تَبـــاً لكلّ الكليـــات العسكــرية في العالم المتحضــر ,
ســُـحقاً لِكل أَساتِذَتِــها ,
وَيلاً و ثبوراً لجميع كَوادِرَهـــا و طُلابـها ….
أَلا بُعْداً لكـــل أصــحاب الأوسـمة و النياشيـن العسـكرية " التافــهة " ,
فبــعد أن رأَيت جنود دولة العـراق الإسْـلامية , ازدَرَيْــتُهم جميـــعا ,
علـــمت أنّهم مُتَطّـفِـلين أَغْبِيـاء عَلى فنون النـزال ,
أَدركت أن الأكـاديميّة العسكرية الأمريكية في نيويورك و الكـلية الملكيّة العسكرية في لندن لا تَصلحا أن تكونـا حَضـــانَـةً لأطفال رجـال دولة العراق الإسلامية…
فهناك في بلاد الرافديْن , تمّ افتتـاح أعـرق جامــعةٍ فـي عُلـوم القتــال ,
تُقَدّم أرقــى تَعْليمٍ فــي الفنون العسـكرية,
أساتِذَتُــها , أبطالٌ مَيْدانيّين مـن كـوادر الدولة الإسلامية ,
غَرِيبُـون بعض الشّـيء ,
فــهم لا يلبسون البدلة أوالبُستار العسكـريّين …و لا يُرَصّعون صدورهم وأكتافهم بالأَوسـِمة و النّياشــين ,
حين تَـرى هؤلاء البُروفُسورات … بل قل الجِنَرالات ,
لا تُصَـدق أنهم هُمْ من رَكّعَ أقــوى جيشٍ مَـادي فـِي التــاريخ ,
بُســـطاء دون سـذاجة ,
فـــقَراء دون حـــاجة ,
لا يَلبسون أكثر من مـَلابس " البيت "
و أحذية رياضية تَقْليدية مـُهترئة على أحسن حال ,
يدمر أحـدهم دبّابة أمريكية بقيمة 3 ملايين دولار و عَلى مَتـنها خمسة جنود و هو يلبس " تي شيرت " أسودا , و بنطلوناً رياضـياً بُنّيا , و " شِبْ شِباً " بلاستيكيّا أخضرا ,
مَلابسٌ … لا تَصلح حتى لحفلة تَـنَــكّريّة ,
مَلابِسٌ… لا تصلح لتـذهب بها بين غُرفَتَيْـن في نفـس المنزل ,
مَلابسٌ …لا يبـلغ ثمنها 10 دولارات …
لكنه يدمر بـها أقوى دَبّـابة في العــالم ,
هكذا يَنْقضون النظريات العســـكرية …
" المـلابس العسْكرية لَيســت جُــزْءاً من العمل العســـكري "
و حين يسـأله طفله الصغير و هو ينفـض الغبــار عن ملابـِسه : أيـن كنت يا أبي !
يقول له البطل :
" لا شَيْء يا بنيّ , كُنت فقط أصـطاد بعض الفـئران التي خــرجت من جُحــورها "
يقترب من الدبّــابة و كأَنها دابــة… يريد أن يعلفها ,
هـــكذا روّضوا آليـات العــدو المُفتـرسـة !
لا تصـدق أنّ الجنـرال قرّر تدميــرها ,
يتســَلل أَسفلها كأنه " ميــكانيكي دبـابات " يريد أن يَتَفَحّـصـها , ثم يقرر إرسـالها بمن فيها إلى كراج الخــردة , بعد أن فَشَلت في فـحص " المُـــواجهة "
تم تصغير حجم الصورة. انقر هنا لإرجاع الصورة الى حجمها الطبيعي. ابعاد الصورة الأصليه 800×600 و حجمها 66 كيلوبيت.
يا أيها الجنرال :
وَ الله لو كــنتَ أمريكياً لاْقـتـلعوا تـمثال الحرّية مـن جـذوره كضــرس مُسوّس و نصبوا تذكارك مكانه ,
لوَضــعوا صورتك على الدولار مـن فئــَة المِئة ,
لعرضـوا حـذاءك البلاستيكي فِـي مـَزاد نيويورك العالمي على أن يكون افتتاح المُـزاودة بعشــرة ملايين دولار ,
لجــعلوا يوم ميـلادك عـطلة وطنّية يذبـحون بها الدّيـك الرّومي و يلبـسون بها مـلابسك " العجيبة " ,
لأنتــجوا عنك عشـَرات الأفـلام السّينمائية الحربّية يـنال أكثر من نصفها جائزة الأوسكار ,
لتـعاقدت معـك دار النّشـر " Beyond words " الأمريكية الشهيرة لتنشر – حصرِيّا - مـذكراتك حـول تـلك اللّحــظات التـاريخية التي اخـتصرت مفـهوم الشجاعة بمشهد مُصَوّر ,
أما و أنت مسلم ,
مـن أمــة سيّد المرسلين صلى الله عليه و سلم ,
فلن يكافـئك قائِدك المجاهد بغير " طَـبْـطَـبْـة تَـرَضِّي علــى ظَهرك " و شيك مُؤَجل بقيمة " جزاك الله خيرا " يُـصرف يـوم يـفر المرء من أخيه , و أمه و أبيه و صـاحبته و بنيه …
و بشـارة نبوية , و يا لها من بشـارة :
" لا يَـجتمع كـافِر و قـاتله في النـار أبداً " (1)
يا أيـها الجـنرال !
أبـهذه المَلابـس تدَمر حَضارة , و تبني أخرى !
أبهذه السهولة " المُـمْـتَنِـعَة " تُغـير مجـرى التّاريخ !
أبهذه البَساطـة تـُفَجــر أَعتا وحش آليّ يـزحف علـى وَجه المـعمورة ,
لا غرابة !
فـهذه جـامعة دَولـة العراق الإسـلامية العسـكرية !
تَـجد أحـدهم قد قَتل بيـده أكثر من مِئـة علج و مرتـد ,
شـَارك في أكثر من مئـة غزوة ,
خطـّط لأكثر من مئة كَــمين ,
ثم تجده في المعركة يتقدم الصـفوف ,
و يتلقى أول خطـوط العدو , بسلاحه , و إن عز فـبِصدره …
الطُلاب النجبــاء يحاولون منع تقدم قائــدهم ..
يَقدون قميصه من خـلف :
" تـَوقـف يا جنرال !
… ارجـع يا جنرال "
لكـن الجنرال لا يعرف ما معنى التوقّف أو الرجوع , فهذه الكـلمات من الأفــْعال المنسوخة من قاموسه ,
ينظر الجنرال إليــهم بكل " عطف و حب " , و نظراته المُفَوّهة تـُلَـقنهم التعليمـات في صمتٍ " صـَاخـِب " :
" فِي جـامِعة دولة العراق الإسلامية العسكرية , القــادة يتقـدمون الجنود في المعـارك "
هـكـذا يـُسقطون النظريات العسكرية ….
بعض الجُنـــود يجـد صعوبةً فــي تقبل الـدرس ,
فمـن يقبل لقـائِدِ أَرْكـان أذاق الأَمــريكان الـهوان , أن يكـون في مدى بنادق عبّـاد الصّلبـان !
منْ يقبل لجَــزّار مـُـحترفٍ , مُتخصـص في تقـطيـع اللـّحوم الصفراء المسـتوردة أن يُقتل في إطلاق نار مُـتبادل ؟
يصرخ الجنود …." يا قــائدنا , نحن نَكْـفـِيكـهم , ارجـعْ للــوَراء ! "
لكن الجنرال يدرك أنها هـيَ الطريق… و الطـّريقة ,
و حين تَتَـخَضّب لِحيته بدمــائه الذّكــية ,
و تـرتـخي سبـابته الضاغِطَة على زِنــاد البنـدقية ,
فَقــط …لتـَتـَشّهد أخر تـشـهد في الحياة الدنْيـوية ,
حـِينها … تـكتـمل فُصـول الـدرس ,
و يَقْـرع الجرس إيذانا بانتهاء المـحاضرة ,
وَ يتـحوّل كل جنـوده إلى جنـرالات يتقدمـون الصفوف ,
كلٌّ منهم يُعــلّم جيـلا من الطلاب ,
ويــَرحلون …
الخـط الفاصل بيـن المـوت و الحيـاة عندهم غيرُ واضــح ,
فأَحْيــاءهم أحْياء , و أمواتهم أحْيـاء … لكن عـند ربهم ,
و رزق كـلاهما يجـري عليه,
مُعـْجَمُهُم اللّـغوي مـمـتلئ بالمُـتناقضـات ,
لا يَفـهمها إلا النـاطق بـلغتهم ,
يسَمّون العسر يسراً , و الموت نصراً , و الصبر أجراً , و الفشــل عاراً….
أما الهـَيئة التدريسيّة في جــامعة العراق الإسلامية العسـكرية !
فيبـقون على رأس عملـهم حتــى بعد رحيــلهم عن الدنيا !
لذلك ,
تجد هناك عندهم بُروفـسورا قديـرا اسمه أبو مصعب الزرقاوي ,
مــازال على رأس عمله حتى بعد رحيــله ,
يعلّم الطلاب فنون القتـَال و النّـزال من قـبره المجهول ,
يعلمهم كيف يَـعيشوا ….و كيــف يَمـــوتوا !
و كيف يصــيروا أساتذةً في مــدرسة الخُــلود
يـعلمــهم كيــف تَصِير الأجسـاد عبئاً على الأرواح , و قيداً ثقيـلا يعيـق حركتها , لا تتـحرر إلا بفـِراقها ,
مازال أبو مصعب الزرقاوي يتقاضـا أجره على كل درس يقدمـه من سيـرته العطرة ,
يتحصّل عليه فورياً مـن بنك " الصدقة الجارية "
حيث الحسـَنة بعشرة أمثالها ,
الحبــر المستـخدم في التــدريس هو الدم ,
يقــولون :
" هذا الحبـر فريدٌ , فَـهو يمنـح الخُلـود لكـل حَرف يُخَطُّ بـه "
مَشـاريع التـخرج لا تقبـل إلا بـه ,
إذا سـمعتهم يتـحدثون عن تـَخريـج دفـعة جـديدة من الجنـود ,
فاعلمْ أنّ ملحمــة ما قد حـصلت في أرض العــراق ,
و أن كوكـبة من الشَّــهداء قد ترجــلت ,
لم يحصلوا على شَهادة بكـالوريوس أو مـاجستير أو دكتـوراه ,
بل شـَهَادَةٍ في ســَبيل الله ,
هــِي أعلى الشهادات العســكرية التي تمنـحها جــَامعة العراق الإســلامية العسكرية ,
يُعَـلقون سِـيَرهَم في أَلبـوم " تَخَــرُّج " ,
يوزعونه على الطّـلاب المـستـجدين ,
و فــي أول صفحة وضعوا سيرةَ المــؤسـس ,
كتبوا تحت اسمه " على دربـك يا أيها المعلم "
رَقـموا في أول فـقـرة من سيـرته :
" إِذ إِنّ فضــل إِلـــهنا..ليْست تحُيــط به الظــنون…
يارب ..أَلــحِقنا بمن يجــري لهم دمــع العيون…
ذِكـــراهمُ تــهني على جـَـذب القلـوب كمـا المـُزون
تـُحيي العزيمة والكـرامة في إبـاء لا يهـــون…
فعسى نـسير بـسيرهم…دومـاً كـما كـانوا نـَكون
كـانوا نُجـوما للسـّراة لأَنّـهم…مـتَـمَيّزون"
آخِرُ جـملةٍ في سيـرته تـقول :
" خادم الجهاد و المجاهدين , المعتز بدينه أبو مصعب ……"
يَـحْملون مـعهم كتاب يد أو (Hand Book)
لا يـُفارقهم أبـــدا ,
حتــى أوقــات فراغـهم , يقـضونـها بـدراسته و تدبـره ,
إن استعصت عليهم مسألة يقلّـبون صَفَـحاته بحثاً عن الحـــل ,
يرجــعون إليه في كــل صغيرة و كبيرةٍ..
, لو أَضــاع أَحــدهم عِقالَ بعـــيره لبحث عنه في ذلك الكتاب ! (2)
فـهو مـرجـعهم الأول …
إنه المـُصْـحـف الشّــريف …
يَعتبرونه من الدروس الإِجـبـارية في كليتهم العسـكرية ,
إِن أَطلــقوا قــذائف هـــاون , تـلوا :
" وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى" (3)
إن قام أحدهم بعملية اسْـتـشهادية قـَرءوا :
" نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ " (4)
حـَتى كأنهم يحاربون بالقـرآن , و يغزون بِالقـرآن و ينتصرون بالقـرآن ,
كأنهم قـرآن " يَمْــشي " على الأرض ,
كأنهم قـرآن " يحــارب" في الميدان ,
كأنهم قـرآن " يُـقْرَأ " في المحراب ,
يَحتار بهم أعداؤهم … لا يـجتمع اثنــان منهم على تَسـميةٍ ,
فـمن رآهم و قد تـمردوا على كل نـظام طـاغوتي يقــصي شَرع الله و يُعَبِّد الناس للناس , قال عنهم " مُتمردين " ,
و مــن رآهم و قد زرعوا الرعب في قـلوب المحتل و أذنابه , حتى كأن الطير تتخطفهم من السمــاء , قال عنهم " إرهـابيين ",
و من رآهم و قد وصلوا إلى أقصى نقطة في الشجاعة , تلك النقطة الحدودية الفاصلة بين الشجاعة و الجنون … تلك النقــطة من الشـــجاعة التــي ما بــعدها إلا الجــنون , قال عنهم " مَـجـانين" ,
أما قائـدهم أبي حمزة المهاجر , فللّه دره من صنديد لم تلد النساء مثله ,
لو فَرشا أسنانه لوجدت العَـالم بأسره يتساءل عن نوع معجون الأسنان الذي استـخدمه ,
لو تعثرت قدمه بِرِبَاطِ حــِذائه… لوجـدت الدنيا تتنـاقـل الخـبر من عنـاوين الصفحات :
" أنباء عن إصـابة المـهاجر! "
كيف لا و هو " أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين " ,
كيف لا و هو خليفة " الزرقاوي " ,
أنعم به من خير "مُضَــاف " إلى خَير " مُضَــاف إليـه " ,
أنعم به من خير خلف لخير ســَلف ,
بينما يعيش مئات الملايين من رِجـَــال الأمّة على هامــش الحــياة , لا يـمـوتون فيها ولا يحيون ,
حياتهم " مَـيّتة " , و موتهم " أمـوت " ,
ليس لهم دور في المعركة المستعرة بين الكفر و الإيمان ,
اللّهم إلا أنهم " غنيمةً للمـنتصر " , يقودهم حيث يشاء مع السبايا و الصبيان و الدواب و المتاع …
و ما أصدق من قال :
هنــاك من يمــوت , فتبكي عليه الأُمّة ,
و هنــاك من يمـوت فلا يبكي عليه إلا أُمُّه ,
و أقول :
بل هنـاك من يموت فلا يبكي عليه حتى أُمّه ,
لله دركم يا أســود دَولــة العــراق الإسلامية ,
لله دركـــم يا حُمــاة الإســلام ,
و الله إن حبــكم يورث في القلب عزة ما مثلها عزة , و نشـوة ما طاولتها نَشـوة , فجزاكم الله خيرا على كل قطرة عرق أو دم تريقونها في سبيل الله ,
اَختم مقالتي هذه برجـــاء حار …
من دَوْلــَـة العراق الإسلامية أدام الله ظلها ,
كــم أتمنى أن أعــرف لــَقَب أخانا البطل مُفجر الدبــابة ,
آه , لو تصل زَفَراتــي إلى أُسُود دولة العراق الإســـلامية , فينبئونا بلقب ذلك الضّرغام ,
أبو …. ؟
أبو ….الأنصاري ,
أبو ….المهاجر ,
أبو ….الشامي ,
أبو ….المقدسي …
أبو …الكردي …
أبو ….الأردني …
أبو ….المدني …
أبو ….اللبناني
أبو …الليبي ..
أبو …المصري …
أبو …البغدادي …
أبو …البصري..
أبو ….الفلوجي…
أبو ……….!
فلــقد حق لنا أن نسمي ذكورنا باسمه حتى يكبروا رِجَــالا ,
و حق لأبي دجانة الخراساني أن يتسمى بأبي …….
" أَبُو دُجَانة الخراســـاني "