عنوان الموضوع : اليهودية و "مشروع الشرق الأوسط" وسيادة الأمة خبر عاجل
مقدم من طرف منتديات العندليب
لم يكن هذا المشروع خارج سياق الاستراتيجية الأمريكية الكبرى، وهي استراتيجية قائمة على أساس الاستحواذ والهيمنة، بالعصا أو بالجزرة، تماما كما قال الرئيس الأمريكي (روزفلت) لنتكلم بهدوء ونحمل عصا غليظة لنذهب بعيدا.
وها هم الآن يذهبون بعيدا ضمن خطوطهم الاستراتيجية التي رسمتها مصالح الكارتلات الأمريكية الاحتكارية والعابرة القومية، وأما البيت الأبيض فهو ليس إلا الناطق الرسمي باسم هذه المصالح.
إذ لم يعد خافيا أن 400 عائلة تحمل الجنسية الأمريكية، تتحكم بالسياسة الأمريكية لخدمة مصالحها الاقتصادية، وهي بالتالي تتحكم بمصير العالم من خلال التجييش الأمريكي المتغول، لتتحول القوة العسكرية الأمريكية إلى أداة تنفيذ بيد الإدارة الأمريكية المتحدث الرسمي باسم هذه المصالح.
وكانت أمريكا تخشى ضياع العدو المحتمل، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وإنهاء المنظومة الاشتراكية، إلا أنها لم تستنفذ طرائق الصيد، فكان الإسلام هو العدو البديل، وهنا عندما نقول الإسلام يعني ذلك العرب أيضا، كونهم أكثر القوى الدولية المؤسسة لمثل هذه الاتجاهات، التي تطلق عليها اليوم صفة صفة ((الإرهاب)).
وهذا أمر يدخل في سياق استحداث الحوافز الداخلية للاستفزاز الخارجي. وكانت تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر من ضمن هذا المخطط.
كما أنها لم تستنفذ محاولاتها الدؤبة في طرح المشاريع والرؤى التي من خلالها تتمكن من السيطرة والهيمنة هنا أو هناك.
وهكذا يأتي المشروع الجديد القديم، (الشرق الأوسط الكبير) أو أي شرق أوسط، فهو قديم في الاستراتيجية الأمريكية للهيمنة، ولكنه جديد في الشكل وفي تجميل صورة الاستحواذ والسيطرة.
من أهم ركائز المشروع:
1 - إعادة هيكلة وبناء المنطقة حسب القياسات والمرامي الأمريكية الاستراتيجية.
2 - وهذا الأمر يستدعي القيام بعملية تفكيك معقدة للغاية، لإعادة التركيب، بما يضمن انعدام والتوتر والانفجار في المستقبل.
3 - إعادة الهيكلة القائمة على وعي عملية التفكيك ومن ثم إعادة التركيب، تقتضي النظر بدقة متناهية إلى الركائز الأساسية الثلاث.
الأولى: الديمقراطية وحقوق الإنسان، وما أطلقوا عليه (الحكم الصالح) وهذا أمر يحتاج إلى تفسير ورؤية تتجاوز الوعي الراهن للنظم القائمة.
الثانية: بناء المجتمع المعرفي.
والمعرفة هنا تحتاج إلى حفرية مختلفة عن طبيعة الراهن ووعي دلالاتها.
الثالثة: التحسين الاقتصادي ( توسيع الفرص الاقتصادية )، أيضا هي مسألة تحتاج إلى منظور يتجاوز دلالات الاقتصاد الحر أو الاقتصاد الاشتراكي، وأيهما أفضل لواقع المجتمع العربي ا, الآسيوي الإسلامي.
مستندات المشروع:
إن هذا المشروع انطلق من الاستناد على تقرير لبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، حول التنمية البشرية العربية للعامين 2016 و2016. وهو التقرير الذي ساهم في إعداده العديد من الباحثين والكتاب العرب. وهو استناد تبريري لسند غير قانوني. وهو قائم على أساس الفشل الذريع في التنمية العربية الذي أدى إلى انعدام المقدرة على ضبط نبض الشارع العربي. مما يؤدي الى تنامي النبرة الحادة والرؤية المتصادمة مع الرؤية والاستراتيجية الغربية والأمريكية على رأسها. وهو ما سيؤدي، بل أدى الى تنامي ظواهر (الإرهاب).
أي بمعنى أن الفقر والبطالة والفساد السياسي والإداري وانعدام الديمقراطية.... الخ، هو الذي يؤدي الى ظواهر التوتر والتمرد والبؤر الإرهابية.وذلك حسب وجهة النظر الأمريكية.
أهداف المشروع
الحديث عن أهداف المشروع الشرق أوسطي الكبير، يأخذ مناحي متعددة، كونه يدخل الاستراتيجية الأمريكية، وهي استراتيجية ليست مبنية على معطيات أنية، وإنما تأخذ أبعادها بناء على الاستراتيجيات الكبرى، المحكومة بمصالح الكارتل الاقتصادي الأفعواني العابر للحدود. وقد كانت هذه الرؤية واضحة منذ خروج أمريكا منتصرة وقوية من الحرب الثانية، فأخذت نظرتها تتحدد على أساس الجيوسياسي للمنطقة. فكان حلف بغداد لاستكمال دائرة الاستحواذ التي بدأت منذ ما قبل "سايكس _ بيكو"، في محاولة منها لتقاسم تركة الرجل المريض، وعلى أثر ذلك كان "وعد بلفور"، الخنجر الذي زرع في ظهر الأمة كإفراز طبيعي لمؤامرة الغرب في تقسيم الوطن العربي، حتى كان حلف بغداد، الذي كان يهدف إلى إحكام السيطرة على المنطقة.إلا أن المقاومة العربية أسقطت الحلف وأبعدت إلى حين، شبح السيطرة. وتتالت المؤامرات ذات الهدف.
ولكن لا بد من الوقوف أمام حقائق التغير في التكتيك والأساليب وليس في الاستراتيجية.
واليوم، وبعد أن استفردت أمريكا بمنحى القوة العالمية، فإنها تعمل بطريقة الفرض المعلن، دون أدنى مواربة في مباشرة التحقيق.
ولم تكن أمريكا لتستطيع ذلك، دون القيام بعملية التفكيك للمنطقة، بعد الهزيمة السياسية التي أعقبت الانتصار العسكري لحرب 1973. بمجموعة من الخطوات التفاوضية، التي أوصلت السادات إلى القدس المحتلة، معلنا بذلك عن أكبر اختراق للسيادة والأمن القوميين، منذ احتلال فلسطين عام 1947.وها نحن اليوم نعاني من تبعات ذلك الاختراق، فأوقعت العرب في شقاق الموقف، ثم تتالت الإشكالات البينية حتى كانت حرب على العراق، فلم يستطع النظام العربي من إيقاف هذه الحرب، وأنا لست مع القائلين بأن النظام في العراق هو من أوصل الأمور إلى هذه النتائج المأساوية، وإنما من أوصلها إلى هذه النهايات الدراماتيكية، هو ضعف وتراجع وتهلهل بل انحدار هذا النظام إلى قاع القاع، بحيث أصبح عاجزا عن سياسة الأوضاع بما يضمن سيادة الأمة بل سيادته على إقليمه الذي يحكمه بطريقته وأسلوبه المتخلف والجاهل، وذلك على أحسن النوايا.وكان نتيجة ذلك كله وقوع النظام العربي برمته في براثن التبعية المطلقة.
ونعود إلى أن "اتفاق كامب ديفيد"، كان بداية فاتحة هذا التفكيك، الذي أدى إلى إبعاد أو إخراج مصر من ريادتها للوطن العربي، بل أخرجها من خارطة الصراع العربي الصهيوني، عنوان الصراع في المنطقة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وبعد ابتعاد مصر عن دورها التاريخي، توالى الدخول إلى نادي التبعية تباعا..
أما وقد استكملت أمريكا تفكيك المنطقة بعد احتلال العراق، وقبل ذلك محاصرة واعتقال الثورة الفلسطينية وكذلك محاصرة كل مواقع الثورة العربية، والاستفراد بكل على حدة، والكل في الطابور ينتظر دوره، من المؤامرة الكبرى على العراق إلى حصار ليبيا وسوريا والسودان وتخريب الصومال وأحداث الجزائر.. الخ.
بعد استكمال عملية التفكيك، يأتي الآن دور أو عملية إعادة التركيب باستبعاد مصطلح إعادة الهيكلة لانعدام صلاحيته السياسية وانطباقه على واقع النظام العربي.
إذ أخذت الإدارة الأمريكية، تعمل على تقويض الأسس التي تجعل من هذا النظام أو ذاك، ذو صلاحية نافعة حتى وهو في خدمة المصالح الأمريكية نفسها. بإضعافه على المستويين:
الأول: كونه نظاما متخلفا ولم يعد صالحا للحكم، باعتباره معاديا لتطلعات الشعب ((الديمقراطية والحكم الصالح)) مما يؤدي إلى الاحتقان فالانفجار، بانبعاث بؤر تنظيمية وعنف ومنظمات مختلفة المشارب السياسية والأيديولوجية، وهو وضع لا يمكن للمصالح الأمريكية أن ترضى به لتبقى تحت رحمة هذه التوقعات.التي لا يمكن حسبانها وضعا أمنا لاستكمال دورة الاستحواذ الأمريكي.
الثاني: فإن النظام العربي أُضعف إلى الحد الذي باتت الأجهزة الأمنية مسيطرة عليه، وعلى مساراته السياسية، كونه لم يعد يرى إلا بعيونها، فتحولت هذه الأنظمة إلى هزء وملعبا للسخرية. وهو الأمر الذي سيؤدي إلى (حسب وجهة النظر الأمريكية) إلى قيام الشعب عاجلا أم أجلا إلى التمرد والانقلاب الاجتماعي والسياسي على هذه النظم، مما سيضر بالمصالح الأمريكية.
ولذلك يأتي هذا المشروع، في إطار تركيب جديد على المستويات السياسية والأيديولوجية والجغرافية.
سياسيا: بإدخال نظم سياسية متناقضة مع طبيعة النظام السياسي العربي، وكذلك الاجتماعي والاقتصادي.
أيديولوجيا: أيضا بتغذية ارتدادية معاكسة للأيديولوجية الحاكمة لوعي الشعب، من العروبة إلى الإسلام.
وجغرافيا: حيث تتسع دائرة الحركة الجيوسياسية الأمريكية، من الهند شرقا وحدود الجمهوريات الإسلامية التي كانت ضمن نفوذ الاتحاد السوفياتي سابقا، إلى الفضاء المتوسطي، وصولا إلى المحيط الأطلسي عند حدود البطن الأفريقي غربا، انتهاء بالقرن الأفريقي الذي يمسك برأس المنطقة في المحيط الهندي المطل على الهند شرقا لاستكمال الدائرة.
هذه الدائرة الجغرافية، ليست دائرة مساحة كيلومترية، بل هي مساحة الشرق الذي يتمسك بعقديته الحضارية والتاريخية.
لتصبح على حدود التماس مع الصين،والاتحاد الروسي بين فخذي الدب الأمريكي من بولندا وتركيا إلى ألاسكا.
وهو الأمر الذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى:
أولا - التوظيف الكوني: بإضعاف الدول الكبرى، واستباق محاولات تمددها وتوسيع دوائر نفوذها.
ثانيا - إنهاء وشطب الأمة العربية، وتفكيك بنية المجتمع العربي من خلال:
1 - إقامة أنظمة متطابقة مع الاستراتيجيات الكونية الأمريكية.
2 - ابتداع أنظمة عربية بدون ملامح أو شخصية، تلعب دور الشرطي في نظام العولمة القادم والمفروض على العالم دون أي اعتبار لخصوصيات الشعوب التاريخية والحضارية والأيديولوجية.
3 - تفكيك البنية الفكرية العربية الإسلامية، في فك الارتباط ما بين العروبة والإسلام، وثم تفسيخ كل على حدة، من خلال إدخال عناصر ومجتمعات في نسيج المنطقة، فتفقد شخصيتها، لا هي عربية في بعضها، ولا هي إسلامية ككيان العدو الصهيوني.
4 - تمييع حالة الصراع العربي الصهيوني، والعمل على تفعيل دور الكيان الصهيوني في إدارة المنطقة، باعتباره كيانا رائدا في مجالات العلم والتقنية والصناعة والاستثمار والسياحة، ناهيك عن اعتبار هذا الكيان الواحة الديمقراطية الوحيدة في صحراء الدكتاتوريات العربية، إضافة إلى ما يسمى بحقوق الإنسان والتعددية.
5 - هذه الأمور بمجملها ستؤدي إلى حالة اغتراب كامل، والى تفكك في البنية الاجتماعية، وهذا بدوره سيؤدي إلى أسرلة وأمركة هذه البنى من خلال سياقات ومنظومات عمل، هي ليست بجديدة بل هي جزءً أساسيا من مناهج وأفكار وطروحات القوى السياسية العربية والأنساق الاجتماعية الأخرى.
من:
1 - الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الصالح، إذ أن من أهم مناداة الشعب وقواه السياسية، هو وجود حكم صالح وأنظمة عادلة.
2 - التنمية الشاملة والبشرية في المقدمة منها.
3 - التعليم ومحو الأمية، وإصلاح نظام التعليم، وهو إصلاح ضروري ليتماشى مع الرؤية الأمريكية.. وقد فرضت هذه الإصلاحات على البعض، والبعض الأخر أسرع ويسرع في تغيير المناهج دون أي ضغط أو طلب، وبكل هدوء ودون أي إعلان.
4 - البطالة وفرص العمل والاستثمار.
5 - المرأة ودورها في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
6 - حول الإصلاح القانوني والقضائي.
7 - المعلومات ودور المعرفة والاتصالات وترجمة الكتب وشبكة المعلومات الدولية.
8 - المجتمع المدني، وفي المقدمة منه، تأسيس ودعم المنظمات الأهلية وغير الحكومية، لتلعب الدور الرئيسي في تنمية المجتمع المدني والحر حسب التعبير الأمريكي.
9 - النمو الاقتصادي، وتوسيع دوائر مناطق رعاية الأعمال، والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وتنفيذ الإصلاح بعدم سيطرة الدولة على الخدمات المالية، ورفع الحواجز على التعاملات المالية بين الدول، وتحديث الخدمات المصرفية، وتقديم العون لإرساء اقتصاد السوق وإنشاء هياكل تنظيمية للخدمات المالية.
10 - إيجاد ((منبر اقتصادي للشرق الأوسط الكبير)).
والدراسة المنهجية لهذا المشروع تقتضي منا القيام بقراءة هذا المشروع قراءة علمية، حسبما جاء في النص، ولكني ارتأيت القيام بذلك في دراسة منفصلة، توخيا للدقة في تخصيص الاهتمام بما هو ضروري في لحظته الضرورية.
وعليه، يلح علينا السؤال الضروري حول ما يمكن للقاريء استخلاصه من هذا المشروع.
فيكون السؤال المهم والضابط لهذا المشروع..
من المسئول عن تعميق وإبقاء التخلف في المنطقة العربية، بل والعالم ثالثية؟؟؟
ان الإجابة عن هذا السؤال يقتضي منا محاكمة حقب تاريخية، خلفتها وأفرزتها وكرستها قوى معادية للأمة العربية. وكانت وما زالت تعمل بأثر رجعي حاقد، من الروم والديلم والفرس إلى الفرنجة الصليبية القديمة المتجددة، إلى الاستعمار الحديث وكذلك المعاصر.
وهنا يمكننا أن نحدد ذلك من خلال مسح تاريخي وجيوسياسي للمسلسل التاريخي الذي قامت به القوى المعادية للأمة. وهو ما سيأخذ منا مساحة كبيرة من البحث والتدقيق وسوق الشواهد التاريخية على ذلك من المغول والتتار إلى مغول العولمة الأمريكية.
وهذا يقتضي منا أن نضع مصطلح التخلف في مقدمة هذه الاستهدافات، لأنه أساس الراهن وتحديد المستقبل.
ولذلك فإننا نضع مصطلح التخلف تحت طائلة مسئولية هذه القوى التي ساهمت في ترسيخه وتفعيله وإطالة أمده. ووضعه تحت عنوان:
التخلف أوله الأثافي
من أهم أسباب بقاء التخلف الراهن، وخلق تخلف وجهل من نوع جديد، ووضع مناهج تعليمية وتربوية، هي ليست أكثر من محو أمية، والذي سيربط المنطقة بحبل سري وخطير، تحت شعارات براقة وجاذبة، من نشر المعرفة والتقدم العلمي والتقنية عبر الربط غير المباشر بالمركز الأمريكي، من خلال تعليم الجيل على الإدارة و((الإنترنت))، وهما قضيتان مربوطتان بالمركز الأمريكي، ولا يحق لأي من مناطق العالم من البحث أو التفكير بإيجاد مخارج أو حلول للفكاك من هذه المركزية المفرطة في الهيمنة والإلحاق والسيطرة.
إذ لا يسمح لأي أحد أن يفكر أو يعمل على الفكاك من هذه المركزية، وإيجاد روابط محلية أو إقليمية خاصة، وتحديدا على الشبكة العالمية(الإنترنت). وهناك العديد من المحاولات التي تم منعها وإيقافها وتخريبها، إضافة الى قضية لها علاقة بذات الاختصاص، وهي الهجوم المستمر والتخريب المنظم والمتعمد من خلال بث الفيروسات لتخريب المواقع على الشبكة، أو إيجاد مبررات لغلق مواقع بتبرير أنها خرقت القوانين المعمول بها،وكل ذلك لأنها لم تتوافق مع الطروحات الأمريكية والمركزية الأمريكية.
وهو الأمر الذي يؤدي إلى ربط المنطقة إن لم يكن العالم بأسره، في دائرة توجه المنظومة المركزية الأمريكية، ربطا فكريا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا، بالمركزية الأمريكية، مما يفقد المنطقة وشعوب العالم، خصوصياتها الأيديولوجية والثقافية والفكرية، وبالتالي شخصيتها القومية وكيانها وسيادتها.
من آليات عمل المشروع
وستعمل أمريكا على تقديم هذا المشروع المستند على تقرير التنمية العربية التابع لبرنامج التنمية بالأمم المتحدة، إلى المؤتمر المزمع عقده في حزيران القادم لقمة الثمانية الصناعية.
وهي تؤكد في كل نقطة من نقاط المشروع، شبه أوامر إلزامية، مثل:
- على أن تعمل دول الثمانية.. ويمكن لمجموعة الثمانية أن تظهر تأييدها، (وأن ترعى)، وأن تشجع (وتمول)، وأن تنشيء مؤسسات، (وتعمل على تحسين).. وكلها في مجملها لا تعدو كونها أدوات وتعبيرات أمر أمريكية.
وقد أيدت الدول الصناعية هذا الخيار وباركته عمليا عبر (الشراكة الأوروبية المتوسطية)، وكذلك من خلال مبادرة الشراكة ما بين أمريكا والشرق الأوسط، وفي الجهود المبذولة للدول المتعددة الأطراف لإعادة إعمار أفغانستان والعراق.
وأما اذا ما عدنا الى مؤتمر برشلونة المتوسطي وافتراضاته الضرورية في إصلاحات وإدخال آليات التغيير القسري إلى البنية الاجتماعية والسياسية العربية، لأتضح لنا مدى التفاف الشبكة العنكبوتية التي تدار حولنا وكلها تهدف إلى تفكيك الشخصية القومية العربية، واستبعاد هذه الشخصية عن المكون التاريخي والحضاري للأمة. من إثارة للنعرات الطائفية والإثنية وتشجيعها بخلق إطارات خاصة بها كاللغة والثقافات والديانات والطوائف.
كما تعتمد أمريكا، وهي تقدم مشروعها باعتباره الصيغة والأنموذج الذي لا بد من أن يحتذي في هذا الشرق الأوسط الكبير كما قدمه تقرير(بيت الحرية) house freedom / على أن (الكيان الصهيوني) هو هذا النموذج، بوصفه (البلد الحر)، وأن العرب لا يتقدمون في نظامهم ومجتمعهم وعلومهم، إلا على البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.
إنها محاولة أخرى من محاولات الغرب الحاقد على الأمة العربية، لإبقائها كما وصفها الأمريكي (ريسلر) بقوله:
((الأمة العربية الآن حصان جامح كبا وعلينا إبقائه في كبوته
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :