عنوان الموضوع : الثورة السورية تفرض عالميتها اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب


الثورة السورية تفرض عالميتها بقلم:سنا السورية
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )
عندما يشن بشار الاسد هذه الحملة المسعورة الوحشية على اجزاء من سوريا ولا يخشى العواقب من المجتمع الدولي فهو بين أمرين إما انه أمن العقاب وذلك بدعم وحماية من الدول الرئيسية العالمية (روسيا والصين)، وهذا من غير المنطقي ولايمكن لأي دولة في العالم ان تحمي نظاما يرتكب جرائم بحق شعبه، او انه وجد فسحة من الوقت اعتقد فيها انه يمكنه القضاء على المتظاهرين والسيطرة على المناطق المنتفضة عليه وإعادة استتباب الأمن فيها وفرض تطبيق النظام في المناطق الثائرة عليه وإعادتها الى حظيرة الطاعة المطلقة، ويمكنه من بعدها فرض شروطه على الاخرين وقبول بقائه في الحكم لأجل اخر، ومن بعدها قد يفكر ويرتضي التنازل عن جزء من صلاحياته المطلقة وإعطائها لرئيس وزرائه المرتقب ان يكون من معارضة النظام.
-
هذا الحل الذي ارتضاه لنفسه واشارته عليه زبانيته عندما وصل الامر بهم للتضحية بمئات السوريين في كل من حمص وريف دمشق والزبداني وادلب ودرعا للقضاء على عناصر الجيش الحر ومن ساندهم، وتصفية المعارضين له في سبيل البقاء وحيدا في السلطة يتمتع بها بدون منازع، شجعه على ذلك الامر هو موافقة قواد جيشه وفرقه العسكرية الذين يدينون له ولاء مطلقا ولا يستطيعوا ان يخالفوا أمره، لانه معناه بالنسبة لهم هو التصفية الجسدية المباشرة. ومن جهة اخرى فان الخوف او فزاعة الخوف من حرب أهلية تقود الى دمار البلاد، يبقي عدداً لا يستهان منه من السوريين مؤيداً للنظام وداعمه في حله الامني وبل يشجعه عليه ويطالبه بالقضاء على المحتجين ليبقوا آمنين في بيوتهم حسب زعمهم، وايضا الخوف من مستقبل مجهول بالنسبة لهم بعد ان بقوا هم وآبائهم تحت حكم عائلة الاسد ولم يتخيلوا ولو للحظة واحدة انه يمكن لسوريا ان تستمر بدون عائلة الاسد.
-
الجامعة العربية لم تكن مهيئة لتقود تحركاً عربياً يجابه الاسد ويضغط عليه ويلزمه باتفاقيات تم قبولها من النظام بعد مفاوضة عليها لمدة اشهر، هذه المبادرات والاتفاقيات لم تقدم شيئاً للشعب السوري المنتفض على جلاده وبقي القتل هو السمة الوحيدة لهذا النظام.
الجامعة العربية لم تستطع بسبب طريقة اتخاذ القرار فيها ومحاولة بناء إجماع لايمكن تحقيقه لاختلاف الرأى وتباعد المواقف واختلاف الدعم والوقوف الى جانبي الازمة، هذا كله لم يمكن الجامعة العربية من اتخاذ موقفا قوياً يلزم النظام وقف العنف والقتل.
اضافة الى ذلك فان هذا النظام معتادا سياسيا على اللعب ضمن المتناقضات الدولية، فقد تعرض لمواجهة كبيرة مع الولايات المتحدة الامريكية مرتين في السابق ونجى منهما بفضل التوازنات الدولية، وارتباط نظامه بآلية تثبيت السلم الاهلي في لبنان، وايضا في بقاء جبهة الجولان مغلقة لمدة اربعة عقود مما شجع الدول الغربية على دعمه وتنصيبه حاكما خلفا لأبيه حافظ الأسد في التوريث الوحيد الناجح في العالم طبعاً بعد كوريا الشمالية الخارجة عن التاريخ والجغرافيا العالمية. اضافة الى ان النظام الأسدي تم الرضا عنه من قبل الغرب والشرق، فقد حافظ على دوره في الحفاظ على السلم الإقليمي ودعم بشكل او باخر السياسة الغربية في المنطقة، وضبط الجماعات السلفية الاسلامية واخترقها ووظفها لحساباته في العراق ولبنان، وتعاون بشكل مطلق مع سي اي اي، بمعنى اخر قد قام بجميع المطلوب منه دوليا.
-
عندما قام الحراك الشعبي في سوريا البعض راهن على مقدرة النظام على السيطرة عليه ولم يكن أحدا مستعدا للمخاطرة بدعم الانتفاضة، ولكن مع تجذر هذه الثورة واستمرارها لمدة تقارب الأحد عشرة شهرا وجد المجتمع الدولي نفسه مطالبا بالتدخل لحماية المدنيين في سوريا، ولكن في ظل الانقسام الحاد في المواقف الدولية وعدم اتفاقها على تسوية الامور العالقة بينها فوجدت من الأزمة السورية ساحة للصراع وتحقيق المكاسب وذلك على حساب دماء الشعب السوري، هذا الموقف ازداد تعقيدا عندما تم طرح المشكلة في مجلس الأمن فظهر الانقسام الواضح بين مواقف هذه الدول وظهر الصراع جليا بين الأقطاب وتمسك كل جانب بموقفه وظهرت التصريحات والرد عليها بين الطرفين، ووقف كل جانباً متحفزاً لإفشال الجانب الآخر كاننا نعيش حقبة من الحرب الباردة.
بين هذا وذاك رجعت الثورة السورية لتعيش داخل سوريا، فلا المجتمع الدولي قادراً على التحرك ودعم الثورة او التدخل العسكري وإيجاد مناطق آمنة، ولا الجامعة العربية قادرة على اتخاذ قرار يلزم النظام ويوقف القتل، ولا يمكن لهذا النظام القضاء على الحراك الثوري، ولا روسيا تريد التخلي عن مصالحها وتدعم حرية الشعب السوري.
-
الهجوم الوحشي على مدينة حمص ودك أحيائها بقذائف الدبابات والهاون وتدمير المنازل على سكانها يعطي النظام واتباعه نشوة النصر على المنتفضين وخاصة بعد حالة العجز الدولي والعربي على اتخاذ إجراءات حاسمة بالتدخل العسكري وفرض مناطق آمنة، النظام باعتقاده هذا يظن انه يستطيع قمع الثورة وتصفية المنتفضين وفرض شروطه على الآخرين ظاناً ان الفيتو الروسي سوف يحميه حتى النهاية، متناسياً ان موقفا دوليا عالميا بدأ بالتشكل ولن يتوقف عن الضغط على النظام حتى الحصول على مكاسب للشعب السوري وأولها تنحيته عن الحكم.
عادت الثورة السورية تفرض واقعها على العالم كله، وأصبح من الواجب الدفاع عن الشعب السوري وحمايته، وانتقل الصراع الى مرحلة جديدة حيث اصبح صوت الشعب السوري مسموعاً في كل أصقاع العالم ولن يستطيع النظام أو روسيا الداعمة له أن تبقي الازمة داخل سوريا فقط.
الحل بأيدي السوريين انفسهم وباستمرار ثورتهم وحراكهم الشعبي واتساعه سوف يجعل الجميع يرضخ لهم ولمطالبهم، ولن تفلح بعد الآن المزايدات بالمواقف الدولية، فأما الدعم العملي المادي للانتفاضة او البقاء في موقف المتفرج على مجازر ترتكب بحق السوريين.




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :