يبدأ الزوجان حياتهما الزوجية وهم يعتقدان أنها حياة
وردية مثالية بسيطة خالية من المشاكل و التعقيد ...
وهذه بالطبع نظرة سطحية وغير واقعية للحياة الزوجية ...
فالحياة الزوجية حياة عادية قد يتخللها من وقت لأخر
حالات من المد و الجزر ...
وقد تهب عليها بعض العواصف و الزوابع , فتعكر صفوها ،
وتزعزع أمنها ، وقد تؤثر على أواصر المحبة والمودة بين
الزوجين وتقلب الحياة من نعيم إلى جحيم لا يطاق ...
وهناك
أخطاء مدمرة ترتكبها الزوجة في حق نفسها وحق زوجها
أثناء الخلافات الزوجية تساعد على تأجيج نار الخلافات وتفاقمها
وقد تصل بهما إلى طريق مسدود تفقد فيه الزوجة سعادتها وأمنها وإستقرارها ...
وتكون سبباً في إنهيار مملكتها السعيدة ...
ولنستعرض معا هذه الأخطاء:
* رفع الزوجة صوتها على زوجها *
تجسد أنوثة المرأة في رقتها ورهافة حسها وعذوبة صوتها ...
فعندما ترفع الزوجة صوتها على زوجها أثناء الخلافات الزوجية فإنها
تشوه تلك الصورة الجميلة التي رسمها الزوج في مخيلته لتتحول
إلي صورة قاتمة مشوه الملامح ...
لجوء الزوجة لهذا الأسلوب العنيف في حل مشاكلها الزوجية يفقدها
إنوثتها وجاذبيتها ...
{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }
* ترك الزوجة لبيتها *
كثير من الزوجات هداهن الله بمجرد أن يحدث خلاف بسيط
بينها وبين زوجها تجمع حاجياتها وتذهب لبيت أبيها ...
ظناً منها أن تصرفها هذا سوف يؤدب الزوج ويجعله يعرف قدرها
وينصاع لأوامرها و يأتي طواعيتاً لمصالحتها ...
وما علمت المسكينة أن بتصرفها الخاطئ هذا وخاصة إذا تكرر
أكثر من مرة سينفر الزوج منها ويستصغر عقلها ويقل من إحترامه
وتقديره لها وقد لا يذعن لمطالبها ويتركها في بيت أبيها و يأتي
بإمرأة أخرى لتسكن دارها وتحتل مكانها ...
{ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ }
* إخراج أسرار البيوت *
إذا ماوقع خلاف بين الزوج والزوجة فسرعان ما تلجأ بعض
الزوجات للإتصال بصديقتها أو قريبتها لتشتكي لها حال زوجها ...
وهذه من أكبر الأخطاء التي تقع فيها الزوجة حيث تكون منفعلة
وفي حاله ثورة وغضب فتسرد مافي جعبتها من خفايا و أسرار
زوجية ...
أختي الزوجة .. ( الشكوى لغير الله مذله )
فلا تجعلي من هذا التصرف الخاطئ ديدنك ولا تكثري الشكوى
لغير عالم السر والنجوى ...
{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ }
* لجوء الزوجة لعناد والمكابرة *
كثير ما تلجأ الزوجة أثناء الخلافات الزوجية للعناد و المكابرة
ظناً منها أنها بذلك تثبت وجودها وتدافع عن كيانها وتفرض إستقلالها ...
وهذا التصرف بالطبع خاطئ بكل المقايس فالزوجة الذكية والعاقلة
هي التي تتخذ من أسلوب اللين والمرونة والملاطفة والمسايرة مبدأ لها
في حل مشاكلها الزوجية فأسلوب العناد والمكابرة ليس وسيله ناجحة
لحل المشاكل الزوجية بقدر ماهي وسيله فاشلة تزعزع أمن
وإستقرار الحياة الزوجية ...
قال صلي الله عليه وسلم
( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها
وأطاعت زوجها ، قيل لها أدخلي من أي أبواب الجنة شئتِ )
* هجر الزوجة لفراش الزوجية *
بعض الزوجات تتخذ من هذه الوسيلة أداة ضغط على الزوج
ليأتي إليها راضخاً راجياً أن تسامحه ...
وتمر الأيام تلو الأيام وكل من الزوجين ينام في غرفة ...
منتظراً أن يأتي الطرف الأخر ليسترضيه ...
ويبقيان على هذا الحال فترة طويلة دون أن يتنازل أحدهما للأخر ...
أتقي الله أيتها الزوجة في نفسك وفي زوجك ولا تهجري فراش زوجك
حتي لا تحل عليكِ اللعنة ...
قال صلى الله عليه وسلم
( إذا دعا الرجل امرأته إلى الفراش فلم تأتيه فبات عليها غضبان
لعنتها الملائكة حتى تصبح )
* التمسك بمبدأ الكرامة *
من الجميل أن يحافظ المرء على كرامته ويدافع عنها ولا يسمح
لأحد أن يهينه أو يقل من شأنه ...
ولكن في بعض الأحيان يزيد هذا الأمر عن حدة ...
فنرى بعض الزوجات يثرن لأتفه الأسباب ويتمسكن بكرامتهن
حتى لو أدى الأمر إلى إنفصالهن عن أزواجهن ...
الزوجة الذكية هي التي توازن بين الأمور , فلا تثور لأتفه
الأسباب وتحكم عقلها بدل أن تحكم عاطفتها ...
فالتنازل إذا كان من اجل الحفاظ على كيان الأسرة
لا يعتبر هدر للكرامة بقدر ما يعتبر قوة إرادة ومجاهدة
لهوى النفس ونزعات الشيطان ...
* طلب الطلاق *
تعتبر هذه الوسيلة من أخطر الوسائل التي تلجأ إليها بعض
الزوجات أثناء الخلافات الزوجية ...
فهذا الأسلوب الخاطئ يهدد كيان الأسرة ويحكم عليها بالفشل ...
فقد تأخذ الزوج الحمية في لحظة غضب ويطلق زوجته عندما
تطلب منه ذلك وتكون الزوجة بذلك قد تسببت
في تمزيق الأسرة و إحداث شرخ عميق في جدار بيتها الأمن
في لحظة طيش و تهور منها ...
قال صلي الله عليه وسلم
( أيما إمرأة طلبت من زوجها الطلاق من غير بأس فحرام
عليها رائحة الجنة )
عزيزتي الزوجة ...
إن الزوجة المثالية لها دور كبير في حل مشاكلها الزوجية
وإطفاء نارها لا إشعالها ...
وإدارة الخلافات الزوجية فن ينبغي على كل زوجة
أن تتقنه وتعلمه ...
وأنتِ أيتها الزوجة لديكِ القدرة و الكفاءة التي تمكنك من حل
مشاكلك الزوجية بنفسك و من أبسطها ...
كلمة إعتذار ولحظة تسامح و عفو وتغاضي عن صغائر الأمور ...
فذلك أفضل بكثير من العناد و الخصام و المكابرة و النكد
وترك المجال للشيطان ليوقع العداوة بينكم ...
فحاولي و إبدئي أنتِ و بادري بالصلح و أؤكد لكِ أن زوجك مهما
كان سلوكه ومهما كانت عواطفه باردة تجاهك فحتماً سوف يتغير ...
فقلوب العباد قد جبلت على حب من أحسن إليها وكراهيته
من أساء إليها ...
فأحسني التعامل مع زوجك أثناء الخلافات الزوجية ...
لتفوزي بقلبه ولتسكني عقله ولتنالي حبة وعطفه