عنوان الموضوع : رسالة عتاب ومودة من زوج لزوجته الزوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يا زوجتي:

في المرة الأولى التي رأيتك فيها كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ملء سمعي وبصري: ((فاظفر بذات الدين تربت يداك )) فكنت أنت ذات الدين التي طالما سعيت وبحثت عنها.. ولا أخفيك سرا فقد جمع الله فيك صفات أخرى مع التقى والعفاف .

ففيك من حسن الخلق، وجميل المعاملة، وطيب المعشر، ما تقر به نفسي، ومنحك الله جمالا ملأ عيني، وما رأيتك إلا أحلاماً وردية تسابقني في ليلة الزواج! وبعد أن مضت سنوات وبدأ الأطفال يتوافدون على أسرتنا الصغيرة لابد أن أقف معك عدة وقفات وما علمت عنك إلا كل خير، وما أحسبك إلا التوابة الأوابة، من إذا سمعت قول الله وقول رسوله سلمت وأطاعت.

يا زوجتي:

عندما تقلبين الصفحات وتنظرين في هذه الوقفات التي كتبتها بيد محبة إليك، إنما تقلبين صفحات قلبي وتنظرين تعابير وجهي.. وتمسحين قطرات من التعب على جبيني!

وأدعو الله عز وجل أن تكوني من خيار النساء.. فقد سئل النبي في أي النساء خير؟ قال (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله. وللزوج حقوق عظيمة وواجبات لا تخفى على عاقلة فطنة مثلك..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ((وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج)).

يا زوجتي..

لك الأجر و المثوبة من الله عز وجل، ثم الشكر مني على رسالتك التي أيقظتني من غفوتي!! ولقد وقع قول الله عز وجل وقول النبي صلى الله عليه وسلم على قلبي فأزال صدأه وأنار دربه، وهذه حال النصيحة الصادقة والكلمة المخلصة.. فجزاك الله خيرا!!
وإن كنت سبقت إلى المعروف والخير فها أنا أسير في ذلك الدرب وأسوق لك وقفات لا تغيب عن بالك ولكنها للذكرى فقد قال الله تعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }.
وقبل أن أبدأ الوقفات أبشرك بحديث الرسول-لمجير: عن أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء جميعاً، فآمنا بك وصدقناك، وإنا معشر النساء قواعد بيوتكم ومقضى شهوتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا في الجمع والجماعات، وفي عيادة المرضى وشهود الجنائز، وفي الحج، وفي الجهاد، وفي سبيل الله، وإن الرجل إذا خرج حاجاً أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا أولادكم، أفلا نشارككم في الأجر، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه وقال: "هل سمعتم بمقالة امرأة أحسن من هذه ؟ ثم قال لها "افهمي أيتها المرأة المسلمة، وأعلمي من خلفك من النساء: أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها لرضاه واتباعها لموافقته يعدل ذلك كله ".
فهنيئا لك هذا الأجر وهذه المنزلة .

وإليك ما ذكرت من وقفات:

الوقفة الأولى:

حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج لغير حاجة، والمرأة إذا خرجت من بيتها فقد تبدت للسهام والرماح التي ترسل إليها، قال عليه الصلاة والسلام (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها (أي زينها للرجال) الشيطان )). وأراك تتساهلين في أمر الخروج بحاجة وبدون حاجة وبأعذار واهية.. فمرة تخرجين لشراء حذاء ثم تخرجين لإعادته، وأخرى لأن لونه لا يناسب فستانك، ومرة لزيارة الصديقة والقريبة، وهكذا أصبح همك الخروج وأمسيت امرأة خراجة ولاجة! فأين القرار في البيت امتثالا لقول الله عز وجل {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ }.
يقول عبد الله بن مسعود ((ما قربت امرأة إلى الله بأعظم من قعودها في بيتها)).
وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقرأ{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } فتبكي حتى تبل خمارها.
ويا زوجتي في من الغيرة الكثير ولله الحمد.. أما سمعت قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث يقول : ((بلغني أن نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق، أما تغارون، إنه لا خير فيمن لا يغار؟! ))
وأجملت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- الأمر في كلمات ذهبية فقالت: ((إن خيرا للمرأة ألا ترى الرجال ولا يروها )).
وقد سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين- حفظه الله- عن حكم ذهاب المرأة إلى الأسواق فأجاب : ((لا يجوز الذهاب في كل الحالات إلا لضرورة شديدة بألا تجد من ينوب عنها في شراء حوائجها الخاصة، أو لا يعرف ما تريده غيرها. ومتى خرجت فلابد أن تكون في غاية الاحتشام والتستر وتغطية جميع بدنها، ولا يجوز لمن دخنت الأسواق أن تبدي شيئاً من جسدها أمام الرجال كالكفين والوجه والقدمين وغيرها لأنها عورة، وهكذا لا تبدي الحلي على يديها ولو كانت مستورة بالجوارب أو الشراب، وهكذا لا تدخل الأسواق وهي متطيبة بطيب له رائحة ظاهرة، ولابد أيضاً أن تصحب محرمها وهو زوجها أو من تحرم عليه من أقاربها أو أصهارها، وهكذا، وقد يجوز إذا صحبت نسوة ثقات وأمنت المفسدة والتزمت الاحتشام التام والبعد عن الأخطار وأسبابها.
وتأملي في عفاف وحياء فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم إذ قالت لأسماء بنت عميس : ((إني أستقبح ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها))تعني إذا ماتت ووضعت في نعشها، قالت: يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئاً رأيته بالحبشة! فدعت بجرائد رطبها فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً، فقالت فاطمة رضي الله عنها: ما أحسن هذا وأجمله، إذا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخل علي أحد.

يا زوجتي الكريمة.. هذا حياء وعفاف من تربت في بيت النبوة لا تريد أن ينظر إلى جسدها وهو على النعش وفرحت بوضع هذه الأعواد وعليها ثوب يمنع من النظر إليها! رضي الله عنها وأرضاها.

الوقفة الثانية:

فتنت في اقتناء الصور والمجسمات وتعليقها على الجدران وفوق الأرفف حتى أصبح بيتنا متحفاً يجمع أنواع المعاصي والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك بقوله ((لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة)). وإذا تدخله الملائكة فإن الشياطين تصول وتجول فيه ثم أليس لديك قناعة أن أيامنا في هذه البيوت أيام قلائل ثم نرحل إلى بيوت أخرى مساحتها لا تعادل مساحة نافذة من نوافذ منزلنا، والقبر ظلمة لا ينيره إلا العمل الصالح!
قال الإمام أحمد ((إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل.. ))

الوقفة الثالثة:

أنعم الله علينا بنعمة عظيمة وهي نعمة الأبناء وهم أمانة في أعناقنا ومسئولون عنهم يوم القيامة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )). وهذه الأمانة العظيمة لا أراك تهتمين بتربيتها وتنشئتها على الطاعة.. بل غالب همك ماذا أكلوا وماذا شربوا! وما هو لباسهم وإلى أين يخرجون وأين يذهبون؟! فهل ترين أن هذه التربية هي التي ستخرج لنا أمثال مصعب وخالد ومعاذ؟!

الوقفة الرابعة:

يا أم عبد الله أراك تحرصين على المباهاة ولباس الشهرة وتصرفين الأموال لذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)).
وتأملي في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((من ترك اللباس تواضعا لله، وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها)).
وأعرف أيتها الزوجة المصونة أنك امرأة تحبين الزينة والجمال، ولكن لكل أمر حد، فلا تتمادي بنفسك إلى الإسراف والتبذير اللذين ذمهما الله عز وجل، خاصة إنك ترين وتسمعين حال أخواتك المسلمات اللاتي يبحثن عن لقمة فلا يجدنها! ثم إني سائلك.. ألا تتغير مشيتك وطريقة حديثك، بل والتفاتتك إذا لبست أجمل الثياب وأفخرها؟ أخشى أن يصيبك شيء من الكبر والمباهاة والفخر والعجب فيكون لك نصيب من الحديث السابق فتزل بك القدم!!

الوقفة الخامسة:

من أخطر ما أفسدته وسائل الإعلام في نسائنا غرس مفهوم التقليل من الإنجاب والسعي لتحديد النسل، فأصبح ذلك من المسلمات عند جهلة النساء، وهن بذلك مخالفات لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال((تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم )).
وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المرأة الولود فقال صلى الله عليه وسلم ((خير نسائكم الولود الودود..)).
فاحتسبي الأجر في الحمل والولادة والرضاعة والتربية، فإن تربية الأبناء تربية صالحة من أنواع العبادة.. وابشري بالخير العظيم والأجر الجزيل، ففي الدنيا تقر عينك وفي الآخرة تفوزين بالأجر العظيم.

الوقفة السادسة:

(الضرورة) كلمة استهين بها.. وقد تتعجبين لذلك! ألست تذهبين أحياناً للمستشفى وتتساهلين في الدخول على الطبيب الرجل! ولم تحاولي أن تدخلي على طبيبة وهو أمر سهل! وما أنت فيه من شكوى تحتمل التأخير وليس هناك ضرر من تأخيرها! فأين الضرورة في خلع ضرس أو رؤية مرض في العين أو الأذن؟! يا زوجتي العيادات النسائية في كل مكان حتى وإن دفعت من مالي الخاص حتى لا يراك طبيب! ثم تأملي حال من تأتي إلى الأطباء.. إحداهن دخلت على الطبيب بابنها الصغير ثم لما جلست كشفت عن وجهها وسألها الطبيب ما بك؟ قالت: ابني المريض! وثانية تجد الألم في أذنها فإذا بها تكشف عن وجهها كاملا؟! فأين الضرورة!
قال سعيد بن المسيب ((ما يئس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء)). فاحذري يا زوجتي أن تزل بك القدم فتفتني أو تفتني! واعلمي أنك تبوئين بإثم من تفتنينه! وبعض الشباب يحكي أن بداية طريق الضياع عنده: أن رأى امرأة متبرجة فأعجبته وبدأ عندها خطوات الانحراف. فاحذري من ذنوب تأتي إليك كالجبال لا تعلمين عنها في الدنيا.
وفي هذا الطريق زلت أقدام بعض النساء إلى كبيرة من الكبائر وهي الزنا- والعياذ بالله- الذي قال عنه الإمام أحمد- رحمه الله-((لا أعلم بعد قتل النفس ذنباً أعظم من الزنا)).
ولهذا نهى الله عز وجل عن مجرد الاقتراب إلى ما يوقع في هذه المعصية العظيمة فقال تعالى{ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى}ولم يقل لا تزنوا، لأن الزنا له مقدمات منها الخلوة بالرجل الأجنبي أو محادثته..!

الوقفة السابعة:

عد بعض العلماء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الركن السادس من أركان الإسلام لأهميته وعظم شأنه! ولا أرى لك أي أمر أو نهي في أوساط النساء والحديث مشهور ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)).
ولا يزال التغيير والإنكار باللسان والموعظة الحسنة متاحاً في أوساط النساء، فاحرصي بارك الله فيك على هذا الأمر، واحذري أن تتركيه فيصيبنا ما أصاب غيرنا من انتشار الفساد وانحلال المجتمع. واحرصي على أن يكون في حقيبتك كتب أو نشرات لتوزيعها في كل مكان تذهبين إليه، واستشعري عظم الأجر وبراءة الذمة! فإن الأمر بالمعروف من خيرية هذه الأمة ومن أسباب التمكين في الأرض ومن أعظم أسباب النصر، وفيه تكفير للذنوب ورفع للدرجات وحصانة دون وقوع الهلاك والعذاب، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من موانع إجابة الدعاء، ومن أسباب تسلط الكفار والمنافقين!
قال العلامة الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله ((فلو قدر أن رجلا يصوم النهار ويقوم الليل ويزهد في الدنيا كلها، وهو مع هذا لا يغضب لنه، ولا يتمعر وجهه، ولا يحمر، فلا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله، وأقلهم ديناً، وأصحاب الكبائر أحسن عند الله منه )).
ومما لبسه إبليس على ضعاف النفوس: الغفلة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعتبروا ذلك تدخلا في شئون الغير، وهذا من قلة الفهم ونقص الإيمان، فعن أبي بكر رضي الله عنه قال: يا أيها الناس! إنكم لتقرؤون هذه الآية{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه )).

الوقفة الثامنة:

يا زوجتي: أنت امرأة متعلمة، ومع هذا في كل شهر أراك تقعين في (حيص بيص) وتأخذك الحيرة كل مأخذ، فلا تعرفين وقت الطهر من غيره، وإني سائلك.. كم مضى من عمرك وأنت تحتاجين كل شهر لمعرفة أحكام الطهارة والحيض! !؟ ألم تفكري في اقتناء كتاب عن الطهارة تفيدين به نفسك وتنفعين غيرك من النساء، وأخشى أنا تأثمي بسبب هذا الإهمال والتساهل!!

الوقفة التاسعة:

اللسان خطره عظيم وفي هذه الأزمنة انتشرت الغيبة والنميمة، فتلك تغتاب قريبة أو زميلة، وأخرى تغتاب أهل الزوج، وثالثة تغتاب خادمتها.. ورابعة تغتاب مديرتها وزميلاتها في المدرسة..
وشاع أيضا في بعض المجالس الفارغة الاستهزاء بالمسلمات المؤمنات: وأشد أنواع الاستهزَاء الاستهزاء بالمتدينات والمتحجبات فقد يجر هذا الأمر إلى الكفر- والعياذ بالله-، واقرئي تفسير سورة التوبة لتعرفي خطورة الأمر.
ومما انتشر أيضاً: الغمز واللمز بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بأنهم يتدخلون في حريات الآخرين! وأنبهك يا زوجتي إلى خطورة الأمر، قال في حاشية ابن عابدين ((أن من قال : ((فضولي)) لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مرتد)).
وفي "الدر المختار" قال في فصل الفضولي ((هو من يشتغل بما لا يعنيه، فالقائل لمن يأمر بالمعروف: أنت فضولي، يخشى عليه الكفر)).

الوقفة العاشرة:

النقاب.. النقاب.. كثر الحديث حوله، ولكن اتفق الجميع على أنه باب شر وفتنة بهذا المظهر الذي نراه، وأنت أيتها المنقبة تجمعين الآثام والأوزار لكل من نظر إلى عينيك الكحيلة! ولا تعلمين كم من شاب تبوئين بإثمه يوم القيامة! ولا يغرك المرجفون في الأرض وأعذارهم الواهية! لا تقولي أريد أن أرى الطريق.. فجدتك وأمك وأنت لكن سنوات وأنتن ترين الطريق بدون نقاب! ثم ها أنت في السيارة وزوجك يقودها.. فإلى ماذا تريدين أن تنظري! وأي شيء تخشين أن تقعي فيه وأنت راكبة! ولكن الشيطان يصول ويجول وأنت تتبعين!
فاتقي الله ولا يكن أهون الناظرين إليك وأنت على حال لا ترضيه!

الوقفة الحادية عشر:

أحيانا أخشى إن تكوني ممن عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله (ونساء كاسيات عاريات) وذكر أنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها! قال شيخ الإسلام ابن تيمية ((إن الكاسية العارية إما لرقة ثوبها أو لقصره أو لضيقه )).
وتأملي فستان السهرة الذي ذهبت فيه.. مفتوح الصدر والظهر وأيضاً للساق نصيب من الفتحة! فأين الستر والعفاف والحشمة والحياء! وأخشى أن يأتي يوم تلبسين ثيابا قليلة لا تفي لستر جسمك وذلك من قلة المال وشدة الفقر، فالله عز وجل قادر على أن يسلب نعمته..
أما البنطال.. فهو نذير شر، يبدأ بالبنطال الواسع ثم الضيق ثم القصير وذلك في تدرج محكم! والله أعلم ماذا يدبر لك أعداء الإسلام في الخفاء! ولا يكفي أن تهجري البنطال فحسب، بل أنكري على كل من ارتدته وخوفيها بالله عز وجل! يقول الشيخ محمد بن عثيمين عن البنطال: ((إنه يصف حجم رجل المرأة وكذلك بطنها وخصرها وغير ذلك، ولابسته تدخل تحت قوله: (كاسيات عاريات) حتى وإن كان واسعا فضفاضا لأن تميز رجل عن رجل يكون به شيء من عدم الستر، ثم إنه يخشى أن يكون ذلك أيضاً من تشبه النساء بالرجال لأن البنطال من ألبسة الرجال)).
هذا لك أنت! أما صغيرتنا التي تقارب العاشرة فإن شكلها العام يوحي أنها فتاة غربية لا يعرف والدها ولا والدتها تعاليم الإسلام وحرصه على تربية النشء والأخذ بأيديهم نحو الستر والعفاف.
كيف ستنشأ الصغيرة على الستر وهي تربى هكذا !! وإن كانت هي لا تفهم فأنت تفهمين، وإن كانت غير مكلفة فأنت أيتها الزوجة مكلفة بالمحافظة عليها، قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن لبس الصغيرات الملابس القصيرة ((ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار لأن تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن، فيقع بذلك المحذور والفتنة التي وقع فيها الكبيرات من النساء)).

الوقفة الثانية عشر:

يا أم عبد الله.. راتبك الشهري – ولله لحمد-لم آخذ منه ريالا منذ أن بدأ العمل لأنه لا يحل لي إلا برضاك وموافقك.. ولكني أراك تصرفينه صف السفهاء المبذرين، فتلك ساعة اشتريتها بكذا وهذا فستان بكذا.. وكم أنت مسكينة حين تقفين ساعات طوال لإلقاء الدروس ثم يكون ثمرة جهدك هذا المال الضائع!! أين الأيتام والأرامل ومن له حق في الصدقة! يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار)).
يقول ابن القيم- رحمه الله ((فإن من بخل بماله أن ينفقه في سبيل الله لإعلاء كلمته سلبه الله إياه أو قيض له إنفاقه فيما لا ينفعه دنياً ولا أخرى، وإن حبسه وادخره منعه التمتع به ونقله إلى غيره فيكون له مهنئوه، وعلى مخلفه وزره، وكذلك من رفه بدنه وعرضه وآثر راحته على التعب لله وفي سبيله أتعبه الله سبحانه وتعالى أضعاف ذلك في غير سبيله ومرضاته)).
يا زوجتي الحبيبة: أمر الاحتساب في التعليم غفلت عنه، ولأجدد ما تقدم لديك في هذا الأمر سأضرب لك مثلا واحداً مستندا في ذلك إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا يتقص ذلك من أجورهم شيئا..)). فماذا لو قمت بتعليم طالبة واحدة سورة الفاتحة فقط فإن هذه الطالبة إذا وجبت عليها الصلاة سوف تقرأ هذه السورة سبع عشرة مرة كل يوم في الصلوات المفروضة فقط. وفي كل مرة تقرأ هذه الطالبة سورة الفاتحة لك إن شاء الله (1400 حسنة) فما بالك إذا كانت صاحبة صلاة وقيام ليل، ومن بعد كانت مدرسة وعلمت هذه السورة مئات الطالبات! ولهذا كان للرسول صلى الله عليه وسلم مثل أجور أمته لا ينقص من أجورهم شيئاً. وتأملي نهاية الحديث السابق حيث يقول صلى الله عليه وسلم: ((.. ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم، مثل من تبعه، لا ينقص من آثامهم شيئا)). فكوني حذرة أن تدليهم على تبرج أو سفور أو تثيرين لديهن شبهة فإن الإثم والوزر عليك إلى يوم القيامة. أ رأيت! أن على هابيل لما قتل قابيل وزر من تبعه في هذا الجرم وهو القتل إلى يوم القيامة. فاحذري!.

الوقفة الثالثة عشر:

من المفارقات العجيبة أني أراك تهتمين بأمر شراء فستان أو طلاء أظافر ويؤرقك ويهمك لأيام ماذا سترتدين في مناسبة الزواج القادمة! ومع هذا الهم الذي يصاحبك والغم الذي يلازمك لا أرى للإسلام مثله في قلبك، ولا حديثاً على لسانك! فهل زهدت في دينك! وهل فستان زواج أهم لديك من ارتقاء دينك وارتفاعه!
يا زوجتي..أرى قلبك يحمل هموماً لا تتجاوز الراتب والفستان والتسريحة! أما الإسلام وخدمته والقيام به فالأمر ليس إليك والله المستعان!

الوقفة الرابعة عشر:

حينما تصلين لا أراك خاشعة الجوارح حاضرة القلب، بل تؤدينها على عجل وبسرعة، والخشوع يا زوجتي هو روح الصلاة، وأثنى الله عز وجل على الخاشعين في الصلاة، ثم ألم تحاسبي نفسك حينما تتركين السنن الرواتب وما فيها من الأجر العظيم! ولا تقعدين في مصلاك سوى دقائق وكأنك في سجن! فأين لذة العبادة وصدق المناجاة؟ وأين الفرح بلقاء الله عز وجل!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة (أو بني له بيت في الجنة) )).
والسنن الرواتب: قبل الفجر ركعتان، وقبل الظهر أربع وبعدها ركعتان، وبعد المغرب ركعتان، وبعد العشاء ركعتان. وإذا لم تعملي للدار الآخرة وأنت نجي سن الشباب فمتى تعملين؟! !

الوقفة الخامسة عشر:

تربية الصغار على الحلال وإبعادهم عن الحرام من مهمات التربة الصالحة.
هذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول للحسن بن علي رضي الله عنهما وقد أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه وهو طفل صغير يقول له الرسول مربياً ومعلماً : (( كخ كخ )) ليطرحها ثم قال ((أما شعر أنا (يعني آل محمد) لا نأكل الصدقة)).
فهل يا زوجتي لصغارنا نصيب من حسن التربية وكرس الفضائل في نفوسهم!

الوقفة السادسة عشر:

يا زوجتي: كلنا أصحاب ذنوب وخطايا وليس منا من هو معصوم من الزلل والخطأ، لكن خيرنا من يسارع إلى التوبة ويبادر إلى العودة، تحثه الخطى وتسارع به الدمعة. وتأملي في حديث عظيم وبشارة تفرح القلوب يقول صلى الله عليه وسلم (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)).
وابشري فإن (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )).

الوقفة السابعة عشر:

لأهلي حقوق عظيمة وأعظمها حق والدي ثم إخوتي. ولقد نشأت وتربيت في بيت والدي سنوات طويلة، وأكلت مع إخوتي سنوات متتالية.. وبيننا من الود والحب والاحترام والتقدير ما أرى أنك تعرفينه وترينه! ولكنك في الفترة الأخيرة بدأت تتذمرين وأحياناً تلقين بعض الكلمات إذا قمت بزيارة أهلي.. وأنت شخصيا أرى عليك سحائب من الكبر وكتل من البرود حينما تستقبلين أبي أو عندما ترين أمي! وهذا ليس من حسن الجميل ولا من صفات المؤمنة الصالحة التقية النقية.. ولا يغرك ابتسامي لك وكثرة حديثي معك.. فهم أهلي وذاك والدي وتلك والدتي! وهم مقدمون في الإحسان والمعروف وبذل الندى والبر عليك وعلى كل الرجال والنساء.. فأحبي ما أحبه الله عز وجل وأمر به من البر والصلة، وأحبي ما ترين أني أحبه وأعينيني على برهم وصلتهم.. فذكريني إذا نسيت ونبهيني إذا غفلت.. وقد سمعت أن كثيرا من الأزواج قد انقلب على أهله وتكدر ما بينهم لإصغائه إلى صوت واحد هو صوت زوجته وكذبها وتصيدها للأخطاء.. فهي سيئة الطبع خبيثة السريرة تنقل المواقف إليه إذا أساء أحد إليها (دون قصد) ولا تنقل المواقف التي أساءت إليهم بقصد!!
وكم من بيت تصدع بنيانه وتفرق أهله وعق الزوج أمه وأباه بسبب حية تسكن جنبه وتلد أبناءه!
والزوجة- يا زوجتي- هناك زوجة بدلا منها والنساء كثير!! ولكن الوالدان والأهل ليس لهم بدل.. وأراك تعين قولي! وتتذكرين المرة الأخيرة التي كان بيني وبينك فيها نزاع وخلاف عدت إليهم واستشرتهم! فكانوا خير المستشارين.. وأثنوا عليك خيرا وألزموني بحل الأمر.. فأين المكافأة لهم!!

الوقفة الثامنة عشر:

انتشر في أوساط النساء كثرة المزاح والضحك والنكت السامجة والضحكات العالية! حتى أن بعض تلك النكت تخدش الحياء وتسقط الاحترام وهذا من سوء التربية وضعف الدين وقلة الحياء. وقد تكون هذه النكت فيها تعرض لأهل الخير والصلاح فتصل بصاحبها إلى حد الردة والعياذ بالله.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم- رحمه الله((ومن الناس ديدنه تتبع أهل العلم لقيهم. أو لم يلقهم مثل قوله: المطاوعة كذا وكذا، فهذا يخشى أن يكون مرتدا ولا ينقم عليهم إلا أنهم أهل الطاعة)).
وفي جواب اللجنة الدائمة للإفتاء على من قال لآخر:
((يا لحية)) مستهزئا، قالت اللجنة: إن الاستهزاء باللحية منكر عظيم، فإن قصد القائل بقوله ((يا لحية )) السخرية، فذلك كفر، وإن قصد التعريف فليس بكفر، ولا ينبغي أن يدعوه بذلك.

الوقفة التاسعة عشر:

إكرام الضيف من سنن الأنبياء والمرسلين وقد عده الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان فقال عليه الصلاة والسلام((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.. )). فأين إكرام الضيف وأنت تتأففين وتتضجرين إذا دعيت أحد الجيران أو المعارف والأصحاب.. وتعلمين حرصي أن لا أدعو إلى بيتي إلا صاحب طاعة امتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم((ولا يأكل طعامك إلا تقي.. )).

الوقفة العشرون :

بيتنا حباه الله بالمحبة والمودة وزينه. بأطفال كالورود والرياحين.. نستعذب كلماتهم ونفرح بخطواتهم! ولكن ينقصنا في هذا البيت الابتسامة.. لا تعجبي يا زوجتي تنقصنا الابتسامة! نعم أنا زوجك أحتاج إلى ابتسامتك الجميلة! وإني أحمد الله عز وجل أن ليس بيننا مشاكل ولا صراخ ولكن نحن بحاجة إلى الابتسامة التي نؤجر عليها.. فهي تحيي النفوس وتزيل ضغائن الصدور! ومنذ زمن لم أر حبات اللؤلؤ على ابتسامة تزين محياك.. يا أم عبد الله ابتسمي..((وتبسمك في وجه أخيك صدقة..)) لا تبخلي ولا تستكثري أن تقومي بعمل سهل يسير فيه خير لي ولك.

الوقفة الواحدة والعشرون:

زرت صديقي قبل أيام وذكر لي وهو فرح مستبشر حرص زوجته على حضور المحاضرات والدروس الإسلامية وذكر لي حديثاً مفرحاً.. فقد قاربت زوجته حفظ عشرة أجزاء من القرآن وذلك باستمرارها في "مدارس تحفيظ القران النسائية وهي منتشرة في كل مكان.. يا زوجتي ألا تغارين وأنت تسمعين المؤمنات يتسابقن إلى الخير! ولك خمس سنوات أو تزيد لم تحفظي آية أو حديث! أليس هذا مذمة في حقك ونقصاً في دينك؟! ومن محبتي لأم أولادي أوصيك باختيار صديقة عفيفة نقية تقية، تدلك على الخير، وتأمرك بالمعروف، وتنهاك عن المنكر، وتكون عوناً لك. فإن التحاب في الله من أفضل القربات وأعظم الطاعات. فهبي إلى أن تكون لك صاحبة دين وخلق تعينك في أمر دينك ودنياك.

الوقفة الثانية والعشرون:

يا زوجتي.. أصابتني الحيرة واستبد بي الحزن فقد لاحظت منذ شهور أنك تتحاملين علي وتتصيدين زلاتي وهفواتي وتظهيرنها أمام صغارنا..
وأقرب الأمثلة مساء البارحة فقد عاتبتيني بصوت مرتفع لتأخري في إحضار طلب من طلبات المنزل! وهل هذا يليق في حق زوج! وإن كنت سأتحمل هفوتك وزلتك إلا أن هذا لا ينبغي أن يصدر من أم أبنائي وزوجتي الحنون. وإن كنت أشكر لك حسن خلقك سنوات طويلة، إلا أنه يؤلمني أن يبدر منك مثل هذا.

الوقفة الثالثة والعشرون:

سمعت في الأمثال أن أقرب طريق للوصول إلى قلب الرجل هو معدته! والله عز وجل خلقنا لأمر عظيم هو عبادته وليس الأكل والشرب بذاته، وذم الله عز وجل الكفار بقوله{ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}. ولست أحرم حلالا، لكن ما تقومين به من طبخ لعدة أصناف فيه إضاعة للوقت، وإسراف في الطعام، وصرف النفوس عما خلقت له! يكفي من يدك الحنون أكلة طيبة مباركة خفيفة على المعدة،. وستصلين إلى قلبي عبر فكري ونفسي.. لقد سكنت سويداء القلب منذ تزوجتك، ومساء الأسبوع الماضي خالطني شعور بالفرحة عندما علمت أن إحدى قريباتي عزمت أن تقرأ في كتاب الله عز رجل كل يوم جزءا.. هذا هو أسهل الطرق إلى الجنة وإلى قلبي أيضاً.

الوقفة الرابعة والعشرون :

المناسبات الاجتماعية إذا لم يكن ! فيها منكر فهي تألف القلوب، وتقرب النفوس، وأراك مع حرصك- وفقك الله- على الحضور إلا أنك تهملين واجباً أعظم من صلة الرحم وهو الصلاة..فأراك تؤخرين الصلاة- خاصة صلاة العشاء- حتى تعودين وذلك بسبب وضع المساحيق والمكياج عند خروجك.. وقد لا تعودين إلى المنزل إلا بعد منتصف الليل وقد خرج وقت صلاة العشاء! وأخشى عليك أن تكوني ممن ذكرهم الله عز وجل بقوله{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}والله أخشى أن تخرجي من البيت ولا تعودين إليه أبدا.

الوقفة الخامسة والعشرون:

منذ سنوات طويلة ونحن نعيش تحت سقف واحد ونرى بعضنا البعض كل يوم! ولازلت يا زوجتي حتى الآن لا تعرفين ماذا أحب، وماذا اكره؟ ومتى موعد نومي، وأي أنواع الطعام أفضل! أليس هذا قصورا في حقي؟!

الوقفة السادسة والعشرون :

يا زوجتي.. أرى منك إعراضاً وصدودا عن بعض رغباتي النفسية وحاجاتي الفطرية. وأرى منك أعذارا واهية وتلمساً للهرب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( إذا دعا للرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان، لعنتها الملائكة حتى تصبح )).

الوقفة السابعة والعشرون:

كان دأب الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين الدعاء لأنفسهم وأبنائهم وذرياتهم.. {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} { رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} وغيرها في القران كثير... فأين نصيب أبنائنا من الدعاء لهم بالهداية والتوفيق..
بل مع الأسف أراك أحيانا ترفعين صوتك بالدعاء عليهم، وقد توافق باب إجابة فتجاب الدعوة ويقع الأمر.. وتندمين على ذلك.

الوقفة الثامنة والعشرون:

أراك يا زوجتي ترسلين لسانك واصفا زميلاتك في العمل فهذه طويلة، وأخرى بيضاء، وأخرى قد قصت شعرها حتى بدت جميلة! والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك بقوله ((لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها)). أو لم تسمعي أن الأذن شريكة في العشق والمحبة وإثارة الشهوة!

الوقفة التاسعة العشرون:

يا زوجتي أنصتي واقرئي قول الله عز وجل { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ } وهذه الآية أراك تطبقينها ولله الحمد في نفسك . لكن ما بال خادمتك كاشفة الوجه حاسرة الرأس ، هل تظنين أن الآية خاصة بك وحدك! إنها آية عامة فما بالك تفرقين! وأحياناً أراك تتهاونين في أمر خروجها للشارع أو للسوق! ويوم القيامة أنت موقوفة فإنها أمانة تحت يدك! وانظري على أنها إحدى بناتك أو أخواتك.

الوقفة الأخيرة:

رغم أننا نعيش في هناء وسعادة وبحبوبة عيش إلا أنني أخشى أن تفوت علينا أعظم الفرص وأثمنها بدون فائدة..أعظم الفرص هي وجودنا في هذه الحياة!فتعالي نعدل المسار ونسير حسب ما شرعه الله عز وجل لنا.. بادري يا زوجتي قبل أن ترحلي بكفن وحنوط! أما دولاب ملابسك المليء فلن تأخذي منه قطعة واحدة! سترحلين بخمسة أثواب هي كفنك،ويصاحبك في الطريق إلى المقبرة زوجك وابنك واخوتك وعشيرتك،وخلال نصف ساعة يتفرق الجميع ويرجعون وتبقين مرتهنة بعملك!فسارعي إلى التوبة،وبادري إلى العودة،ولا تغرك الأماني وسراب الدنيا فإنها خدعت من كان قبلك حتى أنزلوا في القبور وضمتهم اللحود..وهناك سؤال وجواب وجنة ونار.
وأبشرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)).
وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى؟ قالوا:. يا رسول الله ومن يأبى؟ قال((من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ((الذي يضر صاحبه هو ما لم يحصل منه توبة، فأما ما حصل منه توبة فقد يكون صاحبه بعد التوبة أفضل منه قبل الخطيئة)).
ولا تظني يا زوجتي أن التوبة في ترك المنكرات والمعاصي فحسب، بل احرصي على التوبة من تضييع الأوقات ومن ترك النوافل والتهاون في أعمال البر والمداومة على الخير..
زوجتي وأم أبنائي: أبشرك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة)).
زوجتي.. جعلك الله قرة عين لي في الدنيا وجعلك زوجة لي في الجنة، وأصلح ذرياتنا وبارك في أعمالنا وأعمارنا وجعل الجنة مثوانا {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}.واجعلنا من أهل هذه الآية: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}

رسائل متبادلة بين زوجين
إعداد / عبدالملك القاسم



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الله موضوع شيق

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

بارك الله فيك أخي على الموضوع الرائع

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

بارك الله فيكم

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

الله يفتح علينا أبواب منّه وفضله وحفظه ولأهلنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

شكرا على الموضوع