غزة - خاص دنيا الوطن
هي قضية غامضة ليس بسبب عدم أحقيتها أو عدالتها بل بسبب الخمول العربي والبعد العربي عن مناصرة أصحاب القومية ذاتها ومن يدفعون ثمن عربيتهم ودفاعهم عن العربية تحت ظل الدولة الفارسية الايرانية !.
يبلغ تعداد سكان الأحواز 8 ملايين عربي من العرب الأصليين في وطن تبلغ مساحته 372 ألف كيلو متر مربع تمتد من مضيق باب السلام أو ما يسمى هرمز إلى العراق. وهي دولة غنية بالنفط ومحتلة "حسب اصحابها" منذ عام 1981 , وتسمى عربستان أو خوزستان أو عرب الهولة، ويطلق على هذا الإقليم اسم الأهواز بالفارسية لأن الفرس لا ينطقون حرف الحاء العربي.
دنيا الوطن قررت فتح القضية مرة أخرى , ليعلم قراء دنيا الوطن من هم الاحواز وماذا تعني قضيتهم ؟ , التقينا بامين عام الجبهة العربية لتحرير الأحواز ليجيبنا على اسئلة "كان من الصعوبة صياغتها وحدنا فاستعنا بهم" لغموض قضيتهم وتغييبهم المتعمد عن الاعلام !
اليكم نص المقابلة كاملة
سؤال: من هو فيصل عبدالكريم نعمة؟
جواب: هو إبن كل شبر من أرض الأحواز , وإبن كل نخلة في الأحواز , صيرورته السياسية بدأت في عام 1977 عندما تحسس آلام شعبه وسمع قصص آبائه وأجداده.
سؤال: الجبهة العربية لتحرير الأحواز تأسيسها , موقعها في الساحة النضالية الأحوازية , أهدافها ومؤسساتها , يرجى إعطائنا فكرة عن كل هذا؟
جواب: الجبهة العربية لتحرير الأحواز إنبثقت بعد دراسة علمية معمّقة لمعالجة الواقع الأحوازي رؤىً وخطاباً وسياسةً , للنهوض بهذا الشعب بوسيلة أن يكون خطابها منسجما ونابعا من عمق معاناة الأحواز أرضا وشعبا , تشكلت بالأغلبية المطلقة من كافة الفصائل والمسميات السياسية والدينية والعشائرية الأحوازية , حيث مثل خطابها التعبير عن كل النسيج الأحوازي بغض النظر لمعتقده وإنتمائه السياسي على أساس الوطن الواحد.
أما أهدافها تحرير الأرض والإنسان الأحوازي من الإحتلال الفارسي أولا , وثانيا تحريره من الطائفية والتفرقة العنصرية والإختلاف في وجهات النظر السياسية والموروث القبلي السلبي. مؤسسات الجبهة العربية لتحرير الأحواز هي: جيش تحرير الأحواز – الإتحاد العام لنساء الأحواز – الإتحاد العام لطلبة وشباب الأحواز – اتحاد المحامين الأحوازيين ونقابة الفلاحين , إضافة إلى تأسيس مجلس شعبي أحوازي تأسس من وجهاء الأحواز المتواجدين في ساحة عمل الجبهة العربية لتحرير الأحواز.
سؤال: أي فئة تضم الجبهة العربية لتحرير الأحواز من فئات الأحواز وشرائحه المختلفة , بمعنى آخر هل هي تنظيم ديني أم علماني؟
جواب: الجبهة العربية تنظيم قومي علماني عربي يؤمن بكل العقائد الدينية ولا يفرق بين عقيدة دينية وعقيدة أخرى , ومثلما للمسلم حق في الجبهة , للمسيحي والصابئي المندائي وجميع الطوائف الدينية حق مثله أيضا.
سؤال: المؤتمر العام الثامن لجبهتكم ماذا كان يهدف وهل حققتم فيه ما كنتم تخططون إليه؟
جواب: المؤتمر العام الثامن للجبهة العربية لتحرير الأحواز تعبير عن تجسيد لنظام الجبهة الداخلي والمبني على ممارسة الديمقراطية بشكلها الشفاف والإختيار الحر , وقد حققنا فيه ما كنا مخططين له من قبل , ويمكن لكم العودة بقراءة تقريرنا السياسي وكلمة الأمين العام.
سؤال: هناك تنظيمات أحوازية كثيرة طرحت نفسها في الساحة أين تضعون الجبهة بين هذه التنظيمات , وهل أن هذه التنظيمات سرقت الأضواء من الجبهة العربية لتحرير الأحواز؟
جواب: الجبهة العربية لتحرير الأحواز كانت ومازالت هي الإطار العام والحاضنة الأساسية لجمع شمل الأحوازيين بغض النظر عن التسميات والمسميات , وفي هذا المؤتمر دحضت الجبهة كل التوهمات القائلة بأن الجبهة العربية لتحرير الأحواز محكومة بزمان ما ومكان ما , ومن توهم ولو للحظة واحدة ذلك , كان قد جهل بنائها الفكري وتوجهها العقائدي.
وعمقها الجماهيري وتضحياتها وشهدائها كان سجلا مضافاً إلى تاريخ الأحواز العربي , فإذا كانت هذه هي الجبهة من يستطيع أن يسرق الأضواء منها في سوح النضال.
سؤال: تقريركم السياسي الذي أقره المؤتمر العام الثامن يتطرق كثيرا لموضوع الوحدة الوطنية , هل تملكون مفاتيح هذه الوحدة من خلال جبهتكم؟
جواب: نعم نمتلك هذه المفاتيح , لأن الجبهة قامت على أساس الوحدة الوطنية من أجل تحقيق الهدف الثابت وهو تحرير الأرض والإنسان , ومن حقنا هذا الإعتبار لما قدمناه خلال أكثر من إثنان وثلاثون سنة مضت على تأسيس الجبهة أن نكون أساسيين كمؤسسين ومبادرين لإطار وحدوي أحوازي
سؤال: علاقاتكم ببقية التنظيمات الأحوازية هل هي على ما يرام؟
جواب: نحن نتعامل مع كل الأحوازيين باعتبارنا الحاضنة والإطار العام الذي تذوب في داخله كل المشاكل والتقاطعات , ونحن منفتحون على الجميع ونعارض بحزم إستجداء الخطاب لأنّ ما لدينا من خطاب عندما نجسده في الواقع الملي نكون لسنا بحاجة إلى خطاب مستورد.
سؤال: ما هي مشاريعكم الأحوازية والعربية مستقبلا؟
جواب: نحن لدينا مشروع أحوازي وطني ومشروع عربي ومشروع عالمي إنساني لمحاربة الإضطهاد والتمييز العنصري وعلى رأسه التمييز العنصري الفارسي , وسنباشر به بالوقت المناسب لكي ننهض بخطاب عربي موحد.
سؤال: هل أعطي للجبهة العربية حقها من قبل الأحوازيين والعرب؟
جواب: كلا , لأنّ الجبهة العربية لتحرير الأحواز قدمت الكثير للوطن وللعروبة ومازالت تدفع ثمن تضحياتها بسبب نهجها وخطابها , وهناك أشخاص بسبب ضعف وعيهم السياسي وقراءتهم الخاطئة لمشروع الجبهة بما جعلهم أن يتمسكوا بالإطارات الضيقة الحزبية والفئوية مما جعلهم يعطون المكثير للجزئيات التي لا تعبر عن الوطن والأحواز ، وهذا ما دفعهم من أن يتخوفوا من الجبهة العربية لتحرير الأحواز ومن تاريخها.
سؤال: ما هو موقفكم كأحوازيين وكأبناء الجبهة العربية لتحرير الأحواز مما يجري في البحرين وبقية البلدان العربية خاصة أقطارنا في الخليج العربي من فتنٍ مختلفة يؤججها النظام الإيراني؟
جواب: منذ انبثاق الجبهة العربية لتحرير الأحواز عام 1980 وحتى يومنا هذا وعبر القنوات المختلفة كنا نقرأ الأحداث قبل وقوعها ونرسل التفاصيل إلى أشقائنا في الخليج العربي وكنا نحذّرهم من بدء صيرورة تلك الخلايا النائمة حتى قيامها بأعمال إرهابية لما تشكله من خطر على السيادة الوطنية والقومية. وهذه الأحداث التي تجري في بلداننا العربية هي عبارة عن تنفيذ مشروع ستراتيجي فارسي لتقطيع أوصال الوطن العربي لتجعلها مسيّرة بالإرادة الفارسية.
سؤال: قضية الأحواز هل وصلت إلى مبتغاها في الإعلام العربي والدعم الرسمي العربي والعالمي؟
جواب: كلا , لأن هناك أطراف تفضل مصالحها على إيصال صوت شعبٍ عربيٍ إذا تحرر بإمكانه أو بقدرته أن يكون درعاً للوطن العربي تجاه الزحف الفارسي.
سؤال: هل هناك جدار تستندون عليه في تحرككم للقضية الأحوازية عربيا وعالميا , أم أنتم متكلين على إمكانياتكم الذاتية , وإذا ما طلبتم بناء هذا الجدار المُسنِد من الدول العربية ماذا تتوقعون , هل تحصلون على ما تتوقعون أم يبقى السكوت هو الجواب المعتاد عليه تجاه القضية الأحوازية؟
جواب: أن قضيتنا قضية وطنية وعربية وإسلامية وإنسانية. وطنية لأنها كانت دولة عربية مستقلة وأحتلت إحتلالاً عسكريا , ومن هنا الزاما علينا أن نعمل ونعتمد على أنفسنا وإمكانياتنا الذاتية بعد التوكل على الله وهذا من واجبنا.
أما أن الأحواز عربية , لأنها جزءاً لا يتجزأ من الوطن العربي بتاريخها وحضارتها وجغرافيتها و قدمت الكثير إلى الحضارة العربية وكانت صاحبة الدور بالدفاع عن الخليج العربي وعروبته وسيادة دوله , ومن يريد الكثير فاليراجع التأريخ ليرى صحة ما ذهبنا إليه.
أم قضية الأحواز قضية إسلامية هذه تأتي حسب البرنامج الذي أقرّه الله سبحانه وتعالى وأنزله على رسوله بأنّ للأحوازيين حق على الإسلام لما قدموه من تضحيات من أجل حمل الرسالة الإسلامية ونشرها في بلاد فارس , والباحثون الجغرافيون عليهم أن يبحثوا عن جبل الله أكبر ولماذا سمّي بألله أكبر.
وأما قضية إنسانية باعتبارها تعبّر عن مايقارب إثنى عشر مليون إنسان يعاني من التمييز العنصري الفارسي والإضطهاد والحرمان والجوع والفقر.
وأما عن الجدار الذي تتكلم عنه فلا وجود له , ونحن ننتظر التجاوب العربي والإسلامي والعالمي الشعبي وليس الرسمي , لأننا عجزنا من طرق الأبواب , وملفا كبيرا يخص قضية الأحواز يوجد فوق رفوف أرشيف الجامعة العربية ولا يوجد من ينفض التراب عنه.
سؤال: متى نزف لكم تهانينا لمناسبة تحقيق الوحدة الوطنية الأحوازية وتأسيس مرجعية لجميع الأحوازيين يمكن الرجوع اليها؟
جواب: المرجعية موجودة , وما هي إلاّ قضية وقت وسوف نعلن البشرى
سؤال: من يضئ الضوء الأخضر لتحرير الأحواز ؟ وهل أن تحرير الأحواز قريب أم بعيد بنظرك؟
جواب: إن شعبنا يمتلك سر التحول والتغيير والإنتصار , وليست المسألة مسألة كمٌ بشري محاصر ومحتل , أنما مسألة النوع البشري الراغب في التحرير والحرية والعدل , فكان هذا الأحواز الذي بعد كل تلك السياسات من التفريس والعنصرية البغيضة مازال عربيا مقاوما واعترف بذلك حتى العدو الفارسي المحتل , فهو الذي يعطي الضوء الأخضر بالتحرير ولن يأتي هذا الضوء من الخارج , وسيكون التحرير قريب إن شاء الله.