عنوان الموضوع : هكذا هزموا الفشل واليأس.......قصص واقعية (حلقات) من قضايا الساعة
مقدم من طرف منتديات العندليب


إلى كل من قضّ مضجعه الهم، ونال منه الحزن والغم، وأظلمت عليه الدنيا، وأغلقت في وجهه الأبواب....

إلى كل من ابتلي بعاهة ومرض، أو فقد عزيزا ومحبا، أو خسر مالا وجاها،
أو انتهك له عرضا وشرفا، أو خلع من منصبه ومعاشه، أو فشل في دراسته ومستقبله، أو انتكس في التزامه وإيمانه....

أردت أن أبعث برسالة صادقة لكل إنسان استسلم لليأس والفشل حتى ما عاد يرى بصيصا من الأمل يدعوه للتفاؤل والمضي قدما في هذه الحياة!!

أردته أن يتأمل قصص هؤلاء العظماء وكيف تغلبوا على لحظات القنوط والظلام ... وأن أمنحه شيئا من الأمل الذي أطمع أن يتسلل إلى نفسه المتشائمة فيمحو عنها شيئا من لحظات اليأس التي أحالت أيامه إلى حلكة معتمة لا بصيص لخيوط النور فيها!!

أردت أن أخبره بأن اليأس حين يتحكم في النفس فإنه يقتلها ويفقدها لذة السعادة والحياة فتستسلم له بانهزام ليسحبها فيما بعد من عنفوان الحياة ودفئها إلى حيث برودة الأحلام الموءودة والأماني المذبوحة بسلاحه البغيض.

ويجب أن تعلم أخي الكريم أختي الكريمة بأن العظماء ليس شرطا أن يكونوا ممن رست سفن التاريخ على موانئ حياتهم ذات يوم... بل إنني أعتقد جازما بأن كل إنسان حارب اليأس والفشل وسجل أسطورة نجاحه بكل إرادة وتصميم فإنه حريّ به أن يكون عظيما حتى وإن كان إنسانا بسيطا في نظر الآخرين.

أتمنى أيها الأخ الكريم والأخت الكريمة أن تجدا بين ثنايا هذه القصص الواقعية شيئا من الأمل الذي يجعلك تؤمن تماما بأن الإنسان الناجح لا يستسلم أبدا لأعاصير اليأس والفشل.

عش أخي الكريم أختي الكريمة بأحاسيسك مع قصص هؤلاء العظماء... استشعر بعمق تلك اللحظات البائسة من الفشل واليأس التي كانت تحاصرهم بكل قسوة وشدة وكيف حطموها حين آمنوا بالمواجهة ولم يرضوا بالاستسلام!!...واقطف من بساتين الحكماء رحيق تجاربهم وصدق أقوالهم التي صقلها أعاصير المعاناة فسكبوها لنا بكل أمانة في كؤوس بلورية من الحكمة وصدق القول...

أردت من خلال هذه القصص أن تدخل السعادة إلى نفسك وتبدد أي حزن قد سكن بها إما بسبب فشل أو إخفاق أمطرت غيومه السوداء فوق رياضك الجميلة ذات يوم...تذكر أن لا شيء يستحق أن تتوقف عنده طويلا أو أن تعلن انهزامك واستسلامك من أجله... لأن الفاشلين فقط هم يفعلون!!

أخيرا أردت من هذه القصص أن تصل إلى نفسك الحبيبة لتدرك أن الفشل لا يعني نهاية العالم... بل ربما كان هو الخطوة الأولى نحو درب النجاح... وبالله التوفيق.

ـ يتبع ـ



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

السلام عليكم

علّمتنا الحياة أن نعتبر من تجارب غيرنا..

شكرا أخي **ولد مزغنة** على الموضوع بارك الله فيك

...في انتظار البقيّة...


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


شكرا أخي ناصر على المرور وأبشر بالخير

(1)
يا صبر .... أيوب!!!!

هذه القصة تضرب المثل الأعظم في الصبر وعدم اليأس من رحمة الله تعالى، تلك الفضيلة التي تظهر ساعة المحن، ونبي الله أيوب يضرب به المثل في الصبر، عندما تعرض لبلاء شديد، فأعطى درسا عظيما في الصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله تعالى، ليصفه المولى عز وجل بقوله: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب).
أيوب عليه السلام كان يعيش مع زوجته في نعيم مقيم ببلاد الشام، وكان كما يقول علماء التفسير والتاريخ كثير المال، بر تقي رحيم، يحسن إلى المساكين ويكفل الأيتام والأرامل ويكرم الضيف، ويشكر الله سبحانه وتعالى على نعمائه ويؤدي حق الله في ماله، كانت زوجته ترفل في هذا النعيم شاكرة المولى عز وجل على ما رزقها من البنين والبنات وعلى ما أوسع على زوجها من الرزق.

وجاءت بداية الابتلاء بأن مات كل أهله إلا زوجته، وابتلي في جسده بأنواع عدة من الأمراض، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما المولى عز وجل، وهو في ذلك كله صابر محتسب، يذكر الخالق في ليله ونهاره وصبحه ومسائه، ثم طال مرضه وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ضعف حالها وقل مالها، حتى باتت تخدم في البيوت بالأجر لتطعم زوجها المريض، تفعل ذلك وهي الزوجة الصابرة المحتسبة، وكلما زاد الألم بأيوب زاد صبره وحمد الله وشكره على قضائه.

أما الزوجة الوفية فقد عاشت مع زوجها محنته طوال ثمانية عشر عاما، فكانت مثالا للمرأة البارة بزوجها الحانية عليه، وهكذا ورغم المرض الشديد والابتلاء القاسي الذي تعرض له نبي الله أيوب عليه السلام، إلا أنه كان ذو قلب راض وصابر، ولم يسخط لحظة واحدة، ولذلك وصفه المولى عز وجل بقوله: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب) أي تواب رجّاع مطيع، وسئل سفيان الثوري عن عبدين ابتلي أحدهما فصبر وأنعم على الآخر فشكر، فقال: كلاهما سواء لأن الله تعالى أثنى على عبدين أحدهما صابر والآخر شاكر ثناء واحدا، فقال في وصف أيوب: (نعم العبد أنه أواب)، وقال في وصف سليمان (نعم العبد إنه أوّاب).

وبعد كل هذه المعاناة توجه أيوب إلى ربه بالدعاء، يطلب منه كشف ما به من بلاء (أنّي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) و (أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)، واستجاب الله دعاءه، وكشف عنه بلاءه، بقدرته سبحانه التي لا حدود لها، الذي يقول للشيء كن فيكون، عندئذ جاء الفرج الإلهي بوصفة ربانية بقوله تعالى: (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)، فلقد أمر الله نبيه عليه السلام أن يضرب برجله الأرض، التي نبع منها الماء العذب، فشرب منه ليشفى من كل الأمراض التي في بطنه، ثم اغتسل فشفاه الله من كل ما كان يعانيه من ظاهر جسده.

رجع أيوب إلى زوجته يمشي على قدميه، وهو في حالة من الصحة والنشاط، فلما رأته الزوجة الصابرة لم تعرفه، رغم أنها رأت فيه شبها لزوجها قبل أن يفتك به المرض، فسألته: هل رأى زوجها الرجل المريض المبتلى؟ وذكرت له ما لاحظته من شبه بينهما أيام كان صحيحا، فقال لها نبي الله إنه هو أيوب، وأن الله شفاه من كل ما أصابه، ثم أفاض الله عليه ومن نعمائه بقوله تعالى: (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب)، فأرغد الله سبحانه وتعالى على أهله العيش فزاد نسلهم حتى بلغ عددهم عدد من مضى، فكان له ضعف ما كان، وكما رد عليه عافيته وصحته رد عليه ضعفي المال الذي فقده، وضعفي ما كان عنده من الأولاد.

فانظر أيها اليائس وتفكر هل أصابك من الضر مثل ما أصاب أيوب عليه السلام؟
هل فقدت جميع أولادك وبناتك؟
هل فقدت كل مالك؟
هل فقدت صحتك وعافيتك؟
هل تنكر كل الناس لك؟
هل لبثت في الاتبلاء سنين وراء سنين صابرا محتسبا مثل أيوب عليه السلام؟
أما آن لك أيها اليائس البائس أن ترفع يديك بالدعاء إلى ربك أن يعفو عنك حين قنطت من رحمته ويئست من فرجه ويسره.....!!!!! ارفع عينيك إلى السماء وقل يا رب.... امنحني الأمل وفرج كربي فأنت وحدك القادر على ذلك.... وقل كما قال أيوب عليه السلام: (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).

ـ يتبع ـ


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

اللهم فرج كرب المسلمين والمسلمات

بارك الله فيك

نتابع معك باقي السلسة


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

حياك ربي أختي الكريمة وشكرا على المرور.

أقترح على الأعضاء أن يضيفوا على هذه القصص:
إشراقات وإضاءات وملح
فتكون بمثابة تعليقات وتذييلات مفيدة للقارئ الكريم


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

(2)
الطفل البليد...!!
(( اثنان بالمائة من وحي الإلهام وثمان وتسعون بالمائة جهد واجتهاد ))

ولد توماس أديسون سنة 1847 في مدينة بولاية أوهايو الأمريكية ولم يتعلم في مدارسها الابتدائية إلا ثلاثة أشهر فقد وجده ناظر المدرسة طفلا بليدا متخلفا عقليا!! فتم طرده من المدرسة ولم يسمح له بمواصلة الدراسة فيها!!

إن هذا الطفل البليد الذي حكم عليه التفكير المدرسي بالبلادة والعجز والتخلف قد سجل (10093) براءة اختراع ومازال هذا الرقم هو الرقم القياسي المسجّل لدى مكتب براءات الإختراع في الولايات المتحدة الأمريكية.

حين حرمته المدرسة من مواصلة التعليم أدركت أمه أن حكم المدرسة على ابنها كان حكما جائرا وخاطئا فعلمته بالمنزل فأظهر شغفا شديدا بالمعرفة وأبدى نضجا واضحا.

أديسون كان أكثر نضجا وأنفذ بصيرة من المدرسة بمديرها ومعلميها الذين ضاقوا بكثرة أسئلته فاستنتجوا بأن كثرة الأسئلة دليل على قصور الفهم وأنه برهان على الغباء رغم أن العكس هو الصحيح فكثرة الأسئلة تدل على يقظة العقل واستقلال التفكير، ولقد كادت تجاربه في مجال الكيمياء أن تذهب بحياته فقد اشتعل المختبر وهو غارق فيه وكادت النيران أن تلتهمه وانتهت هذه الواقعة بإصابته بشيء من الصمم.

كان اختراع الحاكي (المسجل) هو أول اختراع يحصل على براءة اختراعه وقد باعه بمبلغ أربعين ألف دولار وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت وبذلك ودّع أيام الجوع واستغنى عن النوم في الأمكنة الخلفية القذرة واستطاع أن يتفرغ للاختراع وأن ينشئ معملا كبيرا في نيويورك كان فاتحة المعامل والمختبرات للشركات والمصانع في العالم...

وكان جراهام بل قد توصل إلى إمكانية نقل الكلام بواسطة التيار الكهربائي لكنه لم يتمكن من اختراع جهاز يمكن من تحويل هذا الاكتشاف الهام إلى هاتف يتيح الاستخدام على نطاق تجاري فطلبت شركة وسترن يونيون من أديسون أن يحاول صناعة هاتف قابل للإستعمال العام وبعد بضعة أشهر تمكن أديسون من تسجيل هذا الإختراع وباعه على الشركة المذكورة بمبلغ مائة ألف دولار وكانت الشركة تريد أن تدفع له المبلغ كاملا مرة واحدة لكنه طلب منها أن تدفع له القيمة أقساطا موزعة على سبعة عشر عاما ليضمن راحة البال خلال هذه السنوات لأنه خشي أن يغامر بالمبلغ في مشاريع خاسرة كما أنه أراد أن يؤمن مستقبله بهذه الطريقة..

ورغم أنه سجل أكثر من ألف اختراع وهو رقم قياسي لم يسجله أحد قبله ولا بعده، إلا أن الفتح الأكبر كان اختراعه المصباح الكهربائي وإقدامه على إنشاء محطة لتوليد الكهرباء وإقامة شبكة لتوزيعه على المنازل والمحلات، فلقد كان الناس في كل الدنيا منذ وجودهم على هذه الأرض يعيشون ليلا في ظلام حالك وبهذا الإختراع تحولت المدن والبيوت والمحلات إلى أنوار ساطعة، كان توماس أديسون سابقا لعصره لذلك لقي الكثير من السخرية حين أعلن بداية عصر الكهرباء وانتهاء عصر الأتاريك والسرج والظلام.

إن قصة توماس أديسون تعتبر من أروع القصص العصامية الكفاحية، وفيها دروس باهرة ودلالات كبيرة تبرهن على أن الإنسان النبيه إذا توقد اهتمامه فإنه قادر على تعليم نفسه بنفسه والوصول إلى أرفع الذرى في العلم والابتكار.

وقد فسر أديسون سر نجاحه ( بأن اثنان بالمائة من وحي الإلهام وثمان وتسعين بالمائة جهد واجتهاد) لذا استحق أن يسجل اسمه كواحد من أبرز الخالدين في التاريخ فقط لأنه لم يستسلم لليأس يوما!!، ولم ينزو بكل تشاؤم في دهاليز الظلام ليبتعد عن أعين الفضوليين التي كانت تتفرس بشكل رأسه الغريب ولم يتوقف طويلا عند نعتهم له بالمتخلف البليد، ولأنه تحدى اليأس فقد استحق ما وصل إليه بجدارة.


فهل نتعلم شيئا من قصة هذا المخترع الذي لم يحن رأسه لأعاصير اليأس القاتلة رغم اشتداد رياحها في سماء حياته أحيانا كثيرة.


ـ يتبع ـ