا عام 2016، واخرون قالوا انها فكرة ولن تنتهي بموت قائد كان يعرف نهايته وينتظرها. فبن لادن دخل بعد احداث ايلول ( سبتمبر) الوعي الامريكي باعتباره 'هتلر' او 'ستالين'، قاتل جماعي، مجرم اعترف بطريقة صادمة انه كان وراء العمليات التي نفذها 19 من اعضاء القاعدة.
وبالنسبة لاخرين من اتباعه فهو مجاهد عاش لفكرة الاسلام ومات من اجلها، وبموته لن تموت القاعدة التي لا تتأثر بموت قادتها. والاهم في قصة بن لادن هي ملاحقته الطويلة قبل ان يقع شهيد افكاره، فقد سئل مرة جورج بوش، الرئيس الامريكي الاسبق ان كان يريد بن لادن قتيلا فأجاب 'نعم اريده قتيلا، اريد العدالة'، واضاف الرئيس السابق 'هناك ملصق في الغرب يحمل عبارة : حيا او ميتا'.

المقاتل المبدئي
جسد بن لادن في حياته صورة المقاتل المبدئي الذي دافع عنه حقا او باطلا، فقد كان فكره نتاج تفاعل بين فكر سلفي اخواني وجهادي. بدأ بن لادن حياته في كنف عائلة ثرية فهو المولود عام 1957 لرجل الاعمال السعودي محمد بن لادن الذي بنى امبراطورية كبيرة في السعودية، وعاش حياته الاولى وشبابه في مدينة جدة حيث انهى دراسته في مدرسة الثغر قبل ان يدخل جامعة الملك عبدالعزيز وينهي دراسته في مجال الاقتصاد.
كان بن لادن مقارنة مع اخوته الكثر 'الحصان الاسود' الذي رفض ان ينجر الى حياة الغنى واللهو التي عاشها بعض اخوته واظهر ميلا للتدين، وتأثر مبكرا بافكار الاخوان المسلمين. وتقول شهادات من عاصروه في تلك الفترة انه كان يحمل وعيا باهمية العمل والتكريس للمبدأ، حتى قبل دخوله الجامعة، واثناء دراسته في مدرسة الثغر. واهم ما في سيرة بن لادن هي كيف تحول الفتى الخجول المحب للخير ومساعدة الاخرين والمتدين الى اخطر رجل في العالم ؟ وما هي الصفات التي اهلته للوصول الى هذا المركز؟
كتب الكثير عن بن لادن، شخصيته وتاريخ جهاده ومشاركته في الجهاد الافغاني اولا كمتطوع ثم مشارك في دعم المجاهدين وتدريبهم وتمويلهم ماليا، بحيث اضحى بعد وفاة استاذه وشيخه عبدالله عزام الشخصية البارزة في تنظيم القاعدة. في العادة ما ينظر الى اسامة بن لادن عبر منظور الجهاد في افغانستان وبدون النظر الى الجذور التي بنت فيه حب العمل وعدم القعود عن الواجب فعلى الرغم من اشارة بعض المصادر الى ان علاقته مع والده كانت قصيرة، حيث توفي بحادث طائرة فوق عسير بسبب خطأ فني من قائد طائرته الامريكي (عام 1967) عندما في التاسعة من عمره، وحينئذ كان اسامة في لبنان، لكن هناك مصادر تقول ان اسامة الابن تعلم من والده ان المسؤول عن عمله لا يجلس خلف مكتبه ويصدر الاوامر بل ينهض ويزور مواقع العمل التابعة له.
كما تعلم من والده حب الشعر والذي حاول ان ينظمه في فترة لاحقة. وبالاضافة لوالده فقد ترك اخاه غير الشقيق سالم الذي ادار عمليات مملكة والده قبل ان يقتل في حادث طائرة في امريكا ـ واستاذه السوري في مدرسة الثغر ولكن اهم تأثير على مساره الجهادي جاء من الشيخ عبدالله عزام الذي نقله الى فكرة الجهاد العالمي وكون الجهاد اهم فروض الاعيان. وجاء تعرف بن لادن على عزام الذي درس في جامعة عبد العزيز اثناء دراسته في الجامعة، وذلك عام 1982. قبل ان يذهب عزام الى افغانستان وينشئ مكتب خدمات المجاهدين في بيشاور، وسيترك بن لادن عالم المال والاعمال الذي انخرط به بعد تخرجه من الجامعة وعندما كلفه اخاه غير الشقيق، سالم ادارة مشروع يتعلق باعمار الحرم كطريقة لتعليمه اساليب ادارة الاعمال. سينكر ابناء بن لادن في مرحلة لاحقة ان اسامة عاش معهم. وان كان هذا الكلام صحيحا حيث عاش في مكان ليس بعيدا عنهم الا انه كان دائم الزيارة لهم في العطل الاسبوعية. نعرف قصة بن لادن مع الجهاد الافغاني الذي ذهب اليه سائحا فانتهى الى ما نعرفه اليوم.

مسارات حياة
ان مسارات حياة بن لادن معروفة، فهذا الرجل المؤدب تحول الى رجل غاضب، ليس على الحياة المريحة التي يعيشها السعوديون الاغنياء منهم ولكن على الظلم الذي اصاب المسلمين في كل مكان، وتظهر بيانات وخطب بن لادن تطورا فكريا في معرفته وتحليله، وتصرف احيانا كرجل دولة يعرف السياسة، وخاطب جماهيره في المعسكرات بلغة حماسية وخطابية وانتقد نظام بلده الذي حرمه من جواز سفره، واهتم بفلسطين وانتقد القيادة الفلسطينية.
وفي قلب 'المعادلة البنلادنية' كانت معايير امريكا المزدوجة التي اتهمها بمحاولة سرقة مصادر الثروة وفرض حكام عملاء لها في بلاد المسلمين، وعندما يرفض العرب الاستماع الى ما تريده امريكا منهم تتهمهم بالارهاب، كما قال بن لادن، فـ'عندما يرمي الاطفال الفلسطينيون الحجارة على المحتل الاسرائيلي تتهمهم امريكا بالارهاب' والعكس عندما تضرب اسرائيل وتقتل الاطفال في فلسطين ولبنان فلا شجب يصدر منها. وعلى خلاف من اتهموه بقلة العلم والمعرفة، فان بياناته التي صدرت في امريكا عام 2016 تظهر وعيا في العالم ومعرفة بالخبرة بامور السياسة والدين. فقد طور لغة خطابية متميزة تجمع بين الحرص على الكلاسيكية واللغة الدينية مع اضافة بعد معاصر لها.

ملاحقة طويلة
بدأ بن لادن يدخل الرادار الامريكي بعد عملية الخبر عام 1993 وعندما اعلن عن الجبهة الاسلامية العالمية لكفاح الصهيونية والصليبية عام 1998 حيث بدا في هذا التحالف اقرب الى فكر حركة الجهاد الاسلامي، بزعامة الدكتور ايمن الظواهري واكثر منه قربا من اخوانيته ـ السلفية التقليدية، فلم تعد المسألة بالنسبة لبن لادن تحرير السعودية من القوات الاجنبية التي احتلت ارض الحرمين بل صارت مواجهة عالمية مع كل قوى الطغيان ممثلة بامريكا. ومعه بدأ اسم بن لادن تحت المراقبة باعتباره ممولا للارهاب العالمي ولاحقا انشئت به وحدة خاصة في وكالة الاستخبارات الامريكية لملاحقته، واطلق عليه ضابط عمل طويلا في سي اي ايه 'نجمة الشمال - مركز الجذب' للارهاب العالمي، خاصة انه وحد في اطار القاعدة عددا من الحركات الاسلامية الجهادية المتفرقة وذات الاهداف المختلفة من مصر الى اليمن والفلبين والباكستان والصومال وشمال افريقيا والشيشان ووسط آسيا. ويلاحظ خبراء في حياة بن لادن ان الارهاب كان قبله هو ارهاب دولة ثم تحول الى ارهاب يدعم الدولة اي اسامة بن لادن، في اشارة لدعمه لحركة طالبان بين عام 1996 -2016 حيث وصل الى الامارة الاسلامية بعد ان اجبر على ترك السودان الذي اقام فيه مشاريع استثمارية كبيرة، وبعد محاولات اغتياله وسحب الجنسية السعودية منه. وظل بعد هجمات ايلول المركز الذي نظمت من خلاله هجمات على بالي ومدريد ولندن واماكن متفرقة في العالم. وان كان اوباما قد نزع عن بن لادن صفة كونه 'مسلما صالحا' فانه وادارته لا يعرفان حتى اليوم طبيعة حركة القاعدة العالمية: كم عدد افرادها واين تعمل خلاياها.

رجل الاعلام
فطوال الحرب على الارهاب، استنفد بن لادن جهود الدول الغربية وهي تلاحقه وتلاحق اتباعه المنتشرين في كل انحاء العالم، ممن آمنوا بفكرته او لم يروه شخصيا. فقد وصل اليهم بالفتوى والشريط المسجل والفيديو والمجلات الالكترونية ومواقع الانترنت الجهادية التي اتقنها اتباعه لدرجة دفعت مسؤولا امريكيا للاعتراف بان بن لادن يملك قدرات على استخدام الانترنت والرسائل المشفرة اكثر من الولايات المتحدة ذاتها.
على الرغم من المظهر الزاهد والفكرة التي سادت عن بن لادن كونه ابن المليارات الذي طلق الحياة الوديعة للعيش في المغاور والكهوف، الا ان بن لادن في عزلته كان ابن العولمة التي استخدمها لصالح اهدافه، فقد عرف كيف يستخدم الاعلام لصالحه وكيف يختار من يقابلهم من الاعلاميين الذين زاروه في موقعه بتورا بورا، وتصرف مع الصحافيين كما يتصرف مدير تنفيذي لشركة كبرى فقد كان يشترط الحصول على الاسئلة مقدما وكان يمنع الصحافيين من التقاط صور له ويزودهم بصوره التي التقطها مصوره الخاص.
كان حريصا في عدم استخدام التكنولوجيا التي اتقنها اتباعه، ويبدو ان غياب التكنولوجيا كانت مكمن الخطر التي اودت بحياته، هذا ان ثبتت الرواية حتى الان حول مقتله. في اهتمامه بالاعلام كان يحرص على تأكيد صورة المحارب، الواقف خلف خريطة العالم، والذي يتحدث بصوت مبحوح وهادئ.
المحارب الدائم الذي اسمه بن لادن بنى تراثه الجهادي في معركة جاجي اثناء الحرب ضد السوفييت في ثمانينات القرن الماضي. قتل بن لادن وهو يؤمن ايمانا لا يتزعزع ان المسلمين قادرون على وضع نهاية لما يقال عنها القوى العظمى، امريكا.
كتب عن بن لادن الكثير، فسيرته صارت جزءا من الوعي العام، وقصة ملاحقته هي التي ستكون محل بحث ودراسات، فان كانت طفولته وعلاقته بعائلته مجالا للدراسة، وان كان مهمشا من العائلة بسبب امه السورية عالية الغانم وبسبب تقواه فتفاصيل حياته في العشرة اعوام الاخيرة ستكون محطا للقراءة والملاحقة.
اشرار واخيار
وسيبرز في القصة ابطال واشرار وسنعرف لاحقا ماذا حدث في الحقيقة، كانت معركة قصيرة قتل فيها بن لادن ام ان القصة اكبر من ذلك، وسيكشف عن الخونة والموالين، وسيتساءل الكثيرون عمن باع رأس بن لادن (25 مليون دولار) في الحقيقة قصة بن لادن بدأت وحياته لم تنته بموت فقد اخذت شكلا اخر، هو الخلود من اي منظار نظرنا اليها، فهو جزء من التاريخ، حاضرا وماض وما سيأتي. غيفارا ام ستالين لا يهم. في الوقت الحالي انتصر اوباما ولا نعرف ان كان هذا الانتصار باكرا ام انه بداية استنزاف جديدة في معركة طويلة. كتب عن القاعدة منذ هجمات ايلول (سبتمر) اكثر من الفي كتاب، وسيكتب عن وفاة بن لادن الفان اخران، بالطبع.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :