فوجىء مشاهدو القنوات السورية أمس ، وأول أمس ، ببث تقرير يقول إن المخابرات الصينية اكتشفت أضخم عملية سينمائية تقوم بها شركة "مترو غولن ماير" في استوديوهاتها بهوليوود في الولايات المتحدة لإنتاج فيلم يحاكي عملية سقوط للنظام السوري سيجري بثه من القنوات الفضائية "المغرضة"!وقال تقرير القنوات الفضائية ، الذي عادت وكالة"سانا" وبثه اليوم قبل أن يجتره قطيع المجترات في الإعلام "الممانع"، إن المتحدث باسم جهاز الاستخبارات الاتحادي الصيني زونكو كينغباو كشف في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" الثانية أن "المشروع يهدف إلى تصوير عملية سينمائية تظهر فيها مشاهد تبدو حقيقة لعملية مزيفة تمثل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد". وأضاف المتحدث الخرافي باسم الجهاز ، العقيد إيشما سونغا ، أن "لدى الاستخبارات الصينية معلومات مسربة من عملاء لها من داخل المشروع تفيد بأن شركة "آسا ديز داك ريلي" ومقرها مدينة فيلاديلفيا بولاية نيفادا في الولايات المتحدة هي المنتج الرئيس للمشاهد التي أطلق عليها سراً اسم "ريساوندينغ فول" أو "السقوط المدوي" والهدف منها في النهاية إضعاف معنويات أفراد الجيش السوري والمؤيدين للرئيس بشار الأسد". ويتضمن البث حسب قوله "مشاهد لمجسمات ذات أحجام حقيقية تمثل القصر الجمهوري وجبل قاسيون ومطار دمشق الدولي وملعب العباسيين وبناء القيادة القومية وساحات الأمويين والعباسيين والسبع بحرات ومكتبة الأسد وجسر الرئيس في دمشق إضافة إلى مطار الضمير العسكري وإحدى المزارع الخاصة التابعة لأحد كبار الضباط، والهدف من ذلك رسم مشاهد حقيقية لسيناريو "سقوط النظام".
اضاف سونغا للقناة أن "المشروع يتضمن تصويراً لمشاهد انشقاق لكبار الضباط والسياسيين المتواجدين داخل البلاد وأن ممثلين مشهورين قد شاركوا في تصوير بعض من تلك المشاهد بينما يسعى المنتجون لتصميم مشاهد لبعض الضباط بواسطة تقنيات التصميم ثلاثي الأبعاد". وأضاف: "أن تمويل المشروع يبلغ 36 مليار دولار تدفعها كل من قطر والسعودية وعُمان".
ولفت الى أن "الموعد المحدد لبث المشاهد سيتزامن مع قطع بث جميع القنوات الفضائية المساندة للنظام السوري في سوريا ولبنان وايران، وذلك ضمن مخطط سياسي-زمني متسارع يتوقع أن ينضج قبل منتصف شهر آب المقبل". وعلق سونغا بقوله إن ما يحدث يؤكد حدوث مؤامرة كونية على سوريا الصديقة لجمهورية الصين الشعبية". وأضاف بأن "بلاده لن تترك النظام السوري يواجه لوحده المؤامرة الكونية وإنما ستقدم دعماً معنوياً ضخماً في سبيل صد آثار المؤامرة"!انتهى تقرير الإعلام الذي يديره النصاب المافيوزي عمران الزعبي ، الذي كان يدير يوما ما عصابة للسطو على الأموال العامة والخاصة ،والتزوير ، في مكتب رئيس الوزراء المنتحر محمود الزعبي.
تعليقنا :
ـ إن كل ما جاء في التقرير من ألفه إلى يائه لا أساس له ، وهو محض اختلاق وأكاذيب ، ونتاج لذهنية مريضة عقليا ومنحطة أخلاقيا من الناحية المهنية والشخصية.
ـ لم تجر أية قناة روسية أو صينية ، أو حتى في جزر الهنولولو ، أية مقابلة لا مع الناطق باسم المخابرات الصينية ، ولا حتى مع البواب أو " الفرّاش" الذي يقدم الشاي الأخضر في مكاتبها!
ـ ليس هناك ناطق باسم المخابرات الصينية يحمل هذا الاسم. وهذا ما أكده لنا مسؤول المكتب الصحفي في السفارة الصينية في لندن "هي رولونغ" He Rulong في اتصال هاتفي مع "الحقيقة" ظهر اليوم ، موضحا بالقول"لا يوجد ضابط ناطق باسم المخابرات الصينية يحمل هذا الاسم، ومن المؤكد أنه حتى لو وجد لن يقوم بإجراء مقابلات حتى مع القنوات التلفزيونية المحلية ، فكيف بالأجنبية"!
ولكن من كان المسؤول الأول عن عملية النصب والاحتيال القذرة هذه؟ في الواقع لا نعرف على وجه الدقة، بالنظر لأن أول من نشره ، وعلى نحو متزامن تقريبا ، القنوات الرسمية السورية و موقع "الانتقاد" التابع لحزب الله، في نسختيه العربية و الإنكليزية. وعادة ما يقف وراء أكاذيب وترهات "الانتقاد" مراسله في باريس نضال حمادة ، الذي يشارك في تحرير موقع "فيلكا إسرائيل" لصاحبه خضر عواركه ومدير العام اللواء حسن خلوف ـ ضابط المخابرات السورية الأشهر! و"الانتقاد" ، بخلاف قناة "المنار" ، تفتقد ولو للحد الأدنى من المهنية، ومعظم ما ينشره عبارة عن شعوذة.
تبقى الإشارة إلى أن إعلام السلطة سبق أن فبرك منذ بداية الأزمة عددا من التقارير التي كنا فضحناها في حينها، ليس أبسطها المقابلة المزعومة مع "هنري كيسنجر" وتقارير أخرى لصحفيين بريطانيين لا وجود لهم ولم تلدهم أمهاتهم بعد!
المصدر: الحقيقة