عنوان الموضوع : أبناؤنا وبناتنا والعطلة
مقدم من طرف منتديات العندليب

(منقول بتصرف )
قبل أيام أنهى أبناؤنا وبناتنا امتحاناتهم في كل المراحل الدراسية، وها هي العطلة قد بدأت، وخرج أبناؤنا يحلمون في كيفية قضاء هذه العطلة ، فهل فكر الآباء الكرام في كيفية الاستفادة من هذا الفراغ الكبير في تنمية قوى ابنائهم الفكرية والجسدية بما يعود عليهم بالنفع والخير؟ هل فكروا في حماية اولادهم وبناتهم من طرق الفساد وسبل الانحراف واضاعة الوقت والمال من غير فائدة يحققونها، ولا طائل يرجونه؟ هل فكروا بإلحاق أبنائهم بدور القرآن الكريم، او مراكز لتحفيظ القرآن العطلة ومسؤوليةالوالدين نحو الأبناء
الكريم والفقه والسيرة والحديث؟
هل فكروا بإلحاقهم بالمراكز الثقافية والعلمية المنتشرة في ربوع هذا البلد الطيب، او باصطحابهم معهم الى اماكن عملهم ومتاجرهم ومزارعهم ليتعلموا منهم ويستفيدوا من خبراتهم؟
وهل زرعوا فيهم أن العطلة لاتعني تعطيل الانتاج والنشاط، بل يجب أن يبلغ الانتاج والنشاط فيها أوجهما؟
إن الأبناء هم زهرة الحياة الدنيا، وغالبا ما يكون في وجودهم المسرات لما يملأون البيت به من حركة ونشاط، ويشيعون بين جنباته من البهجة والسرور، فمن حقهم على آبائهم تعليمهم وتربيتهم التربية الصالحة، واستثمار العطلة فيما يعود عليهم بالخير، حتى اذا ما شبوا كبارا وقد تدربوا على العمل اقبلوا عليه بالحب والاخلاص.
على الآباء أن لايتركوا ابناءهم في فراغ كبير، يفسد عليهم معيشتهم واخلاقهم.
إن الفراغ والشباب والجدةمفسدة للمرء أي مفسدة
فعليكم ايها الآباء أن لا تضيعوا جل وقتهم الثمين باللهو واللعب، فيكونوا بذلك قد خسروا جزءا من عمرهم لا فائدة فيه ولا نفع من ورائه.
فالأب الحريص على ابنائه يوجههم ويرعاهم ويسأل عنهم ويقدم لهم النصيحة الصادقة والوصية الخالصة، فيسعد واياهم في الدنيا والآخرة.
إن انعدام التوجيه، والتوجيه الخاطىء يؤديان الى المشاكل المتعددة التي لاتحمد عقباها، سواء أكان ذلك للأبناء، او الآباء، او الأهل او الجيران.
والتربية ليست محصورة بين جدران المدرسة فقط، بل هي في البيت وفي المسجد، وفي المصنع والمتجر ومكان العمل، حتى في الشارع اذا أحسن فهم آدابه.
ومع هذا فإن البيت يبقى هو المدرسة الاولى، فيه ينشأ الفتى على ماكان عوده والداه، وهما القدوة والمثل الأعلى له في كل شيء، فمن اعتنى بهم صغارا سر بهم وجنى ثمارهم كبارا.
وما دام الامر كذلك فإن على الوالدين أن يربوا اولادهم التربية الصحيحة ويرشدوهم الى مكارم الاخلاق وعظيم الخلال، يحسنوا ادبهم ويهذبوا طباعهم ليشبوا رجالا صالحين، ينفعون انفسهم واهليهم وبلادهم بسواعدهم الفتية وعقولهم النيرة، وعزائمهم القوية.
كما أن تربية الابناء ليست مقصورة على التربية المادية بتوفير الكساء والمسكن والطعام والشراب لهم، إنما هي اشمل واعم من ذلك، فهناك ايضا التربية الروحية، تربية العقل، وتهذيب الوجدان وتقويم السلوك، ومراعاة الاحاسيس، لاسيما بالقدوة الحسنة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالكلمة اللينة، والرفق بالمعاملة، هذه هي مسؤولية الوالدين، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال عليه الصلاة والسلام: >كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في اهله وهو مسؤول عن عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته< رواه مسلم.
وعن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: >أكرموا اولادكم وأحسنوا ادبهم< رواه ابن ماجة.
كما أن على الوالدين أن لا يهملوا اولادهم ويتركوا لهم الحبل على الغارب في اختيار من يشاؤون من الاصدقاء، بل عليهم أن يوجهوهم الى اختيار الاصدقاء ذوي الدين والخلق الحسن، ويحذروهم من اصدقاء السوء، لئلا يكونوا سببا في انحراف طباعهم وفساد قلوبهم وطويتهم وضياع اخلاقهم وهدم مستقبلهم.
نعم، عليهم أن يزينوا لهم مصادقة الاخيار، ويجنبوهم صحبة الاشرار، ويحذروهم من مرافقة اصدقاء السوء، فإن صحبة هؤلاء تفسد عليك ولدك، ولا شك أنكم سمعتم عما في المخدرات وغيرها من مصائب ونوازل، يهلك المرء فيها نفسه وماله ويبيع عرضه وشرفه بسبب مصادقته لمنحرف سيء باع آخرته بدنياه او بدنيا غيره.
وحسبك اخي المؤمن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: >المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل< رواه الترمذي وأحمد.
وقول الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما ان تجد منه ريحا طيباً، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة) رواه البخاري.
فالانسان اشد المخلوقات تقليدا ومحاكاة لغيره، وكما يكون التقليد في الخير يكون التقليد في الشر، بل إن لدى النفس البشرية استجابة وميلا للهو والعبث، التي هي من معاول الهدم، والهدم اسرع من البناء.
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
اذا كنت في قوم فصاحب خيارهم
ولاتصحب الأردى فتردى مع الردي
اجعلوا ابناءكم تحت انظاركم وموضع اهتمامكم ومحط عنايتكم، فإن الله سائلكم عنهم، اختاروا لهم من الاصدقاء من صفت روحه، وطهرت نفسه وحسن خلقه، وحذروهم من رفقاء السوء قبل فوات الأوان، ارشدوهم للتي هي اقوم حتى لاتندموا ويندموا، قال الله تعالى مبينا ندم هؤلاء يوم القيامة: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا) سورة الفرقان الآيات (27 - 29).
لا اقول لكم قيدوهم وامنعوهم من الخروج، ولكن لا إفراط ولا تفريط، كونوا وسطا، فخير الامور اوسطها كما قال عليه الصلاة والسلام، فلا ينبغي أن تكون الحياة كلها ترفيها وتسلية ولعبا وتنزها في الحدائق العامة وتسكعا في طرقات المارة، وكما أنه لا ينبغي من شبابنا أن يكونوا عابسين متجهمين، فلا ينبغي أن يكونوا منحلين غير مبالين، وكما نطالبهم بالجدية فإنه ينبغي ألا نحرمهم من المرح البريء والترفيه العفيف، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا يمازح اهله واصحابه، ولكنه لم يكن يقول إلا حقا، وثبت أنه كان يسابق عائشة رضي الله عنها، ويصارع بعض اصحابه ويعلمهم الفروسية والرمي.
إخوة الايمان : اذا كان الغلو في الدين والطاعة من التنطع، فإن الغلو في اللهو واللعب من المجون، فما أجمل أن يذهب الآباء والابناء معا في نزهة ترفيهية يدخلون بها السرور على قلوب ابنائهم ويشيعون البهجة والفرحة في نفوسهم فيمرحون ويلعبون، لكن ينبغي أن يكون هذا الفرح والسرور فيما اباحه الله واحله، لا فيما نهى عنه وحرمه، وليعلم المسلم أن خروجه مع اهله في نزهة ترويحية، إنما هو عمل يؤجر عليه، فعليه أن لا يعرض نفسه للحرمان من رحمة الرحمن، ولا الى الذل والهوان، وعلى أن لا يترتب على ذلك ضياع حق من حقوق الله، كأداء العبادة في وقتها او حق من حقوق العباد، كبر الوالدين مثلا.
نعم إن الترفيه يؤدي دوره المرجو منه إن بقي في الحد المعقول ولم يتجاوزه إلى غير المعقول، لكنه ينقلب الى ضده إن زاد عن حده، ثم إن الانتقال من ترفيه الى تسلية الى لعب الى لهو الى اكل وشرب ونوم دون العمل الجاد الذي يعود بالنفع على صاحبه وعلى المجتمع، يكون سببا في ضياع الفرد والأمة معا.
والأجدر بالآباء أن يعلموا ابناءهم حرفة او مهنة او صنعة تعود عليهم وعلى مجتمعهم بالخير والنفع في هذه الإجازة.
وعلى هذا ينبغي على الآباء أن يوظفوا التسلية والترفيه في خدمة الفرد والمجتمع وبما لا يضرهما، وأن تتناسق هذه مع القيم المثلى العليا للأمة وعقيدتها وتشريعاتها واخلاقها، لبناء جيل مؤمن بالله يعمل بطاعته ويسعى لمرضاته.
ومن هنا ينبغي أن نزرع في أفكار ابنائنا أن العطلة الصيفية ليست تعطيلا للقوى والطاقات كما يوحي اسمها، وإنما هي تغيير في نمط النشاط المركز الذي كان يقوم به الأبناء خلال ايام الدراسة وتلقي العلم.. فتأتي العطلة الصيفية ليعقل الابناء أنه ينبغي استثمارها في العمل المنتج الجاد لا التفلت والضياع.. ومن هنا كان ذلك الدور البارز للمساجد ولدور القرآن الكريم خلال العطلة الصيفية، حيث يجتمع ابناؤنا فيها ليتلقوا كتاب الله تعالى ويحفظوا آياته الشريفة، ويفهموا تعاليمه، ويقيموها في حياتهم.
كما يمكن استغلال العطلة الصيفية لتعليم ابنائنا روح التعاون وفعل الخير وخدمة المجتمع والاعتماد على النفس وعدم التكاسل والدعة.
وثمة أمر خطير يقع فيه الكثير من ابنائنا خلال العطلة الصيفية، وبخاصة في هذا العصر، حيث شاعت محطات التلفزة الفضائية وانتشرت في كل مكان، واصبح من اليسير جدا الحصول عليها والتعامل معها.. فينبغي أن لا يترك الابناء حيال هذه القنوات الفضائية دون توجيه وإرشاد، بل يجب على الآباء ارشاد الابناء حين مشاهدة البرامج المتلفزة وتوجيههم الى البرامج الهادفة وحمايتهم وتحصينهم من تلك التي تؤدي الى الانحراف أو تترك فيهم سلوكا سيئا.
ولايكون ذلك إلا بغرس الإيمان في قلوب ابنائنا وتحصينهم بكتاب الله تعالى وصبغهم بالخلق الاسلامي القويم والسلوك الحسن.
(ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) سورة الفرقان آية (74).
اللهم آمين يارب العالمين.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيكم

ولكن الاختصار يا جماعة الخير أو تقسيم الموضوع


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :