عنوان الموضوع : تاريح جرائم ال سلول ضد اخواننا في الحجاز اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
التكفير أساس الغزو
الحروب الوهابية على الحجاز
خالد شبكشي
كان جون فيلبي مستشاراً بريطانياً خاصاً لإبن سعود، الذي طالما أطلعه على أسراره الخاصة، وأدخله قصره، وتبادل معه أحاديث بالغة الحساسية. وقد دوّن فيلبي بعضاً منها في مذكّراته، ومنها ما دار بينهما حول موقفه الديني من النصارى وسكّان الحجاز. فقد سأل فيلبي عبد العزيز عن موقفه من النصارى. فردّ عليه (إذا قدّمت أنت الإنجليزي إبنتك لي كزوجة، سأتزوجها..ولكني لا أتزوج إبنة الشريف، ولا بنات أهل مكّة ولا غيرهم من المسلمين الذين نعتبرهم مشركين)1.
وشأن مواقف عديدة تبناها عبد العزيز مستمدة من تراث آبائه وأجداده، فإن موقفه من سكّان الحجاز ليس سوى إستدعاءً لما درج عليه الأوائل من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، في سياق التحضير لغزو الحجاز، وارتكاب أبشع الجرائم بحق الأهالي الأبرياء، وتكرارها بعد نحو قرن ونصف على يد جيش الإخوان بقيادة إبن سعود، والتي قد يقيّض الله سبحانه وتعالى لذوي الضحايا من يدوّن مظلوميتهم، ولينتصر لهم ممن ظلمهم.
وإذ لا يمكن غزو الحجاز دونما مبرر شرعي، فقد كان (تكفير) أهله مسوّغاً للقوات السعودية الوهابية بأن ترتكب مجازر متنقّلة في منطقة الحجاز، وتسلب الممتلكات، وتسبي النساء، وتقتل الأطفال، وتخرّب الحقول والآبار..
فالحرب السعودية ـ الوهابية على منطقة الحجاز جاءت على خلفية دينية، وبلغت جداً مرعباً، بهدف إحتلال الحجاز وإجبار سكانه على إعتناق المذهب الوهابي، رغم أن المعارك التي نشبت بين سعود الكبير والشريف غالب في مطلع القرن الثالث عشر الهجري، إنتهى في مرحلة لاحقة الى خلاف بين عبد العزيز والشريف حسين دون أن يحقق نتائج تذكر على صعيد التحوّل المذهبي في الحجاز، رغم مساعي الوهابيين في إجبار السكان بالإكراه على فعل ذلك، ورغم ما أثارته الغارات الوهابية ـ السعودية من هلع بين سكّان الحجاز، بحيث باتوا يمقتون الوهابيين وأفعالهم، وهو مايشرحه المبعوث الفرنسي دمنغو باديا إي بينج (إن السكان والحجاج لا يستطيعون سماع مجرد إسمهم دون أن تتملك قلوبهم الرجفة بل إنهم لا يتلفظون بإسمهم إلا همساً).
وكان قاضي مكة أصدر حكماً ضد معتقدات الوهابيين عقب محاججتهم، وصدّهم عن إحداث إضطرابات في المدينتين المقدّستين، غير أنهم بدأوا بعمليات تسلل منتظمة منذ شهر أبريل 1803، وذلك بعد إبرام إتفاقية ترسيم الحدود سنة 1797، والتي شكّلت غطاءً لدخول الوهابيين لمنطقة الحجاز بعنوان أداء مناسك الحج.
وكانت أولى الحملات العسكرية الوهابية على منطقة الحجاز وقعت في شهر ذي القعدة سنة 1217هـ/1804 على مدينة الطائف. ويصف السيد أحمد بن السيد زيني دحلان ماقام به الوهابيون في هذه المدينة بالقول:
(ولما دخلوا الطائف قتلوا الناس قتلاً عاماً واستوعبوا الكبير والصغير، والمأمور والأمير، والشريف والوضيع، وصاروا يذبحون على صدر الأم الطفل الرضيع، وصاروا يصعدون البيوت يخرجون من توارى فيها، فيقتلونهم. فوجدوا جماعة يتدارسون القرآن فقتلوهم عن آخرهم حتى آبادوا من في البيوت جميعاً. ثم خرجوا الى الحوانيت والمساجد وقتلوا من فيها، ويقتلون الرجل في المسجد وهو راكع أو ساجد، حتى أفنوا هؤلاء المخلوقات..)2.
ويقول السيد إبراهيم الراوي الرفاعي أن عدداً من العلماء قتل في غارات الوهابيين على الحجاز من بينهم السيد عبد الله الزواوي مفتي الشافعية بمكة المكرمة، والشيخ عبد الله أبو الخير قاضي مكة، والشيخ سليمان بن مراد قاضي الطائف، والسيد يوسف الزواوي الذي ناهز الثمانين من العمر والشيخ حسن الشيبي والشيخ جعفر الشيبي وغيرهم3.
وأحدثت القوات الوهابية السعودية مجازر جماعية في دقاق اللوز ووادي وج ونهبوا النقود والعروض والأساس والفراش أما الكتب (فإنهم نشروها في تلك البطاح وفي الأزقة والأسواق تعصف بها الرياح. وكان فيها من المصاحف والرباع ألوفاً مؤلّفة ومن نسخ البخاري ومسلم وبقية كتب الحديث والفقه والنحو، وغير ذلك من بقية العلوم شيء كثير. ومكثت أياماً يطؤونها بأرجلهم لا يستطيع أحد أن يرفع منها ورقة)4.
وصلت أنباء المجزرة الوهابية في الطائف إلى أسماع أهالي مكة المكرمة، فالتمسوا من علمائها الذهاب الى سعود للحيولة دون إستمرار مسلسل الدم في مناطق الحجاز، فاستجاب عدد من العلماء منهم الشيخ محمد طاهر سنبل، والشيخ عبد الحفيظ العجيمي والسيد محمد بن محسن العطاس والسيد محمد ميرغني، والد السيد عبد الله ميرغني مفتي مكة، وتوجّهوا إلى سعود، فقابلوه في وادي السيل، وطلبوا منه الأمان فكتب لهم أماناً هذا نصهبسم الله الرحمن الرحيم، من سعود بن عبد العزيز إلى كافة أهل مكة والعلماء والآغاوات وقاضي السلطان. السلام على من اتبع الهدى. أما بعد: فأنتم جيران الله وسكّان حرمه آمنون بأمنه، إنما ندعوكم لدين الله ورسوله (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، فإن تولوا فقولوا: إشهدوا بأن مسلمون)، فأنتم في وجه الله ووجه أمين المسلمين سعود بن عبد العزيز وأميركم عبد المعين بن مساعد، فاسمعوا له وأطيعوا ما أطاع الله والسلام).
وعلّق السيد أحمد دحلان على كتاب سعود بالقول: (كان وصول هذا الكتاب الذي جعل أهل مكة فيه مثل اليهود يوم الجمعة سابع شهر محرم الحرام عام ثمانية عشر بعد المائتين والألف، فصعد به المنبر السيد حسين مفتي المالكية بعد صلاة الجمعة والناس مجتمعة وقرأ هذا الكتاب على رؤوس الأشهاد، فقالوا: حباً وكرامة وحمد الله تعالى على حصول السلامة)5.
وفي اليوم الثامن من محرم من نفس العام، دخل سعود مكة وطلب من الناس الإجتماع بعد صلاة العصر بالمسجد الحرام بين الركن والمقام لأخذ البيعة والتبشير بالدعوة الوهابية: (فلما كان العصر إجتمعوا فجاء وصعد المقام الذي على ظهر زمزم والمفاتي معهم، ففهمهم وبلّغهم وتشدّق وتكلم والناس تحته ملأوا الحرم. وصار يعلمهم دين رعاة الغنم، وأجهل أهل مكة من أكبرهم أعلم. ثم وقف يخاطب الملك عبد الملك ويعلمه الدين، لا يتوقف في قوله ولا يرتبك كلما علّمه مسألة يقول له: علموا الناس حتى يعرفها الجهلة. فكان أول ما علمه من كلام لغة هو قوله إعلموا أيها الناس إن الأمير سعوداً يقول لكم: إن الخمر حرام، والزنا حرام إلى آخر الكلام الذي يعلمه البهائم والأنعام)6.
وفي اليوم الرابع عشر من المحرم، أي اليوم السادس من دخول سعود مكة، أبطل الوهابيون صلاة الجماعة في المسجد الحرام بالطريقة التي كانت جارية وبقيت صلاة الجمعة فقط، بعد أن (كان يصلي الصبح الشافعي والظهر المالكي والعصر الحنبلي والمغرب الحنفي والعشاء يصليه كل راكع وساجد، وأمر أن يصلي بالناس الجمعة المفتي عبد الملك القلعي)7. وأمر سعود علماء مكة بدراسة المذهب الوهابي، ولاسيما كتاب (كشف الشبهات) للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وشهدت الأوضاع الإقتصادية تدهوراً خطيراً سنة 1219هـ، بجانب التدهور السياسي، الأمر الذي أدى الى نقص حاد في المواد الغذائية، فساءت الأحوال المعيشية لأهالي مكة ما اضطرهم الى إرسال مكاتيب لسعود والإلتماس منه في الحصول على الغذاء درءً لكارثة إقتصادية وإجتماعية. واستغل سعود تدهور الأوضاع المعيشية لتنفيذ خطة تدميرية متسلسلة. كتب أحمد أمين (فلما دخلوا مكة، هدموا كثيراً من القباب الأثرية كقبة السيدة خديجة، وقبة مولد النبي (ص) ومولد أبي بكر وعلي)8. وكتب إليكسي فاسيلييف (بعد أداء مراسيم الحج أخذوا يدمّرون كل الأضرحة والمزارات ذات القباب والتي أنشئت تكريماً لأبطال فجر الإسلام، ومسحوا من وجه الأرض كل المباني التي لا تناسب معتقداتهم)9. أما السيد دحلان فيقول (بادر الوهابيون ومعهم كثير من الناس لهدم المساجد ومآثر الصالحين فهدموا أولاً مافي المعلى من القبب فكانت كثيرة، ثم هدموا قبة مولد النبي (ص) ومولد أبي بكر ومولد سيدنا علي وقبة السيد خديجة وتتبعوا جميع المواضع التي فيها آثار الصالحين وهم عند الهدم يرتجزون ويضربون الطبل ويغنون. وبالغوا في شتم القبور التي هدموها وقالوا إن هي إلا أسماء سميتموها، حتى قيل بأن بعض الناس بال على قبر السيد المحجوب)10.
وبعد ثلاثة أيام من عمليات التدمير المنظّمة، محيت آثار إسلامية في مكة المكرمة، ثم سار سعود بجيشه الى المدينة بعد أن أحكم سيطرته على مكة المكرمة، وبعث خبره إلى أهالي المدينة طالباً منهم تقديم البيعة له، فامتنعوا عن ذلك، فاقتحم المدينة وخاض قتالاً شرساً مع أهلها طالت نحو شهر، سقط خلاله عدد من أبنائها، ثم استباحتها قواته، فيما توجّه سعود إلى الحجرة النبوية. يقول حسن الركي مؤلف كتاب (لمع الشهاب): (فطلب ـ أي سعود ـ الخدم السودان الذين يخدمون حرم النبي، فقال: أريد منكم الدلالة على خزائن النبي، فقالوا بأجمعهم..نحن لا نوليك عليها، ولا نسلطك، فأمر بضربهم وحبسهم، حتى اضطروا إلى الإجابة، فدلوه على بعض من ذلك، فأخذ كل ما فيها، وكان فيها من النقود ما لا يحصى، وفيها تاج كسرى أنوشروان، الذي حصل عند المسلمين، لما فتحت المدائن، وفيها سيف هارون الرشيد وعقد كانت لزبيدة بنت مروان زوجته، وفيها تحف غريبة من جملة ما أرسله سلاطين الهند بحضرته (ص)، تزيناً لقبّته (ص). وأخذ قناديل الذهب وجواهر عديدة..)11.
ويضيف السيد دحلان (أخذ الوهابي كل ماكان في الحجرة النبوية من الأموال والجواهر وطرد قاضي مكة وقاضي المدينة الواصلين لمباشرة القضاء سنة إحدى وعشرين، وأقاموا الشيخ عبد الحفيظ العجيمي من علماء مكة لمباشرة بمكة وأقاموا لقضاء المدينة بعض علماء المدينة ومنعوا الناس من زيارة النبي (ص)12.
وقد أثارت أعمال الوهابيين غضب كثير من الناس وجرحت عواطفهم، (فمنهم من حزن على ضياع معالم التاريخ، ومنهم من حزن على الفن الإسلامي، ومنهم من حزن لأن مقبرة الرسول (ص)، وفخامتها مظهر للعاطفة الإسلامية وقوة الدولة، وهكذا اختلفت الإسباب واشتركوا في الغضب)13.
منع الحجيج عن بيت الله الحرام
أعطى عدد من الباحثين، بمن فيهم المقرّبين من آل سعود والوهابيين، تفسيرات متباينة لقرار منع المسلمين من القدوم الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، حيث قدّم بعضهم تبريراً سياسياً لقرار المنع،على قاعدة النزاع بين الأشراف والوهابيين، فيما اعتبر المقرّبون من الوهابيين قرار المنع بداية مرحلة التصحيح الوهابي للمعتقدات الدينية لدى المسلمين. في المقابل، رفض علماء الحجاز مثل هذا التفسير، في ضوء ما كشفت عنه الممارسات الوهابية ـ السعودية من نهب وسلب وقتل بالجملة، إضافة الى نمط السياسة الوهابية القائمة على أساس فرض الوصاية الدينية على المسلمين والتعامل معهم كمشركين.
مهما يكن التفسير، فإن قرار منع الحجيج من القدوم إلى مكة المكرمة الصادر سنة 1221هـ، قد سبقه إنقطاع الحج العراقي بعد مجزرة كربلاء، وأعقبه الحج الشامي في العام التالي، حيث (كان أمير الحاج الشامي عبد الله باشا، فلما وصل هديه، جاءته مكاتيب بن سعود: لا تأت إلاّ على الشرط الذي شرطناه عليك في العام الماضي. فلما قرأوا تلك المكاتيب رجعوا من هديه من غير حج)14. وكان عبد الله باشا قد وصل الى حدود المدينة المنورة. ويعود سبب المنع الى اشتراط سعود على أمير الحج الشامي اعتناق المعتقدات الوهابية، وكان بين الحجاج الشاميين بعض الدعاة الوهابيين والذين اعتنقوا المذهب الوهابي بعد غزو سعود لمنطقة الشام.
أما موكب الحج المصري، فإن سعود أمر بإحراقه فور وصوله (وأمر بعد الحج أن ينادى ألاّ يأتي إلى الحرمين بعد هذا العام من يكون حليق الذقن. وتلا المنادي في المناداة (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربون المسجد الحرام بعد عامهم هذا).15.
وعلى إثر قرار الحظرإنقطع وصول قوافل الحج من مصر والشام والعراق واستانبول، لأن السعوديين كانوا يرون فيما يصاحب هذه القوافل من المظاهر، ما يخالف قواعد الدين، ولا يتّفق مع مبادىء الدعوة السلفية، بالإضافة إلى أن هذه المحامل كان يصحبها قوة عسكرية خشي منها آل سعود، ولذلك لم يسمح السعوديون لهذه القوافل بأن تصل الى الأماكن المقدسة)16.
ثم بدأ سعود بتصفية حساباته السياسية مع العثمانيين، فقدم إلى مكة المكرمة، وأصدر أوامره بإخراج الجنود الأتراك من مكة لتكون له السيادة الكاملة عليها، وفعل الشيء ذاته في المدينة، حيث تم استبدال الحاميات التركية بحاميات سعودية ـ وهابية، وقرر بأن يلزم كل مسلم ينوي الحج التخلي عن محمله، بعد أن يخضع لفحص عقدي من قبل الوهابيين.
يسجّل السيد أحمد زيني دحلان تفاصيل دقيقة عن هذه المرحلة بما نصه: (وفي سنة سبع عشرة بعد المائتين والألف ساروا ـ أي الوهابيين ـ بجيوش كثيرة حتى نازلوا الطائف وحاصروا أهله في شهر ذي القعدة من السنة المذكورة، ثم تملّكوه وقتلوا أهله رجالاً ونساءً وأطفالاً ولا نجا منهم إلا القليل، ونهبوا جميع أموالهم ثم أرادوا المسير إلى مكة فعلموا أن مكة في ذلك الوقت فيها كثير من الحجاج ويقدم إليها الحاج الشامي والمصري فخرج الجميع لقتالهم فمكثوا في الطائف إلى أن انقضى شهر الحج وتوجه الحجاج إلى بلادهم وساروا بجيوشهم يريدون مكة ولم يكن للشريف غالب قدرة على قتال جيوشهم فنزل إلى جدة فخاف أهل مكة أن يفعل الوهابية معهم مثل ما فعلوا مع أهل الطائف فأرسلوا إليهم وطلبوا منهم الأمان لأهل مكة فأعطوهم الأمان ودخلوا مكة ثامن محرم من السنة الثامنة عشرة بعد المائتين والألف ومكثوا أربعة عشر يوما يستتيبون الناس ويجددون لهم الإسلام على زعمهم ويمنعونهم من فعل ما يعتقدون أنه شرك كالتوسل وزيارة القبور، ثم ساروا بجيوشهم إلى جدة لقتال الشريف غالب فلما أحاطوا بجدة رمى عليهم بالمدافع والقلل فقتل كثيراً منهم ولم يقدروا على تملّك جدة فارتحلوا بعد ثمانية أيام ورجعوا إلى بلادهم وجعلوا لهم عسكراً بمكة وأقاموا لهم أميراً فيها وهو الشريف عبد المعين أخو الشريف غالب وإنما قبل أمرهم ليرفق بأهل مكة ويدفع ضرر أولئك الأشرار عنهم، وفي شهر ربيع الأول من السنة المذكورة سار الشريف غالب من جدة ومعه والي جدة من طرف السلطنة العلية وهو شريف باشا ومعهما العساكر فوصلوا إلى مكة وأخرجوا من كان بها من عساكر الوهابية ورجعت إمارة مكة للشريف غالب ثم بعد ذلك تركوا مكة واشتغلوا بقتال كثير من القبائل وصار الطائف بأيديهم وجعلوا عليه أميراً (عثمان المضيافي) فصار هو وبعض جنودهم يقاتلون القبائل التي في أطراف مكة والمدينة ويدخلونهم في طاعتهم حتى استولوا عليهم وعلى جميع الممالك التي كانت تحت طاعة أمير مكة فتوجه قصدهم بعد ذلك للإستيلاء على مكة فساروا بجيوشهم سنة عشرين وحاصروا مكة وأحاطوا بها من جميع الجهات وشددوا الحصار عليها وقطعوا الطرق ومنعوا الميرة عن مكة فاشتد الحصار على أهل مكة حتى أكلوا الكلاب لشدة الغلاء وعدم وجود القوت فاضطر الشريف غالب إلى الصلح معهم وتأمين أهل مكة فوسط أناساً بينه وبينهم فعقدوا الصلح على شروط فيها رفق بأهل مكة فمن تلك الشروط أن إمارة مكة تكون له فتمّ الصلح ودخلوا مكة في أواخر ذي القعدة سنة عشرين وتملّكوا المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وانتهبوا الحجرة وأخذوا ما فيها من الأموال، وفعلوا أفعالا شنيعة، وجعلوا على المدينة أميراً منهم (مبارك بن مضيان)، واستمر حكمهم في الحرمين سبع سنين ومنعوا دخول الحج الشامي والمصري مع المحامل مكة، وصاروا يصنعون للكعبة المعظّمة ثوباً من العباء القيلان الأسود، وأكرهوا الناس على الدخول في دينهم ومنعوهم من شرب التنباك ومن فعل ذلك وأطلعوا عليه عزروه بأقبح التعزير، وهدموا القبب التي على قبور الأولياء. وكانت الدولة العثمانية في تلك السنين في ارتباك كثير وشدة قتال مع النصارى وفي اختلاف في خلع السلاطين وقتلهم..ثم صدر الأمر السلطاني (من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلطان محمود خان ثاني بن عبد الحميد خان أول سلطان أحمد) لصاحب مصر محمد علي باشا بالتجهيز لقتال الوهابية وكان ذلك في سنة 1226 فجهّز محمد علي باشا جيشا فيه عساكر كثيرة جعل عليهم بفرمان سلطان ولده طوسون باشا فخرجوا من مصر في رمضان من السنة المذكورة ولم يزالوا سائرين براً وبحراً حتى وصلوا إلى ينبع فملكوه من الوهابية، ثم لما وصلت العساكر إلى الصفرا والحديدة وقع بينهم وبين العرب الذين في الحربية قتال شديد بين الصفرا والحديدة وكانت تلك القبائل كلها في طاعة الوهابي وانضم إليها قبائل كثيرة فهزموا ذلك الجيش وقتلوا كثيرا منهم وانتهبوا جميع ما كان معهم وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 1226 ولم يرجع من ذلك الجيش إلى مصر إلا القليل فجهّز جيشاً غيره سنة سبع وعشرين وعزم محمد علي باشا على التوجه إلى الحجاز بنفسه وتوجهت العساكر قبله في شعبان في غاية القوة والإستعداد وكان معهم من المدافع ثمانية عشر مدفعا وثلاثة قنابل فاستولت العساكر على ما كان بيد الوهابية وملكوا الصفراء والحديدة وغيرهما في رمضان بلا قتال بل بالمخادعة ومصانعة العرب بإعطاء الدراهم الكثيرة حتى أنهم أعطوا شيخ مشايخ حرب مائة ألف ريال وأعطوا شيخا من صغار مشايخ حرب أيضا ثمانية عشر ألف ريال ورتبوا لهم علائف تصرف لهم كل شهر، وكان ذلك كله بتدبير شريف مكة الشريف غالب وهو في الظاهر تحت طاعة الوهابي، وأما المرة الأولى التي هزموا فيها فلم يكونوا كاتبوا الشريف غالب في ذلك حتى يكون الأمر بتدبيره ودخلت العساكر المدينة المنورة في أواخر ذي القعدة)17.
وقد ضمّت الحملة المصرية عدداً من علماء الدين لمقاومة الفكر الوهابي، وإضفاء شرعية على الحملة، التي نجحت في استقطاب زخم شعبي واسع، كما حظيت بدعم المسلمين عامة.
احتدمت المعارك بين القوات الوهابية والجيش المصري بقيادة طوسون بن محمد علي باشا ودامت سبع سنوات (1811 ـ 1818)، ووقف الأشراف إلى جانب الحملة المصرية. وكان خروج المدينة المنورة من سيطرة الوهابيين عاملاً أساسياً في استقطاب الشريف غالب الذي كان يحتفظ بميناء جدة، ومال إلى جبهة المصريين والأتراك وسلّم الميناء إليهم بهدف الإفادة منه في إسقاط سلطة الوهابيين في مكة المكرمة، ونتج عن ذلك دخول القوات المصرية إليها بدون قتال، بعد استمالة قبائل البدو، وحاكم الحجاز. وحاول عبد الله بن سعود إستعادة بعض المواقع التي خسرها، فغزا ينبع لقتال بعض القبائل المتحالفة مع القوات المصرية، ولجأ إلى أساليب إنتقامية ضد هذه القبائل، مثل القتل الجماعي، والسبي والنهب وهدم البيوت وإحراق المزروعات، إلا أن القبائل حافظت على ولائها للقوات المصرية.
حظيت القوات المصرية بتأييد داخلي، سيما من أهالي الحجاز، وبتأييد خارجي، وخصوصاً من في مصر والعراق وتركيا وبلاد الشام. وبعد تصفية الوجود الوهابي في الحجاز، إستقر طوسون باشا في مكة المكرمة فيما سار أحد قادة الحملة المصرية الى الطائف، فدخلها وكان معه بعض أقارب الشريف غالب، وطالبوا الأهالي تجديد البيعة لهم.
لم يقبل الوهابيون الهزيمة، وأبقوا على التعبئة العسكرية في صفوفهم، ونظّموا حملة عسكرية سنة 1228هـ، على منطقة الحناكية بالقرب من المدينة المنورة، ولما علم البدو بخبر الحملة هربوا مصطحبين معهم بعض متاعهم. وإقتحم الوهابيون المنازل ونهبوها، ويقول إبن بشر (فدهم المسلمون ـ أي الوهابيين ـ وأخذوا ما وجدوا فيها من الآثاث والأمتاع..)18. ثم قام سعود بعمليات مداهمة واسعة للمناطق لضرب القبائل التي كانت مستوطنة في منطقة الحناكية. إلا أن إنهياراً دراماتيكياً أصاب القوات الوهابية السعودية إثر موت أمير الدرعية سعود سنة 1229هـ، إيذاناً بنهاية فصل من تاريخ الوهابية السعودية كان حافلاً بالمعارك والغارات، كما تهاوت عقدة الوهابية وسط القبائل، الأمر الذي إضطر عبد الله بن سعود الى ترجيح خيار المصالحة على قائد القوات المصرية طوسون باشا، الذي عاد الى مصر كيما يعرض شروط الصلح على أبيه، فاستغل عبد الله بن سعود فرصة غياب طوسون عن الجزيرة العربية، فسار بجيوشه عام 1231هـ ناحية القصيم. يقول ابن بشر: (ونزل على بلد الخبرا وهدم سورها وسور البكيرية عقوبة لهم عن ما قدم منهم من إستدعائهم الترك ـ بما في ذلك المصريين ـ وإدخالهم، وخوفاً أن يحدثوا مثلها فيما بعد..فأقام عبد الله على الخبرا أياماً وقتل شاعراً من الخبرا إسمه عميان، قتله عبد الله بن حجيلان، ثم رحل منها وسار في وادي الرمه مسنداً إلى جهة الحجاز، وقد ذكر له عربان من حرب ومطير في أمواه الحجاز فأنذروا عنه وانهزموا)19.
دفعت شراسة الإنتقام الوهابيين من قبائل القصيم ونجد، إلى طلب النجدة من حاكم مصر، الذي تلقى رسائل منهم تحرّضه على الحرب ضد السعوديين. وبالفعل فشل الصلح، وكان التحريض حافزاً إضافياً للعثمانيين من أجل القضاء على الوجود السعودي الوهابي. وسلّم محمد علي باشا زمام القيادة لإبنه إبراهيم باشا، بعد موت طوسون، ونزل بقوات عسكرية إضافية في ينبع في سبتمبر 1816هـ/ذي القعدة 1233هـ، وتوجّه إلى المدينة المنورة، ودعا الى التعبئة العامة، وأكمل استعدادته العسكرية ثم خاض معركة واسعة النطاق للقضاء التام على الوهابيين، فيما التحقت أعداد غفيرة من القبائل بصفوف القوات المصرية إستعداداً للهجوم ضد معقل السعوديين في الدرعية. وأنزلت القوات المصرية والقبائل المتحالفة معها هزيمة ساحقة بالقوات السعودية الوهابية، فكانت تسقط المناطق الواحدة تلو الأخرى، وفور وصولها إلى الدرعية ضربت طوقاً محكماً حولها دام قرابة سبعة أشهر، أدى الى تدهور الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، واضطر الأهالي إلى الهروب خارج الدرعية بعد أن أفشوا معلومات هامة لإبراهيم باشا حول منافذ الدرعية ومواقعها الإستراتيجية، ما مهّد الطريق أمام إبراهيم باشا لشن هجوم شامل عليها، فسقطت عسكرياً، ووقع عبد الله بن سعود في الأسر، وأرسله إبراهيم باشا إلى مصر في نوفمير سنة 1818 ـ محرم 1234هـ، وتم إحضاره أمام محمد علي باشا، فقدّم عبد الله بن سعود ما سرقه أبوه من الحجرة النبوية، وبعد يومين رحّله إلى الآستانة لمقابلة السلطان العثماني كي ينظر في أمره، فنفّذ الأتراك فيه حكماً بالإعدام، فيما تم نفي أفراد أسرته الى مصر.
وفيما كانت نجد والمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية مسرحاً لمناوشات عسكرية بين القبائل المتصارعة من جهة وبين الوهابيين ـ السعوديين والأتراك والمصريين من جهة ثانية، استغرقت مجمل الحقبة السعودية الثانية، كانت الحجاز حينذاك تعيش وضعاً سياسياً مستقراً تحت حكم الأشراف والإدارة العثمانية.
وبعد ظهور عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على المسرح السياسي بعد إحتلاله الرياض سنة 1902، بدأت حقبة جديدة بلغت ذورتها بتشكيل دولة لآل سعود بدعم من علماء الدين من المذهب الوهابي. فبعد أن وطّد عبد العزيز أركان إمارته في منطقة نجد، قاد جيشاً من الأخوان وسار بهم الى الأحساء سنة 1913 في ظل انشغال الدولة العثمانية بمواجهة الاستعمار الإيطالي على ليبيا في نفس العام، حيث استغل عبد العزيز الفرصة وهجم على الأحساء بعد أن أطلع الضابط الإنجليزي ليتشمان على خطته لترتيب أوضاع المنطقة بين الطرفين بعد السيطرة عليها، فدخل ابن سعود الأحساء وثبّت أقدامه فيها.
وكان احتلال الإحساء بمثابة الفاتح لشهية الغزو، بعد أن نجح في الحصول على دعم الإنجليز، أو على الأقل صمتهم من أجل عدم إثارة العثمانيين الذين عقدوا معهم إتفاق جنتلمان في المنطقة. وفيما لم يجرؤ أباؤه على الإقتراب من الحجاز، إبان الدولة السعودية الثانية، فإن عبد العزيز اعتبر دعم الإنجليز له في الأحساء بمثابة ضوء أخضر مفتوح لغزو المناطق الأخرى، وربما أراد أن يثبت جدارته في الحصول على ثقة ودعم الإنجليز ضد خصميه الأتراك والأشراف.
وقد دعا إبن سعود قادة الأخوان وكبار العلماء وشيوخ القبائل وأعيان الحواضر إلى مؤتمر عقد في الرياض في الخامس من يونيو 1924 شرح فيه إبن سعود المسألة الحجازية، ورغبة الإخوان في أداء فريضة الحج، في ضوء قرار الشريف حسين بمنع الإخوان من زيارة العتبات المقدّسة، وكان إبن سعود يهدف من وراء المؤتمر الحصول على فتوى من العلماء بإعلان الحرب ضد الشريف حسين، وتعبئة الإخوان ضمن إستراتيجية عسكرية جديدة وهو ما حصل بالفعل، فاستعد الإخوان لتطبيق فوري للفتوى، فتقدّم أربعة آلاف رجل من الإخوان، وإرتدوا حرام الحج، وحملوا أسلحتهم، وتولى السلطان بن بجاد زعيم الغطغط، وخالد بن نوى قيادة الإخوان، وأغاروا على الطائف وقتلوا حاميتها. وخرج جيش الشريف من المدينة، فدخل الإخوان الطائف وأوقعوا فيها مجازر مرعبة، وأعملوا السيف في رقاب كل من يخالف العقيدة الوهابية، وقتلوا عدداً كبيراً من وجهاء مكة، في مصايفهم ونهبوا ممتلكاتهم، كما قتلوا عدداً من رجال الدين في الحجاز، ونجا الشيخ عبد القادر الشيبي سادن الكعبة بعد أن تظاهر باعتناق الوهابية. ويقول عطار في كتاب (صقر الجزيرة) الذي أملاه عبد العزيز عليه (وفي اليوم التالي، أخرجوا الأهالي نساء وأطفالاً وشيوخاً من المدينة وحبسوا في إحدى الحدائق ثلاثة أيام وكانت النساء سافرات لأول مرة مع الرجال ومكثوا أياماً بدون طعام).
وزحف جيش إبن سعود من الطائف الى مكة المكرمة، بعد أن تخلى الإنجليز عن دعم الشريف حسين، ونقضهم كل الوعود التي أعطوها له بخصوص إقامة إمبراطورية عربية تحت قيادته، بعد أن رفض القبول بدولة يهودية في فلسطين في ضوء وعد بلفور الصادر سنة 1917. ودخل الجيش الوهابي ـ السعودي مكة المكرمة، وهدم ما صادفه من آثار إسلامية وتاريخية، فيما كان أشراف مكة يرددون (إن دعوة ابن سعود مذهبية، لذلك لا تنجح خارج نجد. لا أمن في الجزيرة ولا راحة للعرب ومطامع إبن سعود تزداد يومياً فيوماً..)20.
دخل الإخوان مكة المكرمة والمدينة المنورة كفاتحين، لتطهير المدينتين من البدع، حسب زعمهم، فأزالوا المعالم التاريخية وحطّموا الآثار الدينية وهجموا على المسجد النبوي، الأمر الذي أثار غضب المسلمين في أرجاء العالم. وكتبت جريدة (المصوّر) المصرية في 4 ديسمبر 1925 تقريراً بعنوان (إهتمام العالم الإسلامي بتخريب الآثار المقدّسة) جاء فيه: (إهتم العالم الإسلامي بما تناقلته الصحف عن تخريب الوهابيين بعض الآثار المقدّسة في الحجاز، فأوفدت حكومة إيران لجنة لتحقيق ما حدث برياسة السفير جعفر خان جلال. وقد تكرّم بمقابلة مندوب 'المصوّرب في فندق الكونتيننتال وقال: كان أهم ما خربوه مقابر آل البيت وأخصها قبر السيدة خديجة والسيدة آمنة. قال السلطان ـ أي عبد العزيز ـ بلغني خبر ما حدث، حزنت لتأكدي أن لهذه الآثار حرمة وكرامة عند الكثيرين من المسلمين في أنحاء العالم لذلك سأبذل جهدي في إعادة هذه إلى ما كانت عليه).
وبسقوط الحجاز تحت سيطرة إبن سعود، بقيت عسير آخر معاقل الأتراك، ونتيجة للظروف الإقليمية والدولية نجح إبن سعود في تصفية الوجود التركي فيها، وصولاً الى إقامة الدولة السعودية سنة 1932، التي قامت بمحو منظّم لمعالم الحجاز وهويته التاريخية وتراثه الثقافي.
المصادر
1 جلال كشك، السعوديون والحل الإسلامي، أميركا، 1982، ص 607
2 السيد أحمد بن زيني دحلان، خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام، القاهرة 1305هـ، ص 297
3 السيد إبراهيم الراوي الرفاعي، رسالة الأوراق البغدادية في الحوادث النجدية، تركيا 1976، ص 3
4 السيد دحلان، خلاصة الكلام، مصدر سابق ص 298
5 المصدر السابق ص 301
6 المصدر السابق ص 302
7 المصدر السابق ص 303
8 أحمد أمين، زعماء الإصلاح في العصر الحديث، ص 20
9 اليكسي فاسيليف، تاريخ العربية السعودية، ص 120
10 السيد دحلان، أمراء البلد الحرام، ص 302 ـ 303
11 حسن الركي، لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب، ص 108
12 السيد دحلان، أمراء البلد الحرام، ص 326
13 أحمد أمين، زعماء الإصلاح في العصر الحديث، ص 20
14 السيد دحلان، أمراء البلد الحرام، ص 326
15 المصدر السابق ص 326
16 عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم، الدولة السعودية الأولى، ص 139
17 السيد أحمد زيني دحلان، فتنة الوهابية، ص ص 11 ـ 15
18 ابن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد، ص 163
19 المصدر السابق ص 185
20 أمين الريحاني، ملوك العرب، ص 507
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
الانجليز كانو يتربصون باأهلنا الموحدين في الحجاز من قبل ويتتبعون الاوضاع هناك خاصة وان الفرصة سانحة بعد تدهور حامي التوحيد واراضي المسلمين الخلافة الاسلامية العثمانية
وامبراطورية المملكة المتحدة تعتبر الحجاز هو منبع التوحيد الذي يهدد نفوذها لطاقة الروحية والقوة الهائلة التي يتمتع بها
فلابد من تسليط عميل خائن لمحار بة اهلنا في الحجاز وكان اسرة ال سلول
نشوف هذا المقطع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
مقارنة بين تحالف الشريف حسين وعمالة آل سعود للإنكليز
كل من يتتبع مواقف الانكليز المفضوحة ودعمهم المطلق لمطيتهم "عبد العزيز" واهمالهم "لحليفهم" الأول الشريف حسين، يدرك أنه لو وجدت المخابرات الانكليزية سبيلاً لتمرير مشاريعها عن طريق الملك حسين في تقسيم الوطن العربي واعطاء فلسطين للهيود، لما اهملت الحسين واستعملت ابن السعود….
اليس بامكان الحسين ان يكون ـ كبعض ذريته ـ عميلا طول حياته للانكليز؟… اليس للشريف حسين من الدعاية آنذاك في البلاد العربية والاسلامية ما يفوق سواه وما يجعله يسير بالطريق الانكليزي المبسّط المبلط بالذهب والمذهب والدين والعتاد والذي لا يكلف الانكليز ـ ربع ما أنفقوه ـ على "عبد العزيز" من مبالغ هائلة طائلة بلطوا بها طريقه الوعرة الجديدة؟…
حتّى أعادوه فيها البلاد عام /1901/ وهو المنبوذ منها؟
لقد قام الانكليز باشهار "عبد العزيز بن السعود" يوم أن كان لا شهرة له ولا تاريخ ولا أمارة ولا سلطة ولا مشيخة ودربوه يوم أن كان عمره 25 سنة وكان يلجأ للكويت مع والده…
وخلقه الانكليز من لا شئ إلى ملك اسمه "عبد العزيز" وسموا بلادنا بإسم عائلته "السعودية" لاول مرة في التاريخ وما قبل التاريخ، حيث لم يسبق لجزيرة العرب طيلة وجودها في الكوكب الارضي أن سميت بمثل هذا الاسم السعودي النجس…
ولكثرة المعلومات عن جرائم هذا العميل وذريته تدفعنا المعلومات في كل مناسبة لإعطاء لمحة عنه وعما فعله الانكليز "بسلطان الانكليز" عبد العزيز ـ خاصة ـ بعد مجزرة الطائف:
خالد بن لؤي وعمالته لآل سعود
رأى آل سعود ـ أن يبروا بوعدهم ـ إلى حين ـ لمن قادهم إلى ـ مسقط رأسه الحجاز، وكان اسمه "الشريف" خالد بن لؤي، فنصبوه حاكما لمكة "المكرمة" بعد تلك المجزرة ـ مجزرة الطائف…
ثم وضعوا إلى جانبه ثلاثة من أعضاء (مجلس الربع) هم جون فيلبي وحافظ وهبة وعبد الله الدملوجي، وزعموا له أن هؤلاء من "مستشاريه"… فسّر الجاهل بما جرى…
لكنه سرعان ما أكلته خيانته، ولم يدم سروره… حينما سرّح سراحا ذليلا.. لأنه أصبح (كويفر) بعد استعماله… أي أنه دخل في حساب "الكفّار" بعد ان صحا ضميره الميت على هول ما جرى ويجري من مذابح وانتهاكات يستيقظ لفظاعتها وجورها ضمير الحيوان الصامت البليد…
ولم يكن للشرف علاقة بصحوة ضمير "الشريف" خالد بن لؤي، بل للصحوة علاقة بازاحته عن منصبه الذي ظن أنه سيبقى به خليفة للحسين كأمير على "الحجاز" على الاقل….
شهادة من رئيس المخابرات السعودية تدين العمالة السعودية
انها شهادة من سعيد الكردي الرئيس الاسبق للمخابرات السعودية في عهد سعود أدلى بها في لحظة ألم داخلي لهول ما عرفه عن جرائم آل سعود في الحجاز وغير الحجاز حينما استشاره الوزير الاسبق للدفاع السعودي الامير مشعل بن عبد العزيز في مجلسه في جده ـ اثناء الحديث عن الحجاز ـ وقال مشعل: (ليس لأحد من هذا الشعب علينا منة ولا معروف.
لقد أخذناكم ـ يا لحجازيين ـ بالسيف مثلما أخذنا نجد وغيرها)…
حينما استشاط سعيد كردي بسخرية وهو يبتسم: (لا يا طويل العمر!… لقد كنت انا من قادة جنود الشريف حسين بن علي الذين حاربوكم في الطائف، وكنت من قادة جيش الشريف علي بن الحسين الذين حاربوكم في الرغامة في جدة.
وانا الآن رئيس استخباراتكم ولدي من المعلومات سابقا وحاليا الشئ الكثير… والله لو اعتمدتم على جمالكم وسيوفكم العتيقة لما دخلتم الحجاز وحكمتموه لحظة واحدة، ولكنها مدافع الأنكليز وبواخرهم واسلحتهم الهائلة وارادتهم المصرة على تسليمكم عرش الحجاز بعد ان رفض الحسين مطلب الانكليز بتقسيم الوطن العربي إلى دويلات ورفض اعطاء فلسطين لليهود ووافق والدكم على ما رفضه الحسين، هذا هو السبب الأول، والسبب الثاني هو أن الانكليز استطاعوا اغراء "الشريف" خالد بن لؤي ضد ابناء عمه الحسين وأولاده فقادكم ابن لؤي إلى بلاده، وأما أنا، فانظر ـ يا سمو الامير ـ إلى اسناني: انها كاسنان بقية الجنود التي تساقطت من حصار الجوع والعطش الذي فرضته البوارج الحربية الانكليزية على الحجاز لصالح والدكم، فمنعت قوات الانكليز عنا وعن المواطنين الطعام الوارد من البحر ومنعوا الماء في الوقت الذي نرى جنود والدكم في مخيم الرغامة وغيره يكّدسون فضلات الطعام ويسكبون المياه في الصحراء ونحن بحاجة إلى ما يسد الرمق، أما الاسلحة التي تفرغها البوارج الانكليزية للجند السعودي فاننا نراها مكدسة كالتلال، ونحن لا سلاح يذكر لدينا… ولا ذخيرة من الانكليز… هذه هي السيوف الحقيقية التي أخذتم بها الحجاز وغيره ـ يا طويل العمر ـ ولا تحرجني أن أقول أكثر من هذا!!.
لا تحرجني أن أقول أنكم لم تجرأوا على مزايدة الحسين بالدين، في الوقت الذي أطلقتم على ابن الرشيد أنه كافر بالدين واتهمتم أهل نجد وعسير واليمن والاحساء والجوف بالكفر؟)…
فعض الامير مشعل على شفته… وحيث لم يجد الجواب، قال: (ظنيناك كردي و"آثاريك"
عربي وظنيناك صديق لنا وآثاريك ـ عدو ـ قديم ـ يا رئيس استخباراتنا)!..
فقال الكردي: (الإسلام جمع الناس على حق)!…
وكان فيصل وآل فهد قد نسقوا خططهم للتخلص من الخصوم… الذين يقفون إلى جانب الملك سعود وغيره، ولان سعيد الكردي كان رئيس المخابرات في عهد سعود وكانوا يعملون للتخلص من سعود نفسه فقد تخلصوا من اعوان سعود ومنهم سعيد الكردي بان دسوا له السم الذي اشتهر ال سعود باتقان وضعه للخصوم…
ومما يُشهد به لسعيد الكردي أنه كان يتستر على العناصر الوطنية بل كان يذهب لمن ترد بحقه معلومات تقول: انّه يتكلم أو يعمل ضد الاحتلال السعودي.
فيحذّره من مغبة أعماله وينصحه!… وحينما يجد سعيد الكردي من يلتقي بهم كان يتكلم ضد الوضع السعودي… وكان يقول: (لقد قاومنا الحصار السعودي لجدة لاحبا في الشريف حسين وأولاده ولكن لأن أمالنا بالشريف حسين وطموحاته كانت كبيرة ولقد شارك معنا مجموعات من اهل حائل واهل الرس في نجد وكذلك مجموعات من الفلسطينيين والسوريين امثال زيد الاضرس وغيره، على أساس أن الحسين هو قائد الثورة العربية الوحدوية الموعودة وأثناء الحصار أخذ الانكليز يتصلون بجدة من الداخل لتقوية "العملاء السعوديين في جدة" ممن أصبح يطلق عليهم أبناء الحجاز "عملاء الوهابية"…. وأخذ عبد العزيز يقيم في بيوتهم كلما جاء إلى الحجاز إلى ما قبل موته…
ومن ضمنهم "محمد نصيف" وبهذه الطريقة وغيرها تم الاستيلاء على "جدة" في يوم السبت 3 جمادي الثانية 1344 هـ 20 ديسمبر 1925 ويقول:
(وبعد مجزرة الطائف، خلع الانكليز على "عبد العزيز" لقب "امام المسلمين" نكاية بالملك حسين الذي لقب نفسه "ملك المسلمين": وكان عبد العزيز إلى ما قبل احتلاله للحجاز يحارب الملك حسين "لأنه كافر": وان من أسباب كفره "أنه أطلق على نفسه لقب…
الملك… وملك المسلمين أيضا.. وليس للمسلمين ملوكا)… وهكذا يحرم ـ ابن السعود ـ على غيره ما يبيحه لنفسه… وقد نكث عبد العزيز كافة عهوده التي قطعها على نفسه لحجاج المسلمين الذين وفدوا للحج أثناء محاصرته وأسياده الانكليز لمدينة جدة وزعم "أنه ما جاء إلا ليحارب الملكية الباطلة في القرآن وأنه سيدعو كافة المسلمين لعقد مؤتمر في مكة ينتخب فيه المسلمون حكومة للحجاز ينتخبون من يريدون حاكما لهم"…. ولكنه كذب… واعلن نفسه ملكا بمجرد أن ولاه الانكليز على جدة والمدينة… مما أثار الرأي العام العالمي وأغضب المسلمين عامة). الخ.
وهذا ما توضحه رسالة بعث بها المستشار السعودي الخاص حافظ وهبه (عضو مجلس الربع) واكبر مستشاري عبد العزيز بن جون فيلبي، بعد أن ذهب حافظ وهبة إلى مصر محاولا خداع الشعب العربي في مصر بعد أن عجز عن خداعه فيلبي وأمين الريحاني وزعموا "ان عبد العزيز ـ يرفض الملكية وانه ـ امام الصالحين فقط"، وكان الرأي العام في مصر قد أغضبته تصرفات عبد العزيز وجرائمه واعلانه نفسه ملكا على الحجاز…
وهذا هو نص رسالة حافظ وهبة التي لم يخف فيها شدة غضب الرأي العام على الملك الدجال عبد العزيز الذي استاء حتّى حافظ وهبة من اعلان عبد العزيز نفسه ملكا وأوضح ذلك في الرسالة التي بعثها له من القاهرة وفسرها حافظ وهبة: ـ ولم يلقبه ـ بالملك ـ فيها:
المستشار السعودي الخاص يؤنب عبد العزيز آل سعود لاعلانه لنفسه ملكا على الحجاز
(من حافظ وهبة إلى صاحب الشوكة والعظمة الامام عبد العزيز بن عبد الرحمن: أفيدكم بأن روتر قد نشر اليوم تلغرافا بأنكم ناديتم بأنفسكم ملكا على الحجاز فان كان هذا الامر صحيحا فقد غشكم من أشار عليكم بذلك لان هذه المسألة أثارت الرأي العام في الخارج ضدكم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنه لا ينطبق مع العهود التي قطعتموها على أنفسكم امام العالم الإسلامي في تشكيل حكومة الحجاز ولو تريثتم لحين انعقاد المؤتمر الإسلامي وتقرير مصير البلاد لكان خيرا وأبقى، والنتيجة كانت لكم في النهاية، ويظهر أن هنالك يدا أثيمة حسنت في نظركم هذا الامر حتّى تقضي على فكرة المؤتمر الإسلامي وتقضي في الوقت نفسه على سمعتكم… 21 يناير 1926)1 .
.................
1 لقد أعلن عبد العزيز نفسه "ملكا للحجاز ونجد" ولكنه تراجع حينما ثار قادة جنده "فيصل الدويش وابن بجاد وأهل نجد" فأعاد النظر وأعلن نفسه هكذا (ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها!) لان المعارضة في نجد كانت أقوى منها في الحجاز الذي سحقه سحقا… هذا شئ، والشئ الثاني كون آل سعود يعتبرون الدرعية هي ـ حائطهم المبكي ـ في نجد الاكثر قداسة من مكة…
وان بلاد "المسلمين" هي الدرعية وتليها الرياض وما عداها بلاد الكفار!… والكفار الذين لا يدينون بدين آل سعود!… وحينما مات عبد العزيز في الحجاز أوصى أن لا يدفن في الحجاز لانها بلاد الكفار!…
فنقل من الطائف إلى الرياض مقبرة العائلة المالكة!…
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
قبل التطرق الى ظاهرة اشاعة الفاحشة وظاهرة الانحلال الخلقي ضد اخواننا الموحدين في الحجاز المبارك
وهذا يعتر تابع للاستراجية الحرب المعلنة من صهاينة ال سلول على اخوننا واخواتنا الموحدين في الحجاز نسال الله ان يحفظ اعراظهم ودمائهم من هذه الاسرة المجرمة
نشوف هذه اللمحة التاريخية
فهم في الفساد من تاريخ طويل
ال سلول الفساد الاخلاقي القذر ملف بالصور والفيديو
ال سعود الفساد الاخلاقي القذر
ملف بالصور والفيديو:: اضغط هنا لترى العجب العجاب!!!!!!!!!!!!!!!!
اسد العرب: ال سعود الفساد الاخلاقي القذر ملف بالصور والفيديو
نقلاً عن كتاب "النوم مع الشيطان" للأميركي روبرت باير
حقيقة مواقف آل سعود من المسألة الفلسطينية
...وقدم صحفيون أمريكيون مثالاً إثر مثال عن الدبلوماسيين الأمريكيين وموظفي وزارة الخارجية الذين يتركون مناصبهم في الشرق الأوسط ويوقعون مع بعض الهيئات المدعومة سعودياً ويبدؤون حملة علاقات وتعليم في المؤتمرات وأي شيء آخر. ولم لا فنحن نجد مثالاً رائعاً في كيسنجر سكوكروفتز وباول كارلوكيس، فالأشخاص الصغار يحتاجون أن يأكلوا فهم يأكلون أقل ولكن القواعد نفسها: لا تر الشيطان ولا تسمعه ولا تكلمه. الأمير بندر السفير السعودي في الولايات المتحدة أخبر قريباً منه أنه مهتم بالعناية بالمسؤولين الأمريكيين عندما يعودون إلى حياتهم الخاصة. السعوديون يهتمون بالأصدقاء عندما يتركون مكاتبهم.
سوف تفاجأ كم لديك من الأصدقاء الجيدين الذين يأتون إلى المكتب، مراقب لبندر وفقاً لمصدر في الواشنطن بوست. عندما تكون غنياً بما فيه الكفاية يمكنك أن تشتري الرفاهية فقط لتكون متأكداً أن ما من أحد يجب أن يتذمر كثيراً فالعربية السعودية تحتفظ بتريليون دولار في البنوك الأمريكية حسب اتفاق عقد في بداية الثمانينيات مع إدارة ريغان لدعم العجز الأمريكي، ويضع السعوديون أكثر من تريليون دولار في سوق الأسهم الأمريكية.
وحسب مقياس 1/10 الإلزامي للأزمة الاقتصادية فإذا سحب السعوديون جميع ودائعهم من البنوك الأمريكية ستكون كارثة.
يعتقد النظام السعودي أن سيطرته على الإعلام في الداخل وشراء ذمم الإعلاميين في الخارج يجعل مواقفه الخيانية اتجاه قضايا الأمة خلف ستار كثيف ليستغفل أبناء الأمة على حد تصوره، وهذه المواقف الخيانية بدأت منذ استيلائه على الحكم ومنذ بدايات القضية الفلسطينية، فهذه الوثائق تشير إلى أن الملك عبد العزيزوافق على وعد بلفور المشؤوم، حيث قال لـ (رندل) السفير البريطاني آنذاك: (إنّه يدرك تماماً أن لحكومة صاحب الجلالة التزاماتها تجاه اليهود، ولا يمكنها أن تتراجع عن سياستها القاضية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين) وأضاف أيضاً: (إنّه لا يفكر بفلسطين في هذه المرحلة. كلا وإنما ينصب جل تفكيره على الخطر الذي يهدد العالم العربي في موقعين اليمن والعراق.)
كتب الملك عبد العزيز على هامش نص الاتفاق بينه وبين الرئيس الأمريكي الاسبق «روزفلت» في 18/شـــــــباط 1945م حــــــول إنشاء قاعدة الظهران الجوية الامريكية: (أوصي وصية مني لذريتي بالمحافظة على صداقة إخواننا الأمريكان أولاً، وثانياً أن تبقى هذه القاعدة تتجدد دائماً كرمز لصداقتنا السعودية - الأمريكية).
الملك فهد:
قال الملك فهد في حديث لتلفزيون الشرق الأوسط في 14 تشرين الثاني 1991 م بعد حرب العراق الأولى: (ترتب على الحرب مصاريف كبيرة إن كانت للذين ساعدوا المملكة فلم يكن هناك حساب أو ما كان فيه تقنين الظروف تستدعي باليوم الجديد أو بالساعة أن تكون النفقات على قدم وساق لا أستطيع حصرها الآن هي نفقات تبدأ من الأكل والشرب وتنتهي بالمعدات العسكرية).
الملك فهد الذي لا يختلف عن أبيه الذي نجده في إحدى الوثائق يقول في رسالة أرسلها إلى الحكومة البريطانية: (مشكلتي هي في هؤلاء العرب من رعاياي، فيما يتعلق بحكاية فلسطين هذه فإن أحاسيسهم لا تكون أبعد من عيونهم، حتّى أنهم يلومونني الآن لترددي وإطاعتي للأصدقاء الإنجليز أن حملة البنادق من العرب الذين لا يخافون الله ولا يعرفونه. قد استؤجروا ودفعت لهم أموال).
صحيفة دافار الصهيونية:
قالت صحيفة دافار الصهيونية الصادرة في يوم الجمعة 21 ربيع الأول 1410 هـ أنّه: (تم عقد اتفاق بين مصنع صهيوني في فلسطين المحتلة والسلطات السعودية، ويقوم المصنع بتزويد السعودية بمواد غذائية على شرط أن تنقل البضائع لدولة أوروبية قبل وصولها للسعودية).
إلغاء العداء للكيان الصهيوني من المناهج السعودية:
ذكرت مجلة قضايا دولية التي يصدرها مركز الدراسات السياسية الأفغاني: أمر النظام السعودي سلطات التعليم بإجراء تغييرات جذرية شاملة للمناهج الدراسية تعتمد بشكل أساسي على التطورات الراهنة لعملية الاستسلام في الشرق الأوسط، وقالت المجلة: (إن لجنة تقييم المناهج، أمرت بأن يحذف جميع ما يشير بالعداء لليهود والإسرائيليين أو يتحدث عن فلسطين المحتلة).
التزام بالأعراف والتقاليد: ذكرت صحيفة (كليفلاند بلين ديلي) بأن السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة (بندر بن سلطان) حضر حفل زواج يهودي أقيم على الطريقة الدينية اليهودية، حيث كانت طقوس الحفل والأغاني تجري باللغة العبرية، وقالت الصحيفة التي نقلت خبرها أيضاً (مجلة جويش ويك) في عددها الصادر في الحادي عشر من شباط 1993 م أن العروس هي ابيغال كوبل (31) عاماً، من نيويورك مولودة في إسرائيل كما أن والدها هو الآخر إسرائيلي ويعمل مسؤولاً كبيراً في شركة الخطوط الجوية الاسرائيلية «العال»).
من الإنصاف هنا أن يقال إن (الامير) بندر بن سلطان لم ينس الأعراف والتقاليد إذ لا بد من حضور زواج بنت العم وتقديم هدية بذلك، فصلة الرحم أكد عليها الإسلام، كما أن بندر بن سلطان كان يعيش في واشنطن وليس في الرياض، فهو غير معني بالالتزام بالشريعة الإسلامية وتعاليم مؤسسة النظام الدينية! والحق يقال إن (الأمير) بندر كبقية أمراء بني سعود يصلّون الخمس ويصومون شهر رمضان عندما يكونون في داخل البلاد.
حمية بني سعود:
سلم الأردن يوم 3 تشرين الأول عام 1991م رجل الأعمال محمد الفاسي، فقد شنت قوات كوماندوز أردنية هجوماً على فندق كان يسكن فيه الفاسي وألقت القبض عليه ورحّلته على الفور إلى جدة حيث كان القبض عليه مطلوباً منذ عدة شهور، ولم تتحرك غيرة النظام السعودي عندما كان محمد الفاسي يدير الفضائح ومحال الدعارة لشبان بني سعود في لوس أنجلس ولم تثر أعمال ابنه التي تجاوزت مشاهير الرذيلة حمية النظام السعودي والذي اضطر أهالي الحي الذي يسكنه في الولايات المتحدة إلى رفع دعوى قضائية لأنه وضع تماثيل لنساء عاريات في حديقة منزله؟!
ولكن عندما بدأ محمد الفاسي بنشر مقالات تندد بعائلة بني سعود ثارت غيرة وحمية النظام السعودي وكان النظام الأردني تواقاً لعمل شئ لهذا النظام لتغيير وجهه بعد موقفه من أزمة الكويت فقدم محمد الفاسي على طبق من ذهب للسلطات السعودية.
بني سعود ينقلون التكنولوجيا العالية إلى البلاد:
ينقل صاحب كتاب مملكة الفضائح في ص 189 أن نايف بن عبد العزيز زار اليابان بتاريخ 13 أبريل 1987 م وهناك رأى حضارة اليابانيين فلم يعجبه منها شئ سوى عشرة آلاف كرباج وستة آلاف عصا كهربائية.
طبعاً نايف يؤمن بنظرية أن لكل أُمة تراثها وحضارتها وتقاليدها وأدواتها وثقافتها لذلك فإن الحضارة والمدنية اليابانية لم تثر اهتمامه، فهو مهتم بنقل التكنلوجيا العالية التي تتلاءم مع تراث وحضارة وثقافة بني سعود، فتراث بني سعود القتل والرذيلة والنهب والسلب، وكان نايف وفياً لهذا التراث لذلك لم يستورد سوى الكرابيج والعصي الكهربائية، ولسان حاله يقول: أبشروا يا أبناء الجزيرة فقد جئتكم بما يحقق لكم طفرة حضارية ولكن على نهج حضارة بني سعود.
آل سعود وتأبط الخيانة
العربي بن الخطاب
ما من عربي واسلامي يراقب حركة نظام آل سعود في شبه الجزيرة العربي الا ويحتار في امر هذا النظام ، الذي جاء في ضوء عملية تزاوجية بين حركة دينية وقوة مسلحة كانت على هيئة عصابة غزو وقتل وتدميروتأمر ، استطاعت ان تلحق بها كل مناطق شبه الجزيرة بعد ان قضت على النفوذ الهاشمي في منطقة الحجاز ،
بعد ان انتهت وعود الانجليز للشريف حسين الى سايكس بيكو ووعد بلفور ، وتم اجهاض المشروع الوحدوي العربي ، تربع آل سعود على مقاليد السلطة في شبه الجزيرة العربية بدون منافس ، وبدأت ممارساتهم الخيانية التي وجدوا لتنفيذها على الارض العربية خدمة لاسيادهم الامبرياليين الغربيين والصهاينة ، وقد ساهمت الثروة النفطية في استخدام المال لشراء الذمم والضمائر العميلة والدنيئة وجاءت كل ممارساتهم في الاتجاه المضاد لاي مشروع قومي عربي وضد اي حركة نهوض قومي ، يضاف الى ذلك انهم مارسوا العدوان على كل ما وصلت اليه اياديهم القذرة ، وحتى يعي المواطن العربي اهمية الدور الخياني لهذا النظام فليتمعن في دعوته الاخيرة بدفع من اسياده الامريكان لاجل ارسال قوات عربية واسلامية للعراق لحماية التواجد الامريكي على الارض العراقية والذي بدأت فيه فيه قوات المارينز تعاني في مواجهة قوى المقاومة العراقية ما بدى لها ان خيار الانسحاب اجدى بكثير من خيار الهزيمة ، حتى جاءت الدعوة السعودية المشبوهة لانقاذ ماء الوجه الامريكي من جهة وحرمان ابطال العراق من تحقيق النصر المؤزر على قوى البغي والعدوان بزمن قياسي يفوق كل تصورات كل الامبرياليين والصهاينة وعملائهم .
ليس بغريب على آل سعود هذا الدور الخياني لانه ديدنهم ووظيفتهم التي امتهنوها في كل الاوقات وكل الاماكن ومما يجدر التذكير به ببعض من هذه الممارسات الخيانية : ـ
ـ ليس هناك من دولة من دول ما يسمى بدول مجلس التعاون الا وقام نظام آل سعود بالاعتداء عليه وقضم من ارضه ما يحلو له .
ـ قام نظام العمالة والخيانة في شبه الجزيرة العربية بالاعتداءعلى اليمن فاغتصب الارض ووقف ضد التطلعات والاماني الوحدوية وقاوم توجهاته التقدمية .
ـ تنازل هذا النظام المشبوه طوعا للحكومة المصرية عن الحدود التي تربطه بارض فلسطين حتى لا يكون من دول المواجهة مع الكيان الصهيوني ، وعلى مدى اكثر من خمسين عاما من عمر الصراع العربي الصهيوني لم يشارك بطلقة واحدة ولا بجندي واحد ، ومع هذا لم تسلم فلسطين من مؤامراته الخيانية .
ـ وقف نظام الخيانة لآل سعود ضد الوحدة السورية المصرية ، وقام بتمويل عملية الانفصال ، وقد هرب كل قادة الانفصال للالتجاء اليه بعد قيام حركة الثامن من آذار .
ـ قام بتمويل نظام الامامة الفاسد في اليمن والحرب بين انصار الامام وقوات الثورة اليمنية .
ـ تلاعب بسلاح النفط الذي كان يمكن ان يكون رافدا قويا في حرب تحرير الارض العربية في تشرين من عام 1973 .
ـ قدم فهد ـ الامير ـالمشروع الاستسلامي للتصالح مع العدو الصهيوني ، والذي سمي فيما بعد بمشروع فاس عام 1982 .
ـ على مدارالثمانينات من القرن الماضي مول النظام السعودي الصراع الدائر في افغانستان ضد الاتحاد السوفييتي تحت يافطة الجهاد ، ودفع ما يقارب ال عشرين مليار في سبيل ذلك ، ليس من اجل الجهاد بل لخدمة اسيادهم الامريكان ، وعلى مدار نفس الفترة لم يدفع ال سعود دولارا واحدا لتمويل الثورة الفلسطينية ، وكل الاموال التي كانت تصل منظمة التحرير كانت اموال تجبى من العاملين الفلسطينيين على ارض شبه الجزيرة العربية .
ـ شارك في غزو العراق بتقديم الارض والماء والسماء والمال لتدمير العراق تحت يافطة تحرير الكويت .
ـ قدم مشروع عبدالله للصلح مع الكيان الصهيوني سمي بالمشروع العربي للسلام في قمة بيروت ، ويبدو ان آل سعود يتنافس امراؤهم وملوكهم على تسجيل اسمائهم في سجلات الخيانة ، فمن مشروع فهد الى مشروع عبدالله .
ـ شارك في غزو العراق عام 2003 ، وقدم كل التسيلات للقوات الامريكية الغازية .
ـ يبادر اليوم نظام الخيانة في شبه الجزيرة العربية بتقد يم مبادرة لارسال قوات عربية واسلامية لحماية قوات الاحتلال الامريكي في العراق بدفع من اسيادهم الامريكان الذين يعيشون مأزق الاحتلال .
يبدو ان نظام آل سعود الذي فقد صوابه لانه فقد القدرة على حفظ الامن في اراضي شبه الجزيرة العربية بفضل هجمات القاعدة يسعى لتصدير ازمته ، ولم يجد ساحة غير الساحة العراقية يظن خائبا ان ذلك سيخفف عنه الضغط ولم يع ان ذلك سيكون وبالا عليه ،لان البقية الباقية الذين لم ينضموا بعد لتأييد عمليات القاعدة سيجدون مبررهم لتأييد القاعدة ، حيث من غير المعقول ارسال ابنائهم الى ارض العراق لحماية المارينز الذين يرتعدون خوفا من المقاومة العراقية الباسلة .
التآمر الخياني من عائلة آل سعود ليس بجديد، فهذه العائلة وجدت من اجل تنفيذ كل ما يخدم اعداء العروبة والاسلام تحت يافطة الاسلام ، فأي اسلام الذي يدفع بقوات عربية واسلامية لحماية قوى البغي والعدوان لتثبيت اقدامهم على ارض العراق المحتل ، بعد ان زلزلت الارض من تحت هذه الاقدام النجسة والتي تبدوفي نجاستها كما هي نجاسة نظام آل سعود.
آل سعود نظام ردة منحرف ومن لم يكن في صف الحق ضد هذا النظام العميل فما عليه الا ان ينحاز الى صف المخلصين للخلاص من هذا الدرن الفسد الذي يطفو على جزيرة العرب ، قاعدة انطلاق الدعوة الاسلامية دعوة التحرر من الذل والعبودية ، حيث اعاد آل سعود الذل والعبودية للارض والانسان التي تنسمت عطر الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة ، فتبا لهؤلاء الذين لم يرعوا لا ذمة ولا دين ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
وماذا عن العدو الايراني ؟
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
هل تعرف من هو الشيخ محمد عبد الوهاب الذي تنسب له عبارة الوهابية؟
هذه العبارة من استعمال الرافضة لأنه حاربهم و حارب عقيدتهم الباطلة.
و ماذا عن جرائم الشيعة ؟ و نشر مذهبهم الفاسد في الدول العربية؟