عنوان الموضوع : التسلط التربوي قضايا اجتماعية
مقدم من طرف منتديات العندليب
من معوقات تعليم التفكير ... التسلط التربوي
د. محمود طافش الشقيرات
تهدف التربية الحديثة إلى إحداث تغيير إيجابي مرغوب فيه في سلوك المتعلمين وفي طرائق تفكيرهم, وإلى بناء شخصية الفرد من جميع الجوانب المكونة لها ؛ لينطلق في ميادين العمل والاستثمار فينتج ويبدع .
غير أن هناك العديد من المعوقات التي تحول دون نجاح العملية التعليمية التربوية في تحقيق هذه الغاية لعل من أبرزها :
- العقاب البدني بكافة أشكاله ، وإن أصبح مقيدا إلى حد كبير في العديد من الأقطار العربية ومن بينها الأردن.
- القمع النفسي مثل السخرية والاحتقار والتهكم والحرمان .
- مصادرة حرية المتعلم بالتفكير و إبداء الرأي .
وهذه الأمور تؤرق أولياء الأمور الحريصين على تنشئة أطفالهم تنشئة اجتماعية سليمة ؛ إذ لا شك أن التربية التي تصادر حريات الأفراد وتعتمد على العنف في تربية الأبناء نادرا ما يتمخض عنها خير ذو قيمة كبيرة ؛ لأن العنف والتسلط والقمع عوامل تمزق طاقات الفرد ، وتسلبه ثقته بنفسه ، وتجعله يشب أنسانا ضعيفا سلبيا انهزاميا مضطربا عاجزا غير قادر على الإنتاج والعطاء.
ولعل من أبرز متطلبات التفوق والإبداع في العمل هو وجود مجتمع يتمتع بقدر كاف من الحرية والثقة والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص ، ويتمتع الناس فيه بحقوقهم كاملة ، وهذه القيم والمبادئ يصعب أن تنمو في أجواء الكبت والقهر واستلاب الحقوق والخضوع والتهديد والتمييز بين الناس , وحرمان البعض من حقوقهم ؛ لأن هذه الممارسات تعمل على تفتيت طاقات الفرد والحيلولة بينه وبين الإبداع .
وما زال العديد من الأسر العربية والمدارس العربية في العديد من الأقطار العربية ، وإلى يومنا هذا تربي الأطفال على الخضوع والانقياد والطاعة العمياء للأب وللمعلم دون مناقشه, وتعملان على إشاعة قيم العنف والتسلط وتعتمدان أساليب التهديد والوعيد والتأنيب والضرب ،وإلا كيف نفسر قول ولي الأمر لمعلم ولده مشجعا إياه على ضربه : " لك اللحم ولنا العظم " أو " حيّد عن الرأس واضرب " أو قولهم : " العصا لمن عصى والعصا من الجنة " .
وقد أكدت العديد من الدراسات التربوية أن للعقاب البدني سلبيات ومحاذير عديدة من أبرزها :
- أن العقاب البدني يشكل خطرا جسيما على نفسية الطفل خصوصا إذا حصل أمام زملائه .
- أن العقاب البدني يسبب توترا للمعلم وللمتعلم على حد سواء .
- أن العقاب البدني يوجد هوة واسعة بين الطالب ومعلمه مما يقلل استفادته منه .
- أن العقاب البدني قد يتسبب في كراهية الطالب للمدرسة وللعملية التعليمية التعلمية ، وربما ينتهي به الأمر إلى التسرب أو الجنوح .
- أن المعلم الذي يستخدم أسلوب العقاب البدني يفقد حبه تلاميذه له ، وتصبح علاقته بطلابه قائمة على العداء وليس على الاحترام .
- أن الضرب يفقد أثره حين يعتاد الطفل عليه .
- أن الضرب قد بسبب للطفل في عاهة دائمة .
يشير الدكتور على وطفة إلى نتائج الدراسات الحديثة التي أجريت حول هذه القضية ، والتي أكدت على أن الأطفال الذين يعيشون في أوساط متسلطة تربويا يعانون من المشكلات الآتية :
- الخجل والخوف في علاقاتهم مع الآخرين .
- أغلب علاقاتهم العاطفية تصاب بالإحباط والإخفاق .
- علاقاتهم مع زملائهم لا غنى فيها ومشحونة بالخجل والانطواء على النفس
- يشعرون بمزيد من القلق والتوتر والإحساس بالذنب .
- يعانون من المزيد من مشاعر وأحاسيس الشقاء والبؤس والميل إلى الإتكاء على الآخرين .
- التبعية تجاه الآخرين .
كما أشارت الباحثة "إيمان السيد" إلى أن قهر الطفل يتمخض عنه نتائج سلبيه وخيمة من أبرزها : انخفاض تحصيله الدراسي ، والاكتئاب ، والشعور بالذنب والخجل , والعزلة وضعف الثقة بالنفس واضطراب النوم وضعف التركيز . فكيف يطلب من فرد هذه سماته أن ينتج أو يبدع !
وحيث إن هذه السلبيات تلاحظ بوضوح في معظم أنحاء العالـم العربي ، فإن الخمول التربوي سيظل هو السائد ؛ لأن الإنتاج النافع لا يكون خصبا إلا في مجتمع مدرسي متحرر من كل أنواع العنف والقهر والتسلط .
وتبقى الوقاية خير من العلاج ؛ إذ يقع على عاتق المدرسة مهمة غرس اتجاهات سليمة لدى المتعلمين نحو العلم وأهله ، ثم العمل على تنمية هذه الاتجاهات لتصبح دوافع وركائز تشكل شخصية الطفل ، ولن يتم ذلك على وجه حسن إلا إذا كانت ممارسات المعلمين تفيض بالعطف والحنان وخالية من كل وسائل العنف وأساليب التهديد التي قد تسلب الطفل الشعور بالأمن وتولد لديه الاضطراب والقلق ؛ فإن حاجة الطفل إلى الحنان ماسة ، وتنبع من شعوره إلى الانتماء إلى جماعة محبة فيأخذ مكانه بين مجموعة من الأصدقاء يودّها وتوده ، وبهذا يشعر بالأمن ، فإذا اطمأن بالا رضيَ وأقبل على الحياة وعلى الناس وعلى العلم بشوق .
وقد أصبح الوقت مناسبا في هذا العصر لتجاوز تلك الأساليب التربوية التقليدية القائمة على وضع أسس وتعليمات محددة ، ثم إلزام التلاميذ بالخضوع لها ، والتقيد بها . وقد آن الأوان لكي تتجه الإدارات المدرسية اتجاها مغايرا ،يستند على تدريب المتعلمين على قواعد السلوك الاجتماعي السليم ، فإنه السبيل الكفيل بضبط النزعات الوجدانية المختلفة ، فإن الطالب عندما يتعود على احترام نفسه وتقديرها والسمو بها إلى آفاق عالية يصبح من الصعب عليه أن يتجه اتجاها خطأً؛ لأنه سيجد ذلك أمرا مستهجنا ومعيبا .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
نعم أخي صادرنا تفكير الصغا ر وحتى الكبار
صار التفكير لا يهمنا ونتحدث بلا هوادة
لا بد من لحظة للتفكير قبل التحدث
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
بارك الله فيك أخي موضوعك جد قيم وهادف ، لابد له من تحليل خاصة أن المعطيات الميدانية متوفرة و هي نتاج التنشئة الإجتماعية والتربوية لهذا الجيل ، و التي تعتمد على أساليب لا ترتبط بالنهج التربوي في شيء!!!! ، سأعود إليه لاحقا.................بوركت مجددا أخي على موضوعك...
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :