عنوان الموضوع : °•.♥.•° الصبر ... ذلك الخلق العظيم °•.♥.•° مجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب




الصبر
خلق من أسس الأخلاق في ديننا الحنيف.. من أمهات الأخلاق.
متغلغل في حياة البشر جميعا... انه خلق الصبر.
أحيانا يأتي بعض الشباب ويقول لي: إني أعاني من معصية كذا.. فماذا أفعل؟ فأقول له: اصبر، فلا يعجبه الكلام، ويعتقد أن ما أقوله كلام نظري.
ويقول آخر: إني أحاول الاستيقاظ مبكرا لصلاة الفجر، ولكني لا أستطيع فماذا أفعل؟ فأقول له: اصبر، فيكون رده...!!.

لقد ضاع المعنى الحقيقي للصبر، وأصبحت كلمة الصبر عند كثير منا تساوي...( كلمة نظرية).
ولكن من منا لا يراها منهجا عمليا لحل أي مشكلة... وللوصول لأي غاية..!!؟

الصبر مفتاح الكون!!

تفكر معي في مخلوقات الله... انظر الى الجنين في بطن أمه... وانظر الى مراحله.
انه لا يكبر فجأة.. وانظر الى الزرع فانه ينمو بتدرج.
وانظر الى تدرج شروق الشمس وتدرج غروبها...
واليك هذه.. ألا ترى أن الله تبارك وتعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام، وكان يقدر سبحانه وتعالى أن تكون في يوم واحد أو في طرفة عين..!!

انما أراد الله تبارك وتعالى بخلق السموات والأرض في ستة أيام أن نعلم... أن كل شيء في هذا الوجود يقوم على التدرج، وأن الصبر ليس خلقا انسانيا فحسب؛ بل هو مفتاح الكون.
سبحان الله...!! ان الكون كله يقوم على فكرة الصبر والتدرج.


كل شيء في حياتنا يحتاج لخلق الصبر


إذا أردت أن تتفوق في حياتك العملية... لا بد أن تصبر 16 سنة مذاكرة.
إذا أردت أن تطيع الله ... لا بد من الصبر على الطاعات.
إذا أردت أن تترك المعاصي..!! لا بد أن تصبر وتأخذ نفسك بالعزيمة القوية... إذا أردت... فعليك بالصبر..

أرأيت كيف أن الصبر متوغل في حياتنا الى أي مدى.. ولذلك يقول العلماء:" كمال الدنيا والدين مرتبط بالصبر".

سبحان الله!!! هل هناك شجاعة من غير صبر؟ هل هناك تعمير بلد وبناء قنوات وسدود.. من غير صبر؟ هل هناك برّ والدين من غير صبر؟ هل هناك تنمية اقتصادية من غير صبر..؟؟
هل تستطيع قراءة هذا الكتاب والحرص على تطبيق ما فيه بدون صبر..!!؟

بدونه تهلك البشرية..!!

تخيّل.. بدون خلق الصبر..!!
ان الذي جعل الزاني يرتكب هذه الفاحشة أنه لم يصبر حتى يتزوج.
ومدمن المخدرات ما الذي جعله يفعل ذلك؟... إنه لم يصبر على المصيبة التي نزلت به، أو أنه لم يصبر على وقت الفراغ الذي لديه...

أشعر بك الآن .. قد أدركت أهمية هذا الخلق.. فبدونه تنتهك الحرمات.. وبدونه تهلك البشرية.
حقا.. إن أي اكتمال للدين والدنيا مرتبط بالصبر، وأي نقصان فيهما مرتبط أيضا بالصبر...
هيا انتفض وأعلنها صريحة.." لن أفعل هذه المعصية بعد اليوم وسوف أصبر والله معي وسيعينني".


الصبر في اللغة

كلمة صبر معناها في اللغة: الحبس أو المنع.
أنا صابر معناها: أنا حابس نفسي، أنا مانع نفسي.
حابس نفسي في الطاعات يعني: مستديم على الطاعات.
حابس نفسي عن المعاصي يعني: أغلقت باب المعاصي.

ألا تحب أن تقولها..!؟ ما شاء الله لقد فهمتها أول مرة.
اللهم أعنّي على حبس نفسي عن .. وعن.. وعن.. وعن...
وأعنّي على حبس نفسي في.. وفي... وفي...
اللهم آمين.



تخيّل..(90 ) مرة!!

لقد ورد الصبر في القرآن أكثر من 90 موضعا، ولم يحدث هذا مع أي خلق آخر...
يا الله!!! لقد ذكر أكثر من الصدق وأكثر من الأمانة..
فأيّ قيمة لهذا الخلق...!؟

يا من تخلقتم بالصدق جزاكم الله خيرا.. يا من تخلقتم بالأمانة جزاكم الله خيرا... يا من تخلقتم بالاحسان والتواضع جزاكم الله خيرا.
اما آن لكم أن تتخلقوا بخلق الصبر؟... ألا يستحق أن تتخلقوا به!؟.
لقد ذكر في القرآن أكثر من أي خلق آخر.. ماذا أقول بعد ذلك!!؟

أتحب أن تكون في معية الله..!؟

والآن.. أدعوك لتتدبر كلام الله ، وتقراه وكأنما عليك أنزل.
وهيئ لنفسك جوا ايمانيا خاصا... لتسعد بهذا الفيض الايماني.
ووصيتي عند قراءة الآيات، أن تقرأها همسا بلسانك... وبصوت عال بقلبك... هل أنت مستعد ؟ هيا بنا...

يقول الله تعالى:
{استعينوا بالصبر والصلاة، إن الله مع الصابرين} البقرة الآية 153.

هيا.. استعن بالصبر والصلاة على أي أمر في حياتك.. ، تخاف على نفسك أن تقع في المعصية؟ عليك بالصبر والصلاة، اصبر على طاعة الله... من لك الا الله؟.

كيف حالك الآن..؟ أما تذوقت الحلاوة؟ اني أخشى.. ولكن ان فاتتك الحلاوة فلا تفوتنك الاستفادة.. أسمعك تقول: تقصد الصبر؟.
نعم اصبر وستجد الحلاوة... ألا تحب أن تكون في معية الله؟
{ان الله مع الصابرين}. الأنفال 46.

أبشر أيها الصابر..!!

يقول الله تعالى:
{ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين} البقرة 155.
من الذي يبشر الصابرين هنا؟.. انه الله.. هل أنت متخيل ذلك!؟ ماذا سيفعل معك الله؟

إياك أن تنسى.. لقد قلنا: اقرأ القرآن وكأنه عليك أنزل.
اقرأ الآية مرة أخرى.. ما رأيك الآن..؟..!!
اذا عليك بالصبر ... وأبشر.


هذه بتلك..." بغير حساب"

والآن .. أدعوك من كل قلبي أن تستعد لهذه الآية... وإياك أن تغفل عن معانيها.
يقول تعالى:
{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} الزمر 10.

أرأيت لو أن أرضا كادت أن تموت من قلة المياه.. فانزل الله ماء مباركا عليها... فماذا تكون النتيجة؟.. وكان قلبك هو الأرض وهذه الآية هي الأمطار.

في تفسير هذه الآية يقولون: تصبّ عليهم الحسنات صبا لمن صبر بغير حساب، ولماذا الصابرون وحدهم؟؛ لأنهم صبروا على ما ابتلاهم الله في الدنيا.. فلم يتفوهوا بكلمة واحدة من ضجر وتعب وسخط، ورضوا بقضائه وقدره في الدنيا، فلم يحاسبهم الله في الآخرة، ولذلك فالعمل الوحيد الذي لا تعرف أجره هو الصبر، فمثلا: ثواب الأعمال الحسنة بعشر أمثالها،والانفاق الى 700 ضعف، ولكن الصبر بغير حساب.

يا لسعادته... من اخترقت هذه الآية قلبه.
ويا لسعادته.. بعدما استقرت فيه... ووجد حلاوة الصبر.

أتصبر ويحبك الله..!؟

يقول تعالى:
{والله يحب الصابرين} آل عمران 146.
بعدما قرأت هذه الآية... أتصبر أم لا؟
أتصبر وتمتنع عن السجائر ويحبك الله أم لا؟... أتصبر وتغض بصرك ويحبك الله أم لا؟ أتصبر وتقاوم الحرام ويحبك الله أم لا؟ أتصبر وتبرّ والديك ويحبك الله أم لا؟، أتصبر وتذاكر باجتهاد ويحبك الله أم لا؟
لن يشعر بهذا الكلام الا من تذوقه.

لمن الامامة في الدنيا والدين..!؟

يقول الله تعالى:
{ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا، وكانوا بآياتنا يوقنون} السجد 24.
وهذه كانت مرحلة من مراحل بني اسرائيل، ولكن الشاهد هنا، أن الله تبارك وتعالى جعل القيادة في الدنيا والدين تنال بشيئين:
الصبر واليقين.
يا الله ... أمة الاسلام الضائعة... الممزقة... كيف تكون سيدة الأمم؟

أولا: بالصبر... الصبر على الانتاج.. الصبر على تحسين وضع البلد.... الصبر على تربية الفرد الواعي المتوازن.. الصبر على تأسيس الأسرة الوثيقة عراها..

ثانيا: اليقين في الله...

عزم الأمور

يقول تعالى:
{ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الأمور} الشورى 43.
سبحان الله...!! عزم الأمور... أنك تصبر وتغفر...
وبعد ذلك.. هل تصبر..؟ تقول: ماذا تقصد؟
أقصد.. أن معيّة الله للصابرين، وحب الله للصابرين، وتبشير الله للصابرين، والامامة في الدنيا والدين للصابرين و.. ما زال أمامك فرصة.. ولكن أرجوك.. اصبر.

فاصبر... بالأمر

يقول تعالى:
{فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} الأحقاف 35.
يقول تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} آل عمران 200.
تأمل... تأكيدات شديدة في القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على الصبر..
(فاصبر) (فاصبر) (فاصبر)...
هل هذا الكلام نظري..؟ حاشا لله. بل كلام عملي جدا.

فاذا كنت تعاني من معصية (...) فقل لنفسك: اصبري.
تصريح جاء بعد تلميح: لقد أرنا أن نحييك في الصبر وجزاء الصابرين بالتلميح، ولكن إذا لم ينفع معك... لم يبق لنا الا التصريح.. وكان أمرا: اصبر، فما رأيك؟

اياك من هذا..!!

إن من الأمور غير المحببة في الاسلام، والتي لا يرضى عنها الله، هي ضعف العزم، وضعف الصبر. فمثلا تجد الأخت تقول:
لقد ارتديت الحجاب وألم أني بعد فترة سوف أتركه " أصل أنا صبري ضعيف".
لكني لا أراكم هكذا.. فاني أحسبكم بخير ولا أزكي على الله أحدا.
فإن صبركم بمشيئة الله قوي... وارادتكم تتزلزل دونها الجبال.

لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات..!؟

والآن.. هل نعيش مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يتحدث فيها عن الصبر.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"الصبر ضياء" رواه مسلم 533 والترمذي 3517 وابن ماجه 280 والامام أحمد5\342.
اقرأها مرة أخرى، فكّر فيها الآن، أسمعك تقول:" أنا أعرفها لقد قرأتها كثيرا". وأقول لك هذا شيء جميل ولكن لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة "ضياء"؟.
ماذا لو كان "الصبر قوة" أو " الصبر برهان" أو "الصبر عزيمة".
لقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة:"ضياء"؛ لأن أزمات الدنيا ظلمات، منها:
فقد أم، فقد اب، فقد عضو من أعضاء الجسد... كل هذه الأشياء ظلمات تجعل الانسان لا يرى، انها كآبة تصل الى حد الظلام، والمعاصي أيضا ظلمات، وما الذي يخرج من الظلمات...؟ انه الضياء.. ولكن كيف يأتي الضياء وسط الظلمات..!؟
لقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم:" الصبر ضياء"...
افهم ونفذ..!!

ويا له من عطاء..!!

يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:" ما أعطي أحد عطاء خير وأوسع من الصبر" البخاري 1469 و6470 ومسلم 2421 وأبو داود 1644 والترمذي 2024 والنسائي 2587 والامام أحمد 3\12.
هل تصدق النبي صلى الله عليه وسلم؟ تقول: طبعا وهل هذا سؤال..!!؟ ولكن لسان حالك يقول غير ذلك.. تقول:" أحسن شيء عندي هو سيارتي انها آخر موديل".. عندي أملاك كذا وكذا" " أنا أعمل في المكان الفلاني"...
والله.. أعظم عطاء.. أحسن شيء عندك... هو الصبر.
ان الصبر خير عطاء..ويا له من عطاء.


وكأنك تقرأها لأول مرة..!!

واليك هذا المعنى الجميل..
ان من أسماء الله الحسنى اسم:" الصبور" هل فكّرت في ذلك من قبل..؟
ان لم يكن في الصبر نعمة أو شرف غير أنه من أسماء الله الحسنى لكفى.. إننا سوف نتخلق بهذا الخلق؛ لأنه من أسماء الله الحسنى.
انه شعور يحتاج لقلب يحب الله..
و"الصبور" أعلى مقاما من "الصابر" و"الصبّار".
فالصبور: هو من يكون جاله مستديم على الصبر.. ولكنه صبر لا يماثل صبر البصر.. صبر يليق بجلاله سبحانه وتعالى.
{ليس كمثله شيء} الشورى 11.

ألا تستحي من الله..!!

واقرأ هذا الحديث.. واعلم إن لم تتأثر به.. فإن في قلبك شيئا..!!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا أحد أصبر على أذى يستمعه من الله عز وجل إنه يشرك به ويجعل له الولد، ثم هو يعافيهم ويرزقهم" رواه البخاري 6099 و 7378 ومسلم 7011 و7013.
أدعوك أن تتفكر في هذا الحديث.. وقل: سبحانك يا الله...
وانظر.. مع قدرة الله على البشر.. البشرية اليوم حوالي 6،5 مليار نسمة..
كم منهم عابد لله..؟ كم منهم يذكر الله..؟ وفي المقابل كم منهم يعصي الله..؟

إنه في بعض ليالي أيام السنة تكون البشرية جميعها غارقة في المعصية، إلا من رحم الله، ومع ذلك يصبر عليهم ويمهلهم.

أما تستحي من الله.. إنك لا تصبرين على حماتك لأنها.. وأنت لا تصبر على زميلك في العمل لأنه..
ألم يؤثر فيكما الكلام..؟
"اللهم ارزقنا قلبا طاهرا، نقيّا، حيا، موصولا بك".


سبحانك يا الله!!

ما من يوم الا ويستأذن البحر ربه : يا رب ئذن لي أن أغرق ابن آدم فإنه أكل رزقك وعبد غيرك، وتقول الجبال: يا رب ائذن لي أن أطبق على ابن آدم فإنه أكل رزقك وعبد غيرك، وتقول الأرض: يا رب ائذن لي أن أبتلع ابن آدم فإنه أكل رزقك وعبد غيرك، والله تبارك وتعالى يقول: دعوهم، لو خلقتموهم لرحمتموهم.
إن الكائنات لم تتحمل. ولكن انظر الى صبر الله.. انظر كيف يتعامل معنا الله...
هل تتصف بصفات الله أم.." اللهم اجعلنا من الصابرين".

وهل هذا معقول..!؟

يقول العلماء:" الصبر نصف الايمان"
سبحان الله.. كيف ذلك..؟ إذا عرف السبب..!!
إن الايمان:هو فعل الطاعات وترك المعاصي.
وحياتك التي تعيشها اما نعمة لك واما مصيبة تنزل عليك.
نعمة تأتي تشكر الله.. ومصيبة تنزل عليك تصبر.

حقا الصبر نصف الايمان
فالنصف الأول: شكر والنصف الثاني: صبر.
ولذلك على المؤمن عبودية في السرّاء وهي :الشكر.
وعبودية في الضرّاء، وهي الصبر.
يقول تعالى:
{ان في ذلك لآيات لكل صبّار شكور} سورة لقمان 31.
جمعهما الله في آية واحدة؛ لأن بهما يكتمل الايمان.
ما رأيك؟ تشعر بمذاق خاص أليس كذلك..!؟

ماذا تنتظر اذا قطعت الرأس..!؟

سبحان الله.. وكأن الايمان جسد رأسه الصبر، وتخيّل لو قطعت الرأس. فإذا أردت لذة من اللذات ستفعلها.. شهوة من الشهوات... أي شيء سوف تفعله.." لقد قطع الر أس" إذا ليس عندك صبر.

أرأيت قيمة الصبر..!! ولذلك لا ايمان لمن لا صبر له.
نعم فاذا قطعت الرأس مات الانسان.. والصبر هو الرأس..
فأين يا ترى الايمان!!؟

"فاصبر صبرا جميلا" .. عرفت فالزم..!!


المصدر : كتاب الصبر و الذوق لعمرو خالد



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :













__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

شكرا على المرور بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :








جزاك الله خيراااا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

شكرا على المرور بارك الله فيك .monalisa*s94

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

بارك الله فيك وجعلها لك في ميزان الحسنات