عنوان الموضوع : ظاهرة الطلاق.....................هل من حل قضايا اجتماعية
مقدم من طرف منتديات العندليب
----------------------------------------------------------------------------
يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية خطيرة، فالطلاق كارثة في حق الأسرة والمجتمع لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وانتشار العداوة والبغضاء في المجتمع، وما يعكسه ذلك على الأطفال والجيل بأكمله.
من الآثار الاجتماعية والنفسية السيئة العديدة، بدءا بالاضطرابات الخلقية إلى السلوك المنحرف إلى الجريمة والتشرد وغير ذلك
ولقد أدهشتني تلك الإحصائية الخطيرة التي قرأتها مؤخراً عن ارتفاع معدل نسبة الطلاق بدرجة كبيرة جداً في دول العالم الإسلامي بشكل عام وفي الجزائربشكل خاص.. ولو فكر كل إنسان بنسبة الطلاق في محيطه فقط من خلال العائلة والحي والجار والصديق والأستاذ لوجد في ذلك أعداداً مذهلة مهولة، الأمر الذي جعلني أفكر وأهتم بكل صدق وصراحة بما آل إليه مصير الأسرة عندنا في بلداننا الإسلامية!..
وأخذت أتساءل ترى ما السبب وراء ذلك؟! وفي الحقيقة كان هناك عدة آراء لبعض المفكرين والعلماء تجيب على سؤالي ومنها مثلاً:
الملل الزوجي وسهولة التغيير وإيجاد البديل والأطماع المادية والبحث عن اللذات وانتشار الأنانية وسوء الخلق وعدم الوفاء والغضب والمشاكل والعقد النفسية المتوارثة والفساد والجوع العاطفي إلخ.. وكل هذه الأسباب من المحتمل أن توجد في الطرفين!
وبعد استعراض كل ما سبق ذكره من مسببات الطلاق أستطيع القول باختصار شديد: إن السبب لكل حالات الطلاق يكاد يكون سبباً رئيسياً واحداً، سبباً تنحصر فيه جميع الأسباب السابقة وهو عدم التوجيه الاجتماعي الصحيح، وأقصد بالتوجيه التبصير بشروط صحة الزواج قبل الزواج والتحذير من مضار الطلاق.. وهذا مفقود في كل شيء حولنا.. في القدوة وفي المناهج الدراسية، وكذلك في وسائل الإعلام.. فلو لقي راغب الزواج التوجيه الأمثل والنصح السديد لما فكر يوماً بالطلاق، والعكس صحيح فلو تحقق للراغب في الطلاق التوجيه الأمثل والنصح السديد لما فكر يوما بالطلاق.
وأنا لا أريد أن أخوض في مناقشة هذه الأسباب فهي واقعة ومسلم بها في كل المجتمعات، ويجب علينا النظر في إصلاحها بشكل عام! (أصلح الأصل يستقم الفرع) وينبغي علينا معالجتها تدريجيا حتى تزول كلية من المجتمع جيلا بعد جيل فالحل الأمثل في رأيي للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ينحصر في التوجيه المفيد النافع وفي تربية السلوك الفردي بشكل خاص ومكثف!
كلنا يعلم أنه لا طلاق بل زواج!
فعلينا معالجة الخطوة الأولى في طريق الحياة الزوجية فإما أن تنتهي بنا إلى الوفاق الدائم أو إلى الطلاق الظالم.. وهنا تأتي أهمية إنشاء مركز متخصص في ذلك المجال، فعندما يذهب الرجل والمرأة ووليها إلى المحكمة الشرعية لعقد النكاح يطلب القاضي من الرجل الذهاب لإحضار وثيقة تأهيل من المركز ولا غرابة في ذلك فكثير من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية تشترط قبل الزواج إجراء كشف طبي للرجل والمرأة من الناحية الصحية (وهذا بالفعل ما طبق أخيرا عندنا وبفضل الله) والأولى أن يتواجد هناك مع التقرير الصحي تقرير نفسي يتسلمه من المركز يوضح له ويبصره أو يبصرها بما له وما عليه فالمركز يخدم النوعين!!
ثم يستمع إلى بعض النصائح كالأصل في الزواج بناء حياة سعيدة مستقرة مفعمة بالحب مزدانة بالتفاهم، لتصبح الأسرة التي خرجت من بذرتين متحدتين نبتة شامخة مورقة بالأطفال والسعادة ودور ذلك التلاحم في بناء أفراد الأسرة بدءاً من الزوج والزوجة وانتهاء بالأبناء.. ثم يستمع إلى بعض الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والآثار والقصص المشهورة في ذلك المجال وحسن اختيار الزوجة واشتراط رضا المرأة وعدم إجبارها ومشاورة الأمهات في اختيار الزوجة ووجوب المعاشرة بالحسنى والترغيب في بناء الأسرة وأجر الإنجاب وحقوق الزوجة ودور المرأة في المجتمع أو لنقل بعبارة أخرى هي دورة مركزة مكثفة يأخذها الرجل قبل الإقدام على فكرة الزواج ولا مانع بأن يأخذها بين الحين والحين للتذكير والتدبر.
وكذلك الحال بالنسبة لمن أراد الطلاق فإنه يتوجب على القاضي أن يطالبه بشهادة المركز ولا غرابة في ذلك فأنت إن أردت تجديد استمارة السيارة ألزمك المرور بشهادة الفحص الدوري، هذا للحديد التافه فكيف الوضع بالنسبة لمصير أسرة بكاملها؟
أليس ذلك من الأولى؟ وهنا يذهب الرجل إلى المركز ويدخل أيضا بسرية تامة دون ذكر أسماء أو عناوين وتبدأ مناقشته عن سبب الطلاق ثم يبسط له السبب وغالباً ما يكون ذلك السبب تافها ولكنه قوبل بلحظة غضب ثم يفهم أنه لابد من وقفة جادة بين الزوجين لتقسيم الأدوار والتشارك في المسؤوليات بهدف تحقيق الاستقرار العاطفي والتربوي للأبناء ثم سرد مشاكل الحضانة والسكن والنفقة ثم تعرض عليه صور بعض الأطفال الصغار المتشردين أو المنحرفين عبر شاشات معدة لذلك وتعرض عليه كذلك بعض قضايا الانحراف التي سببها الطلاق ثم يقوى عنده الوازع الديني من خلال الآيات والأحاديث كقول إبليس لعنه الله لمن يفرق بين المرء وزوجه وهكذا!
ثم يعرف بمصير التشرد والانحلال الذي ينتظر أولاده فلذات كبده إن هو أصر على الطلاق ثم توضع له الحلول والاقتراحات بالتدرج مثل الدعوة إلى الصبر والوعظ بالكلام اللين والهجر وابتعاث الحكمين والمصلحين وإن أصر على ذلك فاستخر الله، وأنزل حوائجك على الله، فإن ما زلت مريدا للطلاق ولابد فخذ بسنة حبيب الله صلى الله عليه وسلم، طلقها طلقة واحدة، في طهر لم تجامعها فيه لا تطلقها وهي حائض، فتلك حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا طلقتها فطلقها طلقة واحدة لا تزيد.. {فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}إلى آخره من هذه الوسائل التي من شأنها أن تثنيه عن قراره بالطلاق.
كذلك الحال للمرأة طالبة الطلاق كأن يقال لها: (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
الموضوع شدني و ان شاء الله لي عودة للمناقشة
و لا اريد ان امر عليه مرار الكرام
فانه موضوع يستحق النقاش فيه
البتول
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
شكرا على مرورك الطيب
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك اخي
موضوعك مميز يا ريت يسمع به كل مقبل على الزواج و كل متخذ لقرار الطلاق
ان ابغض الحلال عند الله الطلاق
نسمع بهذه العبارة و لكن لا نعي معناها العميق فان الطلاق حلال و لكن يكون مبغوضا اذا كان تعسفيا و لاتفه الاسباب
صحيح انالله عزى و على جعل عصمة الطلاق بيد الرجل و الله سبحانه و تعالى له حكمة في ذلك كون ان الرجل يفكر و يتحكم في نفسه و لا يؤدي تفكيره الى الطلاق عكس المراة التي تغضب و لا تستطيع ان تتحكم فيما تقوله
و لكن اليوم نرى العكس تماما فان الرجل اصبح يلفظ بالطلاق لاتفه الاسباب و من غير حق و السؤال لماذا؟
لان العصمة بيده فهو يطلق متى شاء
اما بالنسبة للنقطة التي تطرقت اليها عند جلسة صلح لدى القاضي فصحيح ان القاضي قد لا يقنعه سبب الطلاق و يحاول ارجاع الزوج الطالب للطلاق الى صوابه و لكن هذا الاخير يتعنت و يصر على قراره و للقاضي هنا ليس امامه حل الا قبول ما يطلبه الزوج لان العصمة بيده
لو كنا صحيح بلد اسلامي و نتحلى بصفات الرسول صلى الله عليه و سلم لكان كل رجل يعاشر زوجته بالمعروف و عسى ان تكرهو شيئا و يجعل الله فيه خيرا
اما بالنسبة للمراة التي تطلب الطلاق فممكن ان يكون الرجل فعلا يستحق الطلاق او بالاحرى بالمصطلح القانوني و الصحيح ان المراة تخالع الرجل او تطلب التطليق و ليس الطلاق و ذالك وفق ما نص عليه القانون
و اذا استحالت الحياة الزوجية بين الطرفين فللمراة كذلك ان تحرر نفسها من العذاب الذي هي فيه و لكن بالتي هي احسن
اخي لقدد تطرقن الى نقطة مهمة و كانت تدور في فكري و هي وجود مراكز للتوعية عند الاقبال للزواج او الترشيد عند اتخاذ قرار الطلاق
و لكن نحن في مجتمعاتنا نهتم بموضوع العنوسة اكثر من مواضيع اخرى اي انه النهم ان تتزوج المراة و بعدها لا يهمنا كيف تعيش و كيف يعاملها زوجها الاهم عند الاولياء هو التخلص من الفتاة العالة التي كبرت و بقيت _بايرة_يا للاسف اصبح تفكيرنا منحط لهذه الدرجة.
و للحديث بقية
و اشكرك مرة اخرى على طرحك المميز للموضوع
تقبل احترامي
البتول
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
بارك الله فيك على هذه المشاركة الفعالة وتحليلك المتميز لهذه الظاهرة
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
بل انا من اشكرك لنك دائما تطرح مواضيع و تجعل فيها روح النقاش و صبر الاراء
دمت بقرب
البتول