قال أنه "منذ لحظة وصوله إلى ليبيا أهين في حضور المسؤولين"
المحامي الصيد للشروق: البغدادي في الإنعاش بعد تعرضه للضرب والتنكيل
تسليم البغدادي خلف أزمة في تونس)
"المرزوقي مسرحية وأُحمّل الجبالي المسؤولية"
كشف أمس البشير الصيد محامي الدفاع عن البغدادي المحمودي رئيس الوزراء السابق في نظام معمر القذافي، تعرض موكله للتعذيب والإهانة بأبشع الطرق وأكد في اتصال مع الشروق من تونس، أنه سيستميت في الدفاع عنه، وأنه يُحمّل ما سيلحقه من سوء للحكومة التونسية. مشككا في رد فعل الرئيس المرزوقي.
أولا ما تعليقك على بيان الرئاسة التونسية الذي يؤكد عدم "شرعية" قرار الترحيل ويّحمّل الجبالي رئيس الحكومة المسؤولية؟
إذا نظرنا إلى قضية البغدادي من الناحية القانونية، فإن القانون التونسي واضح ومحدد للمهام. لا يمكن لأي مسؤول إصدار قرار الترحيل عدا رئيس الجمهورية. وقسم 324 من مجلة الإجراءات الجزائية، حدد هذه المهمة، وخص بها الرئيس دون غيره. ومايراه القضاء هو مجرد رأي استشاري ولا يعد حكما باتا. لأن الحكم للسلطة التنفيذية، ويتمثل في قرار سياسي سيادي يوّقعه الرئيس يفيد بالترحيل أو عدمه. نؤكد أن رئيس الحكومة تجاوز صلاحياته واستبد بصلاحيات رئيس الجمهورية، وعليه فقرار التسليم باطل. وفي نفس الوقت قرار رئيس الحكومة خلق أزمة دستورية في تونس، أزمة تنازع الصلاحيات، والقضية معروضة الآن على المجلس الوطني التأسيسي للنظر فيها.
هل سيضيف احتجاج المرزوقي وانتقاداته لرئيس الحكومة أي جديد في قضية البغدادي الذي سلم فعلا إلى طرابلس؟
احتجاج الرئيس المنصف المرزوقي مجرد احتجاج إعلامي أو مسرحية لا أكثر، وأرجح أن ما حصل هو تبادل للأدوار بين الرئيس ورئيس الحكومة، وعليه فأنا أعتقد أن المجلس التأسيسي سيناقش المسألة، ولكنه لن يذهب بعيدا لأني أتوقع أن يلملم المسألة.
بصفتك محامي آخر رئيس وزراء في عهد القذافي..هل قمت بإجراءات معينة قد تغير من مصير البغدادي؟
سأبقى أدافع مهما كانت النتيجة التي سيتوصل إليها المجلس التأسيسي وسأدافع عن البغدادي، وأوسع من ذلك، سأبقى مدافعا عن كل الليبيين المهجرين أو المضطهدين في الداخل، يمكن للسان الدفاع أن يطعن في قرار رئيس الحكومة القاضي بالتسليم لدى المحكمة الإدارية التي تنظر في مثل هذه القرارات. ويمكن أن تصدر حكما بالإلغاء.
هل من معلومات عن وضعية البغدادي؟وهل توفرت فعلا الضمانات التي تحدث عنها الجبالي؟
بلغني منذ ساعات وللأسف أن البغدادي تعرض ومنذ لحظة وصوله إلى التعذيب على يد الميليشيات أو من يسمون أنفسهم "ثوارا"، وتم نقله إلى الكلية العسكرية بالبيضاء، وحسب المعلومات التي وردتني من هناك فإن الاعتداء عليه تم في حضور المسؤولين. حيث كسي جسمه بالبصاق وضرب على رأسه وتم جره إلى أن أغمي عليه، ثم نقل إلى المستشفى. كما وردتني أخبار أخرى في نهاية اليوم عن تواجده حاليا بالعناية المركزة، بعد أن ساءت حالته، خاصة وأنه مصاب بأمراض عديدة منها داء السكري.
إلى أي مدى تجزم بصحة هذه التفاصيل وهل نقلت هذه المعلومات إلى الحكومة التونسية؟
توجهت مباشرة بعد أن وصلتني هذه المعلومات إلى الحكومة التونسية المسؤولة عن ذلك، وانطلاقا من تأكيدها عن وجود ضمانات بعدم التعرض له أو إهانته حسب الاتفاقية التي وقعتها مع حكام ليبيا، وعليها الآن أن تمكن البغدادي من الحديث إلى وسائل الإعلام مثلما اتفق عليه بين الطرفين.
باعتبارك رئيسا للجنة العليا للدفاع عن حقوق الليبيين المسجونين في الداخل، هل أنت على اتصال بأصحاب مبادرة "المصالحة"؟
حسب ما أسمع من بعض الليبيين فإن جلهم رافض لفكرة المصالحة ومتحفظ على تصريحات قذاف الدم الأخيرة حول الموضوع، لأنه بالنسبة لليبيين المحسوبين على نظام القذافي، لم يكن مستميتا حتى آخر لحظة مع القذافي، ولهذا لا يأخذون كلامه واقتراحه على محمل الجد.
تناقلت وسائل الإعلام على لسان عائشة القذافي بعض التصريحات، وبغض النظر عن كونه صحيح أو ملفق في إطار مؤامرة لدفع الجزائر إلى ترحيل عائلة القذافي، فأنا أوجه تحية نضالية إلى الجزائر حكومة وشعبا على استقبالها للعائلة وإيوائها ولو أن هذا السلوك متوقع من بلد المليون ونصف مليون شهيد.