عنوان الموضوع : رخصة الخروج المؤقت انشغالات ادارية
مقدم من طرف منتديات العندليب

* المقامة التّبّانيّـــــــــــــــــة

بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي

-إهداء: إلى روح العلاّمة والفهّامة "محمّد العربي بن التّبّاني" رحمه الله تعالى ،أرفع هذه المقامة .

حدّثنا الفتى الهُمام، عن شيخ العلماء في المسجد الحرام، بعد أنْ صام وقام :

هو "محمّد العربي بن التبّاني"، العالم الرّبّاني ، والزّاهد الرّوحاني، وشيخ العلماء في المسجد الحرام، وبليغ بُلغاء الكلام، وجهبذ الفقهاء في معرفة الحلال والحرام .

ولد بمدينة الأجواد، وقلعة الفقه والعلم والجهاد، وقبلة النّشامى الأمجاد، "رأس الوادي".

حفظ القرآن، وهو غضّ الأفنان، طريّ العود والأغصان، فكان فتى الفتيان، في حلبة العلم والعرفان.

هو النّاسك العابد، الورِع الزّاهد، وحمامة المساجد، وهوالرّاكع السّاجد، للقاهر الواحد، الذّي شرفت به قبيلة "أولاد عبد الواحد" ، لمّا حفظ المتون وأتقنَ مبادئ العقائد، فأتى بالفرائد وحازَ زبدةَ الفوائد.

تلقّى العلمَ الرّاسخ، على شيخِ المشايخ، "عبد الله بن القاضي اليعلاوي"، ولا عجب في ذلك يا عمّي "لهْواوي"،فهو سليل خاله الشيخ "السّعيد بلعيساوي"، الذي سارتْ بذكره الرّكبان في الحواضر والفيافي .

فقد حثّه على السّفَر، والجلَد والصّبر، بعدما غرسَ فيه العفاف والزّهد والطُّهْر، ليكون العالم الحَبْر، في ذلك العصر، ولافخر .

وفعلا لبّى النّدا، وأغاظ بعض العِدى، فحطّ عصا الترحال، في الحال، في رحلة ميمونة،إلى جامع الزّيتونة، الدّرّة المصونة، والجوهرة المكنونة، فكان بحقّ، مثلما نطقتْ به ألسنة ُالصّدق "ممّن أدركَ العلم بالمصباح، والجلوس إلى الصّباح، وبالسّفر والسّهَر، والبكور إلى الفجْر ".

ومن الزيتونة الميمونة، يمّمَ شطر المدينة ، حيث أدركَ السّادةَ النّجباء، والمشايخ الأجِّلاّء، والفقهاء النّبهاء، والمصاقعة البُلغاء، فنهل من معين شيخ شنقيط، لامِن الماجنِ العبيط ،صاحبِ"مالَ بنا الغبيط"، كما أخذ العلم على "حمدان لونيسي"، أستاذِ شيخنا "الباديسي"، الذّي فاقَ في عصره نباهةَ "الإدريسي".

ولمّا جعلَ العلم زاده، وغايته ومراده، وبوصلته وسداده، فقد نقلَه دعاءُ الأولياء الكرام ، إلى المسجد الحرام...

حين وصل تلك الدّيار، احتضنَه الأطهارُ الأخيار، وأفْرَشوا له القلوبَ والأزهار، وهاهو ذا يرتشف الماء الزّلال،من أفواه الرّجال، فيغرف من فصيح الكلام، ويعرف ترويض الأفهام، من العالم القَمقام، ومُحقّق ذاك الزّمان،"عبد الرّحمن الدّهّان"، صاحب الدّرر الثِّمان، والآيات الحِسان، في فهم بلاغة وأسرار القرآن.

نِعْمَ الجليس ، حين اعتلى كرسيّ التّدريس، فأزالَ كلّ دجلٍ و تلبيس وتدليس، ولاغرو في ذلك فهو صنو "الإبراهيميّ" و"ابن باديس"، في مقارعة وكشف زيف "باريس".

وهاهو الشّيخ الجحْجاح، والقمر الوضّاح، والقنديل والمصباح، ينشر الشّذى الفوّاح، فيغمر البطاح، فتظهر للناس مدرسة "الفَلاح"، على نهج القرآن، والأحاديث الصّحاح ، وتصون عقيدةَ المسلم وسليقة العرب الأقحاح .

لقد رجَحَ علمُه في الميزان، وعلا شأنه حتّى بزَّ "بديع الزّمان"، بزهده تنمّقَ العلمُ وازدان، وفاحَ بالعبَق والعنفوان، في خميلةِ العلم والعرفان، فأهدى تلامذته صدْقَ الإيمان ، على طبَقٍ من السّوسن والرّيحان.

أيْ بُنيًّ : انهض ولا تقعد، والحقْ بالعلاّمة الأمجد، والدّرّاكة الأسعد، والفهّامة الأوحد، فهو في فنون النّحو والسّيرة والتّجويد، مثل "يحي عبد الحميد" ،أو "ابن العميد" في الكتابة والتّنضيد، يأتي بالمفيد، لكلّ طالبٍ مُريد، وهو مَنْ قرّبَ وسهّل المسالك، إلى" مُوطّأ الإمام مالك"، وبذلك أنقذ َالعامّة والخاصّةَ من شرّ المهالك .

أتى بالعجب، في خدمة لغة العرب، وهاهو ذا كتابه " محادثة أهل الأدب، بأخبار وأنساب جاهليّة العرب"، يُغنيكَ عن المال والذّهب.

عرفَتْه الحلقاتُ الشّرعيّة، والمنابر الدّعويّة، مُنافحا عن السّيرة النبويّة ، والعقيدة السّلفيّة ، لا التّلفيّة ،فقد ختمَ على مُريديه سيرة ابن هشام وعقود الجُمان، والإتقان في علوم القرآن، ولسان الميزان، وفتح الباري والإصابة، وأسد الغابة في تراجم الصّحابة، والكامل لابن الأثير، وتاريخ الطبري لابن جرير، ووفيات الأعيان لابن خلِّكان، وطبقات الشافعيّة، دون أن ينسى طبقات المالكيّة .

وإذا أردتَ الزّيادة، فاقصد حلقةَ درسه في "باب الزّيادة"، وإذا أردتَ نيل الحظوة ،وإبعاد البلوى والصّبْوة، فجالسْه في "الحصوة".

وإذا أردتَ أن تكون من ذوي الحصافة والنجابة، فاقرأ سِفره" إتحاف ذوي النّجابة، بما في القرآن والسّنة من فضائل الصّحابة". وإنْ شئتَ اختصار الكلام ، عن المسجد الحرام، فعليك بكتابه " خلاصة الكلام، فيما هو المراد بالمسجد الحرام".

وهبَه الإله الأكرم، سرعة الحفظ والفهم، ونعمة الزّهد والعلم، وشيمة الورع والحِلم، حتّى شُبِّه بــ"ابن أدهم".

حازَ المكرمات، فكانت له كرامات، في تلك البقاع الخالدات، والجَنَبات الطاهرات ، واسمع لهذه الأبيات الرّائعات، لتلميذه "محمد أمين كتبي" وهو يصدح بالشمائل الخالدات ، لإمام الزّهد في الفلوات:

مَن كان يعتزّ في علم وفي أدب ** بشيخه فأنا أعتـــــــزّ بـ"العربي"

شيخٌ تمكّنَ فيه الفضلُ فانبثقـــتْ ** أنواره فحكتْ سيّارةَ الشُّــــــهُب

هذا ربيعٌ فلا تعجب إذا جمعتْ ** هذي الحدائقُ بين الزّهر والعشب


الصور المرفقة
images (12).jpg‏ (3.3 كيلوبايت, المشاهدات 3)

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========