بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
اتعرفون عندليب؟؟؟؟
لا اقصد المغني لا و الله
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون
عندليب طقاطقة الفدائية الفلسطينية الخامسة ابتسمت لأمها قبل خروجها وقالت: سيأتي أناس لخطبتي
مساء يوم من ايام الاحد كان من المفترض ان تتلقى عندليب خليل طقاطقة (20 عاما) الهدية التي حرصت صديقاتها
ا وزميلاتها في العمل على مفاجأتها بها، لكن عندليب قتلت هذه المفاجأة ومعها ستة من الاسرائيليين بعد ظهر اول من امس، عندما فجرت نفسها على مدخل سوق «محني يهودا» اكبر سوق شعبي لليهود في القدس الغربية والذي اصيب فيه اكثر من خمسة وتسعين اسرائيليا، وكادت تقتل رئيس بلدية الاحتلال في القدس الليكودي المتطرف ايهود اولمرت.
أم عندليب واخوانها واخواتها الثمانية مصدومون، فلم يكن احد يتوقع ان تكون عندليب هي التي ستحتل المكان الخامس من حيث ترتيب الفدائيات الفلسطينيات اللاتي نفذن عمليات انتحارية منذ اندلاع انتفاضة الاقصى. هذه الفتاة التي يؤكد اهلها ان وزنها لم يتجاوز الخمسة واربعين كيلوغراما على اكثر تقدير لم يكن يبدو عليها اي توجهات سياسية او فكرية ولا حتى اهتمام ملحوظ بالشأن العام، فهذه الفتاة التي تركت مقاعد الدراسة بعد ان انهت الصف السابع اضطرت للعمل في مشغل للخياطة يقع في مشارف بيت لحم بسبب قلة ذات اليد والفقر الذي تحياه عائلتها. اخوتها صغار واخوها الكبير القادر على العمل مصاب بمرض غضروفي في الظهر يحول دون تمكنه من العمل، فضلا عن أن اقرب اخواتها الى قلبها مريضة بمرض القلب. كانت عندليب تخرج بشكل اعتيادي من بيتها الكائن في قرية «بيت فجار» شمال مدينة الخليل الى مكان عملها في السابعة والنصف صباحا وتعود في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، لم يحدث ان تجاوزت هذه الرتابة مطلقا. تقول امها ان عندليب غادرت البيت يوم الجمعة الماضي في الوقت المعتاد، لكنها وبعد ان خرجت من الباب عادت وقد علت وجهها ابتسامة عريضة، وقالت لأمها «هذا المساء سيأتي اناس لكي يطلبوا يدي منك، فأرجو ان تحتفي بهم بما يليق بمنزلتي عندك». ابتسمت الام ولم تأخذ كلام عندليب مأخذ الجد، اكتفت بأن حثتها على التحرك حتى لا تثقل على زميلتها التي تنتظرها على الباب. وعلى الرغم من ان عملية التفجير التي نفذتها عندليب قد تبنتها «كتائب شهداء الاقصى» الا ان احدا من الاهل يصر على ان هذه الفتاة ليس لها اي انتماء سياسي. وبهذه العملية تنضم عندليب الى كل من وفاء ادريس من رام الله اول امرأة فلسطينية تنفذ اول «عملية استشهادية» في القدس الغربية، قتل فيها اسرائيلي وجرح مائة وعشرون آخرون، وبعدها دارين ابو عيشة من نابلس التي نفذت عملية على مشارف مدينة القدس بالقرب من حاجز «مكابيم» وقد اصيب فيها ثلاثة من رجال الوحدة الخاصة في شرطة الحدود الاسرائيلية. وبعدها آيات الاخرس من مخيم «الدهيشة» التي نفذت عملية في القدس الغربية قتل فيها ثلاثة اسرائيليين وجرح سبعون آخرون. اما الرابعة فكانت الهام الدسوقي التي فجرت نفسها اثناء اقتحام قوات الاحتلال منزلها في مخيم جنين، وقد اسفرت العملية عن مقتل ضابطين وجرح عشرة آخرين. جدير بالاشارة الى ان جميع الانتحاريات الفلسطينيات عملن تحت راية «كتائب شهداء الاقصى» الجناح العسكري لحركة فتح. وقد يكون لهذا علاقة بعدم قبول بعض المرجعيات الروحية للحركات الاسلامية ان تقوم الفتيات «بتنفيذ عمليات استشهادية»، كما قال الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة «حماس» الذي اشترط ان «تنفذ الفتاة العملية الاستشهادية بوجود محرم»، وهو الامر الذي أنكره العديد من المرجعيات الروحية في فلسطين والعالم.
من هي عندليب؟؟
"سيأتي اليوم أناس لخطبتي، فأحسني استقبالهم".. هذه آخر كلمة قالتها الشهيدة "عندليب خليل طقاطقة" إلى والدتها قبل أن تغادر منزلها لتنفذ عمليتها الفدائية في القدس الغربية الجمعة 12-4-2016، والتي أسفرت عن مقتل 6 إسرائيليين وإصابة 85.
وزارت شبكة "إسلام أون لاين.نت" عائلة الشهيدة، فقالت شقيقتها "عبير" -23 عاما-: "استيقظت عندليب في الصباح الباكر كعادتها، وصلت الصبح، ثم ألقت نظرة الوداع، نعم نظرة الوداع على إخوتها وهم نيام، الواحد تلو الآخر، والابتسامة تنير وجهها".
وأكملت عبير بعد أن أوقفها البكاء: "صنعت عندليب الشاي لوالدتي، وأخبرتها أن أناسا سيأتون لخطبتها الجمعة، وأوصتها بأن تحسن استقبالهم".
وردت عندليب عندما سألتها والدتها عن عائلة هذا الخطيب قائلة: "عندما سيأتون ستعرفينهم وتفرحين بهم؛ لأنهم سيحققون أمنيتي".
وتستطرد عبير قائلة بعد أن أخذت نفسا عميقا بحجم جراحها: "خرجت عندليب إلى حديقة المنزل قائلة: سأنزل إلى حديقة المنزل لأروّح عن نفسي قليلا فلا تقلقي يا أمي".
لم تنتظر عندليب حتى يوم الأحد 14-4-2016 لتحتفل بعيد ميلادها العشرين؛ لأنها آثرت أن تحتفل به في مكان آخر، وبشكل آخر، واستعجلت، وأطفأت نار رغبتها في الانتقام من اليهود، بدلا من إطفاء شمعتها العشرين في منزل والدها المتواضع جدا في قرية "بيت فجار" قضاء مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
وتكمل شقيقتها عبير: "الزواج حلم كل فتاة في سن عندليب، ولكنها كانت تحلم بأكبر من الزواج والإنجاب.. تحلم بالانتقام من جيش الاحتلال لجرائمه في جنين ونابلس، ولدماء الشهداء التي كانت تسيل".
أما والدتها "أم محمد" – 48 عاما - فما زالت تعيش هول الخبر، وترفض أن تصدّق خبر استشهاد ابنتها عندليب، وتذرف دموعها على أمل أن تعود إليها اليوم أو غدا، بعد أن انتظرت ساعات نهار الجمعة 12-4-2016 قدوم من يخطبون ابنتها ولكن دون جدوى، حيث اقتحم منزلهم العشرات من جنود الاحتلال بعد منتصف الليل للتأكد من هويتها وشخصيتها، مصطحبين معهم شقيقها "علي" -18عاما-، وابن عمها "معاذ" -20 عاما-.
لا علاقة بالسياسة
"لم يسبق لها أن تحدثت عن السياسة أو تنظيمات المقاومة الفلسطينية، ولكنها كانت تكره الاحتلال وجرائمه".. بهذه الجملة الممزوجة بالحزن والأسى بدأ شقيقها "محمد" - 26 عاما - حديثه : "قضت معظم ساعات الليلة التي سبقت استشهادها معنا، وتبادلنا أطراف الحديث والابتسامة تعلو شفتيها، ولم نشعر للحظة واحدة أنها ستفارقنا".
وأكمل أخو الاستشهادية قائلا: "بل كانت تتحدث عن آمالها وطموحاتها في أن يتحسن وضعنا الاقتصادي، ونبني بيتا كبيرا يتسع لجميعنا"، مؤكدا أن "كثرة مشاهدتها لجرائم الاحتلال والدماء التي كانت تُراق أنبتت فيها روح الانتقام للشهداء والجرحى، وبعثت عبر أشلاء جسدها المتفجر الذي لا يزيد عن 40 كجم رسالة إلى قادة الأمة العربية ليتحركوا لنجدة شعبنا الفلسطيني، وتؤكد لهم أن حجمها النحيل قادر على أن يفعل ما عجزت عنه الجيوش العربية".
عون لأسرتها
وكانت الاستشهادية عندليب تعمل في مصنع للنسيج في بيت لحم منذ ما يقرب من عامين، بعد أن تركت مقاعد الدراسة وهي في الصف السابع لتشارك في إعالة أسرتها المكونة من 8 إخوة وأخوات، حيث يعاني أكبر الذكور من مرض مزمن في عموده الفقري، بينما تعاني شقيقتها الوسطى من مرض القلب.
وتعتبر "عندليب طقاطقة" رابع امرأة فلسطينية تفجّر نفسها في قلب مناطق الاحتلال الصهيوني؛ انتقاما لأرواح الشهداء والفلسطينيين الذين قُتلوا بيد قوات الاحتلال الإسرائيلي
وين مثل هذه المومنة من رجالنا و بناتنا
رحمك الله يا عندليب و اسكنه الله فسيح جناته
امين