تتلخص أهمية التخطيط " التحضير " للمعلم في الجوانب التالية :-
1- تحقيق الأهداف .
فالمعلم يدخل الفصل وفي ذهنه مجموعة أهداف واضحة ومحددة ، كما أنه يعرف ما سيفعله داخل الفصل ، مما يمكنه من إدارة الفصل نحو تحقيق هذه الأهداف وتقويمها .
2- التحضير الذهني .
وليس المقصود به فقط هو المادة العلمية ، والتسلسل المنطقي في العرض ، بل يشمل ذلك أيضا استحضار الأمثلة المعاصرة والمرتبطة بالموضوع والأسئلة المثيرة للتفكير والتوجيهات ، والأنشطة ، كما يساعد على تجنب الأخطاء العلمية ، مما يعطي المعلم ثقة بنفسه ويقلل شعوره بالاضطراب ويحميه من النسيان أو التعرض لمواقف غير متوقعة تسبب له ارتباكا وحيرة.
3- تحضير الأنشطة والوسائل .
ما تطلبه من أدوات وأجهزة ووسائل تعليمية مسبقة .
4- تجنب الهدر التربوي .
نتيجة للتخطيط المسبق فسوف يتم الاستفادة من الوقت والجهد والإمكانات المتوفرة بالشكل المناسب ، ويجنبه العشوائية وضياع الوقت والجهد .
5- اكتساب الثقة بالنفس .
عندما يقف المعلم بين طلابه وقد نظم طريقة عرضه ، وعرف ما الذي واستعد له ، لا شك أن ذلك سيعطيه دفعة معنوية قويه ، وثقة بنفسه وبعطائه ، حيث يتبلور ذلك كله إلى أداء أفضل ، وعرض أكثر حيوية وتشويقا ونفعا ، كما أن ثقة طلابه بما يقوله ستكون عالية ، وهذا ينعكس بدوره على الطلاب علميا وتربويا .
6-تنمية المعلم والمتعلم .
حيث يساعد التخطيط المستمر للدروس بشكل مسبق على استمرارية نمو المعلم من الناحية العلمية أو المهارية واكتساب الطالب مهارات مهمة مثل تعلم التنظيم والتفكير المنطقي نتيجة للتسلسل في العرض ، وترتيب المعلومات
7- اكتشاف عيوب المناهج .
فعندما يكون المعلم جادا في وضع الخطة ، تظهر أمامه عدة خيارات ، في نوعية الأهداف ، المواقف التعليمية ، الأنشطة المناسبة ، وعلى ذلك يستطيع المعلم اكتشاف عيوب المنهج ومحاولة تقويمها .
مبادئ تحضير الدروس
لكي يستطيع المعلم أن يضع خطط واقعية يستفيد منها أثناء تدريسه ، ينبغي عليه ما يأتي : -
·الفهم العميق لأهداف المنهج ( سياسة التعليم في المملكة ) مقدمة الكتاب المدرسي ، الغرض من ذلك هو أن يربط المعلم بين ما يعطيه داخل الفصل واهدف العام الذي يريد تحقيقه .
· فهم بيئة الطلاب ومستوياتهم العلمية والعقلية :فعملية التعلم تبدأ من واقع الطلاب ومشكلاتهم وحاجاتهم ، وما وصلوا إليه من مستوى علمي .
· دراسة الإمكانات والوسائل المتاحة ،المختبر المدرسي ،المكتبة ، البيئة ،الوسائل فالإطلاع المسبق سيفيده في تدريسه .
الخطط التي تكتب بكراس التحضير
أولا/ الخطة الفصلية .
توزيع المقرر الدراسي ، من حيث المواضيع ، الأسابيع ، الأهداف العامة ، الجدول ، النشاط اللاصفي ..
ثانيا/ خطة الوحدة الدراسية.
يوزع المقرر إلى وحدات دراسية يحقق من خلالها أهدافا معينة .
ثالثا / الخطة اليومية .
إن إعداد الدروس عملية فكرية مستمدة من مصادر متنوعة ( علمية ، ثقافية ، اجتماعية ، تربوية) الهدف منها رسم صورة واضحة أثناء الدرس ويتم تنظيمها كتابيا بواسطة كتاب التحضير ، فلا ينبغي أن يستمد معلوماته من كراس التحضير بل دوره ( التنظيم ، التذكير ) .
عملية إعداد الخطة اليومية تنقسم إلى مرحلتين :-
أولا/ مرحلة التحضير المبدئي .
الإعداد المسبق للدرس قبل الكتابة وذلك بطرح السؤالين التاليين :-
ما الذي أريده من الطالب خلال الدرس ؟ وكيف يتم تحقيق ذلك والتأكد منه ؟
ثانيا /التحضير الكتابي .
هناك أساسيات شكلية يحتاج إليها المعلم ؛ ككتابة اسم الفصل ، التاريخ ،الحصة ، عنوان الدرس ، وكتابة الخطة بشكل أفقي ، وتحتوي على ( الأهداف السلوكية ، المفاهيم العلمية "الطريقة أو إجراءات التدريس " ، الأنشطة والوسائل التعليمية، التقويم ) .
الأمور التي يجب أن يراعيها المعلم عند التحضير وأثناء التطبيق
1- الأهداف العامة .
هناك أهداف عامة لا يمكن تحقيقها سلوكيا أثناء الدرس ، لذا يفترض أن يسعى المعلم لتحقيقها من خلال المقرر ، ولو لم يشر إلى ذلك صراحة أثناء التحضير ( أمثلة ) :-
§ ربط الدرس بعظمة الخالق سبحانه وتعالى .
§ تعميق الإيمان بالله
§ تنمية الجوانب التربوية والاتجاهات والميول .
§ اكتشاف المواهب وتنمية المنهج العلمي في البحث والتفكير .
ويحصل ذلك بتنويع الأسئلة وعرض القضايا العلمية على شكل مشكلات ، وطرح الأسئلة ذات الإجابات المتعددة .
2- التربية مع التعليم .
والارتباط وثيق جدا بين هذه النقطة وسابقتها ،لكن لأهميتها يلزم أفرادها ، حيث يجب إلا ينصب اهتمام المعلم على تحقيق الأهداف المعلوماتية سواء المرتبط منها بالطريقة أو بالمادة ، ونسى كونه مربيا قبل أن يكون معلما متخصصا ، وهذا يتطلب منه أن يكون نموذجا للارتباط بين الجانب العلمي والجانب التربوي ، سواء من ناحية سلوكه الشخصي بالمدرسة أو علاقاته مع طلابه وكيفية تعامله مع قضاياهم ومشكلاتهم .
من ابرز المشكلات التربوية التي يعاني منها التعليم بشكل عام مشكلة عدم تفهم الأهداف الموضوعة للعملية التعليمية إن هدف المعلم الأساسي من عملية التدريس ذاتها هو تدريس المقرر ، أو بمعنى آخر أن يحفظ الطلاب ويستوعبوا جميع المعلومات الموجودة بالكتاب المدرسي . وهذا لا شك بعيد عن الأهداف العامة للتعليم ، حيث يعتبر المحتوى
( الكتاب) قناة مهمة لتحقيق الأهداف العامة للمقرر .
ومن هنا تبرز أهمية الأخذ بالأهداف السلوكية أثناء التحضير اليومي ، حيث يؤدي هذا إلى وضوح في الأهداف القريبة لدى المعلم ينعكس بدوره على الأهداف البعيدة لتدريس تلك المادة .
v الهدف السلوكي .
هو أصغر ناتج تعليمي ( لفظي أو عير لفظي )متوقع لعملية التعلم ويمكن قياسه .
مما يتكون الهدف السلوكي : أن + فعل سلوكي +الطالب +المصطلح العلمي +الحد ..+ ظروف تحقيق الهدف .
الفرق بين الفعل السلوكي والفعل غير السلوكي
إن الفعل السلوكي هو الفعل الذي يبدو على شكل سلوك ظاهر ويمكن قياسه .
إن الفعل غير السلوكي هو الذي لا يظهر على شكل سلوك وإنما هو عمليات ذهنية فقط .
مثال / الفهم ولإدراك عمليات ذهنية لا يمكن مشاهدتها على شكل سلوك إلا بتحويلها إلى صورة أخرى ، أو سلوك
آخر؛ لذلك لا داعي أصلا إلى كتابتها لعدم القدرة على قياسها بالتحديد .
شروط صياغة الأهداف السلوكية
1-الوضوح والتحديد / ينبغي أن يكون الهدف واضحا ومحددا : ما الذي يريده المعلم من تلاميذه بالضبط ؟ فلا يصح أن يضع المعلم هدفا عائما غير واضح _ مثال : أن يزداد إيمان الطالب بقدرة الخالق × أن يحرص على النظافة .بل لابد من الوضوح والتحديد أثناء صياغة الهدف .
2-إمكانية القياس أثناء الدرس /لابد من قياس الهدف السلوكي في زمن محدد وغالبا ما يكون وقت الحصة كافيا لقياس اكثر من هدف .
3- البساطة وعدم التعقيد / بمعنى أن تقتصر صياغة الهدف السلوكي على جانب واحدبعيدا عن التعقيد .
4_ عدم التداخل بين الأهداف السلوكية /فقد يكتب المعلم هدفا صحيحا ثم يضيف هدفا سلوكيا آخر ولكنه قد يكتشف أن أحدهما يحتوي على الآخر ضمنيا .
مجالات الأهداف السلوكية
يعتبر تصنيف ( بلوم ) للأهداف السلوكية من أشهر التصانيف المعروفة وقد قسمها إلى ثلاث مجالات هي :-
أولاً / المجال المعرفي :-
عنى بالنمو العقلي وتنمية مهارات التفكير ويقسم إلى ستة مستويات .
المستوى الأول بالحفظ والتذكر : ( حفظ وتذكر الأشياء ) أمثلة: يعدد … ، يعرّف … ، يذكر …
المستويات الخمسة تختص بمهارة التفكير وهي : -
1_ مستوى الفهم والاستيعاب : ( ترجمة المعلومات وتفسيرها واستنتاجها ) أمثلة يشرح .. يفسر .. يحول 2_ مستوى التطبيق تطبيق المعلومات في مواقف جديدة ) أمثلة : يعطي .. يحل .. يرسم .
3_ مستوى التحليل : ( تجزئة المعرفة إلى عناصرها مع إدراك العلاقات فيما بينها ) أمثلة يقارن ، يعلل ، يصنف .
4_ مستوى التركيب : ( توحيد المعلومات الجزئية ذات العلاقة في كليات ) … ( يعنى بالتفكير الابتكار )
أمثلة : يستخلص … يكتب … يصمم … يبتكر … يقترح … يتنبأ .
5_ مستوى التقويم : (القدرة على التقويم وإصدار الأحكام ) أمثلة : يذكر عيوب أو رأي … يقوّم …
ثانياً / المجال المهاري :-
ويعنى هذا المجال بالمهارات الحركية والقدرة على القيام بالأداء الذي يتطلب التآزر الحركي والنفسي والعصبي ومن مستويات هذا المجال :-
1- حركات الجسم الكبيرة : السباحة ، الرمي ، الجري.
2- حركات التآزر الدقيقة كالرسم ، الكتابة ، الطباعة ، قيادة السيارة ، استخدام الكمبيوتر ، تصميم الأجهزة .
3- وسائل التفاهم غير اللفظية : كتعبير الوجه ، التلميح ، واستخدام لغة الإشارة .
4- السلوك اللغوي : المنطق السليم والقدرة على التعبير والقدرة على تغيير نبرات الصوت حسب صياغة الكلام وحسب تغير الحركات الجسدية .
ثالثاً/ المجال الوجداني :-
وهذا المجال يهتم بالمشاعر والانفعالات مثل تكوين الاتجاهات وتنمية الميول والمواهب وبناء شخصية الفرد وينقسم إلى المستويات التالية :-
الاستقبال : ويتمثل في إثارة اهتمام افرد ومن مظاهره الإصغاء المتابعة لاختبار أمر ما ، الاهتمام والتأثر ، الرغبة في التعرف بشكل أكبر .
الاستجابة : تلي الاستقبال حيث يظهر رد الفعل لمستقبله التعلم على شكل مشاركة إيجابية ومن مظاهر ذلك إطاعة القوانين ولأنظمة ، الخوف من الله وتجنب العاصي عند سماع موعظة ، المشاركة في المناقشة حول قضية ما ، كتابة موضوع ما ، إجراء تجربة ما ،
التقويم : أي إعطاء القيمة ، وهذا المستوى أعلى من سابقيه ، حيث يتبلور الاستقبال فالاستجابة إلى سلوك معين يسلكه المتعلم ، نابع من إعطاء قيمة معينة لهذا السلوك وقناعة به ، ومن مظاهر هذا المستوى ، تقدير العلم والاهتمام به ، تبني اتجاه معين لحل المشكلات ، احترام آراء الآخرين .
التنظيم : وفي هذا المستوى يكون المتعلم قادراً على تنظيم قناعته وأفكاره وقيمه وربطها مع بعضها البعض للوصول إلى شيء جديد ، كمثال وضع خطة حل مشكلة معينة ، كتابة التصور كامل حول قضية معاصرة . شرح وجهة نظر وتفسيرها والتعليق عليها . والفرق بين التنظيم والتقويم بناء نظام من القيم والاتجاهات الخاصة به يترتب على ضوءه أنماطه السلوكية وطريقة تفكيره في الحياة ومن مظاهر هذا المستوى : اتخاذ القرار والمدافعة عنه ، تقبل النقد وتغير الموقف بناء على القناعة الشخصية .