عنوان الموضوع : أخى الزوج أختى الزوجة الزوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

هل مرت بك تجربة أثرت في حياتك؟
هل حدث لك موقف تغيرت بعده طريقة تفكيرك؟
أخى الزوج أختى الزوجة:
إن تجارب الحياة لها أثر كبير في صياغة الشخصية (وحجم هذه التجارب ونوعيتها والنتائج المستخلصة منها فإذا كان الشخص مجربًا وناضجًا وفي بيئة تؤهله، لذلك أدى ذلك إلى واقعيته وقدرته على حل المشكلات، والتعامل معها على العكس من الآخر قليل التجربة حيث يمكن أن ينزلق في بعض المشكلات كان يمكن البعد عنها، وكذلك نوعية هذه التجارب هل هي ناجحة؟ او فاشلة سعيدة؟ أو تعيسة؟ فالإنسان دائمًا أسير تجاربه وقناعاته التي تكون فكره، والسلوك دائمًا مرآة الفكر أي نابع منه ونتيجة له) [حتى يبقى الحب، د/ محمد بدري، ص(506)].
إن من أسباب المشاكل الزوجية اختلاف تجارب الحياة بين الزوجين، فكلًا من الزوجين قد جاء من أسرة مختلفة عن الآخر، وبيئة مختلفة عن الآخر وتجارب مختلفة عن الآخر ساهمت في تكوين فكره ومعتقداته.
(حيث اكتسب كل منهما الخبرات الخاصة التي تختلف من شخص لآخر والتي على أسسها يحكم الزوج أو الزوجة على أمر ما، فما يعجبه لا يعجبها وما يعجبها لا يعجبه، فقد ترى الزوجة أن الأفضل لها أن تذهب لزيارة أقاربها أهم بكثير من ذهابها مع زوجها إلى معرض الكتاب، الأمر الذي يؤدي إلى اختلاف وجهات النظر وبالتالي يحصل النزاع بينهم) [أسرار السعادة الزوجية، محمد محمود عبد الله، ص(52)، بتصرف].
ولا يغيب عن بالنا اختلاف القيم وتعارضها بين الزوجين فما يؤمن به الزوج ويتشبث به من قيم قد تنفر منه الزوجة، ولا تقيم له وزنًا، والعكس صحيح فما تقدره الزوجة قد يحتقره الزوج؛ كل ذلك لأن المنبت الذي نبت فيه الزوج يختلف عن المنبت الذي نبتت فيه الزوجة، ومن ثم فإن ما يشربه الزوج من قيم منذ طفولته المبكرة يختلف كثيرًا أو قليلًا عن القيم التي تشربها الزوجة في طفولتها المبكرة، والقيم التي نعنيها هي القيم الدينية، والقيم الأخلاقية والقيم الاجتماعية والقيم الجمالية والقيم المادية.
موقف زوجة:
هذه زوجة شريح القاضي ليلة زفافها فقد قالت لزوجها (الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك؛ فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأكره، وقالت إنه كان في قومك ما تتزوجه من نسائكم وفي قومي من الرجال من هو كفء لي، ولكن إذا قضى الله أمرًا كان مفعولًا، قال شريح: .... أحب كذا وكذا وأكره كذا كذا وما رأيت من حسنة فانشريها وما رأيت من سيئة فاستريها, فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟ قلت: ما أحب أن يملنى أصهاري.
فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له ومن تكره فأكره؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء) [أحكام النساء لابن الجوزى، ص(134- 135) نقلًا عن دروس تربوية للمرأة المسلمة، عصام محمد الشريف ص(202)].
فزوجة شريح فهمت أنها قد جاءت من أسرة مختلفة وبيئة مختلفة وتجارب حياتية مختلفة لذلك سئلت زوجها في أول أيام زواجها تفاديًا للوقوع في الخلافات والمشاكل بينهما حتى قال عنها زوجها (فبت معها بأنعم ليلة وعشت معها حولًا، لا أرى إلا ما أحب) [المصدر السابق].
العلم يؤكد:
هناك ما يسمى بمنهج البحث التاريخي، وهو من مناهج البحث العلمي: (فمن المسلَم به أنه يصعب فهم ظاهرة من ظواهر السلوك في مجتمع ما بغير فهم التطور التاريخي لهذه الظاهرة عن طريق الربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، مما قد يؤدي إلى إدراك العلاقات السببية) [طرق وأساليب البحث العلمي، د/عبد الفتاح محمد دويدار، ص(34)].
فالإنسان لا يمكن أن نتعامل معه على أنه الآن، فهو تاريخ وحاضر ومستقبل ولا شك أن تجارب الحياة السابقة، وما مرت عليه من خبرات قد أثرت على شخصيته وساهمت في تكوينه.
وراثة + بيئة (تساوي) إنسان:
تؤثر النشأة والعوامل الوراثية على كل من الزوجين، وخاصة إذا كان ما يحمله أحدهما بعيدًا عن الآخر ومتعارضًا معه، فالتنشئة لها أثر كبير على لون السلوك وطبيعة التعامل وللوراثة المساحة الأكبر من ذلك، وكلها تؤثر على التئام الحياة الزوجية، وخلق المناخ المناسب الذي تقل فيه المشاكل، وتزيد الفجوة الناتجة من اختلاف الطبائع والعقلية والمفاهيم، ومن هنا ندرك أن لطبيعة كل من الزوجين ما ينعكس على تعامله وحياته الزوجية.
والاختلاف في الموروثات الثقافية والاجتماعية يؤثر على حياة الزوجين معًا، فأي إنسان يعيش في أي مجتمع سواء كان رجلًا أو امرأة سوف يتأثر، ويحمل الشيء الكثير من حضارة وثقافة ومفاهيم ذلك المجتمع الذي عاش فيه، وحسب تكوينه وكل هذه الموروثات والمفاهيم تنعكس على طريقة التفكير والتعامل ببين الزوجين وعلى معالجة المشاكل والنظرة إلى الحياة.
كما أن وسائل الإعلام لها أثر كبير في صياغة أفكارنا فبعض وسائل الإعلام وما يتناقله الناس في أحاديثهم، وأفكارهم تساهم في تكوين انطباعات، وتوقعات الإنسان من علاقته الزوجية، وقد تكون هذه التوقعات من أبعد الأمور عن الواقع العملي المعاش، ولذلك سيصاب هذا الإنسان بخيبة الأمل والإحباط عندما يصطدم بعدم تحقق هذه الأمور التي حدثته عنها وسائل الإعلام.
أثر تجارب الماضي على مشاعرنا الآن:
(لاشك أن لسنوات الطفولة والشباب، وما مر بها من أحداث وتجارب الأثر الكبير على الطريقة التي نشعر فيها بعواطفنا وأحاسيسنا الآن، ونحن كبار فالإنسان إلى حد كبير هو نتيجة وخلاصة التجارب السابقة التي مر بها في حياته، وليس من السهل أن يحرر الإنسان نفسه من هذه الخبرات والمواقف، ويتجلى هذا خاصة في المواقف والصراعات العاطفية التي مررنا بها في حياتنا، والتي لم نصل فيها إلى حل نهائي يجعلنا نتجاوز تلك المواقف وسنذكر الآن بعض الأمثلة كيف أن التجارب والصراعات العاطفية الماضية تترك أثرها في طريقة تكيفنا مع حياتنا الآن:
· عندما يمر في حياتنا حدث مخيب ومحبط، فإننا قد نبقى نشعر بالغضب والانزعاج الشديدين، حتى لو لم يكن هناك في حياتنا الآن ككبار ما يجعلنا نشعر بالغضب.
· عندما يمر في حياتنا ما يخجل، فإننا قد نستمر نشعر بالخجل والحياء لمدة طويلة وحتى من دون سبب واضح لخجلنا الشديد مع أن حياتنا تدعو الآن للأمن والتفاؤل.
· عندما يمر بنا ما يزعج، ويقلق فقد نستمر في الشعور بالقلق والاضطراب ولا نكاد نفهم سبب كل هذا القلق، والانزعاج مع أن حياتنا الآن تشير إلى الاطمئنان والثقة بالنفس.
· عندما يمر بنا ما يشعر بالحزن والأسى، فقد نتابع مثل هذا الشعور رغم أن كل ما في حياتنا الآن يدعو إلى الفرح والبهجة) [التفاهم في الحياة الزوجية، د/ مأمون مبيض، ص(54-55)].
عن قرب:
تقول إحدى السيدات عن تجربتها: (عندما خطبت ظننت أني سأجد رجلًا مثل والدي الذي كان يتقن كل عمل في المنزل، ولم أتصور أن أجد رجلًا اعتاد على أن يقدم له الآخرون كل ما يريد سواء كانت والدته أو أخوته، فوجدته بعد الزواج يفضل أن يستلقي يشاهد التلفزيون دون أن يفعل شيئًا، إنى كنت أتوقع أن يكون كوالدي، وهو يتوقع أن يكون الأمر كما كان في منزل والديه والنتيجة أن السنوات الأولى من زواجنا كانت صعبة جدًا).
(ومن الطبيعي أن يبدأ الزوجان في علاقتهما بدرجة عالية جدًا من التوقعات العاطفية وغير الواقعية، والتي صاغتها في عقليهما وسائل المجتمع كوسائل الإعلام، فإذا بهما يكتشفان وبعد قليل من الزمن خطأ هذه التوقعات وقد يشعران بخيبة الأمل والإحباط مما يزيد بينهما التوتر وقلة الانسجام.
وتختلف التوقعات عند الاثنين بسبب الآتي:
· اختلاف الشخصيتين.
· اختلاف تجارب الحياة.
· النشئة في بيئة أسرية مختلفة.
· اختلاف طريقة التربية والتدريب كذكر أو أنثى.
· اختلاف ما يحمله كلًا منهما من تأثير الإعلام ومفاهيم المجتمع الثقافية وغيرها) [المصدر السابق، ص(32-33)].
إن كل هذه الفروق من المؤكد أن تكون فروقًا في التوقعات التي لن تتحقق عند كل منهما، وبالتالي فستبدأ النزاعات والمشاكل إما عاجلًا أو آجلًا.
تعلم مما فات وانظر إلى الأمام:
الماضي صندوق من الخبرات علينا أن نتعلم منه، وتجارب الحياة نكتسب منها الخبرة فلا تعيش في الماضي؛ لأنك (إذا كنت تعيش مع الماضي فهذا ما ستكون عليه حياتك تمامًا في الحاضر والمستقبل، فالحياة مع الماضي هي سبب أساسي من أسباب الفشل، حيث أن الماضي قد انتهي إلى الأبد ويمكننا فقط أن نتعلم منه ونستفيد من المعرفة التي اكتسبناها، ومن الدروس التي مرت بنا وذلك بهدف تحسين ظروف حياتنا، وقد قال جون جريندر: أحد مؤسسي البرمجة اللغوية العصبية لا يتساوى الماضي مع المستقبل، وهذه حقيقة فعلًا فالمهم أن يكون عندك القوة لإطلاق سراح الماضي، والعيش في الحاضر بكل معانيه) [قوة التحكم في الذات، د/ إبراهيم الفقي، ص(57)].
المصادر:
· حتى يبقى الحب د/ محمد بدري.
· أسرار السعادة الزوجية محمد محمود عبد الله.
· أحكام النساء ابن الجوزى.
· دروس تربوية للمرأة المسلمة عصام محمد الشريف.
· طرق وأساليب البحث العلمي د/عبد الفتاح محمد دويدار.
· التفاهم في الحياة الزوجية د/ مأمون مبيض.
· قوة التحكم في الذات د/ إبراهيم الفقي.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

يجب ان نتعلم مما فات وننظر للامام

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

ouiiiii.............

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :