الجزء الأول :
خصائص نمو الطفل في مرحلة رياض الأطفال
يمر كل إنسان بمراحل مختلفة في حياته وتتميز كل مرحلة بخصائص معينة تشمل
مظاهر النمو الجسمية والعقلية والانفعالية ، ويعتبر كل طفل إنساناً منفرداً بذاته مختلفاً
عن بقية الأطفال ، فعلى الرغم من خصائص العمر المتشابهة إلا أن كل طفل ينمو
بسرعة خاصة به وطور خاص به ويكون له طبع مميز ومهارات وسلوك وردود فعل
تختلف عن أي كائن آخر.
فكما أنه لا يوجد طفل تتطابق أوصافه الجسدية كاملة مع طفل آخر، كذلك تتنوع
صفاته الأخرى وتتعدد وتنفرد عن بقية الأطفال ، ويعتبر كل طفل حصيلة تفاعل
وراثي بيئي مستقل.
رغم ذلك أظهرت دراسة أعداد كبيرة من الأطفال في البلدان المختلفة من العالم
تشابهاً في الخصائص العمرية ، مما أعطى نتائج جعلها تبدو وكأنها دليل لما هو
متوقع ومنتظر في هذه السن . والمطلوب من معلمة رياض الأطفال أن تستخدم هذه
الخصائص دليلاً يساعدها ع لى معرفة النمو عند أطفال الروضة ، فيزيد فهمها لهم
ومن ثم تُعد ما يلائمهم من أنشطة ، وتختار أساليب التعليم التي تساعدهم على سهولة
التعلم . وسنورد في هذا الفصل تعريف لمفهوم النمو وملخصاً عن خصائص نمو
الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة في مجالات النمو المختلفة كل على حدة : النمو
الجسدي – الحركي ، النمو العقلي – الفكري ، النمو الاجتماعي النمو الانفعالي –
العاطفي .
حيث أن معرفة المعلمة بكل خاصة من هذه الخواص تؤثر على قراراتها في
تنظيم البيئة التربوية ، وفي التعامل مع الأطفال وفي اختيار الأنشطة المناسبة لهم
وبالأخص في توجيه سلوكهم وإرشادهم .
مفهوم النمو :
تعرف كلمة النمو بأنها التغير الذ ي يعتري السلوك نتيجة مرور الزمن ويقصد
بالنمو سلسلة متعاقبة ومتداخلة من التغييرات الجسمية والفسيولوجية والمعرفية
والانفعالية والاجتماعية التي يعيشها الطفل وهدفها اكتمال النمو ( النضج ) .
أولاً: خصائص النمو الجسمي الحركي للطفل
الطفل في هذه المرحلة سريع النمو بشكل عام في الطول والوزن والحجم.
هناك فروق فردية بين الأطفال في سرعة النمو في الجنس الواحد إضافة إلى
الفروق بين الجنسين.
يتميز الطفل في هذه المرحلة بكثرة الحركة والنشاط وما يقوم به الطفل من نشاط
حركي يرتكز وبشكل أساسي على العضلات الكبيرة في حين نجد أن سيطرته على
العضلات الصغيرة تأتي في فترة متأخرة من هذه المرحلة لذلك يتميز النشاط الحركي
بالتنوع والشدة في حين تتأخر الدقة والمهارة .
يتكامل الأداء الوظيفي للحواس في هذه المر حلة وتعتبر الأساس الذي يعتمد عليه
الطفل في معرفة العالم من حوله.
أثر الالتحاق برياض الأطفال على النمو الجسمي والحركي للطفل
العناية بصحة الطفل الجسمية بتحصينه من الأمراض ومتابعته عن طريق الطبيبة
المقيمة في الروضة.
توفير الألعاب الخاصة بالجري والمشي وال تسلق والدرجات وذلك لتمنية عضلاته
الكبيرة ، أما لتنمية عضلاته الصغيرة فيجب توفير الألعاب التي تراعي عملية
التآزر البصري واليدوي .
تجنيب الطفل من الوقوع في الحوادث التي قد تعوق نموه الجسمي عن طريق
الإشراف والمتابعة لنشاطه ولعبه أثناء وجوده في دار الحضانة أو الروضة.
عدم تكليف الطفل بالقيام بالأعمال التعليمية الدقيقة كالكتابة لعدم نضوج عضلاته
التي تمكنه من السيطرة وإتقان المهارة .
إتاحة الفرصة له لاستخدام عضلاته عن طريق اللعب.
الاهتمام بالتربية الرياضية وتنويعها لمقابلة حاجاته الجسمية في هذا الشأن مع
إعطاءه حرية الانسحاب من أي نشاط رياضي عند شعوره بالتعب.
ثانياً: خصائص النمو العقلي للطفل
يتميز إدراك الطفل في هذه المرحلة بأنه حسي وأفكاره مادية فهو لا يدرك
المعنويات أو الأ شياء المجرد ة ولذا فهو يعتمد على حواسه في اكتساب المهارات
والخبرات.
خيال الطفل واسع وإيهامي فهو يميل إلى التخيلات الواسعة الوهمية.
يميل الطفل إلى حب الاستطلاع والبحث وكثرة الأسئلة.
تفكير الطفل في هذه المرحلة تفكيراً ذاتياً ورمزياً.
يتميز الطفل في هذه المرحلة بقصر الانتباه والتركيز لذلك هو سريع الملل ويحب
التغيير.
التذكر في هذه المرحلة آلي يعتمد على حفظ الطفل لما يسمعه دون فهم وتدريجياً
تزداد قدرة الطفل على الحفظ المعتمد على الفهم.
يتعلم الطفل في هذه المرحلة عن طريق المحاولة والخطأ والمشاهدة والتقليد.
أثر الالتحاق برياض الأطفال على النمو العقلي للطفل
توفير الوقت أمام الطفل ليكتشف ويجرب خبراته المكتسبة.
الاهتمام بالإجابة على تساؤلات الطفل بما يتناسب وعمره العقلي.
استغلال هوايات الطفل في الأناشيد وحب القصص في تقوية ذاكرته وخياله.
تنمية الابتكار لديه من خلال الاستخدام الأمثل للعب.
الاهتمام بإكساب الطفل مهارات اللغة العربية بطريقة ع فوية عن طريق تدريبه
على تنمية مهارتي الإصغاء والحديث.
ثالثاً: خصائص النمو الانفعالي للطفل
يتميز طفل هذه المرحلة بقوة وحدة الانفعالات وكثرة تقلبها وتنوعها.
يزداد تمايز الاستجابات الانفعالية الجسمية وتظهر الانفعالات المتمركزة حول
الذات كالخجل.
يميل الطفل في هذه المرحلة للعناد والعدوان والمقاومة.
تزداد مثيرات الخوف عند الطفل في هذه المرحلة مع اكتسابه مخاوف الكبار.
تتكون لديه العواطف والعادات الانفعالية فيبدي الحب ويحاول الحصول عليه بكافة
الوسائل مما يؤدي إلى تحسين علاقاته الاجتماعية والانفعالية مع الآخرين.
يميل الطفل في آخر هذه المرحلة إلى ضبط انفعالاته والسيطرة عليها ويتحول
التعبير الجسدي للانفعالات إلى تعبيرلفظي وخاصة عند الإناث.
أثر الالتحاق برياض الأطفال على النمو الانفعالي للطفل
تعويد الطفل على ضبط انفعالاته في هذه السن المبكرة.
توفير الشعور بالأمن و الانتماء والسعادة مع العمل على إشباع حاجات الطفل
الأساسية.
توزيع الحب والعطف والرعاية بين الأطفال بالتساوي تجنباً لتولد الغيرة.
تجنب العقاب البدني لكونه لا يؤدي إلى كف السلوك غير المرغوب فيه بل قد
يؤدي إلى الخنوع أو الثورة أو العصيان والتمرد.
حماية الطفل من المواقف المخيفة كالأصوات والمشاهد العنيفة.
إعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن رأيه ومشاعره ، ومحادثة الطفل ليشعر بالثقة
والأمان والتعرف على مخاوفه والأمور التي تزعجه.رابعاً: خصائص النمو الاجتماعي للطفل
يتسع نطاق الوسط الاجتماعي للطفل ليشمل الجيران واللعب مما يزيده وعي
بالبيئة الاجتماعية .
إلمام الطفل بكثير من المعايير الاجتماعية التي تحدد مساره الاجتماعي.
يميل الطفل للتعاون مع الغير ولكنه تعاون مشروط ( تبادل منفعة ).
يبدأ نمو الضمير لديه فيعرف ما هو خير وما هو شر ويكتسب القيم والعادات
والاتجاهات الحسنة.
يتعلم الطفل اللغة ويصبح قادر على الاتصال اللغوي مع غيره ، كما يصبح قادر
على تقليد الكبار بحركاتهم وأقوالهم ومشاعرهم ويستمع إلى أحاديثهم لكنه في نفس
الوقت يؤكد ذاته.
تظهر على الطفل بوادر النمو الاجتماعي مثل حب السيطرة والقيادة والكرم
والأنانية ولها أثرها في نموه الاجتماعي.
يميل للتوحد والتقمص ، ويحس بأن أي نجاح لوالديه هو نجاح له.
أثر الالتحاق برياض الأطفال على النمو الانفعالي للطفل
توجيه الطفل وتعليمه المعايير الاجتماعية والدينية وتعويده عليها .
تعويده على رؤية الغرباء ومجالستهم والتحدث إليهم.
تشجيع الطفل على التعاون مع غيره من الأطفال وتحفيزه على اللعب في جماعات
وذلك عن طريق تكليف المعلمة له بالأعمال التعاونية عن طريق اللعب وترتيب
الحجرة على سبيل المثال.
استغلال الأناشيد والقصص في زرع القيم الدينية والعادات النافعة.
تكليف الطفل ببعض الأعمال المناسبة لتنم ية شخصيته وتعويده على الشعور
بالمسئولية ومراعاة مشاعر الآخرين.
تقديم الحوافز المادية والمعنوية للطفل كلما أحسن لتحقيق هدف تربوي لا تكون
غاية في حد ذاتها.
العمل على تحسين العلاقة بين الطفل ووالديه.
تعزيز علاقة الروضة بالمنزل عن طريق تعريف الأم بالمشاكل التي يتعرض لها
الطفل في هذه المرحلة.
روضة الأطفال ((((موضوع مقتبس من كتاب ، سيكون وفق أجزاء أو حلقات ))))) لتربية طفلك
رد مع اقتباس
