عنوان الموضوع : ۞البُكاءُ عند الرّجال !!! استجابةٌ للحَال؛أم؛ تَضَعْضُعٌ فِي الإسْتِبْسَالِ۞ ((مُقَارَبَةٌ وِجدَانِيَّة اجْتِمَاعِيَّةٌ من قضايا الساعة
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
نسأل الله أن يكون جميع أهلنا في منتديات الجلفة بخير وعلى خير
****
انقدح في ذهني مساء اليوم موضوعٌ فأردت مناقشته مع أعضاء منتدياتنا، لتتكشف بعض ثناياه ونميط الوشاح عن الرؤى المختلفة والآراء المتباينة، بغية الوصول إلى مشهد كامل للموضوع
***
والموضوع كما قرأتم في العنوان:

۞البُكاءُ عند الرّجال !!! استجابةٌ للحَال؛أم؛ تَضَعْضُعٌ فِي الإسْتِبْسَالِ۞
((مُقَارَبَةٌ وِجدَانِيَّة اجْتِمَاعِيَّةٌ نَفْسِيَّةٌ))

مما لا يخفى عن الجميع، أنّ البكاء من أكثر الظواهر الإنسانية تعبيرا وتأثيرا..
فهو ترجمة مطابقة للحال التي تمرّ بها النفس وقد تكون هذه الحال سارّة أو مؤلمة..
كثيرا ما نرى المرأة تبكي، وكثيرا ما نرى الصبيان يبكون..
...
لكننا قلّ ما نرى الرجل يبكي..
***
ما التفسير الذي ترونه مناسبا لهذه الأطروحة؟!
***
هل جفّ ماء العينين ونضب من مقل الرّجال؟!
أم أن العواطف هي التي يبست واحترقت خضرتها النديّة فاستحالت رمادا حارًّا؟
***
هل أصبح البكاء عيبا لهذه الدّرجة لنأنف منه ونناى بأنفسنا عنه؟
***
هناك من يقول ان الرجل يبكي بينه وبين نفسه، وهناك من يقول انه يبكي بلا دموع!!
***
فما حقيقة البكاء الجاف إن سلّمنا بوجوده..
***
يعزو البعض ذلك إلى أن مشاكل الرجل ومشاغله لم تبق له وقتا للبكاء والنحيب
...
***
سمعنا وقرأنا لنيّنا صلى الله عليه وسلّم انه كان يبكي حتى تبتلّ لحيته الشريفة..
وسمعنا أنّ ابا بكر يكاد لا يميّز من يصلي خلفه قراءته لشدّة بكائه..
***
أم أن طينة هؤلاء تختلف والمواقف التي بكوا فيها مختلفة ؟!
***
هناك طرح فرعي هنا
***
هل يبكي الرجل أمام الرجال؟
***
هل يبكي أما النساء؟
***
هل هناك مواقف تستدعي الحزم والمواجهة لا البكاء
***
لماذا يبكي الرّجل بصمت ويدّعي الصلابة والقوة ورباطة الجأش أمام الناس؟!
***
قرات يوما لأحدهم (وهو مالك ابن الرّيب)
وكان مودّعا لأهله وأرضه في غزوة من غزوات الفتوح
***
دَعاني الهَوى مِن أَهلِ أَودَ وَصُحبَتي*** بِذي الطَّبَسَينِ فَالتَفَتُّ وَرائِيا
أَجَبتُ الهَـــــوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ *** تَقَنَّـــــعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا
***
ففهمت أنه خاف أن يلومه غيره على البكاء
فهل هي مسالة إرضاء للآخر فقط وليست مبدأ راسخا؟!
***
شكر الله لكم جميعا
تسرّنا نظرتكم وتهمنّا وجهة نظركم ويشرّفنا نقاشكم
***
قاسم.قاسم
منتديات الجلفة لكل الجزائريين والعرب
قسم المجتمع
***
سلا..م



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وها قد عدنا مسرعين يا أستاذ قاسم خشية تفاقم دين الحجز


لو نعرج يا استاذ قاسم بادئ ذي بدء على البكاء من خشية الله
قبل البكاء لفقد عزيز غال
فقد اظل الله سبحانه وتعالى تحت ظله من بكت عينه من خشية الله سبحانه وتعالى

قال تعالى
( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا)


ثم نولي الوجهة للبكاء لفقد عزيز غال
فأقول يا سبحان الله إذا كانت الارض وما اقساها تبكي لموت المسلم إذ تفتقد مكان مُصلاه
أو لم يقل الله سبحانه وتعالى في حق فرعون لما غرق
(فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ).

فكيف ينكر المرء على نفسه ذلك ادعاء للصلابة والشدة

ثم رسولنا صلى الله عليه وسلم أوليس قدوتنا
فقد بكى في مواضع عدة عند فقد أعزة عليه
فقد بكى عند موت ولده ابراهيم حتى ابتلت لحيته صلى الله عليه وسلم
ولم يبكي لفقد الولد فقط
فقط بكى في يوم مؤتة حين بلغه استشهاد القادة الثلاثة ومنهم زيد بن حارثة
وذهب ليعزيهم في بيتهم فلما رأته ابنة صغيرة لزيد أسرعت اليه تجري باكية فاحتضنها صلى الله عليه وسلم واخذ يبكي وتبكي
فلا يجب على المرء ان ينكر على نفسه فطرة أقرها الله في النفس البشرية بداعي الصلابة
وان الرجال لا يبكون
مع اني صدقا لم أرى في حياتي رجلا يبكي
إلا منذ أشهر عند وفاة زوج زميلة لنا فرأيت كيف كان يبكي الأبن والأخ عند المدخل بحرقة كبيرة لفاجعة على حين غرة

ورغم الم الفقد الذي اعتصرهم فقد كانوا يحاولون اخفاء وجوههم بين أيديهم حتى لا تفضحهم الدموع الا ان شهقة الألم فضحتهم

وأنا صدقا لا اتهم هنا فصراحة حتى اخوتي في البيت على هذا النهج
فأذكر منذ سنين ليست ببعيدة عندما كانت والدتي على شفير الموت في احدى المستشفيات
ان اخي حذرني من البكاء خارجا في حالة وفاتها لا قدر الله
لما رأى احداهن تبكي في ساحة المستشفى لحظة سماع نبأ وفاة أمها
وكاني به رأى في ذلك حرجا امام الملأ

يا الله وكيف لي أن أتحكم في دموع تنزل
حين فقد أعز الناس مهما كان المكان
فحينها يفقد المرء احساسه بالزمان والمكان

ويا سبحان الله فحتى حين البكاء ولوعة الحزن يحاولون اخفاء دموعهم وكأن ذلك انتقاص من رجولتهم
هي هذه النظرة ومحاولة التنافس من أجل ترسيخ مقولة
الرجل لا يبكي


بارك الله فيك أستاذ قاسم

وسدد خطاك ووفقك الى ما فيه الخير باذن الله


ربما لي عودة ا بحول الله ان كانت النقاش يستدعي

سلام


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

سلام عليكم طبتم،..
لقد حزت قصب السبق يا أستاذتنا "الناشئة"
شكر الله لك
نرقب عودتك بإذن الله لكن لا تطيلي مدّة الحجز
لأن الضريبة ستتضاعف كلما تأخرت هههه
سلا..م


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

السلام عليكم
شكرا على الموضوع
أتدري أخي قاسم الرجال عادة لا يبكون إلا عندما يتالمون كثيرا
الرجل إنسان كغيره له أحاسيس ومشاعر لكن ربما وبما أنه هو الرجل يجب أن يظهر دائما بمنظر الإنسان القوي الصبور المتحمل
لهذا تجده ربما يخفي رغبته في البكاء
البكاء لا ينقص أبدا من قيمة الرجل ومن مكانته بل هو أمر عادي وطبيعي
أتدري أخي قاسم
يوم وفاة والدتي رحمة الله عليها لن أنسى ما حييت منظر والدي
لحظة خروج الروح لبارئها
بكىى من حرقته لن أنسى ذاك المنظر ما حييت
كم أنت رائع والدي وكم أنت وفي
حفظك الله وأمدك بوافر الصحة والعافية
أخي قاسم هذا ماعندي
مشكور على الطرح المميز
احترماتي


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محجوز للرد
بوركتم



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

وعليكم السلام وحمة الله
موضوع طبعته لغة البيان وفصاحة اللسان وجميل المعان
السؤال الذي يطرح نفسه ..لماذا يكاد ينعدم بكاء الرجل اليوم
قرأت في النت .. ان اعرابيا دخل مسجدا فسمع قرانا عربيا يتلى
ففاضت عيناه وخرّ ساجدا راكعا باكيا تائبا
قلب الرجل ليس قطعة حديد حتى يأتي عليه الصدأ
بل تلك القطعة كلها كتلة من المشاعر والاحاسيس
إما كتلة تشبعت بالعقيدة والايمان وفاضت حبا ودموعا لبارئها ......
إما كتلة اصبحت خاوية تدمع ربما صدق وربما بهتانا
اصعب شيئ ان يكتم الرجل بكاءه وهو في حاجة للبكاء
وربما يختلف بكاء الرجل حسب شخصية الرجل
بكاء قوي كريم صادق طاهر في اصعب اللحظات
وبكاء وراءه الا وشاية
جميل ان يتسم الرجل بالصبر على الشدائد والكبيرة والمحن بغير بكاء
والاجمل ان لا يخف بكاءه في هكذا لحظات
رأيي......ويوم موفق للجميع