عنوان الموضوع : التوجيهات الزكية للمقبلين على الحياة الزوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

بسـم الله الرحمـن الرحيـم


الحمدُ لله حمدًا طيبا كثيرا مباركًا فيه..كما ينبغي لجلال وجهك ربنا وعظيم سلطانك..
وصلِّ وسلّم على إمام المرسلين وسيدّ ولد بني آدم..محمد بن عبدالله الرسول الآمين الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهادهـِ..تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك..
أما بعـد




فحياكم الله جميعًا وبياكم وجعل الجنهـ مثوانا ومثواكم


ها نحن سسنطلق على بركة الله في سرد الأسئله والأجوبه التي أجاب عليها شيخنا الفاضل
..( نقل من دورة أقيمة في منتديات تبسة الإسلامية لشيخنا الفاضل / عبد الحليم توميات)..

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فقبل الإجابة عن هذا التّساؤل، فإنّي أودّ أن أنوّه بمثل هذه المواضيع
فإنّ الوعي بحقيقة الحاياة الزّوجيّة والتّأهّل لها بقد الإمكان علميّا وتربويّا من أهمّ خطوات النّجاح والوصول إلى شاطئ النّجاة والفلاح.
وقد كنت قبل سنوات راسلت بعض الجهات الرّسميّة أناشدهم فيها بضرورة أخذ هذا الموضوع بعين الجدّ والاهتمام.
فاقترحت عليهم- وفّقهم الله لكلّ خير - أن يشترطوا لكلّ من المتعاقدين زيادةً على الوثائق الرّسميّة والفحص الطبيّ:
( شهــادة تخـرّج من دورة تأهيـليّـة للزّواج ).
وللفائدة
فإنّي تحمّست لهذه الفكرة يوم رأيت أثناء حجّي لبيت الله الحرام الإندونسيّين والمالزيّين في أعلى مراتب الانضباط، والتحلّي بالآداب، وحين بحثت عن السرّ في ذلك قيل لي: إنّ من الوثائق المطلوبة لأخذ تأشيرة الحجّ: شهادة تخرّج من دورة لتعليم أحكام الحجّ وآدابــــه! وحِين عُرِف السّبب بطل العجب.
فقلت في نفسي: ينبغي أن تُعمّم هذه الخطوة الطيّبة في جميع البلدان.
ثمّ توسّعت الفكرة إلى أن تُنقل إلى أهمّ مرحلة من مراحل الحياة، ألا وهي الحياة الزّوجيّة، لما رأيته من مشكلات طفَت على سطح بيوت المسلمين.
فعسى أن يوفّق الله من يُجسّد هذه الفكرة على أرض الواقع.


سؤال : هل يجوز خطبة المرأة للرجل وهل يتنافي مع القوامة ؟

الجـــواب
فما قد تفعله المرأة من ذلك لا يُسمّى ( خِطْبَةً ) اصطلاحا، وإنّما يقال: عرضت نفسها، ثمّ يخطِبها الرّجل من أهلها.
ولا شكّ أنّ عرض المرأة نفسها على الرّجل ليخطِبها من أهلها خلافُ الأصل، لذلك نرى عائشة رضي الله عنها تقول في المرأة الّتي وهبَت نفسها للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم-كما في الصّحيحين-: أَمَا تَسْتَحْيِي امْرَأَةٌ تَهَبُ نَفْسَهَا لِرَجُلٍ ؟! حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:{ تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ }، فَقُلْتُ: إِنَّ رَبَّكَ لَيُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ.
لذلك، فإنّه من النّاحية الفقهيّة لا يحْرُمُ على المرأة أن تعرِض نفسهاعلى الرّجل، ولكن بشروط:
الشّرط الأوّل: أن يعرضها وليّها على الرّجل، فليست هي الّتي تذهب وتحدّث الرّجل في ذلك. لأنّ ذلك مظنّة الفتنة.
ومن أراد أن يقيس على حادثة من وهبت نفسها للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فهو قياس مع الفارق، أو قياس فاسد الاعتبار.
أمّا كونه قياسا مع الفارق، فالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم فوق كلّ الشّبهات، ولا سبيل للفتنة إلى قلبه. زِدْ على ذلك أنّ حديثها إليه كان وسْط الملأ وأي: ملأ ؟
أمّا كونه فاسد الاعتبار، فلأنّ ومن شروط المقيس عليه ألاّ يكون خاصّا.
وهذه المرأة وهبَتْ نفسها للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أي: من دون مهر. وقد اتّفق الفقهاء على أنّ هبة المرأة نفسها دون مهر لا يحلّ، وإنّما هو خاصّ بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم [انظر " تفسير ابن كثير "].
الشّرط الثّاني: ألاّ يكون العُرفُ يقبّح ذلك، فإن كان النّاس يعتبرون المرأة الّتي تفعل ذلك قد خرجت عن حدود الأدب، أو الشّرع في زعمهم، فإنّه يُتَّقى ذلك، لأنّ سمعتها من أعظم ما يجب الذبّ عنه، ودرء المفاسد اولى من جلب المصالح.
وقد ذكر علماء السّيرة أنّ خديجة عرضت نفسها على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وصحّ -كما في " المسند "- أنّه صلّى الله عليه وسلّم ذهب لخطبتها.
وما زال المسلمون يعظّمونها لذلك، وما رأوا في ذلك غضاضة, بل رأوه من حرصها على الزّوج الصّالح.
فإذا كان الحال قائما على هذين الشّرطين فلا بأس.
ولا يُعتبر ذلك أبدا خدشا في قوامة الرّجل، لأنّ القوامة شيءآخر، وهو أن يكون هو من يقوم على شؤونها من الإنفاق وإدارة بيت الزّوجيّة.
**************************

سؤال : اي الكتب تنصحون الشباب الاطلاع عليها لزيادة وعية بالحياة الزوجية ؟
الجـــواب
* وأحسن ما أُلّف في إدارة الحياة الزّوجيّة من كتب المعاصرين :
1) كتاب " حُسن العشرة " لفؤاد بن عبد العزيز الشلهوب، فهو كتاب نافع جدّا.
2) وكتاب " الزّواج الإسلاميّ السّعيد أو ( تحفة العروس )"، لمحمود مهدي استانبولي.
فهو كتاب قد وضع المؤلّف يده على كثير من الأمور الّتي من شأنها أن تُسعٍد الزّوجين في عُشّهما.
أمّا غير المتزوّج فلا أنصحه بقراءته، إلاّ إذا لم يبق على زواجه أكثر من شهر، فلا بأس به حينئذ.
والله تعالى أعلم.
********************

سؤال : لماذا نتزوج او ماهي نوايا الزواج ؟

الجـــواب
ما الغاية من الزّواج ؟
فالسّؤال كبير، فأرجو أن يكون الجواب قريبا منه إن شاء الله.
فقد جاءت الشّريعة الغرّاء بالحثّ على الزّواج وتعظيم أمره، وإظهار أثره في أكثر من موضع في الكتاب والسنّة، فله أهمّية عظيمة في حياة المرء عموما والمسلم خصوصا.
لذلك لن نذكر الحِكَم والغايات الّتي يشترك فيها المسلم والكافر والبرّ والفاجر، كامتداد البشريّة، ونحو ذلك، فإنّ الكافرين يعيش الرّجل والمرأة معاً سنوات قبل أن يتزوّجا ! وحين سألت أحدهم فقلت: لماذا تتزوّجون إذن ؟ قال: لنقلّص من دفع الضّرائب !؟ لأنّ الحكومات الغربيّة لا تأخذ من المتزوّجين كما تأخذ من غيرهم !؟
إنّما نتحدّث عن الأمور الّتي لا بدّ أن يعلمها المسلم، ويستحضِرها وهو مقبل على هذه الحياة السّعيدة، فأعظم غاياته:
1- الغاية الأولى: تحقيق العفّة.
ففي الصّحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:
(( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )).
ووجه الدّلالة من قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ): أي يزيد المؤمن غضّا للبصر، ويزيده ثباتا لإحصان فرجه. قال ابن دقيق العيد: " إنّ التّقوى سبب لغضّ البصر وتحصين الفرج .. وبعد حصول التّزويج يضعف هذا العارض فيكون أغضّ وأحصن ممّا لم يكن ".
وقد روى مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ )).
وفي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم رَأَى امْرَأَةً، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا-تدلك وتدبغ جلدا-، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: (( إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ )).
أمّا من لم يستطع فعليه بأن يُكثِر من الصّيام كما أمر عليه الصّلاة والسّلام، وشبّه قوّة أثره بالوِجـاء، وهو الخِصـاء.
2- الغاية الثّانية: الزّواج مكمّل لخصائص الرّجولة والأنوثة:
فكثير من الخصائص تكتمل وتتحقّق في ظلال الحياة الزّوجيّة، مثل العواطف النّبيلة الّتي يشعر بها كلّ واحد تُجاه الآخر، ومنها مشاعر الأبوّة والأمومة، ومشاعر العطف والحنان، وغير ذلك.
ومن الخصائص الّتي يتمّمها الزّواج: القيام على الشّيء، وهو ( المسؤوليّة ) الّتي يستشعِرها كلّ من الزّوجين في حقّ الآخر، فهو مسئول في الدّنيا والآخرة، كما في الحديث: (( وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا )).
لذلك كان سلف هذه الأمّة يَرَوْنَه كـمـالا لا همّـاً، وشرفـا لا غمّـاً، ففي صحيح البخاري عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: هَلْ تَزَوَّجْتَ ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَتَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً.
ويقصد بذلك النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بدليل رواية الإمام أحمد: تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَنَا كَانَ أَكْثَرَنَا نِسَاءً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذلك سُمّي غير المتزوّج عَزَباً، قال ابن الأثير: " وهو البعيد عن النّكاح ".
وذكر ابن الجوزي رحمه الله في " تلبيس إبليس " (ص330) عن الإمام أحمد أنّه قال:" ليس العزوبة من أمر الإسلام في شيء، النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوّج أربع عشرة امرأة، ومات عن تسع .. لو كان بشر بن الحارث تزوّج كان قد تمّ أمره كلّه ... وقد كان النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصبح وما عندهم شيءٌ، وكان يختار النّكاح ويحثّ عليه، وينهى عن التبتّل، فمن رغب عن فعل النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو على غير حقّ، ويعقوب عَلَيْهِ السَّلاَمُ في حزنه قد تزوّج ووُلِد له، والنبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (( حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ ))" اهـ.
3- الغاية الثّالثة: تكثير الأمّة وحفظها:
وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ )) [رواه أبو داود عن معقِل بن يسار].
لذلك قدّم كثير من العلماء كتاب " النّكاح " في مؤلّفاتهم على أحكام الجهاد، لأنّ الجهاد-وإن كان من أسباب الحفاظ على حوزة الإسلام والمسلمين- إلاّ أنّ النّكاح هو الّذي تتكاثر به الأمّة الإسلاميّة، وهو الّذي يوجِد الرّجال المجاهدين الّذين يحفظون الدّيار، ويقومون بواجب العبوديّة لله ربّ العالمين، وقد قرّر كثير من أهل العلم - كما في " حاشية ابن عابدين " و" تحفة الفقهاء "(2/118)- أنّ " الاشتغال بالنّكاح مع الحفاظ على الفرائض أفضل من التخلّي لنوافل العبادات، لما يشتمل عليه من القيام بمصالحه، وإعفاف النّفس عن الحرام، وتربية الولد، ونحو ذلك ".
وذكر ابن الجوزيّ أيضا عن الإمام أحمد قال:" لو ترك النّاس النّكاح لم يَغزُوا ولم يحجّوا، ولم يكن كذا وكذا ".
4- الغاية الرّابعة: تحقيق التّرابط بين الأُسر والقبائل:
وبذلك تتحقّق أواصر المحبّة بين المسلمين، وإلى ذلك أشار قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً} [الفرقان:54]. فلا ينبغي للمسلم أن يغفُل عن هذا المقصِد فإنّه مهمّ جدّا، لأنّنا نرى كثيرا من إخواننا بعد المصاهرة ينقلبون أعداء لأصهارهم !
5- أنّه من سنن المرسلين: لقوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} [الرعد: من الآية38]، ولذلك حرّم الله تعالى الخِصاء والتبتّل:
أمّا الخِصاء فهو الشق على الأنثيين وانتزاعهما، وقد روى الطّبري رحمه الله عن ابن عبّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنّه سئل عن الخصاء، فكرهه، وقال: " فيه أنزِل قوله تعالى:{ولَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ}".
ومن الخِصاء لدى الفقهاء تعاطِي الأدوية المُذهبة للشّهوة.
أمّا التبتّل: فهو الانقطاع عن النّكاح وما يتبعه من الملاذّ إلى العبادة وهو منهيّ عنه، وهو من الأمور الّتي أحدثها عُبّاد النّصارى كما في قوله تعالى:{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد: من الآية27]، وروى البخاري عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لَاخْتَصَيْنَا ".
أمّا التبتّل المأمور به في قوله تعالى:{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} فقد فسّره مجاهد فقال: أخلص له إخلاصا، وهو تفسير معنى، وإلاّ فأصل التبتّل الانقطاع، والمعنى انقطع إليه انقطاعا. ومنه: ومريم البتول لانقطاعها إلى العبادة.
6- أنّه من إظهار نعمِ الله على العبد: والله يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده، وممّا يدلّ على أنّه من النّعم، أنّ الله جعل الزّواج من نعيم أهل الجنّة: قال تعالى:{كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان:54]، وقال:{مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الطّور:20]، وقال:{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: من الآية25]، وقال:{ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} [يـس:56]. قال البُلقيني رحمه الله-كما في " مغني المحتاج " (3/124)-: " النّكاج شُرِع من عهدِ آدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ، واستمرّت مشروعيّته، بل هو مستمرّ في الجنّة ".
فهذا ما تيسّر إعداده، ويسّر الله علينا إيراده، وفّق الله الجميع لما يحبّه ويرضاه.

يتبع بإذن الله ...إنتظرونا



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

مشكور اخي على الموضوع القيم جزاك الله كل خير..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

الموضوع طويل لذا لك الرابط بالكامل


تفضل


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

الموضوع طويل لذا لك الرابط بالكامل


تفضل


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :